مختصر البصائر

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي

مختصر البصائر

المؤلف:

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي


المحقق: مشتاق المظفّر
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-470-280-8
الصفحات: ٥٨٤

[ ٢٨١ / ٤ ] وعنهما ، عن محمّد بن سنان ، عن ذريح بن محمّد المحاربي ، عن أبي حمزة ثابت الثمالي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « قال لي أبي ـ ونعم الأب كان صلوات الله عليه يقول ـ : لو وجدت ثلاثة أستودعهم ، لأعطيتهم ما لا يحتاجون معه إلى النظر في حلال ولا حرام ، ولا في شي إلى أن يقوم قائمنا قائم آل محمّد عليهم‌السلام ، إنّ أمرنا صعب مستصعب لايحتمله إلاّ ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان » (١).

[ ٢٨٢ / ٥ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب و (٢) علي بن محمّد بن عبدالله الحنّاط ، عن علي بن أبي حمزة (٣) قال : أرسلني أبو الحسن موسى عليه‌السلام إلى رجل من بني حنيفة إلى مسجدهم الكبير ، فقال : « إنّك تجد في ميمنة المسجد رجلاً يعقّب حتّى تطلع الشمس ، يقال له : فلان بن فلان » ووصفه لي ، فأتيته وعرفته بالصفة ، فقلت له : أنت فلان بن فلان؟ فقال : نعم ، فمن أنت؟ فقلت : أنا رسول فلان بن فلان وهذا كتابه ، فزبرني زبرة فزعت منها ، ودخلني من ذلك الشك أن لا يكون صاحبي ، فلم أزل اُكلّمه واُليّنه ، وقلت له : ليس عليك منّي بأس ، وصاحبك أعلم منك حيث بعثني إليك ، فاطمأنّ قلبه وسكن ، فدفعت إليه كتابه فقرأه.

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٤٧٨ / ١ ، باختلاف وبسندين عن ذريح ، وحديث ٣ عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إنّ أبي نعم الأب رحمة الله عليه يقول ـ إلى قوله عليه‌السلام ـ إلى حلال ولا حرام وما يكون إلى يوم القيامة. وعن الموردين في البحار ٢ : ٢١٢ / ١ و ٢١٣ / ٣.

٢ ـ في نسخة « ض » : عن ، بدل : و.

٣ ـ في نسخة « س و ض » : علي بن حمزة.

٢٨١

ثمّ قال : ائتني يوم كذا حتّى اُعطيك جوابه ، فأتيته فأعطاني جوابه ، ثمّ لبثت شهراً فأتيته اُسلّم عليه ، فقيل : مات الرجل ، فاغتممت لذلك غمّاً شديداً لتخلّفي عنه ، ورجعت من قابل إلى مكّة ، فلقيت أبا الحسن عليه‌السلام ، فدفعت إليه جواب كتابه.

فقال : « رحمه الله ، يا علي لم تشهد جنازته؟ » قلت : لا ، قال : « قد كنت اُحبّ أن تشهد جنازة مثله ، ثمّ قال : فيكتب لك ثواب ذلك بما نويت.

يا علي : ذلك رجل ممّن كان يكتم إيمانه ، ويكتم حديثنا وأمرنا ، وكان لنا شيعة ، وهو معنا في علّيّين ، وكان نُوَمَة (١) لا يعرفه الناس ، ويعرفه الله وهو معنا في درجتنا ، إنّ الله عزيز حكيم » (٢).

[ ٢٨٣ / ٦ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن الحسين بن بحر ، ، عن رجل من أصحاب علي عليه‌السلام قال : قال عليه‌السلام : « اَمِت الحديث بالكتمان ، واجعل سرّ الإيمان بالقلب » (٣).

[ ٢٨٤ / ٧ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن مسلم ، عن عيثم بن أسلم ، عن معاوية بن عمّار الدهني (٤) ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال :

__________________

١ ـ نُوَمَة : الخامل الذكر. لسان العرب ١٢ : ٥٩٦ ـ نوم.

٢ ـ أورده باختصار ابن شهر آشوب في المناقب ٤ : ٣١٨ ، وعنه في البحار ٤٨ : ٧٦.

٣ ـ لم أعثر له على مصدر.

٤ ـ معاوية بن عمّار الدُهْنِيّ : هو ابن ابي معاوية خبّاب بن عبدالله البجلي أبو القاسم الكوفي بيّاع السابري ، مولاهم ، كوفي ـ ودُهْن من بجيلة ـ وكان وجهاً في أصحابنا ومقدّماً ، كبير الشأن عظيم المحل ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن موسى عليهما‌السلام ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام ، ومات رحمه‌الله في سنة خمس وسبعين ومائة.

انظر رجال النجاشي : ٤١١ / ١٠٩٦ ، رجال البرقي : ٣٣ ، رجال الشيخ : ٣١٠ / ٤٨١.

٢٨٢

قال لي : « يا معاوية أتريدون أن تكذّبوا الله عزّ وجلّ في عرشه ، لا تحدّثوا الناس إلاّ بما يحتملون ، فإنّ الله تبارك وتعالى لم يزل يُعبد سرّاً ».

قال معاوية بن عمّار : وقال لي أبو عبدالله عليه‌السلام : « من لقيت من شيعتنا فاقرأه مني السلام وقل لهم : إنّما مثلك في الناس مثل أصحاب الكهف ، أسرّوا الإيمان ، وأظهروا الشرك فاُوجروا مرّتين » (١).

[ ٢٨٥ / ٨ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عبدالرحمن بن حمّاد الكوفي ، عن الحسين بن علوان وعمر بن مصعب ، قال : حديثاً كان لنا عند أبي عبدالله عليه‌السلام ذات ليلة ونحن جماعة ، فأقبلوا يقولون ويتمنّون : ليت هذا الأمر كان ورأيناه ، فلم يزالوا حتّى ذَهَبَ عامّة الليل ، ليس منهم من يسأل عن شيء ينتفع به في حلال ولا حرام ، فلمّا رآهم لايقحمون قال : « صه » (٢) ، فسكتوا.

