مختصر البصائر

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي

مختصر البصائر

المؤلف:

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي


المحقق: مشتاق المظفّر
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-470-280-8
الصفحات: ٥٨٤

لقد أسرى بي ربّي عزّ وجلّ فأوحى اليّ من وراء حجاب ما أوحى ، وكلّمني بما كلّمني فكان ممّا كلّمني به أن قال (١) : يا محمّد إنّي أنـا الله لا إله إلاّ أنا ( عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا ) (٢) الملك القدّوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر سبحان الله عمّا يشركون ، إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا الخالق البارىء المصوّر ، لي الأسماء الحسنى ، يسبّح لي من في السماوات والأرض ، وأنا العزيز الحكيم.

يا محمّد : إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا الأوّل فلا شيء قبلي ، وأنا الآخر فلا شيء بعدي ، وأنا الظاهر فلا شيء فوقي ، وأنا الباطن فلا شيء دوني ، وأنا الله لا إله إلاّ أنا بكلّ شيء عليم.

يا محمّد : عليٌّ أوّل من آخذ ميثاقه من الأئمّة عليهم‌السلام.

يا محمّد : عليٌّ آخر من أقبض روحه من الأئمّة ، وهو الدابّة التي تكلّمهم (٣).

يا محمّد : عليٌّ أظهره على جميع ما اُوحيه إليك ، ليس لك أن تكتم منه شيئاً.

يا محمّد : عليٌّ أبطنه سرّي الذي أسررته إليك ، فليس فيما بيني وبينك سرّ دونه.

__________________

انظر رجال النجاشي : ٢١٤ / ٥٥٨ ، رجال البرقي : ٢٢ ، رجال الشيخ : ٢٢٥ / ٤٢ و ٣٥٤ / ١٤ ، رجال العلاّمة : ١٩٢ / ٦٠٠.

١ ـ في البصائر زيادة : « يا محمّد عليّ الأول ، وعليّ الآخر والظاهر والباطن ، وهو بكلّ شيء عليم » فقال : يا ربّ أليس ذلك أنت؟. فقال :.

٢ ـ ما بين القوسين لم يرد في البصائر.

٣ ـ إشارة إلى قوله تعالى ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم ) النمل ٢٧ : ٨٢ ، والمراد به هو الإمام علي صلوات الله وسلامه عليه.

٢٠١

يا محمّد : عليٌّ على ما خلقت من حلال وحرام عليّ عليم به » (١).

[ ١٨٦ / ٢٧ ] علي بن اسماعيل بن عيسى وأحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن بعض أصحابه (٢) ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ ( ولقد وصّلنا لَهُمُ القولَ ) (٣) قال : « في إمام بعد إمام » (٤).

[ ١٨٧ / ٢٨ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن علي بن النعمان (٥) ، عن محمّد بن

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٥١٤ / ٣٦ ، وعنه في البحار ١٨ : ٣٧٧ / ٨٢ ، و ٤٠ : ٣٨ / ٧٣ ، و ٩٤ : ١٨٠ / ٧ ، وعن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٨ / ٦٥ ، وتقدم برقم ١٠٦.

وهناك اختلاف في نسخ البحار التي نقلت الحديث عن البصائر خصوصاً في الفقرة الأخيرة.

٢ ـ في البصائر زيادة : ومحمّد بن الهيثم جميعاً ، والظاهر ليس له رواية عن أبي عبدالله عليه‌السلام إلاّ بواسطة ، وعنه في البحار : ومحمّد بن الهيثم ، عن أبيه جميعاً ، وهو الصحيح. اُنظر رجال النجاشي : ٣٦٢ / ٩٧٢ ، معجم رجال الحديث ١٨ : ٣٤٤ ـ ٣٤٥.

٣ ـ القصص ٢٨ : ٥١.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥١٥ / ٣٨ ، وعنه في البحار ٢٣ : ٣٠ / ذيل حديث ٤٨ ، وذكره القمّي في تفسيره ٢ : ١٤١ ، عن يونس بن يعقوب ، والكليني في الكافي ١ : ٤١٥ / ١٨ ، عن عبدالله ابن جندب ، عن أبي الحسن عليه‌السلام ، والطوسي في أماليه : ٢٩٤ / ٥٧٦ ، وابن شهر آشوب في المناقب ٣ : ١١٦ و ٤ : ٤٥٤ ، كما في الكافي ، والاسترآبادي في تأويل الآيات ١ : ٤٢٠ / ١٤ ، عن حمران. وفي بعضها : إمام إلى إمام.

٥ ـ في البصائر : الحسن بن علي النعمان ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح.

انظر معجم رجال الحديث ٣ : ٩٢ و ٦ : ٢٦٨ و ١٣ : ٢٢٦ و ١٨ : ٢٢٨.

والحسن هو مولى بني هاشم ، ثقة ثبت ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام العسكري عليه‌السلام.

وأبوه علي بن النعـمان الأعلم النخعي أبو الحسن مولاهم ، كوفي ، ثقة ، وجهاً ، ثبتاً ، صحيحاً

٢٠٢

مروان ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ ( يا أهل الكتاب لستم على شيء حتّى تقيموا التوراة والانجيل وما اُنزل إليكم من ربّكم ) (١) قال : « هي ولايتنا ».

وفي قوله ( يا أيّها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافّة ) (٢) قال : « هي ولايتنا ».

