تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٢٧

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

على بن عمر بن أحمد (١) بن مهدي بن مسعود (٢) بن النّعمان بن دينار بن عبد الله ، أبو الحسن البغدادي الدارقطنيّ ، الحافظ المشهور صاحب المصنّفات.

سمع من : أبى القاسم البغوي ، وأبى بكر بن أبى داود ، وابن صاعد ، ومحمد بن إبراهيم بن فيروز ، ومحمد بن هارون الحضرميّ ، وعلى بن عبد الله بن مبشّر الواسطي ، ومحمد بن قاسم المحاربي ، وأبى على محمد بن سليمان المالكي ، وأبى عمر محمد بن يوسف القاضي والحسين بن المحاملي ، وأبى بكر بن زياد النّيسابورى ، وأبى روق الهزّانى ، وبدر بن الهيثم ، وأحمد بن إسحاق بن البهلول ، وعبد الوهاب بن أبى حية ، وأحمد بن القاسم الفرائضى ، وأبى طالب أحمد بن نصر الحافظ ، وخلق كثير ببغداد والكوفة والبصرة ، وواسط ، ورحل في الكهولة إلى الشام ومصر ، فسمع القاضي أبا الطّاهر الذّهليّ وهذه الطبقة.

حدّث عنه : أبو حامد الأسفرايني الفقيه ، وأبو عبد الله الحاكم ، وعبد الغنى بن سعيد المصري ، وتمّام الرّازى ، وأبو بكر البرقاني ، وأبو ذرّ عبد بن أحمد ، وأبو نعيم ، وأحمد بن الحسن الطّيّان الدمشقيّ ، وعلى بن السّمسار ، وأبو محمد الخلّال ، [و] أبو القاسم التنوخي ، وأبو طاهر بن

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٢ / ٣٤ ـ ٤٠ ، المنتظم ٧ / ١٨٣ ، ١٨٤ ، معجم البلدان ٢ / ٤٠٦ ، اللباب ١ / ٤٠٤ ، غاية النهاية ١ / ٥٥٨ ، الأنساب ٢١٧ أ ، وفيات الأعيان ١ / ٤١٧ ، ٤١٨ ، طبقات الشافعية الكبرى ٢ / ٣١٠ ـ ٣١٢ ، البداية والنهاية ١١ / ٣١٧ ، ٣١٨ ، معجم الأدباء ٢ / ٤٠٨ ، مرآة الجنان ٢ / ٤٢٤ ـ ٤٢٦ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٩١ ـ ٩٩٥ ، النجوم الزاهرة ٤ / ١٧٢ ، تسمية رجال البخاري للدارقطنيّ (مخطوطة المتحف البريطاني ١١٢ ، شذرات الذهب ٣ / ١١٦ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٣٠ ، طبقات الشافعية لابن هداية الله ١٠٢ ، ١٠٣ ، مفتاح السعادة ٢ / ١٤ ، الأعلام ٥ / ١٣٠ ، معجم المؤلفين ٧ / ١٥٧ ، ١٥٨ ، تاريخ التراث العربيّ ١ / ٣٣٧ ، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق ١ ـ ج ٣ / ٣٤٨ رقم ١١٠٤ ، الوفيات لابن قنفذ ٢٢٠ رقم ٣٨٦ ، تاريخ جرجان ٢٦٧ ، الكامل في التاريخ ٩ / ١١٥ ، دول الإسلام ١ / ٢٣٤ ، العبر ٣ / ٢٨ ، ٢٩ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٤٩ ـ ٤٦١ رقم ٣٣٢ ، طبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٥٠٨ ، ٥٠٩ ، غاية النهاية ١ / ٥٥٨ ، ٥٥٩ ، طبقات الحفاظ ٣٩٣ ، ٣٩٤ ، الرسالة المستطرفة ٢٣.

(٢) في الأصل «معود».

١٠١

عبد الرحيم الكاتب ، والقاضي أبو الطّيّب الطّبرى ، وأبو عمر بكر بن بشران ، وأبو الحسن العتيقى ، وحمزة السّهميّ ، وأبو الغنائم عبد الصمد بن المأمون ، وأبو محمد الجوهري ، وأبو الحسن محمد بن المهتدي بالله ، وأبو الحسين بن الأبنوسي ، وخلق كثير.

ومولده سنة ستّ وثلاثمائة.

قال الحاكم : صار الدارقطنيّ أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع ، وإماما في القرّاء والنّحويّين. وفي سنة سبع وستّين أقمت ببغداد أربعة أشهر ، وكثر اجتماعنا بالليل والنهار ، فصادفته فوق ما وصف لي ، وسألته عن العلل والشيوخ. وله مصنّفات يطول ذكرها ، وأشهد أنّه لم يخلف على أديم الأرض مثله.

وقال الخطيب : كان الدار قطنى فريد دهره ، وقريع عصره ، ونسيج وحده ، وإمام وقته ، انتهى إليه في علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال ، مع الصدق والثقة ، وصحّة الاعتقاد ، والاضطلاع من علوم ، سوى علم الحديث ، منها القراءات ، فإنّ له فيها مصنّفا مختصرا ، جمع الأصول في أبواب عقدها في أوّل الكتاب ، وسمعت من يعتنى بالقراءات يقول : لم يسبق أبو الحسن إلى طريقته التي سلكها في عقد الأبواب المقدّمة في أوّل القراءات ، وصار القرّاء بعده يسلكون ذلك ، ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء ، فإنّ كتابه «السّنن» يدلّ على ذلك ، وبلغني أنّه درّس فقه الشافعيّ على أبى سعيد الإصطخري ، وقيل على غيره ، ومنها المعرفة بالأدب والشعر ، فقيل إنّه كان يحفظ دواوين جماعة ، فحدّثني حمزة بن محمد بن طاهر أنّه كان يحفظ ديوان السيد الحميري ، ولهذا نسب إلى التشيّع. وحدّثنى الأزهري قال :

بلغني أنّ الدارقطنىّ حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصّفّار ، فجلس ينسخ جزءا ، والصّفّار يملى ، فقال رجل : لا يصحّ سماعك وأنت تنسخ ، فقال الدار قطنى : فهمي للإملاء خلاف فهمك [ثم قال :] (١) تحفظ كم أملى الشيخ؟ قال : لا. قال : أملى ثمانية عشر حديثا ، الحديث الأوّل عن فلان عن

__________________

(١) سقطت من الأصل ، والإستدراك من تاريخ بغداد ١٢ / ٣٦.

