مختصر البصائر

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي

مختصر البصائر

المؤلف:

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي


المحقق: مشتاق المظفّر
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-470-280-8
الصفحات: ٥٨٤

فهدموا (١) ، وأمّا العترة فقتلوا (٢) ، وكلّ ودائع الله قد نبذوا ، ومنها قد تبرّأوا » (٣).

[ ٢٥٢ / ٤ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن جعفر بن بشير البجلي ، عن ذريح بن محمّد بن يزيد المحاربي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّي قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي. فنحن أهل بيته » (٤).

__________________

الذي نزل من السماء ، فقد ضاع بعضه على الناس. والتحريف بهذا المعنى هو الذي وقع فيه الخلاف فأثبته قوم ونفاه آخرون. انظر صيانة القرآن من التحريف للسيد الخوئي قدس‌سره ص ٣ـ٦.

١ ـ تعرّضت الكعبة المشرّفة لحملتين من الهدم :

الاُولى : في سنة ثلاث وستين في وقعة الحرّة عندما هرب عبدالله بن الزبير والتجأ بالمسجد الحرام ، فلاحقه جيش الشام وحاصره فرموه بالمنجنيق ، ودامت الحرب بينهم إلى أن فرّج الله عن ابن الزبير وأصحابه بوصول نعي يزيد بن معاوية فعاد الجيش إلى الشام.

الثانية : في زمن عبدالملك بن مروان عندما وجّه الحجّاج إلى قتل ابن الزبير ، فالتجأ ثانية إلى المسجد الحرام فحاصره الحجّاج ونصب المنجنيق على أبي قبيس ورمى به الكعبة ، وكان عبدالملك ينكر ذلك في أيام يزيد بن معاوية ، وأول ما رُمي بالمنجنيق إلى الكعبة رعدت السماء وبرقت وعلاصوت الرعد على الحجارة ، فأعظم ذلك أهل الشام وأمسكوا أيديهم ، فأخذ الحجّاج حجر المنجنيق فوضعه فيه ورمى به معهم.

انظر الكامل في التاريخ ٤ : ٣٥٠ ـ ٣٥١ ، تاريخ الاسلام حوادث سنة ثلاث وسبعين.

٢ ـ ذكر الخزّاز القمّي في كفاية الأثر : أنّ الإمام الحسن المجتبى عليه‌السلام رقى المنبر ـ بعد شهادة أبيه أمير المؤمنين عليه‌السلام ـ فخطب بالناس ـ إلى أن قال ـ : ولقد حدّثني جدّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ الأمر يملكه إثنا عشر إماماً من أهل بيته وصفوته ، ما منّا إلاّ مقتول أو مسموم. إلى آخر الحديث. ص ١٦٢.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٤١٣ / ٣ ، وعنه في البحار ٢٣ : ١٤٠ / ٩١ ، باختلاف يسير.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٤١٤ / ٤ ، وعنه في البحار ٢٣ : ١٤٠ / ٨٨ ، من دون ذكر عترتي.

٢٦١

[ ٢٥٣ / ٥ ] وعنه ، عن النضر بن سويد (١) ، عن خالد بن زياد القلانسي ، عن رجل ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، عن جابر بن عبدالله ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا أّيها الناس إنّي تارك فيكم الثقلين ، الثقل الأكبر والثقل الأصغر ، إن تمسكتم بهما لن تضلّوا ، ولن تزلّوا ، ولن تبدّلوا ، فإنّي سألت اللطيف الخبير ألاّ يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فاُعطيت ذلك ».

فقيل له : فما الثقل الأكبر ، وما الثقل الأصغر؟ فقال : « الثقل الأكبر كتاب الله ، سبب طرفه بيد الله عزّ وجلّ ، وطرف بأيديكم ، والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي » (٢).

[ ٢٥٤ / ٦ ] ابراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران الهمداني ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن هشام بن الحكم (٣) ، عن سعـد بن طريف الأسكاف ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّي تارك فيكم الثقلين فتمسّكوا بهما فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ». فقال أبو جعفر عليه‌السلام : « لا يزال كتاب الله والدليل منّا عليه حتّى نرد على الحوض » (٤).

__________________

١ ـ في نسخة « ض » : نضر بن سعيد ، وفي البصائر : نضر بن شعيب.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٤١٤ / ٥ ، وعنه في البحار ٢٣ : ١٤٠ / ٨٩ ، باختلاف يسير.

٣ ـ هشام بن الحكم : هو أبو محمّد ، مولى كندة ، كان ينزل بني شيبان ، وكان مولده الكوفة ، ومنشأه واسط ، وتجارته بغداد ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن موسى عليهما‌السلام ، وكان ثقة في الروايات ، حسن التحقيق بهذا الأمر. عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم عليهما‌السلام. وقال العلاّمة : كان ممّن فتق الكلام في الإمامة ، وهذّب المذهب بالنظر ، وكان حاذقاً بصناعة الكلام حاضرالجواب ، مات رحمه‌الله في أيام الرشيد وترحّم عليه الإمام الرضا عليه‌السلام.

انظر رجال النجاشي : ٤٣٣ / ١١٦٤ ، رجال البرقي : ٣٥ و ٤٨ ، رجال الطوسي : ٣٢٩ / ١٨ و ٣٦٢ / ١ ، خلاصة الأقوال : ٢٨٨ / ١٠٦١.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٤١٤ / ٦ ، وعنه في البحار ٢٣ : ١٤٠ / ١٩٠ ، باختلاف يسير.