وفي قوله ( يا أيّها الرسول بلّغ ما اُنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته ) (٣) قال : « هي الولاية » (٤).

[ ١٨٨ / ٢٩ ] علي بن محمّد بن عبدالرحمن الحجّال ، عن صالح بن السندي ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن بريد بن معاوية العجلي ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ ( صحفاً مّطهرة * فيها كتبٌ قيّمة ) (٥) قال :

__________________

واضح الطريقة ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام.

اُنظر رجال النجاشي : ٤٠ / ٨١ و ٢٧٤ / ٧١٩ ، رجال الشيخ : ٤٣٠ / ٦ و ٣٨٣ / ٥١.

١ ـ المائدة ٥ : ٦٨.

٢ ـ البقرة ٢ : ٢٠٨.

٣ ـ المائدة ٥ : ٦٧.

٤ ـ نقل البحراني المقطع الأول من الحديث في تفسير البرهان ٢ : ٣٤٠ / ٢ ، عن سعد بن عبدالله. وذكر العيّاشي المقطع الثاني في تفسيره ١ : ١٠٢ / ٢٩٧ ، والكليني في الكافي ١ : ٤١٧ / ٢٩ ، وفيه : في ولايتنا ، وعنه في تأويل الآيات ١ : ٩٣ / ٨١ ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ١ : ٤٤٦ / ٣ ، عن سعد بن عبدالله و ح ٧ عن تفسير العياشي.

ونقل البحراني المقطع الثالث في تفسير البرهان ٢ : ٣٣٦ / ٣ ، عن سعد بن عبدالله ، وأورد الصفّار المقطع الأول والثالث في البصائر : ٥١٥ / ٤٠ ، وعنه في البحار ٢٤ : ٣٨٦ / ١٠٩.

٥ ـ البيّنة ٩٨ : ٢ و ٣.

٢٠٣

« هو حديثنا في صحف مطهّرة من الكذب » (١).

[ ١٨٩ / ٣٠ ] وعنه ، عن صالح بن السندي ، عن الحسن بن محبوب ، عمّن رواه عن أبي عبيدة الحذّاء (٢) ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ ( ائتوني بكتاب مّن قَبلِ هذا أوأثارة مّن علم ) قال : « يعني بذلك علم الأوصياء والأنبياء ( إن كنتم صادقين ) (٣) » (٤).

[ ١٩٠ / ٣١ ] عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن محسن بن أحمد (٥) ، عن يونس بن يعقوب ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قلت له : العلم الذي يعلمه عالمكم بما يعلم؟ فقال : « وراثة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ،

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٥١٦ / ٤١ ، وعنه في البحار ٢ : ١٧٨ / ٢٥.

٢ ـ أبو عبيدة الحذّاء : هو زياد بن عيسى ، كوفي ثقة ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام ، كان حسن المنزلة عند آل محمّد عليهم‌السلام ، وكان قد زامل أبا جعفر عليه‌السلام إلى مكّة ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الصادقين عليهما‌السلام ، مات رحمه‌الله في حياة أبي عبدالله عليه‌السلام.

انظر رجال النجاشي : ١٧٠ / ٤٤٩ ، رجال البرقي : ١٨ ، رجال الشيخ : ١٢٢ / ٥ و ١٩٨ / ٣٤ ، خلاصة الأقوال : ١٤٩ / ٤٢٧.

٣ ـ الأحقاف ٤٦ : ٤.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥١٦ / ٤٢ ، وعنه في البحار ٢٤ : ٢١٢ / ٣ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٤٢٦ / ٧٢ ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ٥ : ٣٧ / ٣ ، عن سعد بن عبدالله.

٥ ـ محسن بن أحمد : من موالي قيس عَيلان ، روى عن الإمام الرضا عليه‌السلام ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الكاظم عليه‌السلام ، والشيخ من أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام قائلاً : محسن بن أحمد البجلي.

انظر رجال النجاشي : ٤٢٣ / ١١٣٣ ، رجال البرقي : ٥١ ، رجال الشيخ : ٣٩٣ / ٨٣.

٢٠٤

يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى الناس » (١).

[ ١٩١ / ٣٢ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن عبدالجبّار ، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، عن علي بن النعمان ، عن عُبيد بن زرارة (٢) ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : تُترك الأرض بغير إمام؟ فقال : « لا » قلت : فتكون الأرض فيها إمامان؟ قال : « لا ، إلاّ وأحدهما صامت لايتكلّم ، ويتكلّم الذي قبله ، والإمام يعرف الإمام الذي بعده » (٣).

[ ١٩٢ / ٣٣ ] وعنهما ، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، عن علي بن النعمان ، عن هارون بن خارجة (٤) ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ ( وكذلك جعلناكم اُمّة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٥١٦ / ٤٣ ، وعنه في البحار ٣ : ١٧٨ / ٢٤. ومثله أيضاً في البصائر : ٣٢٧ / ٨.

٢ ـ عبيد بن زرارة : هو ابن أعين الشيباني ، روى عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، ثقة ثقة ، عين ، لا لبس فيه ولاشكّ ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام ، وكذلك البرقي إلاّ أنّه قال : عبيدالله بن زرارة بن أعين.

