مختصر البصائر

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي

مختصر البصائر

المؤلف:

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي


المحقق: مشتاق المظفّر
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-470-280-8
الصفحات: ٥٨٤

[ ٣١٦ / ٥ ] وأخبرنا جماعة منهم السيدان المرتضى والمجتبى ابنا الداعي الحسني ، والاستاذان أبو القاسم وأبو جعفر ابنا كميح ، عن الشيخ أبي عبدالله جعـفر بن محمّد بن العباس ، عن أبيه ، عن محمّد بن علي بن الحسين بن موسى ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن علي بن محمّد بن سعد ، عن حمدان (١) بن سليمان النيسابوري ، عن عبدالله بن محمّد اليماني ، عن منيع بن الحجاج ، عن الحسين بن علوان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « إنّ الله تعالى فضّل اُولي العزم من الرسل بالعلم على الأنبياء عليهم‌السلام ، ( وفضّل محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله عليهم ) (٢) ، وورّثنا علمهم وفضّلنا عليهم في فضلهم ، وعُلّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما لا يُعلّمون ، وعُلِّمنا علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فرويناه لشيعتنا ، فمن قبله منهم فهو أفضلهم ، وأينما نكون فشيعتنا معنا ».

وقال عليه‌السلام : « تمصّون الرواضع ، وتدعون النهر العظيم » فقيل : ما تعني بذلك؟ قال : « إنّ الله تعالى أوحى إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علم النبيين بأسره ، وعلّمه الله تعالى ما لم يعلّمهم ، فأسرّ ذلك كلّه إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام » قيل : فيكون علي عليه‌السلام أعلم أم بعض الأنبياء؟ فقال : « إنّ الله يفتح مسامع من يشاء ، أقول : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حوى علم جميع النبيّين ، وعلّمه الله ما لم يعلّمهم وأنّه جعل ذلك كلّه عند عليّ عليه‌السلام فتقول : عليّ عليه‌السلام أعلم أم بعض الأنبياء؟! » ثم تلا قوله تعالى ( قال الذي عنده علم

__________________

١ ـ في نسخة « س » : حمران ، وما في المتن هو الصحيح ، وهو ثقة ، من وجوه أصحابنا ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا والهادي والعسكري عليهم‌السلام ، وفيمن لم يرو عنهم عليهم‌السلام.

انظر رجال النجاشي : ١٣٨ / ٣٥٧ ، رجال الطوسي : ٣٧٤ / ٣٠ و ٤١٤ / ٢٤ و ٤٣٠ / ٤ و ٤٧٢ / ٥٨ ، رجال العلامة : ١٣٣ / ٣٥٦.

٢ ـ ما بين القوسين لم يرد في المصدر.

٣٠١

من الكتاب ) (١) ـ ثمّ فرّق بين أصابعه ووضعها على صدره ـ وقال : « وعندنا والله علم الكتاب كلّه » (٢).

[ ٣١٧ / ٦ ] أخبرنا السيد أبو البركات محمّد بن إسماعيل المشهدي (٣) ، عن جعفر الدوريستي ، عن الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان أبي عبدالله الحارثي ، عن محمّد بن علي بن الحسين بن موسى ، أخبرنا أبي عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين ، عن أحمد بن محمّد بن أبي بشير (٤) ، عن ( كثير بن أبي عمر أنّ الباقر عليه‌السلام ) (٥) قال : « لقد سأل موسى عليه‌السلام العالم مسألة لم يكن عنده جواب (٦) ، ولو كنت شاهدهما لأخبرت كلّ واحد منهما بجوابه ، ولسألتهما مسألة لم يكن عندهما فيها جواب » (٧).

[ ٣١٨ / ٧ ] قال سعد : وأخبرنا محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن معمّر بن

__________________

١ ـ النمل ٢٧ : ٤٠.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٧٩٦ / ٦ ، ونقله المجلسي في البحار ٢ : ٢٠٥ / ٩٢ إلى قوله : فشيعتنا معنا.

٣ ـ السيد أبو البركات : وهو فقيه ، محدّث ، ثقة ، وهو استاذ الشيخ منتجب الدين صاحب الفهرست ، قرأ على الشيخ الموفق أبي جعفر الطوسي والشيخ ابن البرّاج ، ويروي عن جعفر بن محمّد الدوريستي وأبي الحسن علي بن عبدالصمد التميمي.

انظر فهرست منتجب الدين : ٤٤ / ٧٤ و ١٦٣ / ٣٨٧ ، الثقات العيون في سادس القرون : ٢٥٠ ، أعيان الشيعة ٩ : ١٢٢.

٤ ـ في المصدر : بشر.

٥ ـ في المصدر : كثير بن أبي عمران ، عن الباقر عليه‌السلام.

٦ ـ في المصدر : جوابها.

٧ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٧٩٧ / ٧ ، وعنه في البحار ٢٦ : ١٩٥ / ذيل حديث ٤.

٣٠٢

عمرو (١) ، عن عبدالله بن الوليد السمّان (٢) ، قال : قال الباقر عليه‌السلام : « يا عبدالله ما تقول في علي وموسى وعيسى صلوات الله عليهم؟ » قلت : وما عسى أن أقول فيهم؟ قال عليه‌السلام : « والله علي أعلم منهما » ثمّ قال : « ألستم تقولون : إنّ لعليّ صلوات الله عليه ما لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من العلم؟ » قلنا (٣) : نعم ، والناس ينكرون ، قال : « فخاصمهم فيه بقوله تعالى لموسى عليه‌السلام ( وكتبنا له في الألواح من كل شيء ) (٤) ( فاُعلمنا (٥) أنّه لم يكتب له الشيء كلّه ، وقال لعيسى عليه‌السلام ( ولأبيّن لكم بعض الذي تختلفون فيه ) (٦) ) (٧) فاُعلمنا (٨) أنّه لم يبيّن الأمر كلّه ، وقال لمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ( وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ) (٩) ( ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكلّ شيء ) (١٠) قال : فسئل عن قوله تعالى ( قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) (١١) قال : « والله إيّانا عنى ، وعلي عليه‌السلام أوّلنا ، وأفضلنا ، وأَخْيَرُنَا بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ».

__________________

١ ـ في المصدر : محمّد بن عمرو.