١٠٢

فلان عن فلان ، ومتنه كذا ، والحديث الثاني عن فلان ، ومتنه كذا ، ثم مرّ في ذلك حتى أتى على الأحاديث ، فعجب الناس منه ، أو كما قال.

وقال رجاء بن محمد المعدّل : قلت للدارقطنيّ : رأيت مثل نفسك؟

فقال : قال الله تعالى : (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ) (١) فألححت عليه ، فقال : لم أر أحدا جمع ما جمعت.

وقال أبو ذرّ عبد بن أحمد : قلت للحاكم ابن البيع : هل رأيت مثل الدار قطنى؟ فقال : هو لم ير مثل نفسه ، فكيف أنا؟ رواها الخطيب في تاريخه عن أبى الوليد الباجي ، عن أبى ذرّ ، فهذا من رواية الكبار عن الصّغار.

وكان عبد الغنى المصري إذا حكى عن الدار قطنى يقول : قال أستاذى ، قال الخطيب ، سمعت أبا الطّيّب الطبري يقول : الدار قطنى أمير المؤمنين في الحديث.

وقال الخطيب : قال لي الأزهري : كان (٢) الدار قطنى ذكيا ، إذا نوكر (٣) شيئا من العلم أيّ نوع كان وجد عنده من نصيب وافر. ولقد حدّثنى محمد بن طلحة النّعالى أنّه حضر مع الدار قطنى دعوة ، فجرى ذكر الأكلة ، فاندفع الدار قطنى يورد أخبار الأكلة ونوادرهم ، حتى قطع أكثر ليلته بذلك. وقال الأزهري : رأيت الدار قطنى أجاب ابن أبى الفوارس عن علّة حديث أو اسم ، ثم قال : يا أبا الفتح ليس بين الشروق والغرب من يعرف هذا غيري.

وقال البرقاني : كان الدار قطنى يملى عليّ العلل من حفظه ، فمن أراد أن يعرف قدر ذلك ، فليطالع كتاب «العلل» قطنى ، ليعرف كيف كان الحفّاظ.

قال أبو عبد الرحمن السّلمى : سمعت الدار قطنى يقول : ما في الدنيا شيء أبغض إليّ من الكلام. ونقل ابن طاهر المقدسي أنّهم اختلفوا ببغداد ،

__________________

(١) سورة النجم ـ الآية ٣٢.

(٢) في الأصل «قال».

(٣) في الأصل «ذكر» والتصحيح من تاريخ بغداد.

١٠٣

فقال قوم : عثمان أفضل ، وقال قوم : عليّ أفضل. قال الدار قطنى : فتحاكموا إليّ ، فأمسكت ، وقلت الإمساك خير ، ثم لم أر لديني السكوت ، فدعوت الّذي جاءني مستفتيا ، وقلت : قل لهم : عثمان أفضل باتّفاق جماعة أصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهذا قول أهل السّنّة ، وأوّل عقد يحلّ من الرفض.

قال الخطيب : فسألت البرقاني : هل كان أبو الحسن يملى عليك العلل من حفظه؟ قال : نعم ، وأنا الّذي جمعتها ، وقرأها الناس من نسختي. ثم قال الخطيب : وحدّثنى العتيقى ، قال : حضرت الدارقطنيّ ، وجاء أبو الحسين البيضاوي يغرب ليسمع منه ، فامتنع واعتلّ ببعض العلل ، وقال : هذا رجل غريب ، وسأله أن يملى عليه أحاديث ، فأملى عليه (١) أبو الحسين من حفظه مجلسا تزيد أحاديثه على العشرة (٢) متون جميعها : «نعم الشيء الهدية (٣) أمام الحاجة» ،

فانصرف الرجل ، ثم جاءه بعد ، وقد أهدى له شيئا ، فقرّبه وأملى عليه من حفظه سبعة عشر حديثا «إذا أتاكم كريم فأكرموه» (٤).

وقال محمد بن طاهر المقدسي : كان قطنى مذهب في التدليس خفىّ ، يقول فيما لم يسمعه من أبى القاسم البغوي : حدّثكم فلان.

قلت : وأخذ الدار قطنى عن أبى بكر بن مجاهد سماعا ، وقرأ على أبى بكر النّقّاش ، وعلى بن سعيد القزّاز ، وأحمد بن بويان ، وأحمد بن محمد الديباجي ، وبرع في القراءات ، وتصدّر في آخر أيامه للإقراء.

__________________

(١) في الأصل «عليه أحاديث».

(٢) في الأصل «العشرين» والتصويب من تاريخ بغداد.

(٣) في الأصل «الحدية».

(٤) رواه ابن ماجة من حديث ابن عمر ، ورواه البزّاز ، وابن خزيمة ، والطبراني ، وابن عدىّ ، والبيهقي ، عن جرير. ورواه البزّاز ، عن أبى هريرة. ورواه ابن عدىّ ، عن معاذ وأبى قتادة. ورواه الحاكم ، عن جابر. ورواه الطبراني ، عن ابن عباس ، وعن عبد الله بن حمزة ، ورواه ابن عساكر عن أنس ، وعدىّ بن حاتم. ورواه ابن عساكر عن أنس ، وعدىّ بن حاتم. ورواه الدولابي في «الكنى والأسماء» ، وابن عساكر عن أبى راشد عبد الرحمن بن عبد. وهو حديث حسن. انظر : «الجامع الصغير» للسيوطي ، مع شرحه ١ / ٢٤١ ، ٢٤٢ ، والمقاصد الحسنة.

١٠٤

وقد نقلت من خطّه حديثا ، والجزء بوقف الضّيائية (١). ووقع لي حديثه عاليا بالإجازة ، وقد أنبأنا المسلّم بن علّان أنّ أبا اليمن الكندي آخرهم ، أنا منصور الشيباني ، أنا أبو بكر الخطيب ، حدّثنى أبو نصر على بن هبة الله بن ماكولا قال : رأيت في المنام في شهر رمضان كأنّى أسأل عن حال الدار قطنى في الآخرة ما آل إليه أمره؟ فقيل لي : ذاك يدعى في الجنّة الإمام.

قلت : توفى في ثامن ذي القعدة.

على بن محمد بن على (٢) الصبّاح العطّار البغدادي ، يعرف بابن المريض.

سمع أبا القاسم البغوي ، وابن أبى داود.

وعنه : أبو محمد الخلّال ، وأبو القاسم التنوخي ، وأبو محمد الجوهري ، وأبو طالب العشاري.

قال الخطيب : وكان صدوقا. مات في رجب.

على بن محمد بن معاذ المعدّل الملقابادى.

سمع أبا نعيم بن عدىّ ، ومحمد بن حمدون.

