مختصر البصائر

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي

مختصر البصائر

المؤلف:

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي


المحقق: مشتاق المظفّر
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-470-280-8
الصفحات: ٥٨٤

عليه تذكرة نفس الميثاق وتجديداً له على الله ، لعلّه أن يعجّله ويعجّل السلام لكم بجميع ما فيه » (١).

[ ٤٩٧ / ٥٩ ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن اسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن يزيد بن عبدالملك (٢) ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : « لمّا وُلدت فاطمة عليها‌السلام أوحى الله تعالى إلى ملك فأنطق به لسان محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله فسمّاها فاطمة.

ثمّ قال : إنّي قد فطمتك بالعلم وفطمتك من الطمث ، ثمّ قال أبو جعفر عليه‌السلام : والله لقد فطمها الله بالعلم ، وعن الطمث في الميثاق » (٣).

يقول عبدالله حسن بن سليمان : وقفت على كتاب فيه تفسير الآيات التي نزلت في محمّد وآله صلوات الله عليه وعليهم ، تأليف محمّد بن العباس بن مروان يعرف بابن الجحام ، وعليه خط السيد رضي الدين علي بن طاووس : أنّ النجاشي (٤)

__________________

١ ـ الكافي ١ : ٤٥١ / ٣٩ ، وعنه في البحار ٥٢ : ٣٨٠ / ١٩٠.

٢ ـ في نسختي « س و ض » : يزيد بن عبدالجليل ، وما في المتن ظاهراً هو الصحيح ، والذي يبدو من طبقة الرواة أنّه النوفلي الذي عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الباقر عليه‌السلام.

رجال البرقي : ١٢ ، رجال الطوسي : ١٤٠ / ٦.

٣ ـ الكافي ١ : ٤٦٠ / ٦ ، وأورده الصدوق في علل الشرائع : ١٧٩ / ٤ ، والمصنّف في المحتضر : ١٣٨. والصحيح أن نقول : رسالة تفضيل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله على سائر الأنبياء والرسل. فلو لاحظت الحديث ليس له علاقة بالاحتضار ، ولو تصفّحت كتاب المحتضر بدءاً من صفحة ٣١ إلى آخر الكتاب لوجدته متعلقاً بفضائل النبي وآله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولكن اشتهر اسم المحتضر بين الناس.

٤ ـ في نسختي « ض و ق » والمختصر المطبوع : الكشي ، وما في المتن من نسخة « س » والظاهر هو الصحيح حيث لم أجده في الكشي.

٤٢١

ذكر عنه أنّه ثقة ثقة (١). روى السيد رضي الدين عليّ هذا الكتاب عن فخار بن معد بطريقه إليه.

[ ٤٩٨ / ٦٠ ] من الكتاب المذكور : حدّثنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي (٢) ، حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد العقيقي العلوي ، عن أبيه قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر الجعفي ، عن علي بن النعمان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ ( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ) (٣) قال : « حيث أخذ الله ميثاق بني آدم ، فقال ( ألست بربّكم ) (٤) كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أول من قال ( بلى ). فقال أبو عبدالله عليه‌السلام : ( أول العابدين ) أوّل المطيعين » (٥).

[ ٤٩٩ / ٦١ ] ومنه أيضاً : حدّثنا الحسين بن أحمد ، قال : حدّثنا محمّد بن عيسى ، قال : حدّثنا يونس بن عبدالرحمن ، عن رجل ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ( هذا نذير من النذر الاُولى ) (٦) « يعني محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله هو نذير من النذر الاُولى ، يعني إبراهيم وإسماعيل ، هم ولدوه فهو منهم » (٧).

[ ٥٠٠ / ٦٢ ] أخبرنا عبدالله بن العلاء المزاري (٨) ، قال : حدّثنا محمّد بن

__________________

١ ـ رجال النجاشي : ٣٧٩ / ١٠٣٠.

٢ ـ في نسخة « ق » : الحلبي.

٣ ـ الزخرف ٤٣ : ٨١.

٤ ـ الأعراف ٧ : ١٧٢.

٥ ـ لم أعثر على المصدر.

٦ ـ النجم ٥٣ : ٥٦.

٧ ـ لم أعثر له على مصدر.

٨ ـ في نسخة « س » : المرادي.

٤٢٢

الحسن بن شمّون ، قال : حدّثنا عبدالله بن عبدالرحمن ، قال : حدّثنا عبدالله بن القاسم ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : « ما بعث الله عزّ وجلّ نبيّاً إلاّ بخاتم محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وذلك قوله جلّ اسمه ( هذا نذير من النذر الاُولى ) (١) » (٢).

[ ٥٠١ / ٦٣ ] حدّثنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي ، قال : حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد بن جعفر العلوي ، عن أبيه ، قال : حدّثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبيه ، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح ، عن محمّد الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ ( هذا نذير من النذر الاُولى ) (٣) قال : « خلق الله جلّ وعزّ الخلق وهم أظلّة ، فأرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إليهم ، فمنهم من آمن به ، ومنهم من كفر به ، ثمّ بعثه في الخلق الآخر ، فآمن به من كان آمن به في الأظلّة ، وجحد به من جحد به يومئذ ، فقال عزّ وجلّ ( فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل ) (٤) » (٥).

