مختصر البصائر

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي

مختصر البصائر

المؤلف:

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي


المحقق: مشتاق المظفّر
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-470-280-8
الصفحات: ٥٨٤

[ ٥١ / ٥١ ] محمّد بن عبدالجبّار (١) قال : حدّثني جعفر بن محمّد الكوفي ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « لمّا انتهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الركن الغربي فجازه ، قال له الركن : يا رسول الله ألست قعيداً من قواعيد بيت ربّك فما بالي لا اُستلم؟ فدنا منه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فاستلمه وقال : اسكن عليك السلام غير مهجور (٢) » (٣).

[ ٥٢ / ٥٢ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهري (٤) ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال

__________________

١ ـ في البصائر : محمّد بن الجارود.

ومحمد بن عبدالجبّار ممّن روى عن أبي محمّد الحسن العسكري عليه‌السلام وروى عنه جمّ غفير منهم سعد بن عبدالله الأشعري ومحمّد بن الحسن الصفار ، وهو قمّي ثقة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الهادي عليه‌السلام.

انظر رجال الشيخ : ٤٢٣ / ١٧ ، رجال البرقي : ٥٩ ، رجال العلاّمة : ٢٤٢ / ٨٢٤.

٢ ـ في نسخة « س » : غير محجوب.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٣ / ٤ ، وعنه في البحار ٩٩ : ٢٢٥ / ٢٣ ، وفيه : لست بعيداً من بيت ربّك وأورده الصدوق في علل الشرائع : ٤٢٩ / ٣ ، والراوندي في قصص الأنبياء : ٢٨٦ / صدر حديث ٣٥٣.

٤ ـ القاسم بن محمّد الجوهري : كوفي سكن بغداد ، روى عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الكاظم عليه‌السلام ، وعدّه الشيخ تارة من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام ، واُخرى من أصحاب الإمام الكاظم عليه‌السلام وثالثة في من لم يرو عنهم عليهم‌السلام ، وقال العلاّمة في خلاصته : واقفي لم يلق أبا عبدالله عليه‌السلام ، وانظر الأقوال التي تضاربت فيه في معجم رجال الحديث.

٨١

« سُمّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم خيبر ، فتكلّم اللحم فقال : يا رسول الله صلّى الله عليك وعلى آلك إنّي مسموم ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عند موته : اليوم قطّعت مطاياي (١) الأكلة التي أكلتها بخيبر ، وما من نبي ولا وصيّ إلاّ شهيد (٢) » (٣).

[ ٥٣ / ٥٣ ] أحمد وعبد الله ابنا محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب (٤) ، عن علي بن رئاب ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « إنّي لفي عمرة اعتمرتها في الحجر جالساً ، إذ نظرت إلى جانّ قد أقبل من ناحية المسعى حتى دنا من الحجر ، فطاف بالبيت اُسبوعاً ، ثم إنّه أتى المقام

__________________

انظر رجال النجاشي : ٣١٥ / ٨٦٢ ، رجال البرقي : ٥٠ ، رجال الشيخ : ٢٧٦ / ٤٩ و ٣٥٨ / ١ و ٤٩٠ / ٥ ، خلاصة الأقوال : ٣٨٨ / ١٥٥٨ ، معجم رجال الحديث ١٥ : ٥١ ـ ٥٧.

١ ـ مطاياي : كذا في المتن والمصدر والبحار ، وفي كتب اللغة : أطواء ومطاوي أي الأمعاء. انظر تاج العروس ١٠ : ٢٢٩ ـ طوى ، لسان العرب ١٥ : ١٨ ـ ١٩ ـ طوى.

٢ ـ في نسخة « س » زيادة : أو مسموم.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٣ / ٥ ، وعنه في البحار ١٧ : ٤٠٥ / ٢٥ و ٢٢ : ٥١٦ / ٢١.

٤ ـ الحسن بن محبوب : هو السرّاد ويقال له : الزرّاد ، يكنّى أبا علي مولى بجيلة ، كوفي ثقة ، وكان جليل القدر ، يعدّ من الأركان الأربعة في عصره ، وله كتب كثيرة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الكاظم والرضا عليهما‌السلام.

وقال الكشي : أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عن هؤلاء وتصديقهم ، وأقرّوا لهم بالفقه والعلم وهم ستّة نفر منهم الحسن بن محبوب.

مات رحمه‌الله في آخر سنة أربع وعشرين ومائتين ، وكان من أبناء خمس وسبعين سنة. انظر فهرست الشيخ : ٤٦ / ١٥١ ، رجال الشيخ : ٣٤٧ / ٩ و ٣٧٢ / ١١ ، رجال البرقي : ٤٨ و ٥٣ ، رجال الكشي : ٥٥٦ / ١٠٥٠ و ٥٨٤ / ١٠٩٤ ، رجال ابن داود : ٧٧ / ٤٥٤ ، رجال العلامة : ٩٧ / ٢٢٢.