٢ ـ عبدالله بن الوليد السمّان : النخعي ، مولى ، كوفي ، روى عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام وأبي عبدالله عليه‌السلام ، ثقة ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام. اُنظر رجال النجاشي : ٢٢١ / ٥٧٧ ، رجال البرقي : ٢٢.

٣ ـ في المصدر : قلت.

٤ ـ الأعراف ٧ : ١٤٥.

٥ و ١٠ ـ في المصدر : فعلمنا.

٦ ـ الزخرف ٤٣ : ٦٣.

٧ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « س ».

٨ ـ النساء ٤ : ٤١.

٩ ـ النحل ١٦ : ٨٩.

١١ ـ الرعد ١٣ : ٤٣.

٣٠٣

وقال : « إنّ العلم الذي نزل مع آدم عليه‌السلام على حاله عندنا ، وليس يمضي منّا عالم إلاّ خلّف من يعلم علمه ، والعلم نتوارث به » (١).

فإذا كان ذلك كذلك ، فكلّ حديث رواه أصحابنا ، ودوّنوه مشايخنا في معجزاتهم ودلائلهم ، لا يستحيل في مقدورات الله أن يفعله ، تأييداً لهم ولطفاً للخلق ، فإنّه لا يطرح بل يتلّقى بالقبول.

[ ٣١٩ / ٨ ] وروي عن عبّاد بن سليمان ، عن أبيه (٢) ، عن عيثم بن أسلم ، عن معاوية بن عمّار الدهني (٣) ، قال : دخل أبو بكر على علي أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فقال له : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يحدّث إلينا في أمرك شيئاً بعد أيام الولاية بالغدير ، وأنا أشهد أنّك مولاي مقرّ لك بذلك ، وقد سلّمت عليك على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بإمرة المؤمنين.

وأخبرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّك وصيّه ووارثه وخليفته في أهله ونسائه ، وأنّك وارثه ، وميراثه قد صار إليك ، ولم يخبرنا أنّك خليفته في اُمّته من بعده ، ولا جرم لي فيما بيني وبينك ، ولا ذنب لنا فيما بيننا وبين الله تعالى.

فقال له علي عليه‌السلام : « إن أريتك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى يخبرك بأنّي أولى بالأمر الذي أنت فيه منك ، وإنّك إن لم تعزل نفسك عنه فقد خالفت الله ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله » فقال : إن أريتنيه حتى يخبرني ببعض هذا اكتفيت به ، فقال عليه‌السلام : « فتلقّاني (٤) إذا

__________________

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٧٩٨ / ٨ ، وعنه في البحار ٢٦ : ١٩٨ / ١٠.

٢ ـ في الاختصاص : عبّاد بن سليمان ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، ونقله المجلسي عن المختصر والاختصاص من دون ذكر محمّد بن سليمان ، وكذلك بصائر الصفّار.

٣ ـ في الاختصاص زيادة : عن أبي عبدالله عليه‌السلام.

٤ ـ في نسخة « س » : فتلتقي بي ، وفي « ض » : فنلتقي.

٣٠٤

صلّيت المغرب حتى اُريكه » قال : فرجع إليه بعد المغرب ، فأخذ بيده وأخرجه إلى مسجد قبا ، فإذا هو برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جالس في القبلة ، فقال له : « يا فلان وَثَبْتَ على مولاك علي عليه‌السلام وجلست مجلسه ، وهو مجلس النبوّة ، لا يستحقّه غيره ، لأنّه وصييّ وخليفتي ، فنبذت أمري وخالفت ما قلته لك ، وتعرّضت لسخط الله وسخطي ، فانزع هذه السربال (١) الذي تسربلته بغير حقّ ، ولا أنت من أهله ، وإلاّ فموعدك النار ».

قال : فخرج مذعوراً (٢) ليسلّم الأمر إليه ، وانطلق أمير المؤمنين صلوات الله عليه فحدّث سلمان بما كان وما جرى ، فقال له سلمان : ليُبدينّ هذا الحديث لصاحبه وليخبرنّه بالخبر ، فضحك أمير المؤمنين عليه‌السلام وقال : « أما إنّه سيخبره وليمنعنّه إن همّ بأن يفعل ، ثمّ قال : لا والله لا يذكران ذلك أبداً حتى يموتا ».

قال : فلقى صاحبه فحدّثه بالحديث كلّه ، فقال له : ما أضعف رأيك وأخور (٣) عقلك (٤) ، أما تعلم أنّ ذلك من بعض سحر ابن أبي كبشة (٥) ، أنسيت سحر بني هاشم ،

__________________

١ ـ السربال : القميص والدرع ، وكلّ ما لُبس فهو سربال ، وكنّي به عن الخلافة. لسان العرب ١١ : ٣٣٥ ـ سربل.

٢ ـ الذُعر : الخوف والفزع. انظر العين ح ٢ : ٦٦٣ ، القاموس المحيط ٢ : ٣٤ ـ ذعر.

٣ ـ الخَوَر : الضعف. لسان العرب ٤ : ٢٦٢. خور.

٤ ـ في نسخة « س » : قلبك.

٥ ـ ابن أبي كبشة : رجل من خزاعة خالف قريشاً في عبادة الأوثان وعبد الشعرى العبور ، فسمّى المشركون سيّدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ابن أبي كبشة لخلافه إيّاهم إلى عبادة الله تعالى ، تشبيهاً به ، كما خالفهم أبو كبشة إلى عبادة الشعرى ، وقال آخرون : أبو كبشة كنية وهب بن عبدمناف جدّ سيدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من قبل اُمّه فنسب إليه لأنّه كان نزع إليه في الشبه.

وقيل : إنّما قيل له ابن أبي كبشة لأنّ أبا كبشة كان زوج المرأة التي أرضعته صلى‌الله‌عليه‌وآله . اُنظر لسان العرب ٦ : ٣٣٨ ـ كبش.

٣٠٥

فأقِم على ما أنت عليه (١).