[ ٥٠٢ / ٦٤ ] ومن الكتاب : حدّثنا أحمد بن هوذة (٦) وحدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، حدّثنا عبدالله بن حمّاد الأنصاري ، عن الحسين بن نعيم

__________________

١ و ٣ ـ النجم ٥٣ : ٥٦.

٢ ـ لم أعثر له على مصدر.

٤ ـ الأعراف ٧ : ١٠١.

٥ ـ لم أعثر له على مصدر.

٦ ـ أحمد بن هوذة : هو أحمد بن النضر بن سعيد الباهلي المعروف بابن أبي هراسة ، يلقّب أبوه هوذة. مات في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة يوم التروية بجسر النهروان ودفن بها. رجال الطوسي : ٤٤٢ / ٣١.

٤٢٣

الصحّاف في قوله جلّ وعزّ ( فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) (١) قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : « أخذ الله إيمانهم بولايتنا يوم أخذ عليهم الميثاق في صلب آدم عليه‌السلام وهم ذرّ » (٢).

[ ٥٠٣ / ٦٥ ] حدّثنا أحمد بن هوذة ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق ، قال : حدّثنا عبدالله بن حمّاد ، عن سماعة ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول في قول الله عزّ وجلّ ( وألّو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً ) (٣) : « يعني الولاية في الأصل عند الأظلّة ، حين أخذ الله ميثاق ذريّة آدم ( لأسقيناهم ماءً غدقاً ) يعني لكنّا أظللناهم (٤) في الماء الفرات العذب » (٥).

[ ٥٠٤ / ٦٦ ] ومن الكتاب : حدّثنا علي بن عبدالله ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي ، حدّثنا إسماعيل بن بشّار ، قال : حدّثنا علي بن جعفر الحضرمي ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله جلّ وعزّ ( وألّو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً * لنفتنهم فيه ) (٦) قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لجعلنا أظلّتهم في الماء العذب ( لنفتنهم فيه ) قال : قال : فنفتنهم في علي عليه‌السلام وما فتنوا به ، وكفرهم بما

__________________

١ ـ التغابن ٦٤ : ٢.

٢ ـ أورده الكليني بسنده عن الكافي ١ : ٤١٣ / ٤ ، وعنه في تأويل الآيات ٢ : ٦٩٥ / ١ ، وتقدّم عن الكافي برقم ٤٩٢.

٣ ـ الجن ٧٢ : ١٦.

٤ ـ في نسختي « ض و ق » : وضعنا أصلهم.

٥ ـ تأويل الآيات ٢ : ٧٢٧ / ١ ، وأورده القمّي في تفسيره ٢ : ٣٩١.

٦ ـ الجن ٧٢ : ١٦ ـ ١٧.

٤٢٤

أنزل الله جلّ وعزّ من ولايته » (١).

[ ٥٠٥ / ٦٧ ] محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن عبدالعزيز بن المهتدي ، عن عبدالله بن جندب (٢) أنّه كتب إليه الرضا عليه‌السلام.

« أمّا بعد فإنّ محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله كان أمين الله في خلقه ، فلمّا قُبض صلى‌الله‌عليه‌وآله كنّا أهل البيت ورثته ، فنحن اُمناء الله في أرضه ، عندنا علم البلايا والمنايا ، وأنساب العرب ومولد الإسلام ، وإنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق.

وإنّ شيعتنا المكتوبون ( بأسمائهم وأسماء آبائهم ) (٣) ، اُخذ علينا وعليهم الميثاق ، يَرِدون موردنا ، ويدخلون مدخلنا ، ليس على ملّة الإسلام غيرنا وغيرهم ، ونحن النجباء النُجاة ، ونحن أفراط الأنبياء ، ونحن أبناء الأوصياء ، ونحن المخصوصون في كتاب الله ، ونحن أولى الناس بكتاب الله ، ونحن أولى الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونحن الذين شرع الله لنا دينه ، فقال في كتابه ( شرع لكم ـ يا آل محمّد ـ من الدين ما وصى به نوحاً ـ وقد وصّانا بما وصّى به نوحاً ـ والذي أوحينا إليك ـ يا محمّد ـ وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى ) (٤) فقد علمنا وبلغنا علم ما علمنا واستودعنا

__________________

١ ـ تأويل الآيات ٢ : ٧٢٨ / ٤ ، وفيه : قال : قال الله عزّ وجلّ ، وعنه في البحار ٢٤ : ٢٩ / ٨.

٢ ـ عبدالله بن جندب : هو البجلي الكوفي ، ثقة عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم والرضا عليهم‌السلام. وذكره الشيخ في كتاب الغيبة في الوكلاء الممدوحين لأبي إبراهيم وأبي الحسن الرضا عليهما‌السلام ، وكان عابداً رفيع المنزلة لديهما.

رجال البرقي : ٤٥ و ٥٠ و ٥٣ ، رجال الطوسي : ٢٢٦ / ٥٤ و ٣٥٥ / ٢٠ و ٣٧٩ / ٢ ، الغيبة للطوسي : ٣٤٨.

٣ ـ في نسخة « س » : بأسماء آبائهم.