٢٦٢

باب

ما جاء في التسليم لما جاء عنهم عليهم‌السلام وفي من ردّه وأنكره

[ ٢٥٥ / ١ ] حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن علي بن عبدالله الحنّاط ، عن عمر بن ختن (١) ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : « قال علي بن الحسين عليهما‌السلام : موت الفجأة تخفيف على المؤمن ، وأسف على الكافر ، وإنّ المؤمن ليعرف غاسله وحامله ، فإن كان له عند ربّه خيراً ناشد حملته بتعجيله ، وإن كان غير ذلك ناشدهم أن يقصّروا به ».

فقال ضمرة بن سمرة (٢) : يا علي إن كان كما تقول لقفز من السرير ـ فضحك وأضحك ـ فقال علي بن الحسين عليه‌السلام : « اللهم إن كان ضمرة بن سمرة ضحك وأضحك من حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فخذه أخذ أسف (٣) » فعاش بعد ذلك أربعين يوماً ومات فجأة.

فأتى عليّ بن الحسين عليهما‌السلام مولى لضمرة ، فقال : أصلحـك الله إنّ ضمرة عاش ذلك الكلام الذي بينك وبينه أربعين يوماً ومات فجأة ، وإنّي اُقسم بالله لسمعت

__________________

١ ـ في نسخة « ض » : عمر بن جيش ، وفي « س » : عمر بن خنيس ، وفي مدينة المعاجز عن المختصر : عمر بن حفص.

٢ ـ ضمرة بن سمرة : هو من المخالفين المعاندين : تنقيح المقال ٢ : ١١٦ ـ باب ضرار.

٣ ـ أسف : غضب. الصحاح ٤ : ١٣٣٠ ـ أسف.

٢٦٣

صوته ، وأنا أعرفه كما كنت أعرفه في الدنيا وهو يقول : الويل لضمرة بن سمرة ، تخلّى منه كلّ حميم ، وحلّ بدار الجحيم وبها مبيته والمقيل.

فقال علي بن الحسين عليهما‌السلام : « الله أكبر هذا جزاء من ضحك وأضحك من حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله » (١).

[ ٢٥٦ / ٢ ] أحمد بن محمّد بن عيسى وعليّ بن إسماعيل بن عيسى ( ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عثمان بن عيسى ) (٢) ، عن المفضّل بن عمر ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : « ما جاءكم منّا ممّا يجوز أن يكون في المخلوقين ، ولم تعلموه ، ولم تفهموه ، فلا تجحدوه ، وردّوه إلينا ، وما جاءكم عنّا ممّا لا يجوز أن يكون في المخلوقين فاجحدوه ولا تردّوه إلينا » (٣).

[ ٢٥٧ / ٣ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن أبي بكر بن محمّد الحضرمي أو عمّن حدّثه عنه ، عن حجّاج بن الصباح الخيبري ، قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : إنّا نتحدّث عنك بالحديث فيقول بعضنا : قولنا فيه قولهم ، قال : « فما تريد؟ أتريد أن تكون إماماً يقتدى بك؟ من ردّ القول إلينا فقد سلّم » (٤).

[ ٢٥٨ / ٤ ] وعنه ، عن عبدالرحمن بن حمّاد الكوفي ، عن حنّان بن سدير ، عن

__________________

١ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٥٨٦ / ٨ ، وعنه في البحار ٤٦ : ٢٧ / ١٤ ، ونقله البحراني عن المختصر في مدينة المعاجز : ٣١٠ / باب ٥٠ ، وأورد نحوه الكليني في الكافي ٣ : ٢٣٤ / ٤.

٢ ـ ما بين القوسين لم يرد في المختصر المطبوع ص ٩١ ، والظاهر أنّه سقط من الناسخ أو الطبّاع ، وما في المتن ظاهراً هو الصحيح لأنّ أحمد بن محمّد وعلي بن إسماعيل ومحمّد بن الحسين لم يرووا عن المفضل بن عمر.

انظر معجم رجال الحديث ٣ : ٩١ و ١٢ : ١٣٣ و ١٦ : ٣١٣ و ١٩ : ٣١٦.

٣ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٢٥ : ٣٦٤ / ١.

٤ ـ تقدّم الحديث تحت رقم ٢٣٤ ، مع اختلاف بالسند.

٢٦٤

أبي خالد ذي الشامة النحّاس (١) ، قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فقلت له : إنّ عمّي وابن عمّي اُصيبا مع أبي الخطّاب (٢) فما قولك فيهما؟ فقال : « أمّا من قتل معه مسلّم لنا دونه فرحمه الله ، وأمّا من قتل معه مسلّم له دوننا فقد عطب » (٣).

[ ٢٥٩ / ٥ ] أحمد بن محمّد بن خالد ، عن علي بن الصـلت ، عن زرعة بن محمّد الحضرمي (٤) ، عن عبدالله بن يحيى الكاهلي ، عن موسى بن أشيم ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : إنّي اُريد أن تجعل لي مجلساً ، فواعَدَني يوماً فأتيته للميعاد ، فدخلت عليه فسألته عمّا أردت أن أسأله عنه ، فبينا نحن كذلك إذ قرع علينا رجل الباب ، فقال : « ما ترى ، هذا رجل بالباب » فقلت : جعلت فداك أمّا أنا فقد فرغت من حاجتي فرأيك ، فأذن له ، فدخل الرجل فتحدّث ساعة ، ثمّ سأله عن مسائلي بعينها لم يُخرم (٥) منها شيئاً ، فأجابه بغير ما أجابني ، فدخلني من ذلك ما لا يعلمه إلاّ الله ثمّ خرج.

فلم نلبث إلاّ يسيراً حتّى استأذن عليه آخر فأذن له فتحدّث ساعة ، ثمّ سأله عن تلك المسائل بعينها ، فأجابه بغير ما أجابني وأجاب الأول قبله ، فازددت غمّاً

__________________

١ ـ في نسخة « س و ض » : النخّاس.

