تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٢٧

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

[حوادث]

سنة سبع وثمانين وثلاثمائة

فيها توفّي فخر الدولة علي ابن ركن الدولة ابن بويه بالرّيّ ، ورتّبوا ولده رستم في السلطنة وهو [ابن] (١) أربع سنين ، وكان فخر الدولة قد أقطعه أبوه بلدانا ، فلما توفّى أخوه بويه كتب إليه الصّاحب إسماعيل بن عبّاد يحثّه على الإسراع ، فقدم وتملّك مكان أخيه ، واستوزر ابن عبّاد ، وكان شهما شجاعا ، جمّاعا للأموال ، لقّبه الطائع «فلك الأمّة». وكانت سلطنته أربع عشرة سنة ، وعاش ستّا وأربعين سنة. ولما اشتدّ به مرضه أصعد إلى قلعة ، فبقي بها أياما يمرّض ، فمات ، وكانت الخزائن مقلة مختومة ، وقد جعل مفاتيحها في كيس من حديد وسمّر ، وحصّلت عند ولده رستم ، فلم يوجد ليلة وفاته شيء يكفّن فيه ، وتعذّر النزول إلى البلد لشدّة شغب الجند ، فاشتروا من قيّم الجامع ثوبا ، فلفّ فيه ، وشدّ بالجبال ، وجرّ على درج القلعة حتى تقطّع ، وكان يقول : قد جمعت لولدي ما يكفيهم ويكفي عسكرهم خمس عشرة سنة.

وكان ترك ألفى ألف دينار وثمانمائة ألف وخمسة وسبعين ألف دينار (٢) ، ومن الجواهر واليواقيت واللؤلؤ أربعة عشر ألف ، وخمسمائة قطعة (٣) ، قيمتها ثلاثة آلاف ألف ، ومن الأواني الذّهب ما وزنه ألف دينار (٤) ، ومن أواني الفضّة ثلاثة آلاف درهم (٥) ، ومن الثياب ثلاثة آلاف حمل ، وخزانة السلاح ألفا حمل ،

__________________

(١) سقطت من الأصل ، واستدركناها من (المنتظم ٧ / ١٩٠).

(٢) في المنتظم) زيادة : «وخمسة وسبعين ألفا ومائتين وأربعة وثمانين دينارا».

(٣) في (المنتظم) : «وخمسمائة وعشرين قطعة».

(٤) في (المنتظم) : «ألف ألف دينار».

(٥) في (المنتظم) : «ثلاثة آلاف ألف».

٢١

وخزانة الفرش ألف وخمسمائة حمل ، إلى غير ذلك. (١)

* * *

__________________

(١) قارن بالمنتظم ٧ / ١٩٨.

وانظر ترجمة فخر الدولة في : المنتظم ٧ / ١٩٠ و ١٩٧ ، ١٩٨ رقم ٣١٣ ، والكامل في التاريخ ٩ / ١٣١ ، و ١٣٢ ، ودول الإسلام ١ / ٢٣٥ ، والبداية والنهاية ١١ / ٣٢٢ ، وتاريخ العظيمي ٣١٥ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء ١٨٤ ، ١٨٥ ، وتاريخ مختصر الدول ١٧٨ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ١٣٣ ، وذيل تجارب الأمم ٢٩٦ ، وتاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا).

٢٢

[حوادث]

سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة

فيها قبض القادر بالله على كاتبه أبي الحسن علي بن عبد العزيز ، وقلّد أبا العلاء سعيد بن الحسن بن تريك ، ثم بعد شهرين ونصف عزله ، وأعاد أبا الحسن (١).

وفي ذي الحجّة جاء برد مفرط ببغداد ، وتجلّد الماء وبول الدّوابّ والخيل (٢).

وفيها جلس القادر بالله للرسولين اللّذين من جهة أبي طالب رستم بن فخر الدولة وأبي النّجم بدر بن حسنوية ، فعهد لرستم على الرّيّ وأعمالها ، وأرسل اللواء والخلع ، وعهد لبدر على الجبل ، ولقّبه «أبا طالب مجد الدولة» (٣).

أعجوبة

وهي : هلاك تسعة ملوك على نسق في سنتي سبع وثمانين وثمان وثمانين وثلاثمائة.

وفيهم يقول أبو منصور عبد الملك بن محمد الثّعالبيّ (٤) :

ألم تر مذ عامين أملاك عصرنا

يصيح بهم للموت والقتل صائح

 __________________

(١) المنتظم ٧ / ٢٠٢.

(٢) المنتظم ٧ / ٢٠٢.

(٣) المنتظم ٧ / ٢٠٢.

(٤) صاحب كتاب «يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر» (٣٥٠ ـ ٤٢٩ ه‍.) انظر ترجمته في :

معاهد التنصيص ٣ / ٢٦٦ ، نزهة الألباء ٢٤٩ ، دمية القصر ١٨٣ ، الذخيرة لابن بسام (القسم=

٢٣

فنوح بن منصور طوته يد الرّدى

على حسرات ضمّنتها الجوانح

ويا بؤس منصور وفي يوم سرخس

تمزّق عنه ملكه وهو طائح

وفرّق عنه الشمل بالشمل واغتدى

أميرا ضريرا تعتريه الجوائح (١)

وصاحب جرجانية في ندامة

ترصده طرف من الحين طامح (٢)

خوارزم شاه شاه وجه نعيمه

وعنّ له يوم من النّحس طالح (٣)

وكان علا في الأرض يخبطها أبو

عليّ إلى أن طوّحته الطوائح

وصاحب بست ذلك الضيغم الّذي

براثنه للمسرفين مفاتح (٤)

أناخ به من صدمة الدّهر كلكل

فلم تغن عنه والمقدّر سانح (٥)

جيوش إذا أربت على عدد الحصى

تغص بها قيعانها والضّحاضح

وصاحب مصر قد مضى لسبيله

ووال الجبال غيّبته الضّرائح (٦)

ودارت على صمصام دولة بويه

دوائر سوء نبلهنّ فوادح (٧)

وقد جاز والي الجوزجان فناظر

الحياة فوافته المنايا الطوائح

وفائق المجبوب قد جبّ عمره

فأمسى ولم يندبه في الأرض نائح

مضوا في مدى عامين واختطفتهم

عقاب إذا طارت تخرّ الجوارح

أما لك فيهم عبرة مستفادة

بلى ، إنّ نهج الاعتبار لواضح

 __________________

الأخير في تراجم المشارقة) ، وفيات الأعيان ٣ / ١٧٨ رقم ٣٨١ ، العبر ٣ / ١٧٢ ، شذرات الذهب ٣ / ٢٤٦ ، البداية والنهاية ١٢ / ٤٤ ، مرآة الجنان ٣ / ٥٣ وفيه وفاته سنة ٤٣٠ ه‍ ، وطبقات النحويين واللغويين ٣٨٧ ـ ٣٨٩ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ١٦٢ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٥٢١ ، وسير أعلام النبلاء ١٧ / ٤٣٧ ، ٤٣٨ ، رقم ٢٩٢ ، ومفتاح السعادة ١ / ١٨٧ و ٢١٣ ، وروضات الجنات ٤٦٢ ، ٤٦٣ ، وهدية العارفين ١ / ٦٢٥.

