مختصر البصائر

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي

مختصر البصائر

المؤلف:

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي


المحقق: مشتاق المظفّر
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-470-280-8
الصفحات: ٥٨٤

الله فيها من الثمرة ، ولتأكلنّ ثمرة الشتاء في الصيف ، وثمرة الصيف في الشتاء وذلك قوله تعالى ( ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ) (١). ثمّ إنّ الله ليهب لشيعتنا كرامة لا يخفى عليهم شيء من الأرض وما كان فيها ، حتى أنّ الرجل منهم يريد أن يعلم عِلمَ أهل بيته فيخبرهم بعلم ما يعلمون (٢) » (٣).

[ ١٠٨ / ٨ ] ومن الكتاب : قال الرضا عليه‌السلام : « لابدّ من فتنة صمّاء (٤) صيلم (٥) يسقط فيها كلّ بطانة ووليجة ، وذلك عند فقد الشيعة الرابع (٦) من ولدي تبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض ، وكم من مؤمن متأسّف (٧) حيران حزين عند فقدان الماء المعين ، كأنّي بهم شرّ ما يكونون ، وقد نودوا نداءً يُسمع من بُعد كما يُسمع من قرب ، يكون رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين ».

فقال له الحسن بن محبوب : وأيّ نداء هو؟ قال : « ينادون في رجب ثلاثة أصوات من السماء : صوتاً : ألا لعنة الله على الظالمين.

والصوت الثاني : أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين.

__________________

١ ـ الأعراف ٧ : ٩٦.

٢ ـ في نسخة « ض » : ما يعملون.

٣ ـ الخرائج والجرائح ٢ : ٨٤٨ / ٦٣ ، وعنهما في البحار ٥٣ : ٦١ / ٥٢ ، وعن الخرائج في البحار ٤٥ : ٨٠ / ٦.

٤ ـ صمّاء : شديدة. الصحاح ٥ : ١٩٦٧ ـ صمم.

٥ ـ صيلم : الأمر المستأصل. لسان العرب ١٢ : ٣٤٠ ـ صلم.

٦ ـ في المختصر المطبوع : الثالث.

٧ ـ في الخرائج زيادة : حرّان.

١٤١

والصوت الثالث : يرون بدناً بارزاً نحو عين الشمس يقول : هذا أمير المؤمنين قد كرّ في هلاك الظالمين ».

وفي رواية الحميري : « والصوت الثالث : بدن يُرى في قرن الشمس يقول : إنّ الله بعث فلاناً فاسمعوا له وأطيعوا ».

وقالا جميعاً : « فعند ذلك يأتي الناس الفرج ، ويودّ الأموات أن لو كانوا أحياءً ، ويشفي الله صدور قوم مؤمنين (١) » (٢).

[ ١٠٩ / ٩ ] ومن كتاب الغيبة : للشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن رضي‌الله‌عنه. رويت بإسنادي إليه عن محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن محمّد بن عبد الحميد ومحمّد بن عيسى ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في حديث طويل أنّه قال : « يا أبا حمزة إنّ منّا بعد القائم أحد عشر مهديّاً من ولد الحسين عليه‌السلام » (٣).

[ ١١٠ / ١٠ ] الفضل بن شاذان ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن أبي

__________________

١ ـ اقتباس من سورة التوبة آية : ١٤.

٢ ـ الخرائج والجرائح ٣ : ١١٦٨ / ٦٥ ، وأوردها كاملة الشيخ الطوسي في الغيبة : ٤٣٩ / ٤٣١ ، والنعماني في الغيبة : ١٨٠ / ٢٨ ، والطبري في دلائل الإمامة : ٢٤٥ ، وأوردها الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٦ / ١٤ ، وكمال الدين : ٣٧٠ / ٣ ، إلى قوله : « وعذاباً على الكافرين » وفي العيون والكمال زيادة في صدر الحديث : ثم قال : « بأبي واُمّي سمّي جدّي ، شبيهي وشبيه موسى بن عمران عليه‌السلام ، عليه جيوب النور تتوقّد بشعاع ضياء القدس ». وأورده باختصار المسعودي في اثبات الوصيّة : ٢٢٧.

٣ ـ الغيبة للطوسي : ٤٧٨ / ٥٠٤ ، وعنه في البحار ٥٣ : ١٤٥ / ٢ ، وفي البحار ٥٣ : ١٤٨ / ٧ ، عن المختصر ، عن السيد علي بن عبدالحميد بإسناده عن الإمام الصادق عليه‌السلام.

١٤٢

المقدام ، عن جابر الجعفي قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : « والله ليملكنّ منّا أهل البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة يزداد تسعاً » ، قلت : متى يكون ذلك؟ قال : « بعد القائم عليه‌السلام » قلت : وكم يقوم القائم في عالمه؟ قال : « تسع عشرة سنة ، ثمّ يخرج المنتصر فيطلب بدم الحسين عليه‌السلام ودم أصحابه ، فيقتل ويسبي (١) حتى يخرج السفّاح » (٢).

[ ١١١ / ١١ ] أخبرنا جماعة ، عن أبي عبدالله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري ، عن علي بن سنان الموصلي العدل ، عن علي بن الحسين ، عن أحمد بن محمّد بن الخليل ، عن جعفر بن محمّد المصري (٣) ، عن عمّه الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد ، عن الباقر ، عن أبيه ذي الثفنات سيّد العابدين ، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد ، عن أبيه أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي عليه‌السلام : يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة » فأملى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وصيّته حتى انتهى إلى هذا الموضع.