٢ ـ تقدّمت ترجمته في حديث رقم ٧٧.

٣ ـ لم أعثر له على مصدر. والعطب : الهلاك. الصحاح ١ : ١٨٤ ـ عطب.

٤ ـ زرعة بن محمّد الحضرمي : أبو محمّد ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما‌السلام ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الكاظم عليهما‌السلام وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم عليهما‌السلام وفي من لم يرو عنهم عليهم‌السلام.

انظر رجال النجاشي : ١٧٦ / ٤٦٦ ، رجال البرقي : ٤٨ ، رجال الشيخ ١ : ٢٠١ / ٩٨ و ٣٥٠ / ٢ و ٤٧٤ / ٥ ، خلاصة الأقوال : ٣٥٠ / ١٣٨٥.

٥ ـ يخرم : يُنقص. الصحاح ٥ : ٢٩١٠ ـ خرم.

٢٦٥

حتّى كدت أن أكفر ، ثمّ خرج.

فلم نلبث إلاّ يسيراً حتّى جاء آخر ثالث فسأله عن تلك المسائل بعينها ، فأجابه بخلاف ما أجابنا أجمعين ، فاظلمّ عليّ البيت ودخلني غمّ شديد ، فلمّا نظر إليّ ورأى ما بي ممّا تداخلني ، ضرب بيده على منكبي.

ثمّ قال : « يا ابن أشيم إنّ الله عزّ وجلّ فوّض إلى سليمان بن داود عليه‌السلام ملكه ، فقال ( هذاعطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ) (١) وإنّ الله عزّ وجلّ فوّض إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر دينه ، فقال : احكم بين الناس بما أراك الله ، وإنّ الله فوّض إلينا ذلك كما فوّض إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله » (٢).

[ ٢٦٠ / ٦ ] أيّوب بن نوح ، عن جميل بن درّاج والحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة الخزّاز ، عن العبّاس بن عامر القصباني (٣) ، عن الربيع بن محمّد المكّي (٤) ، عن يحيى بن زكريا الأنصاري ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : سمعـته يقول : « من سرّه أن يستكمل الإيمان فليقل : القول منّي في جميع الأشياء قول آل محمّد عليه وعليهم

__________________

١ ـ سورة ص ٣٨ : ٣٩.

٢ ـ أورد نحوه الصفّار في بصائر الدرجات : ٣٨٣ / ٢ و ٣٨٥ / ٨.

٣ ـ العبّاس بن عامر القصباني : هو ابن رباح أبو الفضل الثقفي ، الشيخ الصدوق الثقة ، كثير الحديث ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الكاظم عليه‌السلام وفي من لم يرو عنهم عليهم‌السلام ..

انظر رجال النجاشي : ٢٨١ / ٧٤٤ ، رجال الشيخ : ٣٥٦ / ٣٨ و ٤٨٧ / ٦٥.

٤ ـ وهو ربيع بن محمّد بن عمر بن حسان الاصم المسلّي ، ومسيلة قبيلة من مذحج وهي مسيلة بن عامر بن عمرو بن عُلَة بن خالد بن مالك بن اُدد ، روى عن أبي عبدالله عليه‌السلام.

انظر رجال النجاشي : ١٦٤ / ٤٣٣ ، رجال الطوسي : ١٩٢ / ٥ ، فهرست الشيخ : ١٢٧ / ٢٩٠ ، معجم رجال الحديث ٨ : ١٧٩ و ١٠ : ٢٤٨.

٢٦٦

السلام فيما أسرّوا ، وفيما أعلنوا ، وفيما بلغني ، وفيما لم يبلغني » (١).

[ ٢٦١ / ٧ ] حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد وغيره عمّن حدّثه عن الحسين بن أحمد المنقري ، عن يونس بن ظبيان ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : « لم ينزل من السماء شيء أقلّ ولا أعزّ من ثلاثة أشياء :

أمّا أوّلها : فالتسليم.

والثانية : البر.

والثالثة : اليقين.

إنّ الله عزّ وجلّ يقول في كتابه ( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) » (٢) ثمّ قال : كيف يقرؤون هذه الآية ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً ) (٣)؟ فقلت : هكذا يقرؤونها ، فقال : « ليس هكذا اُنزلت ، إنّما اُنزلت : ومن يبتغ غير التسليم ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ».

ثمّ كان يقول لي كثيراً : « يا يونس سلّم تسلم » فقلت له : ما تفسير هذه الآية ( قد أفلح المؤمنون ) (٤) قال : « تفسيرها قد أفلح المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء يوم القيامة » (٥).

__________________

١ ـ أورده الكليني في الكافي ١ : ٣٩١ / ٦ ، ونقله المجلسي عن المختصر في البحار ٢٥ : ٣٦٤ / ٢.

٢ ـ الذاريات ٥١ : ٣٦.

٣ ـ آل عمران ٣ : ٨٥.

٤ ـ المؤمنون ٢٣ : ١.

٥ ـ أورده الطبرسي في مشكاة الأنوار : ٢٧ والديلمي في أعلام الدين : ١١٩ ، باختصار إلى قوله

٢٦٧

[ ٢٦٢ / ٨ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن حديد (١) ومحمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن جميل بن درّاج ، قال : كنّا عند أبي عبدالله عليه‌السلام فتلاعنا (٢) رجلان عنده ، حتّى بريء كلّ واحد منهما من صاحبه ، فقال لهما أبو عبدالله عليه‌السلام : « أليس من دينكما الـردّ إليّ؟ » فقال : بلى ، قال : « فإنّكما منّي في ولاية » (٣).