فقال : « أيسرّكم أنّ هذا الأمر كان؟ » قالوا : بلى والله ودَدنا أن قد رأيناه ، قال : « حتّى تجتنبوا الأحبّة من الأهلين والأولاد ، وتلبسوا السلاح ، وتركبوا الخيل ، ويغار على الحصون » قالوا : نعم ، قال : « قد سألناكم ما هو أهون من هذا فلم تفعلوا ، أمرناكم أن تكفّوا وتكتموا حديثنا ، وأخبرناكم أنّكم إذا فعلتم ذلك فقد رضينا فلم تفعلوا » (٣).

[ ٢٨٦ / ٩ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن

__________________

١ ـ لم اعثر له على مصدر.

٢ ـ صه : كلمة بُنيت على السكون. وهو اسم سُمّي به الفعل ، ومعناه اسكت. الصحاح ٦ : ٢٢٣٩ ـ صه. وفي المختصر المطبوع ص ١٠٠ : « ص » وهو سهو واضح.

٣ ـ لم أعثر له على مصدر.

٢٨٣

محمّد بن سنان ، عن عبدالأعلى مولى آل سام ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : « إنّه ليس من احتمال أمرنا التصديق به والقبول له فقط ، إنّ من احتمال أمرنا ستره وصيانته عن غير أهله ، فأقرئوا موالينا السلام ، وقولوا لهم : رحم الله عبداً اجترّ (١) مودّة الناس إليّ وإلى نفسه ، فحدّثهم بما يعرفون ، وستر عنهم ما ينكرون ».

ثمّ قال : « والله ما الناصب لنا حرباً بأشدّ مؤُونة علينا من الناطق علينا بما نكرهه ، فإذا رأيتم (٢) من عبد إذاعة فامشوا إليه وردّوه عنها ، فإن هو قبل وإلاّ فتحمّلوا عليه بمن يثقل (٣) عليه ويسمع منه ، فإنّ الرجل منكم يطلب الحاجة فيتلطّف فيها حتّى تقضى له ، فألطفوا في حاجتي كما تلطفون في حوائجكم ، فإن هو قبل منكم وإلاّ فادفنوا كلامه تحت أقدامكم ، ولاتقولوا : إنّه يقول ويقول ، فإنّ ذلك يحمل عليّ وعليكم.

أما والله لو كنتم تقولون ما أقول لكم لأقررت أنّكم أصحابي ، هذا أبو حنيفة له أصحاب ، وهذا الحسن (٤) له أصحاب ، وأنا امرؤ من قريش ، ولدني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلمت كتاب الله وفيه تبيان كلّ شيء ، وفيه بَدءُ الخلق ، وأمر السماء ، وأمر الأرض ، وأمر الأوّلين ، وأمر الآخرين ، وما كان وما يكون ، كأنّي أنظر ذلك نصب عيني » (٥).

__________________

١ ـ اجترّ : جرّ. الصحاح ٢ : ٦١٢ ـ جرر.

٢ ـ في الكافي : عرفتم.

٣ ـ في نسخة « س » : يعقل ، وفي « ض » : ينقل.

٤ ـ المراد منه هو الحسن البصري.

٥ ـ أورده الكليني في الكافي ٢ : ٢٢٢ / ٥ ، وعنه في البحار ٧٥ : ٧٤ / ٢٢ ، باختلاف يسير.

٢٨٤

[ ٢٨٧ / ١٠ ] وعنهما ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي اُسامة زيد الشحام ، قال : قال العبد الصالح عليه‌السلام : « اُمر الناس بخصلتين فضيّعوهما ، فصاروا منهما على غير شيء : الصبر والكتمان » (١).

[ ٢٨٨ / ١١ ] وعنهما ، عن غير واحد ممّن حدّثهما ، عن حمّاد بن عيسى وغيره من أصحابنا ، عن حريز بن عبدالله ، عن المعلّى بن خُنيس (٢) ، قال : قال لي أبو عبدالله عليه‌السلام : « يا معلّى اكتم أمرنا ولا تذعه ، فإنّه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزّه الله به في الدنيا ، وجعله نوراً بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنّة.

يا معلّى : من أذاع أمرنا ولم يكتمه أذلّه الله به في الدنيا ، ونزع النور من بين عينيه في الآخرة ، وجعله ظُلمة يقوده إلى النار.

يا معلّى : إنّ التقيّة من ديني ودين آبائي ، ولا دين لمن لا تقيّة له.

يا معلّى : إنّ الله عزّ وجلّ يُحبّ أن يُعبد في السرّ كما يُعبد في العلانية.

يا معلّى : المذيع أمرنا كالجاحد له (٣) » (٤).

__________________

١ ـ تقدّم الحديث تحت رقم ٢٨٠.

٢ ـ المعلّى بن خُنيس : هو أبو عبدالله مولى الإمام الصادق جعفر بن محمّد عليه‌السلام ، ومن قبله كان مولى لبني أسد ، كوفيّ ، بزّاز ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام ، وقد وردت فيه روايات مادحة وذامّة فصحّح السيّد الخوئي رحمه‌الله المادحة وضعّف الذامّة منها. وعدّه الشيخ في كتاب الغيبة من السفراء الممدوحين ، وكان من قوّام أبي عبدالله عليه‌السلام.

اُنظر رجال النجاشي : ٤١٧ / ١١١٤ ، رجال البرقي : ٢٥ ، رجال الطوسي : ٣١٠ / ٣٩٧ ، الغيبة للطوسي : ٣٤٧.

٣ ـ في نسخة « ض » : به ، بدل : له.

٤ ـ ذكره البرقي في المحاسن ١ : ٣٩٧ / ٢٩٢ ، والكليني في الكافي ٢ : ٢٢٣ / ٨ ، والطبرسي في مشكاة الأنوار : ٤٠.

٢٨٥

[ ٢٨٩ / ١٢ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، والحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن يونس بن عمّار ، عن سليمان بن خالد (١) ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : « يا سليمان إنّكم على أمر من كتمه أعزّه الله ، ومن أذاعه أذلّه الله » (٢).