٨٢

فقام على ذَنـَبه فصلّى ركعتين ، وذلك عند زوال الشمس ، فبصر به عطاء واُناس من أصحابه ، فأتوني فقالوا : يا أبا جعفر أما رأيت هذا الجان؟ فقلت : رأيته وما صنع ، ثمّ قلت لهم : انطلقوا إليه وقولوا : يقول لك محمّد بن علي : إنّ البيت يحضره أعبد وسودان ، وهذه ساعة خلوته منهم ، وقد قضيت نسكك ونحن نتخوّف عليك منهم ، فلو خفّفت وانطلقت ، قال : فكوّم كومة من بطحاء (١) المسجد برأسه ، ثم وضع ذَنـَبه عليها ثمّ مثل في الهواء » (٢).

[ ٥٤ / ٥٤ ] الحسن بن موسى الخشّاب ، عن علي بن حسّان ، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير الهاشمي (٣) ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : « كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم قاعداً في أصحابه إذ مرّ به بعير فجاء إليه حتى برك بين يديه ، وضرب بجرانه الأرض ورغا ، فقال له رجل من القوم : يا رسول الله أيسجد لك هذا الجمل؟ فإن سجد لك فنحن أحقّ أن نفعل ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : بل اسجدوا لله ،

__________________

١ ـ البطحاء جمعها أبطح : مسيل واسع فيه دقاق الحصى. الصحاح ١ : ٣٥٦ ـ بطح.

٢ ـ أورده الراوندي في الخرائج والجرائح ١ : ٢٨٥ / ١٨ ، وابن الفتال في روضة الواعظين : ٢٠٤ ـ ٢٠٥ ، وذكره باختصار ابن شهرآشوب في المناقب ٤ : ٢٠٣.

٣ ـ في البصائر : أحمد بن موسى الخشاب ، عن عبدالرحمن بن كثير ، ولم أجد للأول ذكر في كتب التراجم.

وأمّا الحسن بن موسى الخشاب ، فهو من وجوه أصحابنا ، مشهور كثير العلم والحديث ، له مصنّفات منها كتاب الردّ على الواقفة ، عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام ، وفي من لم يرو عنهم عليهم‌السلام.

انظر رجال النجاشي : ٤٢ / ٨٥ ، رجال الشيخ : ٤٣٠ / ٥ و ٤٦٢ / ٣ ، خلاصة الأقوال : ١٠٤ / ٢٤٠ ، فهرست الشيخ : ٤٩ / ١٦٠.

٨٣

إنّ هذا الجمل يشكو أربابه ، ويزعم أنّهم أنتجوه (١) صغيراً واعتملوه ، فلمّا كبر وصار عوراً (٢) كبيراً ضعيفاً أرادوا نحره ، شكا ذلك إليّ.

فداخل رجل من القوم ما شاء الله أن يداخله من الإنكار لقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ وذكر أبو بصير أنّه عمر ـ فقال : أنت تقول ذلك؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها.

ثمّ أنشأ أبو عبدالله عليه‌السلام فقال : ثلاثة من البهائم تكلّموا على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( الجمل والذئب والبقرة ) (٣) ، فأمّا الجمل فكلامه الذي سمعت ، وأمّا الذئب فجاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فشكا إليه الجوع ، فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أصحاب الغنم فقال : افرضوا للذئب شيئاً فشحّوا ، فذهب ثمّ عاد ثانية فشكا الجوع ، فدعاهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فشحّوا ، ثمّ عاد ثالثة فشكا الجوع فدعاهم فشحّوا.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اختلف (٤) إلي جدّه. ولو أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فرض للذئب شيئاً ما زاد الذئب عليه شيئاً حتى تقوم الساعة.

وأمّا البقرة فإنّها أذنت (٥) النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٦) ـ وكانت في محلّة بني سالم من

__________________

١ ـ نتجت الناقة : بمعنى ولدت. انظر المصباح المنير : ٥٩٢ ـ نتج.

٢ ـ العور : التعب. مجمع البحرين ٣ : ٤١٦ ـ عور.

٣ ـ في نسختي « ض و ق » : تكلّم الجمل ، وتكلّم الذئب ، وتكلّمت البقرة.

٤ ـ اختلف : تردّد. مجمع البحرين ٥ : ٥٤ ـ خلف ، وفي البصائر والارشاد والقصص : اختلس ، أي أخذ.

٥ ـ أذنت : كقوله تعالى : ( أذنت لربّها ) أي استمعت وأطاعت. مجمع البحرين ٦ : ٢٠٠ ـ أذن. وفي نسخة « س » والمختصر المطبوع : إذ تنبّئ ، وفي نسخة من الارشاد : فإنّها آمنت بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ( هامش نسخة س ).

٦ ـ في البصائر والقصص زيادة : ودلّت عليه.

٨٤

الأنصار ـ فقالت : يا آل ذريح عمل نجيح صائح يصيح بلسان عربي فصيح : بأن لا إله إلاّ الله ربّ العالمين ، ومحمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سيّد النبيّين ، وعليّ عليه‌السلام سيّد الوصيّين » (١).

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٣٥١ / ١٣ ، وأورده المفيد في الاختصاص : ٢٩٦ ، والراوندي في قصص الأنبياء : ٢٨٧ / ٣٥٤.

٨٥
٨٦

باب

في الكرّات (١) وحالاتها وما جاء فيها

[ ٥٥ / ١ ] حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن المنخّل بن جميل ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « ليس من مؤمن إلاّ وله قتلة وموتة ، إنّه من قتل نشر حتى يموت ، ومن مات نشر

__________________

١ ـ الكرّ : الرجوع. لسان العرب ٥ : ١٣٥ ـ كرّ.

