مختصر البصائر

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي

مختصر البصائر

المؤلف:

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي


المحقق: مشتاق المظفّر
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-470-280-8
الصفحات: ٥٨٤

باب

في فضل الأئمّة صلوات الله عليهم

وما جاء فيهم من القرآن العزيز

[١٦٠ / ١ ] (١) حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى (٢) ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن هشام بن سالم ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كنّا عنده ثمانية رجال فذكرنا رمضان ، فقال : « لا تقولوا هذا رمضان ، ولا جاء رمضان ، ولا ذهب رمضان ( فإنّ رمضان اسم من أسماء الله لا يجيء ولايذهب ، وإنّما يجيء ويذهب الزائل ، ولكن قولوا : شهر رمضان ) (٣) ، فالشهر المضاف إلى الاسم ، والإسم إسم الله وهو الشهر الذي اُنزل فيه القرآن ، جعله الله عزّ وجلّ مثلاً (٤) وعيداً.

ألا ومن خرج في شهر رمضان من بيته في سبيل الله ـ ونحن سبيل الله الذي من دخل فيه يطاف بالحصن ، والحصن هو الإمام ، فليكبّر عند رؤيته ـ كانت له يوم القيامة صخرة في ميزانه أثقل من السماوات السبع والأرضين السبع وما فيهنّ وما

__________________

١ ـ من حديث ١٦٠ إلى حديث ٢٠٣ سقط من نسخة « ق ».

٢ ـ في البصائر : محمّد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى.

٣ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسختي « س و ض ».

٤ ـ في المختصر المطبوع ص ٥٦ ونسخة « س » : بياض في مكان كلمة : مثلاً.

١٨١

بينهنّ وما تحتهنّ ».

فقلت : يا أبا جعفر وما الميزان؟ فقال : « إنّك قد ازددت قوة ونظراً ، يا سعد : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الصخرة ونحن الميزان ، وذلك قول الله عزّ وجلّ في الإمام ( ليقوم الناسُ بالقسط ) (١).

قال : ومن كبّر بين يدي الإمام وقال : لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، كتب الله له رضوانه الأكبر ، ومن يكتب الله له رضوانه الأكبر يجمع بينه وبين ابراهيم ومحمّد عليهما‌السلام والمرسلين في دار الجلال » ، فقلت : وما دار الجلال؟ فقال : « نحن الدار وذلك قول الله عزّ وجلّ ( تلك الدارُ الآخرةُ نجعلها للذين لايريدون علوّاً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتّقين ) (٢) ( فنحن العاقبة يا سعد ، وأمّا مودّتنا للمتّقين ، ) (٣) فيقول الله عزّ وجلّ ( تبارك اسمُ ربّك ذي الجلال والإكرام ) (٤) فنحن جلال الله وكرامته التي أكرم الله تبارك وتعالى العباد بطاعتنا » (٥).

[ ١٦١ / ٢ ] وعنه ، عن العبّاس بن معروف ، عن حمّاد بن عيسى (٦) ، عن

__________________

١ ـ الحديد ٥٧ : ٢٥.

٢ ـ القصص ٢٨ : ٨٣.

٣ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسختي « س و ض ».

٤ ـ الرحمن ٥٥ : ٧٨.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٣١١ / ١٢ ، وعنهما في البحار ٢٤ : ٣٩٦ / ١١٦ ، وأورده الكليني في الكافي ٤ : ٦٩ / ٢ والصدوق في معاني الأخبار : ٣١٥ / ١ وفي من لايحضره الفقيه ٢ : ١٧٢ / ٢٠٥٠ ، إلى قوله : مثلاً وعيداً.

٦ ـ حمّاد بن عيسى : وهو أبو محمّد الجهني مولى ، وقيل : عربى أصله الكوفة وسكن البصرة ،

١٨٢

حريز بن عبدالله ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « إنّ علي بن الحسين عليهما‌السلام اُتي بعسل فشربه ، فقال : والله لأعلم من أين هذا العسل ، وأين أرضه ، وإنّه ليمار (١) من قرية كذا وكذا » (٢).

[ ١٦٢ / ٣ ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن بعض رجاله يرفعه قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : « أبى الله أن يجري الأشياء إلاّ بالأسباب ، فجعل لكلّ شيء سبباً ، وجعل لكل سبب ( شرحاً ، وجعل لكلّ شرح مفتاحاً ) (٣) ، وجعل لكلّ مفتاح علماً ، وجعل لكل علم باباً ناطقاً ، من عرفه عرف الله ، ومن أنكره أنكر الله ، وذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن » (٤).

__________________

وقيل : إنّه روى عن أبي عبدالله عليه‌السلام عشرين حديثاً ، وأبي الحسن والرضا عليهما‌السلام ، وكان ثقة في حديثه صدوقاً ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق والكاظم والرضا عليهم‌السلام ، واقتصر الشيخ على الإمام الصادق والكاظم عليهما‌السلام قائلاً : بقي إلى زمان الإمام الرضا عليه‌السلام.

قال العلاّمة : كان متحرّزاً في الحديث ، وكان يقول : سمعت من أبي عبدالله عليه السلام سبعين حديثاً ، فلم ازل اُدخل الشك على نفسي حتّى اقتصرت على هذه العشرين.

مات رحمه‌الله في حياة الإمام أبي جعفر الثاني عليه‌السلام غريقاً بوادي قناة ـ وهو واد يسيل من الشجرة إلى المدينة ـ في سنة تسع ومأتين ، وقيل سنة ثمان ومائتين ، وله من العمر نيف وتسعون سنة.

اُنظر رجال النجاشي : ١٤٢ / ٣٧٠ ، رجال البرقي : ٢١ و ٤٨ و ٥٣ ، رجال الشيخ : ١٧٤ / ١٥٢ و ٣٤٦ / ١ ، رجال العلاّمة : ١٢٤ / ٣٢٣.