[ ٢٩٠ / ١٣ ] وعنه ، عن أبيه والحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، وحدّثني علي بن اسماعيل بن عيسى ويعقوب بن يزيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار القلانسي ، عن أبي بصير ، قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فسألته عن حديث كثير ، فقال : « هل كتمت عليّ شيئاً قط؟ » فبقيت أتذكّر ، فلمّا رأى ما حلّ بي ، قال : « أمّا ما حدّثت به أصحابك فلا بأس به ، إنّما الإذاعة أن تحدّث به غير أصحابك » (٣).

[ ٢٩١ / ١٤ ] وعنه ، عن أبيه ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير وحدّثني يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن داود بن فرقد ، قال : قال لي

__________________

١ ـ سليمان بن خالد : هو ابن دهقان بن نافلة البجلي ، مولى عفيف بن معدي كرب ابو الربيع الأقطع ، كان قارئاً فقيهاً وجهاً ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام ، وخرج مع زيد ، ولم يخرج معه من أصحاب أبي جعفر عليه‌السلام غيره ، فقطعت يده ، مات في حياة أبي عبدالله عليه‌السلام فتوجّع لفقده ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الباقر والصادق عليهما‌السلام ، واقتصر الشيخ الطوسي على الإمام الصادق عليه‌السلام فقط.

انظر رجال النجاشي : ١٨٣ / ٤٨٤ ، رجال البرقي : ١٣ و ٣٢ ، رجال الطوسي : ٢٠٧ / ٧٦ ، رجال العلاّمة : ١٥٣ / ٤٤٥.

٢ ـ أورده الكليني في الكافي ٢ : ٢٢٢ / ٣ ، وعنه في البحار ٧٥ : ٧٢ / ٢٠.

٣ ـ أورده البرقي في المحاسن ١ : ٤٠٣ / ٣١٢ ، وعنه في مشكاة الأنوار : ٤١ ، والبحار ٢ : ٧٥ / ٤٨.

٢٨٦

أبو عبدالله عليه‌السلام : « لاتحدّث حديثنا إلاّ أهلك أو من تثق به » (١).

[ ٢٩٢ / ١٥ ] محمّد بن أبي عمير ، عن جميل بن صالح ، عن منصور بن حازم (٢) ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : « يا منصور ما أجد أحداً اُحدّثه ، وإنّي لاُحدّث الرجل منكم بالحديث فيتحدّث به ، فاُوتي به فأقول : لم أقله » (٣).

[ ٢٩٣ / ١٦ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى وحدّثني علي بن اسماعيل بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي أيوب الخزّاز ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : قال : « إنّ أصحاب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وُعدوا سنة السبعين ، فلمّا قتل الحسين عليه‌السلام غضب الله عزّ وجلّ على أهل الأرض فأضعف عليهم العذاب.

وإنّ أمرنا كان قد دنا فأذعتموه فأخّره الله عزّ وجلّ ، ليس لكم سرّ ، وليس لكم حديث إلاّ وهو في يد عدوّكم ، إنّ شيعة بني فلان طلبوا أمراً فكتموه حتّى نالوه ، وأمّا أنتم فليس لكم سرّ » (٤).

__________________

١ ـ لم أعثر له على مصدر.

٢ ـ منصور بن حازم : هو أبو أيّوب البجلي ، كوفي ، ثقة ، عين ، صدوق ، من أجلّة أصحابنا وفقهائهم ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما‌السلام ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام ، وقال السيد الخوئي رحمه‌الله : وعدّه الشيخ في النسخة المطبوعة من أصحاب الإمام الباقر عليه‌السلام وبقية النسخ خالية من ذكره.

انظر رجال النجاشي : ٤١٣ / ١١٠١ ، رجال البرقي : ٣٩ ، رجال الطوسي : ١٣٨ / ٥٣ و ٣١٣ / ٥٣٣ ، معجم رجال الحديث ١٩ : ٣٧٣.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٤٧٩ / ٥ ، وعنه في البحار ٢ : ٢١٣ / ٥ ، باختلاف يسير.

٤ ـ أورد نحوه العياشي في تفسيره ٢ : ٢١٨ / ٦٩ ، والكلـيني في الكـافي ١ : ٣٦٨ / ١ ،

٢٨٧

[ ٢٩٤ / ١٧ ] وعنه ، عن علي بن النعمان ، عن اسحاق بن عمّار ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : قد هممت أن أكتم أمري من الناس كلّهم حتّى أصحابي خاصّة ، فلايدري أحد على ما أنا عليه ، فقال : « ما اُحبّ ذلك لك ، ولكن جالس هؤلاء مرّة وهؤلاء مرّة » (١).

[ ٢٩٥ / ١٨ ] أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية (٢) ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهما‌السلام أنّه قال : « وددت والله أنّي افتديت خصلتين في الشيعة ببعض لحم ساعدي : النزق (٣) وقلّة الكتمان » (٤).

[ ٢٩٦ / ١٩ ] وعنه وعلي بن اسماعيل بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عثمان بن عيسى الكلابي (٥) ، عن محمّد بن عجلان ، قال : قال

__________________

والنعماني في الغيبة : ٢٩٣ / ١٠ ـ باب ما جاء في المنع عن التوقيت ، والطوسي في الغيبة : ٤٢٨ / ٤١٧ ـ فصل فيما ذكر في عمر صاحب الأمر عجل الله فرجه ، والراوندي في الخرائج والجرائح ١ : ١٧٨ / ذيل حديث ١١ ـ باب معجزات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

١ ـ لم أعثر له على مصدر.

٢ ـ مالك بن عطية : هو الأحمسي ابو الحسين البجلي الكوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام السجّاد والباقر والصادق عليهم‌السلام ، واقتصر البرقي على الإمام الصادق عليه‌السلام.

