مختصر البصائر

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي

مختصر البصائر

المؤلف:

الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان الحلي


المحقق: مشتاق المظفّر
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-470-280-8
الصفحات: ٥٨٤

« يُلهى عنهم » (١).

[ ٧٢ / ١٨ ] وعنه ومحمّد بن عبدالجبّار وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن حميد بن المثنّى العجلي ، عن شعيب الحذّاء ، عن أبي الصباح الكناني ، قال سألت أبا جعفر عليه‌السلام فقلت : جعلت فداك مسألة أكره أن اُسمّيها لك ، فقال لي هو : « اَعَنِ الكرّات تسألني »؟ فقلت : نعم ، فقال : « تلك القدرة ولا ينكرها إلاّ القدرية ، لا تنكرها تلك القدرة لا تنكرها ، إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اُتي بقناع (٢) من الجنّة عليه عذق (٣) يقال له : سُنّة ، فتناولها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سُنّة من كان قبلكم » (٤).

[ ٧٣ / ١٩ ] وعنهم ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي المعزى حميد بن المثنّى (٥) ، عن داود بن راشد ، عن حمران بن أعين قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام لنا :

__________________

١ ـ أورده الكليني في الكافي ٣ : ٢٣٥ / ١ و ٢٣٦ / ٤ ، باختلاف يسير ، ونقله المجلسي عن المختصر في البحار ٦ : ٢٣٥ / ٥٢.

٢ ـ القِناع : طبق الرطب خاصة. لسان العرب ٨ : ٣٠١ ـ قنع.

٣ ـ العِذق : كلّ غصن له شُعب ، وهو العرجون بما فيه من الشماريخ. لسان العرب ١٠ : ٢٣٨ ـ ٢٣٩ ـ عذق.

٤ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٧٢ / ٧١.

٥ ـ حميد بن المثنى العجلي : هو أبو المعزى مولاهم كوفي ثقة ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما‌السلام ، روى عنه الأجلّة أمثال فضالة وابن أبي عمير وغيرهما. عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام.

وقد وقع اختلاف بين من ترجم له في كنيته ، فمنهم من يقول : أبو

١٠١

« ولسوف يرجع جاركم الحسين بن علي عليه‌السلام ألفاً فيملك حتّى تقع حاجباه على عينيه من الكبر » (١).

[ ٧٤ / ٢٠ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب (٢) ، عن الحسين بن علوان (٣) ، عن محمّد بن داود العبدي ، عن الأصبغ بن نباتة : أنّ عبدالله بن أبي بكر اليشكري قام إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّ أبا المعتمر تكلّم آنفاً بكلام لا يحتمله قلبي ، فقال : « وما ذاك »؟

قال : يزعم أنّك حدّثته أنّك سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « إنّا قد رأينا أو سمعنا برجل أكبر سنّاً من أبيه » فقال : أمير المؤمنين صلوات الله عليه : « فهذا الذي كبر عليك »؟ قال : نعم ، فهل تؤمن أنت بهذا وتعرفه؟ فقال : « نعم ، ويلك يابن الكوا ،

__________________

المغرا أو أبو المعزا أو أبو المعزى ، وقد رجّح العلاّمة المامقاني بالياء المقصورة وهي بمعنى المعز خلاف الضأن.

اُنظر رجال النجاشي : ١٣٣ / ٣٤٠ ، رجال البرقي : ٢١ ، خلاصة الأقوال : ١٢٨ / ٣٤٠ ، رجال ابن داود : ٨٦ / ٥٣٨ ، فهرست الشيخ : ٦٠ / ٢٢٦ ، رجال الشيخ : ١٧٩ / ٢٤٨ ، مستدركات النمازي ٣ : ٣٨٨ / ٥١١٦ ، تنقيح المقال ١ : ٣٧٩ / ٣٤٢١.

١ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٤ / ذيل حديث ١٤.

٢ ـ في المختصر المطبوع : الحسن بن فضال.

٣ ـ الحسين بن علوان : هو الكلبي ، مولاهم كوفي عامّي ، وأخوه الحسن يكنّى أبا محمّد ، ثقة ، رويا عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، وليس للحسن كتاب ، والحسن أخصّ بنا وأولى ، هذا ما قاله النجاشي وتبعه العلاّمة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام ، وقد عدّه الكشي من رجال العامّة. وقال : إلاّ أنّ لهم ميلاً ومحبّة شديدة ، وأثبت البعض أنّه إمامي اثنى عشري.

اُنظر رجال النجاشي : ٥٢ / ١١٦ ، خلاصة الأقوال : ٣٣٨ / ١٣٣٧ ، رجال ابن داود : ٢٤٠ / ١٤٤ ، رجال البرقي : ٢٦ ، رجال الطوسي : ١٧١ / ١٠١ ، رجال الكشي : ٣٩٠ / ٧٣٣ ، مستدركات النمازي ٣ : ١٥٤.

١٠٢

أفقِه (١) عنّي اُخبرك عن ذلك ، إنّ عُزيراً خرج من أهله وامرأته في شهرها وله يومئذ خمسون سنة ، فلمّا ابتلاه الله عزّ وجلّ بذنبه أماته مائة عام ثمّ بعثه ، فرجع إلى أهله وهو ابن خمسين سنة ، فاستقبله ابنه وهو ابن مائة سنة ، وردّ الله عزيراً في السنّ الذي كان به ».