١ ـ في البصائر والبحار : ليمتار : أي يُجلب. انظر مجمع البحرين ٣ : ٤٨٦ ـ مير.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٥ / ١ ، وعنه في البحار ٤٦ : ٧١ / ٤٩.

٣ ـ في نسخة « س » : سوراً ومفتاحاً. بدل ما بين القوسين.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٥ / ٢ ، وعنه في البحار ٢ : ٩٠ / ١٥ و ١٦٨ / ١ ، والسند فيه هكذا : حدّثنا علي بن محمّد ، عن محمّد بن عيسى ، عن عبدي يرفعه.

١٨٣

[ ١٦٣ / ٤ ] علي بن اسماعيل بن عيسى ، عن محمّد بن عمرو بن سعيد الزيات ، عن بعض أصحابه ، عن نصر بن قابوس (١) قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ ( وظلّ ممدود * وماء مسكوب * وفاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا ممنوعة ) (٢) قال : « يا نصر إنّه والله ليس حيث ذهب الناس ، إنّما هو العالم وما يخرج منه ».

وسألته عن قول الله عزّ وجلّ ( وبئر معطّلة وقصر مشيد ) (٣) قال : « ( البئر المعطّلة ) الإمام الصامت ( وقصر مشيد ) الإمام الناطق » (٤).

[ ١٦٤ / ٥ ] ابراهيم بن هاشم (٥) ، عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد ، عن

__________________

١ ـ نصر بن قابوس : هو اللخمي القابوسي ، روى عن أبي عبدالله وأبي ابراهيم وأبي الحسن الرضا عليهم‌السلام ، وكان ذا منزلة عندهم. وقال الشيخ في الغيبة : فروي أنّه كان وكيلاً لأبي عبدالله عليه‌السلام عشرين سنة ولم يُعلم أنّه وكيل ، وكان خيّراً فاضلاً. عدّه البرقي من أصحاب الامام الصاق عليه‌السلام وزاد الشيخ عليه الإمام الكاظم عليه‌السلام.

انظر رجال النجاشي : ٤٢٧ / ١١٤٦ ، الغيبة للطوسي : ٣٤٧ / ٣٠٢ ، رجال البرقي : ٣٩ ، رجال الطوسي : ٣٢٤ / ٧ و ٣٦٢ / ٥.

٢ ـ الواقعة ٥٦ : ٣٠ ـ ٣٣.

٣ ـ الحج ٢٢ : ٤٥.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٥ / ٣ و ٤ ، وعنهما في البحار ٢٤ : ١٠٤ / ١١ و ١٠٢ / ٧ ، وأورد القطعة الثانية من الحديث الكليني في الكافي ١ : ٤٢٧ / ٧٥ ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى عليه‌السلام ، والصدوق في معاني الأخبار : ١١١ / ١ ، عن ابراهيم بن زياد و ١١١ / ٢.

٥ ـ ابراهيم بن هاشم : هو أبو اسحاق القمّي أصله كوفي انتقل إلى قم ، وهو أول من نشر حديث الكوفيّين بقم ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام ، وقد بلغت رواياته ستّة آلاف

١٨٤

أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ ( الرحمن * علّم القرآن ) (١) فقال : « إنّ الله علّم محمّداً القرآن » قلت : ( خلق الإنسان * علّمه البيان ) (٢) قال : « ذاك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلوات الله عليه علّمه بيان كلّ شيء ممّا يحتاج الناس إليه » (٣).

[ ١٦٥ / ٦ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى (٤) ، عن جدّه الحسن بن راشد ، قال : سمعت أبا ابراهيم عليه‌السلام يقول : « إنّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنّه قد فنيت أيّامك ، وذهبت دنياك ، واحتجت إلى لقاء ربّك ، فرفع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يديه إلى السماء باسطاً كفيّه وهو يقول : عِدَتك التي وعدتني إنّك لاتخلف الميعاد ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : أن ائت اُحُداً أنت ومن تثق به ، فأعاد الدعاء ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : امض أنت وابن عمّك حتّى تأتي اُحُداً ، ثمّ تصعد على

__________________

وأربعمائة وأربعة عشر مورداً ، ولايوجد في الرواة مثله في كثرة الرواية.

اُنظر رجال النجاشي : ١٦ / ١٨ ، رجال الشيخ : ٣٦٩ / ٣٠ ، معجم رجال الحديث ١ : ٢٩١.

١ و ٢ ـ الرحمن ٥٥ : ١ ـ ٤.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٥ / ٥ ، وأورده القمّي في تفسيره ٢ : ٣٤٣ ، ونقله المجلسي في البحار ٤٠ : ١٤٢ / ٤٥ ، عن بصائر الدرجات والاختصاص.

والظاهر أنّه قد وقع خلط بين رمز المختصر ورمز الاختصاص لتقاربهما ، ولذا لم اعثر عليه في الاختصاص ، وعلى هذا يكون الرمز ( خص ) وليس ( ختص ).

٤ ـ القاسم بن يحيى : هو ابن الحسن بن راشد ، عدّه الشيخ في رجاله تارة من أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام واُخرى في من لم يرو عنهم عليهم‌السلام ، وهو الراوي عن جدّه الحسن بن راشد.

انظر رجال النجاشي : ٣١٦ / ٨٦٦ ، رجال الشيخ : ٣٨٥ / ٢ و ٤٩٠ / ٦.

١٨٥

ظهره واجعل القبلة في ظهرك ، ثمّ ادع وحش الجبل تجبك ، فإذا أجابتك فاعمد إلى جفرة (١) منهنّ اُنثى ـ وهي التي تدعى الجفرة حين ناهد (٢) قرناها الطلوع ـ تشخب أوداجها دماً ، وهي التي لك ، فمر ابن عمّك فليقم إليها فليذبحها وليسلخها من قبل الرقبة ويقلب داخلها ، فإنّه سيجدها مدبوغة.