انظر رجال النجاشي : ٢٣٣ / ٦١٨ ، رجال الشيخ : ٢٤٠ / ٢٦٦ ، رجال البرقي : ٢٣ ، تاريخ آل زرارة : ٩٠ / ٥.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٥١٦ / ٤٤ ، وعنه في البحار ٢٥ : ١٠٧ / ٦ ، وأورده الصدوق في كمال الدين : ٢٣٣ / ٤١ ، باختلاف يسير.

٤ ـ هارون بن خارجة : الصيرفي الكوفي ، مولى ، يكنّى بأبي الحسن ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام.

انظر رجال النجاشي : ٤٣٧ / ١١٧٦ ، رجال البرقي : ٣٠ ، رجال الشيخ : ٣٢٨ / ٢.

٢٠٥

شهيداً ) (١) قال : « نحن الشهداء على الناس بما عندنا (٢) من الحلال والحرام وبما ضيّعوا » (٣).

[ ١٩٣ / ٣٤ ] وعنه ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « إنّي لأعرف من لو قام على شاطيء البحر لنوّه بأسماء دوابّ البحر وباُمّهاتها وعمّاتها وخالاتها » (٤).

[ ١٩٤ / ٣٥ ] أحمد بن محمّد السيّاري (٥) قال : حدّثني غير واحد من أصحابنا ، عن أبي الحسن الثالث عليه‌السلام قال : « إنّ الله تبارك وتعالى جعل قلوب الأئمّة عليهم‌السلام موارد (٦) لإرادته ، وإذا شاء الله شيئاً شاؤه ، وهو قوله تعالى ( وما تشاؤون إلاّ أن

__________________

١ ـ البقرة ٢ : ١٤٣.

٢ ـ في الموضعين من البصائر : عندهم.

٣ ـ أورده الصفار في بصائر الدرجات : ٨٢ / ١ ، باختلاف في السند ونفس المتن وفي ص ٥١٦ / ٤٥ ، نفس السند وباختصار في المتن ، ونقل المجلسي الموضعين عن البصائر في البحار ٢٣ : ٣٤٣ / ٢٧ وذيله.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥١٣ / ٣١ و ٥١٧ / ٤٦ ، وأورده الراوندي في الخرائج والجرائح ١ : ٢٨٣ / ١٥ ، والأربلي في كشف الغمّة ٢ : ١٤٥ ، ففي بعضها بدل : لنوّه بأسماء دواب : لندب بدواب ، أو لعرف دواب ، أو لعرّف بدواب.

٥ ـ السيّاري : هو أحمد بن محمّد بن سيّار أبو عبدالله الكاتب ، بصري ، كان من كتّاب آل طاهر في زمن أبي محمّد عليه‌السلام ، ويعرف بالسيّاري ، عدّه البرقي من أصحاب أبي محمّد الحسن العسكري عليه‌السلام ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الهادي عليه‌السلام.

اُنظر رجال النجاشي : ٨٠ / ١٩٢ ، رجال البرقي : ٦١ ، رجال الطوسي : ٤١١ / ٢٣.

٦ ـ في البصائر وتفسير القمّي : مورداً.

٢٠٦

يشاء الله رب العالمين ) (١) » (٢).

[ ١٩٥ / ٣٦ ] الحسن بن موسى الخشّاب ، عن علي بن حسّان ، عن عبدالرحمن ابن كثير (٣) ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ ( وتَعِيَها أُذُنٌ وَاعية ) (٤) قال : « وعتها اُذن أمير المؤمنين عليه‌السلام من الله ما كان وما يكون » (٥).

[ ١٩٦ / ٣٧ ] عبدالله بن عامر بن سعيد ، عن الربيع بن محمّد ، عن جعفر بن بشير البجلي ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبي سعيد عقيصا (٦) ، قال : كنّا في أصحاب

__________________

١ ـ التكوير ٨١ : ٢٩.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٥١٧ / ٤٧ ، وعنه في البحار ٢٥ : ٣٧٢ / ٢٣ ، وأورده القمّي في تفسيره ٢ : ٤٠٩ ، في سورة التكوير ، ونقله البحراني في تفسيره البرهان ٥ : ٥٥٥ / ٢ ، في سورة الإنسان ، عن سعد بن عبدالله.

٣ ـ في نسخة « ض » عبدالرحمن بن بكير ، وما في المتن والبصائر ظاهراً هو الصحيح.

وهو عبدالرحمن بن كثير الهاشمي ، مولى العباس بن محمّد بن علي بن عبدالله بن عباس ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ، إلاّ أنّ البرقي قال : مولى بني هاشم.

انظر معجم رجال الحديث ١٠ : ٣٧٣ ، رجال النجاشي : ٢٣٤ / ٦٢١ ، رجال البرقي : ١٩ ، رجال الطوسي : ٢٣٢ / ١٤١.

٤ ـ الحاقّة ٦٩ : ١٢.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٥١٧ / ٤٨ ، بزيادة في صدر السند وهو : أحمد بن محمّد ، عن موسى ، وعنه في البحار ٣٥ : ٣٢٦ / ٣ و ٤٠ : ١٤٣ / ٤٦ ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ٥ : ٤٧٠ / ١ ، عن سعد بن عبدالله.

٦ ـ في البصائر : عفيف بن أبي سعيد ، ولم أجد هذا الإسم في كتب التراجم. والظاهر ما في المتن

٢٠٧

البرود ونحن شباب (١) ، فرجع إلينا أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال بعضنا : ( بود اسكفت ) (٢) قد جاءكم ، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : « ويحك إنّ أعلاه علم وأسفله طعام » (٣).