فقال : أسألك (٢) ، فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه : « سل عمّا بدا لك » ، فقال : نعم ، إنّ اُناساً من أصحابك يزعمون أنّهم يُردّون بعد الموت ، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : « نعم تكلّم بما سمعت ، ولا تزد في الكلام فما قلت لهم »؟ قال : قلت : لا اُؤمن بشيء ممّا قلتم ، فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه : « ويلك إنّ الله عزّ وجلّ ابتلى قوماً بما كان من ذنوبهم فأماتهم قبل آجالهم التي سمّيت لهم ، ثمّ ردّهم إلى الدنيا ليستوفوا أرزاقهم ثم أماتهم بعد ذلك ».

قال : فكبر على ابن الكوّا ولم يهتد له ، فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه : « ويلك ، تعلم أنّ الله عزّ وجلّ قال في كتابه ( واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا ) (٣) فانطلق بهم معه ليشهدوا له إذا رجعوا عند الملأ من بني إسرائيل أنّ ربّي قد كلّمني فلو أنّهم سلّموا ذلك له ، وصدّقوا به ، لكان خيراً لهم ولكنّهم قالوا لموسى عليه‌السلام ( لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ) (٤) قال الله عزّ وجلّ ( فأخذتكم الصاعقة ـ يعني الموت ـ وأنتم تنظرون * ثمّ بعثناكم من بعد موتكم لعلّكم

__________________

١ ـ أفقِه : إفهم. الصحاح ٦ : ٢٢٤٣ ـ فقه.

٢ ـ في نسخة « ق و س » : ما تريد ، والمختصر المطبوع : فقال له : ما يريد ، وفي البحار : ما تزيد.

٣ ـ الأعراف ٧ : ١٥٥.

٤ ـ البقرة ٢ : ٥٥.

١٠٣

تشكرون ) (١).

أفترى يا ابن الكوّا أنّ هؤلاء قد رجعوا إلى منازلهم بعد ما ماتوا »؟ فقال ابن الكوّا : وما ذاك ثم أماتهم مكانهم؟ فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : « ويلك أوليس قد أخبرك الله في كتابه حيث يقول ( وظلّلنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المنّ والسلوى ) (٢) فهذا بعد الموت إذ بعثهم.

وأيضاً مثلهم يا ابن الكوّا الملأ من بني إسرائيل حيث يقول الله عزّ وجلّ ( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم اُلوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم ) (٣).

وقوله أيضاً في عزير حيث أخبر الله عزّ وجلّ فقال ( أو كالذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنّى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله ) (٤) وأخذه بذلك الذنب مائة عام ، ثم بعثه وردّه إلى الدنيا ( فقال كم لبثت فقال لبثت يوماً أو بعض يوم فقال بل لبثت مائة عام ) (٥) فلا تشكّنّ يا ابن الكوّا في قدرة الله عزّ وجلّ » (٦).

[ ٧٥ / ٢١ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن

__________________

١ ـ البقرة ٢ : ٥٥ ـ ٥٦.

٢ ـ البقرة ٢ : ٥٧.

٣ ـ البقرة ٢ : ٢٤٣.

٤ و ٥ ـ البقرة ٢ : ٢٥٩.

٦ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ١٤ : ٣٧٤ / ١٧ ، إلى قوله : وردّ الله عزيراً في السنّ الذي كان فيه ، وفيه : أن عبدالله بن الكوّا اليشكري. وفي ج ٥٣ : ٧٢ / ٧٢ ، الرواية كاملة.

١٠٤

أبي خالد القمّاط ، عن عبدالرحمن بن القصير (١) ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قرأ هذه الآية ( إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ) (٢) فقال : « هل تدري من يعني »؟ فقلت : يقاتل المؤمنون فيَقتلون ويُقتلون؟ فقال : « لا ، ولكن من قتل من المؤمنين رُدّ حتى يموت ، ومن مات رُدّ حتى يُقتل ، وتلك القدرة فلا تنكرها » (٣).

[ ٧٦ / ٢٢ ] وعنه عن صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد القمّاط ، عن حمران بن أعين (٤) ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : كان في بني إسرائيل شيء لا يكون هاهنا مثله؟ فقال : « لا » فقلت : فحدّثني عن قول الله عزّ وجلّ ( ألم تَرَ إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم اُلوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثمّ أحياهم ) (٥) [ قلت :

__________________

١ ـ في تفسير العياشي : عبدالرحيم القصير. وقال السيد الخوئي رحمه‌الله : كذا في الطبعة الحديثة ، ولكن في القديمة من تفسير القمي وتفسير البرهان عبدالرحيم القصير ، والظاهر هو الصحيح بقرينة سائر الروايات ، انظر معجم رجال الحديث ١٠ : ٣٨٧ / ٦٤٨٤.

٢ ـ التوبة ٩ : ١١١.

٣ ـ ذكره العياشي في تفسيره ٢ : ١١٣ / ١٤٤ ، وعنهما في البحار ٥٣ : ٧٤ / ٧٣.

٤ ـ حمران بن أعين : الشيباني الكوفي مولى ، تابعي مشكور ، من أكابر مشايخ الشيعة المفضّلين الذين لا يشكّ فيهم ، وكان أحد حملة القرآن ، ومن يعدّ ويذكر اسمه في كتب القرّاء ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الباقر والصادق عليهما‌السلام ، وهو ممّن يعدّ من حواري الإمامين الصادقين عليهما‌السلام ، وقال أبو عبدالله عليه‌السلام في حمران : إنّه رجل من أهل الجنّة ، وكان يقول عليه‌السلام : « حمران بن أعين مؤمن لا يرتدّ والله أبداً ».

اُنظر رجال العلاّمة : ١٣٤ / ٣٦١ ، رجال بحر العلوم ١ : ٢٢٧ ، رجال البرقي : ١٤ و ١٦ ، رجال الشيخ : ١١٧ / ٤١ و ١٨١ / ٢٧٤ ، رجال الكشى : ١٠ / ٢٠ و ١٧٦ / ٣٠٤.