انظر رجال النجاشي : ٤٢٢ / ١١٣٢ ، رجال البرقي : ٤٧ ، رجال الطوسي : ١٠١ / ٧ و ١٣٦ / ٢١ و ٣٠٨ / ٤٥٧ ، رجال العلاّمة : ٢٧٧ / ١٠٠٩.

٣ ـ النزق : الخفّة والطيش. الصحاح ٤ : ١٥٥٨ ـ نزق.

٤ ـ أورده الكليني في الكافي ٢ : ٢٢١ / ١ ، والصدوق في الخصال : ٤٤ / ٤٠.

٥ ـ عثمان بن عيسى الكلابي : هو أبو عمرو العامري الكلابي الرؤاسي ، مولى بني

٢٨٨

أبو عبدالله عليه‌السلام : « إنّ الله تبارك وتعالى عيّر قوماً بالإذاعة ، فقال ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ) (١) فإيّاكم والإذاعة » (٢).

[ ٢٩٧ / ٢٠ ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن يونس بن يعقوب (٣) ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : « من أذاع علينا شيئاً من أمرنا فهو ممّن قتلنا عمداً ، ولم يقتلنا خطأً » (٤).

__________________

رؤاس ، وكان شيخ الواقفة ووجهها ، وأحد الوكلاء المستبدّين بمال الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام ، روى عن أبي الحسن عليه‌السلام ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الكاظم عليه‌السلام وزاد الشيخ عليه الإمام الرضا عليه‌السلام.

وقال الكشّي : ذكر نصر بن الصباح : أنّ عثمان بن عيسى كان واقفيّاً ، وكان وكيل أبي الحسن موسى عليه السلام ، وفي يده مال ، فسخط عليه الإمام الرضا عليه السلام ، قال : ثمّ تاب عثمان وبعث إليه بالمال.

اُنظـر رجـال النجـاشي : ٣٠٠ / ٨١٧ ، رجال البرقي : ٤٩ ، رجال الطوسي : ٣٥٥ / ٢٨ و ٣٨٠ / ٨. رجال الكشّي : ٥٩٧ / ١١١٧.

١ ـ النساء ٤ : ٨٣.

٢ ـ أورده البرقي في المحاسن ١ : ٣٩٩ / ٢٩٩ ، والكليني في الكافي ٢ : ٣٦٩ / ١ و ٣٧١ / ٨ ، والعيّاشي في تفسيره ١ : ٢٥٩ / ٢٠٤ ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ٢ : ١٣٤ / ٢ ، عن سعد بن عبدالله.

٣ ـ يونس بن يعقوب : هو ابن قيس ابو علي الجلاّب البجلي الدهني ، خاله معاوية بن عمار. اختص بأبي عبدالله وأبي الحسن عليهما‌السلام ، وكان يتوكّل لأبي الحسن عليه‌السلام ، مات بالمدينة في أيام الإمام الرضا عليه‌السلام ، فتولّى أمره ، وكان حظيّاً عندهم ، موثّقاً ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام وزاد الشيخ عليه الإمام الكاظم والرضا عليهما‌السلام.

اُنظر رجال النجاشي : ٤٤٦ / ١٢٠٧ ، رجال البرقي : ٢٩ ، رجال الشيخ : ٣٣٥ / ٤٤ و ٣٦٣ / ٤ و ٣٩٤ / ١.

٤ ـ أورده البرقي في المحاسن ١ : ٣٩٨ / ٢٩٥ ، بنفس السند ، والكليني في الكافي ٢ : ٣٧١ / ٩ ، بسند

٢٨٩

[ ٢٩٨ / ٢١ ] وعنهما وأحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن الحسن بن علي بن فضّال (١) وصفوان بن يحيى ، عن سماعة بن مهران ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ ( ويقتلون الأنبياء بغير حقّ ) (٢) قال : « أما والله ما قتلوهم بالسيوف ولكنّهم أذاعوا سرّهم ، وأفشوا عليهم أمرهم فقُتلوا » (٣).

[ ٢٩٩ / ٢٢ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « أوصى آدم عليه‌السلام إلى هابيل ، فحسده قابيل فقتله ، ووهب الله له هبة الله وأمره أن يوصي إليه ، وأن يسرّ (٤) ذلك ، فجرت السنّة في ذلك بالكتمان والوصية (٥) ، فأوصى إليه وأسرّ ذلك ،

__________________

آخر ، والمفيد في الاختصاص : ٣٢ ، وفيه : « ليس منّا من أذاع حديثنا ، فإنّه قتلنا قتل عمد لا قتل خطأ » وورّام في تنبيه الخواطر ٢ : ١٦٢ ، وفيه « ما قتلنا من أذاع حديثنا قتل خطأ ولكن قتل عمد » ، والطبرسي في مشكاة الأنوار : ٤١ ، والسبزواري في جامع الأخبار : ٢٥٣ / ٦٦١.

١ ـ في نسخة « ض » : أحمد بن الحسين بن علي بن فضال ، عن الحسين بن علي بن فضال ، وفي المختصر المطبوع ص ١٠٣ : أحمد بن الحسن بن علي بن فضال ، عن الحسين بن علي بن فضّال ، وكلاهما قد وقع فيهما التصحيف والخلط ، وما أثبتناه إن شاء الله هو الصحيح ، لأن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال هو الراوي عن أبيه ، ولم أجد ذكر للحسين بن علي فضال أو أحمد بن الحسين بن علي بن فضال في كتب التراجم.

انظر معجم رجال الحديث ٢ : ٨٣ و ٨٨ و ٦ : ٥٥.

٢ ـ آل عمران ٢ : ١١٢.

٣ ـ أورده البرقي في المحاسن ١ : ٣٩٨ / ٢٩٦ ، والكليني في الكافي ٢ : ٣٧١ / ٧ ، باختلاف يسير ، والعيّاشي في تفسيره ١ : ١٩٦ / ١٣٢ ، نحوه.

٤ ـ في نسخة « ض » : يستر.

٥ ـ في قصص الأنبياء : في الوصية.