[ ١٩٧ / ٣٨ ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن الحسين بن سعيد ، عن جعفر بن بشير البجلي ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي اُسامة زيد الشحام ، قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام وعنده رجل من المغيريّة (٤) فسأله عن شيء من السنن ، فقال :

__________________

هو الصحيح. واسمه دينار التميمي ، ولقّب بعقيصا لشعر قاله ، عدّه البرقي والشيخ المفيد والطوسي من أصحاب الإمام أمير المؤمنين والحسين عليهما‌السلام ، وقد شهد مع الإمام علي عليه‌السلام صفّين ، ونقل معجزته في إخباره عن المغيّبات.

اُنظر رجال البرقي : ٥ و ٨ ، الاختصاص : ٨ ، رجال الشيخ : ٤٠ / ١ و ٧٦ / ١ ، مستدركات النمازي ٣ : ٣٧٤ / ٥٥٢٠.

١ ـ في البصائر : شبّان.

٢ ـ قال المجلسي في بيان الحديث : « بوداسكفت » لعلّه كان اسم رجل بطين ، فأطلقوا عليه صلوات الله عليه لكونه بطيناً ، أو كان في بعض اللغات موضوعاً للبطين ، وإنّما أطلقوا ذلك لظنّهم أنّه عليه‌السلام لا يعرف تلك اللغة ، فأجابهم عليه‌السلام بأنّ أسفل بطني محلّ الطعام وأعلاه محل العلوم والأحكام. البحار ٤٠ : ١٤٣ / بيان حديث ٤٧.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٥١٧ / ٤٩ ، وعنه في البحار ٤٠ : ١٤٣ / ٤٧.

٤ ـ المغيريّة : هم أصحاب المغيرة بن سعيد العجلي ، الذي ادّعى أنّ الإمامة بعد الإمام الباقر عليه‌السلام في محمّد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن ( ذو النفس الزكيّة ) ، وزعم أنّه حي لم يمت.

وكان المغيرة مولى خالد بن عبدالله القسري ، وادّعى الإمامة لنفسه بعد الإمام محمّد ، وبعد ذلك ادّعى النبوّة لنفسه ، واستحلّ المحارم ... انظر الملل والنحل ١ : ١٧٦ / د ، فرق الشيعة للنوبختي : ٥٩.

٢٠٨

« ما من شيء يحتاج إليه ابن آدم إلاّ وخرجت فيه السُنّة من الله تعالى ، ومن رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولولا ذلك ما احتجّ الله عزّوجل علينا بما احتجّ » فقال المغيري : وبما احتجّ؟ فقال أبو عبدالله عليه‌السلام : « بقوله ( اليومَ أكملت لكم دينَكُم وأتممتُ عليكُم نعمتي ورضيت لكُمُ الاسلامَ ديناً ) (١) ـ حتّى تمّم الآية ـ فلو لم يكمل سُننه (٢) وفرائضه ما احتَجّ به » (٣).

[ ١٩٨ / ٣٩ ] علي بن اسماعيل بن عيسى ، عن أبي عبدالله محمّد بن خالد البرقي ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن عمّار بن مروان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ ( إنّ في ذلك لآيات لاُولي النهى ) (٤) قال : « نحن والله اُولوا النهى » قلت : ما معنى اُولي النهى؟ قال : « ما أخبر الله عزّ وجلّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بما يكون بعده ، من ادّعاء أبي فلان الخلافة والقيام بها ، والآخر من بعده ، والثالث من بعدهما ، وبني اُميّة.

فأخبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله علياً عليه‌السلام فبان ذلك (٥) كما أخبر الله عزّ وجلّ رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكما أخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علياً عليه‌السلام ، وكما انتهى إلينا من علم علي عليه‌السلام ما يكون من بعده من الملك في بني اُميّة وغيرهم.

فنحن اُولوا النهى الذي انتهى إلينا علم ذلك كلّه ، ثمّ الأمر لله عزّ وجلّ (٦) ،

__________________

١ ـ المائدة ٥ : ٣.

٢ ـ في نسخة « ض » : سنّته ، وكذا المختصر المطبوع والبصائر.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٥١٧ / ٥٠ ، وعنه في البحار ٢ : ١٦٩ / ٣.

٤ ـ طه ٢٠ : ٥٤ و ١٢٨.

٥ ـ في البصائر : فإنّ ذلك ، وفي تفسير القمّي وتأويل الآيات : وكان ذلك.

٦ ـ في البصائر : فصبرنا لأمر الله عزّ وجلّ ، بدل : ثمّ الأمر لله عزّ وجلّ.

٢٠٩

ونحن قُوّام الله على خلقه ، وخُزّانه على دينه ، نخزنه ونستره ، ونكتم به من عدوّه ، كما اكتتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى أذن الله له في الهجرة ، وجهاد المشركين.

فنحن على منهاج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتّى يأذن الله لنا بإظهار دينه بالسيف ، وندعوا الناس إليه ، ولنضربهم عليه عوداً ، كما ضربهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بَدءاً » (١).

[ ١٩٩ / ٤٠ ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن ياسين البصري (٢) ، عن حريز بن عبدالله ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله عزّ وجلّ فرض العلم على ستّة أجزاء (٣) ، فأعطى علياً عليه‌السلام خمسة أجزاء (٤) ، وأسهم له في الجزء الآخر » (٥).

