النّهاية - ج ٣

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]

النّهاية - ج ٣

المؤلف:

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]


المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٤
الصفحات: ٤٨٨

(س) وفي حديث الحجّاج «لأجزُرَنّك جَزْرَ الضَّرَب» هو بفتح الراء : «العسل الأبيض الغليظ. ويروى بالصّاد ، وهو العسل الأحمر.

(ضرج) (س) فيه «قال : مرّ بي جعفر في نفر من الملائكة مُضَرَّج الجناحين بالدّم» أي ملطّخا به.

(س) ومنه الحديث «وعليّ ريطة مُضَرَّجَة» أي ليس صبغها بالمشبع.

(س) وفي كتابه لوائل «وضَرَّجُوهُ بالأضاميم» أي دمّوه بالضَّرْب. والضَّرْج : الشَّقّ أيضا.

ومنه حديث المرأة صاحبة المزادتين «تكاد تَتَضَرَّجُ من الملء» أي تنشقّ.

(ضرح) (ه) فيه «الضُّرَاح بيتٌ في السّماء حيال الكعبة» ويروى : «الضَّرِيح» ، وهو البيت المعمور ، من المُضَارَحَة ، وهي المقابلة والمضارعة. وقد جاء ذكره في حديث عليّ ومجاهد ، ومن رواه بالصّاد فقد صحّف.

وفي حديث دفن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «نرسل إلى اللّاحد والضَّارِح فأيّهما سبق تركناه» الضَّارِح : هو الذي يعمل الضَّرِيح ، وهو القبر ، فعيل بمعنى مفعول ، من الضَّرْح : الشّقّ في الأرض.

ومنه حديث سطيح «أوفى على الضَّرِيح» وقد تكرر في الحديث.

(ضرر) في أسماء الله تعالى «الضَّارّ» هو الذي يَضُرُّ من يشاء من خلقه ، حيث هو خالق الأشياء كلّها خيرها وشرّها ونفعها وضَرِّها.

(ه) وفيه «لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ في الإسلام» الضَّرُّ : ضدّ النفع ، ضَرَّهُ يَضُرُّه ضَرّاً وضِرَاراً وأَضَرَّ به يُضِرُّ إِضْرَاراً. فمعنى قوله لا ضَرَر : أي لا يَضُرُّ الرجلُ أخاه فينقصه شيئا من حقّه. والضِّرَار : فِعال ، من الضَّرّ : أي لا يجازيه على إِضْرَاره بإدخال الضَّرَر عليه. والضَّرَر : فعل الواحد والضِّرَار : فعل الاثنين ، والضَّرَر : ابتداء الفعل ، والضِّرَار : الجزاء عليه. وقيل الضَّرَر : ما تَضُرُّ به

٨١

صاحبك وتنتفع به أنت ، والضِّرَار : أن تَضُرَّه من غير أن تنتفع به. وقيل هما بمعنى ، وتكرارهما للتأكيد.

ومنه الحديث «إنّ الرجل ليعمل والمرأة بطاعة الله ستّين سنة ، ثم يحضرهما الموت فيُضَارِرَانِ في الوصيّة ، فتجب لها النّار» المُضَارَرَة في الوصيّة : أن لا تمضى ، أو ينقص (١) بعضها ، أو يوصى لغير أهلها ، ونحو ذلك مما يخالف السّنّة.

(ه) ومنه حديث الرّؤية «لا تُضَارُّون في رؤيته» يروى بالتشديد والتخفيف ، فالتشديد بمعنى لا تتخالفون ولا تتجادلون في صحّة النّظر إليه ، لوضوحه وظهوره. يقال ضَارَّه يُضَارُّه ، مثل ضَرَّه يَضُرُّه.

قال الجوهرى : «يقال أَضَرَّنِي (٢) فلانٌ ، إذا دنا منّي دنوّا شديدا».

فأراد بالمُضَارَّة الاجتماع والازدحام عند النّظر إليه. وأما التّخفيف فهو من الضّير ، لغة في الضُّرّ ، والمعنى فيه كالأوّل.

ومنه الحديث «لا يَضُرُّه أن يمسّ من طيب إن كان له» هذه كلمة تستعملها العرب ، ظاهرها الإباحة ، ومعناها الحضّ والتّرغيب.

(ه) ومنه حديث معاذ «أنه كان يصلّي فأَضَرَّ به غصن [فمدّه](٣) فكسره» أي دنا منه دنوّا شديدا فآذاه.