وعنه الحاكم.

على بن معروف البغدادي (٣). حدّث في هذه السنة ، وتوفّى بعدها.

عن الباغندي ، والبغوي ، وابن أبى داود ، وغيرهم.

وعنه : عبد العزيز الأزجي ، وجماعة.

وثّقه الخطيب.

على بن محمد بن عبد الله القزويني القاضي. توفّى بمصر.

عمر بن أحمد بن عثمان (٤) بن أحمد بن أيّوب بن أزداذ الشيخ ، أبو حفص بن شاهين الحافظ الواعظ ، محدّث بغداد ومفيدها.

__________________

(١) في الأصل «الضبابية». والضيائية : مدرسة بدمشق.

(٢) تاريخ بغداد ١٢ / ٩٣ رقم ٦٥١٠.

(٣) تاريخ بغداد ١٢ / ١١٣ ، ١١٤ رقم ٦٥٥٥.

(٤) تاريخ بغداد ١١ / ٢٦٥ ، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) ٣٠ / ٤٦٩ ، تهذيب تاريخ دمشق=

١٠٥

سمع : محمد بن محمد الباغندي ، وأبا خبيب العبّاس بن البرتي ، وأبا القاسم البغوي ، وشعيب بن محمد الذّراع ، ومحمد بن هارون بن المجدّر ، وأبا بكر بن أبى داود بن صاعد ، وأبا على محمد بن سليمان المالكي ، ورحل في الكهولة فسمع بدمشق إبراهيم بن محمد بن أبى ثابت ، وأحمد بن سليمان بن زبّان ، وطائفة سواهم ، وولد سنة سبع وتسعين ومائتين ، وأوّل سماعه سنة ثمان وثلاثمائة.

روى عنه : أبو بكر محمد بن إسماعيل الورّاق رفيقه ، وهلال الحفّار ، وأبو سعيد الماليني ، وأبو بكر البرقاني ، وأبو القاسم التنوخي ، وأبو محمد الخلّال ، وابنه عبيد الله بن عمر بن شاهين ، وأبو محمد الجوهري ، ومحمد بن عبد الله المؤدّب ، ومحمد بن عبد الوهاب بن الشاطر النقيب ، وأبو الحسين محمد بن المهتدي ، وآخرون.

قال ابن ماكولا : ثقة مأمون سمع بالشام والعراق والبصرة وفارس ، وجمع الأبواب والتراجم ، وصنّف كثيرا.

وقال أبو الحسين بن المهتدي بالله ، قال : أنا ابن شاهين : صنّفت ثلاثمائة مصنّف وثلاثين مصنّفا ، أحدها «التفسير الكبير» ألف جزء ، وألف وثلاثمائة جزء ، والتاريخ مائة وخمسون جزءا ، والزّهد مائة جزء ، وأوّل ما حدّثت بالبصرة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.

قال الخطيب : سمعت القاضي أبا بكر محمد بن عمر الداوديّ قال : سمعت أبا حفص بن شاهين يقول : حسبت ما اشتريت به الحبر إلى هذا

__________________

٤ / ٣٥٧ ، العبر ٣ / ٢٩ ، ٣٠ ، المنتظم ٧ / ١٨٢ ، طبقات القراء لابن الجزري ١ / ٥٨٨ ، مرآة الجنان ٢ / ٤٢٦ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٨٧ ، دول الإسلام ١ / ٢٣٤ ، البداية والنهاية ١١ / ٣١٦ ، ٣١٧ ، لسان الميزان ٤ / ٢٨٣ ، طبقات المفسرين ٢ / ٢ ، النجوم الزاهرة ٤ / ١٧٢ ، شذرات الذهب ٣ / ١١٧ ، كشف الظنون ١٣٩٤ و ١٤٢٦ و ١٧٣٥ و ١٩٢٠ ، فهرس مخطوطات الحديث بالظاهرية ٦٢ ، ٦٣ ، معجم المؤلفين ٧ / ٢٧٣ ، تاريخ التراث العربيّ ١ / ٣٤٣ ، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان ق ١ ـ ج ٣ / ٣٧٤ رقم ١١٤٢ ، الكامل في التاريخ ٩ / ١١٥ ، غاية النهاية ١ / ٥٨٨ ، طبقات الحفاظ ٣٩٢ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٣١ ـ ٤٣٥ رقم ٣٢٠ ، هدية العارفين ١ / ٧٨١ ، الرسالة المستطرفة ٣٨.

١٠٦

الوقت ، فكان سبعمائة درهم. قال الداوديّ : وكنّا نشتري الحبر كلّ أربعة أرطال بدرهم.

قلت : ما يلحق الشخص أن يكتب بهذا كلّه بل كان يستنسخ ، وقد حدّثنى شيخنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الموصلي قال : كان عندنا تفسير ابن شاهين بواسط في نحو ثلاثين مجلّدا.

وقال الأزهري : كان ابن شاهين ثقة ، وكان عنده عن البغوي سبعمائة جزء.

وقال أبو الفتح بن أبى الفوارس : كان ابن شاهين ثقة مأمونا ، قد جمع وصنّف ما لم يصنّفه أحد.

وقال حمزة السّهميّ : سمعت الدار قطنى يقول : ابن شاهين يلحّ على الخطأ ، وهو ثقة.

وقال الخطيب : سمعت محمد بن عمر الداوديّ يقول : كان ابن شاهين ثقة ، يشبه الشيوخ ، إلّا أنّه كان لحّانا ، وكان لا يعرف من الفقه لا قليلا ولا كثيرا ، كان إذا ذكر له مذاهب الفقهاء كالشافعي وغيره يقول : أنا محمّدى المذهب ، ورأيته يوما اجتمع مع الدار قطنى فما نطق خوفا من أن يخطئ بحضرة أبى الحسن. وسمعته يقول : أنا أكتب ولا أعارض. قال العتيقى : توفّى في ذي الحجّة.

عمر بن محمد بن موسى الجلّاب ، يروى عن محمد بن الربيع بن سليمان.

قتادة (١) بن محمد بن قتادة النّيسابورى. سمع أبا حامد بن بلال وعبد الله بن الشرفى.

محمد بن أحمد بن محمد (٢) بن حم ، أبو الفضل النّيسابورى الجلودي الواعظ.

__________________

(١) في الأصل «وناد».

(٢) اللباب ١ / ٢٨٨ ، الأنساب ٣ / ٢٨٢ ، ٢٨٣.

١٠٧

سمع الكثير من : أبى بكر القطّان ، والأصمّ ، وإسماعيل الصّفّار ، وعدّة.