[ ٢٠٠ / ٤١ ] وعنه ، عن النضر بن سويد وجعفر بن بشير البجلي ، عن هارون بن خارجة ، عن عبدالله بن عطا (٦) ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : « نحن اُولوا الذكر ،

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٥١٨ / ٥١ وأورده القمّي في تفسيره ٢ : ٦١ ، باختلاف يسير ، ونقله الاسترآبادي في تأويل الآيات ١ : ٣١٤ / ٧ ، عن محمّد بن العباس ، وذكره باختصار فرات الكوفي في تفسيره : ٢٥٦ / ٣٤٨ ، وابن شهر آشوب في المناقب ٤ : ٢٣٣ ـ ٢٣٤.

٢ ـ في البصائر : ياسين الصرير ، وفي البحار عنه : ياسين الضرير ، فهو والذي في المتن كلاهما صحيح ، والظاهر أنّ نقطة الضاد سقطت في الطبع ، وهو ياسين الضرير الزيّات البصري ، لقى أبا الحسن موسى عليه‌السلام لمّا كان بالبصرة ، وروى عنه.

انظر رجال النجاشي : ٤٥٣ / ١٢٢٧ ، فهرست الشيخ : ٢٦٧ / ٨١٩.

٣ و ٤ ـ في نسخة « ض و س » : أشياء.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٥١٨ / ٥٢ ، وعنه في البحار ٤٠ : ١٤٣ / ٤٨ ، باختلاف يسير في الفقرة الأخيرة.

٦ ـ في نسختي « س و ض » : عبدالملك بن عطا.

٢١٠

ونحن اُولوا العلم ، وعندنا الحلال والحرام » (١).

[ ٢٠١ / ٤٢ ] وحدّثني بعض أصحابنا ، عن بكر بن صالح الضبّي ، عن اسماعيل بن عبّاد القصري (٢) ، عن تميم بن بهلول ، عن عبدالمؤمن الأنصاري ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : لِمَ سُمّي أمير المؤمنين صلوات الله عليه أمير المؤمنين؟ فقال : « لأنّ ميرة (٣) المؤمنين منه ، وهو كان يميرهم العلم » (٤).

[ ٢٠٢ / ٤٣ ] ابراهيم بن هاشم ، عن عثمان بن عيسى ، عن حمّاد الطنافسي (٥) ، عن الكلبي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال لي : « يا كلبي كم لمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله من اسم في القرآن؟ » فقلت : إسمان أو ثلاثة ، فقال : « يا كلبي له عشرة أسماء : ( وما محمّد إلاّ رسول قدْ خَلت من قبله الرسل ) (٦) وقوله ( ومبشّراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) (٧) و ( لمّا قام عبدالله يدعوه كادوا يكونون عليه لِبَداً ) (٨) و ( طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) (٩) و ( يس * والقرآن الحكيم * إنّك لمن المرسلين *

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٥١١ / ٢٣ ، وعنه في البحار ٢٣ : ١٨٢ / ٤٢.

٢ ـ في البصائر : النضري وفي نسختي « س و ض » : الضبّي ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح ، وهو من قصر بني هبيرة ، ومن أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام.

انظر معجم رجال الحديث ٤ : ٦٠ / ١٣٧٠ ، رجال الشيخ : ٣٦٨ / ١٣.

٣ ـ الميرة : الطعام يمتاره الانسان. لسان العرب ٥ : ١٨٨٥ ـ مير.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥١٢ / ٢٤ ، وعنه في البحار ٣٧ : ٢٩٥ / ١١.

٥ ـ في البصائر : أعمش بن عيسى ، عن حمّاد الطيّافي.

٦ ـ آل عمران ٣ : ١٤٤.

٧ ـ الصف ٦١ : ٦.

٨ ـ الجن ٧٢ : ١٩.

٩ ـ طه ٢٠ : ١ ـ ٢.

٢١١

على صراط مّستقيم ) (١) و ( ن والقلم وما يسطرون * ما أنت بنعمة ربّك بمجنون ) (٢) و ( يا أيّها المدّثّر ) (٣) و ( يا أيّها المزّمّل ) (٤) وقوله ( فاتّقوا الله يا اُولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذِكراً * رسولاً ) (٥) فالذكر إسم من أسماء محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونحن أهل الذكر ، فاسأل يا كلبي عمّا بدا لك » قال : نسيت والله القرآن كلّه ، فما حفظت منه ولا حرفاً أسأله عنه (٦).

[ ٢٠٣ / ٤٤ ] حدّثنا موسى بن جعفر بن وهب البغدادي (٧) ، عن علي بن أسباط ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ ( وأنّ هذا صراطي مستقيماً ) (٨) قال : « هو والله علي عليه‌السلام ، هو والله الميزان والصراط المستقيم » (٩).

[ ٢٠٤ / ٤٥ ] محمّد بن عيسى بن عبيد (١٠) ، عن داود بن محمّد النهدي ، عن علي

__________________

١ ـ يس ٣٦ : ١ ـ ٤.

٢ ـ القلم ٦٨ : ١ ـ ٢.

٣ ـ المدّثّر ٧٤ : ١.

٤ ـ المزّمّل ٧٣ : ١.

٥ ـ الطلاق ٦٥ : ١٠ ـ ١١.