قال الإمام الصادق عليه‌السلام : « من أقرّ بسبعة أشياء فهو مؤمن : البراءة من الجبت والطاغوت ، والإقرار بالولاية ، والإيمان بالرجعة ... » صفات الشيعة : ١٠٤ / ٤١.

وقال الشيخ الصدوق في كتابه الاعتقادات : إعتقادنا في الرجعة أنّها حق. ص ٦٠ / ١٨ ( ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ).

وقال العلاّمة المجلسي : الرجعة التي أجمعت الشيعة عليها في جميع الأعصار ، واشتهرت بينهم كالشمس في رابعة النهار ، حتى نظّموها في أشعارهم ، واحتجّوا بها على المخالفين في جميع أمصارهم. وكيف يشكّ مؤمن بحقّية الأئمّة الأطهار عليهم السلام ، فيما تواتر عنهم في قريب من مائتي حديث صريح ، رواها نيّف وأربعون من الثقات العظام ، والعلماء الأعلام ، في أزيد من خمسين من مؤلّفاتهم. وظنّي أنّ من يشكّ في أمثالها فهو شاكّ في أئمّة الدين. بحار الأنوار ٥٣ : ١٢٢ ـ ١٢٣.

٨٧

حتى يُقتل » ثمّ تلوت على أبي جعفر عليه‌السلام هذه الآية ( كلّ نفس ذائقة الموت ) (١) فقال : « ومنشورة ». قلت : قولك ومنشورة ما هو؟ فقال : « هكذا نزل بها جبرئيل عليه‌السلام على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله : كلّ نفس ذائقة الموت ومنشورة ».

ثمّ قال : « ما في هذه الاُمّة أحد برّ ولا فاجر إلاّ ويُنشر ، فأمّا المؤمنون فينشرون إلى قرّة أعينهم ، وأمّا الفجّار فينشرون إلى خزي الله إيّاهم ، ألم تسمع أنّ الله تعالى يقول ( ولنذيقنّهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ) (٢).

وقوله تعالى ( يا أيّها المدّثّر * قم فأنذر ) (٣) يعني بذلك محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وقيامه في الرجعة ينذر فيها.

وقوله تعالى ( إنّها لإحدى الكُبَر * نذيراً للبشر ) (٤) يعني محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله نذيراً للبشر في الرجعة.

وقوله تعالى ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ) (٥) قال : يظهره الله عزّ وجلّ في الرجعة.

وقوله تعالى ( حتى إذا فتحنا عليهم باباً ذا عذاب شديد ) (٦) هو علي بن أبي طالب عليه‌السلام إذا رجع في الرجعة ».

__________________

١ ـ آل عمران ٣ : ١٨٥ ، الأنبياء ٢١ : ٣٥ ، العنكبوت ٢٩ : ٥٧.

٢ ـ السجدة ٣٢ : ٢١.

٣ ـ المدّثّر ٧٤ : ١ ـ ٢.

٤ ـ المدّثّر ٧٤ : ٣٥ ـ ٣٦.

٥ ـ الصف ٦١ : ٩.

٦ ـ المؤمنون ٢٣ : ٧٧.

٨٨

قال جابر : قال أبو جعفر عليه‌السلام : « قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه في قول الله عزّ وجلّ ( رّبَما يودّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) (١) قال : هو أنا إذا خرجت أنا وشيعتي ، وخرج عثمان بن عفان وشيعته ، ونقتل بني اُميّة ، فعندها يودّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين » (٢).

[ ٥٦ / ٢ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ويعقوب بن يزيد ، عن أحمد بن الحسن الميثمي (٣) ، عن محمد بن الحسين ، عن أبان بن عثمان ، عن موسى الحنّاط ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : « أيّام الله ثلاثة : يوم يقوم القائم عليه‌السلام ، ويوم الكرّة ، ويوم القيامة » (٤).

__________________

١ ـ الحجر ١٥ : ٢.

٢ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٤ / ٥٥ ، وكذلك البحراني في تفسير البرهان ١ : ٧٢١ / ٧ ، عن سعد بن عبدالله. وفيه : قال جابر : قال أبو عبدالله عليه‌السلام.

٣ ـ في نسخة « س و ض » والمختصر المطبوع : أحمد بن الحسين الميثمي.

وأحمد بن الحسن الميثمي : هو ابن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمّار ، مولى بني أسد ، قال أبو عمرو الكشي : كان واقفياً ، وقد روى عن الإمام الرضا عليه السلام ، وهو على كلّ حال ثقة ، صحيح الحديث معتمد عليه ، هذا ما قاله النجاشي. وعدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الكاظم عليه السلام وقال : واقفي ، وقال في الفهرست : كوفي صحيح الحديث سليم ، وله كتاب النوادر.

وللمامقاني قول في أنّه هل وقف على إمامة الإمام الكاظم عليه السلام أم لم يقف؟ فإذا كان وقف كيف يروي عن الإمام الرضا عليه السلام؟

اُنظر رجال النجاشي : ٧٤ / ١٧٩ ، رجال الشيخ : ٣٤٤ / ٣٠ ، رجال الكشي : ٤٦٨ / ٨٩٠ ، فهرست الشيخ : ٢٢ / ٥٦ ، رجال ابن داود : ٣٧ / ٦٦ ، رجال العلاّمة : ٣١٩ / ١٢٥٤ ، تنقيح المقال ١ : ٥٤ / ٣٢٢.