٥ ـ البقرة ٢ : ٢٤٣.

١٠٥

أحياهم ] (١) حتى نظر الناس إليهم ثمّ أماتهم من يومهم ، أو ردّهم إلى الدنيا؟ فقال : « بل ردّهم إلى الدنيا حتى سكنوا الدور ، وأكلوا الطعام ، ونكحوا النساء ، ولبثوا بذلك ما شاء الله ، ثمّ ماتوا بالآجال » (٢).

[ ٧٧ / ٢٣ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن محمّد بن مسلم قال : سمعت حمران بن أعين وأبا الخطّاب يحدّثان جميعاً ـ قبل أن يُحدث أبو الخطّاب (٣) ما أحدث ـ

__________________

١ ـ ما بين المعقوفين أثبتناه من تفسير العياشي.

٢ ـ أورده العياشي في تفسيره ١ : ١٣٠ / ٤٣٣ ، ونقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٧٤ / ٧٤.

٣ ـ هو محمّد بن أبي زينب مقلاص الأسدي الكوفي الأجذع الزرّاد ، غال ملعون ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام قائلاً : ملعون غال.

وقال المامقاني : إعلم أنّ أبا الخطاب كان من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام مستقيماً في أوّل أمره ، وقال علي بن عقبة : كان أبو الخطاب قبل أن يفسد يحمل المسائل لأصحابنا ويجيء بجواباتها ، ثمّ ادّعى القبائح وما يستوجب الطرد واللعن من دعوى النبوّة وغيرها ، وجمع معه بعض الأشقياء ، فاطّلع الناس على مقالاتهم فقتلوه مع تابعيه ، والخطّابية منسوبون إليه عليه وعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

وقال أبو عبدالله عليه‌السلام : « أبرأ إلى الله ممّا قال فيّ الأجدع البرّاد عبد بني أسد أبو الخطاب لعنه الله ».

وقال عليه‌السلام : « أمّا أبو الخطّاب : فكذب عليّ ، وقال : إنّي أمرته أن لا يصلّي هو وأصحابه المغرب حتى يروا كوكب كذا ، يقال له : القنداني ، والله إنّ ذلك الكوكب ما أعرفه ».

اُنظر رجال العلاّمة : ٣٩٢ / ١٥٨١ ، رجال البرقي : ٢٠ ، رجال الشيخ : ٣٠٢ / ٣٤٥. تنقيح المقال ٣ : ١٨٩ ، رجال الكشي : ٢٢٦ / ٤٠٣ و ٢٢٨ / ٤٠٧.

١٠٦

أنّهما سمعا أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : « أوّل من تنشقّ الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا الحسين بن علي عليهما‌السلام ، وأنّ الرجعة ليست بعامّة بل هي خاصّة ، لا يرجع إلاّ من محض الإيمان محضاً أو محض الشرك محضاً » (١).

[ ٧٨ / ٢٤ ] وعنهما ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن بكير بن أعين ، قال : قال لي من لا أشكّ (٢) فيه ـ يعني أبا جعفر عليه‌السلام ـ : « أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّاً عليه‌السلام سيرجعان » (٣).

[ ٧٩ / ٢٥ ] وعنهما ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن الفضيل بن يسار (٤) ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « لا تقولوا الجبت والطاغوت ، ولا تقولوا الرجعة ، فإن قالوا لكم فإنّكم قد كنتم تقولون ذلك ، فقولوا : أمّا اليوم فلا نقول ، فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد كان يتألّف الناس بالمائة ألف درهم ليكفّوا عنه ، فلا

__________________

١ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٣٩ / ١.

٢ ـ في نسخة « س » : لا شكّ.

٣ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٣٩ / ٢.

٤ ـ الفضيل بن يسار : النهدي أبو القاسم عربي ، أصله كوفي نزل البصرة ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام ، ثقة ، عين ، جليل القدر ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الباقر والصادق عليهما‌السلام.

وكان أبو جعفر عليه‌السلام إذا دخل عليه الفضيل بن يسار يقول : « بخ بخ ، بشّر المخبتين ، مرحباً بمن تأنس به الأرض ». مات رحمه‌الله في أيّام الإمام الصادق عليه‌السلام.

اُنظر رجال النجاشي : ٣٠٩ / ٨٤٦ ، رجال العلاّمة : ٢٢٨ / ٨٦٦ ، رجال البرقي : ١١ و ١٧ ، رجال الشيخ : ١٣٢ / ١ و ٢٧١ / ١٥ ، رجال ابن داود : ١٥٣ / ١٢٠٥ ، رجال الكشي : ٢١٣ / ٣٧٧ و ٣٧٨ / ٣٨٠.

١٠٧

تتألّفونهم بالكلام » (١).

[ ٨٠ / ٢٦ ] وعنهما ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر (٢) ، عن حمّاد بن عثمان ، عن زرارة قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن هذه الاُمور العظام من الرجعة وأشباهها ، فقال : « إنّ هذا الذي تسألون عنه لم يجيء أوانه ، وقد قال الله عزّ وجلّ ( بل كذّبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولمّا يأتهم تأويله ) (٣) » (٤).

[ ٨١ / ٢٧ ] السندي بن محمّد البزّاز (٥) ، عن صفوان بن يحيى ، عن رفاعة بن

__________________

١ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٣٩ / ٣ ، ومراد الإمام الباقر عليه‌السلام من الجبت والطاغوت هو الأوّل والثاني أن لا تذكروهما أمام الجماعة بشيء فتجعلوهم يذكروا الأئمّة عليهم‌السلام بما لا يليق بشأنهم ومنزلتهم وهذه هي التقية بعينها. والله العالم.