٤ ـ الشورى ٤٢ : ١٣.

٤٢٥

علمهم.

نحن ورثة اُولوا العزم من الرسل ( أن أقيموا الدين ) يا آل محمّد ( ولا تتفرّقوا فيه ) وكونوا على جماعة ( كبر على المشركين ) من أشرك بولاية علي ( ما تدعوهم إليه ) من ولاية علي إنّ الله يا محمّد ( يهدي إليه من ينيب ) (١) من يجيبك إلى ولاية علي عليه‌السلام » (٢).

قوله عليه‌السلام : « نحن أفراط الأنبياء » الأفراط جمع فرط ، والفرط الخير السابق (٣). يحتمل كلام مولانا عليه‌السلام وجهين :

الأوّل : إنّه أراد تقدّمهم على الخلق لمّا خلقهم الله أشباحاً ، وجعلهم بعرشه محدقين ، كما رواه موسى بن عبدالله النخعي ، عن مولانا أبي الحسن علي بن محمّد الهادي عليهما‌السلام (٤) : وهذا شيء لا ريب فيه ولا شك.

وما رواه محمّد بن علي بن بابويه بطريقه عن مولانا جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام : « إنّ الله عزّ وجلّ خلق نور محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله واثنى عشر حجاباً معه ، قبل خلق آدم عليه‌السلام ( باربعمائة ألف عام وأربعة وعشرين ألف ) (٥) عام » (٦).

__________________

١ ـ الشورى ٤٢ : ١٣.

٢ ـ تأويل الآيات ٢ : ٥٤٣ / ٥ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٢٢٣ / ١ ، والصفّار في بصائر الدرجات : ١١٩ / ٣.

٣ ـ انظر القاموس المحيط ٢ : ٣٧٧ ، الصحاح ٣ : ١١٤٨ ـ فرط.

٤ ـ انظر الزيارة الجامعة للأئمّة الأطهار عليهم‌السلام في عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٢٧٢ / ١ والتهذيب ٦ : ٩٥ / ١٧٧.

٥ ـ في نسخة « ق » : بأربعة عشر ألف.

٦ ـ معاني الأخبار : ٣٠٦ / ١ ، الخصال : ٤٨١ / ٥٥ ، باختلاف.

٤٢٦

والمراد بالحجب هنا الأئمّة الاثنى عشر صلوات الله عليهم ، لما رواه محمّد بن الحسن الطوسي في كتاب المصباح في الزيارة التي خرجت من الناحية المقدّسة يقول فيها : « السلام على محمّد المنتجب وعلى أوصيائه الحجب » (١).

إذ قد صحّ وثبت في أحاديثهم عليهم‌السلام أنّه لم يسبقوا بغيرهم من الخلق ، فالحجب هم لا غير ، فهم بهذا المعنى أفراط الأنبياء ، خلقوا قبلهم خيراً سابقاً بغير شكّ ولا ارتياب.

الثاني : إنّه عليه‌السلام أراد أنّ الأئمّة عليهم‌السلام يسبقون الأنبياء في الرجعة إلى دار الدنيا ، كما روي في الحديث : « إنّ أوّل من يرجع إلى الدنيا مولانا الحسين بن علي عليهما‌السلام » (٢) ، وما رويناه من أنّ رجعة الأنبياء عليهم‌السلام إلى الدنيا لنصرة مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام وقد يكون المعنيان قصده عليه‌السلام جميعاً ، والله العليم الخبير.

[ ٥٠٦ / ٦٨ ] ومن كتاب محمّد بن إبراهيم النعماني في الغيبة ، أخبرنا علي بن الحسين ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن الرازي (٣) ، عن محمّد بن علي ، عن محمّد بن سنان ، عن داود بن كثير الرقّي ، قال : قلت لأبي عبدالله جعفر بن محمّد عليهما‌السلام :

__________________

١ ـ مصباح المتهجّد : ٧٥٦ ، وأورده ابن طاووس في اقبال الاعمال : ٦٣١ ، ومصباح الزائر : ٤٩٣ ـ الأعمال المختصّة بشهر رجب المرجّب. والنصّ فيها هكذا : وصلى الله على محمّد المنتجب وعلى أوصيائه الحجب.

٢ ـ تقدّم بلفظين برقم ٩٣ و ٩٨.

٣ ـ في المصدر : محمّد بن حسّان الرازي ، وعنه في البحار : محمّد بن الحسين الرازي.

ومحمّد بن حسّان الرازي : هو أبو عبدالله الزينبي أو الزبيبي ، يعرف وينكر بين بين ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الهادي عليه السلام ، وفيمن لم يرو عنهم عليهم السلام

رجال النجاشي : ٣٣٨ / ٩٠٣ ، رجال الطوسي : ٤٢٥ / ٤٣ و ٥٠٦ / ٨٤.

٤٢٧

جعلت فداك أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ ( والسابقون السابقون * اُولئك المقرّبون ) (١) قال : « نطق الله عزّ وجلّ بهذا يوم ذرأ الخلق في الميثاق ، قبل أن يخلق الخلق بألفي عام » فقلت : فسّر لي ذلك ، فقال : « إنّ الله جلّ وعزّ لمّا أراد أن يخلق الخلق خلقهم من طين ، ورفع لهم ناراً فقال : ادخلوها ، فكان أوّل من دخلها محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأمير المؤمنين والحسن والحسين وتسعة من الأئمّة عليهم‌السلام إمام بعد إمام ، ثمّ اتّبعهم شيعتهم ، فهم والله السابقون » (٢).