فقال : « يا علي إنّه سيكون بعدي إثنا عشر إماماً ، ومن بعدهم اثنا عشر مهديّاً ، فأنت يا علي أوّل الإثني عشر الامام ، سمّاك الله في سمائه عليّاً المرتضى ، وأمير

__________________

١ ـ في نسخة « س و ض و ق » : ويسير.

٢ ـ الغيبة للطوسي : ٤٧٨ / ٥٠٥ ، وعنه في البحار ٥٣ : ١٠٠ / ١٢١ و ١٤٥ / ٣ ، وعن المختصر في ص ١٠٣ / قطعة من ح ١٣٠.

والمراد بالمنتصر هو الإمام الحسين عليه السلام والسفّاح هو الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام كما ورد عن أبي جعفر عليه السلام. وسيأتي في رقم ١٤٢.

٣ ـ في المصدر : جعفر بن أحمد المصري.

١٤٣

المؤمنين ، والصدّيق الأكبر ، والفاروق الأعظم ، والمأمون ، والمهديّ ، فلا تصلح هذه الأسماء لأحد غيرك.

يا علي : أنت وصيّي على أهل بيتي حيّهم وميّتهم ، وعلى نسائي فمن ثبّتّها لقيتني غداً ، ومن طلّقتها فأنا بريء منها ، لم ترني ولم أرها في عرصات (١) القيامة ، وأنت خليفتي على اُمّتي من بعدي.

فإذا حضرتك الوفاة فسلّمها إلى ابني الحسن البرّ الوصول.

فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابني الحسين الشهيد (٢) المقتول.

فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه سيّد العابدين ذي الثفنات علي.

فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمّد الباقر (٣).

فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه جعفر الصادق.

فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه موسى الكاظم.

فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه علي الرضا.

فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمّد الثقة التقي.

فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه علي الناصح.

فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه الحسن الفاضل.

فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمّد المستحفظ من آل محمّد ـ صلّى الله عليه وعليهم وسلّم ـ فذلك إثنا عشر إماماً.

__________________

١ ـ في نسخة « ض و ق » : عرصة.

٢ ـ في المصدر زيادة : الزكي.

٣ ـ في نسختي « ض و ق » : محمد باقر العلم.

١٤٤

ثمّ يكون من بعده إثنا عشر مهديّاً فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه أوّل المهديّين (١) ، له ثلاثة أسامي ، إسم كاسمي ، وإسم أبي وهو عبدالله وأحمد ، والاسم الثالث المهدي وهو أوّل المؤمنين » (٢).

[ ١١٢ / ١٢ ] ومن كتاب سليم بن قيس الهلالي رحمة الله عليه ، الذي رواه عنه أبان بن أبي عيّاش (٣) وقرأه جميعه على سيّدنا علي بن الحسين عليهما‌السلام بحضور جماعة من أعيان الصحابة منهم أبو الطفيل فأقرّه عليه مولانا زين العابدين عليه‌السلام ، وقال « هذه أحاديثنا (٤) صحيحة ».

قال أبان : لقيت أبا الطفيل (٥) بعد ذلك في منزله فحدّثني في الرجعة عن اُناس

__________________

١ ـ في المصدر : المقرّبين.

٢ ـ الغيبة للطوسي : ١٥٠ / ١١١ ، وعنه في البحار ٣٦ : ٢٦٠ / ٨١ و ٥٣ : ١٤٧ / ٦ ، وأوردها الحر العاملي في الإيقاظ من الهجعة : ٣٩٣ ، باختصار ، وفي اثبات الهداة ١ : ٥٤٩ / ٣٧٦.

٣ ـ ابان بن أبي عيّاش : هو أبو إسماعيل بصري تابعي ، مولى عبد القيس البصري ، واسم أبي عيّاش فيروز.

عدّه البرقي من أصحاب الإمام السجّاد والباقر عليهما السلام ، وزاد الشيخ عليه الإمام الصادق عليه السلام ، وهو الذي آوى سليم بن قيس الهلالي في منزله عندما هرب من الحجّاج الاُموي ، وهو الراوي لأحاديث سليم.

اُنظر رجال البرقي : ٩ ، رجال الطوسي : ٨٣ / ١٠ و ١٠٦ / ٣٦ و ١٥٢ / ١٩٠ ، رجال العلاّمة : ٣٢٥ / ١٢٨٠.

٤ ـ في نسخة « ض » : أحاديث.

٥ ـ أبو الطفيل : هو عامر بن واثلة الكناني ، ولد عام اُحد ، وقد أدرك ثماني سنين من حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو خاتم من رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في الدنيا ، كان ثقة فيما ينقله ، صادقاً ، عالماً ،

١٤٥

من أهل بدر ، وعن سلمان (١) والمقداد ، واُبي بن كعب.

وقال أبو الطفيل : فعرضت هذا الذي سمعته منهم على علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بالكوفة ، فقال : « هذا علم خاص لا يسع الاُمّة جهله ، وردّ علمه إلى الله ». ثمّ صدّقني بكل ما حدّثوني ، وقرأ عليّ بذلك قراءة كثيرة وفسّره تفسيراً شافياً ، حتى صرت ما أنا بيوم القيامة أشدّ يقيناً مني بالرجعة.