٤ ـ أورده الشيخ الصدوق في الخصال : ١٠٨ / ٧٥ بسنده عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن

٨٩

[ ٥٧ / ٣ ] أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة (١) ، عن أبي داود ، عن بريدة الأسلمي (٢) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله « كيف أنت إذا استيأست اُمّتي من المهدي ، فيأتيها مثل قرن (٣) الشمس ، يستبشر به أهل السماء وأهل الأرض »؟ فقلت : يا رسول الله بعد الموت؟ فقال : « والله إنّ بعد الموت هدى

__________________

يزيد ، عن محمد بن الحسن الميثمي ، عن مثنى الحنّاط ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، ومعاني الأخبار : ٣٦٥ / ١ ـ باب معنى أيام الله عزّ وجلّ بسند آخر عن مثنّى الحنّاط ، عن الإمام الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام.

١ ـ في نسخة « س » والمطبوع : يوسف بن عميرة ، ولم يذكر في الكتب.

٢ ـ بريدة الأسلمي : هو بريدة بن الخصيب ( الخضيب ) الأسلمي الخزاعي مدني عربي من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وعدّه البرقي من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وزاد الشيخ عليه الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام.

قال النمازي : وهو من الإثنى عشر الذين أنكروا على أبي بكر فعله واحتجّوا عليه ، وذكر المجلسي احتجاجه على عمر أيضاً قائلاً : وقام بريدة الأسلمي وقال : يا عمر أتثب على أخي رسول الله وأبي ولده؟ وأنت الذي نعرفك في قريش بما نعرفك؟ ...

وقال السيّد بحر العلوم في رجاله : هو صاحب لواء أسلم ، شهد خيبر وأبلى فيها بلاءً حسناً ، وشهد الفتح مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، واستعمله على صدقات قومه ، سكن المدينة ثم انتقل إلى البصرة ثم إلى مرو وتوفي فيها سنة ٦٣ هـ ، وكان آخر من مات من الصحابة.

اُنظر رجال ابن داود : ٥٥ / ٢٣٣ ، رجال العلاّمة : ٨٢ / ١٦٥ ، رجال البرقي : ٢ ، رجال الشيخ : ١٠ / ٢١ و ٣٥ / ١ ، بحار الأنوار ٢٨ : ٢٨٦ ، مستدركات النمازي ٢ : ١٩ ـ ٢٠ ، رجال بحر العلوم ٢ : ١٢٨.

٣ ـ في نسخة « ق » : قرص ، وقرص الشمس : عينها. وقرن الشمس : أعلاها ، وأوّل ما يبدو منها في الطلوع. الصحاح ٣ : ١٠٥٠ ـ قرص ، و ٦ : ٢١٨٠ ـ قرن.

٩٠

وإيماناً ونوراً » ، قلت : يا رسول الله : أي العمرين أطول؟ قال : « الآخر بالضعف » (١).

[ ٥٨ / ٤ ] وعنه ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن رجل ، عن جميل بن دراج ، عن المعلّى بن خُنيس وزيد الشحّام (٢) ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قالا : سمعناه يقول : « إنّ أوّل من يكرّ في الرجعة الحسين بن علي عليهما‌السلام ، ويمكث في الأرض أربعين سنة ، حتى يسقط حاجباه على عينيه » (٣).

[ ٥٩ / ٥ ] وعنه ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن رجل ، عن إبراهيم بن المستنير ، عن معاوية بن عمار ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام يقول الله عزّ وجلّ ( فإنّ له معيشة ضنكاً ) (٤) فقال : « هي والله للنصّاب » (٥) قلت : فقد رأيناهم في دهرهم الأطول ، في كفاية حتى ماتوا ، فقال : « والله ذاك في الرجعة يأكلون العذرة » (٦).

[ ٦٠ / ٦ ] وعنه ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن جميل بن درّاج (٧) ، عن

__________________

١ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٥ / ٥٦.

٢ ـ « زيد الشحّام » لم يرد في نسخة « ض ».

٣ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٣ / ٥٤.

٤ ـ طه ٢٠ : ١٢٤.

٥ ـ النصّاب : النواصب والناصبية وأهل النصب : المتديّنون ببغض الإمام علي عليه‌السلام لأنّهم نصبوا له أي عادوه. القاموس المحيط ١ : ١٣٣ ـ نصب.

وله معنى آخر في حديث الإمام الصادق عليه‌السلام يقول : « ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لأنّك لا تجد رجلاً يقول : أنا أبغض محمّداً وآل محمّد ، ولكنّ الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنّكم تتولّونا وأنّكم من شيعتنا » علل الشرائع : ٦٠١ / ٦٠.

٦ ـ أورده القمي في تفسيره ٢ : ٦٥ ، وعنهما في البحار ٥٣ : ٥١ / ٢٨.