[ ٥٠٧ / ٦٩ ] ومن الكتاب أيضاً : أخبرنا علي بن الحسين المسعودي ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الرازي (٣) ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن جبلّة ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنّه قال : « لو قد قام القائم لأنكره الناس ، لأنّه يرجع إليهم شابّاً موفّقاً ، لا يثبت عليه إلاّ من (٤) قد أخذ الله ميثاقه في الذرّ الأوّل » (٥).

__________________

١ ـ الواقعة ٥٦ : ١٠ ـ ١١.

٢ ـ الغيبة للنعماني : ٩٠ / ٢٠ ، وعنه في البحار ٣٦ : ٤٠١ / ١١.

٣ ـ في المصدر : محمّد بن حسّان الرازي.

٤ ـ في نسختي « ض و ق » : مؤمن. بدل : من.

٥ ـ الغيبة للنعماني : ١٨٨ / ٤٣ و ٢١١ / ٢٠ ، وعنه في البحار ٥٢ : ٢٨٧ / ٢٤.

٤٢٨

تتمّة

ما تقدّم من أحاديث الرجعة *

[ ٥٠٨ / ١ ] ونقلت أيضاً من كتاب السلطان المفرّج عن أهل الإيمان تصنيف السيّد الجليل الموفق السعيد بهاء الدين علي بن عبدالكريم بن عبدالحميد الحسيني (١) ما صورته ، وبالطريق المذكور يرفعه إلى علي بن إبراهيم بن مهزيار (٢) ، قال : كنت نائماً في مرقدي إذ رأيت ما يرى النائم قائلاً يقول : حج السنة ، فإنّك تلقى صاحب الزمان ـ وذكر الحديث بطوله ـ.

ثمّ قال : « يابن مهزيار ـ ومدّ يده ـ ألا اُنبئك الخبر؟ إنّه إذا فقد (٣) الصيني ، وتحرّك المغربي ، وسار العباسي ، وبويع السفياني ، يؤذن لوليّ الله فأخرج بين الصفا والمروة في ثلاثمائة وثلاثة عشر سواء ، فأجي إلى الكوفة فأهدم مسجدها ، وأبنيه على بنائه الأول ، وأهدم ما حوله من بناء الجبابرة ، وأحجّ بالناس حجّة الإسلام.

__________________

* ـ تقدّمت أحاديث الرجعة من غير طريق سعد بن عبدالله برقم حديث ١٠١ ـ ١٤٦.

١ ـ في البحار : الحسني ، وما في المتن هو الصحيح ، وهو من أساتذة الشيخ حسن بن سليمان الحلّي. اُنظر الحقائق الراهنة في المائة الثامنة ص ١٤٢ ، أعيان الشيعة ٨ : ٢٦٦.

٢ ـ في المختصر المطبوع ص ١٧٦ والبحار : علي بن مهزيار ، والظاهر هو اشتباه ، والصحيح ما في المتن ، لان علي بن مهزيار معدود من أصحاب الإمام الرضا والجواد والهادي عليهم‌السلام.

وأمّا علي بن إبراهيم بن مهزيار ذكره الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة ص ٢٦٣ / ٢٢٨ فيمن تشرّف بلقاء الحجّة عجّل الله فرجه ، وكذلك الطبري في دلائل الإمامة : ٢٩٦.

٣ ـ في نسخة « ض » : قعد.

٤٢٩

على بنائه الأول ، وأهدم ما حوله من بياء الجبابرة ، وأحج بالناس حجة الاسلام.

وأجي إلى يثرب (١) ، فأهدم الحجرة ، واُخرج من بها ـ وهما طريان ـ فآمر بهما تجاه البقيع ، وآمر بخشبتين يصلبان عليهما ، فتورقان من تحتهما ، فيفتتن الناس بهما أشدّ من الفتنة الاُولى ، فينادي مناد من السماء : يا سماء أنبذي ، ويا أرض خذي ، فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلاّ مؤمن قد أخلص قلبه للإيمان ».

قلت : يا سيدي ما يكون بعد ذلك؟ قال : « الكرّة الكرّة ، الرجعة الرجعة ، ثمّ تلا هذه الآية ( ثمّ رددنا لكم الكرّة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً ) (٢) » (٣).

[ ٥٠٩ / ٢ ] وممّا رويته بالطرق المتقدّمة (٤) ، عن أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي من كتاب المزار ، عن محمّد بن جعفر الرزّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وأحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبيه ، عن مروان بن مسلم ، عن بريد بن معاوية العجلي ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام يابن رسول الله أخبرني عن اسماعيل الذي ذكره الله تعالى في كتابه حيث يقول ( واذكر في الكتاب اسماعيل إنّه

__________________

١ ـ يثرب : مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، سمّيت بذلك لأنّ أول من سكنها عند التفرّق يثرب بن قانية ابن مهلائيل بن ارم بن عبيل بن عوض بن ارم بن سام بن نوح عليه‌السلام ، فلمّا نزلها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سمّاها طيبة وطابة ، كراهية للتثريب ، وسمّيت مدينة الرسول لنزوله بها. معجم البلدان ٥ : ٤٣٠.

