الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي
المحقق: مشتاق المظفّر
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-470-280-8
الصفحات: ٥٨٤
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
نقلت من كتاب مختصر البصائر تأليف سعد بن عبدالله بن أبي خلف القمّي رحمهالله.
[ ١ / ١ ] عن محمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن سنان أو غيره ، عن بشير الدهّان ، عن حمران بن أعين ، عن جُعيد الهمداني (١) ـ وكان جُعيد ممّن خرج مع الحسين بن علي عليهماالسلام فقُتل (٢) بكربلاء ـ قال : قلت للحسين بن علي عليهماالسلام : بأي حكم تحكمون؟ قال : « يا جُعيد بحكم آل داود ، فإذا أعيينا عن شيء تلقّانا به روح القدس » (٣).
__________________
١ ـ جُعَيد الهمداني : عدّه الشيخ الطوسي والبرقي من أصحاب الأئمّة الحسن والحسين وعلي ابن الحسين عليهمالسلام ، وضبط اسمه العلاّمة الحلّي فقال : جُعيد ـ بضم الجيم والياء بعد العين المهملة ـ همداني ، وقيل : إنّ اسمه جعدة ولكن هو من غلط النساخ كما قاله المامقاني والسيّد الخوئي ، ولم يصرّح أحد منهم بأنّه قتل بكربلاء.
اُنظر رجال الطوسي : ٦٧ / ٢ و ٧٢ / ٧ و ٨٦ / ٥ ، ورجال البرقي : ٧ ـ ٨ ، وتنقيح المقال ١ : ٢٣٠ / ١٩٠٨ ، ومعجم رجال الحديث ٥ : ١١١ / ٢٣٥١ ورجال العلاّمة : ٣١٠ / ١٢١٩.
٢ ـ فقُتل ، لم ترد في نسخة « ق ».
٣ ـ بصائر الدرجات : ٤٥٢ / ٧ ، وفيه : ممّن خرج مع الحسين عليهالسلام بكربلاء ، وعنهما في البحار ٢٥ : ٥٧ / ٢٢ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٣٩٨ / ٤ ، باختلاف يسير. وفيه عن جعيد الهمداني ، عن علي بن الحسين عليهماالسلام ، قال : سألته بأي ....
[ ٢ / ٢ ] موسى بن جعفر بن وهب البغدادي ، عن الحسن بن علي الوشّاء قال : حدّثني علي بن عبد العزيز ، عن أبيه ، قال : قلت لأبي عبدالله عليهالسلام : إنّ الناس يزعمون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله وجّه عليّاً عليهالسلام إلى اليمن ليقضي بينهم (١) ، فقال علي عليهالسلام : « فما وردت عليّ قضية إلاّ حكمت فيها بحكم الله عزّ وجلّ وحكم رسول لله صلىاللهعليهوآله » فقال : « صدقوا ».
فقلت : وكيف ذاك ولم ( يكن اُنزل ) (٢) القرآن كلّه ، وقد كان رسول لله صلىاللهعليهوآله غائباً عنه؟ فقال : « كان يتلقّاه به روح القدس » (٣).
[ ٣ / ٣ ] أحمد بن محمّد بن عيسى (٤) وأحمد بن إسحاق بن سعيد ، عن الحسن ابن العبّاس بن حريش (٥) ، عن أبي جعفر الثاني عليهالسلام ، قال : « قال أبو جعفر
__________________
١ ـ في نسخة « ق » : فيهم.
٢ ـ في نسخة « ق » : ينزل ، بدل ما بين القوسين.
٣ ـ بصائر الدرجات : ٤٥٢ / ٨ ، وفيه زيادة في أول سنده وهو : عمران بن موسى ، وعنهما في البحار ٢٥ : ٥٧ / ٢٣.
٤ ـ في نسخة « ق » محمّد بن عيسى ، والظاهر كلا الطريقين صحيح لأنّهما ممّن روى عنهما الصفّار والأشعري.
انظر معجم رجال الحديث ٩ : ٨٣ ـ ٨٤ ، و ١٦ : ٢٧٢ ـ ٢٧٣.
٥ ـ في البصائر : الحسن ، عن العباس بن حريش ، وما في المتن والبحار ظاهراً هو الصواب ، وقد عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الجواد عليهالسلام ، وضبط اسمه العلاّمة في خلاصته ، فقال : بالحاء غير المعجمة والراء والياء المنقطة والشين المعجمة.
اُنظر رجال الشيخ الطوسي : ٤٠٠ / ٧ ، رجال العلاّمة : ٢١٤ / ١٣.