(١) كتب على الهامش بجانب هذا البيت. «هو أبو الحرث منصور بن نوح».

(٢) كتب بالحاشية قرب هذا البيت : «هو فخر الدولة على بن بويه الديلميّ».

(٣) كتب بجانبه : «هو أبو العباس مأمون بن محمد بن خوارزم ...».

(٤) كتب بجانبه : «هو أبو علي محمد بن محمد بن إبراهيم بن سمجور».

(٥) كتب بجانبه : «هو الأمير ناصر الدولة أبو منصور سبكتكين».

(٦) كتب هذا البيت على الحاشية اليمنى من الأصل. وبجانبه : «هو العزيز معدّ بن المعزّ تميم».

(٧) كتب بجانبه : «هو أبو كاليجار عضد الدولة فنّا خسرو».

٢٤

[حوادث]

سنة تسع وثمانين وثلاثمائة

كانت قد جرت عادة الشيعة في الكرخ وباب الطّاق ، بنصب القباب ، وإظهار الزّينة يوم الغدير ، والوقيد في ليلته ، فأرادت السّنيّة أن تعمل في مقابلة هذا أشياء ، فادّعت أنّ اليوم الثامن من يوم الغدير كان اليوم الّذي حصل فيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبو بكر في الغار ، فعملت فيه ما تعمل الشيعة في يوم الغدير ، وجعلت بإزاء عاشوراء يوما بعده بثمانية أيام ، إلى مقتل مصعب بن الزّبير ، وزارت قبره بمسكن ، كما يزار قبر الحسين ، فكان ابتداء ما عمل في الغار يوم الجمعة لأربع بقين من ذي الحجّة (١) ، وأقامت السّنّيّة هذا الشعار القبيح زمانا طويلا ، فلا قوّة إلّا بالله.

وفيها عزل ملك ما وراء النهر من المملكة ، وهو منصور بن نوح ، وحبس بسرخس.

وبويع أخوه عبد الملك ، فبقي في الملك تسعة أشهر ، وحاربه الملك الخان ، وأسره ، واستولى على بخارى في ذي القعدة ، من هذا العام.

ومات عبد الملك بأفكند في السجن بعد قليل (٢).

* * *

__________________

(١) المنتظم ٧ / ٢٠٦ ، والكامل في التاريخ ٩ / ١٥٥.

(٢) الخبر مطوّلا في : الكامل في التاريخ ٩ / ١٤٥ ـ ١٤٩. وتاريخ گزيده ١٤٨.

٢٥

[حوادث]

سنة تسعين وثلاثمائة

فيها ظهر بسجستان معدن للذهب ، فكانوا يصفّون من التراب الذّهب الأحمر (١).

وفيها قلّد القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضّبّي مدينة المنصور ، مضافا إلى قضاء الكوفة وغيرها ، وولّي القاضي أبو محمّد عبيد الله بن محمد الأكفاني الرّصافة وأعمالها (٢).

وفيها ولّي نيابة دمشق فحل بن تميم (٣) من جهة الحاكم ، فمرض ومات بعد أشهر ، ووليّ بعده عليّ بن جعفر بن فلاح (٤).

آخر الحوادث

* * *

__________________

(١) المنتظم ٧ / ٢٠٧ ، الكامل في التاريخ ٩ / ١٦٢.

(٢) المنتظم ٧ / ٢٠٧.

(٣) هو : أبو الحارث فحل بن إسماعيل بن تميم بن فحل الكتامي ، وقد قلّد مدينة صور مع دمشق. (اتعاظ الحنفا ٢ / ١٧) وورد في (ذيل تاريخ دمشق ٥٧) : «تميم بن إسماعيل المغربي القائد المعروف بفحل». وانظر : أمراء دمشق للصفدي ٦٥ رقم ٢٠٥.

(٤) هو : أبو الحسن علي بن جعفر بن فلاح بن أبي مرزوق الكتامي. من كبار وزراء الدولة الفاطمية. كان يلقّب «وزير الوزراء ، ذي الرئاستين ، الأمر المظفّر ، قطب الدولة». وكان أبوه جعفر من الأجواد ، مدحه الشاعر ابن هانئ الأندلسي. (انظر : الحلّة السيراء لابن الأبّار ، تحقيق الدكتور حسين مؤنس ـ حاشية ٣ / من الجزء ١ / ٣٠٤ ، ٣٠٥ ـ طبعة القاهرة ١٩٦٣ ، والإشارة إلى من نال الوزارة لابن منجب الصيرفي ـ تحقيق عبد الله مخلص ـ ص ٣٠ ـ ٣٢ ـ طبعة القاهرة ١٩٢٤ ، وتاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) ، وكتابنا : تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور ـ ج ١ / ٢٩٠ ـ ٢٩١ ، الطبعة الثانية ١٩٨٤).

٢٦

[تراجم وفيات]

سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة

أحمد بن إبراهيم بن تمّام (١) ، أبو بكر البعلبكيّ المقرئ الفقهية ، قاضي بعلبكّ.

سمع خيثمة الأطرابلسي ، وأبا الميمون بن راشد ، وجماعة.

وعنه : محمد بن يونس الإسكاف ، وأحمد بن الحسن الطّيّان.

أحمد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن حمزة ، أبو نصر النّيسابوري المؤذّن الورّاق ، المعروف بابن حسكويه. كان كثير الحديث.

سمع السّرّاج ، وابن خزيمة ، والماسرجسي ، ومحمد بن إبراهيم العبدوي.