[ ٣٢٠ / ٩ ] وعن الباقر ، عن أبيه عليهما‌السلام أنّه قال : « صار جماعة من الناس بعد موت الحسن عليه‌السلام إلى الحسين عليه‌السلام ، فقالـوا : يابن رسول الله ما عندك من أعاجيب أبيك التي كان يريناها؟ فقال : هـل تعرفـون أبي؟ قالوا : كلّنا نعرفه ، فرفع لهم ستراً كان على باب بيت ، ثمّ قال : انظروا في البيت ، فنظرنا فإذا أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فقلنا : هذا أمير المؤمنين عليه‌السلام ونشهد أنّك خليفة الله حقّاً وأنّك ولده » (٢).

[ ٣٢١ / ١٠ ] ورُوي أنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام قال للحارث الهمداني (٣) :

يا حار همدان من يمت يرني

من مؤمن أو منافق قُبلا (٤)

__________________

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٠٧ / ١٦ ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : ٢٧٨ / ١٤ والمفيد في الاختصاص : ٢٧٢ باختلاف في اللفظ.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨١١ / ٢٠ ، وعنه في الايقاظ من الهجعة : ٢١٩ / ٢٠.

٣ ـ الحارث الهمداني : هو الحارث الأعور بن عبدالله بن كعب بن أسد بن خالد بن ... بن همدان ، عدّه البرقي من أولياء الإمام علي عليه‌السلام وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام علي والحسن المجتبى عليهما‌السلام ، وقال اليافعي في حوادث سنة ٦٥ للهجرة : وفيها توفّي الحارث ... الفقيه صاحب علي [ عليه‌السلام ]. وعليه اتفقت أكثر الآراء.

انظر طبقات ابن سعد ٦ : ١٦٨ ، مرآة الجنان ١ : ١١٤ ، رجال البرقي : ٤ ، رجال الطوسي : ٣٨ / ٤ و ٦٧ / ٣.

٤ ـ قال السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة ٤ : ٣٧٠ : وتوهم ابن أبي الحديد أنّ هذا الشعر منسوب إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وهذا التوهم نشأ من النظر إلى قوله عليه‌السلام : يا حار همدان ، فظنّ أنّ المروي عنه أنّه قال ذلك هو أمير المؤمنين عليه‌السلام لأنّه لم يطّلع على البيت الأول.

وفي الديوان المنسوب إليه عليه السلام ذكر هذه الأبيات وذكر البيت الأول في آخرها ، ولم يتفطّن

٣٠٦

وهذا الكلام منه عليه‌السلام عامّ يتناول حياته والحال الذي بعد وفاته (١).

__________________

جامعه إلى هذا البيت يدلّ على أنّ كلّ الأبيات ليست له عليه‌السلام سواء ذكر في أولها أم آخرها ، ونقل صاحب مجالس المؤمنين هذه الأبيات عن الديوان ناسباً لها إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ولم يتفطّن إلى أنّ البيت الأخير يدلّ على أنّها ليست له عليه‌السلام.

والصحيح أنّه لم يخاطبه بها بل بمضمونها وأنّها للسيد الحميري انتهى.

ويؤيد هذا قول القندوزي في الينابيع : هذا النظم ليس لحضرته عليه السلام ، وإنّما هو للسيد الحميري ; نظم كلامه عليه السلام.

وإليك المصادر التي نسبت الأبيات للسيد الحميري رحمه الله : أمالي الطوسي : ٦٢٧ ، وأمالي المفيد : ٧ ، ينابيع المودة ١ : ٢١٣ ، بشارة المصطفى : ٥ ، الفصول المهمة للحر العاملي ١ : ٣١٥ ، وموجودة أيضاً في ديوان السيد الحميري : ١٢٧.

وأمّا المصادر التي نسبت الأبيات للإمام علي عليه السلام فهي : الغارات ٢ : ٧٢٠ ، المحتضر للمصنّف : ١ ، شرح نهج البلاغة ١ : ٢٩٩ ، البيهقي في أنوار العقول من أشعار وصي الرسول : ٣٢٥ ، ديوان الإمام علي عليه السلام : ١٢٥.

وأورد السيد الأمين قصيدة السيد الحميري في ترجمته في الأعيان ج ٣ : ٤٢٦.

قول علي لحارث عجب

كم ثم اعجوبة له جملا

يا حار همدان من يمت يرنى

من مؤمن أو منافق قبلا

يعرفني طرفه وأعرفه

بعينه واسمه وما فعلا

وأنت على الصراط تعرفني

فلا تخف عثرة ولا زللا

اسقيك من بارد على ظمأ

تخاله في الحلاوة العسلا

أقول للنار حين توقف للعر

ض على جسرها ذري الرجلا

ذريه لا تقربيه إنّ له

حبلاً بحبل الوصي متصلا

هذا لنا شيعة وشيعتنا

أعطاني الله فيهم الأملا

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨١٢ / ذيل حديث ٢١.

٣٠٧

[ ٣٢٢ / ١١ ] وعن محمّد بن الحسن الصفّار أخبرنا الحسن بن علي ، عن العباس بن عامر ، عن أبان ، عن بشير النبال ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : « كنت خلف أبي عليه‌السلام وهو على بغلته ، فنظرت (١) فإذا رجل في عنقه سلسلة ورجل يتبعه ، فقال لأبي عليه‌السلام : يا علي بن الحسين اسقني ، فقال الرجل الذي خلفه ـ وكأنّه موكّل به ـ : لا تسقه لا سقاه الله ، فإذا هو معاوية لعنه الله » (٢).

[ ٣٢٣ / ١٢ ] روى أبو الصخر ، عن أبيه ، عن جدّه أنّه كان مع الباقر عليه‌السلام بمنى وهو يرمي الجمار ، فرمى وبقي في يده خمس حصيات ، فرمى باثنتين في ناحية من الجمرة ، وبثلاث في ناحية منها ، فقال له جدّي : جعلني الله فداك لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعه أحد ، إنّك رميت بحصياتك في العقبات ، ثمّ رميت بعد ذلك يمنة ويسرة ، فقال : « نعم يابن العم ، إذا كان في كلّ موسم يُخرِج الله الفاسقَين الناكثَين غضَّين طريّين فيصلبان هاهنا ، لا يراهما أحد إلاّ الإمام ، فرميت الأوّل ثنتين ، والثاني ثلاث لأنّه أكفر وأظهر لعداوتنا ، والأوّل أدهى وأمر » (٣).