٢ ـ هو أحمد بن محمد بن عمر بن أبي نصر زيد ، مولى السكون ، أبو جعفر المعروف بالبزنطي ، كوفي لقى الإمام الرضا وأبا جعفر عليهما‌السلام ، وكان عظيم المنزلة عندهما ، ثقة جليل القدر ، وكان له اختصاص بأبي الحسن الرضا وأبي جعفر عليهما‌السلام ، أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنه ، وأقرّوا له بالفقه ، وعدّه البرقي من أصحاب الإمام الكاظم والرضا عليهما‌السلام وزاد الشيخ عليه الإمام الجواد عليه‌السلام ، مات رحمه‌الله سنة إحدى وعشرين ومائتين.

اُنظر رجال النجاشي : ٧٥ / ١٨٠ ، خلاصة الأقوال : ٦١ / ٦٦ ، رجال الكشي : ٥٥٦ / ١٠٥٠ ، رجال البرقي : ٥٤ ، رجال الشيخ : ٣٤٤ / ٣٤ و ٣٦٦ / ٢ و ٣٩٧ / ٥.

٣ ـ يونس ١٠ : ٣٩.

٤ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٠ / ٤ ، والبحراني عن بصائر سعد بن عبدالله في تفسير البرهان ٣ : ٣١ / ٤.

٥ ـ في نسخة « س و ض و ق » : محمّد بن البراء ، لم يذكروه في كتب التراجم والصحيح ما في المتن.

١٠٨

موسى ، عن عبدالله بن عطا ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « كنت اشتكي ـ ونحن بمنى ـ شكوى شديدة ، فدخل على أبي عليه‌السلام رجل من أهل الكوفة ، فقال لأبي عليه‌السلام : إنّ لنا إليك حاجة ، فأشار إليهم إلى الفسطاط وأتبعهم ، فلم ألبث أن سمعت ضحكه مستعلياً ، ثم رجع إليّ وهو يضحك ، وقد وجدت من ضحكه وأنا بي وجع ، فقلت : لقد غلبك الضحك ، فقال : إنّ هؤلاء سألوني عن أمر ما كنت أرى أنّ أحداً يعلمه من أهل الدنيا غيري ، فقلت : عمّن سألوك؟ فقال : سألوني عن الأموات متى يُبعثون يقاتلون الأحياء على الدين » (١).

[ ٨٢ / ٢٨ ] يعقوب بن يزيد ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ومحمّد بن عيسى بن عبيد وإبراهيم بن محمّد ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن اُذينة (٢) قال :

__________________

والسندي بن محمّد البزّاز : اسمه أبان يكنّى أبا بشر صليب من جهينة ، ويقال من بجيلة ، وهو الأشهر ، كان ثقة وجهاً من وجوه أصحابنا الكوفيين ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الهادي عليه‌السلام.

اُنظر رجال النجاشي : ١٨٧ / ٤٩٧ ، رجال الشيخ : ٤١٦ / ٦ ، خلاصة الأقوال : ١٦١ / ٤٧٢ ، معجم رجال الحديث ٩ : ٣٣٢ و ٣٣٤ ، و ١٠ : ١٤٤.

١ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٦٧ / ذيل ح ٦٢ ، وتقدّم نظيره في حديث٦٦.

٢ ـ عمر بن اُذينة : هو عمر بن محمد بن عبد الرحمن بن اُذينة بن سلمة بن ... بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان ، شيخ أصحابنا البصريين ووجههم ، روى عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، وكان ثقة صحيحاً ، وعدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق والكاظم عليهما‌السلام ، واقتصر الشيخ على الإمام الصادق عليه‌السلام.

وقال الكشي : قال حمدويه بن نصير ، سمعت أشياخي منهم العبيدي وغيره : أنّ ابن اُذينة كوفي ، وكان هرب من المهدي العباسي ، ومات باليمن.

١٠٩

حدّثنا محمّد بن الطيّار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ ( ويوم نحشر من كلّ اُمّة فوجاً ) (١) فقال : « ليس أحد من المؤمنين قُتل إلاّ سيرجع حتى يموت ، ولا أحد من المؤمنين مات إلاّ سيرجع حتى يُقتل » (٢).

[ ٨٣ / ٢٩ ] ـ أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي محمّد ـ يعني أبا بصير ـ قال : قال لي أبو جعفر عليه‌السلام : « ينكر أهل العراق الرجعة »؟ قلت : نعم ، قال : « أما يقرؤون القرآن ( ويوم نحشر من كلّ اُمّة فوجاً ) (٣) » (٤) الآية.

[ ٨٤ / ٣٠ ] وعنه ، عن أحمـد بن محمّـد بن أبي نصـر ، عـن الحسين بن عمر بن يزيد (٥) ، عـن عمّـار بـن أبـان (٦) ، عـن عبـدالله بـن بكيـر ، عـن أبـي عبـدالله عليه‌السلام قـال : « كـأني بحمـران بن أعيـن وميسـر بن عبدالعزيز (٧)

__________________

اُنظر رجال النجاشي : ٢٨٣ / ٧٥٢ ، رجال العلاّمة : ٢١١ / ٦٨٧ ، رجال البرقي : ٤٧ ، رجال الشيخ : ٢٥٣ / ٤٨٢ ، رجال الكشي : ٣٣٤ / ٦١٢.

١ ـ النمل ٢٧ : ٨٣.

٢ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٠ / ٥ ، وذكره الاسترآبادي في تأويل الآيات ١ : ٤٠٩ / ١٥.

٣ ـ النمل ٢٧ : ٨٣.

٤ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٠ / ٦.

٥ ـ في نسخة « ق » : الحسين بن يزيد ، وكذا الإيقاظ من الهجعة.

٦ ـ في نسخة « س » والمختصر المطبوع : عمر بن أبان.