روى عنه : الحاكم ، وأبو (٢) سعد الكنجروذي ، وغيرهما.

توفّي في شعبان.

أحمد بن الحسين بن مهران (٣) ، أبو بكر الأصبهانيّ ثم النّيسابوريّ

__________________

(١) تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) ٣ / ١٦٤ و ١٧ / ٣٦٦ و ٢٩ / ١٠٥ و ٣٧ / ٢٨٢ ، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ـ د. عمر عبد السلام تدمري ـ ق ١ ج ١ / ٢٧٢ رقم ٧٧ ، طبعة المركز الإسلامي للإعلام والإنماء ، بيروت ١٩٨٤ ، ومن حديث خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي ـ د. عمر عبد السلام تدمري ـ ص ٣٥ ـ طبعة دار الكتاب العربيّ ١٤٠٠ ه‍ / ١٩٨٠ م.

(٢) في الأصل «أبا».

(٣) تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) ٣٠ / ١ و ٤٠ / ١٢٦ ، طبقات الشافعية للإسنويّ ٢ / ٤٠٠ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٣٣٨٠ ، العبر ٣ / ٤٤ ، طبقات القراء ١ / ٤٧٠ ، مرآة الجنان ٢ / ٤٤٢ ، حسن المحاضرة ١ / ٢٨٠ ، الأنساب ٢ / ٥٤٥ ، معجم الأدباء ٣ / ١٢ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٧٥ ، سير أعلام النبلاء (المصور) ١٠ ق ٢ / ٢٥٠ ، النجوم الزاهرة ٤ / ١٦٠ ، شذرات الذهب ٣ / ٩٧ ، كشف الظنون ١٠٢٥ و ١٤٢٤ ، معجم المؤلفين

٢٧

المقرئ العابد ، مصنّف كتاب «الغايات في القراءات» ، قرأ لهشام بدمشق ولابن ذكوان على أبي الحسن محمد بن النّضر الأخرم ، وببغداد على زيد بن أبي بلال الكوفي ، وابن مقسّم ، وأبي بكر النّقّاش ، وأبي الحسن بن ثوبان ، وأبي عيسى بكار بن أحمد ، وهبة الله ابن جعفر ، وبخراسان على غير واحد ، وسمع من أبي العبّاس السّراج ، وابن خزيمة ، وأحمد بن حسين الماسرجسي ، ومكّي بن عبدان.

روى عنه الحاكم ، وأبو حفص بن مسرور ، وأبو سعد الكنجروذي وعبد الرحمن بن الحسن بن عليك ، والمقرئ أبو سعد أحمد بن إبراهيم.

قال الحاكم : كان إمام عصره في القراءات ، وكان أعبد من رأينا من القرّاء ، وكان مجاب الدعوة ، انتقيت عليه خمسة أجزاء ، وتوفّي في شوّال ، وله ستّ وثمانون سنة. وتوفّى في هذا اليوم أبو الحسن العامري صاحب الفلسفة ، فحدّثني عمر بن أحمد الزّاهد : سمعت الثقة من أصحابنا يذكر أنّه رأى بكر بن مهران في المنام في الليلة التي دفن فيها ، فقلت : أيّها الأستاذ ، ما فعل الله بك؟ قال : إنّ الله عزوجل أقام أبا الحسن العامري بحذائي وقال : هذا فداؤك من النّار (١).

وقال الحاكم : قرأنا على ابن مهران ببخارى كتاب «الشامل في القراءات».

وقرأت أنا كتاب «الغاية» له علي أبي الفضل بن عساكر ، بإجازته من المؤيّد الطّوسي ، وزينب الشعرية قالا : أنبا (٢) زاهر الشحامي ، أنا (٣) أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرئ ، أنا المصنّف رحمه‌الله ، وقد قرأ عليه جماعة ، منهم أبو الوفاء مهدي بن طوارة شيخ الهذلي.

__________________

(١) / ٢٠٨ ، ٢٠٩ ، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ـ ق ١ ـ ج ١ / ٢٩٥ رقم ١١٠ ، المنتظم ٧ / ١٦٥ ، رقم ٢٦١ ، البداية والنهاية ١١ / ٣١٠ ، معرفة القراء الكبار ١ / ٢٧٩ ، ٢٨٠ رقم ٢٣ ، تاريخ التراث العربيّ ١ / ٣٠ رقم ١٩ ، الأعلام ١ / ١١٢.

(١) معرفة القراء ١ / ٢٨٠.

(٢) اختصار كلمة «أنبأنا».

(٣) اختصار كلمة «أخبرنا».

٢٨

أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه ، أبو الحسين الفقيه المديني (١) الضّرير.

حدّث في هذا العالم عن أبي القاسم البغوي ، وابن أبي داود.

وعنه : أحمد بن علي النزوي ، وأبو نصر الكسائي.

أحمد بن محمد بن الفضل (٢) بن الجرّاح ، أبو بكر الخرّاز البغدادي.

سمع أبا حامد الحضرميّ ، وأبا بكر بن دريد ، ولزم ابن الأنباري ، فأخبر عنه وروى تصانيفه. وكان ثقة ديّنا : ظاهر المروءة ، من الفرسان المذكورين.

روى عنه : أبو القاسم التنوخي ، وأبو محمّد الجوهري.

إبراهيم بن محمد بن محفوظ بن معقل ، أبو إسحاق النّيسابورى ، شيخ محتشم. كان أحد المجتهدين في العبادة.

سمع : أبا بكر بن خزيمة ، وأبا العبّاس بن السرّاج ، وأحمد بن محمد الماسرجسي.

توفّي في ربيع الأوّل.

وعنه الحاكم قال : رأيت أصوله صحيحة ، وأكثرها بخطّة.

بزال الأمير (٣) ولّي حرب منير الّذي كان على نيابة دمشق ، فهزمه بزال ، واستولى على دمشق في هذه السنة ، وقد ولّي طرابلس أيضا.

بكجور التركي (٤) ، الأمير أبو الفوارس ، مولى سيف الدولة بن حمدان.

__________________

(١) تكرر قبلها «أبو الحسين».

(٢) تاريخ بغداد ٥ / ٨١ رقم ٢٤٧٠ ، المنتظم ٧ / ٦٥ رقم ٢٦٠ ، معجم الأدباء ٤ / ٢٣٩ ، الوافي بالوفيات ٨ / ٨٠ رقم ٣٥٠٦ ، النجوم الزاهرة ٤ / ١٦٠.