[ ٢٦٣ / ٩ ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وغيرهما عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن هشام بن سالم ، عن سعد بن طريف الخفّاف ، قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : ما تقول فيمن أخذ عنكم علماً فنسيه؟ قال : « لا حجّة عليه ، إنّما الحجّة على من سمع منّا حديثاً فأنكره ، أو بلغه فلم يؤمن به وكفر ، فأمّا النسيان موضوع عنكم.

إنّ أوّل سورة نزلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ( سبّح اسم ربّك الأعلى ) فنسيها ، فلم يلزمه حجّة في نسيانه ، ولكنّ الله تبارك وتعالى أمضى له ذلك ، ثمّ قال

__________________

واليقين ، وعنه في البحار ٦٩ : ٤٠٨ / ١١٩ ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ٥ : ١٦٦ / ٦ ، عن سعد بن عبدالله ، إلى قوله تعالى ( غير بيت من المسلمين ).

١ ـ علي بن حديد : هو ابن حكيم المدائني الأزدي الساباطي ، روى عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الرضا والجواد عليهما‌السلام ، وقال الشيخ : كوفي ، مولى الأزد ، وكان منزله ومنشأه بالمدائن.

اُنظر رجال النجاشي : ٢٧٤ / ٧١٧ ، رجال البرقي : ٥٥ و ٥٦ ، رجال الشيخ : ٣٨٢ / ٢٤ و ٤٠٣ / ١١.

٢ ـ في نسخة « س و ض » : فتلاحّا.

٣ ـ لم أعثر له على مصدر.

٢٦٨

( سنقرئك فلا تنسى ) (١) » (٢).

[ ٢٦٤ / ١٠ ] محمّد بن الحسين بن الخطّاب والحسن (٣) بن موسى بن الخشّاب ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، عن علي بن أسباط ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر بن محمّد الحضرمي ، عن الحجّاج الخيبري ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : إنّا نكون في موضع فيروى عنكم الحديث العظيم ، فيقول بعضنا لبعض : القول قولهم ، فيشقّ (٤) ذلك على بعضنا ، فقال : « كأنّك تريد أن تكون إماماً يقتدى بك ، من ردّ إلينا فقد سلّم » (٥).

[ ٢٦٥ / ١١ ] حدّثني جعفر بن أحمد بن سعيد الرازي (٦) ، عن بكر بن صالح الضبّي ، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني (٧) ، عن علي بن أسباط ، عن داود بن فرقد ،

__________________

١ ـ الأعلى ٨٧ : ٦.

٢ ـ نقله البحراني في تفسير البرهان ٥ : ٦٣٦ / ٥ ، كاملاً عن سعد بن عبدالله ، والمجلسي في البحار ٢٥ : ٣٦٤ / ٣ ، إلى قوله : فهو موضوع عنكم.

٣ ـ في نسخة « ض » والمختصر المطبوع : الحسين.

وقد ذكر السيد الخوئي قدس‌سره في معجم رجال الحديث ج ٧ ص ١١٠ رقم ٣٦٨٦ : الحسين بن موسى الخشاب واستشهد بروايتين عن التهذيب والاستبصار فقال : إلاّ أنّ في كلا الموضعين من الاستبصار : الحسن بن موسى الخشاب ، وهو الصحيح بقرينة سائر الروايات.

٤ ـ شقّ : صعُب. انظر القاموس المحيط ٣ : ٢٥٠.

٥ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٢٥ : ٣٦٥ / ٤ ، وتقدّم نظيره في حديث : ٢٣٤ و ٢٥٧.

٦ ـ في نسخة « ض » : الدرابي ، وفي نسخة « س » : الدراي.

٧ ـ عبدالعظيم بن عبدالله الحسني : ابن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي

٢٦٩

عن عبدالأعلى مولى آل سام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال قلت له : إذا جاء حديث عن أوّلكم وحديث عن آخركم فبأيّهمـا نأخذ؟ فقال : « بحديث الأخير » (١).

[ ٢٦٦ / ١٢ ] وبهذا الإسناد عن علي بن أسباط ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن داود بن فرقد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : « إذا حدّثوكم بحديث عن الأئمّة عليهم‌السلام فخذوا به حتّى يبلغكم عن الحي ، فإن بلغكم عنه شيء فخذوا به ، ثمّ قال : إنّا والله لا ندخلكم فيما لا يسعكم » (٢).

[ ٢٦٧ / ١٣ ] وبهذا الإسناد ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن عبدالصمد بن بشير ، عن عثمان بن زياد أنّه دخل على أبي عبدالله عليه‌السلام ومعه شيخ من الشيعة ، فقال الشيخ لأبي عبدالله عليه‌السلام : إنّي سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن الوضوء فقال : « مرّة مرّة » (٣) فما تقول أنت؟ فقال : « إنّك لم تسألني عن هذه المسألة إلاّ وأنت ترى أنّي اُخالف أبي صلوات الله عليه ، توضّأ ثلاثاً (٤) ، وخلّل

__________________

طالب عليهم‌السلام وكان عبدالعظيم ورد الري هارباً من السلطان ، وسكن سَرَباً في دار رجل من الشيعة في سكّة الموالي ، فكان يعبدالله في ذلك السرب ، ويصوم نهاره ، ويقوم ليله ، وله كتاب خطب أمير المؤمنين عليه‌السلام ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين العسكريين عليهما‌السلام.

اُنظر رجال النجاشي : ٢٤٧ / ٦٥٣ ، رجال الشيخ : ٤١٧ / ١ و ٤٣٣ / ٢٠.

١ و ٢ ـ أورد الكليني الروايتين في رواية واحدة في الكافي ١ : ٦٧ / ٩ ، باختلاف يسير ، عن علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن اسماعيل بن مرار ، عن يونس ، عن داود بن فرقد ، عن المعلّى بن خنيس ، وعنه في البحار ٢ : ٢٢٧ / ٨.