محمّد بن علي الباقر عليهالسلام : إنّ الأوصياء عليهمالسلام محدّثون يحدّثهم روح القدس ولا يرونه ، وكان عليّ عليهالسلام يعرض على روح القدس ما يُسأل عنه ، فيوجس في نفسه أن قد أصبت الجواب ، فيخبر به فيكون كما قال (١) » (٢).
[ ٤ / ٤ ] إسماعيل بن محمّد البصري ، قال : حدّثني أبو الفضل عبدالله بن إدريس ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن علم الإمام بما في أقطار الأرض وهو في بيته (٣) مرخىً عليه ستره؟ فقال : « يا مفضّل إنّ الله تعالى جعل في النبي صلىاللهعليهوآله خمسة أرواح (٤) : روح الحياة وبها دبّ ودرج ، وروح القوّة فبها نهض وجاهد عدوّه ، وروح الشهوة فبها أكل وشرب وأتى النساء من الحلال ، وروح الإيمان فبها أمر وعدل ، وروح القُدُس فبها حمل النبوّة.
ولمّا قبض النبي صلىاللهعليهوآله انتقل روح القُدُس فصار في الإمام عليهالسلام ، وروح القُدُس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يسهو (٥) ، والأربعة الأرواح تنام وتلهو (٦)
__________________
١ ـ في نسخة « س » والمطبوع : كما كان.
٢ ـ بصائر الدرجات : ٤٥٣ / ٩ ، وعنهما في البحار ٢٥ : ٥٧ / ٢٤.
٣ ـ في نسخة « ق » : بيت.
٤ ـ قال الشيخ الصدوق رحمهالله في اعتقاداته ص ٥٠ ـ ضمن مصنّفات الشيخ المفيد رحمهالله ـ : والاعتقاد في الروح أنـّه ليس من جنس البدن ، وأنّه خلق آخر ، لقوله تعالى : ( ثمّ أنشأنه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ) ، سورة المؤمنون : ١٤.
واعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمّة عليهمالسلام أنّ فيهم خمسة أرواح : روح القدس ، وروح الإيمان ، وروح القوّة ، وروح الشهوة ، وروح المدرج.
٥ ـ في نسخة « ض و س » : ولا يزهو ، وكذا المختصر المطبوع.
٦ ـ في نسخة « ق » : وتلذ ، بدل : وتلهو.
وتسهو (١) ، وبروح القُدُس كان يرى ما في شرق الأرض وغربها وبرّها وبحرها » قلت : جعلت فداك يتناول الإمام ما ببغداد بيده؟ قال : « نعم ، وما دون العرش » (٢).
[ ٥ / ٥ ] موسى بن عمر بن يزيد الصيقل ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان (٣) ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « إنّ الله عزّ وجلّ خلق الأنبياء والأئمّة عليهمالسلام على خمسة أرواح : روح الايمان ، وروح القوّة ، وروح الشهوة ، وروح الحياة ، وروح القُدُس ، فروح القُدُس من الله عزّ وجلّ ، وسائر هذه الأرواح يُصيبها الحَدَثان ، وروح القُدُس لا يلهو ولا يتغيّر ولا يلعب ، فبروح القُدُس يا جابر عُلّمنا ما دون العرش إلى ما تحت الثرى » (٤).
[ ٦ / ٦ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أبي الصباح الكناني ،
__________________
١ ـ بصائر الدرجات : ٤٥٤ / ١٣ ، وعنهما في البحار ٢٥ : ٥٧ / ٢٥ ، وأوردها الكليني في الكافي ١ : ٢٧٢ / ٣ ، إلى قوله : وروح القدس كان يرى به.
٢ ـ في نسخة « ق و س » : عثمان بن مروان ، وكذا المختصر المطبوع ، والظاهر ما في المتن والمصدر والبحار هو الصواب ، لأنّهم لم يصرّحوا باسم عثمان بن مروان إلاّ السيّد الخوئي في ج ٢ : ١٣٨ من معجمه ، قائلا : والصحيح عمّار بن مروان ، والنمازي في مستدركاته ، اُنظر معجم رجال الحديث ١٣ : ٢٧٢ ، و ٤ : ٣٣٧ و ١٧ : ١٤٩ ، ورجال النجاشي : ١٢٩ : ٣٣٢ و ٢٩١ / ٧٨٠ ، وفهرست الشيخ : ١٨٩ / ٥٢٥ ، ومجمع الرجال ٤ : ٢٤٣ ، ومستدركات النمازي ٥ : ٢٢٣.