(٣) سبق ضبط اسمه في حوادث سنة ٣٨١ ه‍.

وقد ولي طرابلس حول سنة ٣٧٠ حتى ٣٨١ ه‍. (انظر : تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ عبر العصور ـ الجزء الأول ـ ص ١٩٩ للمحقق د. عمر عبد السلام تدمري ـ طبعةدار البلاد ، طرابلس ١٩٧٨).

(٤) ذيل تجارب الأمم ٣ / ٢٠٨ ـ ٢١١ ، ذيل تاريخ دمشق ٣٠ ـ ٣٤ ، الكامل في التاريخ ٩ / ٥٨ وما بعدها و ٨٥ ، ٨٦ ، تاريخ ابن خلدون ٤ / ١١٢ ، ١١٣ ، أمراء دمشق ١٨ رقم ٦٥ ، النجوم الزاهرة ٤ / ١٦٠ ، الدرة المضية ٢٢٢ و ٢٣٠ ، اتعاظ الحنفا ١ / ٢٥٩ ، تاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) ، خطط الشام ١ / ٢٣٥ ، ٢٣٦ ، تاريخ طرابلس السياسي=

٢٩

ولي إمرة حمص ، ثم ولي دمشق للعزيز العبيدي ، فجار وظلم وصادر ، وخرج عن طاعة العزيز ، فجهّز إليه منير الخادم من مصر ، في سنة ثمان وسبعين ، فبعث بكجور عسكرا ، فالتقوا ، فانتصر منير ، ثم تصالحا ، وذهب بكجور إلى الرّقّة ، فأقام بها دعوة العزيز ، ثم قتل بنواحي ، حلب ، في سنة إحدى هذه (١).

بشر بن الحسين الشيرازي (٢) قاضي القضاة ، أبو سعيد. قدّمه عضد الدولة للقضاء ، فولّاه الطائع قضاء القضاة ، سنة تسع وستّين. وكان فقيها ظاهريا متديّنا معظّما للآثار ، وما أراه قدم بغداد ، بل استناب عليها أربعة قضاة ، ثم إنّه عزل في سنة ستّ وسبعين.

مات بشيراز عن سبعين سنة في هذا العام. أرّخه ابن الخازن.

وقال أبو إسحاق الشيرازي في «طبقات الفقهاء» في أصحاب داود : ومنهم قاضي القضاة أبو سعد بشر بن الحسين ، كان إماما ، أخذ العلم عن علي بن محمد صاحب ابن المغلّس بفارس.

جوهر ، أبو الحسن (٣) القائد الرومي المعروف بالكاتب ، مولى المعزّ

__________________

والحضاريّ ـ د. تدمري ـ ج ١ / ٢٠٠ ـ ٢٠٢ ، الوافي بالوفيات ١٠ / ٢٠٢ رقم ٤٦٨٤ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٢٨ ، واتعاظ الحنفا ١ / ٢٥٤ ـ ٢٥٦ ـ و ٢٥٨ ـ ٢٦٠ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٣١٠.

(١) انظر عن بكجور في كتابنا : تاريخ طرابلس ١ / ٢٨١ ـ ٢٨٢ الطبعة الثانية.

(٢) طبقات الفقهاء ١٧٧ ، ١٧٨ و ١٧٩.

(٣) النجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة ٢٢ و ٣٣ و ٤١ و ٤٣ و ٥٦ و ١٠١ ـ ١٠٦ ، تهذيب ابن عساكر ٣ / ٤١٦ ، الكامل في التاريخ ٨ / ٥٩٠ و ٥٩١ و ٩ / ٩٠ ، وفيات الأعيان ٣ / ٣٧٥ ـ ٣٨٠ رقم ١٤٥ ، العبر ٣ / ١٦ ، دول الإسلام ١ / ٢٣٢ ، اتعاظ الحنفا ١ / ٢٧٢ ، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ٤ / ٢٨ ـ ٥٤ ، كتاب الولاة والقضاة ٢٩٧ ، ٢٩٨ ، ٥٤٧ ، ٥٨٤ ، ذيل تاريخ دمشق ١ ، ٢ ، ١٢ ، ٣١٠ ، ٣١١ ، شذرات الذهب ٣ / ٩٨ ، ٩٩ ، الدرة المضية ١٢٠ ـ ١٢٥ و ١٣٠ ، و ١٣٥ و ١٣٧ ـ ١٤٠ و ١٤٢ ـ ١٤٥ و ١٧٣ و ١٧٧ ـ ١٧٩ و ٢٥٣ ، نشوار المحاضرة ٤ / ١٧١ ، معجم البلدان ٤ / ٢٢ ، تلخيص معجم الألقاب ٣ / ٥٦١ ، حسن المحاضرة ١ / ٥٥٩ و ٢ / ٢٠١ ، الوافي بالوفيات ١١ / ٢٢٤ ـ ٢٢٦ رقم ٣٢٠ ، بدائع الزهور ـ ج ١ ـ ق ١ / ١٨٩ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٢٨ ، وتاريخ ابن الوردي ١ / ٣١١ ، ومرآة الجنان ٣ / ٤١١ ، وتاريخ يحيى بن سعيد الأنطاكي (بتحقيقنا) والبداية والنهاية ١١ / ٣١٠ ، وسير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٦٧ ، ٤٦٨ رقم ٣٤٢.

٣٠

أبى تميم. قدم من المغرب بتجهيز المعزّ إلى ديار مصر في الجيوش والأهبة في سنة ثمان وخمسين ، فاستولى على إقليم مصر ، وابتنى القاهرة ، واستمرّ عالي الأمر نافذ الكلمة.