٣ ـ هذا ما صرّح به أهل البيت عليهم‌السلام في أحاديثهم. اُنظر الكافي ٣ : ٢٦ / ٦ ، والتهذيب ١ : ٨٠ / ٢٠٦ ، والاستبصار ١ : ٦٩ / ٢١١ ، وانظر الوسائل ١ : ٤٣٥ ـ باب إجزاء الغرفة الواحدة في الوضوء ، وحكم الثانية والثالثة.

٤ ـ وبه قال الشافعي وأحمد وأصحاب الرأي : المستحب ثلاثاً ثلاثاً ( أ ) ، لأنّ اُبي بن كعب روى

٢٧٠

أصابعك » (١).

[ ٢٦٨ / ١٤ ] وبهذا الإسناد ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن محمّد بن اسحاق بن عمّار (٢) ، عمّن حدّثه من أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : جاء رجـل فلمّـا نظر إليه أبو عبدالله عليه‌السلام ، قال : « أما والله لاُضلّنّه ، أما والله لاُوهمنّه » فجلس الرجل فسأله مسألة فأفتاه ، فلمّا خرج ، قال أبو عبدالله عليه‌السلام : « لقد أفتيته بالضلالة التي لا هداية فيها ».

ثمّ إنّ الرجل جاء إلى أبي الحسن عليه‌السلام ، فلمّا نظر إليه أبو الحسن عليه‌السلام قال : « أما والله لاُضلّنّه بحقّ » فسأله الرجل عن تلك المسألة بعينها فأفتاه ، فقال الرجل : هيهات هيهات لقد سألت عنها أباك فأفتاني بغير هذا ، وما يجب عليّ أن أدع قوله أبداً ، فلمّا خرج قال أبو الحسن عليه‌السلام : « أما والله لقد أفتيته بالهداية التي لا ضلالة

__________________

أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله توضّأ مرّة مرّة وقال : « هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلاّ به » وتوضّأ مرتين مرّتين وقال : « من توضأ مرتين مرتين آتاه الله أجره مرتين » وتوضأ ثلاثاً ثلاثاً وقال : « هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي ، ووضوء خليل الله ابراهيم » ( ب ).

أ ـ كفاية الأخيار ١ : ١٦ ، مغني المحتاج ١ : ٥٩ ، بداية المجتهد ١ : ١٣ ، مسائل أحمد بن حنبل : ٦ ، بدائع الصنائع ١ : ٢٢ ، المغني ١ : ١٥٩ ، فتح الباري ١ : ٢٠٩ ، المجموع ١ : ٤٣١.

ب ـ مسند أبي يعلى الموصلي ٩ : ٤٤٨ / ٥٥٩٨.

١ ـ نقله الحرّ العاملي في الوسائل ١ : ٤٤٥ / ٤ ، عن بصائر الدرجات للأشعري وكذلك المجلسي في البحار ٨٠ : ٢٩٥ / ٥١ ، وقد ذكر الحرّ عدّة أحاديث في هذا الباب تدلّ على التقيّة.

٢ ـ محمّد بن اسحاق بن عمار : هو ابن حيّان التغلبي الصيرفي ، ثقة ، روى عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الكاظم والرضا عليهما‌السلام.

اُنظر رجال النجاشي : ٣٦١ / ٩٦٨ ، رجال الشيخ : ٣٦٠ / ٣٠ و ٣٨٨ / ٢٣.

٢٧١

فيها » (١).

[ ٢٦٩ / ١٥ ] وبهذا الإسناد ، عن يونس ، عن اسحاق بن عمّار (٢) ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : ما تقول في العزل (٣)؟ فقال : « كان عليّ عليه‌السلام لايعزل ، وأمّا أنا فأعزل » فقلت : هـذا خلاف! فقال عليه‌السلام : « ما ضرّ داود عليه‌السلام أن خالفه سليمان عليه‌السلام والله عزّ وجلّ يقول ( ففهّمناها سليمان ) (٤) » (٥).

[ ٢٧٠ / ١٦ ] وبهذا الإسناد ، عن يونس ، عن بكّار بن أبي بكر (٦) ، عن موسى بن أشيم ، قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام إذ أتاه رجل فسأله عن رجل طلّق امرأته ثلاثاً في مقعد ، فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : « قد بانت منه بثلاث » ، ثمّ أتاه آخر فسأله عن تلك المسألة بعينها ، فقال : « هي واحدة وهو أملك بها » ، ثمّ أتاه آخر فسأله عن تلك المسألة بعينها ، فقال : « ليس بطلاق » ، فاظلمّ عليّ البيت لما رأيت منه.

فالتفت إليّ فقال : « يابن أشيم إن الله تبارك وتعالى فوّض الملك إلى

__________________

١ ـ لم أعثر له على مصدر.

٢ ـ اسحاق بن عمّار : هو ابن حيّان ، مولى بني تغلب ابو يعقوب الصيرفي ، شيخ من أصحابنا ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما‌السلام ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق والكاظم عليهما‌السلام ، واقتصر الشيخ على الإمام الصادق عليه‌السلام.

اُنظر رجال النجاشي : ٧١ / ١٦٩ ، رجال البرقي : ٢٨ و ٤٧ ، رجال الشيخ : ٤٩ / ١٣٥.

٣ ـ عزل : نحّى. لسان العرب ١١ : ٤٤٠ ـ عزل.

٤ ـ الأنبياء ٢١ : ٧٩.

٥ ـ نقله الحرّ العاملي في الوسائل ٢٠ : ١٥٠ / ٦ ، عن بصائر الدرجات للاشعري.

٦ ـ بكار بن أبي بكر : هو الحضرمي الكوفي ، من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام. رجال الطوسي : ١٥٨ / ٤٩.