٢ ـ الإسراء ١٧ : ٦.

٣ ـ وعنه في البحار ٥٣ : ١٠٤ / ١٣١.

٤ ـ في نسخة « ق » : بالطريق المتقدّم.

٤٣٠

كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيّاً ) (١) أكان اسماعيل بن إبراهيم عليهما‌السلام؟ فإنّ الناس يزعمون أنّه اسماعيل بن إبراهيم عليهما‌السلام!

فقال عليه‌السلام : « إسماعيل مات قبل إبراهيم عليه‌السلام ، وإنّ إبراهيم عليه‌السلام كان حجّة لله قائماً صاحب شريعة ، فإلى من اُرسل اسماعيل إذاً؟ » قلت : فمن كان جعلت فداك؟ قال عليه‌السلام : « ذاك إسماعيل بن حزقيل النبيّ عليه‌السلام ، بعثه الله إلى قومه ، فكذّبوه وقتلوه وسلخوا وجهه ، فغضب الله تعالى له عليهم ، فوجّه إليه سطاطائيل ـ ملك العذاب ـ فقال له : يا اسماعيل أنا سطاطائيل ملك العذاب ، وجّهني ربّ العزّة إليك ، لاُعذّب قومك بأنواع العذاب إن شئت ، فقال له اسماعيل : لا حاجة لي في ذلك يا سطاطائيل.

فأوحى الله إليه : ما حاجتك يا اسماعيل؟ فقال اسماعيل : يا ربّ إنّك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبيّة ، ولمحمّد بالنبوّة ، ولأوصيائه بالولاية ، وأخبرت خير خلقك بما تفعل اُمّته بالحسين بن علي عليه‌السلام من بعد نبيّها ، وإنّك وعدت الحسين عليه‌السلام أن تُكِرَّه إلى الدنيا حتى ينتقم بنفسه ممّن فعل ذلك به ، فحاجتي إليك يا ربّ أن تكرّني إلى الدنيا ، حتى أنتقم ممّن فعل ذلك بي ما فعل ، كما تكرّ الحسين عليه‌السلام ، فوعد الله عزّ وجلّ إسماعيل بن حزقيل ذلك ، فهو يكرّ مع الحسين بن علي عليهما‌السلام » (٢).

[ ٥١٠ / ٣ ] وعنه ، عن محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن عليّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصري ، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصم ، قال ؛ حدّثنا أبو عبيدة البزّاز ، عن حريز ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : جعلت فداك ما أقلّ بقاؤكم أهل البيت وأقرب آجالكم بعضها

__________________

١ ـ مريم ١٩ : ٥٤.

٢ ـ كامل الزيارات : ٦٥ / ٣ ، وعنه في البحار ١٣ : ٣٩٠ / ٦ و ٤٤ : ٢٣٧ / ٢٨ و ٥٣ : ١٠٥ / ١٣٢.

٤٣١

من بعض مع حاجة هذا الخلق إليكم؟ فقال : « إنّ لكلّ واحد منّا صحيفة ، فيها ما يحتاج إليه أن يعمل به في مدّته ، فإذا انقضى ما فيها ممّا اُمر به عرف أنّ أجله قد حضر ، وأتاه النبي عليه‌السلام ينعى إليه نفسه وأخبره بماله عند الله.

وإنّ الحسين صلوات الله عليه قرأ صحيفته التي اُعطيها وفسّر له ما يأتي وما يبقى ، وبقي منها أشياء لم تنقض ، فخرج إلى القتال ، وكانت تلك الاُمور التي بقيت أنّ الملائكة سألت الله عزّ وجلّ في نصرته فأذن لها ، فمكثت تستعدّ للقتال ، وتتأهّب لذلك حتى قتل ، فنزلت وقد انقطعت مدّته وقتل صلوات الله عليه.

فقالت الملائكة : يا ربّ أذنت لنا في الانحدار ، ( وأذنت لنا في نصرته ) (١) فانحدرنا وقد قبضته.

فأوحى الله تبارك وتعالى إليهم : أن الزموا قبره حتى ترونه وقد خرج ، فانصروه وابكوا عليه وعلى ما فاتكم من نصرته ، فإنّكم خصّصتم بنصرته والبكاء عليه ، فبكت الملائكة حزناً وجزعاً (٢) على ما فاتهم من نصرته ، فإذا خرج صلوات الله عليه يكونون أنصاره » (٣).

[ ٥١١ / ٤ ] وعنه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أبي عبدالله محمّد بن عبدالله الرازي الجاموراني ، عن الحسين بن سيف بن عميرة ، عن أبيه ، عن أبي بكر

__________________

١ ـ ما بين القوسين لم يرد في المصدر.

٢ ـ في الكافي : تعزّياً وحزناً.

٣ ـ كامل الزيارات : ٨٧ / ١٧ ـ باب ٢٧ ، وعنه في البحار ٤٥ : ٢٢٥ / ١٨ و ٥٣ : ١٠٦ / ١٣٣.