وساُنزل عليك الروح الأمين وجبرئيل معه دواة وقلم ومداد ، ليس هو من مداد الأرض ، يبقى المداد ويبقى الجلد ، لا تأكله الأرض ولايبليه التراب ، لايزداد كلّما نُشر إلاّ جدة ، غير أنّه محفوظ مستور ، يأتيك علم وحي بعلم ما كان وما يكون اليك ، وتمليه على ابن عمّك ، وليكتب وليستمدّ من تلك الدواة.

فمضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى انتهى إلى الجبل ، ففعل ما أمره الله تعالى به وصادف ما وصف له ربّه ، فلمّا ابتدأ عليٌّ عليه‌السلام في سلخ الجفرة نزل جبرئيل والروح الأمين وعدّة من الملائكة ـ لايحصي عددهم إلاّ الله ، ومن حضر ذلك المجلس ـ بين يديه ، وجاءته الدواة والمداد خضر كهيئة البقل وأشدّ خضرة وأنور.

ثمّ نزل الوحي على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكتب علي عليه‌السلام ، إلاّ أنـّه يصف كلّ زمان وما فيه ، ويخبره بالظهر والبطن ، وأخبره بما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وفسّر له أشياء لايعلم تأويلها إلاّ الله والراسخون في العلم ، ثمّ أخبره بكلّ عدوّ يكون لهم في كلّ زمان من الأزمنة حتّى فهم ذلك كلّه وكتبه.

ثمّ أخبره بأمر ما يحدث عليه وعليهم من بعده ، فسأله عنها ، فقال : الصبر

__________________

١ ـ الجفر : إذا بلغ ولد المعزى أربعة أشهر وجَفَرَ جنباه وفُصل عن اُمّه وأخذ في الرعي ، فهو جفر ، والجمع أجفار وجِفَار وجَفَرة ، والاُنثى جَفْرَةٌ. لسان العرب ٤ : ١٤٢ ـ جفر.

٢ ـ ناهد : أشرف. الصحاح ٢ : ٥٤٥ ـ نهد.

١٨٦

الصبر ، وأوصى الينا بالصبر ، وأوصى أشياعهم بالصبر والتسليم حتّى يخرج الفرج ، وأخبره بأشراط أوانه وأشراط تولّده ، وعلامات تكون في ملك بني هاشم ، فمن هذا الكتـاب استُخرِجَت أحاديث الملاحم كلّها ، وصار الوليّ إذا اُفضي (١) إليه الأمر تكلّم بالعجب » (٢).

[ ١٦٦ / ٧ ] وعنه ، عن محمّد بن سنان ، عن مرازم بن حكيم (٣) وموسى بن بكر (٤) قالا : سمعنا أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : « إنّا أهل البيت لم يزل الله يبعث منّا من يعلم كتابه من أوّله إلى آخره ، وإنّ عندنا من حلال الله وحرامه ما يسعنا كتمانه ، ما نستطيع أن نحدّث به أحداً » (٥).

[ ١٦٧ / ٨ ] الحسن بن موسى الخشّاب ، عن اسماعيل بن مهران (٦) ، عن عثمان بن

__________________

١ ـ أفضى. انتهى. لسان العرب ١٥ : ١٥٧ ـ فضا : وفي نسختي « س و ض » : قضي.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٦ / ٦ ، باختلاف يسير ، ونقله المجلسي عن المختصر في البحار ٤٠ : ١٩٧ / ٨٢.

٣ ـ مرازم بن حكيم : هو أبو محمّد الأزدي المدائني ، مولى ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما‌السلام ، وهو أحد من بُلي باستدعاء الرشيد له وأخوه ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الصادق والكاظم عليهما‌السلام. مات رحمه‌الله في أيام الإمام الرضا عليه‌السلام.

انظر رجال النجاشي : ٤٢٤ / ١١٣٨ ، رجال الشيخ : ٣١٩ / ٦٣٨ و ٣٥٩ / ٦ ، رجال البرقي : ٤٥ و ٤٨ ، خلاصة الأقوال : ٢٧٨ / ١٠١٨.

٤ ـ في نسخة « س » والمختصر المطبوع : موسى بن بكير.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٧ / ٧ ، وعنه في البحار ٢ : ١٧٨ / ٢٣.

٦ ـ اسماعيل بن مهران : هو ابن أبي نصر السكوني ، مولى كوفي ، يكنّى أبا يعقوب ، ثقة معتمد ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق

١٨٧

جبلة ، عن كامل التمّار ، قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام ذات يوم ، فقال لي : « يا كامل اجعلوا لنا ربّاً نؤوب إليه ، وقولوا فينا ما شئتم ».

قال : فقلت : نجعل لكم ربّاً تؤوبون إليه ونقول فيكم ما شئنا؟ قال : فاستوى جالساً ، فقال : « ما عسى أن تقولوا ، والله ما خرج اليكم من علمنا إلاّ ألفاً غير معطوفة » (١).

[ ١٦٨ / ٩ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن عبدالكريم بن عمرو ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : جاء أعرابي حتّى قام على باب مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يتوسّم (٢) الناس فرأى أبا جعفر عليه‌السلام ، فعقل ناقته ودخل وجثا على ركبتيه وعليه شملة ، فقال له أبو جعفر عليه‌السلام : « من أين جئت يا أعرابي؟ » قال : جئت من أقصى البلدان ، قال أبو جعفر : « البلدان أوسع من ذلك ، فمن أين جئت؟ » قال : من الأحقاف (٣) ، قال : « أحقاف عاد؟ » قال : نعم.

__________________

والرضا عليهما‌السلام.

انظر رجال النجاشي : ٢٦ / ٤٩ ، رجال الشيخ : ١٤٨ / ١١٥ و ٣٦٨ / ١٤ ، رجال البرقي : ٥٥

١ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٧ / ٨ ، باختلاف ، وعنه في البحار ٢٥ : ٢٨٣ / ٣٠ ولفظه أقرب للمختصر من البصائر.