٢٩٠

فقال قابيل لهبة الله : إنّي قد علمت أنّ أباك قد أوصى إليك ، وأنا اُعطي الله عهداً لئن أظهرت ذلك أو تكلّمت به لأقتلنّك كما قتلت أخاك » (١).

[ ٣٠٠ / ٢٣ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى وحدّثني علي بن اسماعيل بن عيسى ويعقوب بن يزيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « حسبك (٢) أن يعلم الله وإمامك الذي تأتمّ به رأيك وما أنت عليه » (٣).

[ ٣٠١ / ٢٤ ] أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : « إنّ أبي صلوات الله عليه كان يقول : وأيّ شيء أقرّ للعين من التقيّة ، إنّ التقيّة جُنّة المؤمن » (٤).

[ ٣٠٢ / ٢٥ ] أحمد بن محمّد بن عيسى وعلي بن اسماعيل بن عيسى ، عن عثمان بن عيسى الكلابي ، قال : قال لي أبو الحسن موسى عليه‌السلام : « إن كان في يدك هذه شيء

__________________

١ ـ أورد صدره العياشي في تفسيره ١ : ٣١١ / ٧٩ ، والراوندي في قصص الأنبياء : ٦١ / ٤٠ ، باختلاف يسير.

٢ ـ حسبك : أي كفاك. لسان العرب ١ : ٣١١ ـ حسب. بمعنى كفاك أن يعلم الله تعالى شأنه سرّك ، وإمامك الذي بإذن الله عزّ وجلّ يعلم ذلك.

٣ ـ لم أعثر له على مصدر.

٤ ـ أورده البرقي في المحاسن ١ : ٤٠١ / ٣٠٧ ، بقطعتين ، والكليني في الكافي ٢ : ٢٢٠ / ١٤ ، وفيهما : عن جميل بن صالح ، عن محمّد بن مروان ، والصدوق في الخصال : ٢٢ / ٧٨ ، وفيه : يا محمّد كان أبي يقول : يا بني ما خلق الله شيئاً أقرّ لأبيك من التقية ، والطبرسي في مشكاة الأنوار : ٤٣ ، والسبزواري في جامع الأخبار : ٢٥٤ / ٢٣.

٢٩١

فاستطعت أن لاتعلم به هذه فافعل » (١).

[ ٣٠٣ / ٢٦ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد البرقى ، عن القاسم بن محمّد الجوهري ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام.

وعن فضالة بن أيّوب ، عن أبان بن عثمان ، عن عبدالواحد بن المختار (٢) ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « لو أنّ على أفواهكم أوكية (٣) لحدّثنا كلّ امرىء بما لَهُ » (٤).

[ ٣٠٤ / ٢٧ ] وعنه وعلي بن اسماعيل بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عثمان بن عيسى ، عن عمر بن اُذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس الهلالي (٥) ، قال : سمعت علياً عليه‌السلام يقول في شهر رمضان ـ وهو الشهر

__________________

١ ـ أورده الكليني في الكافي ٢ : ٢٢٥ / صدر حديث ١٤ ، وعنه في البحار ٧٥ : ٨٢ / صدر حديث ٣١ ، والطبرسي في مشكاة الأنوار : ٣٢٣.

٢ ـ عبدالواحد بن المختار : هو الأنصاري ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الباقر عليه‌السلام ، وزاد الشيخ عليه الإمام الصادق عليه‌السلام.

انظر رجال البرقي : ١١ ، رجال الشيخ : ١٢٨ / ١٦ و ٢٣٨ / ٢٤٢.

٣ ـ الوكاء : رباط القربة وغيرها ، وكل ما شدّ رأسه من وعاء ونحوه. القاموس المحيط ٤ : ٤٠١ ـ وكي.

٤ ـ أورده الصفّار في بصائر الدرجات : ٤٢٣ / ٢ ، والكليني في الكافي ١ : ٢٦٤ / ١ ، بالسند الثاني وباختلاف يسير ، والبرقي في المحاسن ١ : ٤٠٢ / ٣١٠ ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن أبان ، عن ضريس ، عن عبدالواحد بن المختار ، باختلاف يسير.

٥ ـ سليم بن قيس الهلالي : هو العامري الكوفي أبو صادق ، عدّه البرقي والشيخ من الأولياء من أصحاب الإمام أمير المؤمنين والحسن والحسين والسجّاد والباقر عليهم‌السلام. وكذلك الشيخ الطوسي.

٢٩٢

الذي قتل فيه وهو بين ابنيه الحسن والحسين عليهما‌السلام وبني عبدالله بن جعفر بن أبي طالب عليهم‌السلام ، وخاصّة شيعته ـ : « دعوا الناس وما رضوا لأنفسهم ، وألزموا أنفسكم السكوت ودولة عدوّكم ، فإنّه لا يعدمكم ما ينتحل أمركم ، وعدو باغ حاسد.

الناس ثلاثة أصناف : صنف بيّن بنورنا ، وصنف يأكلون بنا ، وصنف اهتدوا بنا واقتدوا بأمرنا ، وهم أقلّ الأصناف اولئك الشيعة النجباء الحكماء ، والعلماء الفقهاء ، والأتقياء الأسخياء ، طوبى لهم وحسن مآب » (١).

[ ٣٠٥ / ٢٨ ] وعنه ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، قال : سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام عن الرؤيا ، فأمسك عنّي ثم قال : « لو أنّا أعطيناكم ما تريدون كان شرّاً لكم ، وأخذ برقبة صاحب هذا الأمر ».

قال أبو جعفر عليه‌السلام : « ولاية الله أسرّها إلى جبرئيل عليه‌السلام ، وأسرّها جبرئيل عليه‌السلام إلى محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأسرّها محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي صلوات الله عليه ، وأسرّها علي صلوات الله عليه إلى من شـاء ، ثمّ أنتم تذيعون ذلك ، من الذي أمسك حرفاً سمع به؟ »

__________________

وقال العلاّمة : قال السيد علي بن أحمد العقيقي : كان سُليم بن قيس من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام طلبه الحجّاج ليقتله ، فهرب وأوى إلى أبان بن أبي عيّاش ، فلمّا حضرته الوفاة قال لأبان : إنّ لك عليّ حقّاً وقد حضرني الموت ، يابن أخي إنّه كان من الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله كيت وكيت ، وأعطاه كتاباً ، فلم يروي عن سليم بن قيس أحد من الناس سوى أبان بن أبي عيّاش. وذكر أبان في حديثه ، قال : كان سليم شيخاً متعبّداً له نور يعلوه.