٧ ـ وهو ميسر بن عبد العزيز النخعي المدائني ، بيّاع الزطّي ، كوفي ، ثقة ، أثنى عليه آل

١١٠

يخبطـان (١) الناس بأسيافهما بين الصفا والمروة » (٢).

[ ٨٥ / ٣١ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عبدالله بن المغيرة (٣) ، عمّن حدّثه ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سئل عن قول الله عزّ وجلّ ( ولئن قُتلتم في سبيل الله أو مُتّم ) (٤) فقال : « يا جابر أتدري ما سبيل الله »؟ قلت : لا والله إلاّ إذا سمعت منك ، فقال : « القتل في سبيل علي عليه‌السلام وذريّته ، فمن قُتل في

__________________

محمّد عليهم‌السلام ، وهو ممّن يجاهر بالرجعة ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما‌السلام. واقتصر البرقي على الإمام الباقر عليه‌السلام قائلاً : ميسرة. وقال له أبو جعفر عليه‌السلام ذات مرّة : « يا ميسر أما أنـّه قد حضر أجلك غير مرّة ولا مرّتين ، كلّ ذلك يؤخّره الله بصلتك قرابتك ».

مات رحمه‌الله في حياة الإمام أبي عبدالله عليه‌السلام.

اُنظر رجال الشيخ : ١٣٥ / ١٢ و ٣١٧ / ٥٩٧ ، رجال البرقي : ٤٨ ، رجال الكشي : ٢٤٤ / ٤٤٦ و ٤٤٨ ، رجال العلاّمة : ٢٧٩ / ١٠٢٢.

١ ـ خبط : ضرب. الصحاح ٣ : ١١٢١ ـ خبط.

٢ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٠ / ٧ والحرّ العاملي في الإيقاظ من الهجعة : ٢٨٤ / ١٠٥.

٣ ـ عبدالله بن المغيرة : هو أبو محمّد البجلي مولى جندب بن عبدالله بن سفيان العلقي ، كوفي ، ثقة ثقة ، لا يعدل به أحد من جلالته ودينه وورعه ، روى عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام ، وقيل : إنّه صنّف ثلاثين كتاباً. وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والإمام الرضا عليهما‌السلام. قال الكشي : أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ من هؤلاء وتصديقهم ، وعدّه منهم.

اُنظر رجال النجاشي : ٢١٥ / ٥٦١ ، رجال البرقي : ٤٩ و ٥٣ ، رجال الشيخ : ٣٥٥ / ٢١ و ٣٧٩ / ٤ ، رجال الكشي : ٥٥٦ / ١٠٥٠ و ٥٩٤ / ١١١٠.

٤ ـ آل عمران ٣ : ١٥٧.

١١١

ولايته قتل في سبيل الله ، وليس من أحد يؤمن بهذه الآية إلاّ وله قتلة وميتة ، إنّه من قُتل يُنشر حتى يموت ، ومن مات يُنشر حتى يُقتل » (١).

[ ٨٦ / ٣٢ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن عبدالله بن مسكان ، عن فيض (٢) بن أبي شيبة ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول وتلا هذه الآية ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيّين ) (٣) الآية ، قال : « ليؤمننّ برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولينصرنّ عليّاً أمير المؤمنين عليه‌السلام [ قلت : ولينصرنّ أميرالمؤمنين؟ ] (٤) ، قال : « نعم والله من لدن آدم عليه‌السلام فهلمّ جرّا ، فلم يبعث الله نبيّاً ولا رسولاً إلاّ ردّ جميعهم إلى الدنيا حتى يقاتلون بين يدي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلوات الله عليه » (٥).

[ ٨٧ / ٣٣ ] وعنه ، عن علي بن النعمان (٦) ، عن عامر بن معقل ، قال : حدّثني أبو حمزة الثمالي (٧) ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال لي : « يا أبا حمزة لا ترفعوا عليّاً فوق

__________________

١ ـ أورده العيّاشي في تفسيره ١ : ٢٠٢ / ١٦٢ ، كاملة ، والصدوق في معاني الأخبار : ١٦٧ / ١ ، باختلاف يسير ولم يورد ذيل الرواية. ونقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٠ / ٨ ، والبحراني في تفسير البرهان ١ : ٧٠٥ / ١ ، عن سعد بن عبدالله.

٢ ـ في نسخة « س و ض و ق » : قيصر ، وكلاهما لم يذكرا في كتب التراجم. اُنظر مستدركات النمازي ٦ : ٢٢٨ / ١٦٦١ و ٢٩٤ / ١١٩٤٩.

٣ ـ آل عمران ٣ : ٨١.

٤ ـ ما بين المعقوفين أثبتناه من تفسير العياشي.

٥ ـ أورده العياشي في تفسيره ١ : ١٨١ / ٧٦ ، ونقله المجلسي عنه وعن المختصر في البحار ٥٣ : ٤١ / ٩.

٦ ـ في البصائر والأمالي : علي بن الحكم.

٧ ـ أبو حمزة الثمالي : هو ثابت بن أبي صفية واسم أبي صفية دينار ، مولى ، كوفي ، ثقة ، وأولاده

١١٢

ما رفعه الله ، ولا تضعوا عليّاً دون ما وضعه الله ، كفى بعلي عليه‌السلام أن يقاتل أهل الكرّة ، ويزوّج أهل الجنّة » (١).

[ ٨٨ / ٣٤ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مسروق (٢) ، عن المنخّل بن جميل ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ ( يا أيّها المدّثّر * قم فانذر ) (٣) « يعني بذلك محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وقيامه في الرجعة ينذر فيها.

__________________

نوح ومنصور وحمزة قتلوا مع زيد ، لقى علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبدالله وأبا الحسن عليهم‌السلام وروى عنهم ، وكان من خيار أصحابنا وثقاتهم ومعتمدهم في الرواية والحديث.