٧ ـ جميل بن درّاج : هو ابن عبدالله النخعي ، مولى النخع ، كوفي ، شيخنا ووجه الطائفة ، ثقة ،

٩١

أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له قول الله عزّ وجلّ ( إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) (١) قال : « ذلك والله في الرجعة ، أما علمت (٢) أنّ أنبياء الله كثيراً لم ينصروا في الدنيا وقتلوا ، والأئمّة قد قتلوا ولم ينصروا ، فذلك في الرجعة ».

قلت : ( واستمع يوم ينادِ المنادِ من مكان قريب * يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج ) (٣) قال : « هي الرجعة » (٤).

[ ٦١ / ٧ ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وعبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب (٥) ، عن زرارة قال : كرهت أن

__________________

روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما‌السلام ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام ، وزاد الشيخ عليه الإمام الكاظم عليه‌السلام.

وقال له الإمام الصادق عليه‌السلام : « يا جميل لا تحدّث أصحابنا بما لم يجمعوا عليه فيكذّبوك ». وكان من الفقهاء الذين أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ ، وأقرّوا لهم بالفقه.

اُنظر رجال النجاشي : ١٢٦ / ٣٢٨ ، رجال البرقي : ٤١ ، رجال الشيخ : ١٦٣ / ٣٩ و ٣٤٦ / ٤ ، رجال الكشي : ٢٥١ / ٤٦٨ و ٣٧٥ / ٧٠٥ ، رجال العلاّمة : ٩٢ / ٢٠٩.

١ ـ غافر ٤٠ : ٥١.

٢ ـ في نسخة « ق » : أما سمعت.

٣ ـ ق ٥٠ : ٤١ ـ ٤٢.

٤ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٥ / ٥٧ ، وذكر القمّي صدر الحديث في تفسيره ٢ : ٢٥٨ ـ ٢٥٩ ، وذيله في ٢ : ٣٢٧.

٥ ـ علي بن رئاب : هو أبو الحسن الكوفي السعدي الطحّان ، ثقة جليل القدر ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما‌السلام ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام.

٩٢

أسأل أبا جعفر عليه‌السلام فاحتلت مسألة لطيفة لأبلغ بها حاجتي منها ، فقلت : أخبرني عمّن قتل مات؟ قال : « لا ، الموت موت ، والقتل قتل » فقلت له : ما أحد [ يقتل إلاّ مات ، قال : فقال : « يا زرارة قول الله أصدق من ] (١) قولك قد فرّق بين القتل والموت في القرآن ، فقال ( أفإن مات أو قتل ) (٢) وقال ( ولئن متّم أو قتلتم لإلى الله تحشرون ) (٣) فليس كما قلت يا زرارة ، فالموت موت والقتل قتل ».

وقد قال الله عزّ وجلّ ( إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقّاً ) (٤) قال : فقلت : إنّ الله عزّ وجلّ يقول ( كلّ نفس ذائقة الموت ) (٥) أفرأيت من قتل لم يذق الموت ، فقال : « ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه ، إنّ من قتل لابدّ أن يرجع إلى الدنيا حتى يذوق الموت » (٦).

[ ٦٢ / ٨ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى (٧) ، عن أبي

__________________

انظر رجال النجاشي : ٢٥٠ / ٦٥٧ ، رجال البرقي : ٢٥ ، رجال الطوسي : ٢٤٣ / ٣١٦ ، رجال العلاّمة : ١٧٦ / ٥٢٤ ، رجال ابن داود : ١٣٨ / ١٠٤٩ ، فهرست الشيخ : ٨٧ / ٦٥.

١ ـ ما بين المعقوفين أثبتناه من تفسير العياشي ليستقيم السياق ، وفي المختصر المطبوع : ما أجد ، بدل : ما أحد.

٢ و ٣ ـ آل عمران ٣ : ١٤٤ ، ١٥٨.

٤ ـ التوبة ٩ : ١١١.

٥ ـ آل عمران ٣ : ١٨٥ والأنبياء ٢١ : ٣٥ والعنكبوت ٢٩ : ٥٧.

٦ ـ أورده العياشي في تفسيره ٢ : ١١٢ / ١٣٩ ، وعنهما في البحار ٥٣ : ٦٥ / ٥٨.

٧ ـ صفوان بن يحيى : هو أبو محمّد البجلي بيّاع السابُري الكوفي ، ثقة ثقة ، عين روى عن

٩٣

الحسن الرضا عليه‌السلام قال : سمعته يقول في الرجعة : « من مات من المؤمنين قُتل ، ومن قُتل منهم مات » (١).

[ ٦٣ / ٩ ] أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح ، عن أبان بن تغلب (٢) ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « إنّه بلغ

__________________

الإمام الرضا عليه‌السلام ، وكانت له عنده منزلة شريفة ، وقد توكّل للإمام الرضا وأبي جعفر الجواد عليهما‌السلام ، وسلم مذهبه من الوقف ، وكان من الورع والعبادة على ما لم يكن أحد من طبقته ، وكان أوثق أهل زمانه عند أصحاب الحديث ، حيث أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنه ، والإقرار له بالفقه.

عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام ، واقتصر البرقي على الإمام الرضا والجواد عليهما السلام ، مات رحمه الله سنة عشر ومائتين.