وكان ممّا قلت : يا أمير المؤمنين أخبرني عن حوض (٢) النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في الدنيا أم في الآخرة؟ فقال « بل في الدنيا » قلت : فمن الذائد عنه؟ فقال : « أنا بيدي ، فليرِدَنّه أوليائي وليُصرفنّ عنه أعدائي ».

وفي رواية اُخرى « لاُوردنّه أوليائي ، ولأصرفنّ عنه أعدائي ».

فقلت : يا أمير المؤمنين قول الله ( وإذا وقع القولُ عَليهمْ أخرجنا لهم دابّةً مِنَ

__________________

شهد مع الإمام علي عليه‌السلام حروبه ، وقد عدّه البرقي من أصحاب الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وعدّه الشيخ من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين والحسن والسجّاد عليهم‌السلام ، ويعدّ أيضاً من خواصّ الإمام علي عليه‌السلام ، وكان من جملة الذين أراد الحجّاج قتلهم لولائهم لأمير المؤمنين عليه‌السلام.

اُنظر سير أعلام النبلاء ٣ : ٤٦٧ / ٩٧ ، رجال البرقي : ٤ ، رجال الشيخ : ٢٥ / ٥٠ و ٤٧ / ٨ و ٦٩ / ٣ و ٩٨ / ٢٤ ، معجم رجال الحديث ١٠ : ٢٢٠ / ٦١١٨.

١ ـ في المصدر زيادة : وأبي ذر.

٢ ـ قال الشيخ الصدوق في الاعتقادات ص ٦٥ / ٢٠ : اعتقادنا في الحوض أنّه حقّ ، وهو حوض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّ فيه من الأباريق عدد نجوم السماء ، وأنّ الوالي عليه يوم القيامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، يسقي منه أولياءه ، ويذود عنه أعداءه ، ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً.

١٤٦

الأرضِ تُكلّمُهُم أنّ الناسَ كانوا بآياتِنا لا يُوقِنُون ) (١) ما الدابّة؟

قال : « يا أبا الطفيل اُلْهُ عن هذا » فقلت : يا أمير المؤمنين أخبرني به جعلت فداك ، قال : « هي دابّة تأكل الطعام ، وتمشي في الأسواق ، وتنكح النساء » فقلت : يا أمير المؤمنين من هو؟ قال : « هو دَبّ (٢) الأرض الذي تسكن الأرض به » قلت : يا أميـرالمؤمنين من هـو؟ قال : « صدّيـق هـذه الاُمّـة ، وفاروقها ، ورُبّـيّها (٣) ، وذوقرنيها (٤) » قلت : يا أمير المؤمنين من هو؟ قال : « الّذي قال الله تعالى ( ويتلوه شاهد منه ) (٥) و ( الذي عنده علم من الكتاب ) (٦) و ( الذي جاء بالصدق ) (٧) والذي صدّق به أنا ، والناس كلّهم كافرون غيري وغيره ».

قلت : يا أمير المؤمنين فسمّه لي ، قال : « قد سمّيته لك يا أبا الطفيل ، والله لو أدخلت عليّ (٨) عامّة شيعتي الّذين بهم اُقاتل ، الذين أقرّوا بطاعتي ، وسمّوني أمير المؤمنين ، واستحلّوا جهاد من خالفني ، فحدّثتهم (٩) ببعض ما أعلم من الحقّ في

__________________

١ ـ النمل ٢٧ : ٨٢.

٢ ـ في نسخة « س و ق » والمختصر المطبوع : ربّ ، وفي المصدر : زرّ.

٣ ـ في نسخة « ق » : ورئيسها ، وكذلك المصدر.

٤ ـ قال ابن الأثير : ومنه حديث علي عليه‌السلام وذكر قصّة ذي القرنين ، ثمّ قال : « وفيكم مثله » فيرى أنّه إنّما عنى نفسه ؛ لأنّه ضرب على رأسه ضربتين : إحداهما يوم الخندق ، والاُخرى ضربة ابن ملجم ( لعنه الله ). النهاية ٤ : ٥٢ ـ قرن.

٥ ـ هود ١١ : ١٧.

٦ ـ النمل ٢٧ : ٤٠.

٧ ـ الزمر ٣٩ : ٣٣.

٨ ـ في المصدر : لو دخلت عليّ.

٩ ـ في المصدر زيادة : شهراً ، وفي نسخة منه : شطراً.

١٤٧

الكتاب الذي نزل به جبرئيل عليه‌السلام على محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله لتفرّقوا عنّي حتى أبقى في عصابة حقّ قليلة ، أنت وأشباهك من شيعتي » ففزعت وقلت : يا أمير المؤمنين أنا وأشباهي نتفرّق عنك أو نثبت معك؟ قال : « بل تثبتون ».

ثمّ أقبل عليّ فقال : « إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يعرفه ولا يقرّ به إلاّ ثلاثة : ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسل ، أو عبد مؤمن نجيب امتحن الله قلبه للإيمان.

يا أبا الطفيل إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قبض فارتدّ الناس ضُلاّلاً وجُهـّالاً إلاّ من عصمه الله بنا أهل البيت » (١).

[ ١١٣ / ١٣ ] وبإسنادي إلى الصدوق محمّد بن علي بن بابويه رحمه‌الله قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار رضي‌الله‌عنه قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثني يعقوب ابن يزيد ، عن محمّد بن الحسن الميثمي ، عن مثنّى الحنّاط قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : « أيّام الله ثلاثة : يوم قيام (٢) القائم ، ويوم الكرّة ، ويوم القيامة (٣) » (٤).