٦ ـ بصائر الدرجات : ٥١٢ / ٢٦ ، وعنه في البحار ١٦ : ١٠١ / ٣٩.

٧ ـ في البصائر : أبو محمّد ، عن عمران بن موسى بن جعفر البغدادي ، وعنه في البحار : أبو محمّد ، عن عمران بن موسى ، عن موسى بن جعفر.

٨ ـ الأنعام ٦ : ١٥٣.

٩ ـ بصائر الدرجات : ٧٩ / ٩ وباختلاف يسير ، في : ٥١٢ / ٢٥ ، وعن المورد الثاني في البحار : ٣٥ : ٣٦٣ / ٢.

١٠ ـ في البصائر : عبدالله بن جعفر بن محمّد بن عيسى ، وعنه في البحار : عبدالله بن جعفر ، عن محمّد بن عيسى.

٢١٢

ابن جعفر (١) ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام أنّه سمعه يقول : « لو اذن لنا لأخبرنا بفضلنا » فقلت له : العلم منه؟ قال : فقال لي : « العلم أيسر من ذلك » (٢).

[ ٢٠٥ / ٤٦ ] وعنه ، عن أبي محمد عبدالله بن حمّاد الأنصاري ، عن صباح المزني ، عن الحارث بن حصيرة (٣) ، عن الأصبغ بن نباتة قال : دخلت على أمير المؤمنين عليه‌السلام والحسن والحسين عليهما‌السلام عنده وهو ينظر إليهما نظراً شديداً ، فقلت له : بارك الله لك فيهما وبلّغهما آمالهما في أنفسهما ، والله إنّي لأراك تنظر اليهما نظراً شديداً ، فتطيل النظر إليهما : فقال : « نعم يا أصبغ ذكرت لهما حديثاً » فقلت : حدّثني به جعلت فداك ، فقال : « كنت في ضيعة لي فأقبلت نصف النهار في شدّة الحر وأنا جائع ، فقلت لابنة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله أعندكِ شيء تطعمينيه؟ فقامت لتهيّء لي شيئاً ، ( حتّى إذا أنفلت من الصلاة ، قد أحضرت ) (٤) ، أقبل الحسن والحسين عليهما‌السلام حتّى جلسا في حجرها ،

__________________

١ ـ علي بن جعفر : هو علي بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين عليهم‌السلام ، أبو الحسن ، سكن العريض من نواحي المدينة فنسب إليها ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم والرضا عليهم‌السلام ، واقتصر البرقي على الإمام الصادق عليه‌السلام ، وقال العلاّمة : هو أخو الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام ، من أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام ، ثقة.

انظر رجال النجاشي : ٢٥١ / ٦٦٢ ، رجال الشيخ : ٢٤١ / ٢٨٩ و ٣٥٣ / ٥ و ٣٧٩ / ٣ ، رجال البرقي : ٢٥ ، رجال العلاّمة : ١٧٥ / ٥١٥.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٥١٢ / ٢٧ ، وعنه في البحار ٢٥ : ٣٧١ / ٢١ ، وكذلك في مستدركات مسائل علي بن جعفر : ٣٢٣ / ٨٠٧.

٣ ـ في نسخة « س » : الحارث بن الحصين.

٤ ـ في نسخة « ق » بدل ما بين القوسين : حتّى زالت الشمس وقد حضرت الصلاة. والمراد من عبارة المتن أنّه عليه‌السلام لمّا أتمّ نوافله ، أحضرت الزهراء عليها‌السلام له الطعام.

٢١٣

فقالت لهما : ما حبسكما وأبطأكما عنّي؟ قالا : حبسنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وجبرئيل عليه‌السلام.

فقال الحسن عليه‌السلام : أنا كنت في حجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والحسين عليه‌السلام في حجر جبرئيل عليه‌السلام ، فكنت أنا أثب من حجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى حجر جبرئيل عليه‌السلام ، وكان الحسين عليه‌السلام يثب من حجر جبرئيل عليه‌السلام إلى حجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتّى إذا زالت الشمس ، قال جبرئيل عليه‌السلام : قم فصلّي ، إنّ الشمس قد زالت ، فعرج جبرئيل عليه‌السلام إلى السماء ، وقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يصلّي ، فجئنا ».

فقلت : يا أمير المؤمنين في أيّ صورة نظر إليه الحسن والحسين عليهما‌السلام؟ فقال : « في الصورة التي كان ينزل فيها على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

فلمّا حضرت الصلاة خرجت فصلّيت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلمّا انصرف من صلاته ، قلت : يا رسول الله إنّي كنت في ضيعة لي فجئت نصف النهار وأنا جائع ، فسألت ابنة محمّد صلّى الله عليه وعليها وآلهما هل عندكِ شيء تطعمينيه؟ فقامت لتهيّء لي شيئاً ، حتّى أقبل ابناك الحسن والحسين عليهما‌السلام حتّى جلسا في حجر اُمّهما فسألتهما : ما أبطأكما وما حبسكما عنّي؟ فسمعتهما يقولان : حبسنا جبرئيل ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقلت : كيف حبسكما جبرئيل ورسول الله صلوات الله عليه؟ فقال الحسن عليه‌السلام : كنت أنا في حجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والحسين عليه‌السلام في حجر جبرئيل عليه‌السلام فكنت أنا أثب من حجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى حجر جبرئيل عليه‌السلام ، وكان الحسين عليه‌السلام يثب من حجر جبرئيل عليه‌السلام إلى حجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : صدق ابناي ما زلت أنا وجبرئيل عليه‌السلام نزهوا بهما منذ أصبحنا إلى أن زالت الشمس ، قلت : يا رسول الله بأيّ صورة كانا يريان