٢٧٢

سليمان عليه‌السلام فقال ( هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ) (١) وإنّ الله تبارك وتعالى فوّض إلى محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر دينه فقال ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) (٢) فما كان مفوّضاً لمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله فقد فوّض إلينا » (٣).

[ ٢٧١ / ١٧ ] وبهذا الإسناد ، عن يونس ، عن اُديم بن الحر (٤) ، قال : شهدت أبا عبدالله عليه‌السلام وقد سأله رجل عن آية من كتاب الله عزّ جلّ فأخبره بها ، ثمّ جاء رجل آخر فسأله عنها فأخبره بخلاف ما أجاب الأول ، ثم جاء رجل آخر فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجاب الأوّل والثاني ، فقيل له في ذلك ، فقال : « إنّ الله عزّ وجلّ فوّض إلى سليمان عليه‌السلام أمر ملكه ، فقال ( هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ) (٥) وإنّ الله عزّ وجلّ فوّض إلى محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر دينه ، فقال ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) (٦) وما فوّض إلى محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله فقد فوّض إلينا » (٧).

__________________

١ ـ سورة ص ٣٨ : ٣٩.

٢ ـ الحشر ٥٩ : ٧.

٣ ـ نقله الحرّ العاملي في الوسائل ٢٢ : ٧٠ / ٢٧ ، عن بصائر الدرجات للأشعري.

٤ ـ اُديم بن الحر : هو الجعفي مولاهم ، كوفي ثقة ، له أصل ، روى عن أبي عبدالله عليه‌السلام نيفاً وأربعين حديثاً ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام ، قائلاً : آدم بن الحر الخثعمي.

اُنظر رجال النجاشي : ١٠٦ / ٢٦٧ ، رجال الشيخ : ١٤٣ / ٢٠ ، رجال العلاّمة : ٧٧ / ١٤٢.

٥ ـ سورة ص ٣٨ : ٣٩.

٦ ـ الحشر ٥٩ : ٧.

٧ ـ أورد نحوه الصفّار في بصائر الدرجات : ٣٨٦ / ١١ ، والكليني في الكافي ١ : ٢٦٥ / ٢ ، والمفيد في الاختصاص : ٣٣١ ، ففي البصائر : عن اُديم بن الحسن ، وفي الكافي : عن موسى ابن اُشيم.

٢٧٣

[ ٢٧٢ / ١٨ ] أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيـوب ابراهيم بن عثمان الخزّاز (١) ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ ( إنّ الذين قالوا ربّنا الله ثمّ استقاموا تتنزّل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا ولاتحزنوا ) (٢) قال : « هم الأئمّة عليهم‌السلام ، ويجري فيمن استقام من شيعتنا وسلّم لأمرنا ، وكتم حديثنا عن عدوّنا ، تستقبله الملائكة بالبشرى من الله تعالى بالجنّة ، وقد والله مضى أقوام كانوا على مثل ما أنتم عليه من الدين (٣) ، استقاموا وسلّموا لأمرنا ، وكتموا لحديثنا ، ولم يذيعوه عند عدوّنا ، ولم يشكّوا فيه كما شككتم ، فاستقبلتهم الملائكة بالبشرى من الله بالجنّة » (٤).

[ ٢٧٣ / ١٩ ] وعنهم ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيوب الخزّاز ، عن أبي خالد يزيد الكناسي (٥) ، قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ

__________________

١ ـ ابراهيم بن عثمان الخزّاز : وقيل ابراهيم بن عيسى الخزّاز ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما‌السلام ، وذكر ذلك أبو العباس في كتابه ، ثقة كبير المنزلة ، له أصل ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام ، وكذلك البرقي قائلاً : أبو أيوب الخزّاز وهو ابراهيم بن عيسى كوفي ، ويقال : ابن عثمان.

انظر رجال النجاشي : ٢٠ / ٢٥ ، رجال البرقي : ٢٧ ـ ٢٨ ، رجال الطوسي : ١٥٤ / ٢٤٠ ، فهرست الشيخ : ٤١ / ١٣.

٢ ـ فصّلت ٤١ : ٣٠.

٣ ـ في المختصر المطبوع ص ٩٦ : الّذين ..

٤ ـ أورده الصفار في بصائر الدرجات : ٥٢٤ / ٢٢ ، ونقله المجلسي عن المختصر في البحار ٢٥ : ٣٦٥ / ٥.

٥ ـ ابو خالد يزيد الكناسي : عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما‌السلام.

٢٧٤

( فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا ) (١) فقال : « يا أبا خالد النور والله الأئمّة عليهم‌السلام ، يا أبا خالد لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار ، وهم الذين ينوّرون [ قلوب ] (٢) المؤمنين ، ويحجب الله نورهم عمّن يشاء فتظلمّ قلوبهم ويغشاها ، لذلك ران (٣) الكفر.

والله يا أبا خالد لايحبّنا عبد ويتولّى الإمام منّا إلاّ كان معنا يوم القيامة ، ونزل منازلنا ، ولا يحبّنا عبد ويتولاّنا حتّى يطهّر الله قلبه ، ولا يطهّر الله قلبه حتّى يسلّم لنا ويكون سلماً لنا ( فإذا كان سلماً ) (٤) لنا سلّمه الله من شدائد الحساب ، وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر » (٥).

[ ٢٧٤ / ٢٠ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وغيرهما ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن كرّام عبدالكريم بن عمرو (٦) ، عن

__________________

رجال البرقي : ١٢ و ٣٢ ، رجال الشيخ : ١٤٠ / ٧ و ٣٣٦ / ٥.

١ ـ التغابن ٦٤ : ٨.