٣ ـ بصائر الدرجات : ٤٥٣ / ١٢ ، وفيه : محمّد بن بشار بدل محمّد بن سنان ، وعنهما في البحار ٢٥ : ٥٨ / ٢٦.
٤ ـ في نسخة « ض و س » : وتزهو ، وكذا المختصر المطبوع.
عن أبي بصير ، قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله عزّ وجلّ ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ) (١) فقال : « خلقٌ (٢) من خلق الله ، أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول الله صلىاللهعليهوآله يخبره ويسدّده ، وهو مع الأئمّة عليهمالسلام من بعده » (٣).
[ ٧ / ٧ ] عنه ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عزّ وجلّ ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا ) (٤) قال : « لقد أنزل الله عزّ وجلّ ذلك الروح على نبيّه صلىاللهعليهوآله وما صعد إلى السماء منذ اُنزل ، وإنّه لفينا » (٥).
[ ٨ / ٨ ] عمران بن موسى ، عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي (٦) ، عن علي بن أسباط ، عن محمّد بن الفضيل الصيرفي ، عن أبي حمزة الثمالي قال : سألت أبا
__________________
١ ـ الشورى ٤٢ : ٥٢.
٢ ـ في نسخة عتيقة : الروح خلق ( حاشية نسخة س ).
٣ ـ بصائر الدرجات : ٤٥٥ / ٢ ، وعنهما في البحار ٢٥ : ٥٩ / ٢٨. وأورده الكليني في الكافي ١ : ٢٧٣ / ١.
٤ ـ الشورى ٤٢ : ٥٢.
٥ ـ بصائر الدرجات : ٤٥٧ / ١٢ ، وعنهما في البحار ٢٥ : ٦١ / ٣٧ ، باختلاف يسير ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٢٧٣ / ٤ ، بسند آخر مع اختلاف يسير.
٦ ـ في البصائر : أبو محمّد ، عن حمران بن موسى بن جعفر.
وموسى بن جعفر بن وهب البغدادي ، عدّه الشيخ في من لم يرو عنهم عليهمالسلام ، وله كتاب حدّثنا به عمران بن موسى.
اُنظر رجال النجاشي : ٤٠٦ / ١٠٧٦ ، رجل الطوسي : ٥١٤ / ١٢٦.
عبدالله عليهالسلام عن العلم ما هو؟ أعلم يتعلّمه العالم من أفواه الرجال ، أو في كتاب عندكم تقرؤونه فتتعلّمون (١) منه؟ فقال : « الأمر أعظم من ذلك وأوجب (٢) ، أما سمعت قول الله عزّ وجلّ ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ) (٣) ( أكان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان »؟
فقلت : لا أدري جعلت فداك ما تقولون في ذلك؟ قال : « بلى ، قد كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان ) (٤) حتى بعث الله تلك الروح التي ذكرها في الكتاب ، فلمّا أوحاها الله إليه علم بها العلم والفهم ، وهي الروح التي يعطيها الله من يشاء ، فإذا أعطاها علّمه (٥) الفهم والعلم » (٦).
[ ٩ / ٩ ] حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربّي ) (٧) قال : « خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل ، لم يكن مع أحد ممّن مضى غير محمّد صلىاللهعليهوآله ، وهو مع الأئمّة عليهمالسلام يوفّقهم ويسدّدهم ، وليس كلّ ما طُلِب وُجد » (٨).
__________________
١ ـ في نسخة « ق و س » : فتعلمون.
٢ ـ في البصائر : وأجلّ.
٣ ـ الشورى ٤٢ : ٥٢.
٤ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ق ».
٥ ـ في نسخة « ض » : علّمهم.
٦ ـ بصائر الدرجات : ٤٦٠ / ٥ باختلاف ، وعنهما في البحار ٢٥ : ٦٣ / ٤٢ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٢٧٣ / ٥ ، باختلاف.
٧ ـ الإسراء ١٧ : ٨٥.
٨ ـ بصائر الدرجات : ٤٦٠ / ١ ، وعنهما في البحار ٢٥ : ٦٧ / ٤٧ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٢٧٣ / ٤.
[ ١٠ / ١٠ ] محمّد بن الحسين وموسى بن عمر بن يزيد الصيقل ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « مثل روح المؤمن وبدنه كجوهرة في صندوق ، إذا اُخرجت الجوهرة منه اُطرح الصندوق ولم يعبأ به ».
وقال : « إنّ الروح (١) لا تمازج البدن ولا تواكله (٢) ، وإنّما هي كلل (٣) للبدن محيطة به » (٤).