٢١٤

جبرئيل عليه‌السلام؟ فقال : بالصورة التي كان ينزل فيها عليَّ » (١)

[ ٢٠٦ / ٤٧ ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن أبي عبدالله زكريا بن محمّد المؤمن ، قال : حدّثني أبو علي حسّان بن مهران الجمّال (٢) ، عن أبي داود السبيعي ، عن بريدة الأسلمي ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا علي إنّ الله عزّ وجلّ أشهدك معي في سبعة مواطن :

أمّا أوّلهنّ : فليلة اُسري بي إلى السماء ، فقال لي جبرئيل عليه‌السلام : أين أخوك؟ فقلت : ودّعته خلفي ، قال : فادع الله تعالى فليأتك به ، فدعوت الله فإذا أنت معي ، وإذا الملائكة صفوف وقوف ، فقلت : ما هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال : هؤلاء يباهيهم الله بك ، قال : فأذن لي فنطقت بمنطق لم ينطق الخلائق بمثله ، نطقت بما خلق الله وما هو خالق إلى يوم القيامة.

الموطن الثاني : أتاني جبرئيل عليه‌السلام فأسرى بي إلى السماء ، فقال لي : أين أخوك؟ فقلت : ودّعته خلفي ، قال : فادع الله فليأتك به ، فدعوت الله فإذا أنت معي فكشط (٣) لي عن السماوات السبع والأرضين السبع ، حتّى رأيت سكّانها وعمّارها ، وموضع كلّ ملك منها ، فلم أرَ من ذلك شيئاً إلاّ رأيته.

الموطن الثالث : ذهبت إلى الجنّ وما معي غيرك ، فقال لي جبرئيل عليه‌السلام : أين أخوك؟ فقلت : ودّعته خلفي ، قال : فادع الله فليأتك به ، فدعوت الله عزّ وجلّ فإذا أنت معي ، فلم أقل لهم شيئاً ، ولم يردّوا عليّ شيئاً إلاّ سمعته وعلمته كما علمته.

__________________

١ ـ لم أعثر له على مصدر.

٢ ـ في البصائر : علي بن حسّان.

٣ ـ كشط : كشف. الصحاح ٣ : ١١٥٥ ـ كشط.

٢١٥

الموطن الرابع : إنّي ما سألت الله عزّ وجلّ شيئاً إلاّ اُعطيته فيك إلاّ النبوّة ، فإنّه قال : يا محمّد خصصتك بها.

الموطن الخامس : خُصّصنا بليلة القدر ، وليست لأحد غيرنا.

الموطن السادس : أتاني جبرئيل عليه‌السلام فأسرى بي إلى السماء ، فقال : أين أخوك؟ فقلت : ودّعته خلفي ، قال : فادع الله فليأتك به ، فدعوت الله فإذا أنت معي ، ( فأذّن جبرئيل عليه‌السلام فصلّيت بأهل السماوات جميعاً وأنت معي ) (١).

الموطن السابع : نبقى حتّى لايبقى أحد ، وهلاك الأحزاب بأيدينا » (٢).

[ ٢٠٧ / ٤٨ ] أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال (٣) ، عن الحسن بن الجهم ، عن حبيب بن علي (٤) ، قال : كنت في المسجد الحرام ونحن مجاورون ، وكان هشام بن الأحمر يجلس معنا في المجلس ، فنحن يوماً في ذلك المجلس فأتانا سعيد الأزرق وابن أبي الأصبغ ، فقال لهشام : إنّي قد جئتك في حاجة وهي يد تتخذها (٥) عندي وعظم

__________________

١ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ق ».

٢ ـ أورده الصفّار باختصار في بصائر الدرجات : ١٠٧ / ٣ ، والقمّي باختلاف في تفسيره ٢ : ٣٣٥ ، والطوسي بتفصيل في أماليه : ٦٤١ / ٢١ ، ونقله المجلسي عن البصائر في البحار ١٨ : ٤٠٦ / ١١٣ و ٢٦ : ١١٥ / ١٦.

٣ ـ في نسخة « ض » : أحمد بن الحسين بن علي بن فضال ، وفي نسخة « ق » : أحمد بن علي بن فضال ، وفي المختصر المطبوع ص ٧٠ : محمّد بن الحسن بن علي بن فضال ، وما أثبتناه من نسخة « س » ظاهراً هو الصحيح لأنّه من مشايخ الأشعري. انظر معجم رجال الحديث : ٩ : ٨٣ و ١٦ : ٢٧٢.

٤ ـ في مدينة المعاجز : حبيب بن المعلّى.

٥ ـ في مدينة المعاجز : تتحذرها.

٢١٦

الأمر ، وقال : ما هو؟ قال : معروف أشكرك عليه ما بقيت ، فقال هشام : هاتها ، قال : تستأذن لي على أبي الحسن عليه‌السلام ، وتسأله أن يأذن لي في الوصول إليه ، قال له : نعم ، أنا أضمن لك ذلك.