٢ ـ ما بين المعقوفين أثبتناه من الكافي وتفسير القمي.

٣ ـ ران : غلب. لسان العرب ١٣ : ١٩٢ ـ رين.

٤ ـ في نسخة « س و ض » : فإذا هو سلّم. بدل ما بين القوسين.

٥ ـ أورده الكليني في الـكافي ١ : ١٩٤ / ١ ، والقمّي في تفسيره ٢ : ٣٧١ ، عن ابي خـالد الكابلي باختلاف يسير ، وعنهما وعن بصائر الدرجات للأشعري في تفسيره البرهان ٥ : ٣٩٦ / ٢.

٦ ـ في نسخة « س و ض » والمختصر المطبوع ص ٩٦ : كرام ، عن عبدالكريم بن عمرو ، والصحيح ما أثبتناه ، حيث وجود ( عن ) بينهما زائدة لاشكّ فيها ، لأنّ كراماً هو لقب لعبد الكريم.

٢٧٥

أبي بصير قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام رجل بلغه عنكم أمر باطل فدان به فمات ، فقال : « يجعل الله له يا أبا بصير مخرجاً » ، قـلت : فإنّه مات على ذلك ، فقال : « لا يموت حتّى يجعل الله له مخرجاً » (١).

وحدّثني جعفر بن أحمد بن سعيد الرازي ، عن بكر بن صالح الضبّي ، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني ، عن علي بن أسباط ، عن يزيد بن عبدالله ، عن عبدالكريم بن عمرو الخثعمي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام بمثل ذلك (٢).

[ ٢٧٥ / ٢١ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار القلانسي ، عن يعقوب السرّاج (٣) ، قال :

__________________

وعبد الكريم بن عمرو : هو ابن صالح الخثعمي ، مولاهم كوفي ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما‌السلام ، ثمّ وقف على أبي الحسن عليه‌السلام ، كان ثقة ثقة عيناً ، يلقّب كراماً ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم عليهما‌السلام.

ونقل المامقاني عن الوحيد روايات صريحة في قول كرام بإمامة الإمام الرضا وإمامة الأئمّة الاثنى عشر عليهم السلام ، ويمكن الجمع بأنّه وقف على الإمام الكاظم عليه السلام حيناً ، ثمّ رأى علامة الإمامة في الإمام الرضا عليه السلام ، فقال بإمامته ورجع عن وقفه.

اُنظر رجال النجاشي : ٢٤٥ / ٦٤٥ ، رجال البرقي : ٢٤ و ٤٨ ، رجال الشيخ : ٢٣٤ / ١٨١ و ٣٥٤ / ١٢ ، رجال الكشي : ٥٥٥ / ١٠٤٩ ، فهرست الشيخ : ١٧٨ / ٤٨٠ ، مشيخة الفقيه : ٨٦ ، تنقيح المقال ٢ : ٣٧ ـ باب الكاف ، معجم رجال الحديث ١١ : ٧١ ـ ٧٢.

١ ـ لم أعثر له على مصدر.

٢ ـ لم أعثر له على مصدر.

٣ ـ يعقوب السرّاج : كوفي ، ثقة ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام ، وعدّه الشيخ المفيد من شيوخ أصحاب الإمام أبي عبدالله عليه‌السلام ، وخاصّته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين.

٢٧٦

سألني أبو عبدالله عليه‌السلام عن رجل ، فقال : « إنّه لا يحتمل حديثنا؟ » فقلت : نعم ، قال : « فلايغفل ، فإنّ الناس عندنا على درجات ، منهم على درجة ، ومنهم على درجتين ، ومنهم على ثلاث ، ومنهم على أربع ـ حتّى بلغ سبعاً ـ » (١).

[ ٢٧٦ / ٢٢ ] وحدّثني أبو طلحة يحيى بن زكريا البصري الحذّاء ، قال : حدّثنا عدّة من أصحابنا ، عن موسى بن أشيم ، قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فسألته عن رجل طلّق امرأته ثلاثاً في مجلس ، فقال : « ليس بشيء ».

فأنا جالس إذ دخل عليه رجل من أصحابنا ، فقال له : ما تقول في رجل طلّق امرأته ثلاثاً في مجلس ، فقال : « يردّ الثلاثة إلى الواحدة ، فقد وقعت واحدة ، ولا يردّ ما فوق الثلاث إلى الثلاث ، وإلى الواحدة » فداخلني من جوابه للرجل ما غمّني ، ولم أدر كيف ذلك.

فنحن كذلك إذ جاء رجل آخر فدخل علينا ، فقال له : ما تقول في رجل طلّق امرأته ثلاثاً في مجلس؟ فقال له : « إذا طلّق الرجل امرأته ثلاثاً بانت منه ، فلا تحلّ له حتّى تنكح زوجاً غيره » ، فاظلمّ عليّ البيت وتحـيّرت من جوابه في مجلس واحد بثلاثة أجوبة مختلفة في مسألة واحدة ، فنظر إليّ متغيّراً ، فقال : « مالك يابن أشيم أشككت ، ودّ والله الشيطان أنّك شككت.

إذا طلّق الرجل امرأته على غير طهر ولغير عدّة ـ كما قال الله عزّ وجلّ ـ ثلاثاً أو واحدة فليس طلاقه بطلاق.

__________________

انظر رجال النجاشي : ٤٥١ / ١٢١٧ ، رجال البرقي : ٢٩ ، خلاصة الأقوال : ٢٩٩ / ١١١٣ ، ارشاد المفيد ٢ : ٢١٦.

١ ـ لم أعثر له على مصدر.

٢٧٧

وإذا طلّق الرجل امرأته ثلاثاً وهي على طهر من غير جماع بشاهدين عدلين ، فقد وقعت واحدة وبطلت الثنتان ، ولا يردّ ما فوق الثلاث إلى الثلاث ، ولا إلى الواحدة.

