تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٢٧

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

سمع أبا لبيد محمد بن إدريس الشامي. [و] سمع محمد بن زهير الأبليّ ، وأبا القاسم البغوي ، ويحيى بن صاعد ، ومحمد بن حفص الجويني ، ومحمد بن المسيّب الأرغياني ، ومؤمّل بن الحسن الماسرجسي (١) ، وأبا جعفر أحمد بن محمد بن إسحاق العنزي ، وإبراهيم بن عبد الله العسكري الزّبيبى ، وعلى بن عبد الله بن مبشّر الواسطي ، ومحمد بن هارون الحضرميّ ، وأبا على محمد بن سليمان المالكي.

ذكره الحاكم ، فقال (٢) : شيخ عصره بخراسان ، سمعت مناظرته في مجلس أبى بكر بن إسحاق الصبغى ، وكان قد قرأ على أبى بكر بن مجاهد ، وتفقّه عند أبى إسحاق المروزي. ودرس الأدب على أبى بكر بن الأنباري ، وكانت كتبه ترد عليّ على الدوام.

وتوفّى في ربيع الآخر ، وله ستّ وتسعون سنة.

روى عنه : الحاكم ، وأبو عثمان إسماعيل الصّابونى ، ومحمد بن أحمد بن جعفر المزكّي ، وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري ، والقاضي أبو المظفّر منصور بن إسماعيل بن أبى قرّة الحنفي ، وكريمة الكشميهنيّة (٣) المجاورة ، وخلق سواهم.

وقد أخذ عن أبى الحسن الأشعري ، علم الكلام ، وشهده وهو يقول عند الموت : لعن الله المعتزلة موّهوا ومخرقوا.

وروى الموطّأ عن إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي ، عن أبى مصعب ، عن مالك ، سمعناه بالإجازة العالية من طريقه.

__________________

الشافعية الكبرى ٣ / ٢٩٣ رقم ١٨٣ ، الوافي بالوفيات ١٤ / ١٦٧ ، ١٦٨ رقم ٢٣٠ ، النجوم الزاهرة ٤ / ٢٠٠ ، المنتظم ٧ / ٢٠٦ ، ٢٠٧ رقم ٣٣٢ ، البداية والنهاية ١١ / ٣٢٦ وفيه «زاهد» ، شذرات الذهب ٣ / ١٣١ ، طبقات العبادي ٨٦ ، تبيين كذب المفترى ٢٠٦ ، ٢٠٧ ، غاية النهاية ١ / ٢٨٨ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٧٦ ـ ٤٧٨ رقم ٣٥٢.

(١) في الأصل «الماسرخسي» وهو تحريف.

(٢) في الأصل «يقال».

(٣) الكشميهنيّة : بضم أولها وسكون الشين وكسر الميم وسكون الياء تحتها نقطتان وفتح الهاء وفي آخرها نون. نسبة إلى قرية من قرى مرو القديمة. (اللباب ٣ / ٩٩).

١٨١

سعيد بن عثمان البطليوسي (١). سمع بقرطبة من قاسم بن أصبغ ، ووهب بن مسرّة ، وتقدّم في الآداب ، وولّى قضاء بطليوس ، فلم يحمد ، ثم صرف ، وولّى الشّرطة ، ثم عزل.

مات في هذه السنة.

سعيد بن يمن (٢) ، أبو عثمان المرادي. روى عن وهب بن مسرّة.

روى عنه الصّاحبان.

مات في ذي القعدة بقرطبة.

طالب بن هجرش ، حدّث بمصر ، فروى عنه أبو سعد الماليني.

العبّاس بن محمد بن حبّان (٣) بن موسى بن حبّان ، أبو الفرج الكلابي الدمشقيّ.

روى عن جدّه حبّان ، ومحمد بن خريم ، وأحمد بن جوصاء ، وجماعة.

روى عنه : تمّام ، وعلى بن المفضّل بن الفرات ، وعلى بن موسى السّمسار ، وغيرهم.

[و «حبّان»] (٤) كلاهما بالكسر.

ورّخه ووثّقه عبد العزيز الكتّاني.

عبد الله بن إسحاق المعافري (٥) ، أبو بكر القرطبي.

عن وهب بن مسرّة ، وأحمد بن مطرّف ، وجماعة.

حدّث عنه الصاحبان وقالا : قدم علينا طليطلة مجاهدا ، وأجاز لنا في سنة تسع وثمانين.

عبد الله بن حامد بن محمد ، أبو محمد النّيسابورى الفقيه الواعظ ، كان

__________________

(١) الصلة لابن بشكوال ١ / ٢٠٧ ، ٢٠٨ رقم ٤٦٧.

(٢) تاريخ علماء الأندلس ١ / ١٧٥ رقم ٥٢٨ ، الصلة لابن بشكوال ١ / ٢٠٧ رقم ٤٦٦.

(٣) تهذيب ابن عساكر ٧ / ٢٥٥ ، ٢٥٦.

(٤) ما بين الحاصرتين إضافة على الأصل للتوضيح.

(٥) الصلة لابن بشكوال ١ / ٢٤٣ رقم ٥٥١.

١٨٢

أبوه من كبار تجّار (١) أصبهان ، فسكن نيسابور ، فتفقّه [على] (٢) أبى (٣) محمد على بن الحسن البيهقي ، وأخذ علم الكلام ، وسمع أبا حامد بن الشرفى ومكّي بن عبدان ، وارتحل إلى أبى على بن أبى هريرة.

وعاش ثلاثا وثمانين سنة ، وصلّى عليه الفقيه أبو بكر بن فورك.

روى : عنه الحاكم وأهل نيسابور.

عبد الله بن أبى زيد (٤) الفقيه القيرواني ، أبو محمد شيخ المالكية بالمغرب. اسم أبيه عبد الرحمن ، وكان أبو محمد قد جمع مذهب مالك ، وشرح أقواله ، كان واسع ، العلم ، كثير الحفظ ، ذا صلاح وورع.