روى عنه : أبو عبد الله الحاكم.

محمد بن أحمد بن محمد (١) بن عبد الله بن حامد بن موسى بن العبّاس بن محمد بن يزيد بن مسلمة بن الخليفة بن عبد الملك بن مروان ، أبو بكر بن الأزرق الأموي المصري.

صار إلى القيروان سنة ثلاث وأربعين ، فحبسه بنو عبيد بالمهديّة نحو أربعة أعوام ، ثم خلّصه الله ، وقدم الأندلس في سنة تسع وأربعين ، فأكرمه المستنصر ، وأثبته في ديوان قريش.

وكان أديبا حليما.

روى عن : على بن عبد الله بن أبى مطر الإسكندراني ، وخاله أحمد بن مسعود الزّبيرى ، وابن الصّموت.

قال ابن الفرضيّ : كتبت عنه جزءا ، وقال لي : ولدت سنة تسع عشرة وثلاثمائة ، وتوفّى في ذي القعدة. وقد حدّثت من حفظه بحديث أخطأ فيه.

محمد بن إبراهيم بن يحيى (٢) أبو بكر النّيسابورى الكسائي الأديب. تخرّج به جماعة في العربية.

قال الحاكم : ثم إنّه على كبر السّنّ حدّث بصحيح مسلم من كتاب جديد بخطّه عن إبراهيم بن سفيان ، فأنكرت عليه ، فعاتبني ، فقلت : لو أخرجت أصلك وأخبرتنى بالحديث على وجهه ، فقال : قد كان والدي يحضرني مجلس ابن سفيان بسماع هذا الكتاب ، ثم لم أجد سماعي فقال لي أبو أحمد بن عيسى : قد كنت أرى أباك يقيمك في المجلس تسمع وأنت تنام لصغرك ، ولم يبق بعدي من يروى هذا الكتاب غيرك ، فاكتب من كتابي فإنّك تنتفع به ، فكتبته من كتابه ، فقلت : هذا لا يحلّ لك ، فقام وشكاني.

__________________

(١) تاريخ علماء الأندلس ٢ / ١١٥ ـ ١١٨ رقم ١٤٠٥.

(٢) العبر ٣ / ٣٠ ، لسان الميزان ٥ / ٢٦ ، ٢٧ رقم ١٠١ ، الأنساب ١٠ / ٤٢٢ ، ٤٢٣ ، إنباه الرواة ٣ / ٦٤ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٦٥ رقم ٣٣٩ ، ميزان الاعتدال ٣ / ٤٥٠ ، شذرات الذهب ٣ / ١١٧.

١٠٨

قلت : روى عنه : أبو مسعود أحمد بن محمد البجلي الرّازى «صحيح مسلم».

وتوفّى ليلة النّحر ، ولم يرو عنه الحاكم شيئا.

محمد بن سعيد بن الحسن بن محمد بن سهل ، أبو سعيد الهروي القرّاب. توفّى في ذي القعدة.

محمد بن عبد الله بن محمّد (١) ، أبو العباس بن سكّرة الهاشمي الأديب.

بغداديّ من ذرّيّة أبى جعفر المنصور.

كان متّسع الباع إلى أنواع الإبداع ، فائق الشعر ، لا سيما في المجون والسّخف ، وكان يقال ببغداد : إنّ زمانا جاد بمثل ابن سكّرة وابن الحجّاج لسخىّ جدّا ، وقد شبّها في وقتهما بجرير والفرزدق في وقتهما ، ويقال إنّ ديوان ابن سكّرة يربى على خمسين ألف بيت.

وتوفّى في ربيع الآخر.

ومن شعره :

في وجه إنسانة كلفت بها

أربعة ما اجتمعن في أحد

الوجه بدر ، والصّدغ غالية

والرّيق خمر ، والثّغر من برد

وقال أبو القاسم التنوخي : أنشدنا ابن سكّرة لنفسه ، وكان طيّب المزاح :

__________________

(١) تاريخ بغداد ٥ / ٤٦٥ ، ٤٦٦ رقم ٣٠٠٩ وفيه «محمد بن عبد الله بن سكرة أبو الحسن الهاشمي من ولد على بن المهدي المعروف بابن رائطة» ، المنتظم ٧ / ١٨٦ رقم ٢٩٦ ، العبر ٣ / ٣٠ ، مرآة الجنان ٢ / ٤٢٧ ـ ٤٢٩ ، البداية والنهاية ١١ / ٣١٨ ، ٣١٩ ، الوافي بالوفيات ٣ / ٣٠٨ ـ ٣١٢ رقم ١٣٥٩ ، وفيات الأعيان ٤ / ٤١٠ ـ ٤١٤ رقم ٦٦٦ ، يتيمة الدهر ٣ / ٣ ـ ٢٥ ، النجوم الزاهرة ٤ / ١٧٣ ـ ١٧٤ ، الهفوات النادرة ٣٧٧ ، ٣٧٨ ، شذرات الذهب ٣ / ١١٧ ، ١١٨ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٨٩ ، الكامل ٩ / ١١٥ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٢٢ ، رقم ٣٨٣.

١٠٩

وقائل قال لي : لا بدّ من فرج

فقلت واغتظت كم لا بد من فرج؟ (١)

فقال لي (٢) : بعد حين. قلت : وا عجبا

من يضمن العمر لي يا بارد الحجج

وله :

غصن بان وفي اليد منه

غصن فيه لؤلؤ منظوم

فتحيّرت بين غصنين في ذا

قمر طالع وفي ذا نجوم

محمد بن عبد الله بن محمد (٣) بن نصر (٤) بن ورقاء (٥) ، أبو بكر الأودنى (٦) وأودن قرية من قرى بخارى. قيّده ابن السمعاني بضم الهمزة ، وابن ماكولا ومن تبعه على فتحها.

كان إمام الشافعية في زمانه بما وراء النهر ، وهو من أصحاب الوجوه.

وقال الحاكم : هذا من أزهد الفقهاء وأورعهم وأعبدهم وأبكاهم على تقصيره ، وأشدّهم تواضعا وإنابة.

قلت : روى عن الهيثم بن كليب الشّاشى ، وعبد المؤمن بن النّسفيّ ، ومحمد بن صابر البخاري.

روى عنه الحاكم ، وأبو عبد الله الحليمي ، ومحمد بن أحمد بن غنجار ، وجعفر المستغفري ، وتوفّى ببخارى في شهر ربيع الآخر.

ومن غرائب وجوهه أنّ الرّبا حرام في كل شيء ، فلا يجوز بيع مال بجنسه مطلقا. ومن شيوخه ببخارى يعقوب بن يوسف القاسمي.