[ ١١٤ / ١٤ ] وبإسنادي إلى محمّد بن الحسن الصفّار ، عن علي بن حسّان ، قال : حدّثنا أبو عبدالله الرياحي ، عن أبي الصامت الحلواني (٥) ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال :

__________________

١ ـ سليم بن قيس الهلالي ٢ : ٥٦١ ـ ٥٦٤ ، ونقله المجلسي في البحار ٥٣ : ٦٨ / ٦٦ ، عن المختصر عن كتاب سليم.

٢ ـ « قيام » لم يرد في نسخة « ق » ، وفي الخصال والمعاني : يقوم.

٣ ـ في المختصر المطبوع : ويوم الرجعة.

٤ ـ الخصال ١٠٨ / ٧٥ ، معاني الأخبار : ٣٦٥ / ١ ـ باب معنى أيام الله عزّ وجلّ ، وعنهم في البحار ٧ : ٦١ / ١٣ و ٥١ : ٥٠ / ٢٣ و ٥٣ : ٦٣ / ٥٣ تقدم برقم ٥٦.

٥ ـ في البصائر : الحلوائي ، والظاهر هو من سهو النسّاخ ، فما في المتن والكافي هو الصحيح.

١٤٨

« قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أنا قسيم الجنّة والنار ، لا يدخلها داخل إلاّ على أحد قسمين ، وأنا الفاروق الأكبر ، وأنا الإمام ( لمن بعدي ) (١) ، والمؤدّي عمّن كان قبلي ، لا يتقدّمني أحد إلاّ أحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وإنّي وإيّاه لعلى سبيل واحد ، إلاّ أنّه هو المدعو بإسمه ، ولقد اُعطيت الست : علم المنايا والبلايا ، والوصايا (٢) ، وفصل الخطاب ، وإنّي لصاحب الكرّات ودولة الدول ، وإنّي لصاحب العصا والميسم ، والدابّة التي تكلّم الناس » (٣).

حدّثني الشيخ أبو عبدالله محمّد بن مكي بإسناده ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم من تفسير القرآن العزيز ، قال :

وأمّا الردّ على من أنكر الرجعة فقوله عزّ وجلّ ( ويوم نحشر من كلّ اُمّة فوجاً ) (٤) (٥).

__________________

وقد عدّه البرقي من أصحاب الإمام الباقر عليه‌السلام ، وزاد الشيخ عليه الإمام الصادق عليه‌السلام.

اُنظر رجال البرقي : ١٥ ، رجال الشيخ : ١٤١ / ٧ و ٣٣٩ / ٢٤. اُنظر معجم رجال الحديث ٢٢ : ٢٠٥ / ١٤٤٠٣.

١ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ق ».

٢ ـ في البصائر زيادة : والأنصاب ، وعنه في البحار : والأنساب وهو الأصح.

٣ ـ بصائر الدرجات : ١٩٩ / ذيل ح ١ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ١٩٨ / ذيل ح ٣ ، ونقله المجلسي في البحار ٢٥ : ٣٥٤ / ذيل ح ٣ ، عن البصائر ، وأورده المصنّف في المحتضر : ١٦٠ ، والمراد من قوله عليه‌السلام : « والدابّة التي تكلّم الناس » هو إشارة إلى قوله تعالى في سورة النمل ٢٧ آية ٨٢ ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّةً من الأرض تكلّمهم أنّ الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ).

٤ ـ النمل ٢٧ : ٨٣.

٥ ـ تفسير القمّي ١ : ٢٤ ـ مقدّمة الكتاب.

١٤٩

[ ١١٥ / ١٥ ] قال علي بن إبراهيم : وحدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد (١) ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « ما يقول الناس في هذه الآية ( ويوم نحشر من كلّ اُمّة فوجاً ) (٢)؟ قلت : يقولون : إنّها (٣) في القيامة ، قال : « ليس كما يقولون ، إنّ ذلك في الرجعة ، أيحشر الله في القيامة من كل اُمّة فوجاً ويدع الباقين ، إنّما آية القيامة قوله تعالى ( وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً ) (٤) وقوله ( وحرام على قرية أهلكناها أنّهم لايرجعون ) (٥) ».

فقال الصادق عليه‌السلام : « كلّ قرية أهلك الله أهلها بالعذاب (٦) لا يرجعون في الرجعة ، وأمّا يوم القيامة فيرجعون الذين محضوا الإيمان محضاً ، وغيرهم ممّن لم يهلكوا بالعذاب ومحضوا الكفر محضاً يرجعون » (٧).

[ ١١٦ / ١٦ ] قال علي بن إبراهيم : وحدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه في قوله تعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه ) (٨) قال : « ما بعث الله نبيّاً من لدن آدم عليه‌السلام (٩) إلاّ ويرجع إلى

__________________

١ ـ في نسخة « ق » : حمّاد بن عثمان.

٢ ـ النمل ٢٧ : ٨٣.

٣ ـ في نسخة « ق » : ذلك ، بدل إنّها.

٤ ـ الكهف ١٨ : ٤٧.

٥ ـ الأنبياء ٢١ : ٩٥.

٦ ـ في المصدر زيادة : ومحضوا الكفر محضاً.

٧ ـ تفسير القمّي ١ : ٢٤ ـ ٢٥ ـ مقدّمة الكتاب.