وعنه قال القاضي عياض : حاز رئاسة الدين والدنيا ، ورحل إليه من الأقطار ، ونخب أصحابه ، وكثر الآخذون عنه. وهو الّذي لخّص المذهب ، وملأ البلاد من تواليفه.

تفقّه بفقهاء بلده ، وعوّل على أبى بكر بن اللّبّاد ، وأخذ عن محمد بن مسرور الحجّام ، والغسّال ، فسمع من أبى سعيد بن الأعرابي ، ومحمد بن الفتح ، والحسن بن نصر السّوسى ، ودرّاس بن إسماعيل.

سمع منه خلق كثير من جميع الآفاق ، منهم : الفقيه عبد الرحيم بن العجوز السّبتى ، والفقيه عبد الله بن غالب السّبتى ، وعبد الله بن الوليد بن سعد الأنصاري ، وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الخولانيّ القيرواني ، وخلق سواهم من علماء المغرب.

وكان يسمّى «مالكا الصغير» ، وصنّف كتاب «النّوادر والزّيادات» نحو

__________________

(١) في الأصل «تجاري».

(٢) إضافة على الأصل.

(٣) في الأصل «أبو».

(٤) العبر ٣ / ٤٣ ، ٤٤ ، مرآة الجنان ٢ / ٤٤١ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٢٤٩ ، ٢٥٠ رقم ٢٣٤ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٢١ ، النجوم الزاهرة ٤ / ٢٠٠ ، طبقات الفقهاء ١٦٠ ، الفهرست ١ / ٢٠١ ، الديباج المذهب ١٣٦ ـ ١٣٨ ، شذرات الذهب ٣ / ١٣١ ، كشف الظنون ٨٤١ و ٨٨٠ ، هدية العارفين ١ / ٤٤٧ ، ٤٤٨ ، معجم المؤلفين ٦ / ٧٣ ، دول الإسلام ١ / ٢٣٥ ، فهرست ابن خير ٢٤٤ ، معالم الإيمان لابن ناجى ٣ / ١٣٥ ـ ١٥١ ، شجرة النور الزكية ٩٦ ، تاريخ التراث العربيّ ٢ / ١٥٤ رقم ٢٧.

١٨٣

المائة جزء ، واختصر «المدوّنة». وعلى هذين الكتابين المعوّل في الدنيا بالمغرب ، وصنّف كتاب «العتبيّة» على الأبواب ، وكتاب «الاقتداء بمذهب [مالك] (١) وكتاب «الرسالة» وهو مشهور. وكتاب .... (٢).

عبد المنعم بن عبد الله بن غلبون (٣) بن المبارك ، أبو الطيّب الحلبي المقرئ ، المحقّق.

مؤلّف كتاب «الإرشاد في القراءات» ، والد أبى الحسن مؤلّف «التذكرة» ، عداده في المصريين ، سكنها مدّة.

قرأ على : إبراهيم بن عبد الرزاق ، ونظيف بن عبد الله ، ونصر بن يوسف المجاهدي ، وصالح بن إدريس ، ومحمد بن جعفر الفريابي.

وسمع الحرف من : جعفر بن سليمان صاحب السوسي ، ومن الحسن بن حبيب الحصائرى ، وسمع الحديث من عبيد (٤) الله بن الحسين الأنطاكي ، وسليمان بن محمد بن زويط (٥) وعدىّ بن أحمد بن عبد الباقي الأذني ، وأحمد بن محمد بن عمارة الدمشقيّ.

قرأ عليه القراءات ابنه طاهر مصنّف «التذكرة» ، والحسن بن عبد الله الصّقلّى ، وأحمد بن على الرّبعى ، وأبو جعفر أحمد بن على الأزدي ، ومكّي بن أبى طالب التّنّيسي ، وأبو العبّاس بن تنيس ، وأحمد بن على بن هاشم تاج الأئمّة.

وحدّث عنه : عبيد الله بن أحمد بن السّخت الرّقّى ، وأحمد بن إبراهيم بن كامل الصّورى ، ومحمد بن جعفر الميماسى ، والحسن بن إسماعيل الضّرّاب.

__________________

(١) إضافة على الأصل.

(٢) مقدار صفحة مطموسة من الأصل غير مقروءة.

(٣) العبر ٣ / ٤٤ ، معرفة القراء الكبار ١ / ٢٨٥ ، ٢٨٦ رقم ٣١ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٢١ ، شذرات الذهب ٣ / ١٣١ ، مرآة الجنان ٢ / ٤٤٢ ، غاية النهاية ١ / ٤٧٠ ، ٤٧١ ، الأعلام ٤ / ٣١٦ ، معجم المؤلفين ٦ / ١٩٤ ، تاريخ التراث العربيّ ١ / ٣١ رقم ٢٠ ، حسن المحاضرة ١ / ٢٠٩.

(٤) في (معرفة القراء) «عبد».

(٥) في (معرفة القراء) «زواقى».

١٨٤

قال أبو على الحسين بن محمد الغساني الحافظ : كان ثقة خيارا.

وذكره أبو عمرو الدّانيّ ، فقال : كان حافظا ضابطا ، ذا عفاف ونسك وفضل ، وحسن تصنيف.

وقال غيره : ولد سنة تسع وثلاثمائة.

وقال الحبّال : توفّى يوم الجمعة لسبع خلون من جمادى الأولى.

عبد الله بن عبد الرحمن بن خسرماه القزويني ، أبو طاهر.

سمع بقزوين على محمد بن مهرويه ، وعلى بن إبراهيم القطّان ، وحدّث.

عبيد الله بن محمد بن إسحاق (١) بن سليمان بن حبابة ، أبو القاسم البغدادي المتّوثي (٢) البزّاز (٣). ولد سنة ثلاثمائة ، وسمع أبا القاسم البغوي ، وأبا بكر بن أبى داود ، وجماعة.