انظر رجال البرقي : ٤ و ٧ و ٨ و ٩ ، رجال الطوسي : ٤٣ / ٥ و ٦٨ / ١ و ٧٤ / ١ و ٩١ / ٦ و ١٢٤ / ١ ، رجال العلاّمة : ١٦٢ / ٤٧٣.

١ ـ أورده سليم بن قيس في كتابه ٢ : ٩٤٣ / ٧٩.

٢٩٣

وقال أبو جعفر عليه‌السلام : « في حكمة آل داود : ينبغي للمسلم أن يكون مالكاً لنفسه ، مقبلاً على شأنه ، عارفاً بأهل زمانه ، فاتّقوا الله ولاتذيعوا علينا ، فلولا أنّ الله عزّ وجلّ يدافع عن أوليائه ، وينتقم من أعدائه لأوليائه ، أما رأيت ما صنع الله بآل برمك (١) ، وما انتقم لأبي الحسن صلوات الله عليه منهم.

وقد كان بنو الأشعث على خطر عظيم فدفع الله عنهم بولايتهم لأبي الحسن عليه‌السلام ، وأنتم بالعراق وترون أعمال هؤلاء الفراعنة وما أمهل الله لهم ، فعليكم بتقوى الله عزّ وجلّ ، ولا تغرّنّكم الدنيا ، ولاتغترّوا بمن أمهل الله تعالى له فكان الأمر قد صار إليكم ، ولو أنّ العلماء وجدوا من يحدّثونه ويكتم سرّه لحدّثوا ولبيّنوا الحكمة ، ولكن قد ابتلاهم الله بالإذاعة.

وأنتم قوم تحبّونا بقلوبكم ، ويخالف ذلك فعلكم ، والله ما يستوي اختلاف أصحابك ولهذا استتر على صاحبكم ليقال مختلفون ، مالكم لا تملكون أنفسكم وتصبرون حتّى يجيء الله بالذي تريدون ، إنّ هذا الأمر ليس يجيء على ما يريد الناس ، إنّما هو أمر الله وقضاؤه والصبر ، إنّما يعجل من يخاف الفوت.

وقد رأيت ما كان من أمر علي بن يقطين (٢) وما أوقع عند هؤلاء الفراعنة من

__________________

١ ـ آل برمك : هم البرامكة ، قوم سكنوا محلّة أو قرية البرمكية ببغداد فنسبوا إليها. انظر معجم البلدان ١ : ٣٦٧ و ٤٠٣ ، تاريخ بغداد ٦ : ١٣٩ ـ ترجمة ابراهيم بن عمر المعروف بالبرمكي.

٢ ـ علي بن يقطين : هو ابن موسى البغدادي ، سكنها وهو كوفي الأصل ، مولى بني أسد ، أبو الحسن ، ولد بالكوفة سنة أربع وعشرين ومائة ، ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة في أيام الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام ، روى عن أبي عبدالله عليه‌السلام حديثاً واحداً وعن أبي الحسن موسى عليه‌السلام فأكثر ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الكاظم عليه‌السلام.

وقال الشيخ : ثقة ، جليل القدر ، له منزلة عظيمة عند أبي الحسن موسى عليه السلام عظيم المكان في

٢٩٤

أمركم ، فلولا دفاع الله عن صاحبكم وحسن تقديره له ، ولكن هو من منّ الله ودفاعه عن أوليائه ، أما كان لكم في أبي الحسن عليه‌السلام عظة.

أماترى حال هشام بن الحكم فهو الذي صنع بأبي الحسن عليه‌السلام ما صنع ، وقال لهم وأخبرهم ، أترى الله يغفر له ما ركب منّا ، فلو أعطيناكم ما تريدون كان شرّاً لكم ولكنّ العالم يعمل بما يعلم » (١).

[ ٣٠٦ / ٢٩ ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان (٢) ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : « إنّما شيعتنا الخُرّس » (٣).

[ ٣٠٧ / ٣٠ ] وعنهما ، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، عمّن ذكره ، عن عبدالله بن مسكان ، عن عبيدالله بن علي الحلبي (٤) ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : « ما ذنبي إن كان

__________________

الطائفة ، وكان في خدمة السفّاح والمنصور ومع ذلك كان يتشيّع ويقول بالإمامة وكذلك وُلده ، وكان يحمل الأموال إلى الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام ، فنمّ خبره إلى المنصور والمهدي فصرف الله عنه كيدهما.

اُنظر رجال النجاشي : ٢٧٣ / ٧١٥ ، فهرست الشيخ : ١٥٤ / ١٥ ، رجال البرقي : ٤٨ ، رجال الطوسي : ٣٥٤ / ١٧.

١ ـ أورده الكليني في الكافي ٢ : ٢٢٤ / ١٠ ، إلى قوله : فكان الأمر قد صار إليكم ، وعنه في البحار ٤٨ : ٢٤٩ / ٥٨ و ٧٥ : ٧٧ / ٢٧.

في الكافي والمستطرفات : عبدالله بن سنان.

٢ ـ أورده الكليني في الكافي ٢ : ١١٣ / ٢ ، وابن ادريس في مستطرفات السرائر : ٨٤ / ٢٥ ، والطبرسي في مشكاة الأنوار : ١٧٥ ، وقال المجلسي في مرآة العقول ٨ : ٢١١ / ٢ : الحديث صحيح ، والخُرّس : بالضم جمع الأخرس ، أي هم لا يتكلّمون باللغو والباطل ، وفيما لايعلمون ، وفي مقام التقيّة خوفاً على أئمّتهم وأنفسهم وإخوانهم ، فكلامهم قليل فكأنّهم خُرّس.