٨ ـ آل عمران ٣ : ٨١.

٩ ـ في المصدر زيادة : فهلمّ جرّا.

١٥٠

الدنيا فينصر أمير المؤمنين عليه‌السلام وهو قوله ( لتؤمننّ به ) يعني برسول لله صلى‌الله‌عليه‌وآله ( ولتنصرنّه ) يعني أمير المؤمنين ».

ومثله كثير ممّا وعد الله تبارك وتعالى الأئمّة عليهم‌السلام من الرجعة والنصر ، فقال ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ) (١) وهذا إنّما يكون إذا رجعوا إلى الدنيا.

وقوله ( ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّة ونجعلهم الوارثين ونمكّن لهم في الأرض ) (٢) فهذا كلّه ممّا يكون في الرجعة (٣).

[ ١١٧ / ١٧ ] قال علي بن إبراهيم : وحدّثني أبي ، عن أحمد بن النضر (٤) ، عن عمرو بن شمر قال : ذكر عند أبي جعفر صلوات الله عليه جابر ، فقال : « رحم الله جابراً ، لقد بلغ من علمه أنّه كان يعرف تأويل هذه الآية ( إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) (٥) يعني الرجعة » (٦). ومثله كثير نذكره في مواضعه.

__________________

١ ـ النور ٢٤ : ٥٥.

٢ ـ القصص ٢٨ : ٥.

٣ ـ تفسير القمّي ١ : ٢٥ ـ مقدّمة الكتاب ، وأورده كذلك في صفحة ١٠٦ من نفس الجزء ، إلى قوله : يعني أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وعنه في البحار ٥٣ : ٥٠ / ٢٣ ، وكذلك البحراني في تفسير البرهان ١ : ٦٤٦ / صدر حديث٢.

٤ ـ في نسخة « س » : أحمد بن محمد بن أبي نصر.

وأحمد بن النضر : هو أبو الحسن الخزّاز الجعفي مولى ، كوفي ، ثقة. انظر رجال النجاشي : ٩٨ / ٢٤٤ ، رجال العلاّمة : ٧٢ / ١١٤.

٥ ـ القصص ٢٨ : ٨٥.

٦ ـ تفسير القمّي ١ : ٢٥ ـ مقدّمة الكتاب ، وعنه في البحار ٥٣ : ٦١ / ٥١ ، وتفسير البرهان

١٥١

[ ١١٨ / ١٨ ] ـ ومن التفسير أيضاً : قوله تعالى ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض ـ إلى قوله ـ بآياتنا لا يوقنون ) (١) فإنّه حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « انتهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام وهو نائم (٢) في المسجد قد جمع رملاً ووضع رأسه عليه ، ( فحرّكه فقال : قم يا دابّة الله ) (٣).

فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله أيسمّي بعضنا بعضاً بهذا الاسم؟ فقال : لا والله ما هو إلاّ له خاصّة ، وهو الدابّة التي ذكرها الله في كتابه ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم إنّ الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ) (٤).

ثمّ قال ( رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ) (٥) : يا علي إذا كان آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة ومعك ميسم تسم به أعداءك ».

فقال الرجل لأبي عبدالله عليه‌السلام : إنّ العامّة (٦) يقولون : هذه الآية إنّما تكلّمهم ، فقال أبو عبدالله عليه‌السلام « كلّمهم الله في نار جهنّم إنّما هو تكلّمهم من الكلام ».

__________________

٤ : ٢٩١ / ٣.

وجابر هذا هو جابر بن عبدالله الأنصاري كما ورد في رجال الكشي : ٤٣ / ٩٠ ـ ٩٢.

١ و ٤ ـ النمل ٢٧ : ٨٢.

٢ ـ في نسخة « ض » : راقد.

٣ ـ في نسخة « ض » والمختصر المطبوع : فحرّكه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله برجله ، ثمّ قال له ، بدل ما بين القوسين ، ولم يرد لفظ الجلالة في نسختي « س و ض » وفي نسخة « ق » : قم يا دابّة الأرض.

٥ ـ لم يرد في نسخة « ق ».

٦ ـ في المصدر : الناس.

١٥٢

والدليل على أنّ هذا في الرجعة قوله عزّ وجلّ ( ويوم نحشر من كلّ اُمّة فوجاً ممّن يكذّب بآياتنا فهم يوزعون * حتى إذا جاؤوا قال أكذّبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علماً أمّا ذا كنتم تعلمون ) (١) قال : « الآيات أمير المؤمنين والأئمّة عليهم‌السلام ».

فقال الرجل لأبي عبدالله عليه‌السلام : إنّ العامّة تزعم أنّ قوله تعالى ( ويوم نحشر من كل اُمّة فوجاً ) عنى في (٢) القيامة.

فقال أبو عبدالله عليه‌السلام « يحشر (٣) الله يوم القيامة من كلّ اُمّة فوجاً ويدع الباقين؟ لا ولكنّه في الرجعة ، وأمّا آية القيامة ( وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً ) (٤) » (٥).

[ ١١٩ / ١٩ ] حدّثني أبي قال : حدّثني ابن أبي عمير ، عن المفضّل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله عزّ وجلّ ( ويوم نحشر من كلّ اُمّة فوجاً ) (٦) قال : « ليس أحد من المؤمنين قُتل إلاّ ويرجع حتى يموت ، ولا يرجع إلاّ من محض الإيمان محضاً ، ومحض الكفر محضاً ».