روى عنه : أبو محمد الخلّال ، وعبد العزيز الأزجي ، وعبيد الله الأزهري ، وأبو محمد عبد الله بن هزارمرد (٤) الصّريفينى (٥) ، روى عنه كتاب «الجعديّات». وتوفّى في ربيع الآخر ، وصلّى عليه الإمام أبو حامد الأسفرايينى.

قال الخطيب : كان ثقة.

عثمان بن عمرو بن محمد (٦) بن المنتاب ، أبو الطّيّب البغدادي الدّقّاق إمام جامع المنصور.

__________________

(١) العبر ٣ / ٤٤ ، تاريخ بغداد ١٠ / ٣٧٧ رقم ٥٥٤٠ ، المنتظم ٧ / ٢٠٧ رقم ٣٣٣ ، البداية والنهاية ١١ / ٣٢٦ وفيه «عبد الله» ، تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٢١ ، شذرات الذهب ٣ / ١٣٢ ، الكامل في التاريخ ٩ / ١٥٥ ، الإكمال ٢ / ٣٧٢ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٤٨ ، ٥٤٩ رقم ٤٠٠.

(٢) المتّوثي : بفتح الميم وضمّ التاء المشدّدة وسكون الواو وفي آخرها ثاء مثلّثة. نسبة إلى متّوث. بلدة بين قرقوب وكور الأهواز. (اللباب ٣ / ١٦٢).

(٣) في العبر «البذار» ، وما أثبتناه عن الأصل وتاريخ بغداد والشذرات.

(٤) هزارمرد : في الأصل «هرامرد» وهو تحريف والتصحيح من (معجم البلدان ٣ / ٤٠٣).

(٥) الصّريفينى : بفتح الصاد المهملة وكسر الراء وسكون الياء ، وكسر الفاء وسكون الياء الثانية وفي آخرها نون. نسبة إلى صريفين بغداد. (اللباب ٢ / ٢٤٠).

(٦) تاريخ بغداد ١١ / ٣١٠ ، ٣١١ رقم ٦١٠٩ ، طبقات الحنابلة ٢ / ١٦٦ رقم ٦٢٩.

١٨٥

حدّث عن أبى القاسم البغوي ، وابن صاعد ، وإسماعيل الورّاق.

روى عنه : عبيد الله الأزهري ، والحسن بن محمد ، وأحمد بن محمد العتيقى ، وأبو القاسم التنوخي ، وآخرون.

قال أبو الفتح بن أبى الفوارس : كان كثير التّساهل ، لم ير له أصل جيّد (١).

عمر بن أحمد بن عمر ، أبو حفص النّيسابورى الزّاهد. صدوق مكثر.

سمع ابن الشرفى ، ومكّي بن عبدان ، وإسماعيل الصّفّار.

وعنه : الحاكم وغيره.

عمر بن أحمد بن حفص البرمكي. تقدّم [في] (٢) الماضية.

عليّ بن أحمد بن يوسف ، أبو الحسن الخدريّ العسقلاني. توفّى في شعبان ، وله اثنتان وثمانون سنة.

على بن معاذ بن سمعان (٣) بن أبى شيبة ، أبو الحسن الرّعينى البجّاني الأندلسى.

سمع ببجّانة من سعيد بن فحلون ، وعلى بن الحسن المرّي ، ومسعود بن على ، وبقرطبة من قاسم بن أصبغ. وكان بليغا شاعرا مفوّها نسّابة.

روى عنه ابن الفرضىّ وقال : كان يكذب ، وقفت على ذلك منه.

توفّى في رجب ، وله نيّف وثمانون سنة.

فائق عميد الدولة (٤) ، أبو الحسن الأمير فتى (٥) السلطان نوح بن نصر السّامانى.

__________________

(١) في الأصل «أصلا جيدا».

(٢) إضافة على الأصل.

(٣) تاريخ علماء الأندلس ١ / ٣١٥ ، ٣١٦ رقم ٩٣٢.

(٤) ذيل تجارب الأمم ٣٣٢ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٣٤.

(٥) في الأصل «فنى».

١٨٦

يروى عن محمد بن قريش ، وعبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري ، وعبد الله الفاكهي المكّي ، وابن أبى دارم الكوفي.

توفّى ببخارى. وقد ولّى إمرة هراة مدّة ، وعقد بها مجلس الإملاء.

روى عنه : أبو منصور المؤدّب ، وأبو عمر عبد الواحد المليحي ، وولّى بمدن خراسان نيّفا وأربعين سنة.

فرج بن عيشون (١) ، أبو ثابت الأندلسى. سمع كثيرا من قاسم بن أصبغ وغيره ، وكان رجلا صالحا. كان إمام مدينة إستجة (٢).

قال ابن الفرضىّ : سمعت منه كثيرا ، وتوفّى في رمضان.

محبوب بن عبد الرحمن (٣) ، أبو عاصم المحبوبي القاضي الهروي.

روى عن جدّه أبى بكر.

روى عنه : أبو يعقوب القرّاب ، وأبو عمر المليحي ، وغيرهما.

محمد بن أحمد بن على بن نصير ، أبو عبد الله النّيسابورى المعدّل.

روى عن : ابن خزيمة ، وأبى قريش محمد بن جمعة ، وأبى العبّاس السّرّاج.

روى عنه الحاكم.

محمد بن سعيد بن سليمان (٤) ، أبو عبد الله الغافقي من أهل فحص البلّوط.

سمع وهب بن مسرّة ، وأحمد بن مطرّف ، وابن القوطيّة ، وكان فقيها إماما ، أخذ العربية عن الرياحي.

كتب عن ابن الفرضىّ.

محمد بن أحمد بن أصبغ (٥) بن واقد ، أبو عبد الله القرطبي.

__________________

(١) تاريخ علماء الأندلس ١ / ٣٥٠ رقم ١٠٣٦.

(٢) إستجة : بالكسر ثم السكون وكسر التاء فوقها نقطتان وجيم وهاء. اسم لكورة بالأندلس متصلة بأعمال ريّه. (معجم البلدان ١ / ١٧٤).