وأورده الكليني في الكافي ١ : ٢٨٣ ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصم ، عن أبي عبدالله البزّاز ، عن حريز. وعنه في مرآة العقول ٣ : ١٩٩ / ٥.

٤٣٢

الحضرمي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أو أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : أيّ بقاع الله (١) أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ فقال : « الكوفة ، يا أبا بكر هي الزكيّة الطاهرة ، فيها قبور النبيّين المرسلين ( وغير المرسلين ) (٢) والأوصياء الصادقين ، وفيها مسجد سهيل (٣) ، الذي لم يبعث الله نبيّاً إلاّ وقد صلّى فيه ، ومنها يظهر عدل الله ، وفيها يكون قائمه ، والقوّام من بعده ، وهي منازل النبيّين والأوصياء والصالحين » (٤).

حدّثني الأخ الصالح الرشيد محمّد بن إبراهيم بن محسن المطارآبادي أنّه وجد بخط أبيه الرجل الصالح إبراهيم بن محسن هذا الحديث الآتي ذكره وأراني خطّه وكتبته منه ، وصورته :

[ ٥١٢ / ٥ ] الحسين بن حمدان ، عن محمّد بن إسماعيل وعلي بن عبدالله الحسنيين ، عن أبي شعيب محمّد بن نصر (٥) ، عن عمر بن الفرات ، عن محمّد بن المفضّل ، عن المفضّل بن عمر ، قال : سألت سيّدي الصادق عليه‌السلام هل للمأمول المنتظر المهدي عليه‌السلام من وقت موقّت يعلمه الناس؟

فقال : « حاش لله أن يوقّت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا ».

قلت : يا سيدي ولم ذاك؟

قال : « لأنّه هو الساعة التي قال الله تعالى ( يسئلونك عن الساعة أيّان مرسَيها قل إنّما علمها عند ربّي لا يجلّيها لوقتها إلاّ هو ثقلت في السموات

__________________

١ ـ في الكامل : بقاع الأرض.

٢ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسختي « س و ق ».

٣ ـ في نسخة « س » : سهل.

٤ ـ كامل الزيارات : ٣٠ / ١١ ـ باب ٨٠ ، وعنه في البحار ١٠٠ : ٤٤٠ / ١٧.

٥ ـ في المصدر : محمّد بن نصير.

٤٣٣

والأرض ) (١) الآية ، وهي الساعة التي قال الله ( يسئلونك عن الساعة أيّان مرسَيها ) (٢) وقال ( عنده علم الساعة ) (٣) ولم يقل إنّها عند أحد ، وقال ( هل ينظرون إلاّ الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها ) (٤) الآية ، وقال ( اقتربت الساعة وانشقّ القمر ) (٥) وقال ( ما يدريك لعلّ الساعة قريب * يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنّها الحقّ ألا إنّ الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد ) (٦) ».

قلت : فما معنى يمارون؟

قال « يقولون متى ولد ، ومن رآه (٧)؟ وأين يكون؟ ومتى يظهر؟ وكلّ ذلك استعجالاً لأمر الله ، وشكّاً في قضائه ، ودخولاً في قدرته ، اُولئك الذين خسروا الدنيا والآخرة وإنّ الكافرين لشرّ مآب ».

قلت : أفلا توقّت له وقتاً؟

فقال : « يا مفضّل لا اُوقّت له وقتاً ، ولا يوقّت له وقتاً ، إنّ من وقّت لمهديّنا وقتاً فقد شارك الله في علمه ، وادّعى أنّه ظهر على سرّه (٨) ، وما لله من سرّ إلاّ وقد

__________________

١ ـ الأعراف ٧ : ١٨٧.

٢ ـ النازعات ٧٩ : ٤٢.

٣ ـ لقمان ٣١ : ٣٤.

٤ ـ سورة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ٤٧ : ١٨.

٥ ـ القمر ٥٤ : ١.

٦ ـ الشورى ٤٢ : ١٧ ـ ١٨.

٧ ـ في نسخة « ض » : ومتى رُئي.

٨ ـ في المصدر : أمره.

٤٣٤

وقع إلى هذا الخلق المعكوس الضالّ عن الله ، الراغب عن أولياء الله ، وما لله من خبر إلاّ وهم أخصّ به لسرّه وهو عندهم ، ( وقد اُصين من جهلهم ) (١) وإنّما ألقى الله إليهم ليكون حجّة عليهم ».

قال المفضّل : يا مولاي فكيف يدرى (٢) ظهور المهدي عليه‌السلام وإليه التسليم؟

قال عليه‌السلام : « يا مفضّل يظهر في شبهة ليستبين ، فيعلو ذكره ، ويظهر أمره ، وينادى بإسمه وكنيته ونسبه ، ويكثر ذلك على أفواه المحقّين والمبطلين ، والموافقين والمخالفين ، لتلزمهم الحجّة بمعرفتهم (٣) به ، على أنّه قد قصصنا ودللنا عليه ، ونسبناه وسمّيناه وكنّيناه ، وقلنا : سميّ جدّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكنيّه لئلاّ يقول الناس : ما عرفنا له إسماً ولا كنية ولا نسباً.