[ ١١ / ١١ ] حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد ومحمّد بن الحسين وموسى بن عمر بن يزيد الصيقل ، عن علي بن أسباط (٥) ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ ( ينزّل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده ) (٦) فقال عليهالسلام : « جبرئيل الذي نزل على الأنبياء ،
__________________
١ ـ في نسخة « س » : الأرواح.
٢ ـ في البصائر : ولا تداخله.
٣ ـ الكِلَلْ : القباب التي تبنى على القبور ـ لسان العرب ١١ : ٥٩٥ ، ـ كلل ـ فالروح هي كالقبة محيطة بالبدن. وفي البصائر : كالكلل.
٤ ـ بصائر الدرجات : ٤٦٣ / ١٢ ، وعنهما في البحار ٦١ : ٤٠ / ١١ ، واللفظ للمختصر.
٥ ـ علي بن أسباط : هو ابن سالم بيّاع الزطّي ، أبو الحسن المقرئ ، كوفي ، ثقة ، وكان فطحياً ، جرى بينه وبين علي بن مهزيار في ذلك رجعوا فيها إلى أبي جعفر الثاني عليهالسلام ، فرجع علي بن أسباط عن ذلك القول وتركه ، وقد روى عن الإمام الرضا عليهالسلام من قبل ذلك ، وكان أوثق الناس وأصدقهم لهجة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الرضا والجواد عليهماالسلام.
اُنظر رجال النجاشي : ٢٥٢ / ٦٦٣ ، رجال البرقي : ٥٥ و ٥٦ ، رجال الشيخ : ٣٨٢ / ٢٣ و ٤٠٣ / ١٠ ، معجم رجال الحديث ١٢ : ٢٨٦.
٦ ـ النحل ١٦ : ٢.
والروح يكون معهم ومع الأوصياء لا يفارقهم ، يفقّههم ويسدّدهم من عند الله ، وأنّه لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله صلىاللهعليهوآله وبهما عُبد الله ، واستعبد الخلق على هذا الجنّ والإنس والملائكة ، ولم يعبد الله ملك ولا نبي ولا إنس ولا جانّ إلاّ بشهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وما خلق الله عزّ وجلّ خلقاً إلاّ لعبادته » (١).
[ ١٢ / ١٢ ] أحمد بن الحسين (٢) ، عن المختار بن زياد البصري ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال : كنت مع أبي عبدالله عليهالسلام فذكر شيئاً من أمر الإمام إذا وُلد ، فقال عليهالسلام : « استوجب زيارة (٣) الروح في ليلة القدر » ، فقلت له : جعلت فداك أليس الروح جبرئيل عليهالسلام؟ فقال : « جبرئيل عليهالسلام من الملائكة ، والروح خلق أعظم من الملائكة ، أليس الله عزّ وجلّ يقول ( تنزّل الملائكة والروح فيها ) (٤) » (٥).
[ ١٣ / ١٣ ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع (٦) ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قلت له :
__________________
١ ـ بصائر الدرجات : ٤٦٣ / ١ ، وعنهما في البحار ٢٥ : ٦٣ / ٤٣.
٢ ـ في نسخة « ق » : أحمد بن الحسن.
٣ ـ في نسخة « س و ق » : زيادة.
٤ ـ القدر ٩٧ : ٤.
٥ ـ بصائر الدرجات : ٤٦٤ / ٤ ، وعنهما في البحار ٢٥ : ٦٤ / ٤٥.
٦ ـ محمّد بن إسماعيل بن بزيع : هو أبو جعفر ، مولى المنصور العبّاسي ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد عليهمالسلام ، ثقة ، عين ، صحيح ، كوفي.
وروي عن الإمام الرضا عليهالسلام أنّه قال : « إنّ لله تعالى بأبواب الظالمين مَن نوّر الله به البرهان ،
الإمام إذا مات يعلم الذي بعده في تلك الساعة علمه؟ فقال : « يورّث كتباً ويزداد في كلّ يوم وليلة ولا يوكَل إلى نفسه » (١).
[ ١٤ / ١٤ ] حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى قال : قلت لأبي الحسن عليهالسلام : أخبرني عن الإمام متى يعلم أنّه إمام ، أحين يبلغه أنّ صاحبه قد مضى (٢) ، أو حين يمضي؟ ( مثل أبي الحسن عليهالسلام قبض ببغداد وأنت هاهنا ، قال : « يعلم ذلك حين يمضي ) (٣) صاحبه » قلت : بأي شيء؟ قال : « يلهمه الله عزّ وجلّ ذلك » (٤).