٣ ـ عبيدالله بن علي الحلبي : هو ابن أبي شعبة ، مولى بني تيم اللات بن ثعلبة ، أبو علي كوفي ،

٢٩٥

الله تعالى يحب أن يعبد سرّاً ولا يعبد علانية » (١).

[ ٣٠٨ / ٣١ ] وعنهما ، عن محمّد بن سنان ، عن علي بن السرّي ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : « إنّي لاُحدّث الرجل بالحديث فيسرّه فيكون غنىً له في الدنيا ، ونوراً له في الآخرة ، وإنّي لاُحدّث الرجل بالحديث فيذيعه فيكون ذُلاًّ له في الدنيا ، وحسرة عليه يوم القيامة » (٢).

[ ٣٠٩ / ٣٢ ] وعنهما ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن يونس بن يعقوب أو غيره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : « لقد كتم الله الحقّ كتماناً ، كأنّه أراد أن لايعبد ، وقال : الحقّ ميسّر يسير ، إنّ الله عزّ وجلّ آلى (٣) أن يعبد إلاّ سرّاً » (٤).

[ ٣١٠ / ٣٣ ] وعنهما وعبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام قال : سمعتهما يقولان : « أما والله لو وجدت (٥) منكم ثلاثة مؤمنين يحتملون الحديث ما استحللت أن أكتمكم شيئاً » (٦).

__________________

وآل أبي شعبة بالكوفة بيت مذكور من أصحابنا روى جدّهم عن الحسن والحسين عليهما‌السلام ، وكانوا جميعهم ثقات مرجوعاً إلى ما يقولون ، وكان عبيدالله يتّجر مع أبيه وإخوته إلى حلب فغلب عليهم النسبة إلى حلب ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام قائلاً : مولى ، ثقة ، صحيح ، له كتاب وهو أول كتاب صنّفه الشيعة. وكذلك عدّه الشيخ الطوسي.

انظر رجال النجاشي : ٢٣٠ / ٦١٢ ، رجال البرقي : ٢٣ ، رجال الطوسي : ٢٢٩ / ١٠٤.

١ ـ لم أعثر له على مصدر.

٢ ـ لم أعثر له على مصدر.

٣ ـ في نسخة « س و ض » : أبى ، بدل : آلى.

٤ ـ لم أعثر له على مصدر.

٥ ـ في نسخة « ض » : وجدنا.

٦ ـ تقدم نظيره في حديث ٢٧٨ بسند آخر.

٢٩٦

[ ٣١١ / ٣٤ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن [ محمّد بن ] (١) إسماعيل بن بزيع ، عن صالح بن عقبة ، عن يزيد بن عبدالملك ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : « آلى (٢) الرحمن على الناكح والمنكوح ذكراً كان أو اُنثى إذا كانا محـصنين ، وهو على الذكر إذا كان منكوحاً أحصن ، يا يزيد : الزانية والزاني المتبرّئ منّا » قلت : بريء الله منهم ، أليس هم المرجئة؟ قال : « لا ، ولكنّه الرجل منكم إذا أذاع سرّنا وأخبر به أهله ، فخبّرت تلك جارتها (٣) فأذاعته ، فهو بمنزلة الزانيين اللذين يرجمان » (٤).

( تمّ الكتاب والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله أجمعين ) (٥)

[ ٣١٢ / ١ ] ومن كتاب الخرائج والجرائح لسعيد بن هبة الله الراوندي رحمه‌الله ، قال : حدّثنا علي بن عبدالصمد التميمي (٦) ، أخبرنا عن أبيه ، عن السيد أبي البركات

__________________

١ ـ أثبتناه من الوسائل ، لضرورته حيث لم يكن ابن أبي الخطّاب يروي عن إسماعيل بن بزيع ، ولم يكن ابن عقبة يروي عنه إسماعيل.

انظر معجم رجال الحديث ١٦ : ٣١٣ ، ١٠٨ و ١٠ : ٨٤ ، مستدركات النمازي ٨ : ٢٥٧.

٢ ـ في نسخة « ض » : أبى.

٣ ـ في نسخة « ض » : جاريتها.

٤ ـ نقله الحر العاملي عن بصائر الدرجات للأشعري في الوسائل ٢٨ : ١٥٥ / ٨ ، باختلاف.

٥ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسختي « س و ق » والمختصر المطبوع ، وما أثبتناه من نسخة « ض » كي يعلم القارئ أنّ الكتاب كلّه لم يتعلّق بالمختصر ، بل إلى هنا ينتهي ما نقله الحسن بن سليمان من مختصر الأشعري.

وقد أشرنا في المقدّمة أنّ الحسن بن سليمان الحلي نقل أحاديث القسم الثاني من مصادر شتى ، مع ذكر اسم الكتاب.

٦ ـ في المصدر : علي بن محمّد بن عبدالصمد التميمي ، والذي ذكره آقا بزرگ الطهراني هو :

٢٩٧

علي بن الحسين الجوزي (١) الحسيني ، أخبرنا الشيخ أبو جعفر ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان (٢) ، عن المنخل بن جميل ، عن جابر بن يزيد ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ حديث آل محمّد عظيم ، صعب مستصعب ، لا يؤمن به إلاّ ملك مقرّب ، أو نبي مرسل ، أو عبد (٣) امتحن الله قلبه للإيمان ، فما ورد عليكم من حديث آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه ، وما اشمأزّت (٤) له قلوبكم وأنكرتموه فردّوه إلى الله وإلى الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وإلى العالم من آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإنّما الهالك أن يحدَّث أحدكم بالحديث أو بشيء لا يحتمله ، فيقول : والله ما كان هذا ، والله ما كان هذا ، والإنكار لفضائلهم هو الكفر » (٥).

[ ٣١٣ / ٢ ] وأخبرنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن المحسن (٦) الحلبي ، عن

__________________

علي بن محمّد بن علي بن عبدالصمد التميمي ، والظاهر لا فرق بينهم فتارة يذكر باسم الجد واُخرى باسم الأب. انظر الثقات العيون في سادس القرون : ٢٠٤.