وفي حديث البراء «فجاء ابن أم مكتوم يشكو ضَرَارَتَهُ» الضَّرَارَة هاهنا : العَمَى. والرجل ضَرِيرٌ ، وهو من الضَّرّ : سوء الحال.

وفيه «ابْتُلِينا بالضَّرَّاء فصبرنا ، وابتلينا بالسَّرَّاء فلم نصبر» الضَّرَّاء : الحالة التي تَضُرُّ ، وهي نقيض السّرّاء ، وهما بناآن للمؤنث ، ولا مذكّر لهما ، يريد إنا اختبرنا بالفقر والشّدة والعذاب فصبرنا عليه ، فلما جاءتنا السّرّاء ، وهي الدّنيا والسّعة والرّاحة بطرنا ولم نصبر.

وفي حديث علي ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أنه نهى عن بيع المُضْطَرِّ» هذا يكون من

__________________

(١) فى ا «ينقض» بالضاد المعجمة.

(٢) الذى فى الصحاح (ضرر): «أضرّ بي».

(٣) من الهروى.

٨٢

وجهين : أحدهما أن يُضْطَرَّ إلى العقد من طريق الإكراه عليه ، وهذا بيع فاسد لا ينعقد ، والثاني أن يُضْطَرَّ إلى البيع لدين ركبه أو مؤونة ترهقه فيبيع ما في يده بالوكس للضَّرُورة ، وهذا سبيله في حقّ الدّين والمروءة أن لا يبايع على هذا الوجه ، ولكن يعان ويقرض إلى الميسرة ، أو تشترى سلعته بقيمتها ، فإن عقد البيع مع الضّرورة على هذا الوجه صحّ ولم يفسخ ، مع كراهة أهل العلم له. ومعنى البيع هاهنا الشّراء أو المبايعة ، أو قبول البيع. والمُضْطَرّ : مفتعل من الضّر ، وأصله مضترر ، فأدغمت الراء وقلبت التّاء طاء لأجل الضّاد.

ومنه حديث ابن عمر «لا تبتع من مُضْطَرّ شيئا» حمله أبو عبيد على المكره على البيع ، وأنكر حمله على المحتاج.

وفي حديث سمرة «يجزي من الضَّارُورة صبوح أو غبوق» الضَّارُورة : لغة في الضَّرُورة. أي إنما يحل للمُضْطَرّ من الميتة أن يأكل منها ما يسدّ الرّمق غداء أو عشاء ، وليس له أن يجمع بينهما.

وفي حديث عمرو بن مرّة «عند اعتكار الضَّرَائِر» الضَّرَائِر : الأمور المختلفة ، كضَرَائر النّساء لا يتّفقن ، واحدتها ضَرَّة.

[ه] وفي حديث أمّ معبد.

له بصريح ضَرَّة الشّاة مُزْبِد

الضَّرَّة : أصل الضّرع.

(ضرس) فيه «أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم اشترى من رجل فرسا كان اسمه الضَّرِس ، فسماه السَّكْبَ ، وأوّل ما غزا عليه أُحُدا» الضَّرِس : الصّعب السيئ الخلق.

(ه) ومنه حديث عمر رضي‌الله‌عنه قال في الزّبير : «هو ضَبِسٌ ضَرِسٌ» يقال رجلٌ ضَرِسٌ وضَرِيسٌ.

(ه) ومنه الحديث في صفة عليّ «فإذا فُزِعَ فُزِعَ إلى ضَرِسٍ حديد» أي صعب العريكة قوىّ. ومن رواه بكسر الضّاد وسكون الراء فهو أحد الضُّرُوس ، وهي الآكام الخشنة : أي إلى جبل من حديد. ومعنى قوله : «إذا فزع» : أي فزع إليه والتجئ ، فحذف الجارّ واستتر الضّمير.

٨٣

(س) ومنه حديثه الآخر «كان ما نشاء من ضِرْسٍ قاطع» أي ماض في الأمور نافذ العزيمة. يقال فلان ضِرْسٌ من الأَضْرَاس : أي داهية ، وهو في الأصل أحد الأسنان ، فاستعاره لذلك.

ومنه حديثه الآخر «لا يعضّ في العلم بِضِرْسٍ قاطع» أي لم يتقنه ولم يحكم الأمور.

(ه) وفي حديث ابن عباس «أنه كره الضَّرْس» هو صمت يوم إلى اللّيل. وأصله العضّ [الشديد](١) بالأَضْرَاس. أخرجه الهروي عن ابن عباس ، والزمخشرى عن أبي هريرة.