(٣) اللباب ٣ / ١٧٣.

(٤) تاريخ علماء الأندلس ٢ / ١٠٢ رقم ١٣٨١.

(٥) تاريخ علماء الأندلس ٢ / ١٠٢ ، ١٠٣ رقم ١٣٨٢.

١٨٧

سمع أحمد بن مطرّف ، ومحمد بن معاوية القرشي.

وكان قليل الفهم والضّبط.

محمد بن إسماعيل بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، أبو عبد الله اليعقوبي النّسفيّ.

سمع من جدّه لأمّه سعيد بن إبراهيم بن معقل بن عبد المؤمن بن خلف الحافظ.

روى عنه أهل بخارى ، وسمعوا منه «جامع أبى عيسى التّرمذيّ» ستّ مرّات.

روى عنه : أبو العباس المستغفري ، وغيره. وتوفّى [في] (١) رمضان.

محمد بن عبدوس بن حاتم ، أبو نصر النّيسابورى الزّاهد الدّهّان.

سمع أبا نعيم بن عدىّ ، وزنجويه بن محمد ، وأبا بكر الذّهبى.

وعنه : الحاكم ، وقال : مات في رجب ، وله مائة سنة. وهو أبو الفقيه أحمد الحاتمي.

محمد بن محمد بن على ، أبو بكر بن أبى الحسين السّرخسى النّيسابورى الشافعيّ.

تفقّه على والده ، وسمع من ابن نجيد ، ومات شابّا.

محمد بن محمد بن الحسن بن على بن بكر ، أبو بكر سبط ابن هانئ النّيسابورى.

سمع أبا العبّاس بن السّرّاج ، وأقرانه.

توفّى في جمادى الآخرة من السنة.

وعنه : سعيد العيّار ، وأبو يعلى الصّابونى.

__________________

(١) إضافة على الأصل.

١٨٨

محمد بن مكّي بن زرّاع (١) بن هارون ، أبو الهيثم الكشميهنيّ (٢) المروزي.

حدّث بصحيح البخاري غير مرّة عن محمد بن يوسف الفربري ، وحدّث عن محمد بن إبراهيم بن يزيد المروزي الدّاعونى ، ومحمد بن أحمد بن عاصم ، وإسماعيل بن محمد الصّفّار ، وغيرهم.

روى عنه : أبو ذرّ الهروي ، وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري ، وأبو الخير محمد بن أبى عمران الصّفّار ، وأبو سهل محمد بن أحمد الحفصي ، وكريمة المروزيّة وآخرون (٣).

ولا أعلمه إلّا من الثّقات.

قال أبو بكر بن السّمعانيّ : توفّى في يوم عرفة سنة تسع وثمانين.

محمد بن النّعمان بن محمد (٤) بن منصور ، أبو عبد الله المغربي الفقيه ، قاضى ديار مصر ، وابن قاضيها ، وأخوه قاضيها لبني عبيد.

قال ابن زولاق (٥) : لم نشاهد بمصر لقاض من الرئاسة ما شاهدناه لمحمد بن النّعمان ، ولا بلغنا ذلك عن قاض بالعراق ، قال : ووافق ذلك استحقاقا لما فيه من العلم والصّيانة والتحفّظ والهيبة وإقامة الحقّ.

قلت : وكان على دين بنى عبيد ، مظهرا للرّفض ، مبطنا لأمور ، نسأل الله العفو.

__________________

(١) العبر ٣ / ٤٤ ، ٤٥ ، اللباب ٣ / ٩٩ ، ١٠٠ ، شذرات الذهب ٣ / ١٣٢ ، مرآة الجنان ٢ / ٤٤٢ ، الأنساب ١٠ / ٤٣٧ ، ٤٣٨ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٩١ رقم ٣٦١.

(٢) سبق التعريف بهذه النسبة قريبا.

(٣) في الأصل «وآخر».

(٤) كتاب الولاة والقضاة ٤٩٥ و ٤٩١ و ٥٩٢ ـ ٥٩٥ ، رفع الإصر ١٢٩ ، الوافي بالوفيات ٥ / ١٣١ ، ١٣٢ رقم ٢١٤١ ، اتعاظ الحنفا (راجع فهرس الأعلام) ، الدرة المضية ٢١٤ و ٢٣٦ ، وفيات الأعيان ٥ / ٤١٩ ـ ٤٢١ (في ترجمة أبيه النعمان رقم ٧٦٦) ، العبر ٣ / ٤٥ ، شذرات الذهب ٣ / ١٣٢ ، تاريخ مصر لابن ميسّر ٤٤ و ٤٦ ، النجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة ٣٦٥ ، يتيمة الدهر ١ / ٣٨٥ ، ٣٨٦ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٤٧ ، ٥٤٨ رقم ٣٩٩ ، حسن المحاضرة ٢ / ١٤٧ ، عيون الأخبار وفنون الآثار السبع السادس ٢٤٢.

(٥) كتاب الولاة والقضاة ٥٩٤.

١٨٩

وله شعر رائق ، فمنه :

أيا مشبه البدر بدر السماء

لخمس وسبع (١) مضت واثنتين

ويا كامل الحسن في فعله (٢)

شغلت فؤادي وأسهرت عيني

فهل لي في (٣) مطمع أرتجيه

وإلّا انصرفت بخفّى حنين؟

ويشمت بى شامت في هواك

ويفصح لي ظلّت صفر اليدين

فإمّا مننت وإما قدرت (٤)

فأنت قدير (٥) على الحالتين

وفي سنة ثلاث وثمانين لتسع سنين مضت من ولايته القضاء استخلف على القضاء بمصر والقاهرة ابنه أبا القاسم عبد العزيز على الدوام ، وارتفعت رتبة قاضى القضاة محمد ، حتى أقعده صاحب مصر على المنبر معه يوم عيد النّحر ، سنة خمس وثمانين ، وهو الّذي غسّل العزيز ، لما مات ، وازدادت عظمته في أيام الحاكم ثمّ إنّه تعالّ ، ولازمه النّقرس والقولنج ، ومات في صفر من سنة تسع ثمانين (٦). وأتى الحاكم إلى داره وشيّعه.