قال أبو عبدالله صلوات الله عليه : « قال رجل لعمّار بن ياسر (٧) : يا أبا اليقظان

__________________

١ ـ النمل ٢٧ : ٨٣ ـ ٨٤.

٢ ـ في المصدر : يوم ، بدل : في.

٣ ـ في المصدر : أفيحشر.

٤ ـ الكهف ١٨ : ٤٧.

٥ ـ تفسير القمّي ٢ : ١٣٠ ـ ١٣١ ، وعنه في البحار ٥٣ : ٥٢ / ٣٠.

٦ ـ النمل ٢٧ : ٨٣.

٧ ـ عمّار بن ياسر : هو أبو اليقظان العنسي المكّي ، مولى بني مخزوم ، أحد السابقين الأولين ،

١٥٣

آية في كتاب الله تعالى قد أفسدت قلبي وشكّكتني ، قال عمّار : وأيّة آية هي؟ قال : قول الله تعالى ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم ) (١) الآية ، فأيّة دابّة هذه؟ قال عمّار : والله ما أجلس ولا آكل ولا أشرب حتى اُريكها.

فجاء عمّار مع الرجل إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام وهو يأكل تمراً وزبداً ، فقال : يا أبا اليقظان هَلُمّ ، فجلس عمّار وأقبل (٢) يأكل معه ، فتعجّب الرجل منه ، فلمّا قام عمّار قال الرجل : سبحان الله يا أبا اليقظان حلفت أنّك لا تأكل ولا تشرب ولا تجلس حتى ترينيها ، قال عمّار : قد أريتكها إن كنت تعقل » (٣).

[ ١٢٠ / ٢٠ ] قال علي بن إبراهيم : في قوله ( إنّما اُمرت أن أعبد ربّ هذه البلدة الذي حرّمها ) قال : « مكّة » ( وله كلّ شيء ) قال : « الله عزّ وجلّ » ( واُمرت أن أكون من المسلمين ـ إلى قوله ـ سيريكم آياته فتعرفونها ) (٤) قال : « أمير المؤمنين

__________________

والأعيان البدريين ، واُمّه هي سميّة مولاة بني مخزوم ، من كبار الصحابيّات أيضاً ، قتلها أبو جهل فهي أوّل شهيدة في الإسلام ، وقتل عمّار مع الإمام علي عليه‌السلام بصفّين سنة سبع وثلاثين وهو ابن ثلاث وتسعين سنة ، ودفن هناك بصفّين.

وقد عدّه البرقي والشيخ من أصحاب رسول الله وأمير المؤمنين صلّى الله عليهما وآلهما ، وقال الشيخ : وهو رابع الأركان.

اُنظر سير أعلام النبلاء ١ : ٤٠٦ / ٨٤ ، تهذيب التهذيب ٧ : ٣٥٧ ـ ٣٥٨ ، رجال البرقي : ١ و ٣ ، رجال الطوسي : ٢٤ / ٣٣ و ٤٦ / ١.

١ ـ النمل ٢٧ : ٨٢.

٢ ـ في نسخة « ق » : وجعل.

٣ ـ تفسير القمي ٢ : ١٣١ ، وعنه في البحار ٥٣ : ٥٣.

٤ ـ النمل ٢٧ : ٩١ ـ ٩٣.

١٥٤

والأئمّة عليهم‌السلام إذا رجعوا يعرفهم أعداؤهم إذا رأوهم ».

والدليل على أنّ الآيات هم الأئمّة قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه : « ما لله آية أعظم (١) منّي ( فإذا رجعوا إلى الدنيا يعرفهم أعداؤهم إذا رأوهم في الدنيا ) (٢) » (٣).

[ ١٢١ / ٢١ ] قال علي بن إبراهيم : وقوله ( إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) (٤) فإنّه حدّثني أبي ، عن حمّاد ، عن حريز (٥) ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سُئل عن جابر ، فقال : « رحم الله جابراً بلغ من فقهه أنّه كان يعرف تأويل هذه الآية ( إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) (٦) يعني الرجعة » (٧).

[ ١٢٢ / ٢٢ ] قال : وحدّثني أبي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن

__________________

١ ـ في المصدر : أكبر.

٢ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ق ».

٣ ـ تفسير القمّي ٢ : ١٣١ ـ ١٣٢ ، وعنه في البحار ٥٣ : ٥٣ / ٣١.

٤ ـ القصص ٢٨ : ٨٥.

٥ ـ حريز : هو ابن عبدالله السجستاني أبو محمّد الأزدي من أهل الكوفة ، أكثر السفر والتجارة إلى سجستان فعرف بها ، وكان ممّن شهر السيف في قتال الخوارج بسجستان في حياة أبي عبدالله عليه‌السلام ، وقال الشيخ : ثقة ، كوفي سكن سجستان ، وعدّه في رجاله من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام.

اُنظر رجال النجاشي : ١٤٤ / ٣٧٥ ، فهرست الشيخ : ١١٨ / ٢٤٩ ، رجال الطوسي : ١٨١ / ٢٧٥.

٦ ـ القصص ٢٨ : ٨٥.

٧ ـ تفسير القمّي ٢ : ١٤٧ ، وعنه في البحار ٢٢ : ٩٩ / ٥٣.

١٥٥

عبدالحميد الطائي ، عن أبي خالد الكابلي ، عن علي بن الحسين عليهما‌السلام في قوله تعالى ( إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) (١) قال : « يرجع إليكم نبيّكم صلى‌الله‌عليه‌وآله » (٢).