(س) وفي حديث وهب «أن ولد زنا في بني إسرائيل قرّب قربانا فلم يقبل ، فقال : يا ربّ يأكل أبواي الحَمْضَ وأَضْرَسُ أنا! أنت أكرم من ذلك. فقبل قربانه» الحَمْضُ : من مراعي الإبل إذا رعته ضَرِسَتْ أسنانُها. والضَّرَس ـ بالتحريك ـ : ما يعرض للأسنان من أكل الشّيء الحامض. المعنى : يذنب أبواي وأؤاخذ أنا بذنبهما.

(ضرط) (س) فيه «إذا نادى المنادي بالصّلاة أدبر الشيطان وله ضُرَاطٌ».

وفي رواية «وله ضَرِيطٌ» يقال ضُرَاط وضَرِيط ، كنهاق ونهيق.

(ه) ومنه حديث عليّ «أنه دخل بيت المال فأَضْرَطَ به» أي استخفّ به.

(س) ومنه حديثه الآخر «أنه سئل عن شيء فأَضْرَطَ بالسّائل» أي استخفّ به وأنكر قوله. وهو من قولهم : تكلّم فلان فأَضْرَطَ به فلانٌ ، وهو أن يجمع شفتيه ويخرج من بينهما صوتا يشبه الضَّرْطَة ، على سبيل الاستخفاف والاستهزاء.

(ضرع) (ه) فيه «أنه قال لولدَيْ جعفر رضي‌الله‌عنه : ما لي أراهما ضَارِعَيْنِ؟ فقالوا : إنّ العين تسرع إليهما» الضَّارِع : النّحيف الضّاوي الجسم. يقال ضَرِعَ يَضْرَعُ فهو ضَارِع وضَرَعٌ ، بالتّحريك.

(ه) ومنه حديث قيس بن عاصم «إني لأُفْقِرُ البَكْرَ الضَّرَع والنّاب المدبر» أي أُعِيرُهُما للركوب ، يعنى الجمل الضعيف والناقة الهرمة.

__________________

(١) من الهروى ، والقاموس (ضرس).

٨٤

ومنه حديث المقداد «وإذا فيهما فَرَس آدمُ (١) ومُهْرٌ ضَرَعٌ».

وحديث عمرو بن العاص «لستُ بالضَّرَع».

(ه) ومنه قول الحجّاج لمسلم بن قتيبة «ما لي أراك ضَارع الجسم».

(س) وفي حديث عدىّ «قال له : لا يختلجنّ في صدرك شيء ضَارَعْتَ فيه النّصرانيّة» المُضَارَعَة : المشابهة والمقاربة ، وذلك أنه سأله عن طعام النّصارى ، فكأنه أراد : لا يتحرّكنّ في قلبك شكّ أنّ ما شابهت فيه النّصارى حرام أو خبيث أو مكروه.

وذكره الهروى في باب الحاء المهملة مع اللام (٢) ، ثم قال : يعنى أنه نظيف. وسياق الحديث لا ينساب هذا التّفسير.

ومنه حديث معمر بن عبد الله «إني أخاف أن تُضَارِعَ» أي أخاف أن يشبه فعلك الرّياء (٣).

ومنه حديث معاوية «لست بنُكَحَة طُلَقَة ، ولا بسُبَبَة ضُرَعَة» أي لست بشتّام للرّجال المشابه لهم والمساوي.

وفي حديث الاستسقاء «خرج متبذّلا مُتَضَرِّعاً» التَّضَرُّع : التذلّل والمبالغة في السّؤال والرّغبة. يقال ضَرِعَ يَضْرَعُ بالكسر والفتح ، وتَضَرَّعَ إذا خضع وذلّ.

ومنه حديث عمر رضي‌الله‌عنه «فقد ضَرَعَ الكبير ورقّ الصّغير».

ومنه حديث علي رضي‌الله‌عنه «أَضْرَعَ اللهُ خدودَكُم» أي أذلّها. وقد تكرر في الحديث.

(ه) وفي حديث سلمان رضي‌الله‌عنه «قد ضَرِعَ به» أي غلبه ، كذا فسّره الهروى ، وقال (٤) يقال : لفلان فرس قد ضَرَعَ به : أي غلبه.

وفي حديث أهل النار «فيغاثون بطعام من ضَرِيع» هو نبت بالحجاز له شوك كبار. ويقال له الشّبرق. وقد تكرر في الحديث.

__________________

(١) فى ا : «أذمّ» والمثبت في الأصل واللسان.

(٢) وأخرجه من حديث علىّ.

(٣) فى ا : «الرّبا» والمثبت من الأصل واللسان.

(٤) حكاية عن ابن شميل.