[ ٣٢٤ / ١٣ ] وعن الصفّار ، عن محمّد بن عيسى ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن عبيد بن عبدالرحمن الخثعمي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : « خرجت مع أبي عليه‌السلام إلى بعض أمواله فلمّا صرنا في الصحراء استقبله شيخ ، فنزل إليه أبي وسلّم عليه ، فجعلت أسمعه وهو يقول له : جعلت فداك ، ثمّ تساءلا طويلاً ، ثم ودّعه أبي وقام الشيخ

__________________

١ ـ في نسخة « س » والخرائج والبصائر : فنفرت.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨١٣ / ٢٢ ، بصائر الدرجات : ٢٨٤ / ١ ، اختصاص المفيد : ٢٧٥ ، وأورده المصنف في المحتضر : ١٣ ، ومثله في مناقب ابن شهرآشوب ٤ : ١٥٧.

٣ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨١٦ / ذيل حديث ٢٥ ، وأورده الصفّار في البصائر : ٢٨٦ / ذيل حديث ٨ ، والمفيد في الاختصاص : ٢٧٧ ، باختلاف.

٣٠٨

وانصرف ، وأبي ينظر (١) إليه حتى غاب شخصه عنّا ، فقلت لأبي : من هذا الشيخ الذي سمعتك تعظّمه في مسألتك؟ فقال : يا بني هذا جدّك الحسين عليه‌السلام » (٢).

[ ٣٢٥ / ١٤ ] وعن الصفّار ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن العلاء بن يحيى المكفوف ، عن أبيه (٣) ، عن محمّد بن أبي زياد (٤) ، عن عطية الأبزاري (٥) أنّه قال : « طاف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالكعبة ، فإذا آدم عليه‌السلام بحذاء الركن اليماني فسلّم عليه ، ثمّ انتهى إلى الحجر فإذا نوح عليه‌السلام بحذائه ـ وهو رجل طويل ـ فسلّم عليه » (٦).

[ ٣٢٦ / ١٥ ] وعن الصفّار ، عن أحمد بن الحسين ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن يزيد ، عن إسماعيل بن عبدالعزيز ، عن أبان ، عن أبي بصير ، عن الصادق عليه‌السلام ، قال : قلت له : ما فضلنا على من خالفكم (٧) ، فوالله إني لأرى الرجل

__________________

١ ـ في نسختي « س و ض » : وأنا أنظر ، وفي حاشية نسخة « س » : وإنّا ننظر.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨١٩ / ٣٠ ، وأورده المصنّف في المحتضر : ١٢ ـ ١٣ ، ونحوه في بصائر الدرجات : ٢٨٢ / ١٨ ، وفيه عن أبي إبراهيم عليه‌السلام.

٣ ـ « عن أبيه » لم ترد في الخرائج والبصائر والمحتضر.

٤ ـ في الخرائج : عمر بن أبي زياد ، وقد أثبتوه من البصائر ، وأمّا نسخ الخرائج « ط وهـ وم » فهي مطابقة لما في المتن.

٥ ـ عطية الأبزاري : عدّة الشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام. وعلى هذا المبنى يكون القول منسوباً إلى الإمام عليه‌السلام ، وعليه نصّصناه. رجال الطوسي : ٢٦١ / ٦٢٠.

٦ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨١٩ / ٣١ ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : ٢٧٨ / ١٣ ، والمصنّف في المحتضر : ١٣.

٧ ـ في البصائر والخرائج : خالفنا.

٣٠٩

منهم أرخى بالاً ، وأنعم عيشاً ، وأحسن حالاً ، وأطمع في الجنة.

قال : فسكت عنّي حتى إذا كنّا بالأبطح من مكة ورأينا الناس يضجّون إلى الله تعالى فقال : « يا أبا محمّد هل تسمع ما أسمع؟ » قلت : أسمع ضجيج الناس إلى الله تعالى ، قال : « ما أكثر الضجيج والعجيج وأقلّ الحجيج!! والذي بعث بالنبوة محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله وعجّل بروحه إلى الجنّة ما يتقبّل الله إلاّ منك ومن أصحابك خاصّة » قال : ثمّ مسح يده على وجهي ، فنظرت وإذا أكثر الناس خنازير وحمير وقردة إلاّ رجل (١).

[ ٣٢٧ / ١٦ ] وعن أبي سليمان داود بن عبدالله ، عن سهل بن زياد ، عن عثمان بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصـير ، قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : أنا مولاك ومن شيعتك ، ضعيف ضرير ، فاضمن لي الجنة ، قال : « أولا اُعطيك علامة الأئمّة أو غيرهم؟ » قلت : وما عليك أن تجمـعهما لي ، قال : « وتحبّ ذلك؟ » قلت : وكيف لا اُحبّ ، فما زاد أن مسح على بصري فأبصرت جميع ( الأئمّة عنده ، ثمّ ) (٢) ما في السقيفة (٣) التي كان فيها جالساً.

ثمّ قال : « يا أبا محمّد مدّ بصرك فانظر ماذا ترى بعينك؟ » قال : فوالله ما أبصرت إلاّ كلباً أو خنزيراً أو قرداً ، قلت : ما هذا الخلق الممسوخ؟ قال : « هذا الذي ترى هو السواد (٤) الأعظم ، ولو كشف الغطاء (٥) للناس ما نظر الشيعة إلى من

__________________

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٢١ / ٣٤ ، وفيه : إلاّ رجل بعد رجل ، وأورد مثله الصفّار في بصائر الدرجات : ٢٧١ / ذيل حديث ٦.

٢ ـ ما بين القوسين لم يرد في المصدر.

٣ ـ السقيفة : خشبة عريضة طويلة ، يُلفّ عليها البواري. اُنظر لسان العرب ٩ : ١٥٦ ـ سقف.

٤ ـ سواد الناس : عامّتهم ، وكل عدد كثير ، الصحاح ٢ : ٤٩٢ ـ سود.

٥ ـ لم ترد كلمة « الغطاء » في نسخة « س ».

٣١٠

خالفهم إلاّ في هذه الصورة ».

ثمّ قال : « يا أبا محمّد إن أحببت تركتك على حالك هذا وحسابك على الله ، وإن أحببت ضمنت لك على الله الجنّة ، ورددتك إلى حالك الأول » قلت : لا حاجة لي في النظر إلى هذا الخلق المنكوس (١) ، ردّني ردّني إلى حالتي ، فما للجنة عوض ، فمسح يده على عينيّ فرجعت كما كنت (٢).