[ ١٢٣ / ٢٣ ] ومنه : حدّثنا علي بن جعفر ، قال : حدّثني محمّد بن عبدالله الطاهر ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عمير ، قال : حدّثنا حفص الكناسي (٣) ، قال : سمعت عبدالله بن بكير الأرجاني (٤) ، قال : قال لي الصادق جعفر بن محمّد صلوات الله عليهما : « أخبرني عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان عامّاً للناس؟ أليس قال الله تعالى في محكم كتابه ( وما أرسلناك إلاّ كافّة للناس ) (٥) لأهل الشرق والغرب ، وأهل السماء والأرض من الجنّ والإنس ، هل بلّغ رسالته إليهم كلّهم؟ ».

__________________

١ ـ القصص ٢٨ : ٨٥.

٢ ـ تفسير القمّي ٢ : ١٤٧ ، وعنه في البحار ٥٣ : ٥٦ / ٣٣ ، وفي آخره زيادة : وأمير المؤمنين والأئمّة عليهم‌السلام ، ولم ترد في البحار.

٣ ـ في المصدر : حفص الكناني ، وفي المختصر المطبوع : حفص الكناس ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح. وهو حفص بن عيسى الأعور الكناسي عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام.

اُنظر معجم رجال الحديث ٧ : ١٥٧ و ١٦٧ ، رجال البرقي : ٣٧ ، رجال الطوسي : ١٧٦ / ١٨٢.

٤ ـ في المصدر : عبدالله بن بكير الدجاني ، وفي نسخة « س و ض و ق » : الدخاني ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح ، وقد عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام.

اُنظر معجم رجال الحديث ١١ : ١٢٨ ، رجال البرقي : ٢٢ ـ ٢٣ ، رجال الشيخ : ٢٦٥ / ٧٠٢.

٥ ـ سبأ ٣٤ : ٢٨.

١٥٦

قلت : لا أدري ، فقال : « يابن بكير إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يخرج من المدينة فكيف بلّغ أهل الشرق والغرب؟ » قلت : لا أدري ، قال : « إنّ الله تبارك وتعالى أمر جبرئيل عليه‌السلام فاقتلع الأرض بريشة من جناحه ونصبها لمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله فكانت بين يديه مثل راحته في كفّه ، ينظر إلى أهل الشرق والغرب ، ويخاطب كلّ قوم بألسنتهم ، ويدعوهم إلى الله وإلى نبوّته بنفسه ، فما بقيت قرية ولا مدينة إلاّ دعاهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بنفسه » (١).

[ ١٢٤ / ٢٤ ] وقال علي بن إبراهيم : في قوله تعالى ( ربّنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين ) (٢) قال الصادق عليه‌السلام : « ذلك في الرجعة » (٣).

وقال في قوله سبحانه ( إنّا لننصر رُسُلَنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ) (٤) وهو في الرجعة إذا رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّة عليهم‌السلام.

[ ١٢٥ / ٢٥ ] أخبرنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن جميل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت : قول الله تبارك وتعالى ( إنّا لننصر رُسُلَنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) (٥) قال : « ذلك والله في الرجعة ، أما علمت أنّ أنبياءَ كثيرة لم ينصروا في الدنيا وقُتلوا ، والأئمّة من بعدهم قُتلوا ولم ينصروا ، وذلك في الرجعة » (٦).

__________________

١ ـ تفسير القمّي ٢ : ٢٠٢ ـ ٢٠٣ ، وعنه في البحار ١٨ : ١٨٨ / ٢٠.

٢ ـ غافر ٤٠ : ١١.

٣ ـ تفسير القمّي ٢ : ٢٥٦ ، وعنه في البحار ٥٣ : ٥٦ / ٣٦.

٤ ـ غافر ٤٠ : ٥١.

٥ ـ غافر ٤٠ : ٥١.

٦ ـ تفسير القمّي ٢ : ٢٥٨ ـ ٢٥٩ ، وعنه في البحار ١١ : ٢٧ / ١٥ ، وعن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٥ / ٥٧.

١٥٧

[ ١٢٦ / ٢٦ ] وقال علي بن إبراهيم في قوله ( ويريكم آياته ) (١) : يعني أمير المؤمنين والأئمّة صلوات الله عليهم في الرجعة فإذا رأوهم ( قالوا آمنا ) بالله وحده ( وكفرنا بما كنّا به مشركين ) أي جحدنا بما أشركناهم ( فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنّة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون ) (٢) (٣).

[ ١٢٧ / ٢٧ ] ومنه أيضاً قوله تعالى ( فارتقب ) (٤) أي اصبر ( يوم تأتي السماء بدخان مبين ) قال : « ذلك إذا خرجوا في الرجعة من القبر ( يغشى الناس ) كلّهم الظلمة فيقولون ( هذا عذاب أليم * ربّنا اكشف عنّا العذاب إنّا مؤمنون ) فقال الله تعالى ردّاً عليهم ( أنّى لهم الذكرى ) في ذلك اليوم ( وقد جاءهم رسول مبين ) أي رسول قد بيّن لهم ( ثمّ تولّوا عنه وقالوا معلّم مجنون ) قال : « قالوا ذلك لمّا نزل الوحي على رسول الله وأخذه الغشى ، فقالوا : هو مجنون ».