عدّه البرقي من أصحاب الإمام زين العابدين عليه السلام ، وزاد الشيخ عليه الإمام الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام قائلاً : اختلف في بقائه إلى وقت أبي الحسن موسى عليه السلام.

وقال الكشي : وكان أبو عبدالله عليه السلام يحضره ويقول له : « إنّي لأستريح إذا رأيتك ». وقال الإمام الرضا عليه السلام في حقّه : « أبو حمزة الثمالي في زمانه كلقمان في زمانه ». مات رحمه الله في سنة خمسين ومائة.

اُنظر رجال النجاشي : ١١٥ / ٢٩٦ ، رجال البرقي : ٨ ، رجال الشيخ : ٨٤ / ٣ و ١١٠ / ٢ و ١٦٠ / ٢ و ٣٤٥ / ١ ، رجال العلاّمة : ٨٦ / ١٧٩ ، رجال الكشي : ٣٣ / ٦١ و ٢٠٣ / ٣٥٧.

١ ـ أورده الصفّار في بصائر الدرجات : ٤١٥ / ٥ ، والصدوق في أماليه : ٢٨٤ / ٣١٣ ، ونقله المجلسي عن الأوّل في البحار ٢٥ : ٢٨٣ / ٢٩ ، وعن الثاني في ج ٤٠ : ٥ / ١٠.

٢ ـ في نسخة « ق » : عمّار بن مروان ، وما في المتن لم يذكره أصحاب التراجم إلاّ النمازي وهو القائل : لم يذكروه.

اُنظر مستدركات النمازي ٦ : ١٢ / ١٠٦٧٤.

٣ ـ المدّثّر ٧٤ : ١ ـ ٢.

١١٣

( وفي قوله ( إنّها لاحدى الكبر * نذيراً للبشر ) (١) يعني محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله نذيراً للبشر في الرجعة ) (٢).

وفي قوله ( وما أرسلناك إلاّ كافّة للناس ) (٣) في الرجعة » (٤).

[ ٨٩ / ٣٥ ] وبهذا الإسناد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام : « أنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يقول : إنّ المدّثّر هو كائن عند الرجعة ، فقال له رجل : يا أمير المؤمنين أحياة قبل القيامة ثمّ موت؟ فقال له عند ذلك : نعم والله لكفرة من الكفر بعد الرجعة أشدّ من كفرات قبلها » (٥).

[ ٩٠ / ٣٦ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن علي الوشّا ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي سلمة سالم بن مكرم الجمّال (٦) ،

__________________

١ ـ المدّثّر ٧٤ : ٣٥ ـ ٣٦.

٢ ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ق ».

٣ ـ سبأ ٣٤ : ٢٨.

٤ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٢ / ١٠ ، وكذلك البحراني في تفسير البرهان ٥ : ٥٢٢ / ٢ ، عن سعد بن عبدالله.

٥ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٢ / ١١ ، وكذلك البحراني في تفسير البرهان٥ : ٥٢٢ / ٣ ، عن سعد بن عبدالله.

٦ ـ سالم بن مكرم الجمّال : هو ابن عبدالله أبو خديجة ، ويقال : أبو سلمة الكناسي ، صاحب الغنم ، مولى بني أسد الجمّال ، يقال : كانت كنيته أبا خديجة وأنّ أبا عبدالله عليه‌السلام كنّاه أبا سلمة ، ثقة ثقة ، صالح ، من أهل الكوفة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما‌السلام. وعدّه البرقي والشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام.

١١٤

عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : « إنّي سألت الله عزّ وجلّ في إسماعيل أن يُبقيه بعدي فأبى ، ولكنّه قد أعطاني فيه منزلة أنّ يكون أوّل منشور في عشرة (١) من أصحابه ، وفيهم عبدالله بن شريك العامري (٢) وفيهم صاحب الراية » (٣).

[ ٩١ / ٣٧ ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم الحضرمي ، عن عبدالكريم بن عمرو الخثعمي ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول « إنّ إبليس قال ( انظرني إلى يوم يبعثون ) (٤) فأبى الله ذلك عليه ، فقال ( فإنّك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم ) (٥) فإذا كان يوم الوقت المعلوم ظهر إبليس لعنه الله في جميع أشياعه منذ خلق الله آدم إلى يوم الوقت

__________________

اُنظر رجال النجاشي : ١٨٨ / ٥٠١ ، رجال البرقي : ٣٣ ، رجال الشيخ : ٢٠٩ / ١١٦ ، رجال الكشي : ٣٥٢ / ٦٦١.

١ ـ في نسخة « س و ض » : في عصره.

٢ ـ عبدالله بن شريك العامري : يكنّى أبا المحجل ، روى عن علي بن الحسين وأبي جعفر عليهما‌السلام ، وكان عندهما وجيهاً مقدّماً ، وأنّه من حواري الإمامين الباقرين عليهما‌السلام. عدّه البرقي من أصحاب الإمام الباقر عليه‌السلام وزاد الشيخ عليه الإمام الصادق عليه‌السلام.

اُنظر رجال العلاّمة : ١٩٦ / ٦١٢ ، رجال البرقي : ١٠ ، رجال الشيخ : ١٢٧ / ٤ و ٢٦٥ / ٧٠٤.

٣ ـ ذكره الكشي في رجاله : ٢١٧ / ٣٩١ ، إلاّ أنّ في آخره : وهو صاحب لوائه بدل : وفيهم صاحب الراية ، ونقله المجلسي عنهما في البحار ٥٣ : ٧٦ ـ ٧٧ / ٨٢.

٤ ـ الأعراف ٧ : ١٤.