[ ١٥ / ١٥ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمّد ابن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سمعته يقول : « لمّا قضى محمّد صلىاللهعليهوآله نبوّته واستكمل أيّامه ، أوحى الله عزّ وجلّ إليه : يا محمّد قد قضيت نبوّتك واستكملت (٥) أيّامك ، فاجـعل العلم الذي عندك ، والإيمان ، والاسم الأكبر ، وميراث العـلم ، وآثار النـبوّة في أهل بيتك عند علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ،
__________________
ومكّن له في البلاد ، ليدفع بهم عن أوليائه ويصلح الله تعالى بهم أمور المسلمين » الحديث.
اُنظر رجال النجاشي : ٣٣٠ / ٨٩٣ ، رجال الشيخ : ٣٦٠ / ٣١ و ٣٨٦ / ٦ و ٤٠٥ / ٦ ، رجال العلاّمة : ٢٣٨ / ٨١٤.
١ ـ بصائر الدرجات : ٤٦٥ / ٢ ، وعنه في البحار ٢٦ : ٩٥ / ٢٩ باختلاف في صدر السند.
٢ ـ في نسخة « ق » : قبض.
٣ ـ ما بين القوسين سقط من نسخة « ض ».
٤ ـ بصائر الدرجات : ٤٦٦ / ١ ، وعنه في البحار ٢٧ : ٢٩١ / ١ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٣٨١ / ٤.
٥ ـ في نسخة « ض » : واستكمل ، وكذا المختصر المطبوع ، وما أثبتناه من نسخة « ق » وهو الموافق للبصائر والعياشي والكافي ، كما وهو الأنسب للسياق.
فإنّي لن أقطع ( العلم والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم ، وآثار ) (١) علم النبوّة من العقب من ذريّتك ، كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء عليهمالسلام » (٢).
[ ١٦ / ١٦ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه والحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ويعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبيه ، عن بريد بن معاوية (٣) ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عزّ وجلّ ( إنّ الله يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إنّ الله نِعمّا يعظكم به ) (٤) قال : « إنّما (٥) عنى أن يؤدّي الإمام الأول منّا إلى الإمام الذي يكون بعده الكتب والسلاح ».
__________________
١ ـ ما بين القوسين لم يرد في البصائر.
٢ ـ بصائر الدرجات : ٤٦٩ / ٣ ، وعنه في البحار ٢٦ : ٦٣ / ١٤٥ ، وأورده العياشي في تفسيره ١ : ١٦٨ / صدر حديث ٣١ في تفسير قوله تعالى ( إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً ... ) ، والكليني في الكافي ١ : ٢٩٢ / ٢.
٣ ـ بريد بن معاوية : هو أبو القاسم العجلي ، عربي ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهماالسلام ، وجه من وجوه أصحابنا ، له محلّ عند الأئمّة. ومن حواري الباقرَين عليهماالسلام ، ثقة فقيه ، وقال أبو عبدالله عليهالسلام : « أحبّ الناس إليّ أحياءً وأمواتاً ». وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الامامين الهمامين الباقر والصادق عليهماالسلام.
وقال الكشي : اجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين وانقادوا لهم بالفقه ، فقالوا : أفقه الأولين ستّة ، وعدّ بريداً منهم. مات رحمه الله في حياة أبي عبدالله عليه السلام سنة مائة وخمسين.
انظر رجال النجاشي : ١١٢ / ٢٨٧ ، خلاصة الأقوال : ٨٢ / ١٦٤ ، رجال الكشي : ١٣٥ / ٢١٥ و ٢٣٨ / ٤٣١ ، رجال البرقي : ١٤ و ١٧ ، رجال الشيخ : ١٠٩ / ٢٢ و ١٥٨ / ٥٩.
٤ ـ النساء ٤ : ٥٨.
٥ ـ في البصائر : إيّانا.
وقوله ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) قال : « إذا ظهرتم حكمتم بالعدل الذي في أيديكم » (١).
[ ١٧ / ١٧ ] حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن موسى بن أكيل (٢) النميري ، عن العلاء بن سيابة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في قول الله عزّ وجلّ ( إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) (٣) قال : « يهدي إلى الإمام عليهالسلام » (٤).
[ ١٨ / ١٨ ] حدّثنا المعلّى بن محمد البصري ، قال : حدّثنا محمّد بن جمهور العمّي (٥) ، عن سليمان بن سماعة ، عن عمر بن القاسم الحضرمي (٦) ، عن أبي بصير قال :
__________________
١ ـ بصائر الدرجات : ٤٧٥ / ٤ ، وعنه في البحار ٢٣ : ٢٧٦ / ٥.