وكان مولده بالمغرب سنة أربعين وثلاثمائة ، وولّى بعده ابن أخيه أبو عبد الله الحسين بن على بن النّعمان قضاء القضاة ، ثم إنّه عزل في أربع وتسعين ، وضربت رقبته لقصّة يطول شرحها ، وولّى بعده أبو القاسم عبد العزيز بن محمد المذكور ، ثم قتله الحاكم في سنة إحدى وأربعمائة ، وولّى بعده القضاء أبو الحسن مالك بن سعيد الفارقيّ.

يحيى بن إبراهيم بن أبى الأسد (٧) القيسي ، أبو زكريا القرطبي. سمع من أحمد بن خالد وغيره ، وكان مشهورا بالعدالة ، ولم يحدّث.

__________________

(١) في وفيات الأعيان : «لسبع وخمس» (٥ / ٤٢٠).

(٢) هكذا في الأصل ، وفي الوفيات «نعته».

(٣) في الوفيات «من».

(٤) في الوفيات «قتلت».

(٥) في الوفيات «القدير».

(٦) في الأصل «مائتين».

(٧) تاريخ علماء الأندلس ٢ / ١٩٤ ، ١٩٥ رقم ١٦٠١.

١٩٠

يحيى بن محمد بن أحمد (١) بن محمد بن قاسم بن هلال ، أبو القاسم القيسي القرطبي الشاهد.

سمع من أبيه ، ومحمد بن عيسى بن زرقا.

توفى في ذي الحجّة.

يحيى بن هذيل بن عبد الملك (٢) بن هذيل بن إسماعيل بن نويرة بن إسماعيل بن نويرة بن مالك ، أبو بكر التميمي القرطبي الشاعر.

سمع من أخيه أحمد بن خالد ، ومحمد بن عبد الملك بن أيمن ، وقاسم بن أصبغ ، وكان شاعر وقته غير مدافع ، وطال عمره ، فسمع منه بعض الناس على سبيل الرواية.

قال ابن الفرضىّ : كتبت عنه من حديثه وشعره ، وأجاز لي ديوان شعره (٣) ، وأملى عليّ نسبه ، وأخبرنى أنّه ولد سنة خمس وثلاثمائة ، وكفّ بصره قبل موته بأعوام. توفّى في ثالث عشر ذي القعدة بقرطبة.

قلت : هذا كان حامل لواء الشعراء في الأندلس ، وقد نبّهنا على أنّه قيل : توفّى سنة إحدى وسبعين ، فالله أعلم.

ومن شعر ابن هذيل :

إذا جلست على قلبي يدي بيدي

وصحت في اللّيلة الظّلماء واكبدى

ضجّت كواكب ليلى في مطالعها

وذابت الصّخرة الصّمّاء من كمدى

وله :

عرفت بعرف الرّيح أين يتمّموا

وأين استقلّ الظّاعنون وسلّموا

خليلىّ ردّانى إلى جانب الحمى

فلست إلى غير الحمى أتيمّم

 __________________

(١) تاريخ علماء الأندلس ٢ / ١٩٥ رقم ١٦٠٣.

(٢) تاريخ علماء الأندلس ٢ / ١٩٥ رقم ١٦٠٢ ، جذوة المقتبس ٣٨١ ، ٣٨٢ رقم ٩٠٨ ، بغية الملتمس ٥٠٩ ، ٥١٠ رقم ١٤٩٦ ، نكت الهميان ٣٠٧ ، وفيات الأعيان ٤ / ٣٦٩ (في ترجمة ابن القوطية رقم ٦٥٠) و ٧ / ٢٢٩ (في ترجمة الرمادي الشاعر قم ٨٤٨) وأرّخ وفاته في ٣٨٦ أو ٣٨٥ ه‍. يتيمة الدهر ٢ / ١٢. وفيه : «يحيى بن عبد الملك بن هذيل».

(٣) في الأصل «شعر».

١٩١

أبيت سمير الفرقدين كأنّما

وسادي قتادا وضجيعى أرقم

وأجوز وسنان العيون كأنّه

قضيب من الرّيحان لدن منعّم

نظرت إلى أجفانه أوّل الهوى

فأيقنت أنّى لست منهنّ أسلم

يحيى بن على بن محمد بن الملقّب بالمختفى أحمد بن عيسى بن زيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب ، أبو الحسين الزّيدى الهاشمي البغدادي. نزيل شيراز.

حدّث بدمشق عن أبى بكر بن مجاهد ، وأبى العبّاس بن عقدة.

روى عنه : الرّبعى ، وعليّ بن موسى السّمسار.

* * *

١٩٢

[وفيات]

سنة تسعين وثلاثمائة

أحمد بن على بن الحسين (١) بن محمد بن الأسد التميمي الحمّانى ، أبو عمرو الطّبنى (٢).

دخل الأندلس ، وسمع من قاسم بن أصبغ ، وحجّ سنة اثنتين وأربعين ، وكان صالحا.

قال ابن الفرضيّ : كتبت عنه ، ومات في المحرّم.

أحمد بن الحسن بن بندار ، أبو بكر الأصبهاني ، ثم الطّرسوسى القاضي الزّاهد.

قدم نيسابور بعد محنة أهل طرسوس ومصيبتهم (٣) ، وحدّث عن ابن الأعرابي.

روى عنه الحاكم.

أحمد بن على بن إبراهيم (٤) ، أبو بكر الآبندوني (٥). وآبندون على خمسة (٦) فراسخ من جرجان.

__________________

(١) تاريخ علماء الأندلس ١ / ٦٣ رقم ٢٠٥ وفيه «أحمد بن الحسين بن محمد بن أسد».

(٢) في الأصل «الطيبي» والتصويب من تاريخ ابن الفرضيّ.