٥ ـ الحجر ١٥ : ٣٧ ـ ٣٨ ، سورة ص ٣٨ : ٨٠ ـ ٨١.

١١٥

المعلوم ، وهي آخر كرّة يكرّها أمير المؤمنين صلوات الله عليه. فقلت : وإنّها لكرّات؟ قال : نعم ، إنّها لكرّات وكرّات ، ما من إمام في قرن إلاّ ويكرّ (١) معه البرّ والفاجر في دهره حتى يديل (٢) الله عزّ وجلّ المؤمن من الكافر.

فإذا كان يوم الوقت المعلوم كرّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه في أصحابه ، وجاء إبليس في أصحابه ، ويكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات ، يقال لها : الروحاء قريب من كوفتكم ، فيقتتلون قتالاً لم يقتتل مثله منذ خلق الله عزّ وجلّ العالمين ، فكأنّي أنظر إلى أصحاب علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه قد رجعوا إلى خلفهم القهقرى مائة قدم ، وكأنّي أنظر إليهم وقد وقعت بعض أرجلهم في الفرات.

فعند ذلك يهبط الجبّار عزّ وجلّ (٣) في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر ، رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمامه بيده حربة من نور ، فإذا نظر إليه إبليس رجع القهقرى ناكصاً على عقبيه ، فيقولون له أصحابه : أين تريد وقد ظفرت؟ فيقول : ( إنّي أرى ما لا ترون ) (٤) ( إنّي أخاف الله ربَّ العالمين ) (٥) فيلحقه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيطعنه طعنة بين كتفيه ، فيكون هلاكه وهلاك جميع أشياعه ، فعند ذلك يعبد الله عزّ وجلّ ولا يشرك به شيئاً.

__________________

١ ـ في نسختي « ق و ض » زيادة : في قرنه يكرّ.

٢ ـ يديل : في الحديث : « قد أدال الله تعالى من فلان » وهو من الإدالة يعني النصرة والغلبة. مجمع البحرين ٥ : ٣٧٤ ـ دول.

٣ ـ كناية عن نزول آيات عذابه.

٤ ـ الأنفال ٨ : ٤٨.

٥ ـ الحشر ٥٩ : ١٦.

١١٦

ويملك أمير المؤمنين عليه‌السلام أربعاً وأربعين ألف سنة ، حتى يلد الرجل من شيعة علي عليه‌السلام ألف ولد من صلبه ذكراً ، في كلّ سنة ذكراً ، وعند ذلك تظهر الجنّتان المدهامّتان عند مسجد الكوفة وما حوله بما شاء الله » (١).

[ ٩٢ / ٣٨ ] وعنه ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم ، عن الحسين بن أحمد المعروف بالمنقري ، عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « إنّ الذي يلي حساب الناس قبل يوم القيامة الحسين بن علي عليهما‌السلام ، فأمّا يوم القيامة فإنّما هو بعث إلى الجنّة أو بعث إلى النار » (٢).

[ ٩٣ / ٣٩ ] أيّوب بن نوح والحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة ، عن العبّاس بن عامر القصباني ، عن سعيد ، عن داود بن راشد ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « إنّ أوّل من يرجع (٣) لجاركم الحسين عليه‌السلام ، فيملك حتى تقع حاجباه على عينيه من الكبر » (٤).

[ ٩٤ / ٤٠ ] أبو عبدالله أحمد بن محمّد السيّاري ، عن أحمد بن عبدالله بن قبيصة المهلّبي ، عن أبيه ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في كتاب الكرّات في قول الله عزّ وجلّ ( يَومَ هُم على النار يفتنون ) (٥) قال : « يكسرون في الكرّة كما يكسر الذهب حتى يرجع كلّ شيء إلى شبهه ـ يعني إلى حقيقته ـ » (٦).

__________________

١ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٢ / ١٢.

٢ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٣ / ١٣.

٣ ـ في نسخة « س » زيادة : إلى الدنيا.

٤ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٣ / ١٤.

٥ ـ الذاريات ٥١ : ١٣.

٦ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٤ / ١٥ ، وكذلك البحراني في تفسير البرهان

١١٧

[ ٩٥ / ٤١ ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي إبراهيم عليه‌السلام قال : قال عليه‌السلام : « لترجعنّ نفوس ذهبت ، وليقتصّ يوم يقوم ، ومن عذّب يقتص بعذابه ، ومن اُغيظ أغاظ بغيظه ، ومن قتل اقتصّ بقتله ، ويردّ لهم أعداؤهم معهم حتى يأخذوا بثأرهم ، ثم يعمّرون بعدهم ثلاثين شهراً ، ثمّ يموتون في ليلة واحدة قد أدركوا ثأرهم ، وشفوا أنفسهم ، ويصير عدوّهم إلى أشدّ النار عذاباً ، ثم يوقفون بين يدي الجبّار عزّ وجلّ فيؤخذ لهم بحقوقهم » (١).

[ ٩٦ / ٤٢ ] وبهذا الإسناد ، عن الحسن بن راشد ، قال : حدّثني محمّد بن عبدالله بن الحسين ، قال : دخلت مع أبي على أبي عبدالله عليه‌السلام فجرى بينهما حديث ، فقال أبي لأبي عبدالله عليه‌السلام : ما تقول في الكرّة؟ قال : « أقول فيها ما قال الله عزّ وجلّ وذلك أنّ تفسيرها صار إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل أن يأتي هذا الحرف بخمسة وعشرين ليلة ، قول الله عزّ وجلّ ( تلك إذاً كرّة خاسرة ) (٢) إذا رجعوا إلى الدنيا ولم يقضوا ذحولهم (٣) ».