والله ليتحقّق الإيضاح به وبإسمه ونسبه وكنيته على ألسنتهم ، حتى ليسمّيه بعضهم لبعض ، كلّ ذلك للزوم الحجّة عليهم ، ثمّ يظهره الله كما وعد به جدّه صلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله عزّ وجلّ ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ) (٤) ».

قال المفضّل : يا مولاي فما تأويل قوله تعالى ( ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون )؟

قال عليه‌السلام : « هو قوله تعالى ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كلّه

__________________

١ ـ ما بين القوسين لم يرد في البحار.

٢ ـ في البحار : بدؤ.

٣ ـ في نسختي « س و ض » : لتكن منهم الحجة لمعرفتهم.

٤ ـ التوبة ٩ : ٣٣.

٤٣٥

لله ) (١) فوالله يا مفضّل ليرفع عن الملل والأديان الاختلاف ويكون الدين كلّه واحداً ، كما قال جلّ ذكره ( إنّ الدين عند الله الاسلام ) (٢) وقال الله تعالى ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) (٣) ».

قال المفضّل : قلت يا سيّدي ومولاي : والدين الذي في آبائه : إبراهيم ونوح وموسى وعيسى ومحمّد صلوات الله عليهم هو الإسلام؟.

قال : « نعم ، يا مفضّل هو الإسلام لا غير ».

قلت : يا مولاي أتجده في كتاب الله؟

قال عليه‌السلام : « نعم ، من أوّله إلى آخره ، ومنه هذه الآية وهو قوله تعالى ( إنّ الدين عند الله الإسلام ) (٤).

وقوله تعالى ( ملّة أبيكم إبراهيم هو سمّاكم المسلمين ) (٥).

ومنه قوله تعالى في قصّة إبراهيم واسماعيل ( واجعلنا مسلِمَين لك ومن ذرّيتنا اُمّة مسلمة لك ) (٦).

وقوله تعالى في قصّة فرعون ( وأنا من المسلمين ) (٧).

وفي قصّة سليمان وبلقيس ( قبل أن يأتوني مسلمين ) (٨).

__________________

١ ـ الأنفال ٨ : ٣٩.

٢ و ٤ ـ آل عمران ٣ : ١٩.

٣ ـ آل عمران ٣ : ٨٥.

٥ ـ الحج ٢٢ : ٧٨.

٦ ـ البقرة ٢ : ١٢٨.

٧ ـ يونس ١٠ : ٩٠.

٨ ـ النمل ٢٧ : ٣٨.

٤٣٦

وقولها ( أسلمت مع سليمان لله ربّ العالمين ) (١).

وقول عيسى عليه‌السلام ( من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنّا بالله واشهد بأنّا مسلمون ) (٢).

وقوله عزّ وجلّ ( وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرها ) (٣).

وقوله في قصّة لوط ( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) (٤) ولوط عليه‌السلام قبل إبراهيم عليه‌السلام.

وقوله ( قولوا آمنّا بالله وما اُنزل إلينا ـ إلى قوله ـ لا نفرّق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ) (٥).

وقوله تعالى ( أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت ـ إلى قوله ـ ونحن له مسلمون ) » (٦).

قلت : يا سيّدي كم الملل؟

قال عليه‌السلام : « أربعة وهي الشرائع ».

قال المفضّل : قلت : يا سيّدي المجوس لم سمّوا المجوس؟

قال عليه‌السلام : « لأنّهم تمجّسوا في السريانية ، وادّعوا على آدم عليه‌السلام وشيث عليه‌السلام ـ وهو هبة الله ـ أنّهما أطلقا لهم نكاح الاُمّهات والأخوات والبنات والخالات

__________________

١ ـ النمل ٢٧ : ٤٤.

٢ ـ آل عمران ٣ : ٥٢.

٣ ـ آل عمران ٣ : ٨٣.

٤ ـ الذاريات ٥١ : ٣٦.

٥ ـ البقرة ٢ : ١٣٦.

٦ ـ البقرة ٢ : ١٣٣.

٤٣٧

والعمّات والمحرّمات من النساء ، وأنّهما أمراهم ( أن يصلّوا ) (١) إلى الشمس حيث وقفت في السماء ، ولم يجعلا لصلاتهم وقتاً ، وإنّما هو افتراء على الله عزّ وجلّ الكذب وعلى آدم وشيث عليهما‌السلام ».

قال المفضّل : يا مولاي وسيّدي لم سمّي قوم موسى اليهود؟

قال عليه‌السلام : « يقول الله عزّ وجلّ ( إنّا هدنا إليك ) (٢) أي اهتدينا إليك ».

قال : فالنصارى؟

قال عليه‌السلام : « لقول عيسى عليه‌السلام ( من أنصاري إلى الله ) (٣) وتلا الآية إلى آخرها ، فسمّوا النصارى لنصرة دين الله ».

قال المفضّل : فقلت : يا مولاي فلم سمّي الصابئون الصابئين؟

فقال عليه‌السلام : « يا مفضّل إنّهم صَبوا إلى تعطيل الأنبياء والرسل ، والملل والشرائع ، وقالوا : كلّ ما جاؤوا به باطل ، فجحدوا توحيد الله تعالى ، ونبوّة الأنبياء ، ورسالة المرسلين ، ووصيّة الأوصياء ، فهم بلا شريعة ولا كتاب ولا رسول ، وهم معطّلة العالَم ».