فلمّا دخل علينا سعيد وهو شبه الواله ، فقلت له : مالك؟ فقال : ابغ لي هشاماً ، فقلت له : اجلس فإنّه يأتي ، فقال : إنّي لاُحبّ أن ألقاه ، فلم يلبث أن جاء هشام ، فقال له سعيد : يا أبا الحسن إنّي قد سألتك ما قد علمت ، فقال له : نعم ، قد كلّمت صاحبك فأذن لك.

فقال له سعيد : فإنّي لمّا انصرفت جاءني جماعة من الجنّ ، فقالوا : ما أردت بطلبتك إلى هشام يكلّم لك إمامك ، أردت القربة إلى الله بأن تدخل عليه ما يكره ، وتكلّفه ما لايحب ، إنّما عليك أن تجيب إذا دعيت ، واذا فتح بابه تستأذن ، وإلاّ جرمك في تركه أعظم من أن تكلّفه ما لايحب ، فأنا أرجع فيما كلّفتك فيه ، ولا حاجة لي في الرجوع إليه ثمّ انصرف ، فقال لنا هشام : أما علمت يا أبا الحسن بها ، قال : فإن كان الحائط كلّمني فقد كلّمني ، أو رأيت في الحائط شيئاً فقد رأيته في وجهه (١).

__________________

١ ـ نقله البحراني في مدينة المعاجز : ٤٥٨ ، عن سعد بن عبدالله.

٢١٧
٢١٨

باب

ما جاء في التسليم لما جاء عنهم وما قالوه عليهم‌السلام (١)

[ ٢٠٨ / ١ ] حدّثنا الحسن بن علي بن النعمان ، عن أبيه (٢) ، عن عبدالله بن مسكان ، عن كامل التمـّار ، قال : قال لي أبو جعفر عليه‌السلام : « يا كامل أتدري ما قول الله عزّ وجلّ ( قد أفلح المؤمنون ) (٣)؟ ».

قلت : أفلحوا : فازوا ، واُدخلوا الجنة ، قال : « قد أفلح المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء » (٤) وزاد فيه غيره.

قال : وقال أبو عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ ( ُّبَما يَودُّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) (٥) » بفتح السين مثقلة ، هكذا قرأها (٦).

__________________

* ـ من هنا سقط من نسخة « ق » إلى صفحة ٢٩٧.

١ ـ « عن أبيه » لم يرد في البصائر.

٢ ـ المؤمنون ٢٣ : ١.

٣ ـ أورده الصفّار في بصائر الدرجات : ٥٢٠ / ١ ، ونقله عنه المجلسي في البحار ٢ : ١٩٩ / ٦٠ ، وذكره البرقي في المحاسن ١ : ٤٢٣ / ٣٧٣ ، والكليني في الكافي ١ : ٣٩١ / ٥ ، بزيادة : « فالمؤمن غريب فطوبى للغرباء ».

٤ ـ الحجر ١٥ : ٢.

٥ ـ نقل الرواية كاملة البحراني في تفسير البرهان ٤ : ١١ / ٢ ، عن سعد بن عبدالله.

٢١٩

[ ٢٠٩ / ٢ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عمر بن اُذينة ، عن عبدالله بن النجاشي (١) ، قال سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ ( فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يُحكّموك فيما شجر بَينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويُسلّموا تسليماً ) (٢) قال : « عنى بها عليّاً عليه‌السلام ، وتصديق ذلك [ في قوله تعالى ] (٣) ( ولو أنّهم إذ ظَّلموا أنفسهم جاءوك ـ يعني علياً عليه‌السلام ـ فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسولُ ) (٤) يعني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله » (٥).

[ ٢١٠ / ٣ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبدالله بن يحيى الكاهلي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنّه تلا هذه الآية ( فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليماً ) (٦) فقال عليه‌السلام : « لو أنّ قوماً عبدوا الله وحده ، ثمّ قالوا لشيء صنعه الله : لِمَ صنع كذا وكذا ، ولو صنع كذا وكذا خلاف الذي صنع ، لكانوا بذلك مشركين ».

ثمّ قال : « لو أنّ قوماً عبدوا الله وحده ، ثمّ قالوا لشيء صنعه رسول

__________________

١ ـ عبدالله بن النجاشي : هو ابن عثيم بن سمعان ، أبو بُجير الأسدي النصري ، يروي عن أبي عبدالله عليه‌السلام رسالة منه إليه ، وقد ولّي الأهواز من قبل المنصور العبّاسي ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام. رجال النجاشي : ٢١٣ / ٥٥٥ ، رجال البرقي : ٢٢.

٢ ـ النساء ٤ : ٦٥.

٣ ـ ما بين المعقوفين أثبتناه من تفسير البرهان.

٤ ـ النساء ٤ : ٦٤.

٥ ـ أورده الصفّار في بصائر الدرجات : ٥٢٠ / ٢ ، وعنه في البحار ٣٦ : ٩٥ / ٣١ ، إلى قوله : عنى بها علياً عليه‌السلام ، وأورد نحوه العيّاشي في تفسيره ١ : ٢٥٥ / ١٨٢ ، والكليني في الكافي ٨ : ٣٣٤ / ٥٢٦ ، ونقله كاملاً البحراني في تفسير البرهان ٢ : ١٢٠ / ٧ ، عن سعد بن عبدالله.

٦ ـ النساء ٤ : ٦٥.

٢٢٠