[ ٣٢٨ / ١٧ ] وعن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن عبد الله بن جبلة (٣) ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : حججت مع أبي عبدالله عليه‌السلام فلمّا كنّا في الطواف قلت له : يابن رسول الله يغفر الله لهذا الخلق؟ قال : « إنّ أكثر من ترى قردة وخنازير » قلت : أرنيهم ، فتكلّم بكلمات ثمّ أمرّ يده على بصري ، فرأيتهم كما قال ، فقلت : ردّ عليّ بصري الأوّل ، فدعا فرأيتهم كما رأيتهم في المرّة الاُولى.

ثمّ قال : « أنتم في الجنّة تحبرون (٤) وبين أطباق النار تُطلبون فلا توجدون ، ثمّ

__________________

١ ـ المنكوس : المقلوب ، نكست الشيء : قلبته. الصحاح ٣ : ٩٨٦ ـ نكس.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٢١ / ٣٥ ، وعنه في البحار ٢٧ : ٣٠ / ٣.

٣ ـ في نسخة « س » والمختصر المطبوع ص ١١٢ : عبدالله بن جميلة ، وما في المتن هو الصحيح وهو الموافق للمصدر.

وهو عبدالله بن جبلة بن حيّان بن أبجر الكناني أبو محمّد عربي ، وكان واقفياً ، وكان فقيهاً ثقة مشهوراً ، عدّه البرقي والطوسي من أصحاب الإمام الكاظم عليه‌السلام.

انظر رجال النجاشي : ٢١٦ / ٥٦٣ ، رجال البرقي : ٤٩ ، رجال الطوسي : ٣٥٦ / ٣٣ ، خلاصة الأقوال : ٣٧٢ / ١٤٧٤.

٤ ـ تُحبرون : تكرمون وتنعّمون. لسان العرب ٤ : ١٥٨ ـ حبر.

٣١١

قال : والله لا يجتمع في النار منكم اثنان لا والله ولا واحد » (١).

[ ٣٢٩ / ١٨ ] وعن الصفّار ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أحمد بن هلال ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : « إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّ عليه‌السلام : « إذا أنا متّ فاستقِ لي سبع قُرَب ماء من بئر غرس (٢) ، ثمّ غسّلني وكفّنّي وخذ بمجامعي ، وأجلسني واسألني عمّا شئت ، واحفظ عنّي واكتب ، فإنّك لا تسألني عن شيء إلاّ أخبرتك به.

قال علي عليه‌السلام : فأنبأني بما هو كائن إلى يوم القيامة » (٣).

[ ٣٣٠ / ١٩ ] وعن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « كان عليّ محدَّثاً » قلت : وما آية المحـدَّث؟ قال : « يأتـيه الملك فينكت (٤) على قلبه بكَيت وكَيت » (٥).

[ ٣٣١ / ٢٠ ] وقال ابن أبي يعفور لأبي عبدالله عليه‌السلام : إنا نقول إنّ علياً صلوات الله عليه ينكت في اُذنه أو يقذف في قلبه أو أنّه كان محدّثاً ، فلمّا أكثرت عليه ،

__________________

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٢٧ / ٤٠ ، بصائر الدرجات : ٢٧٠ / ٤ ، وعنه في البحار ٤٧ : ٧٩ / ٥٨ و ٦٨ : ١١٨ / ٤٤.

٢ ـ بئر غرس : وهو بئر في قُبا من نواحي المدينة ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يتطيب ماءها ويبارك فيه. انظر معجم البلدان ٤ : ١٩٣ ـ الغرس.

٣ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٢٧ / ٤١ ، وبصائر الدرجات : ٢٨٣ / ٦ بنفس السند ولكن عن أبي عبدالله عليه‌السلام باختصار وص ٢٨٤ / ١٠ بسند آخر وباختلاف يسير في المتن.

٤ ـ في نسخة « س و ض » : فيكتب. والنكت : الإلهام. مجمع البحرين ٢ : ٢٢٧ ـ نكت.

٥ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٣٠ / ٤٦ ، بصائر الدرجات : ٣٢٢ / ٤ ، وأورده الطوسي في أماليه : ٤٠٧ / ٩١٤ ، بزيادة : وكان سلمان محدّثاً.

٣١٢

قال لي « إنّ علياً عليه‌السلام كان يوم قريضة (١) والنضير (٢) ؛ جبرئيل عليه‌السلام عن يمينه ، وميكائيل عليه‌السلام عن يساره يحدّثانه » (٣).

[ ٣٣٢ / ٢١ ] وقال أبو عبدالله عليه‌السلام : « إنّ الله لم يخلِ الأرض من عالم (٤) ، يعلم الزيادة والنقصان في الأرض ، فإذا زاد المؤمنون شيئاً ردّهم ، وإذا نقصوا أكمله لهم ، فقال : خذوه كاملاً ، ولولا ذلك لالتبس على المؤمنين أمرهم ، ولم يفرّقوا بين الحقّ والباطل » (٥).

__________________

١ ـ يوم بني قريظة : وهي إحدى غزوات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حدثت في شهر ذي القعدة من السنة الخامسة للهجرة ، وذلك بعد أن انصرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من غزوة الخندق ( الأحزاب ) جاءه جبرئيل عليه‌السلام ، فقال : إنّ الله تعالى يأمرك أن تسير إلى بني قريظة ، فإنّي عامد إليهم فمزلزل حصونهم ، فلمّا اشتدّ الحصار عليهم نزلوا على حكم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأمر بهم محمّد بن مسلمة فكتّفوا ونحّوا ناحية ، وأخرج النساء والذرية ، وفي هذه الغزاة نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يفرّق بين الاُم وولدها. اُنظر المنتظم لابن الجوزي ٣ : ٢٣٩.