١ ـ في المختصر المطبوع : الحويزي ، وذكره الأفندي في رياض العلماء ٣ : ٤٢٣ : الخوزي ، وآقا بزرگ الطهراني في النابس في القرن الخامس : ١١٩ : الجوري.

٢ ـ في نسختي « س و ض » : عثمان بن مروان.

٣ ـ في نسخة « س » زيادة : مؤمن.

٤ ـ اشمأزّت : اجتمعت وانقبضت. لسان العرب ٥ : ٣٦٢ ـ شمز.

٥ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٧٩٢ / ١ ، وعنه في البحار ٢ : ١٨٩ / ذيل الحديث ٢١ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٤٠١ / ١ ، عن عمار بن مروان ، عن جابر.

٦ ـ في المختصر المطبوع ص ١٠٧ : الحسن ، بدل : المحسن ، وما في المتن مثبت من النسخ الثلاث وهو الموافق للمصدر وهو الصحيح ، وهو فقيه صالح ، أدرك الشيخ أبي جعفر الطوسي

٢٩٨

الشيخ أبي جعفر الطوسي ، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن مخلّد بن حمزة بن نصر ، عن أبي الربيع الشامي (١) ، قال : كنت عند أبي جعفر عليه‌السلام جالساً فرأيت أنّه قد نام فرفع رأسه وهو يقول : « يا أبا الربيع حديث تمضغه الشيعة بألسنتها ما تدري ما كنهه » قلت : ما هو؟ قال : قول علي بن أبي طالب عليه‌السلام : « إنّ أمرنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسل ، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ».

« يا أبا الربيع ألا ترى أنّه قد يكون ملك ولا يكون مقرّباً ، فلا يحتمله إلاّ مقرّب ، وقد يكون نبي ولا يكون مرسلاً ، فلا يحتمله إلاّ مرسل ، وقد يكون مؤمن وليس بممتحن ، فلا يحتمله إلاّ مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان » (٢).

__________________

رحمه‌الله ، وروى عنه ضياء الدين وقطب الدين الراونديان. انظر فهرست منتجب الدين : ١٥٥ / ٣٥٧ ، النابس في القرن الخامس : ١٧٠ و ١٨١ ، أعيان الشيعة ٩ : ٤٣٣.

١ ـ أبو الربيع الشامي : هو خُليد وقيل : خالد بن أوفى العنزي ، روى عن أبي جعفر عليه‌السلام في مورد واحد ، وعن أبي عبدالله عليه‌السلام في بقية الموارد ، عدّه البرقي من أصحاب الامام الصادق عليه‌السلام ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الباقر عليه‌السلام.

وقال السيد الخوئي رحمه‌الله : الرجل لم يرد فيه قدح ولا مدح في كتب الرجال ولكنّه مع ذلك ذهب جماعة إلى حسنه بل ووثاقته ، فقال الحر العاملي : خال من الذم بل هو ممدوح كثير الرواية والحديث.

اُنظر رجال النجاشي : ١٥٣ / ٤٠٣ و ٤٥٥ / ١٢٣٣ ، رجال البرقي : ٤٣ ، رجال الطوسي : ١٢٠ / ٥ ، أمل الآمل ١ : ٨٢ / ٧٩ ، معجم رجال الحديث ٨ : ٧٤ ـ ٧٥.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٧٩٣ / ٢ ، وعنه في البحار ٢ : ١٩٧ / ذيل حديث ٤٩.

٢٩٩

[ ٣١٤ / ٣ ] وأخبرنا جماعة منهم الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسن النيسابوري (١) والشيخ محمّد بن علي بن عبدالصمد ، عن الشيخ أبي الحسن بن عبدالصمد التميمي ، أخبرنا أبو محمّد أحمد بن محمّد بن العمري ، أخبرنا محمّد بن علي بن الحسين ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن علي بن الحكم ، عن عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : « أتى الحسين عليه‌السلام اُناس ، فقالوا له : يا أبا عبدالله حدّثنا بفضلكم الذي جعله الله لكم ، فقال : إنّكم لا تحتملونه ولا تطيقونه ، فقالوا : بلى نحتمل ، قال : إن كنتم صادقين فليتنحّ إثنان واُحدّث واحداً ، فإن احتمله حدّثتكم ، فتنحّى إثنان وحدّث واحداً ، فقام طائر العقل ، ومرّ على وجهه وذهب ، فكلّمه صاحباه فلم يردّ عليهما شيئاً (٢) ، وانصرفوا » (٣).

[ ٣١٥ / ٤ ] وبهذا الإسناد ، قال : أتى رجل الحسين بن علي عليهما‌السلام ، فقال : حدّثني بفضلكم الذي جعل الله لكم ، فقال عليه‌السلام : « إنّك لن تطيق حمله » فقال : بلى ، حدّثني يابن رسول الله فإنّي أحتمله ، فحدّثه الحسين عليه‌السلام بحديث ، فما فرغ الحسين عليه‌السلام من حديثه حتى ابيضّ رأس الرجل ولحيته ، واُنسي الحديث ، فقال الحسين عليه‌السلام : « أدركته رحمة الله حيث اُنسي الحديث » (٤).

__________________

١ ـ في المصدر : أبو جعفر محمّد بن الحسن النيسابوري ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح. وهو شيخ ثقة عين ، من مشايخ السيد ضياء الدين وقطب الدين الراونديان. اُنظر فهرست منتجب الدين : ١٥٧ / ٣٦٣ ، الثقات والعيون في سادس القرون : ٢٧٢ ، أعيان الشيعة ٩ : ٤٤٤.

٢ ـ في نسخة « ض » : جواباً.

٣ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٧٩٥ / ٤ ، وعنه في البحار ٢٥ : ٣٧٨ / ٢٦.

٤ ـ نفس المصدر ٢ : ٧٩٥ / ٥ ، وعنه في البحار ٢٥ : ٣٧٩ / ٢٧.

٣٠٠