__________________

(١) ورد هذا البيت في اليتيمة :

وجاهل قال لي لا بد من فرج

فقلت للغيظ لم لا بد من فرج؟

(٢) في اليتيمة ٣ / ٢٢ «من».

(٣) الأنساب ٥٢ ب ، وفيات الأعيان ٤ / ٢٠٩ ـ ٢١١ رقم ٥٨٢ ، الإكمال ١ / ١٥٠ ، الوافي بالوفيات ٣ / ٣١٦ رقم ١٣٦٥ ، العبر ٣ / ٣١ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكى ٢ / ١٦٨ ، شذرات الذهب ٣ / ١١٨ ، ١١٩ ، طبقات الشافعية لابن هداية الله ١٠١ ، طبقات العبادي ٩٢ ، تهذيب اللغات والأسماء ٢ / ١٩١ ، اللباب ١ / ٩٢ ، معجم البلدان ١ / ٢٧٧ ، مرآة الجنان ٢ / ٤٢٩ ، طبقات العبّادى ٩٢ ، تبيين كذب المفترى ١٩٨ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٦٥ ، ٤٦٦ رقم ٣٤٠ ، طبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٥٤ ، ٥٥.

(٤) هكذا في الأصل ، وورد «نصير». و «بصير» راجع المصادر.

(٥) ويقال «ورقة».

(٦) وفي الأصل «الأردني وأردن».

١١٠

محمد بن عبيد الله بن الحسن (١) ، أبو بكر الأصبهاني.

سمع محمد بن هارون الرّويانى ، وعبّاس بن الوليد بن شجاع ابن أخى أبى زرعة الرازيّ.

روى عنه : أحمد بن محمود الثقفي ، وكان ثقة مأمونا.

توفّى في ربيع الآخر. وروى عنه أيضا أبو نعيم ، ووصفه بالعدالة ، ولكن قال : مات في ذي القعدة.

محمد بن عمر بن حفصويه ، أبو الحسن السّرخسى جدّ الحافظ إسحاق بن إسحاق القرّاب.

توفّى في ذي الحجّة.

محمد بن محمد بن أحمد (٢) بن عثمان ، أبو بكر البغدادي الطّرازى نزيل نيسابور. من كبار القرّاء والصّلحاء.

قرأ على : أبى بكر بن مجاهد ، وسمع أبا القاسم البغوي ، ويحيى بن صاعد ، ودخل البصرة وأصبهان ثم نيسابور ، وكتب بها عن محمد بن الحسين القطّان وغيره. وكان عارفا بالعربيّة والحديث.

قال الحاكم : خالف الأئمّة في آخر عمره في أحاديث حدّث بها في ذي الحجّة.

روى عنه الحاكم ، وأبو حفص بن مسرور ، وأبو سعد الكنجروذي وغيرهم.

وقال الخطيب : ذاهب الحديث.

محمد بن موسى بن المثنّى (٣) الفقيه ، أبو بكر البغدادي الآبري الداوديّ الطاهري.

__________________

(١) ذكر أخبار أصبهان ٢ / ٣٠٣.

(٢) تاريخ بغدادي ٣ / ٢٢٥ ـ ٢٢٧ رقم ١٢٨٧ ، معرفة القراء الكبار ١ / ٢٨٣ رقم ٢٧ ، الأنساب ١٨ / ٢٢٤ ، ٢٢٥ ، اللباب ٢ / ٢٧٧ ، ٢٧٨ ، ميزان الاعتدال ٤ / ٢٨ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٦٦ ، ٤٦٧ رقم ٣٤١ ، غاية النهاية ٢ / ٢٣٧ ، لسان الميزان ٥ / ٣٦٣.

(٣) تاريخ بغداد ٣ / ٣٤٦ رقم ١٣٣٥.

١١١

سمع أبا القاسم البغوي ، وأبا بكر بن أبى داود ، وأبا سعيد العدوي.

روى عنه : البرقاني وقال : كان فقيها نبيلا على مذهب داود. ولد سنة ثلاثمائة.

مظفّر بن أحمد بن إبراهيم (١) بن الحسين بن برهان ، أبو الفتح المقرئ.

أقرأ القرآن بدمشق مدّة. وصنّف كتابا في القراءات ، وقرأ على أبى القاسم على بن العقب ، وأبى الحسن محمد بن الأخرم ، وصالح بن إدريس البغدادي ، وحدّث عن أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال ، وإبراهيم بن المولّد الزّاهد ، وابن حذلم ، وأبى على الحضائري ، وأحمد بن محمد بن فطيس.

وعنه : تمّام الرّازى ، وأبو سعد الماليني ، وعلى بن الحسن الرّبعى وجماعة.

والصّواب برهان ، بالضّمّ.

هاشم بن الحجّاج (٢) ، أبو الوليد البطليوسي.

سمع : محمد بن عبد الملك بن أيمن ، وقاسم بن أصبغ ، وحجّ ، فسمع من أبى سعيد بن الأعرابي ، وأبى حامد البغدادي ، وأبى يحيى محمد بن عبد الرحمن بن المقرئ ، وأبى محمد بن أسد بن عبد الرحمن الكازروني ، وخلق بمكّة ، ومحمد بن إبراهيم السّرّاج ، والفضل بن عبيد الله بالقدس ، وعلى بن العباس الغزّى بغزّة ، والحسن بن مليح ، وأحمد بن بهزاد بمصر ، واستقر ببطليوس (٣) ، ثم سعى بن إلى السلطان فامتحن ، وأسكن قرطبة ، فقرأ الناس عليه كثيرا ، وكان لا بأس به في ضبطه.

توفّى في شوّال. قاله ابن الفرضىّ.

__________________

(١) معرفة القراء الكبار ١ / ٢٨٣ رقم ٢٨ ، غاية النهاية ٢ / ٣٠٠ ، ٦٠١ رقم ٣٦٩٧.

(٢) تاريخ علماء الأندلس ٢ / ١٧٢ ـ ١٧٤ رقم ١٥٤١ وفيه «هاشم بن يحيى بن حجاج».

(٣) بطليوس : بفتحتين وسكون اللام وياء مضمومة وسين مهملة. مدينة كبيرة بالأندلس من أعمال ماردة على نهرة آنه غربي قرطبة. (معجم البلدان ١ / ٤٤٧).

١١٢

يوسف بن الشيخ أبى سعيد (١) الحسن بن عبد الله السّيرافيّ النّحوىّ ، أبو محمد.