قال المفضّل : سبحان الله ما أجلّ هذا من علم هؤلاء؟

قال عليه‌السلام : « نعم يا مفضّل ، فألقه إلى شيعتنا لئلاّ يشكّوا في الدين ».

قال المفضّل : يا سيّدي ففي أيّ بقعة يظهر المهدي عليه‌السلام؟

قال عليه‌السلام : « لا تراه عين في وقت ظهوره ، ولا رأته كلّ عين ، فمن قال لكم غير

__________________

١ ـ في نسخة « ض » : بالسجود.

٢ ـ الأعراف ٧ : ١٥٦.

٣ ـ آل عمران ٣ : ٥٢.

٤٣٨

هذا فكذّبوه ».

قال المفضّل : يا سيدي ولا يُرى وقت ولادته؟

قال عليه‌السلام : « بلى ، والله ليرى من ساعة ولادته إلى ساعة وفاة أبيه بسنتين وتسعة (١) أشهر ، أول ولادته وقت الفجر ، من ليلة الجمعة لثمان خلون من شعبان سنة سبع وخمسين ومائتين (٢) ، إلى يوم الجمعة لثمان خلون من ربيع الأول سنة ستّين ومائتين ، وهو يوم وفاة أبيه بالمدينة ـ التي بشاطئ دجلة ، يبنيها المتكبّر الجبّار المسمّى باسم جعفر الضال ، الملقّب بالمتوكّل وهو المتأكّل لعنه الله تعالى ـ وهي مدينة تدعى بسرّ من رأى ، وهي ساء من رأى.

يرى شخصه المؤمن المحق سنة ستين ومائتين ، ولا يراه المشكّك المرتاب ، وينفذ فيها أمره ونهيه ، ويغيب عنها فيظهر في القصر بصابر (٣) بجانب المدينة في حرم جدّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فيلقاه هناك من يُسعده الله بالنظر إليه ، ثم يغيب في آخر يوم من سنة ست وستّين ومائتين فلا تراه عين أحد ، حتى يراه كلّ أحد وكلّ عين ».

قال المفضّل : قلت : يا سيدي فمن يخاطبه ولمن يخاطب؟

قال الصادق عليه‌السلام : « تخاطبه الملائكة والمؤمنون من الجن ، ويخرج أمره ونهيه

__________________

١ ـ في نسخة « ض » والمصدر : سبعة.

٢ ـ تعدّدت الروايات في سنة ولادته عجّل الله فرجه فمنهم من يقول : ولد في سنة ست وخمسين ومائتين. ومنهم من يقول : ولد في سنة خمس وخمسين ومائتين.

وعلى القول الثاني يكون عمره الشريف عند وفاة أبيه عليه السلام خمس سنين كما قاله المفيد ، والظاهر هو المشهور.

٣ ـ في المصدر : بصاريا.

٤٣٩

إلى ثقاته وولاته ووكلائه ، ويقعد ببابه محمّد بن نصير النميري (١) في يوم غيبته بصابر ، ثمّ يظهر بمكّة.

ووالله يا مفضّل كأنّي أنظر إليه دخل مكّة وعليه بردة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلى رأسه عمامة صفراء ، وفي رجليه نعلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المخصوفة ، وفي يده عليه‌السلام هراوته ، يسوق بين يديه أعنزاً عجافاً حتى يصل بها نحو البيت ، ليس ثمّ أحد يعرفه ، ويظهر وهو شاب حزْوَر (٢) ».

قال المفضّل : يا سيدي يعود شاباً أو يظهر في شيبة؟

فقال عليه‌السلام : « سبحان الله وهو يعرف ذلك؟ يظهر كيف شاء ، وبأي صورة شاء ، إذا جاءه الأمر من الله تعالى مجـده وجلّ ذكره ».

قال المفضّل : يا سيدي فمن أين يظهر وكيف يظهر؟

قال عليه‌السلام : « يا مفضّل يظهر وحده ، ويأتي البيت وحده ، ويلج (٣) الكعبة

__________________

١ ـ في نسخة « س » : محمّد بن نصر البصري.

ومحمّد بن نصير النميري : ذكره الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة ـ في باب المذمومين الذين ادّعوا البابية ـ قائلاً : قال ابن نوح : أخبرنا أبو نصر هبة الله بن محمّد قال : كان محمّد بن نصير النميري من أصحاب أبي محمّد الحسن بن علي عليه السلام ، فلمّا توفّي أبو محمّد ادّعى مقام أبي جعفر محمّد بن عثمان أنّه صاحب إمام الزمان عليه السلام ، وادّعى له البابية ... كتاب الغيبة : ٣٩٨ / ٣٦٩.

٢ ـ في نسخة « ق » : شاب موفق مربوق ، وفي نسخة « س » : شاب خرنوق ، وفي نسخة « ض » : شاب حرقوف مونق حزور.

والحَزْوَرُ : الغلام الذي قد شبّ وقوي. لسان العرب ٤ : ١٨٦ ـ حزر.

٣ ـ ولج : دخل. القاموس المحيط ١ : ٢٨٩ ـ ولج.

٤٤٠