وكان بعد موت كافور صاحب مصر قد انخرم النظام ، وأقيم في الملك أحمد بن علي بن الإخشيد وهو صغير ، وكان ينوب عنه ابن عمّ والده والحسن بن عبيد الله بن طغج ، والوزير حينئذ جعفر بن الفرات ، فقلّت الأموال على الجند ، فكتب جماعة إلى المعزّ يطلبون منه عسكرا ليسلّموا إليه مصر ، فنفّذ جوهرا في نحو مائة ألف فارس أو أكثر ، فنزل بتروجة (١) بقرب الإسكندرية ، فراسله أهل مصر في طلب الأمان وتقرير أملاكهم لهم ، فأجابهم جوهر ، وكتب لهم العهد ، فعلم الإخشيديّة بذلك ، فتأهّبوا للقتال ، فجاءتهم الكتب والعهود ، فاختلفت كلمتهم. ثم أمّروا عليهم ابن الشويزاني ، وتوجّهوا للقتال نحو الجزيرة ، وحفظوا الجسور ، فوصل جوهر إلى الجيزة ، ووقع بينهم القتال في حادي عشر شعبان ، ثم سار جوهر إلى منية الصّيّادين ، وأخذ مخاضة منية شلقان (٢) ، ووصل إلى جوهر طائفة من العسكر في مراكب ، وحفظ أهل مصر البلد ، فقال جوهر للأمير جعفر بن فلاح : لهذا اليوم خبّأك المعزّ ، فعبر عريانا في سراويل وهو في مركب ، ومعه الرجال خوضا ، فوصلوا إليهم ، ووقع القتال ، فقتل خلق كثير من الإخشيدية ، وانهزم الباقون ، ثم أرسلوا يطلبون الأمان ، فأمّنهم جوهر ، وحضر رسوله ومعه بند أبيض ، وطاف بالأمان ، ومنع من النّهب ، فسكن النّاس ، وفتحت الأسواق ، ودخل من الغد جوهر القائد في طبوله وبنوده ، وعليه ديباج مذهّب ، ونزل موضع القاهرة اليوم ، واختطّها ، وحفر أساس القصر ليلته ، فأرسل إلى مولاه يبشّره بالفتح ، وبعث إليه برءوس القتلى ، وقطع خطبة بني العبّاس ، ولبس السّواد ، وألبس الخطباء البياض ، وأن يقال في الخطبة «اللهمّ صلّ على محمد المصطفى ، وعلى عليّ المرتضى ، وعلى فاطمة البتول ، وعلى الحسن والحسين سبطي

__________________

(١) تروجة : بالفتح ثم الضم وسكون الواو ، وجيم. قرية بمصر من كورة البحيرة من أعمال الإسكندرية. (معجم البلدان ٢ / ٧٢).

(٢) في الأصل «سلقان» بالسين المهملة ، والتصحيح من (اتعاظ الحنفا ١ / ١٠٩).

٣١

الرسول ، وصلّ على الأئمّة آباء أمير المؤمنين المعزّ بالله».

ثم في ربيع الآخر سنة تسع وخمسين أذّنوا بمصر ب «حيّ على خير العمل» ، فاستمرّ ذلك ، وكتب إلى المعزّ يبشّره بذلك ، وفرغ من بناء جامع القاهرة في رمضان سنة إحدى وستّين ، والأغلب أنّه الجامع الأزهر (١).

وكان جوهر حسن السيرة في الرّعيّة ، ولما مات رثاه جماعة من الشعراء.

توفّي سنة إحدى وثمانين ، وهو على معتقد العبيديّة.

الحسن بن محمد بن جعفر (٢) بن محمد بن حفص المغازلي الأصبهاني ، في المحرّم.

الحسين بن عمر بن عمران (٣) بن حبيش ، أبو عبد الله البغدادي ، وعنه عبيد الله الأزهري ، وأبو القاسم التنوخي.

وثّقه العتيقي.

الحسين بن موسى بن سعيد ، أبو علي الخيّاط المصري. إمام جامع مصر ، وعاش تسعا وسبعين سنة.

حمدان بن أحمد بن مشارك الهروي ، روى عن : أبي إسحاق بن ياسين.

روى عنه : أبو يعقوب القرّاب.

حيّان القرطبي ، أبو بكر الزّاهد العابد ، من كبار الأولياء ، ومن أصحاب أبي بكر بن مجاهد الصّوفي.

توفّي بقرطبة في ربيع الأوّل من السنة.

خلف بن إبراهيم بن عصمة الشبلي (٤) النّيسابوري. سمع أبا العبّاس السّرّاج وجماعة.

__________________

(١) انظر : عيون الأخبار وفنون الآثار (السبع السادس) ١٤٥ وما بعدها ، واتعاظ الحنفا ١ / ١١٧.

(٢) ذكر أخبار أصبهان ١ / ٢٧٤.

(٣) تاريخ بغداد ٨ / ٨٢ رقم ٤١٦٩ ، المنتظم ٧ / ١٦٦ رقم ٢٦٢.

(٤) في الأصل «البلى».

٣٢

توفّي في جمادى الآخرة.

شريف بن سيف الدولة : (١) علي بن عبد الله بن حمدان الأمير ، أبو المعالي سعد الدولة ، ملك حلب ونواحيها بعد أبيه ، وطالت أيّامه ، ثم عرض له قولنج أشفى منه على التلف ، ثم تماثل ، فواقع جارية فلما فرغ بطل نصفه ، فدخل إليه الطّبيب فأمر أن يسجر عنده النّد والعنبر ، فأفاق قليلا ، فقال له الطبيب : أرني يدك ، فناوله يده اليسري ، فقال : هات اليمين. فقال : ما تركت لي اليمين يمينا. وكان قد حلف وغدر. وتوفّي في رمضان ، وله أربعون سنة وأشهر ، وتولّى بعده ابنه أبو الفضائل سعد ، وبموت سعد انقرض ملك سيف الدولة.

سنان (٢) بن محمد الضّبعي البصري : لا أعلم متى توفّي.

لقيه أبو ذرّ الهروي بعد الثمانين وثلاثمائة ، وقال : قرأت عليه من أصل سماعه : ثنا أبو خليفة ، فذكر أحاديث.

عبد الله بن أحمد بن حمّويه (٣) بن يوسف بن أعين ، أبو محمد السّرخسي (٤). سمع (٥) سنة ستّ عشرة وثلاثمائة من الفربري «صحيح البخاري» ، وسمع من عيسى بن عمر بن العبّاس السمرقندي كتاب «الدارميّ» ، وسمع من إبراهيم بن خزيم الشّاشي «مسند عبد» وتفسيره.