اُنظر رجال النجاشي : ١٩٧ / ٥٢٤ ، رجال البرقي : ٥٥ ، فهرست الشيخ : ٨٣ / ٣٤٦ ، رجال الشيخ : ٣٥٢ / ٣ و ٣٧٨ / ٤ و ٤٠٢ / ١ ، رجال الكشي : ٥٠٢ / ٩٦٣ ، رجال ابن داود : ١١١ / ٧٨٢ ، رجال العلامة : ١٧٠ / ٥٠٠.

١ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٦ / ٥٩.

٢ ـ أبان بن تغلب : هو ابن رباح أبو سعيد البكري الجريري ، مولى بني جرير بن عبادة ... ، ولقّبه البرقي بالكندي ، عظيم المنزلة في أصحابنا ، لقي الأئمّة علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبدالله عليهم‌السلام ، روى عنهم وكانت له عندهم منزلة وقدم. وكان قارئاً فقيهاً لغوياً نبيلاً ، سمع من العرب وحكى عنهم ، وصنّف كتاب الغريب في القرآن وذكر شواهده من الشعر. عدّه الشيخ من أصحاب الأئمّة علي بن الحسين والباقر والصادق عليهم‌السلام ، واقتصر البرقي على الإمام الباقر والصادق عليهما‌السلام. مات رحمه‌الله في حياة الإمام الصادق عليه‌السلام سنة إحدى وأربعين ومائة للهجرة وقد ترحّم عليه الإمام.

اُنظر رجال النجاشي : ١٠ / ٧ ، رجال البرقي : ٩ و ١٦ ، رجال الشيخ : ٨٢ / ٩ و ١٠٦ / ٣٧ و ١٥١ / ١٧٦ ، رجال ابن داود : ٢٩ / ٤ ، رجال الكشي : ٣٣٠ / ٦٠١.

٩٤

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن بطنين (١) من قريش كلام تكلّموا به ، فقال : يرى محمد أن لو قد قضى أنّ هذا الأمر يعود في أهل بيته من بعده ، فاُعلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك ، فباح في مجمع من قريش بما كان يكتمه ، فقال : كيف أنتم معاشر قريش وقد كفرتم بعدي ، ثمّ رأيتموني في كتيبة من أصحابي أضرب وجوهكم ورقابكم بالسيف.

قال : فنزل جبرئيل عليه‌السلام ، فقال : يا محمّد قل : إن شاء الله ، أو يكون ذلك علي بن أبي طالب عليه‌السلام إن شاء الله ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أو يكون ذلك علي بن أبي طالب عليه‌السلام إن شاء الله تعالى ، فقال جبرئيل عليه‌السلام : واحدة لك واثنتان لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام وموعدكم السلام » (٢).

قال أبان : جعلت فداك وأين السلام؟ فقال عليه‌السلام : « يا أبان السلام من ظهر الكوفة » (٣).

[ ٦٤ / ١٠ ] أحمـد بن محمّـد وعبدالله بن عامـر بن سعد ، عن محمّـد بن خالد البرقي (٤) ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : « كان أمير المؤمنين صلوات

__________________

١ ـ البطن : دون القبيلة وفوق الفخذ. لسان العرب ٣ : ٥٤ ـ بطن.

٢ ـ في المختصر المطبوع : السلم ، وكذا الموارد التي بعدها.

٣ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٦ / ٦٠.

٤ ـ محمّد بن خالد البرقي : وهو محمّد بن خالد بن عبدالرحمن بن محمد بن علي البرقي القمّي أبو عبدالله ، مولى أبي موسى الأشعري ، ينسب إلى « برقة رود » قرية من سواد قم على واد هناك ، وكان أديباً حسن المعرفة بالأخبار وعلوم العرب ، وقال العلاّمة : من أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام ، ثقة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد عليهم‌السلام.

انظر رجال النجاشي : ٣٣٥ / ٨٩٨ ، رجال البرقي : ٥٠ و ٥٤ و ٥٥ ، رجال الشيخ : ٣٨٦ / ٤ و ٤٠٤ / ١ ، خلاصة العلاّمة : ٢٣٧ / ٨١٣ ، تنقيح المقال ٣ : ١١٣.

٩٥

الله عليه يقول : من أراد أن يقاتل شيعة الدجّال فليقاتل الباكي على دم عثمان ، ( والباكي على أهل النهروان ) (١) ، إنّ من لقى الله عزّ وجلّ مؤمناً بأنّ عثمان قتل مظلوماً لقى الله ساخطاً عليه ويدرك (٢) الدجّال ، فقال رجل : يا أمير المؤمنين فإن مات قبل ذلك؟ قال : فيبعث من قبره حتى يؤمن به وإن رغم أنفه » (٣).

[ ٦٥ / ١١ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن علي بن الحكم ، عن المثنّى بن الوليد الحنّاط ، عن أبي بصير ، عن أحدهما عليهما‌السلام : في قول الله عزّ وجلّ ( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلاً ) (٤) قال : « في الرجعة » (٥).

[ ٦٦ / ١٢ ] وعنه و (٦) محمّد بن إسماعيل بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن رفاعة بن موسى (٧) ، عن عبدالله بن عطا ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « كنت مريضاً بمنى

__________________

١ ـ في نسخة « ق » : وعلى دم أهل النهروان ، بدل ما بين القوسين.

٢ ـ في نسختي « ض و ق » : ولا يدرك.

٣ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٩٠ / ٩٢.

٤ ـ الإسراء ١٧ : ٧٢.