فقال له أبي : يقول الله عزّ وجلّ ( فإنّما هي زجرة واحدة * فإذا هم بالساهرة ) (٤) أي شيء أراد بهذا؟ فقال : « إذا انتقم منهم وماتت (٥) الأبدان ، بقيت

__________________

٥ : ١٥٩ / ٢ عن سعد بن عبدالله ، والحرّ العاملي في الايقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة : ٢٩١ / ١١٣ قائلاً : ما رواه سعد بن عبدالله في مختصر البصائر.

١ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٤ / ١٦.

٢ ـ النازعات ٧٩ : ١٢.

٣ ـ الذحل : الثأر. القاموس المحيط ٣ : ٣٧٩ ـ ذحل.

٤ ـ النازعات ٧٩ : ١٣ ـ ١٤.

٥ ـ في البحار : وباتت ، بمعنى غابت. انظر لسان العرب ٢ : ١٧ ـ بيت.

١١٨

الأرواح ساهرة لا تنام ولا تموت » (١).

[ ٩٧ / ٤٣ ] حدّثني جماعة من أصحابنا ، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان (٢) وابراهيم بن إسحاق ، عن محمّد بن سليمان الديلمي (٣) ، عن أبيه ، قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ ( إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكاً ) (٤) فقال : « الأنبياء : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإبراهيم وإسماعيل وذرّيته ، والملوك : الأئمّة عليهم‌السلام » قال : فقلت : وأيّ ملك اُعطيتم؟ قال : « ملك الجنّة وملك الكرّة » (٥).

[ ٩٨ / ٤٤ ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد (٦) ومحمد بن خالد

__________________

١ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٤ / ١٧ ، والبحراني في تفسير البرهان ٥ : ٥٧٦ / ٢ ، عن سعد بن عبدالله ، والحرّ العاملي في الإيقاظ من الهجعة : ٢٧٩ / ٩٣ ، عن مختصر البصائر لسعد بن عبدالله.

٢ ـ في البحار : ابن أبي عثمان ، وفي نسخة « ق » : علي بن أبي عثمان ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح.

وهو الملقّب بسجادة ، وأبو عثمان اسمه عبد الواحد بن حبيب ، وقد عدّه الشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الجواد والهادي عليهما السلام قائلاً : الحسن بن علي بن أبي عثمان السجادة.

انظر معجم رجال الحديث ٦ : ٢٤ و ١٧ : ١٣٨ ، رجال الشيخ : ٤٠٠ / ١١ و ٤١٣ / ١٢ ، رجال النجاشي : ٦١ / ١٤١.

٣ ـ في نسخة « س و ض و ق » : محمد بن سليم الديلمي.

٤ ـ المائدة ٥ : ٢٠.

٥ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٥ / ١٨ ، والبحراني في تفسير البرهان ٢ : ٢٦٦ / ٢ ، عن سعد بن عبدالله.

٦ ـ الحسين بن سعيد : هو الحسين بن سعيد بن حماد بن سعيد بن مهران الأهوازي ، من موالي

١١٩

البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن المعلّى بن عثمان (١) ، عن المعلّى بن خنيس ، قال : قال لي أبو عبدالله عليه‌السلام : « أوّل من يرجع إلى الدنيا الحسين بن علي عليهما‌السلام فيملك حتى يسقط حاجباه على عينيه من الكبر ».

قال : فقال أبو عبدالله عليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ ( إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) (٢) قال : « نبيّكم صلى‌الله‌عليه‌وآله راجع إليكم » (٣).

[ ٩٩ / ٤٥ ] محمّد بن عيسى بن عبيد (٤) ، عن الحسين بن سفيان البزّاز ، عن

__________________

علي بن الحسين عليهما‌السلام ، ثقة ، روى عن الامام الرضا وأبي جعفر الثاني وأبي الحسن الثالث عليهم‌السلام ، وأصله كوفي ، انتقل مع أخيه الحسن رضي‌الله‌عنه إلى الأهواز ، ثمّ تحوّل إلى قم فنزل على الحسن بن أبان وتوفّي بقم ، وله ثلاثون كتاباً اشترك بها مع أخيه ، وقد عدّه البرقي من أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام ، وزاد الشيخ عليه الإمام الجواد والهادي عليهما‌السلام.

انظر فهرست الشيخ : ١١٢ / ٢٣٠ ، رجال النجاشي : ٥٨ / ١٣٦ ـ ١٣٧ ، رجال الشيخ : ٣٧٢ / ١٧ و ٣٩٩ / ١ و ٤١٢ / ٦ ، رجال البرقي : ٥٤.

١ ـ في البحار وتفسير البرهان : المعلّى أبو عثمان ، وهما شخص واحد كما قاله النجاشي والشيخ : معلّى بن عثمان أبو عثمان ، كوفي ثقة ، روى عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام قائلاً : المعلّى بن عثمان أبو عثمان الأحول الكوفي. انظر رجال النجاشي : ٤١٧ / ١١١٥ ، رجال الشيخ : ٣١١ / ٥٠٠ ، خلاصة الأقوال : ٢٧٥ / ١٠٠٢ ، معجم رجال الحديث ١٩ : ٢٧١ و ٢١ : ٧٨.

٢ ـ القصص ٢٨ : ٨٥.

٣ ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار ٥٣ : ٤٦ / ١٩ ، والبحراني في تفسير البرهان ٤ : ٢٩٢ / ٥ و ٦ ، عن سعد بن عبدالله وذكر القمي المقطع الثاني من الرواية في تفسيره ٢ : ١٤٧ بزيادة : وأمير المؤمنين عليه‌السلام والأئمّة عليهم‌السلام.

٤ ـ في البحار زيادة : عن اليقطيني ، والظاهر حرف « عن » زيادة لأن ابن عيسى هو الملقب

١٢٠