قال المجلسي في بيان الحديث : قوله عليه‌السلام : « غير معطوفة » أي نصف حرف ، كناية عن نهاية القلّة.

٢ ـ التوسّم : طلب الكلأ. وقال الشاعر :

وأصبحن كالدوم النواعم غُدوة

على وجهة من ظاعن متوسّم

لسان العرب ٢ : ٦٣٦ ـ وسَم.

٣ ـ الأحقاف : إنّها رمال بأرض اليمن كانت عاد تنزلها. معجم البلدان ١ : ١١٥.

١٨٨

قال : « أفرأيت ثمّ (١) سدرة إذا مرّ التجّار بها استظلّوا بفيئها؟ » قال : وما علمك بذلك؟ قال : « هو عندنا في كتاب ، وأي شيء رأيت أيضاً؟ » قال : رأيت وادياً مظلماً فيه الهام والبوم (٢) لايبصر قعره ، قال : « أو تدري ما ذاك الوادي؟ » قال : لا والله ما أدري ، قال : « ذاك برهوت (٣) فيه نسمة كلّ كافر. وأين بلغت؟ » فقطع الأعرابي ، فقال : بلغت قوماً جلوساً في منازلهم ، ليس لهم طعام ولا شراب ، إلاّ ألبان أغنامهم فهي طعامهم وشرابهم.

ثمّ نظر إلى السماء فقال « اللهم العنه » فقال له جلساؤه من هو جعلنا الله فداك؟ قال : « هو قابيل ، يعذّب بحرّ الشمس وزمهرير البرد » (٤).

ثمّ جاءه رجل آخر ، فقال : « رأيت لي جعفراً » فقال الأعرابي : ومن جعفر

__________________

١ ـ ثَمَّ : بمعنى هناك وهو للتبعيد. الصحاح ٥ : ١٨٨٢ ـ ثمم.

٢ ـ الهام : طائر صغير يألف المقابر ، والبوم : ذكر الهام واحدته بومة. لسان العرب ١٢ : ٦٥٢ ـ هوم و ٦١ ـ بهم.

وقال الدميري في حياة الحيوان : البوم : بضم الباء طائر يقع على الذكر والاُنثى وأنواعها : الهامة والصدى والضوع والخفاش وغريب الليل والبومة وهذه الأسماء مشتركة تقع على كلّ طائر من طير الليل يخرج من بيته ليلاً.

وقال ذو الرمّة :

قد أعسف النازح المجهول معسفه

في ظل أخضر يدعو هامة البوم

انظر حياة الحيوان ١ : ٢٢٦ و ٢ : ٣٨٦.

٣ ـ برهوت : واد باليمن يوضع فيه أرواح الكفّار وهو يقرب حضرموت ، وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّ فيه أرواح الكفار والمنافقين » ، وروي عن الامام علي عليه‌السلام أنّه قال : « أبغض بقعة في الأرض إلى الله عزّ وجلّ ، وادي برهوت بحضرموت فيه أرواح الكفار ». معجم البلدان ١ : ٤٠٥.

٤ ـ الزمهرير : البرد الشديد. لسان العرب ٤ : ٣٣٠ ـ زمهر.

١٨٩

الذي يسأل عنه؟ فقالوا : ابنه ، فقال : سبحان الله ما أعجب هذا الرجل يخبرنا عن أهل السماء ولا يدري أين ابنه (١)!؟.

[ ١٦٩ / ١٠ ] وبهذا الإسناد عن محمّد بن مسلم قال : دخلت أنا وأبو جعفر عليه‌السلام مسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله فإذا طاووس اليماني (٢) يقول لأصحابه : أتدرون متى قتل نصف الناس ، فسمع أبو جعفر عليه‌السلام قوله : نصف الناس ، فقال : « إنّما هو ربع الناس ، إنّما هو ولد آدم ، آدم وحواء وقابيل وهابيل » قال : صدقت يا ابن رسول الله (٣).

قال محمّد : فقلت في نفسي : هذه والله مسألة فغدوت عليه في منزله وقد لبس

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٨ / ٩ ، ونقله المجلسي في البحار ٤٦ : ٢٤٢ / ٣٠ ، عن البصائر والاختصاص ، ولم أعثر عليه في الاختصاص والظاهر أنّه وقع خلط بين رمز الاختصاص والمختصر كما تقدّم في حديث ١٦٤.

٢ ـ طاووس اليماني : هو طاووس بن كيسان اليماني ، مولى بحير بن ريسان ، من أبناء فارس ، كان ينزل الجند ، وروي عنه أنّه أدرك خمسين من الصحابة.

وقال ابن حبّان : كان من عبّاد أهل اليمن ومن فقهائهم ، ومن سادات التابعين ، وقد حجّ أربعين حجّة ، وكان مستجاب الدعوة.

عدّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الإمام السجّاد عليه‌السلام.

مات رحمه‌الله سنة ست ومائة بمكّة قبل يوم التروية بيوم ، وكان له يوم مات بضع وتسعون سنة ، وقال المزي : بضع وسبعون ، وقال ابو نعيم : توفى طاووس بالمزدلفة أو بمنى ، فلما حُمل أخذ عبدالله بن الحسن بن علي بن أبي طالب بقائمة السرير فما زايله حتّى بلغ القبر.

انظر تهذيب التهذيب ٥ : ٨ / ١٤ ، تهذيب الكمال ١٣ : ٣٥٩ و ٣٧٣ ، الثقات ٤ : ٣٩١ ، طبقات ابن سعد ٥ : ٣٤١ ، حلية الأولياء ٤ : ٤ / ٢٥٥ ، رجال الطوسي : ٩٤ / ٣.

٣ ـ في البحار عن البصائر زيادة : قال : أتدري ما صنع بالقاتل؟ قال لا. وقد سقطت هذه العبارة من البصائر المطبوع.