٢ ـ في نسخة « ض » : أكمل ، وما في المتن ظاهراً هو الصواب ، عدّه الشيخ ممّن روى عن أبي عبدالله عليهالسلام ، وقال النجاشي : كوفي ثقة ، وضبط اسمه العلامة في خلاصته وقال : موسى بن أكيل بالياء المنقطة تحتها نقطتين بعد الكاف وقبل اللام.
اُنظر رجال الشيخ : ٣٢٣ / ٦٨٩ ، ورجال النجاشي : ٤٠٨ / ١٠٨٦ ، ورجال العلاّمة : ٢٧٣ / ٩٩٤ ، ومعجم رجال الحديث ٢٠ : ٢٣ / ١٢٧٥٩.
٣ ـ الإسراء ١٧ : ٩.
٤ ـ بصائر الدرجات : ٤٧٧ / ١٢ ، وعنه في البحار ٢٤ : ١٤٤ / ١٢ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٢١٦ / ٢.
٥ ـ في نسخة « ق » : القمّي ، وما في المتن هو الصواب ، وقد عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الرضا عليهالسلام ، وعدّه البرقي من أصحاب الامام الكاظم عليهالسلام.
انظر رجال الطوسي : ٣٨٧ / ١٧ ، ورجال البرقي : ٥١ ، ورجال النجاشي : ٣٣٧ / ٩٠١ ، ومعجم رجال الحديث ١٦ : ١٨٩.
٦ ـ في البصائر : عبدالله بن القاسم الحضرمي ، والظاهر هو الصواب من خلال الراوي والمروي
قال أبو عبدالله عليهالسلام : « إنّ الإمام يعرف نطفة الإمام التي يكون منها إمام بعده » (١).
[ ١٩ / ١٩ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن علي بن أسباط ، عن الحكم ابن مسكين ، عن عبيد بن زرارة وجماعة ( من أصحابنا ) (٢) قالوا : سمعنا أبا عبدالله عليهالسلام يقول : « يعرف الإمام الذي بعد الإمام ما عند من كان قبله في آخر دقيقة تبقى من الإمام (٣) » (٤).
[ ٢٠ / ٢٠ ] حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن ذريح المحاربي (٥) ، قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : « إنّ أبي ونعم الأب صلوات الله
__________________
عنه ، وعبدالله بن القاسم هو المعروف بالبطل ، واقفي من أصحاب الإمام الكاظم عليهالسلام.
انظر رجال الشيخ : ٣٥٧ / ٥٠ ، ورجال النجاشي : ٣٧٠ / ١٤٦٢ ، ومعجم رجال الحديث ٩ : ٢٧٩ و ١١ : ٣٠٢.
١ ـ بصائر الدرجات : ٤٧٧ / ١٣ ، وفيه زيادة في أول سنده : الحسين بن محمّد ، وعنه في البحار ٢٥ : ٤٤ / ١٨.
٢ ـ في البصائر والكافي : معه.
٣ ـ في البصائر والكافي : تبقى من روحه ، وفي نسخة « ق » : تبقى منه.
٤ ـ بصائر الدرجات : ٤٧٧ / ١ ، وعنه في البحار ٢٧ : ٢٩٤ / ١ ، وأورده الكليني في الكافي١ : ٢٧٤ / ٢.
٥ ـ ذريح المحاربي : بفتح الذال وكسر الراء ، هو ابن محمّد بن يزيد ، أبو الوليد المحاربي ، عربي من بني محارب بن خَصَفة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهماالسلام ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليهالسلام ، وقال الشيخ : إنّه ثقة له أصل.
اُنظر رجال النجاشي : ١٦٣ / ٤٣١ ، رجال البرقي : ٤٤ ، رجال الطوسي : ١٩١ / ١ ، فهرست الشيخ : ١٢٧ / ٢٨٩ ، خلاصة الأقوال : ١٤٤ / ٤٠٢.
عليه كان (١) يقول : لو أجد ثلاثة رهط استودعهم العلم ـ وهم أهل لذلك ـ ( لحدّثت بما لا يحتاج ) (٢) فيه إلى النظر في الحلال والحرام وما يكون إلى أن تقوم القيامة » (٣).
[ ٢١ / ٢١ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أيوب بن الحر ، عن أبي عبدالله عليهالسلام أو عمّن رواه عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قلنا له : الأئمّة بعضهم أعلم من بعض؟ فقال : « نعم ، وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القرآن واحد » (٤).