٥ ـ أورده العياشي في تفسيره ٢ : ٣٠٦ / ١٣١ ، وعنهما في البحار ٥٣ : ٦٧ / ٦١ وتفسير البرهان ٣ : ٥٥٩ / ٦ و ٥٦٠ / ١٠.

٦ ـ في نسختي « س و ق » : وعنه عن.

٧ ـ رفاعة بن موسى : هو رفاعة بن موسى الأسدي النخّاس الكوفي ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما‌السلام ، كان ثقة في حديثه ، مسكوناً إلى روايته ، لا يعترض عليه بشيء من الغمز ، حسن الطريقة ، وقال ابن داود : ثقة مرضي لا غمز فيه ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام

٩٦

وأبي عليه‌السلام عندي فجاءه الغلام ، فقال : هاهنا رهط من العراقيين يسألون الإذن عليك ، فقال أبي عليه‌السلام : أدخلهم الفسطاط ، وقام إليهم فدخل عليهم فما لبث أن سمعت ضحك أبي عليه‌السلام قد ارتفع ، فأنكرت ووجدت (١) في نفسي من ضحكه وأنا في تلك الحال.

ثمّ عاد إليّ فقال : يا أبا جعفر عساك وجدت في نفسك من ضحكي؟ فقلت : وما الذي غلبك منه الضحك جعلت فداك؟ فقال : إنّ هؤلاء العراقيّين سألوني عن أمر كان مضى من آبائك وسلفك يؤمنون به ويقرّون فغلبني الضحك سروراً ، أنّ في الخلق من يؤمن به ويقرّ ، فقلت : وما هو جعلت فداك؟ قال : سألوني عن الأموات متى يبعثون فيقاتلون الأحياء على الدين » (٢).

[ ٦٧ / ١٣ ] وعنهما ، عن علي بن الحكم ، عن حنّان بن سدير (٣) ، عن أبيه ، قال :

__________________

الصادق عليه‌السلام.

اُنظر رجال النجاشي : ١٦٦ / ٤٣٨ ، رجال البرقي : ٤٤ ، رجال الطوسي : ١٩٤ / ٣٧ ، رجال العلاّمة : ١٤٦ / ٤٠٨ ، رجال ابن داود : ٩٥ / ٦١٧.

١ ـ وَجَدْتُ : حزنت أو غضبت. لسان العرب ٣ : ٤٤٦ وتاج العروس ٢ : ٥٢٣ ـ وجد.

٢ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٧ / ٦٢.

٣ ـ حنّان بن سدير : هو حنان بن سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي الكوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما‌السلام ، وكان له دكان في سدّة الجامع على بابه في موضع البزازين ، وعمّر عمراً طويلاً. عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق والكاظم عليهما‌السلام ، واقتصر الشيخ على الإمام الكاظم عليه‌السلام.

اُنظر رجال النجاشي : ١٤٦ / ٣٧٨ ، رجال البرقي : ٤٦ و ٤٨ ، رجال الشيخ : ٣٤٦ / ٥ ، فهرست الشيخ : ٦٤ / ٢٤٤ ، رجال العلاّمة : ٣٤٢ / ١٣٥٤ ، رجال ابن داود : ٢٤٣ / ١٦٨.

٩٧

سألت أبا جعفر عليه‌السلام (١) عن الرجعة؟ فقال : « القدريّة (٢) تنكرها ـ ثلاثاً ـ » (٣).

[ ٦٨ / ١٤ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن وهيب بن حفص النخّاس (٤) ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فقلت : إنّا نتحدّث أنّ

__________________

١ ـ في نسخة « ق » : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام.

٢ ـ القدرية : هم قوم ينسبون إلى التكذيب بما قدّر الله من الأشياء ، وذكر الصدوق في كتاب التوحيد رواية عن رجل سأل الإمام الصادق عليه‌السلام وقال : إنّ لي أهل بيت قدرية يقولون : نستطيع أن نعمل كذا وكذا ، ونستطيع أن لا نعمل ؛ قال : فقال أبو عبدالله عليه‌السلام : « قل له : هل تستطيع أن لا تذكر ما تكره وأن لا تنسى ما تحب؟ فإن قال : لا ، فقد ترك قوله ، وإن قال : نعم فلا تكلّمه أبداً فقد ادّعى الربوبية ».

وقال العالم عليه‌السلام : « مساكين القدرية أرادوا أن يصفوا الله عزّ وجلّ بعدله فأخرجوه من قدرته وسلطانه ».

وقال المجلسي في البحار : إعلم أنّ لفظ القدري يطلق في أخبارنا على الجبري وعلى التفوضي ، وقد ورد في صحاح الأحاديث : « لعن الله القدرية على لسان سبعين نبيّاً » والمراد بهم القائلون بنفي كون الخير والشر كلّه بتقدير الله ومشيئته ، سمّوا بذلك لمبالغتهم في نفيه ، وقيل : لاثباتهم للعبد قدرة الإيجاد وليس بشيء.

اُنظر لسان العرب ٥ : ٧٥ ـ قدر ، التوحيد : ٣٥٢ / ٢٢ ، بحار الأنوار : ٥ ـ بيان.

٣ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٧ / ٦٣.