(٣) يقصد بذلك استيلاء الروم على طرطوس في سنة ٣٥٤ ه‍.

(٤) هو : أحمد بن محمد بن على بن إبراهيم. (تاريخ جرجان ١٧ رقم ٩٢ ، الأنساب ١ / ٩١ ، اللباب ١ / ١٧ ، معجم البلدان ١ / ٥٠).

(٥) الآبندوني : بفتح الألف الممدودة والباء الموحّدة وسكون النون وضمّ الدال المهملة وفي آخرها النون. (الأنساب ، اللباب).

(٦) في الأصل «خمس».

١٩٣

روى عن : جدّه لأمّه جعفر بن محمد بن عبد الكريم ، وأبى نعيم بن عدىّ ، وعلى بن محمد بن حاتم القومسي.

توفّى بجرجان.

روى عنه : مشايخ جرجان.

أحمد بن محمد بن عبد الرحمن ، أبو بكر السّرخسى. [سمع] (١) عمر بن يعقوب القرّاب.

توفّى بهراة في المحرّم.

أحمد بن محمد بن أحمد (٢) بن نصر بن ميمون ، أبو عمرو الأسلمي القرطبي الكفيف النّحوىّ.

سمع قاسم بن أصبغ ، ومحمد بن محمد بن عبد السلام الخشنيّ.

وكان صالحا عفيفا. توفّي في شوّال ، وقد أدّب جماعة من الأعيان.

أحمد بن محمد بن يعقوب (٣) ، أبو عبد الله (٤) الفارسي الورّاق.

حدّث ببغداد عن أبى القاسم البغوي ، وابن صاعد ، وأبى بكر بن مجاهد.

روى عنه : أبو القاسم التنوخي ، ومحمد بن على العشاري ، وجماعة.

وثّقه الخطيب ، وتوفّى في ذي القعدة.

أحمد بن محمد بن أبى موسى (٥) القاضي ، أبو بكر الهاشمي العبّاسى الفقيه المالكي.

بغداديّ شريف ، ولّى قضاء المدائن ، وولّى خطابة جامع المنصور زمانا ، وكان مولده سنة خمس عشرة وثلاثمائة.

__________________

(١) إضافة على الأصل.

(٢) تاريخ علماء الأندلس ١ / ٥٨ رقم ١٩٤.

(٣) تاريخ بغداد ٥ / ١٢٦ ، ١٢٧ رقم ٢٥٥٠.

(٤) كنيته عند الخطيب «أبو بكر».

(٥) تاريخ بغداد ٥ / ٦٤ رقم ٢٤٣٧ ، المنتظم ٧ / ٢٠٩ ، ٢١٠ رقم ٣٣٦ ، البداية والنهاية ١١ / ٣٢٦.

١٩٤

وسمع من إبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي ، وأحمد بن على الجوزجاني ، وأبى عبد الله المحاملي.

روى عنه : أبو الحسن العتيقى ، وأبو القاسم التنوخي.

قال الخطيب : كان ثقة ، انتخب عليه الدار قطنى.

أحمد بن هارون (١) ، أبو الحسين المهلّبيّ البغدادي الّذي حدّث عن أبى القاسم البغوي ، وابن زياد النّيسابورى.

سمع منه العتيقى في هذه السنة ، ولم يؤرّخ (٢).

أحمد بن إسماعيل بن محمد ، أبو سعيد الهروي ، حفيد الشيخ أبى سعد ، وجدّ أبى عثمان الصّابونى لأمّه ، ووالد الحافظ أبى الفضل عمر بن إبراهيم.

يروى عن أبى العبّاس الأصمّ.

روى عنه إسحاق القرّاب وجماعة.

أمة السّلام (٣) ، أخت القاضي أبى بكر أحمد بن كامل بن شجرة ، أمّ الشيخ البغدادية.

سمع منها جماعة.

روت (٤) عن محمد بن إسماعيل البصلاني ، ومحمد بن حسين بن حميد بن الربيع.

روى عنها : أبو القاسم التنوخي ، والقاضي أبو يعلى بن الفرّاء ، وجماعة.

توفّيت في رجب ، ولها اثنتان وتسعون سنة ، وكانت ديّنة فاضلة.

__________________

(١) تاريخ بغداد ٥ / ١٩٧ رقم ٢٦٦٤.

(٢) لعلّه أراد «ولم يؤرّخ له» أو «يؤرّخ وفاته».

(٣) تاريخ بغداد ١٤ / ٤٤٣ رقم ٧٨٢١ ، المنتظم ٧ / ٢١٤ رقم ٣٤٦ ، مرآة الجنان ٢ / ٤٤٣ وفيه : «أمة الإسلام» ، البداية والنهاية ١١ / ٣٢٨ وفيه «أمّ السلام» ، العبر ٣ / ٤٦ ، شذرات الذهب ٣ / ١٣٢.

(٤) في الأصل «روى».

١٩٥

برجوان (١) الأستاذ ، من كباب خدّام الحاكم ومدبّرى دولته ، وإليه تنسب جادّة برجوان بالقاهرة.

قتله الحاكم في نصف جمادى الأولى. أمر زيدان الصّقلبىّ صاحب المظلّة فضربه بسكّين ، فقتله صبرا. ثم إنّ الحاكم قتل زيدان في سنة ثلاث وتسعين.

جيش (٢) بن محمد بن صمصامة ، أمير دمشق ، القائد أبو الفتح ، وليها من قبل خاله أبى محمود الكتاميّ سنة ثلاث وستّين وثلاثمائة ، ووليها سنة سبعين ، بعد موت خاله ، ثم عزل بعد سنتين ، ثم ولّى دمشق سنة تسع وثمانين ، إلى أن مات جيش.

وكان جبّارا ظالم سفّاكا للدماء ، أخّاذا للأموال ، وكثر ابتهال أهل دمشق إلى الله في هلاكه ، حتى هلك بالجذام في ربيع الآخر سنة تسعين.