٢ ـ يوم بني النضير : وهي إحدى غزوات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حدثت في شهر ربيع الأول من السنة الرابعة للهجرة ، حينما جاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى بني النضير يكلّمهم أن يعينوه في ديّة رجلين كان قد أمّنهما ، فقتلهما عمرو بن اُمية بغير علم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالوا : نفعل ، ولكن أرادوا الغدر به صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فخرج منهم ولم يشعروا به ، فأرسل إليهم محمّد بن مسلمة أن اخرجوا من بلدي ولا تساكنوني ، وقد أجّلتكم عشراً ، فلم يخرجوا ، فحاصرهم رسول الله وقطع نخلهم ، فقالوا : نحن نخرج عن بلادكم ، فأجلاهم عن المدينة. اُنظر المنتظم لابن الجوزي ٣ : ٢٠٣.

٣ ـ الخرائج والجرائح ١ : ٨٣٠ / قطعة من حديث ٤٦ ، وأورده باختلاف يسير الصفّار في بصائر الدرجات : ٣٢١ / ٢ ، والمفيد في الاختصاص : ٢٨٦ ، بسنديهما : الحسن بن علي ، عن عبيس ابن هشام الأسدي ، عن كرام بن عمرو الخثعمي ، عن عبدالله بن أبي يعفور.

٤ ـ في نسخة « س » : بغير إمام. بدل : من عالم.

٥ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٣٠ / ذيل حديث ٤٦ ، والصفّار في بصائر الدرجات : ٣٣١ / ١ ،

٣١٣

[ ٣٣٣ / ٢٢ ] وعن علي بن الحكم قال : أخبرنا علي بن النعمان ، عن علي بن إسماعيل ، عن محمّد بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن ضريس ، قال : كنت أنا وأبو بصير عند أبي جعفر عليه‌السلام ، فقال له أبو بصير : بم يعلم عالمكم؟ قال : « إنّ عالمنا لا يعلم الغيب ، ولو وكله الله إلى نفسه لكان كبعضكم ، ولكن يحدّث في الساعة بما يحدث بالليل وفي الساعة بما يحدث بالنهار ، الأمر بعد الأمر ، والشيء بعد الشيء بما يكون إلى يوم القيامة » (١).

[ ٣٣٤ / ٢٣ ] وقال أبو جعفر عليه‌السلام : « ما ترك الله الأرض بغير عالم ، ينقص ما يزاد ، ويزيد ما ينقص ، ولولا ذلك لاختلط على الناس أمرهم » (٢).

[ ٣٣٥ / ٢٤ ] وسأله بريد العجلي عن الفرق بين الرسول والنبي والمحدّث ، فقال عليه‌السلام : « الرسول تأتيه الملائكة ظاهرين ، وتبلّغه الأمر والنهي عن الله تعالى ، والنبيّ الذي يوحى إليه في منامه ليلاً ونهاراً ، فما رأى فهو كما رأى ، والمحدَّث يسمع

__________________

باختلاف يسير ، وأورده الصدوق في علل الشرائع : ١٩٩ / ٢٢ و ٢٠٠ / ٢٨ و ٢٠١ / ٣١ ، بطرق مختلفة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام وباختصار في كمال الدين : ٢٠٣ / ١١ ، والنعماني في الغيبة : ١٣٨ / ٣ ، والطبري في دلائل الامامة : ٢٣٢ ، وابن بابويه في الامامة والتبصرة : ٢٩ / ١١.

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٣١ / صدر حديث ٤٧ ، وبصائر الدرجات : ٣٢٥ / ٢ ، ٣ باختلاف ، وقد انقسم الحديث في البصائر إلى فقرتين الاُولى في حديث ٢ والتتمة في حديث ٣ ، ولكن بسندين ، الاُولى سندها مطابق للمتن ، والثانية بسند آخر ولم يرد محمّد بن النعمان في الفقرتين.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٣٢ / قطعة من حديث ٤٧ ، وبصائر الدرجات : ٣٣٢ / ٨ ، عن عبدالله بن جعفر ، عن محمّد بن عيسى ، عن علي بن إسماعيل الميثمي ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن عبدالأعلى مولى آل سام ، وكذلك الصدوق في كمال الدين : ٢٠٤ / ١٦ وعلل الشرائع : ٢٠١ / ٣٢.

٣١٤

كلام الملائكة ، ولا يرى الشخص ، فينقر في اُذنه ، وينكت في قلبه وصدره » (١).

[ ٣٣٦ / ٢٥ ] وعن الصفّار ، عن محمّد بن أحمد ، عن العباس بن معروف ، عن أبي الحسن الكركي (٢) ، عن محمّد بن الحسن ، عن الحسن بن محمّد بن عمران ، عن زرعة ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن عبدالعزيز ، قال : خرجت مع علي بن الحسين عليه‌السلام إلى مكّة ، فلمّا وافينا إلى الأبواء ـ وكان عليه‌السلام على راحلته وكنت أمشي ـ فإذا قطيع غنم ، ونعجة قد تخلّفت وهي تصيح بسخلة لها ، وكلّما قامت السخلة صاحت النعجة حتى تتبعها ، فقال لي : « يا عبدالعزيز أتدري ما تقول هذه النعجة لسخلتها؟ » قلت : لا والله ، قال : « إنّها تقول لها : ألحقي بالقطيع فإنّ اُختك في العام الأوّل تخلّفت عن القطيع في هذا الموضع فأكلها الذئب » (٣).

[ ٣٣٧ / ٢٦ ] وعن الصفّار ، عن عبدالله بن محمّد ، عن محمّد بن إبراهيم ، عن عمر أخبرنا بشير النبّال (٤) ، عن علي بن أبي حمزة ، قال : دخل رجل من موالي أبي الحسن عليه‌السلام ، فقال له : أرأيت أن تتغدّى عندي ، فقام عليه‌السلام فمضى معه ، فلمّا دخل بيته ، وضع له سريراً فقعد عليه ، وكان تحته زوج حمام ، فذهب الرجل ليحمل طعامه ، وعاد إليه فوجده يضحك.

__________________

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٣٢ / ذيل الحديث ٤٧ ، والبصائر : ٣٦٨ / ١ باختلاف ، وأورده المفيد في الاختصاص : ٣٢٨ ، باختلاف ، وأورد الكليني نحوه في الكافي ١ : ١٧٧ / ٤.

٢ ـ في البصائر والخرائج : عن أبي القاسم الكوفي.