٤ ـ في المطبوع : وهب بن حفص النخاس ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح ، كما قال السيّد الخوئي رحمه‌الله : لم يثبت وجود لعنوان وهب بن حفص مطلقاً أو مقيداً في الكتب الأربعة ، والصحيح في جميع ذلك وهيب بن حفص ، وقال النجاشي : وهيب بن حفص النخاس ، له كتاب ذكره سعد ، وتابعه على ذلك ابن داود والقهبائي.

اُنظر معجم رجال الحديث ٢٠ : ٢٢٧ و ١٦ : ٣١٣ ، رجال النجاشي : ٤٣١ / ١١٦٠ ، رجال ابن داود : ١٩٨ / ١٦٥٤ ، تنقيح المقال ٣ : ٢٧٢ / ١٢٧٣٣ ، مجمع الرجال ٧ : ١٩٩.

٩٨

عمر بن ( ذر لا يموت حتى يقاتل قائم آل محمّد عليه‌السلام فقال : « إنّ مثل ابن ) (١) ذرّ مثل رجل كان في بني إسرائيل يقال له : عبد ربّه ، وكان يدعو أصحابه إلى ضلالة فمات ، فكانوا يلوذون بقبره ويتحدّثون عنده ، إذ خرج عليهم من قبره ينفض التراب من رأسه ويقول لهم : كيت وكيت » (٢).

[ ٦٩ / ١٥ ] وعنه بهذا الإسناد قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله جلّ وعزّ ( إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون ) (٣) إلى آخر الآية ، فقال عليه‌السلام : « ذلك في الميثاق ».

ثمّ قرأت ( التائبون العابدون ) (٤) إلى آخر الآية فقال أبو جعفر عليه‌السلام : « لا تقرأ هكذا ولكن اقرأ : التائبين العابدين » (٥) إلى آخر الآية.

ثمّ قال : « إذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هم الذين يشترى منهم أنفسهم وأموالهم يعني في الرجعة ».

ثمّ قال أبو جعفر عليه‌السلام : « ما من مؤمن إلاّ وله ميتة وقتلة ، من مات بعث حتى يُقتل ، ومن قُتل بعث حتى يموت » (٦).

__________________

١ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ق ». وابن ذر هو أحد القصّاصين.

٢ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٧ / ٦٤.

٣ و ٤ ـ التوبة ٩ : ١١١ ـ ١١٢.

٥ ـ قال الطبرسى في المجمع ج ٣ ص ٧٤ : وأمّا الرفع في قوله ( التائبون العابدون ) فعلى القطع والاستئناف أي : هم التائبون العابدون ، ويكون على المدح ، وأمّا التائبين العابدين فيحتمل أن يكون جرّاً وأن يكون نصباً ، أمّا الجر فعلى أن يكون وصفاً للمؤمنين أي : من المؤمنين التائبين ، وأمّا النصب فعلى إضمار فعل بمعنى المدح كأنّه قال : أعني وأمدح التائبين.

٦ ـ أورده العياشي في تفسيره ٢ : ١١٢ / ١٤٠ و ١٤١ ، ونقله المجلسي عنهما في البحار ٥٣ : ٧١ / ٧٠.

٩٩

[ ٧٠ / ١٦ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن معروف (١) ، عن عبدالرحمن بن سالم ، قال : حدّثنا نوح بن درّاج ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن جابر بن عبدالله ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد خطبنا يوم الفتح : « أيّها الناس لأعرفنّكم ترجعون بعدي كفّاراً ، يضرب بعضكم رقاب بعض ، ولئن فعلتم لتعرفنّي أضربكم بالسيف » ثم التفت عن يمينه ، فقال الناس : غمزه جبرئيل عليه‌السلام فقال له : أو علي عليه‌السلام ، فقال : « أو علي عليه‌السلام » (٢).

[ ٧١ / ١٧ ] وعنه ومحمد بن عبد الجبّار ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « لا يسأل في القبر إلاّ من محض (٣) الإيمان محضاً ، أو محض الكفر محضاً (٤) ، قلت له : فسائر الناس؟ فقال :

__________________

١ ـ العباس بن معروف : هو أبو الفضل مولى جعفر بن عمران الأشعري ، قمّي ، ثقة ، صحيح ، عدّة الشيخ من أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام.

اُنظر رجال النجاشي : ٢٨١ / ٧٤٣ ، رجال الطوسي : ٣٨٢ / ٣٤ ، رجال العلاّمة : ٢١٠ / ٦٧٩.

٢ ـ أورده الشيخ الطوسي في أماليه : ٥٠٢ / ٨ ، باختلاف يسير ، وعنه في البحار ٣٢ : ٢٩٣ / ٢٥٠. وجملة : فقال : « أو علي عليه‌السلام » الثانية لم ترد في المختصر المطبوع.

وذكر في البحار ٣٢ : ٢٩٣ / ٢٥١ رمز « ختص » وهو رمز للاختصاص والظاهر هو سهو لأنّي لم أجد الحديث فيه ، ولعلّ المراد « خص » وهو رمز لمختصر البصائر.

٣ ـ محض : خلص ، وكل شيء خلص حتى لا يشوبه شيء يخالطه ، فهو محض. لسان العرب ٧ : ٢٢٧ ـ محض.

٤ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « س » والمختصر المطبوع ، والكافي والبحار.

١٠٠