١٩٠

ثيابه واُسرج له فبدأني بالحديث قبل أن أسأله ، فقال : « يا محمّد بن مسلم إنّ في الهند أو ببلقاء الهند (١) رجلاً يلبس المسوح (٢) ، مغلولة يده إلى عنقه ، موكّل به عشرة رهط ، يفنى الناس ولايفنون ، كلّما ذهب واحد جعل مكانه واحد ، يدور مع الشمس حيث ما دارت ، يعذّب بحرّ الشمس وزمهرير البرد حتّى تقوم الساعة » قلت : ومن ذاك جعلت فداك؟ قال : « ذاك قابيل » (٣).

[ ١٧٠ / ١١ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن عبدالجبّار ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن ( فضالة بن أيوب ، عن فضيل بن عثمان ، عن أبي عبيدة الحذاء ) (٤) ، قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : إنّ سالم بن أبي حفصة (٥) قال لي : أما بلغك أنّه من مات وليس

__________________

١ ـ في البصائر : بتلقاء الهند.

٢ ـ المِسح : الكساء من الشعر ، والجمع القليل أمساح والكثير مسوح. لسان العرب ٢ : ٥٦٩ ـ مسح.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٨ / ١٠ ، وعنه في البحار ١٠ : ١٥١ / ٢ ، باختلاف يسير ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج ٢ : ١٨٠ ، وفيه : قال : كان آدم وحوّاء وقابيل وهابيل ، فقتل قابيل هابيل فذلك ربع الناس.

٤ ـ في البصائر : فضالة بن أيوب ، عن عبيدة.

٥ ـ سالم بن أبي حفصة : مولى بني عجل ، كوفي ، قد صحب وروى عن الأئمّة الأطهار السجّاد والباقر والصادق عليهما‌السلام. وكان من البترية الذين دعوا إلى ولاية الإمام علي عليه‌السلام ثمّ خلطوها بولاية أبي بكر وعمر ، ويثبتون لهما إمامتهما ، ويبغضون عثمان وطلحة والزبير وعائشة ، وعلّة تسميتهم بالبترية لأنّهم بتروا حقّ آل محمّد عليهم‌السلام. وقد وردت روايات في ذمّه تأمّلها في رجال الكشي. مات في سنة سبع وثلاثين ومائة في حياة الإمام الصادق عليه‌السلام.

انظر رجال النجاشي : ١٨٨ / ٥٠٠ ، رجال الشيخ : ٩٢ / ١٥ و ١٢٤ / ٥ و ٢٠٩ / ١١٥ ، رجال الكشي : ٢٣٣ / ٤٢٣ ـ ٤٢٨ ، فرق الشيعة للنوبختي : ٢٠.

١٩١

له إمام مات ميتة جاهلية؟ فأقول له : بلى ، فيقول : من إمامك؟ فأقول : أئمّتي آل محمّد عليه وعليهم السلام ، قال : ما أحسبك عرفت إماماً.

فقال أبو جعفر عليه‌السلام : « ويح سالم ، ما يدري سالم ما منزلة الإمام؟ الإمام أعظم وأفضل ممّا يذهب إليه سالم والناس أجمعون ، وإنّه لم يمت منّا ميّت قط إلاّ وجعل الله مكانه من يعمل مثل عمله ، ويسير مثل سيرته ، ويدعو إلى مثل ما دعا إليه ، وإنّه لم يمنع الله ما أعطى داود عليه‌السلام أن يعطي سليمان عليه‌السلام أفضل ممّا أعطى داود عليه‌السلام » (١).

[ ١٧١ / ١٢ ] وبهذا الإسناد عن فضالة بن أيّوب ، عن عبدالحميد بن نصر (٢) ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : « ينكرون الإمام المفروض الطاعة ويجحدونه ، والله ما في الأرض منزلة أعظم عند الله من منزلة إمام مفترض الطاعة.

لقد كان إبراهيم عليه‌السلام دهراً ينزل عليه الوحي والأمر من الله وما كان مفترض الطاعة ؛ حتّى بدا للّه أن يكرمه ويعظّمه ، فقال ( إنّي جاعلك للناس إماماً ) فعرف إبراهيم عليه‌السلام ما فيها من الفضل فقال ( ومن ذرّيّتي ) ( أي واجعل ذلك في ذرّيّتي ) (٣) ، فقال الله عزّ وجلّ ( لاينال عهدي الظالمين ) (٤) قال أبو عبدالله عليه‌السلام :

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٩ / ١١ ، وعنه في البحار ٢٣ : ٥٣ / ١١١ ، وأورده الصدوق في كمال الدين : ٢٢٩ / ٢٧ ، باختلاف في صدره ، والطوسي في اختيار معرفة الرجال : ٢٣٥ / ٤٢٧ ، إلى قوله : والناس أجمعون.

٢ ـ عبدالحميد بن نصر : لم يذكروه ، ولكن قال المامقاني : لم أقف فيه إلاّ على قول المولى الوحيد رحمه‌الله : يروي عنه أحمد بن محمّد بن عيسى وفضالة ، وهو إمامي.

انظر تنقيح المقال ٢ : ١٣٦ ـ باب عبدالحميد. إلاّ أنّ فيه : عبدالحميد بن نضر.

٣ ـ ما بين القوسين لم يرد في البصائر.

٤ ـ البقرة ٢ : ١٢٤.

١٩٢

إنّما هو في ذريّتك لا يكون في غيرهم » (١).

[ ١٧٢ / ١٣ ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد وعبدالله بن القاسم جميعاً عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بـن المختار القلانسي (٢) ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، في قول الله عزّ وجلّ ( وآتيناهم مّلكاً عظيماً ) (٣) قال : « الطاعة المفروضة » (٤).

وحدّثني به يعقوب بن يزيد وعلي بن اسماعيل بن عيسى ، عن حمّاد بن عيسى ، الإسناد (٥).