__________________

(١) زبدة الحلب ١ / ١٥٥ ـ ١٨١ ، مرآة الجنان ٢ / ٤١٤ ، الأعلاق الخطيرة ٣ / ٧٣ ـ ٧٦ و ٣١٥ ـ ٣٢١ ، الوافي بالوفيات ١٦ / ١٤٦ ، ١٤٧ رقم ١٦٩ ، النجوم الزاهرة ٤ / ١٦١ ، شذرات الذهب ٣ / ١٠٠ ، دول الإسلام ١ / ٢٣٣ ، الكامل في التاريخ ٩ / ٨٥ ـ ٩٠ ، ذيل تجارب الأمم ٢١٥ ، ٢١٦ ، ذيل تاريخ دمشق ٤١ ، العبر ٣ / ٣ / ١٦ ، ١٧ ، تاريخ الأنطاكي ١ / ١٧٤ (بتحقيقنا) ، مآثر الإنافة ١ / ٣٢٤ ، ٣٢٥ ، تاريخ مختصر الدول ١٧٧ ، تاريخ الزمان ٧٢.

(٢) في الأصل «شيان».

(٣) دول الإسلام ١ / ٢٣٣ ، العبر ٣ / ١٧ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٧٥ ، شذرات الذهب ٣ / ١٠٠ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٤٥ رقم ٣٩ ، النجوم ٤ / ١٦١.

(٤) السرخسي : نسبته إلى بلدة قديمة من بلاد خراسان يقال لها : سرخس ، وسرخس. (الأنساب ٧ / ٦٩).

(٥) في الأصل «سمع منه».

٣٣

روى عنه : أبو ذرّ عبد بن أحمد الهروي ، وأبو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم القرّاب ، ومحمد بن عبد الصمد الترابي المروزي ، وعلي بن عبد الله ومحمد بن أحمد بن محمد بن محمود الهرويّان ، وأبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفّر الداوديّ.

وقال أبو ذرّ : قرأت عليه وهو ثقة وصاحب أصول حسان.

قلت : وله جزء مفيد عدّ فيه أبواب الصحيح ، وعدّ ما في كلّ كتاب من الأحاديث ، فأورد ذلك الشيخ محيي الدين في مقدمة ما شرح من الصحيح ، وأعلى شيء يروى في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة. وحدّث الحموي هذا ، وقعت لنا المذكورة من طريقه. ولد سنة ثلاث وتسعين ومائتين.

وقال القرّاب : توفّي لليلتين بقيتا من ذي الحجّة.

عبد الله بن محمد بن بكر بن عبد الرزاق بن داسة ، أبو محمد البصيري ، التّمّار. توفّي في صفر ، وروى عن أبيه صاحب أبي داود.

روى عن : أبي بكر محمد بن الحسين بن مكرّم ، والحسين بن إسماعيل المحاملي ، وخلق.

وعنه أبو ذرّ الهروي.

عبد الرحمن بن عبد الله المالكي (١) الفقيه ، أبو القاسم المصري الجوهري. وتوفّي بمصر ، وهو صاحب «مسند الموطّأ» سمعه من طائفة ، منهم أبو العبّاس بن نفيس المقرئ ، وأبو بكر بن عبد الرحمن ، وأبو الحسن بن فهد ، وآخرون ، وتوفّي في رمضان.

عبد الرحيم بن محمد بن حمدون بن نجار الفقيه ، أبو الفضل النّيسابوري البخاري ، نسبه إلى جدّه ، وكان من أعيان أصحاب أبي الوليد الفقيه.

__________________

(١) العبر ٣ / ١٧ ، شذرات الذهب ٣ / ١٠١ ، حسن المحاضرة ١ / ١٩١ ، شجرة النور ٩٣ ، ٩٤ رقم ٢١٣ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٣٥ ، ٤٣٦ رقم ٣٢١ ، الديباج المذهب ١ / ٤٧٠ ، ٤٧١ ، الرسالة المستطرفة ١٦.

٣٤

درس في حياته ، وسمع من أبي حامد بن الشرفي ، ومكّي بن عبدان ، وحدّث.

توفّي في جمادى الأولى ، وقد توفّي والده سنة ثمان وأربعين.

عبد العزيز بن علي بن محمد (١) بن إسحاق بن الفرج ، أبو عديّ المصري ، ويعرف بابن الإمام. كان مقرئا مجوّدا لقراءة ورش لأنّها على أبي بكر بن سيف صاحب ابن يعقوب الأرزي.

قرأ عليه طاهر بن غلبون ، وعبد الجبّار بن أحمد الطّرسوسي ، وإسماعيل بن عمرو الحدّاد ، وأبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي ، ومكّي بن طالب ، وأبو عمر الطّلمنكيّ ، وأبو العبّاس محمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس ، وغيرهم.

وطال عمره وتفرّد بعلوّ هذه الطريق ، وقد حدّث عن ابن قديد ، ومحمد بن زبّان.

روى عنه يحيى بن الطّحّان.

وقال أبو إسحاق الحبّال. توفّي لعشر خلون من ربيع الأوّل.

عبيد الله (٢) بن أحمد بن معروف (٣) ، أبو محمد البغدادي المعتزلي قاضي القضاة.

ولي بعد أبي بشر عمر بن أكثم ، وسمع من يحي بن صاعد ، وابن نيروز ، وأبي حامد محمد بن أحمد بن هارون الحضرميّ ، ومحمد بن نوح وجماعة.

__________________

(١) تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٩٥ ، العبر ٣ / ١٧ ، معرفة القراء الكبار ١ / ٢٧٨ ، ٢٧٩ رقم ٢٢ ، شذرات الذهب ٣ / ١٠١ ، حسن المحاضرة ١ / ٢٠٩ ، وغاية النهاية ١ / ٣٩٤ ، ٣٩٥.

(٢) في الأصل «عبد» وهو تحريف.

(٣) تاريخ بغداد ١٠ / ٣٦٥ ـ ٣٦٨ رقم ٥٥٢٩ ، المنتظم ٧ / ١٦٦ رقم ٢٦٣ ، العبر ٣ / ١٨ ، الكامل في التاريخ ٩ / ٩١ ، دول الإسلام ١ / ٢٣٣ ، شذرات الذهب ٣ / ١٠١ وفيه «عبد الله» وكذا في البداية والنهاية ١١ / ٣١٠ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٧٥ ، النجوم الزاهرة ٤ / ١٦٢ ، يتيمة الدهر ٣ / ١١٢ ـ ١١٤ ، الأعلام ٤ / ٣٤٤ ، معجم المؤلفين ٦ / ٢٣٧ ، تاريخ التراث العربيّ ١ / ٣٣٦ رقم ٢٤٧ ، وسير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٢٦ ، ٤٢٧ رقم ٣١٥ ، ميزان الاعتدال ٣٠ / ٣ ، لسان الميزان ٤ / ٩٦.