[ ٢٢ / ٢٢ ] حدّثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن علي بن أسباط ، عن بعض رجاله رفعه إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : دخل أمير المؤمنين صلوات الله عليه الحمّام فسمع كلام الحسن والحسين عليهماالسلام قد علا ، فخرج إليهما فقال لهما : « مالكما فداكما أبي واُمّي »؟ فقالا : « اتّبعك هذا الفاجر ـ يعنون ابن ملجم لعنه الله ـ فظنّنا أنّه يريد أن يقتلك (٥) » ، فقال :
__________________
١ ـ في البصائر : سمعته ، بدل : كان.
٢ ـ في نسخة « ض و ق » : يحتاج ، وفي « س » والمختصر المطبوع : ما يحتاج ، بدل ما بين القوسين ، وما أثبتناه من البصائر.
٣ ـ بصائر الدرجات : ٤٧٨ / ١ ، بنفس السند وفيه زيادة في آخره : « إنّ حديثنا صعب مستصعب لا يؤمن به إلاّ عبد امتحن الله قلبه للإيمان ».
وحديث ٣ ، باختلاف في صدر السند ونفس المتن ، وعن الموردين في البحار ٢ : ٢١٢ / ١ و ٢١٣ / ٣.
٤ ـ بصائر الدرجات : ٤٧٩ / ٢ ، وعنه في البحار ٢٥ : ٣٥٨ / ٩ ، وأورده العياشي في تفسيره ١ : ١٥ / ٤.
٥ ـ في نسخة « ض » : يغتالك.
« دعاه فوالله ما أجلي (١) إلاّ له » (٢).
[ ٢٣ / ٢٣ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن إبراهيم بن أبي محمود (٣) ، عن بعض أصحابنا قال : قلت للرضا عليهالسلام : الإمام يعلم إذا مات؟ فقال : « نعم (٤) ، حتّى يتقدّم في الأمر » قلت : علم أبو الحسن صلّى الله عليه بالرطب والريحان المسمومين اللّذين بعث بهما إليه يحيى بن خالد؟ فقال : « نعم » قلت : فأكله وهو يعلم؟ فقال : « أنسيه (٥) لينفذ فيه الحكم » (٦).
__________________
١ ـ في البصائر : ما اُطلق.
٢ ـ بصائر الدرجات : ٤٨١ / ١ ـ باب ٩ ، وعنه في البحار ٤٢ : ١٩٢ / ١٥.
٣ ـ إبراهيم بن أبي محمود : هو الخراساني ، ثقة روى عن الإمام الرضا عليهالسلام ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والرضا عليهماالسلام قائلاً في الموضع الثاني : خراساني ثقة مولى. وقال الكشي : قال نصر بن الصباح : كان مكفوفاً ، وعاش بعد الإمام الرضا عليهالسلام.
وقال إبراهيم بن أبي محمود : دخلت على أبي جعفر عليه السلام ومعي كتب إليه من أبيه فجعل يقرؤها ويضع كتاباً كبيراً على عينيه ـ إلى أن قال ـ فقال ـ يعني الإمام الجواد عليه السلام ـ : وأنا أقول أدخلك الله الجنّة! فقلت : جعلت فداك تضمن لي عن ربّك أن تدخلني الجنّة ، قال : نعم ، قال : فأخذت رجله فقبّلتها.
انظر رجال النجاشي : ٢٥ / ٤٣ ، رجال الشيخ : ٣٤٣ / ٢٠ و ٣٦٧ / ١٠ ، رجال الكشي : ٥٦٧ / ١٠٧٢ و ١٠٧٣.
٤ ـ في البصائر زيادة : يعلم بالتعليم.
٥ ـ في المختصر المطبوع : نسيه ، وفي البصائر : أنساه ، وما في المتن هو الأنسب للسياق ، حيث أنّ الامام لاينسى ، بل يلقي الله على قلبه فيمضي فيه حكمه. ويؤيّد هذا ما سيأتي في حديث ٢٧.
٦ ـ بصائر الدرجات : ٤٨١ / ٣ ، وعنهما في البحار ٢٧ : ٢٨٥ / ١.
[ ٢٤ / ٢٤ ] عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن مهزيار ، عن عبدالله بن مسافر (١) قال : قال أبو جعفر عليهالسلام في العشيّة التي اعتلّ فيها من ليلتها ـ وهي الليلة التي توفي فيها ـ : « يا عبدالله ما أرسل الله نبيّاً من أنبيائه إلى أحد حتى أخذ عليه ثلاثة أشياء » ، قلت : أي شيء هي يا سيدي؟ قال : « الإقرار له بالعبوديّة والوحدانيّة ، وإنّ الله يقدّم ما يشاء ويؤخّر ما يشاء ، ونحن قوم ـ أو نحن معشر ـ إذا لم يرض الله لأحدنا الدنيا نقلنا إليه » (٢).