[ ١٧٣ / ١٤ ] يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن فضيل الأعور ، عن أبي عبيدة الحذّاء ، قال : كنّا زمان أبي جعفر عليه‌السلام حين

__________________

١ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٩ / ١٢ ، وعنه في البحار ٢٥ : ١٤١ / ١٥.

٢ ـ الحسين بن المختار القلانسي : كوفي مولى أحمس من بجيلة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما‌السلام ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الامامين الهمامين الصادق والكاظم عليهما‌السلام إلاّ أنّه قال في الموضع الثاني : إنّه واقفي ، وعدّه الشيخ المفيد في الارشاد في فصل ممّن روى النصّ على الإمام الرضا عليه‌السلام بالإمامة من أبيه : إنّه من خاصّة الإمام الكاظم عليه‌السلام وثقاته ، وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته ، ونقل العلاّمة قول ابن عقدة ، عن علي بن الحسين : أنّه كوفي ثقة. وقال السيد الخوئي : وكيف كان فالرجل من الثقات بلا إشكال.

انظر رجال النجاشي : ٥٤ / ١٢٣ ، رجال البرقي : ٤٨ ، رجال الشيخ : ١٦٩ / ٦٨ و ٣٤٦ / ٣ ، ارشاد المفيد ٢ : ٢٤٨ ، رجال العلاّمة : ٣٣٨ / ١٣٣٢ ، معجم رجال الحديث ٧ : ٩٥.

٣ ـ النساء ٤ : ٥٤.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥٠٩ / ١٣ ، وعنه في البحار ٢٣ : ٢٨٧ / ٨ ، وأورده العياشي في تفسيره ١ : ٢٤٨ / ١٥٩ ، عن أبي خالد الكابلي ، والقمّي في تفسيره ١ : ١٤٠ ، عن حنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، والكليني في الكافي ١ : ١٨٦ : ٤.

٥ ـ لم أعثر له على مصدر.

١٩٣

قبض عليه‌السلام (١) نتردّد كالأغنام لا راعي لها ، فلقينا سالم بن أبي حفصة فقال : يا أبا عبيدة من إمامك؟ فقلت : أئمّتي آل محمّد صلّى الله عليه وعليهم ، فقال : هلكت وأهلكت ، أما سمعت (٢) أبا جعفر عليه‌السلام يقول : « من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية؟ » فقلت : بلى لعمري.

وقد كنّا قبل ذلك بثلاث أو نحوها دخلنا على أبي عبدالله عليه‌السلام فرزقني الله جلّ وعزّ المعرفة فدخلت عليه ، فقلت له : سالم بن أبي حفصة ، قال لي : كذاوكذا ، فقلت له : كذا وكذا.

فقال أبو عبدالله عليه‌السلام : « يا ويل سالم يا ويل سالم ، وما يدري سالم ما منزلة الإمام؟ الإمام أعظم ممّا يذهب إليه سالم والناس أجمعون ، يا أبا عبيدة : إنّه لم يمت منّا ميّت حتّى يخلّف من بعده من يعمل مثل عمله ، ويسير مثل سيرته ، ويدعو إلى مثل الذي دعا إليه ، يا أبا عبيدة : إنّه لم يمنع الله ما أعطى داود عليه‌السلام أن يعطي سليمان عليه‌السلام أفضل ممّا أعطى داود عليه‌السلام.

ثمّ قال ( هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ) (٣) فقلت : ما أعطاه الله جعلت فداك؟ فقال : « نعم يا أبا عبيدة إنّه إذا قام قائم آل محمّد صلّى الله عليه وعليهم حكم بحكم سليمان عليه‌السلام (٤) لا يسأل الناس بيّنة » (٥).

__________________

١ ـ في البصائر : حين مضى عليه‌السلام.

٢ ـ في نسخة « ض » زيادة : أما رأيت.

٣ ـ سورة ص ٣٨ : ٣٩.

٤ ـ في البصائر داود وسليمان.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٥١٠ / ١٥ ، وعنه في البحار ٢٦ : ١٧٦ / ٥٥.

١٩٤

[ ١٧٤ / ١٥ ] الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة ، عن عبيس (١) بن هشام الأسدي ، عن عبدالله بن الوليد ، عن الحارث بن المغيرة البصري (٢) قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : « لا تكون الأرض إلاّ وفيها عالم يعلم مثل (٣) الأول ، وراثة من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، علماً يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى أحد » (٤).

[ ١٧٥ / ١٦ ] محمّد بن عبدالحميد العطّار ، عن منصور بن يونس (٥) ، عن

__________________

١ ـ في نسختي « س و ض » : عنبسة ، وما في المتن هو الصواب.

وقال النجاشي : هو العباس بن هشام أبو الفضل الناشري الأسدي ، عربي ثقة ، جَليل في أصحابنا ، كثير الرواية ، كسر اسمه فقيل : عُبيس ، عدّه الشيخ تارة من أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام واُخرى في من لم يرو عنهم عليهم‌السلام قائلاً في الموضعين : عُبيس بن هشام الناشري ، مات رحمه‌الله في سنة عشرين ومائتين أو قبلها بسنة.

انظر رجال النجاشي : ٢٨٠ / ٧٤١ ، رجال الطوسي : ٣٨٤ / ٥٧ و ٤٨٧ / ٦٨.

٢ ـ في البصائر : النضري ، وما في المتن هو الصواب ، وهو من بني نصر بن معاوية ، ثقة ثقة ، بصري عربي ، روى عن أبي جعفر وجعفر وموسى بن جعفر وزيد بن علي عليهم‌السلام ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الباقر والصادق عليهما‌السلام ، وقال : ويكنّى أبا علي من بني نصر ، واقتصر البرقي على الامام الصادق عليه‌السلام.

انظر رجال النجاشي : ١٣٩ / ٣٦١ ، رجال البرقي : ٣٩ ، رجال الطوسي : ١١٧ / ٤٢ و ١٧٩ / ٢٣٣ ، رجال العلاّمة ١٢٣ / ٣١٨.