٣٥

ولد سنة ستّ وثلاثمائة.

قال الخطيب : كان من أجلاد الرجال وألبّاء النّاس ، مع تجربة وحنكة وفطنة ، وبصيرة ثاقبة ، وعزيمة ماضية ، وكان يجمع وسامة في منظره ، وظرفا في ملبسه ، وطلاقة في مجلسه ، ولباقة في خطابه ، ونهوضا بأعباء الأحكام ، وهيبة في القلوب ، قد ضرب في الأدب بسهم ، وأخذ من علم الكلام بحظّ.

وقال العتيقي : كان مجرّدا في الاعتزال ، ولم يكن له سماع كثير.

قلت : روى عنه الحسن بن محمد الخلّال ، والعتيقي ، وعبد الواحد بن شيطا ، وأبو جعفر بن المسلمة. ووثّقه الخطيب.

توفّي في صفر ، وله شعر رائق ، فحل.

عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمد (١) بن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزّهري ، أبو الفضل ، بغداديّ مسند كبير القدر.

سمع : جعفر بن محمد الفريابي ، وإبراهيم بن شريك الأسدي وعبد الله بن المخرّمي ، وعبد الله بن إسحاق المدائني ، ومحمد بن حميد بن المجدّر (٢) ، والبغوي.

وعنه : أبو بكر البرقاني ، وأبو محمد الخلّال ، وعبد العزيز الأزجي ، وأبو القاسم التنوخي ، وجماعة آخرهم وفاة أبو جعفر بن المسلمة.

قال الخطيب : كان ثقة ، ولد سنة تسعين ومائتين. أخبرني العتيقي قال : سمعت أبا الفضل الزّهري يقول : حضرت مجلس الفريابي وفيه عشرة آلاف رجل لم يبق منهم غيري ، وجعل يبكي.

وذكره الأزجي فقال : شيخ ثقة ، مجاب الدّعوة.

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٠ / ٣٦٨ ـ ٣٦٩ رقم ٥٥٣١ ، المنتظم ٧ / ١٦٧ رقم ٢٦٤ ، العبر ٣ / ١٨ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٧٥ ، النجوم الزاهرة ٤ / ١٦١ ، شذرات الذهب ٣ / ١٠١ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٩٢ ـ ٣٩٤ رقم ٢٨٢.

(٢) في الأصل «المحمدر».

٣٦

وقال الدارقطنيّ : ثقة صاحب كتاب ، وآباؤه كلّهم قد حدّثوا. توفّي في ربيع الأوّل ، وقيل في ربيع الآخر.

قلت : وقع لنا من روايته «صفة المنافق» للفريابي.

عتّاب بن هارون بن عتّاب (١) بن بشر ، أبو أيّوب الغافقي الأندلسي من أهل شذونة.

روى عن أبيه ، وحجّ فسمع من أبي حفص عمر الجمحيّ ، وأبي الحسن الخزاعي ، وكان صالحا عابدا.

رحل إليه ابن الفرضيّ فأكثر عنه ، وعاش سبعين سنة.

عثمان بن جعفر (٢) ، أبو عمرو الجواليقيّ البغدادي. حدّث في هذه السنة عن عبد الله بن إسحاق المدائني ، ومحمد بن محمد بن الباغندي.

وعنه أبو العلاء الواسطي ، وأحمد بن محمد العتيقي ، وأبو طالب العشاري.

وثّقه العتيقي.

علي بن أحمد بن صالح (٣) بن حمّاد المقرئ القزويني. كان فهما بالقراءات.

عمّر دهرا ، وسمع من يوسف بن عاصم الرازيّ ، ومحمد بن مسعود الأسدي ، ويوسف بن حمدان ، وأخذ القراءات عن أبي عبد الله الحسين الأزرق ، والعبّاس بن الفضل بن شاذان ، ولقي ابن مجاهد ببغداد ، وناظره ، وأقرأ القرآن ثلاثين سنة.

روى : عنه أبو يعلى الحنبلي ، ومن قوله نقلت ترجمته ، وقال : ولدت سنة ثلاث وثمانين ومائتين.

توفّي في رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.

__________________

(١) تاريخ علماء الأندلس ١ / ٣٠٠ ، ٣٠١ رقم ٨٨٨ ، بغية الملتمس ٤٣٦ رقم ١٢٦٣.

(٢) تاريخ بغداد ١١ / ٣٠٩ رقم ٦١٠٦.

(٣) تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٧٥ ، معرفة القراء الكبار ٣٤٠ ، ٣٤١ رقم ٢٦ و ١ / ٣٤٩ رقم ٢٧٥ ، وغاية النهاية ١ / ٥١٩.

٣٧

علي بن محمد بن عبيد الله (١) الزّهري ، أبو الحسن الضّرير.

كان ببغداد ، ذكر أنّه من ولد عبد الرحمن بن عوف ، وأنّه سمع من أبي يعلى الموصلي.

وعنه : العتيقي ، وأبو القاسم التنوخي ، وكان كذّابا.

محمد بن إبراهيم بن علي (٢) بن عاصم بن زاذان ، أبو بكر بن المقرئ الحافظ ، مسند أصبهان. طوّف الشام ومصر والعراق ، وسمع في قريب من خمسين مدينة.

سمع : محمد بن نصير بن أبان المديني ، ومحمد بن علي الفرقدي ، وإبراهيم بن متّويه ، وطبقتهم بأصبهان ، وأوّل سماعه بعد الثلاثمائة ، وسمع أحمد بن الحسن الصّوفي ، وحامد بن شعيب اللّخمي ، وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان ، وطبقتهم ببغداد ، وأبا يعلى بالموصل ، وعبدان بالأهواز ، وأبا عروبة بحرّان ، ومحمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان ، وإسحاق بن أحمد الخزاعي بمكّة ، وعبد الله بن زيدان البجلي ، وعلي بن العبّاس المقانعي ، وعبد الله بن محمد بن مسلم ببيت المقدس ، وإبراهيم بن مسرور صاحب لوين بحلب ، وأحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر ، وسعيد بن عبد العزيز ، وأحمد بن هشام بن عمّار ، ومحمد بن خريم بدمشق ، ومحمد بن المعافي بصيداء ، ومكحولا ببيروت ، وميمون بن هارون بعكّا ، ومحمد بن عمير صاحب هشام بن عمّار ، بالرملة ، ومضاء بن عبد الباقي بأذنه ، وجعفر بن أحمد بن سنان بواسط ، ومحمد بن علي بن روح المؤدّب بعسكر مكرم ، ومحمد بن

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٢ / ٩٢ ، ٩٣ رقم ٦٥٠٩.