وكان الأستاذ برجوان مدبّر دولة (٣) الحاكم قد جهّز القائد جيش بن محمد في عسكر ، وأمّره على الشام ، فنزل الرّملة ، فسار إلى خدمته نوّاب الشّام وخدموه ، وقبض على سليمان بن فلاح قبضا جميلا ، ونفّذ عسكرا لمنازلة (٤) صور ، وكان أهلها قد عصوا وأمّروا عليهم رجلا يعرف بالعلّاقة الملّاح ، وجهّز أسطولان في البحر إليها ، فاستنجد العلّاقة بالرّوم ، فبعث إليه «بسيل» الملك عدّة مراكب ، فالتقى الأسطولان ، وظفر المصريّون بالرّوم ،

__________________

(١) الإشارة إلى من نال الوزارة ٢٧ ، ٢٨ ، وفيات الأعيان ١ / ٢٧٠ ، ٢٧١ ، البداية والنهاية ١١ / ٣٢٧ ، اتعاظ الحنفا ٢ / ٢٥ ٢٦ وقد ضبطه فقال : برجوان : بفتح الباء الموحّدة وسكون الراء وفتح الجيم والواو وبعد الألف نون ، الدرة المضية ٢٦٥ ، الوافي بالوفيات ١٠ / ١١٠ رقم ٤٥٦٤.

(٢) ذيل تاريخ دمشق ٩ و ١٠ و ٢٥ و ٢٦ و ٤٨ و ٥٠ ـ ٥٤ و ٥٧ و ٩٥ ، تاريخ الأنطاكي بتحقيقنا ، دول الإسلام ١ / ٢٣٥ ، أمراء دمشق ٢٥ رقم ٨٤ ، شذرات الذهب ٣ / ١٣٣ وفيه «حبيش» وهو تحريف ، العبر ٣ / ٤٦ وفيه «حنش» ، اتعاظ الحنفا (راجع فهرس الأعلام) وانظر كتابنا : تاريخ طرابلس السياسي والحضارى عبر العصور ـ ج ١ / ٢٠٧ ـ طبعة دار البلاد ، طرابلس ١٩٧٨. وعيون الأخبار وفنون الآثار ـ السبع السادس ٢٥٣ ـ ٢٥٧.

(٣) في الأصل «دولته».

(٤) في الأصل «لمناولة» وهو تصحيف.

١٩٦

بيت لهيا ، فأحضر بين يدي جيش ، فسأله عن أشياء من القرآن والحديث والفقه ، فوجده عالما بما سأله ، فنظر إلى شاربه وأظفاره ، فوجدها مقصوصة ، وأمر من ينظر إلى عانته ، فوجدها محلوقة ، فقال : اذهب فقد نجوت منّى ، لم أجد ما أحتجّ به عليك ، فلما بلغ جيش في مرضه ما بلغ من الجذام ، وألقى ما في بطنه حتى كان يقول لأصحابه : اقتلوني ، أريحونى من الحياة ، لشدّة ما كان يناله من الألم. قال لأصحابه : رأيت كأنّ أهل دمشق كلّهم بالسّهام فأخطئوني (١) ، غير رجل أصابنى سهمه ، ولو سمّيته لعبده أهل دمشق ، فكانوا يرون أنّه ابن الجرمي ، أصابت دعوته ، وعاش ابن الجرمي بعده ستّا وأربعين سنة.

الحسن بن محمد بن عبد الله (٢) بن طوق ، أبو على التغلبي الجيّانى.

روى عن وهب بن مسرّة وأحمد بن زكريّا بن الشامة. وقدم طليطلة مرابطا ، فروى عنه الصّاحبان ، وكان رجلا صالحا.

توفّى في عشر ذي الحجّة ، وله سبع وسبعون سنة ، رحمه‌الله.

الحسين بن أحمد بن جعفر ، أبو عبد الله بن الكوسج المعدّل. توفّى في ربيع الآخر.

الحسين بن أحمد بن محمد بن القنين (٣) البغدادي ، أبو عبد الله المقرئ في مسجده عنده داره ، وكان من أصحاب عبد الواحد بن أبى هاشم.

قرأ عليه أحمد بن محمد القنطري المجاور ، وله سماع من أبى عمر الزّاهد وغيره.

مات في شعبان.

الحسين بن وليد بن نصر (٤) ، أبو القاسم القرطبي العريف النّحوىّ ، أبو

__________________

(١) في الأصل «فأخطونى».

(٢) الصلة لابن بشكوال ١ / ١٣٥ رقم ٣٠٥.

(٣) قيّده بضم القاف وفتح النون وسكون الياء.

(٤) تاريخ علماء الأندلس ١ / ١١٤ ، ١١٥ رقم ٣٥٦ ، جذوة المقتبس ١٩٤ ، ١٩٥ رقم ٣٧٧ ، بغية الملتمس ٢٦٧ ، ٢٦٨ رقم ٦٥٣.

١٩٧

حسن بن وليد النّحوىّ.

كان عارفا بالنّحو ، بارعا فيه. أخذ عن ابن القوطيّة ، وحجّ ، فسمع من أبى الطاهر الذّهليّ ، وابن رشيق ، وأقام بمصر أعواما ، ثم رجع إلى الأندلس ، فأدّب أولاد المنصور محمد بن أبى عامر.

توفّى بطليطلة في رجب.

سعيد بن حمدون (١) ، أبو بكر القيسي الأندلسى.

سمع من أصبغ ، وابن الشامة ، وابن حزم ، وحجّ ، فسمع عبد الله بن الورد ، وأبا بكر الآجرّي ، ولم يزل يطلب العلم إلى أن مات.

قال ابن الفرضىّ : لم يكن له نفوذ في شيء من العلم.

طاهر بن أحمد بن محمد (٢) بن عبد الله بن موسى ، أبو العبّاس البغداديّ الشاعر.

مدح الخلفاء ، وكسب الأموال بالأدب ، وتنسّك في آخر عمره وتزهّد ، وله رسائل في الزّهد.