٣ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٣٢ / ٤٨ ، وبصائر الدرجات : ٣٤٧ / ٢ ، عن أبي بصير ، عن رجل ، وأورده المفيد في الاختصاص : ٢٩٤ ، والطبري في دلائل الامامة : ٨٨ ، عن أبي بصير مثله.

٤ ـ بشير النبّال : هو بشير أو بشر بن أبي أراكة ميمون الوابشي الهمداني الكوفي ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الباقر والصادق عليهما‌السلام.

اُنظر رجال البرقي : ١٣ و ١٨ ، رجال الطوسي : ١٠٨ / ٤ و ١٥٦ / ١٧.

٣١٥

فقال : أضحك الله سنّك ممّ تضحك؟ فقال : « إنّ حمامك هذا هدر (١) الذكر على الاُنثى ، فقال : يا سكني وعرسي والله ما على وجه الأرض أحد أحبّ إليّ منك ما خلا هذا القاعد على السرير » فقلت له : وتفهم ذلك؟ قال : « نعم علّمنا منطق الطير ، واُوتينا من كلّ شيء » (٢).

[ ٣٣٨ / ٢٧ ] وعن جماعة ، أخبرنا أبو الحسن غسق (٣) ، أخبرنا أبي ، أخبرنا الفضل بن يعقوب (٤) البغدادي ، أخبرنا الهيثم بن جميل ، أخبرنا عمرو بن عبيد ، عن عيسى بن سلام ، عن علي بن نصر بن سنان (٥) ، عن الحسن بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما قال : « بينا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله جالس مع أصحابه إذ أقبلت الريح الدبور ، فقال لها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيّتها الريح إنّي أستودعك إخواننا فردّيهم إلينا ، قالت : قد اُمرتُ فالسمع والطاعة لك ، فدعا ببساط كان اُهدي إليه ، ثمّ بسطه ، ثمّ دعا بعلي بن أبي طالب عليه‌السلام فأجلسه عليه ، ثمّ دعا بأبي بكر ، وعمر وعثمان ، وعبدالرحمن بن عوف ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقّاص ، وعمّار بن ياسر ، والمقداد بن الأسود (٦) ،

__________________

١ ـ هدر : صوّت. لسان العرب ٥ : ٢٥٨ ـ هدر.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٣٣ / ٤٩ ، وبصائر الدرجات : ٣٤٦ / ٢٥ ، باختلاف يسير.

٣ ـ في الخرائج : أبو الحسن بن عتيق ، وفي البحار : أبو الحسين بن غسق.

٤ ـ في البحار : عن أبي الفضل بن يعقوب البغدادي.

٥ ـ في نسخة « ض » : سيّار ، وفي نسخة « س » : سيّاب.

٦ ـ المقداد بن الأسود : هو المقداد بن عمرو بن ثعلبة الكندي البهراني ، أسلم قديماً وشهد بدراً والمشاهد كلّها ، وكان فارساً يوم بدر ، ويقال له المقداد بن الأسود لأنّه كان حليفاً للأسود بن عبديغوث الزهري فتبنّاه الأسود فنسب إليه.

وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : « إنّ الله أمرني بحب أربعة : علي بن أبي طالب والمقداد

٣١٦

وأبي ذرّ ، وسلمان ، فأجلسهم عليه.

ثمّ قال : أما إنّكم سائرون إلى موضع فيه عين ماء ، فانزلوا وتوضّأوا وصلّوا ركعتين ، وأدّوا إليّ الرسالة كما تؤدّى إليكم.

ثمّ قال : أيّتها الريح استعلي بإذن الله ، فحملتهم الريح حتى رمتهم إلى بلاد الروم عند أصحاب الكهف ، فنزلوا وتوضّأوا وصلّوا ، فأوّل من تقدّم إلى باب الكهف أبو بكر ، فسلّم فلم يردّوا ، ثمّ عمر فلم يردّوا ، ثمّ تقدّم واحد بعد واحد يسلّم فلم يردّوا.

ثمّ قام علي بن أبي طالب عليه‌السلام فأفاض عليه الماء وصلّى ركعتين ، ثمّ مشى إلى باب الغار ، فسلّم بأحسن ما يكون من السلام ، فانصدع الكهف ، ثم قاموا إليه فصافحوه وسلّموا عليه بإمرة المؤمنين وقالوا : يا بقية الله في خلقه (١) بعد رسوله ، وعلّمهم ما أمره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ ردّ الكهف كما كان ، فحملتهم الريح فرمت بهم في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد خرج صلى‌الله‌عليه‌وآله لصلاة الفجر فصلّوا معه » (٢).

[ ٣٣٩ / ٢٨ ] وعن جماعة ، أخبرنا أبو جعفر محمّد بن إسماعيل بن أحمد البرمكي ، أخبرنا عبدالله بن داهر بن يحيى الأحمري ، أخبرنا أبي ، عن الأعمش ، أخبرنا أبو سفيان ، عن أنس ، قال : كنت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبو بكر وعمر في ليلة مكفهرّة ، فقال

__________________

بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي » وورد عن الإمام الصادق عليه‌السلام أنّه قال : « ارتدّ الناس إلاّ ثلاثة : أبو ذر وسلمان والمقداد » والمقصود من الارتداد : بعد وفاة النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والامام علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

اُنظر تهذيب التهذيب ١٠ : ٢٥٤ ، سير أعلام النبلاء ١ : ٣٨٥ ، رجال الكشي : ٨ / ١٧ و ١٠ / ٢١ ، رجال البرقي : ١ و ٣ ، رجال الطوسي : ٢٧ / ٨ و ٥٧ / ١.

١ ـ في المصدر : أرضه.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٣٥ / ٥١ ، وعنه في البحار ٣٩ : ١٤٢ / ٨.

٣١٧

لهما النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : « قوما فائتيا باب حجرة عليّ » فذهبا فنقرا الباب نقراً خفيفاً ، فخرج علي عليه‌السلام متّزراً بإزار من صوف ومرتدياً بمثله ، في كفّه سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال لهما « أحدث حدث؟ » فقالا : خير ، أمرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن نقصد بابك وهو بالأثر ، فأقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : « يا أبا الحسن أخبر ( أصحابك بخبر البارحة ) (١) » فقال عليه‌السلام : « إنّي لأستحي » قال : صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ الله تعالى لا يستحي من الحقّ ».