(٢) ذكر أخبار أصبهان ٢ / ٢٩٧ ، حلية الأولياء ٩ / ١٢٩ ، الأنساب ١٩ ب ، ٨٦ أ ، ٣٥٨ ب ، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) ٤٩٣ و ٣٦ / ٥١٤ ـ ٥١٩ ، و ٣٩ / ٣٢ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٧٣ ـ ٩٧٦ ، غاية النهاية ٢ / ٤٥ ، شذرات الذهب ٣ / ١٠١ ، الأعلام ٦ / ١٨٤ ، معجم المؤلفين ٨ / ٢١٠ ، تاريخ التراث العربيّ ١ / ٣٣٥ رقم ٢٤٦ موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق ١ ـ ٤ / ٦٠ رقم ١٥٢٨ ، العبر ٣ / ١٨ ، ١٩ ، النجوم الزاهرة ٤ / ١٦١ ، الكامل في التاريخ ٩ / ٩١ ، مرآة الجنان ٢ / ٤١٥ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٣٩٨ ـ ٤٠٢ رقم ٢٨٨ ، الوافي بالوفيات ١ / ٣٤٢ ، ٣٤٣ ، طبقات الحفاظ ٣٨٧ ، ٣٨٨ ، الرسالة المستطرفة ٩٥.

٣٨

تمّام البهراني ، ومحمد بن يحيى بن رزين بحمص ، والحسين بن عبد الله القطّان الأزدي بالرّقّة ، ومحمد بن محمد بن الأشعث ، ومحمد بن زبّان ، وعلي بن أحمد علّان ، وأحمد بن عبد الوارث الغسّال بمصر ، ومحمد بن أبي سلمة بن قوبا بعسقلان ، وصنّف «معجم شيوخه» ، وسمع «شرح الآثار» للطّحاوي منه ، وخرّج الفوائد ، وجمع «مسند أبي حنيفة».

روى عنه : أبو إسحاق بن حمزة ، وأبو الشيخ ، وهما أكبر منه ، وحمزة السّهمي ، وأحمد بن موسي بن مردود ، وأبو نعيم ، وأبو طاهر بن عبد الرحيم وإبراهيم بن منصور الكراني سبط بحرويه ، ومنصور بن الحسين ، وأبو طاهر أحمد بن محمد الثقفي ، وأحمد بن محمد بن النّعمان ، وآخرون.

قال أبو طاهر الثقفي : سمعت ابن المقرئ يقول : طفت الشرق والغرب أربع مرات.

وقال رجلان : سمعنا ابن المقرئ يقول : مشيت بسبب نسخة المفضّل بن فضالة سبعين مرحلة ، ولو عرضت على بقّال برغيف لم يأخذها.

وقال أبو طاهر بن سلمة : سمعت ابن المقرئ يقول : دخلت بيت المقدس عشر مرات ، وحججت أربع حجج ، واستلمت الحجر في ليلة مائة وخمسين ، وأقمت بمكّة خمسة وعشرين شهرا.

وعن أبي بكر بن أبي علي قال : كان ابن المقرئ يقول : كنت أنا والطّبراني وأبو الشيخ في مدينة الرسول عليه‌السلام ، فضاق بنا الوقت ، فواصلنا ذلك اليوم ، فلما كان وقت العشاء حضرت القبر ، وقلت : يا رسول الله الجوع. فقال لي الطّبراني : اجلس فإمّا أن يكون الرزق أو الموت ، فقمت أنا وأبو الشيخ ، فحضر الباب علويّ ، ففتحنا له ، وإذا معه غلامان بزنبيلين فيهما شيء كثير ، وقال : يا قوم شكوتموني إلى النّبي صلّي الله عليه وسلم فإنّي رأيته ، فأمرني بحمل شيء إليكم.

وروى أبو موسى المديني ترجمة ابن المقرئ : نا معمّر بن الفاخر ، سمعت أبا نصر بن الحسن بن أبي عمر ، سمعت ابن سلامة يقول : قيل

٣٩

للصاحب بن عبّاد : أنت رجل معتزليّ وابن المقرئ محدّث ، وأنت تحبّه ، فقال : إنّه كان صديق والدي ، وقيل مودّة الآباء قرابة الأبناء ، ولأنّي كنت نائما ، فرأيت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام يقول لي : أنت نائم وولّي من أولياء الله علي بابك ، فانتبهت ودعوت البوّاب ، وقلت : من بالباب؟ قال : أبو بكر بن المقرئ.

وقال أبو عبد الله بن مهدي : سمعت ابن المقرئ يقول : مذهبي في الأصول مذهب أحمد بن حنبل وأبي زرعة.

قال ابن مردويه : هو ثقة مأمون ، صاحب أصول. توفّي يوم الإثنين في شوّال.

وقال أبو نعيم : محدّث كبير ثقة ، صاحب [أصول] ، سمع ما لا يحصى كثرة ، وتوفّي عن ستّ وتسعين سنة.

قلت : وكان الصّاحب إسماعيل بن عبّاد يحترمه ، وكان خازنا كتب الصّاحب ، وقد خرّجت من معجمة أربعين حديثا عن أربعين شيخا ، في أربعين مدينة ، سمّيتها «أربعي البلدان» لأبي بكر بن المقرئ ، وسمعناها.

وعند أبي سعيد المدائني حديثه في غاية العلو.

مات في شوّال.

محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن عبده بن سليط السّليطي ، أبو جعفر النّيسابوري.

عن : أبي بكر الأسفرايني ، والشرفي ، ومكّي بن عبدان ، وطبقتهم.

وعنه : الحاكم ، وانتقى عليه ، وأبو يعلى الصّابوني ، والكنجروذي وجماعة.

وحدّث أيضا بمكّة والعراق.

محمد بن حسين بن شنظير (١) ، أبو عبد الله الأموي الطليطليّ ، والد المحدّث أبي إسحاق إبراهيم. كان فقيها عارفا بمذهب مالك.

__________________

(١) الصلة لابن بشكوال ٢ / ٤٧٧ ، ٤٧٨ رقم ١٠٣٣.

٤٠