[ ٢٥ / ٢٥ ] أيوب بن نوح (٣) ، عن محمّد بن إسماعيل (٤) ، عن حمزة بن حمران ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : ذكرت خروج الحسين بن علي عليهماالسلام وتخلّف ابن الحنفيّة (٥)
__________________
١ ـ في البصائر : أبو مسافر ، وعنه في البحار : ابن مسافر.
ولم أجد هذا الاسم في كتب التراجم ، بل وجدت في تنقيح المقال : أبو مساور ، وقد عدّه البرقي والشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الجواد عليه السلام ، وذكر النمازي في مستدركاته : عبدالله ابن مساور وقال : لم يذكروه. وقد جعله عليه السلام قائماً على تركته من الضياع والنفقات والرقيق وغير ذلك. والظاهر مسافر مصحفة من مساور والله العالم.
اُنظر تنقيح المقال ٣ : ٣٤ ، رجال البرقي : ٥٧ ، ورجال الشيخ : ٤٠٨ / ٣ ، ومستدركات علم رجال الحديث ٥ : ١٠٦ / ٨٧٤٣ ، والكافي ١ : ٣٢٥ / ٣.
٢ ـ بصائر الدرجات : ٤٨١ / ٤ ، وعنه في البحار ٤ : ١١٣ / ٣٤ و ٢٧ : ٢٨٦ / ٣.
٣ ـ في البصائر زيادة : عن صفوان بن يحيى.
٤ ـ في البصائر : مروان بن إسماعيل.
٥ ـ ابن الحنفيّة : هو محمّد بن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، والحنفية لقب اُمّه خولة بنت جعفر بن قيس ، وهي من سبي اليمامة ، يعدّ من الطبقة الاُولى من التابعين ، ولد بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ، كثير العلم والورع ، شديد القوّة ، وله في ذلك أخبار عجيبة.
عنه ، فقال أبو عبدالله عليهالسلام : « يا حمزة إنّي سأُحدّثك في هذا الحديث لا تسأل عنه بعد مجلسنا هذا : إنّ الحسين بن علي عليهماالسلام لمّا مثل متوجّهاً دعا بقرطاس فكتب فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى بني هاشم أمّا بعد : فإنّه من لحق بي منكم استشهد ، ومن تخلّف لم يدرك الفتح والسلام » (١).
[ ٢٦ / ٢٦ ] وعنه عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي عمران ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « لمّا كانت الليلة التي وُعد بها علي بن الحسين عليهماالسلام قال لمحمّد بن علي إبنه : يا بني أبغني (٢) وضوءاً ، قال أبي : فقمت فجئته بوضوء فقال : لا نبغ هذا فإنّ فيه شيئاً ميّتاً ، قال : فخرجت فجئت بالمصباح فإذا فيه فأرة ميّتة ، فجئته بوضوء غيره ، فقال : يا بني هذه الليلة التي وعدت بها ، فأوصى (٣) بناقته أن يحضر لها عصام ، ويقام لها علف فحصّلت لها ذلك ،
__________________
شارك مع أبيه أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه الثلاثة ، فكان صاحب الراية في يوم الجمل ، وعلى ميسرة الجيش في يوم صفّين ، وحمل اللواء في يوم النهروان.
قال الزهري : كان محمّد من أعقل الناس وأشجعهم ، معتزلاً عن الفتن ، وما كان فيه الناس. توفّي رضوان الله عليه سنة ٨١ للهجرة ، واختُلف في مكان وفاته.
اُنظر أعيان الشيعة ٩ : ٤٣٥ ، مستدركات النمازي ٧ : ٧٧ ، وفيات الأعيان ٤ : ١٧٠ ، تهذيب الكمال ٢٦ : ٤٧ / ٥٤٨٤ ، سير أعلام النبلاء ٤ : ١١٠ / ٣٦.
١ ـ بصائر الدرجات : ٤٨١ / ٥ ، وعنه في البحار ٤٥ : ٨٤ / ١٣ ، وأورده ابن قولويه في كامل الزيارة : ٧٥ / ١٥ ، بسند آخر ، وفي البحار ٤٤ : ٣٣٠ ، عن كتاب الرسائل للكليني بنفس سند البصائر.
٢ ـ في نسخة « س » والمطبوع : إئتني بوضوء.
٣ ـ في نسخة « ق » : فأمر ، وفي « س » : فأوصاني.