كان إخباريا ، لغويّا ، علّامة ، عارفا بالعربية معرفة جيّدة ، تصدّر في مجلس أبيه بعد موته ، وقد كان يفيد له في حياته ، وكمّل بعض تصانيف أبيه ، وشرح أبيات سيبويه ، فجاء نهاية في بابه ، وشرح «إصلاح المنطق» فأجاد ، وله في اللّغة مصنّفات.

توفّى في ثالثة من ربيع الآخر. وعمره خمس وخمسون سنة.

يوسف بن عمر بن مسرور (٢) ، أبو الفتح القوّاس الزّاهد. بغداديّ محدّث مشهور.

وسمع : أبا القاسم البغويّ ، وأبا بكر بن أبى داود ، وابن صاعد ، وأحمد بن محمد بن المغلّس ، ومحمد بن هارون الحضرميّ ، وخلقا كثيرا ، ذكر في تراجمهم أنّه روى عنهم.

روى عنه : أبو محمد الخلّال ، وأبو الحسن العتيقى ، وعبد العزيز الأزجي ، وأبو ذرّ الهروي ، وآخر من روى عنه أبو الحسين بن المهتدي.

قال الخطيب : كان ثقة زاهدا صادقا ، ولد سنة ثلاثمائة ، وأوّل سماعه سنة ستّ عشرة. سمعت على بن محمد السمسار يقول : ما أتيت يوسف القوّاس إلّا وجدته يصلّى ، وسمعت أبا بكر البرقاني والأزهري ذكرا القوّاس فقالا : كان من الأبدال ، زاد الأزهري : وكان مجاب الدعوة.

__________________

(١) المنتظم ٧ / ١٨٧ رقم ٢٩٩ ، بغية الوعاة ٢ / ٣٥٥ رقم ٢١٧٤ ، إنباه الرواة ٤ / ٦١ ـ ٦٣ ، الجواهر المضية ٣ / ٢٢٦ ، مرآة الجنان ٢ / ٤٢٩ ، معجم الأدباء ٢٠ / ٦٠ ، وفيات الأعيان ٧ / ٧٢ ـ ٧٤ رقم ٨٣٨ ، البداية والنهاية ١١ / ٣١٩ ، وفيات الأعيان ٩ / ٢٩٨ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٣٠ ، تاج التراجم ٦١ ، كشف الظنون ١٠٨ و ١٢٠٩ ، هدية العارفين ٢ / ٥٤٩.

(٢) تاريخ بغداد ١٤ / ٣٢٥ ـ ٣٢٧ رقم ٧٦٥٠ ، المنتظم ٧ / ١٨٧ ، رقم ٢٩٨ ، البداية والنهاية ١١ / ٣١٩ ، العبر ٣ / ٣١ ، شذرات الذهب ٣ / ١١٩ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ٩٨٩ ، الكامل في التاريخ ٩ / ١١٥ ، طبقات الحنابلة ٢ / ١٤٢ ـ ١٤٣ رقم ٦٢١ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٧٤ ، ٤٧٦ رقم ٣٥١ ، الأنساب ١٠ / ٢٥٧ ، ٢٥٨.

١١٣

وقال أبو ذرّ الهروي : سمعت الدار قطنى يقول : كنا نتبرّك بأبي الفتح القوّاس وهو صبىّ.

وقال تمّام بن محمد الزّينبى وغيره : سمعنا القوّاس أنّه وجد في كتبه جزءا في «فضائل معاوية» قد قرضته الفارة ، فدعا (١) عليها ، فسقطت فارة من السقف واضطربت حتى ماتت. وجاء عن أبى ذرّ الهروي أنّه كان حاضرا لما ماتت.

قال العتيقى : مات في ربيع الآخر. كان ثقة مستجاب الدعوة ، ما رأيت في معناه مثله.

أنبأنا ابن علّان ، أنا الكندي ، أنا القزّاز ، أنا الخطيب ، حدّثنى عبد الغفار الأموي ، حدّثنى أبو الحسن بن حميد ، سمعت أبا ذرّ الهروي يقول : كنت عند أبى ذرّ القوّاس ، فأخرج جزءا فيه قرض الفارة ، فدعا الله على الفارة التي قرضته ، فسقطت من السقف فارة ، لم تزل تضطرب حتى ماتت.

وذكر أبو الفتح أنّه كان يكتب من لفظ المستملي ، بل من لفظ الشيخ ، فذكر أنّ رجلا قال له : رأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام يقول لي : من أراد السّماع كأنّه يسمعه منّى فليسمعه كسماع [أبى] (٢) الفتح القوّاس.

* * *

__________________

(١) في الأصل «فدعى».

(٢) إضافة على الأصل.

١١٤

[وفيات]

سنة ست وثمانين وثلاثمائة

أحمد بن أبى إسحاق إبراهيم (١) بن محمد بن يحيى ، أبو حامد المزكّي النّيسابورى.

قال الحاكم : له إجازة من أبى العبّاس الدّغولى بخطّ يده ، وسمع من محمد بن الحسين القطّان ، وبمكّة من ابن الأعرابي ، وببغداد من البختريّ والصّفّار وطبقتهم.

روى عنه : أبوه ، وأبو الحسين محمد بن المظفّر الحافظ ، أملى ببغداد ونيسابور ، وحضر مجالسه القضاة والأشراف ، وخرّجت له فوائد. وتوفّى في شعبان ، ومولده سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة ، وصحبته ببغداد ، وبطريق مكّة ، وعندي أنّ الملائكة لم تكتب عليه خطيئة ، وصام الدهر نيّفا وعشرين سنة ، وكان عابدا.

قلت : وهو أحد الإخوة. حدّث بهمذان ، فروى عنه من أهلها جعفر الأبهري ، وأبو بكر الزّنجانى ، وأحمد بن محمد بن سعدويه ، وآخرون ، وأبو العلاء محمد بن على الواسطي ، وأبو سعد الكنجروذي.

أحمد بن عبد الوهاب بن الحسين بن سفيان بن يوسف ، أبو على البغدادي القاضي نزيل مصر.

حدّث وتوفّى في المحرّم.

__________________

(١) تاريخ بغداد ٤ / ٢٠ رقم ١٦١٥ ، المنتظم ٧ / ١٨٨ رقم ٣٠٠ ، البداية والنهاية ١١ / ٣١٩ ، الكامل في التاريخ ٩ / ١٢٨ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٩٦ ، ٤٩٧ رقم ٣٦٦.

١١٥

أحمد بن عبد الله بن نعيم (١) بن الجليل ، أبو حامد النّعيمى.

روى «صحيح البخاري».