وإذا طلّق الرجل امرأته ثلاثاً على العدّة ـ كما أمر الله عزّ وجلّ ـ فقد بانت منه ، فلا تحلّ له حتّى تنكح زوجاً غيره ، فلا تشكّنّ يا ابن أشيم ، ففي كلّ والله من الحق » (١).

[ ٢٧٧ / ٢٣ ] أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح (٢) ، عن أبي عبيدة الحذّاء ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : « إنّ أحبّ أصحابي إليّ أفقههم ، وأورعهم ، وأكتمهم لحديثـنا ، وإنّ أسوأهم عندي حالاً وأمقتهم إليّ الذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ، ويروى عنّا فلم يحتمله قلبه ، واشمأزّ منه ـ جحده ـ وكفّر من دان به ، ولا يدري لعلّ الحديث من عندنا خرج ، وإلينا اُسند ، فيكون بذلك خارجاً من ديننا » (٣).

__________________

١ ـ نقله الحرّ العاملي عن بصائر الدرجات للأشعري في الوسائل ٢٢ : ٧٠ / ٢٨ ، وتقدّم نحوه تحت رقم ٢٧٠.

٢ ـ في نسخة « س و ض » والبحار : جميل بن درّاج.

وجميل بن صالح : هو الأسدي ، ثقة ، وجه ، له أصل ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما‌السلام ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام.

اُنظر رجال النجاشي : ١٢٧ / ٣٢٩ ، فهرست الشيخ : ٩٤ / ١٥٥ ، رجال البرقي : ٤١ ، رجال الطوسي : ١٦٣ / ٤٠.

٣ ـ أورده الكليني في الكافي ٢ : ٢٢٣ / ٧ ، باختلاف يسير ، ونقله المجلسي عن المختصر في البحار ٢٥ : ٣٦٥ / ٦.

٢٧٨

باب

في كتمان الحديث وإذاعته

[٢٧٨ / ١ ] حدّثنا أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب والهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن الحسن بن محبوب السرّاد (١) ، عن علي بن رئاب ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام « أما والله لو وجدت منكم ثلاثة مؤمنين يكتمون حديثي ما استحللت أن أكتمهم شيئاً » (٢).

[ ٢٧٩ / ٢ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن خالد البرقي ، عن ربيع الورّاق ، عن بعض أصحابه ، عن حفص الأبيض (٣) ، قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام أيام قُتل المعلّى بن خُنيـس وصلب ، فقال : « يا حفص إنّي نهيت المعلّى عن أمر فأذاعه

__________________

١ ـ في نسخة « ض » : السوادي ، وفي المختصر المطبوع ص ٩٨ : السواد ، وكلاهما اشتباه ، صحيحه ما في المتن.

اُنظر رجال البرقي : ٤٨ و ٥٣ ، فهرست الشيخ : ٩٦ / ١٦٢ ، رجال العلاّمة : ٩٧ / ٢٢٢. وتقدّمت ترجمته تحت رقم ٥٣.

٢ ـ أورده الكليني في الكافي ٢ : ٢٤٢ / ٣ ، باختلاف يسير ، وعنه في البحار ٦٧ : ١٦٠ / ٥.

٣ ـ حفص الأبيض : هو التمّار الكوفي ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام. رجال الشيخ : ١٧٦ / ١٨٦.

٢٧٩

فقوبل بماترى ، قلت له : إنّ لنا حديثاً من حفظه حفظ الله عليه دينه ودنياه ، ومن أذاعه علينا سلبه الله دينه.

يا معلّى : لا تكونوا أسرى في أيدي الناس بحديثنا ، إن شاؤوا منّوا (١) وإن شاؤوا قتلوكم.

يا معلّى : إنّه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نوراً بين عينيه ، ورزقه العزّ في الناس.

يا معلّى : من أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتّى يعضّه السلاح أو يموت بحبل ، إنّي رأيته يوماً حزيناً ، فقلت : مالك أذكرت أهلك وعيالك؟ فقال : نعم ، فمسحت وجهه ، فقلت : أنّى تراك؟ فقال : أراني في بيتي مع زوجتي وعيالي ، فتركته في تلك الحال مليّاً ، ثمّ مسـحت وجهه ، فقلت : أين تراك؟ فقال : أراني معك في المدينة ، فقلت له : إحفظ ما رأيت ولا تذعه ، فقال لأهل المدينة : إنّ الأرض تطوى لي ، فأصابه ما قد رأيت » (٢).

[ ٢٨٠ / ٣ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وأحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن الحسين بن المختار القلانسي ، عن أبي اُسامة زيد الشحّام ، عن أبي الحسن الأول عليه‌السلام قال : قال : « اُمر الناس بخصلتين فضيّعوهما ، فصاروا منهما على غير شيء : الصبر والكتمان » (٣).

__________________

١ ـ في نسخة « ض » : همّوا ، وفي نسخة « س » هبّوا. وفي بعض المصادر : امنوا.

٢ ـ أورده الصفّار في بصائر الدرجات : ٤٠٣ / ٢ ، والطوسي في اختيار معرفة الرجال : ٣٧٨ / ٧٠٩ ، والمفيد في الاختصاص : ٣٢١ ، والطبري في دلائل الإمامة : ١٣٦ ، ونوادر المعجزات : ١٥٠ / ١٨ ، وكلّها باختلاف.

٣ ـ أورده البرقي في المحاسن ١ : ٣٩٧ / ٢٩١ ، والكليني في الكافي ٢ : ٢٢٢ / ٢ ، عن الإمام الصادق عليه‌السلام.

٢٨٠