٣ ـ في البصائر زيادة : علم.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥١٠ / ١٦ ، وعنه في البحار ٢٣ : ٥٢ / ١١٢.

٥ ـ منصور بن يونس بزرج : كوفي ثقّة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما‌السلام ، عدّه البرقي

١٩٥

أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : قول الله عزّ وجلّ ( فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم مّلكاً عظيماً ) (١) قال : « ما هو؟ » قلت : أنت أعلم ، قال : « طاعة الله مفروضة » (٢).

[ ١٧٦ / ١٧ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أحمد بن النضر الخزّاز ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح الأسدي ، عن مالك الجهني (٣) قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام ( واُوحي إليّ هذا القرآن لاُنذركم به ومن بلغ أئِنّكم لتشهدون ) (٤) قال : « الإمام منّا ينذر به كما أنذر به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله » (٥).

__________________

الشيخ من أصحاب الإمامين الطاهرين الصادق والكاظم عليهما‌السلام.

انظر رجال النجاشي : ٤١٣ / ١١٠٠ ، رجال البرقي : ٣٩ و ٤٩ ، رجال الشيخ ٣١٣ / ٥٣٤ و ٣٦٠.

١ ـ النساء ٤ : ٥٤.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٥١٠ / ١٧ ، وعنه في البحار ٢٣ : ٢٨٨ / ١٤.

٣ـ مالك الجهني : هو مالك بن أعين الجهني ، كوفي ، عربي ، عدّه الشيخ والبرقي من أصحاب الإمامين الصادقين عليهما‌السلام ، فقال الشيخ : مات في حياة الإمام الصادق عليه‌السلام.

انظر معجم رجال الحديث ١٥ : ١٦١ / ٩٨١٦ ، رجال البرقي : ١٣ و ١٨ ، رجال الشيخ : ١٣٥ / ١١ و ٣٠٨ / ٤٥٦.

٤ ـ الأنعام ٦ : ١٩.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٥١١ / ١٨ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٤١٦ / ٢١ ، و ٤٢٤ / ٦١ ، باختلاف في صدر الحديث ، وكذا القمي في تفسيره ١ : ١٩٥ ، ونقله الآسترابادي في تأويل الآيات ١ : ١٦٢ / ١ ، عن الكافي ، والبحراني في تفسير البرهان ٢ : ٤٠٦ / ٥ ، عن سعد بن عبدالله.

١٩٦

[ ١٧٧ / ١٨ ] وعنه ، عن محمّد بن الهيثم ، عن بعض أصحابنا ، عن محمّد بن يزيد (١) قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام : إنّي سألت أباك عليه‌السلام عن مسألة اُريد أن أسألك عنها ، فقال : « وعن أيّ شيء تسأل؟ » قلت : عندك علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكتبه وعلم الأوصياء عليهم‌السلام وكتبهم؟ فقال : « نعم ، وأكثر من ذلك ، فاسأل عمّا بدا لك » (٢).

[ ١٧٨ / ١٩ ] وعنه وعن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن العلاء بن رزين ، عن عبدالله بن أبي يعفور (٣) ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « كان علي بن أبي طالب عليه‌السلام عالم هذه الاُمّة ، والعلم يتوارث ، وليس يهلك منّا هالك حتّى يرى مِن وُلده من يعلم علمه ، ولا تبقى الأرض يوماً بغير إمام تفزع إليه الاُمّة » قلت : فيكون إثنان؟ فقال : « لا ، إلاّ وأحدهما صامت ، ولايتكلّم حتّى يمضي الأوّل » (٤).

__________________

١ ـ في البصائر : عمر بن يزيد ، والظاهر أنّ الصحيح هو محمّد بن عمر بن يزيد لأنّ عمر بن يزيد يروي عن أبي عبدالله ، وأبي الحسن عليه‌السلام ، وما في المتن أقرب للصحة وهو بيّاع السابري الذي عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام.

انظر رجال النجاشيي : ٣٦٤ / ٩٨١ ، رجال الشيخ : ٣٩١ / ٥٣ ، تنقيح المقال ٣ : ١٦٦ ، معجم رجال الحديث ١٨ : ٧٣ / ١١٤٧٠.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٥١١ / ١٩ ، وعنه في البحار ٢٦ : ١٧٦ / ٥٤.

٣ ـ عبدالله بن أبي يعفور : هو العبدي ، يكنّى أبا محمّد ، ثقة ثقة ، جليل في أصحابنا ، كريم على أبي عبدالله عليه‌السلام ، وكان قارئاً يقرىء القرآن في مسجد الكوفة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام ، مات رحمه‌الله في أيّامه عليه‌السلام.

اُنظر رجال النجاشي : ٢١٣ / ٥٥٦ ، رجال البرقي : ٢٢ ، رجال الشيخ : ٢٢٣ / ١٥ و ٢٦٤ / ٦٨٧.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥١١ / ٢٠ ، وعنه في البحار ٢٣ : ٥٣ / ١١٣.

١٩٧

[ ١٧٩ / ٢٠ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد والعبّاس بن معروف ، عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي بن عبدالله بن الجارود (١) ، عن الفضيل بن يسار ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : « كلّ ما لم يخرج من هذا البيت فهو باطل » (٢).

[ ١٨٠ / ٢١ ] وعنه ، عن الحسن بن علي الوشّا ، قال : رأيت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام وهو ينظر إلى السماء ويتكلّم بكلام كأنّه كلام الخطاطيف ، فما فهمت منه شيئاً ساعة بعد ساعة ثمّ سكت (٣).

[ ١٨١ / ٢٢ ] وعنه ، عن الحسن بن سعيد (٤) ، عن معمّر بن خلاّد ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام : تعرفون (٥) الغيب؟ فقال : « قال أبو جعفر عليه‌السلام : يُبسَط لنا العلم فنعلم ، ويُقبض عنّا فلانعلم » (٦).