ثمّ قال ( إنّا كاشفوا العذاب قليلاً إنّكم عائدون ) يعني إلى القيامة ، ولو كان قوله ( يوم تأتي السماء بدخان مبين ) في القيامة ، لم يقل ( إنّكم عائدون ) لأنّه ليس بعد الآخرة والقيامة حالة يعودون إليها ، ثم قال ( يوم نبطش البطشة الكبرى ـ يعني في القيامة ـ إنّا منتقمون ) » (٥).

[ ١٢٨ / ٢٨ ] ومنه أيضاً قوله ( ووصّينا الإنسان بوالديه احساناً ) (٦) قال :

__________________

١ و ٢ ـ غافر ٤٠ : ٨١ ـ ٨٥.

٣ ـ تفسير القمّي ٢ : ٢٦١ ، وعنه في البحار ٥٣ : ٥٦ / ٣٧.

٤ ـ الدخان ٤٤ : ١٠ ـ ١٦ ، من أول الحديث إلى آخره.

٥ ـ تفسير القمّي ٢ : ٢٩٠ ـ ٢٩١ ، وعنه في البحار ٥٣ : ٥٧ / ٣٩ ، قال : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن يونس ، عن داود بن فرقد ، عن أبي المهاجر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام.

٦ ـ الأحقاف ٤٦ : ١٥.

١٥٨

« الإحسـان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقوله : ( بوالديه ) إنّما عنى الحسن والحسين عليهما‌السلام ، ثم عطف على الحسيـن عليه‌السلام فقـال : ( حملتـه اُمّـه كرهاً ووضعته كرهاً ) (١) وذلك (٢) أنّ الله (٣) أخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبشّره بالحسين عليه‌السلام قبل حمله ، وأنّ الإمامة تكون في ولده إلى يوم القيامة.

ثمّ أخبره بما يُصيبه من القتل في نفسه وولده ، ثمّ عوّضه بأن جعل الإمامة في عقبه.

ثمّ أعلمه أنّه يُقتل ، ثمّ يردّه إلى الدنيا وينصره حتى يقتل أعداءه (٤) ، ويملّكه الأرض وهو قوله تعالى ( ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ) (٥) الآية.

وقوله تعالى ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون ) (٦) فبشّر الله نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ أهل بيتك يملكون الأرض ويرجعون إليها (٧) ، ويقتلون أعداءهم ، فأخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة عليها‌السلام بخبر الحسين عليه‌السلام وقتله ( فحملته كرهاً ) ».

ثمّ قال أبو عبدالله عليه‌السلام : « فهل رأيتـم أحـداً يبشّر بولد ذكر فيحمله كرهاً ،

__________________

١ ـ الأحقاف ٤٦ : ١٥.

٢ ـ في نسخة « س و ض و ق » : وذكر.

٣ ـ في نسخة « س و ق » : جبرئيل عليه‌السلام.

٤ ـ في نسخة « ق » : أعداء الله.

٥ ـ القصص ٢٨ : ٥.

٦ ـ الأنبياء ٢١ : ١٠٥.

٧ ـ في المصدر : ويرجعون إلى الدنيا.

١٥٩

أي إنّها اغتمّت وكـرهت لمّـا اُخبـرت (١) بقتله ، ( ووضعته كرهاً ) لما علمت من ذلك (٢) » (٣).

[ ١٢٩ / ٢٩ ] ومنه : أيضاً أخبرنا أحمد بن إدريس (٤) ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن جميل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله ( يوم يسمعون الصيحة بالحقّ ذلك يوم الخروج ) (٥) قال : « هي الرجعة » (٦).

[ ١٣٠ / ٣٠ ] وقال علي بن إبراهيم في قوله ( يوم تشقق الأرض عنهم سراعاً ) (٧) قال : في الرجعة (٨).

[ ١٣١ / ٣١ ] ومنه أيضاً : قوله تعالى ( وإنّ للذين ظلموا ـ آل محمّد حقّهم ـ

__________________

١ ـ في المصدر : أخبرها.

٢ ـ في المصدر زيادة : وكان بين الحسن والحسين عليهما‌السلام طهر واحد ، وكان الحسين عليه‌السلام في بطن اُمّه ستّة أشهر ، وفصاله أربعة وعشرون شهراً ، وهو قول الله ( وحمله وفصاله ثلاثون شهراً ).

٣ ـ تفسير القمّي ٢ : ٢٩٧ ، وعنه في البحار ٥٣ : ١٠٢ / ١٢٦.

٤ ـ أحمد بن إدريس : هو أحمد بن إدريس بن أحمد أبو علي الأشعري القمّي ، ثقة ، فقيهاً ، في أصحابنا ، كثير الحديث ، صحيح الرواية ، ومات بالقرعاء سنة ست وثلائمائة.

اُنظر رجال النجاشي : ٩٢ / ٢٢٨.

والقرعاء : منزل في طريق مكة من الكوفة ، وسمّيت بذلك لقلّة نباتها. معجم البلدان ٤ : ٣٢٥.

٥ ـ ق ٥٠ : ٤٢.

٦ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٢٧ ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ١٥٢ / ٣ ، وقد اُسقط أحمد بن إدريس من سند البرهان.

٧ ـ ق ٥٠ : ٤٤.

٨ ـ تفسير القمّي ٢ : ٣٢٧ ، وعنه في البحار ٥٣ : ٥٨ / ٤٠ ، والبرهان ٥ : ١٥٢ / ٤.

١٦٠