سمع أبا عبد الله الفربري ، [و] أبا العبّاس محمد بن عبد الرحمن الدّغولى ، والحسين بن محمد بن مصعب ، وإبراهيم بن حمدويه السّلمى ، وأبا (٢) أحمد بن إسحاق السّرخسى ، وجماعة.

روى عنه : أبو يعقوب القرّاب ، وأبو الفتح بن أبى الفوارس ، وأبو بكر البرقاني ، وأبو حازم العبدوي ، وأبو منصور الكرابيسي ، وأبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليجى شيخ محيي السنّة البغوي وغيرهم.

وهو سرخسىّ نزل هراة واستوطنها ، وتوفّى في ربيع الأوّل.

أحمد بن على بن محمد (٣) ، أبو على المدائني المعروف بالحاكم ، أحد الأدباء المذكورين.

سمع : أبا بكر بن دريد وجماعة ، وصحب عضد الدولة بن بويه ، وكان راوية للشعر.

روى عن : على بن المحسّن التنوخي ، وهلال بن المحسّن الصّابي ، وذكر أنّه كان يحفظ ثلاثين ألف بيت شعر.

عبد الله بن الحسين (٤) بن حسنون ، أبو أحمد السامرىّ البغدادي.

أحمد بن محمد بن جعلان (٥). روى عن أبى بكر بن الأنباري.

وعنه : ابن المحسّن التنوخي.

__________________

(١) العبر ٣ / ٣١ ، ٣٢ ، النجوم الزاهرة ٤ / ١٧٥ ، شذرات الذهب ٣ / ١١٩ ، الوافي بالوفيات ٧ / ١١١ رقم ٣٠٣٣.

(٢) في الأصل «أبو».

(٣) النجوم الزاهرة ٤ / ١٧٤ وفيه «أحمد بن على بن أحمد» ، نشوار المحاضرة ٤ / ٨٤ رقم ٤٢ ، الفرج بعد الشدّة ٤ / ٢٥ و ٥ / ٨٦.

(٤) تاريخ بغداد ٩ / ٤٤٢ رقم ٥٠٦٧ وقد أقحمت هذه الترجمة هنا وحقّها أن تأتى في حرف العين.

(٥) في الأصل «جعدان» والتصحيح من (نشوار المحاضرة ٢ / ٣١٢).

١١٦

أحمد بن موسى بن أحمد بن (١) خصيب ، أبو بكر الأندلسى المعروف بابن الإمام.

ولى القضاء ببعض مدن الأندلس ، وسمع من عمر بن يوسف ومحمد بن شبل ، وعاش ستّين سنة.

أحمد بن أبى اللّيث نصر (٢) بن محمد النّصيبيّ المصري الحافظ. قدم نيسابور.

قال الحاكم هو باقعة في الحفظ ، شبّهت مذاكرته بالحفظ بالسّحر ، وكان يتقشّف ، وجالس الصّالحين ، ثم ذهب إلى ما وراء النهر ، وأقبل على الأدب والشعر ، ودخل في الأعمال السلطانية ، ثم اجتمعت به هناك ، وحفظه كما كان ، فكنت أتعجّب منه.

سمع : أحمد بن عبد الرحيم القيسراني ، وأبا هاشم الكتّاني بالشام وأبا عبد الله الحكيمي ، وأبا على الصّفّار ببغداد (٣) ، وأبا العبّاس الأصمّ بنيسابور ، وأصحاب يونس بن عبد الأعلى بمصر.

روى عنه : الحاكم ، وجماعة.

جندب بن أحمد بن عبد الرحمن (٤) بن عبد المؤمن بن خالد ، أبو ذرّ المهلّبيّ الأزدي الجرجاني.

روى عن أبى إسحاق البحري ، ومحمد بن الحسين بن ماهيار ، ودعلج السجزى ، وجماعة. وكان فقيها خيّرا.

قال ابن ماكولا : مات في رجب سنة ست.

حمد بن محمد بن حمدون النّيسابورى ، أبو منصور الجوزجاني.

الفقيه.

__________________

(١) تاريخ علماء الأندلس ١ / ٥٦ رقم ١٨٨.

(٢) تهذيب ابن عساكر ٢ / ١٠٣ ، الوافي بالوفيات ٨ / ٢١٣ رقم ٣٦٤٨ ، تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠١٥ ، ١٠١٦ رقم ٩٤٧ ، شذرات الذهب ٣ / ١٢٢ ، حسن المحاضرة ١ / ١٤٨ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٦ ، ٥٦٢ رقم ٤١٣ ، طبقات الحفاظ ٤٠٢.

(٣) تكرّر بعدها : «أبا على الصفّار».

(٤) تاريخ جرجان ١٨٢ رقم ٢٤٢.

١١٧

تفقّه ببلخ عند أبى القاسم الصّفّار ، وحدّث عن أبى العبّاس الدّغولى وطبقته ، وعمّر نيّفا وتسعين سنة.

الحسن بن إبراهيم بن زولاق (١) ، أبو محمد. أحد علماء الديار المصرية ، وصاحب التصانيف والتواريخ.

مولده في حدود سنة ستّ وثلاثمائة ، ومن كبار شيوخه أبو جعفر الطّحاوى ، ورحل إلى دمشق بعد الثلاثين ، ولم يؤرّخه ابن عساكر.

سعيد بن محمد بن مسلمة (٢) بن محمد بن تيري (٣) ، أبو بكر القرطبي.

سمع من عمه خطاب بن مسلمة ، وقاسم بن إصبع.

وولّى قضاء قرمونة.

وتوفى وصلّى عليه أخوه مسلمة الزاهد.

عبّاس بن أصبغ بن عبد العزيز (٤) الهمذانيّ الحجّارى ، أبو (٥) بكر القرطبي ، ولم يكن من أهل وادي الحجارة فيما قيل.

سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن ، وعبد الله بن يونس ، وسيد أبيه الزّاهد ، وسعيد بن جابر ، وعبّاس بن محمد. وكان ضابطا لما كتب.

قرأ الناس عليه كثيرا ، وتوفّى في ذي القعدة ، وله اثنتان وثمانون سنة.