وتوفّى يوم عاشوراء سنة تسعين ، وله خمس وسبعون سنة ، ودخل الأندلس في سنة أربعين وثلاثمائة.

عبد الله بن أحمد بن على (٣) بن [أبى] (٤) طالب ، أبو القاسم البغدادي نزيل مصر.

روى عن : حسين بن حيّان وجادّة من كلام يحيى بن معمر ، في الجرح والتعديل ، والحسين هو جدّه لأمّه.

روى أيضا عن أبى ذرّ الباغندي ، وإبراهيم بن على بن عبد الصّمد الهاشمي ، وأبى عبد الله المحاملي.

__________________

(١) تاريخ علماء الأندلس ١ / ١٧٤ رقم ٥٢٥ وفيه يكنى «أبا عثمان».

(٢) تاريخ علماء الأندلس ١ / ٢٠٧ ، ٢٠٨ رقم ٦٢٢ وفيه «طاهر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن موسى بن إبراهيم».

(٣) تاريخ بغداد ٩ / ٣٩٥ رقم ٤٩٩٥ ، المنتظم ٧ / ٢١٠ رقم ٣٣٩ ، البداية والنهاية ١١ / ٣٢٧.

(٤) سقطت من الأصل.

١٩٨

روى عنه : تمّام الرّازي ، وأبو سعد الماليني ، وآخرون.

وثّقه الخطيب وقال : ولد سنة سبع وثلاثمائة. توفّى بمصر في المحرّم.

عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن (١) ، بن يحيى ، أبو محمد التّجيبي ويعرف بقرطبة بابن الزّيّات.

رحل إلى العراق مرّتين ، فسمع من إسماعيل الصّفّار ، ومحمد بن يحيى بن عمر بن على بن حرب بن السّمّاك ، وسمع بالبصرة من أبى بكر بن داسة ، وجماعة ، وبتنّيس من عثمان بن محمد السمرقندي.

وكان كثير الحديث ، مسندا ، صحيح السّماع ، صدوقا إن شاء الله ، إلّا أنّ ضبطه لم يكن جيّدا ، وكان ضعيف الخطّ ، ربّما أخلّ بالهجاء ، وكان متصرّفا بالتجارة.

كتب الناس عنه كثيرا قديما وحديثا ، وسمعنا منه كثيرا. قال ذلك ابن الفرضىّ. وهو من كبار شيوخ أبى عمر بن عبد البرّ.

توفّى في نصف رجب ، وله سبع وسبعون سنة.

عبد العزيز بن العبّاس بن سعدون بن يحيى ، أبو القاسم الخولانيّ المصري.

توفّى في ربيع الآخر.

عبد الحميد بن يحيى ، أبو محمد البويطي المصري ، نزيل الرّملة.

روى عن : ابن قتيبة العسقلاني ، وغيره.

وعنه : أبو سعد الماليني ، والوليد بن بكر الأندلسي.

عبد الرحمن بن عبد الله بن حمدون ، أبو سعيد النّيسابورى.

سمع الكثير من أبى حامد بن الشرفى ، ومكّي ، وأبى بكر بن حمدون ، وحدّث سنين.

__________________

(١) تاريخ علماء الأندلس ١ / ٢٤٧ ، ٢٤٨ رقم ٧٥٧ ، جذوة المقتبس ٢٥٢ رقم ٣٥١ ، بغية الملتمس ٣٣٢ رقم ٨٨٢ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ٤٩٨ رقم ٤٢٦ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٤٩٨ رقم ٤٥٨١ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠١١ ، ١٠١٢.

١٩٩

عبد الرحمن بن محمد بن صاعد (١) القرطبي المالكي.

ولى الشورى أيام ابن زرب ، وقد رحل إلى مصر ، وسمع الحسن بن رشيق وجماعة.

عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن خيران ، أبو سعيد الشّيبانيّ المقرئ الهمذانيّ المعروف بابن الكسائي.

روى عن : أبيه ، وعن إبراهيم بن محمد بن يعقوب ، وأحمد بن محمد بن أوس ، وإبراهيم بن عمروس ، وعبد الله بن محمد بن الخليل بن الأشقر ، ورحل إلى بغداد فأخذ عن أبى بكر بن زياد النّيسابورى ، وأبى عيسى بن قطن ، وأبى ذرّ ابن الباغندي ، وإبراهيم بن عبد الصّمد الهاشمي ، وطبقتهم.

روى عنه : محمد بن عيسى ، وعبد الرحمن الصّائغ ، والهمذانيّون.

وقد قال : ولدت في سنة إحدى وثلاثمائة ، وسمعت عن أبى ، عن جدّى في سنة ثمان وثلاثمائة. وولد ابني أبو القاسم سنة سبع عشرة وثلاثمائة ، وفيها رحلت.

قال شيرويه : كان ثقة. توفّى في المحرّم ، رحمه‌الله.

عبد الكريم بن موسى البزودى النّسفيّ.

سمع من منصور أبى طلحة البزودى صاحب البخاري ، وبالبصرة من أبى على اللؤلؤي ، وحدّث.

كان زاهدا مفتيا ، تفقّه على أبى منصور الماتريدي.

روى عنه أهل سمرقند.

عبيد الله بن عثمان بن يحيى (٢) ، أبو القاسم بن جنيفا الدّقّاق ، من ثقات البغداديّين.

ولد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة ، وسمع المحاملي ، والحسين المطبّقى ، وإسماعيل الصّفّار.

__________________

(١) تاريخ علماء الأندلس ١ / ٢٦٦ رقم ٨٠٨ ، بغية الملتمس ٣٥٦ رقم ٩٨٠.

(٢) تاريخ بغداد ١٠ / ٣٧٧ رقم ٥٥٤١ ، المنتظم ٧ / ٢١٠ رقم ٣٣٧ ، البداية والنهاية ١١ / ٣٢٦ ، ٣٢٧.

٢٠٠