قال علي عليه‌السلام : « أصابتني جنابة من فاطمة عليها‌السلام ، فطلبت في منزلي ماءً فلم أجد ، فوجّهت الحسن والحسين عليها‌السلام (٢) ، فأبطآ عليّ ، فاستلقيت على قفاي فإذا أنا بهاتف يهتف : يا أبا الحسن خذ السطل واغتسل ، فإذا أنا بسطل من ماء وعليه منديل من سندس ، فأخذت السطل فاغتسلت منه ، وأخذت المنديل فتمسّحت به ، ثمّ رددت المنديل فوق السطل ، فقام السطل في الهواء ، فسقط من السطل جرعة فأصابت هامتي ، فوجدت بردها على الفؤاد ».

فقال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : « بخ بخ من كان خادمه جبرئيل عليه‌السلام » (٣).

[ ٣٤٠ / ٢٩ ] قالوا : وحدّثنا البرمكي ، أخبرنا عبدالله بن داهر ، أخبرنا الحماني ، أخبرنا محمّد بن الفضيل ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ، عن سلمان ، قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله عزّ وجلّ قبل أن يُخلق آدم عليه‌السلام بأربع عشرة ألف سنة ، فلمّا خلق آدم قسّم ذلك النور جزأين ، فركّبه في صلب آدم عليه‌السلام وأهبطه إلى الأرض ، ثمّ حمله في السفينة في صلب نوح عليه‌السلام ، ثم قذفه في النار في صلب إبراهيم عليه‌السلام ، فجزء أنا وجزء عليّ ، والنور : الحقّ ، يزول معنا حيثما

__________________

١ ـ في المصدر : أصحابي ما أصابك البارحة. بدل ما بين القوسين.

٢ ـ في نسخة « ض » : الحسن عليه‌السلام كذا ، والحسين عليه‌السلام كذا.

٣ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٣٧ / ٥٢.

٣١٨

زلنا » (١).

[ ٣٤١ / ٣٠ ] وعن محمّد بن عبدالحميد ، عن أبي جميلة ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال « من أدرك قائم أهل بيتي من ذي عاهة بريء ، ومن ذي ضعف قَوِيَ » (٢).

[ ٣٤٢ / ٣١ ] وعن أبي بكر ، عن عبدالأعلى بن أعين (٣) ، قال : قمت من عند أبي جعفر عليه‌السلام فاعتمدت على يدي فبكيت وقلت : كنت أرجو أن أدرك صاحب هذا الأمر ولي قوّة ، فقال : « أما ترضون أنّ أعداءكم يقتل بعضهم بعضاً ، وأنتم آمنون في بيوتكم؟! إنّه لو كان ذلك اُعـطي الرجل منكم قوة أربعين رجلاً ، وجعل قلوبكم كزبر الحديد ، لو قذف بها الجبال لقلعتها ، وكنتم قوّام الأرض وخزّانها » (٤).

[ ٣٤٣ / ٣٢ ] وعن محمّد بن عيسى ، عن صفوان ، عن مثنّى الحنّاط ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : « إنّ الله عزّ وجلّ نزع الخوف من قلوب أعدائنا ، وأسكنه في قلوب شيعتنا ، فإذا جاء أمرنا نزع الخوف من قلوب شيعتنا ، وأسكنه في قلوب أعدائنا ، فأحدهم أمضى من سنان ، وأجرى من ليث ، يطعن عدوّه برمحه ، ويضربه بسيفه ، ويدوسه بقدمه » (٥).

[ ٣٤٤ / ٣٣ ] وعن محمّد بن عيسى ، عن صفوان ، عن مثنّى الحنّاط ، عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد ، فجمع

__________________

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٣٨ / ٥٣.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٣٩ / ٥٤.

٣ ـ في المصدر : عبدالملك بن أعين ، والظاهر هو الصحيح بحكم طبقة الرواة.

٤ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٣٩ / ٥٥ ، وأورده الكليني في الكافي ٨ : ٢٩٤ / ٤٤٩.

٥ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٤٠ / ٥٦.

٣١٩

به عقولهم ، وأكمل به أحلامهم » (١).

[ ٣٤٥ / ٣٤ ] وعن أيّوب بن نوح ، عن العباس بن عامر ، عن ربيع بن محمّد ، عن أبي الربيع الشامي ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : « إنّ قائمنا إذا قام مدّ الله لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم ، حتى لا يكون بينهم وبين القائم عليه‌السلام بريد (٢) ، يكلّمهم ويسمعون ، وينظرون إليه وهو في مكانه » (٣).

[ ٣٤٦ / ٣٥ ] وعن موسى بن عمر بن يزيد الصيقل ، عن الحسن بن محبوب ، عن صالح بن حمزة ، عن أبان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « العلم سبعة وعشرون حرفاً (٤) ، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان ، فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين ، فاذا قام القائم عليه‌السلام أخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثّها في الناس ، وضمّ إليها الحرفين حتى يبثّها سبعة وعشرين حرفاً » (٥).

[ ٣٤٧ / ٣٦ ] وعن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن الحسن بن علي ، عن جعفر بن بشير ، عن عمر بن أبان ، عن معتّب غلام الصادق عليه‌السلام قال : كنت مع أبي عبدالله عليه‌السلام بالعُريض (٦) فجاء يتمشّى حتى دخل مسجداً ، كان يتعبّد فيه أبوه ، وهو يصلّي في موضع من المسجد.

__________________

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٤٠ / ٥٧ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٢٥ / ٢١ ، والصدوق في كمال الدين : ٦٧٥ / ٣٠.

٢ ـ أي لا يكون بين الحجّة عليه‌السلام والناس رسول ، وهذا من قدرة الله عزّ وجلّ ، وكرامة وإجلالاً للإمام المنتظر عجّل الله فرجه.

٣ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٤٠ / ٥٨ ، وأورده الكليني في الكافي ٨ : ٢٤٠ / ٢٢٩.

٤ ـ في نسختي « س و ض » : جزءاً.

٥ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٤١ / ٥٩ ، وعنه في البحار ٥٢ : ٣٣٦ / ٧٢.

٦ ـ العُرَيض : اسم واد بالمدينة المنورة. معجم البلدان ٤ : ١١٤.

٣٢٠