__________________

(١) اتعاظ الحنفا ١ / ١٠٢ ، معجم الأدباء ٧ / ٢٢٥ ، البداية والنهاية ١١ / ٣٢١ ، وفيات الأعيان ١ / ٩١ ، ٩٢ رقم ١٦٧ ، تاريخ ابن الوردي ١ / ٣٥١ ، لسان الميزان ٢ / ١٩١ رقم ٨٧٠ ، الوافي بالوفيات ١١ / ٣٧٠ رقم ٥٣٧ ، حسن المحاضرة ١ / ٢٦٥ ، الأعلام ٢ / ١٩١ ، معجم المؤلفين ٣ / ١٩٤ ، تاريخ الأدب العربيّ البروكلمان ٣ / ٨٣ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٣٣ ، أعيان الشيعة ٢٠ / ٤٣١ ـ ٤٣٥ ، كشف الظنون ٢٨ و ٣٠١ و ٣٠٤ ، بدائع الزهور ج ١ ق ١ / ١٩٨ وفيه مات سنة ٣٨٩ ه‍. ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٦٢ ، ٤٦٣ ، رقم ٣٣٥ ، أعيان الشيعة العاملي. ٢٠ / ٤٣١ ـ ٤٣٥.

(٢) تاريخ علماء الأندلس ١ / ١٧٣ ، ١٧٤ رقم ٥٢٤.

(٣) هكذا في الأصل ، وفي تاريخ علماء الأندلس «تبرى».

(٤) تاريخ علماء الأندلس ١ / ٢٩٨ رقم ٨٨٥.

(٥) في الأصل تكرار وتصحيف : «الحجازي من أهل وادي الحجارة وأبو بكر».

١١٨

صالح بن جعفر (١) ، أبو الفرج الرازيّ.

حدّث عن : أبي القاسم البغوي ، وأبى بكر بن زياد النّيسابورى.

وعنه : أبو الحسن العتيقى ، وأبو القاسم التنوخي ، وجماعة. أحاديثه تدلّ على صدقه.

عبد الله بن أحمد بن مالك (٢) ، أبو محمد البغدادي البيّع.

سمع : أبا بكر بن داود ، ومحمد بن منصور الشيعي ، وسعيدا أخا زبير الحافظ.

روى عنه : العتيقى ، وأبو طالب النّيسابورى ، وأبو حازم محمد بن الفرّاء.

وثّقه ابن أبى الفوارس.

توفّى في جمادى الأولى.

عبد الله بن الحسين بن حسنون (٣) ، أبو أحمد السامرىّ البغدادي المقرئ ، مسند ديار مصر بالقراءات.

ذكر أنّه قرأ لحفص على أحمد بن سهل الأشناني صاحب عبيد بن الصباح ، وقرأ للسوسى على أصحابه أبى الحسن بن الرّقّى ، وأبى عثمان النّحوىّ ، وأبى عمران موسى بن جرير النّحوىّ ، وقرأ لقالون على أبى الحسن بن شنبوذ ، وقرأ للدورى وغيره على أبى بكر بن مجاهد ، وكذا قرأ على ابن شنبوذ بطرق متعدّدة.

قرأ عليه : أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي ، وأبو الفتح فارس بن

__________________

(١) تاريخ بغداد ٩ / ٣٣٢ رقم ٤٨٧٣.

(٢) تاريخ بغداد ٩ / ٣٩٤ رقم ٤٩٩٤ ، المنتظم ٧ / ١٨٨ رقم ٣٠١.

(٣) تاريخ بغداد ٩ / ٤٤٢ رقم ٥٠٦٧ ، العبر ٣ / ٣٢ ، ٣٣ ، معرفة القراء ١ / ٢٦٤ ، ٢٦٧ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٤٠٨ ، ٤٠٩ ، رقم ٤٦٧٠ ، الوافي بالوفيات ١٧ / ١٤٥ رقم ١٢٩ ، طبقات القراء ١ / ٤١٥ ـ ٤١٧ رقم ١٧٦١ ، لسان الميزان ٣ / ٢٧٣ ، ٢٧٤ رقم ١١٥٥ ، شذرات الذهب ٣ / ١١٩ ، ١٢٠ ، النجوم الزاهرة ٤ / ١٧٥ ، الأعلام ٤ / ٢٠٨ ، تاريخ التراث العربيّ ١ / ٧٧ رقم ٢٨ ، الإكمال ٢ / ٣٧٦ ، غاية النهاية ١ / ٤١٥ ـ ٤١٧ ، النشر في القراءات العشر ١ / ١٢٢ ، سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥١٥ رقم ٣٧٩ ، حسن المحاضرة ١ / ٤٨٩.

١١٩

أحمد ، ويوسف بن رباح البصري ، وعبد الساتر بن الذّرب باللّاذقية ، وأبو الحسين القيسي الخشّاب ، وأبو القاسم عبد الجبار بن أحمد الطّرسوسى ثم المصري ، قرأ عليه بمذاهب السبعة ، ورواياته عنه في كتاب «العنوان» وآخر من قرأ عليه أبو العباس أحمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس شيخ ابن الفحّام.

وقد وقع لنا بحمد الله من طريقه رواية حفص السوسي بعلوّ ، من قراءتي على أصحاب الصّفراوي عنه.

إلّا أنّ السّامرىّ قد تكلّم فيه بعضهم ، فقال محمد بن على الصّورى : قال أبو القاسم العنّابى (١) البزّاز : كنّا يوما عند أبى أحمد المقرئ فحدّثنا عن أبى العلاء محمد بن أحمد الوكيعى ، فاجتمعت بأبي محمد عبد الغنى بن سعيد ، فذكرت ذلك له ، فاستعظمه ، وقال : سله متى سمع منه؟ فرجعت إليه ، فقال : سمعت منه بمكّة في الموسم ، سنة ثلاثمائة ، فأتيت عبد الغنىّ فأخبرته ، فقال : أبو العلاء مات عندنا في أوّل سنة ثلاثمائة. ثم عبرت معه بعد مدّة ، وأبو أحمد قاعد يقرئ ، فقلت له : لا أسلّم على من يكذب في حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقال صاحب «العنوان» (٢) إنّه قرأ لأبى الحارث اللّيث عن الكسائي ، على عبد الجبار الطّرسوسى ، عن قراءته على أبى أحمد السامرىّ ، وتلا أبو أحمد برواية المذكور على محمد بن يحيى الكسائي الصغير ، عن قراءته على اللّيث.

قال أبو عبد الله القصّاع : كذا نقل الجماعة عن أبى أحمد أنّه قرأ على محمد بن يحيى ، وهو وهم ، لأنّه توفّى سنة ثمانين ومائتين ، وولد أبو أحمد بعد موته بنحو خمس عشرة سنة.

__________________

(١) في الأصل «العنانى» والتصحيح من تاريخ بغداد.

(٢) هو لأبى طاهر إسماعيل بن خلف المقرئ الأنصاري الأندلسى المتوفى ٤٥٥ ، وهو كتاب في القراءات وعمدة الناس في الاشتغال بهذا الفن. (وفيات الأعيان ١ / ٢٣٣).

١٢٠