__________________

١ ـ ربعي بن عبدالله بن الجارود : الهذلي ، بصري ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما‌السلام ، وصحب الفضيل بن يسار وأكثر الأخذ عنه ، وكان خصيصاً به ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الامام الصادق عليه‌السلام.

اُنظر رجال النجاشي : ١٦٧ / ٤٤١ ، رجال البرقي : ٤٠ ، رجال الشيخ : ١٩٤ / ٣٩.

٢ ـ بصائر الدرجات : ٥١١ / ٢١ ، وعنه في البحار ٢ : ٩٤ / ٣٢.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٥١١ / ٢٢ ، وعنه في البحار ٤٩ : ٨٨ / ٩.

٤ ـ في البصائر : الحسين بن سعيد ، والظاهر كلا الطريقين صحيح ، لأنّ النجاشي قال : وكان الحسين بن يزيد السورائي يقول : الحسن شريك أخيه الحسين في جميع رجاله إلاّ في زرعة ابن محمّد الحضرمي وفضالة بن أيوب ، فإنّ الحسين كان يروي عن أخيه عنهما.

اُنظر رجال النجاشي : ٥٨ / ١٣٦ ـ ١٣٧ ، معجم رجال الحديث ٣ : ٩١.

٥ ـ في البصائر : أو تعلمون.

٦ ـ بصائر الدرجات : ٥١٣ / ٣٢ ، وعنه في البحار ٢٦ : ٩٦ / ٣٥ ، ولم يرد فيه الإمام الرضا ، والظاهر إنّه سقط من يد الناسخ أو الطبع.

١٩٨

وأخبرني أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى أنّهما سمعا ذلك من معمّر بن خلاّد (١) يرويه عن الرضا عليه‌السلام.

[ ١٨٢ / ٢٣ ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن النضر بن شعيب ، عن عبدالغفّار الجازي (٢) ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : « نحن ورثة الأنبياء ، وورثة كتاب الله ، ونحن صفوته » (٣).

[ ١٨٣ / ٢٤ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن عمر (٤) ، عن المفضّل بن صالح ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « إنّا أهل بيت من علم الله علمنا ، ومن حكمه أخذنا ، وقول صادق سمعنا ، فإن تتّبعونا تهتدوا » (٥).

__________________

١ ـ معمّر بن خلاّد : هو ابن أبي خلاّد أبو خلاّد ، بغدادي ثقة ، روى عن الإمام الرضا عليه‌السلام ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الكاظم عليه‌السلام ، والشيخ من أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام.

انظر رجال النجاشي : ٤٢١ / ١١٢٨ ، رجال العلاّمة : ٢٧٧ / ١٠١٠ ، رجال البرقي : ٥٣ ، رجال الطوسي : ٣٩٠ / ٤٥.

٢ ـ في نسخة « ض » : الحارثي.

وهو عبدالغفّار بن حبيب الطائي الجازي من أهل الجازية قرية بالنهرين ، روى عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، ثقة ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام ، واُخرى في من لم يرو عنهم عليهم‌السلام. وورد الجازي في أكثر النسخ إلاّ أنّ ابن داود قال : ورأيت بخط الشيخ أبي جعفر في كتاب الرجال : الحارثي.

اُنظر رجال النجاشي : ٢٤٧ / ٦٥٠ ، رجال الشيخ : ٢٣٧ / ٢٢٨ و ٤٨٨ / ٧١ ، رجال العلاّمة : ٢٠٩ / ٦٧٥ ، رجال ابن داود : ١٣٠ / ٩٦٤.

٣ ـ بصائر الدرجات : ٥١٣ / ٣٣ ، وعنه في البحار ٩٢ : ١٠٠ / ٧٠ ، من دون « ورثة الأنبياء ».

٤ ـ في المختصر المطبوع : محمد بن أبي عمير.

٥ ـ بصائر الدرجات : ٥١٤ / ٣٤ ، وعنه في البحار ٢ : ٩٤ / ٣٣.

١٩٩

[ ١٨٤ / ٢٥ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن النضر بن شعيب ، عن عبدالغفّار الجازي (١) ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « إنّ الله عزّ وجلّ قال لنبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : ولقد وصّيناك بما وصّينا به آدم ونوحاً وابراهيم والنبيين من قبلك ( أنْ أقيموا الدينَ ولاتتفرّقوا فيه كَبُرَ على المشركينَ ما تدعوهم إليه ) (٢) من تولية علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

قال : إنّ الله عزّ وجلّ قد أخذ ميثاق كلّ نبيّ وكلّ مؤمن ليؤمننّ بمحمّد وعلي ، وبكلّ نبيّ وبالولاية.

ثمّ قال لمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ( اُولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ) (٣) يعني آدم ونوح وكلّ نبيّ بعده » (٤).

[ ١٨٥ / ٢٦ ] ابراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن سنان أو غيره ، عن عبدالله بن سنان (٥) ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

__________________

١ ـ في نسخة « ض و س » : الحارثي ، تقدم في حديث ١٨٢.

٢ ـ الشورى ٤٢ : ١٣.

٣ ـ الأنعام ٦ : ٩٠.

٤ ـ بصائر الدرجات : ٥١٤ / ٣٥ ، وعنه في البحار ٢٦ : ٢٨٤ / ٤٢ ، إلاّ هناك اختلاف بينهما في صدر الحديث ، ونقله البحراني في تفسير البرهان ٤ : ٨١١ / ٦ ، عن سعد بن عبدالله.

٥ ـ عبدالله بن سنان : هو ابن طريف مولى بني هاشم ، يقال مولى بني أبي طالب ، ويقال مولى بني العباس ، كان خازناً للمنصور والمهدي والهادي والرشيد ، كوفي ، ثقة ، من أصحابنا ، جليل ، لايطعن عليه في شيء ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام ، وزاد الشيخ عليه الإمام الكاظم عليه‌السلام.

٢٠٠