٨٥

(ضرغم) (س) في حديث قسّ «والأسد الضَّرْغَام» : هو الضّاري الشديد المقدام من الأسود.

(ضرك) (س) في قصة ذي الرّمّة ورؤبة «عالة ضَرَائِك» الضَّرَائِك : جمع ضَرِيك ، وهو الفقير السّيّئ الحال. وقيل الهزيل.

(ضرم) (ه) في حديث أبي بكر رضي‌الله‌عنه «قال قيس بن أبي حازم : كان يخرج إلينا وكأنّ لحيته ضِرَامُ عرفج» الضِّرَام : لهب النّار ، شبّهت به لأنه كان يخضبها بالحنّاء.

ومنه حديث عليّ «والله لودّ معاوية أنه ما بقي من بني هاشم نافخُ ضَرَمَةٍ» الضَّرَمَة بالتّحريك : النار. وهذا يقال عند المبالغة في الهلاك ، لأن الكبير والصغير ينفخان النار. وأَضْرَمَ النار إذا أوقدها.

ومنه حديث الأخدود «فأمر بالأخاديد وأَضْرَمَ فيها النّيرانَ».

(ضرو) (ه) فيه «أنّ قيسا ضِرَاءُ الله» هو بالكسر جمع ضِرْو ، وهو من السّباع ما ضَرِيَ بالصّيد ولهج به : أي أنّهم شجعان ، تشبيها بالسّباع الضَّارِيَة في شجاعتها. يقال ضَرِيَ بالشيء يَضْرَى ضَرًى وضَرَاوَة (١) فهو ضَارٍ ، إذا اعتاده.

ومنه الحديث «إن للإسلام ضَرَاوَة» أي عادة ولهجا به لا يصبر عنه.

(ه) ومنه حديث عمر «إنّ للّحم ضَرَاوَة كضَرَاوَة الخمر» أي أنّ له عادة ينزع إليها كعادة الخمر. وقال الأزهري : أراد أنّ له عادة طلّابة لأكله ، كعادة الخمر مع شاربها ، ومن اعتاد الخمر وشربها أسرف في النّفقة ولم يتركها ، وكذلك من اعتاد اللّحم لم يكد يصبر عنه ، فدخل في دأب المسرف في نفقته.

ومنه الحديث «من اقتنى كلبا إلّا كلب ماشية أو ضَارٍ» أي كلبا معوّدا بالصّيد. يقال ضَرِيَ الكلب وأَضْرَاه صاحبه : أي عوّده وأغراه به ، ويجمع على ضَوَارٍ. والمواشي الضَّارِيَة : المعادة لرعى زروع الناس.

__________________

(١) زاد الهروى : «وضراء».

٨٦

(ه) ومنه حديث عليّ «أنه نهى عن الشّرب في الإناء الضَّارِي ، هو الذي ضُرِّيَ بالخمر وعوّد بها (١) ، فإذا جعل فيه العصير صار مسكرا. وقال ثعلب : الإناء الضَّارِي هاهنا هو السّائل : أي أنه ينغّص الشّرب على شاربه.

(ه) وفي حديث أبي بكر رضي‌الله‌عنه «أنه أكل مع رجل به ضِرْو من جذام» يروى بالكسر والفتح ، فالكسر يريد أنه داء قد ضَرِيَ به لا يفارقه ، والفتح من ضَرَا الجرحُ يَضْرُو ضَرْواً إذا لم ينقطع سيلانه : أي به قرحة ذات ضَرْوٍ.

وفي حديث عليّ «يمشون الخفاء ويدبّون الضَّرَاء» هو بالفتح وتخفيف الرّاء والمدّ : الشجر الملتفّ ، يريد به المكر والخديعة. وقد تقدّم مثله في أوّل الباب ، وإن كان هذا موضعه.

وفي حديث عثمان رضي‌الله‌عنه «كان الحِمَى ـ حِمَى ضَرِيَّةَ ـ على عهده ستّةَ أميال» ضَرِيَّةُ : امرأةٌ سمّي بها الموضعُ ، وهو بأرض نجد.

(باب الضاد مع الزاى)

(ضزن) (ه) في حديث عمر رضي‌الله‌عنه «بعث بعامل ثم عزله فانصرف إلى منزله بلا شيء ، فقالت له امرأته : أين مرافق العمل؟ فقال لها : كان معي ضَيْزَنَانِ يحفظان ويعلمان» يعنى الملكين الكاتبين. الضَّيْزَنُ : الحافظ الثّقة ، أرضى أهله بهذا القول ، وعرّض بالملكين ، وهو من معاريض الكلام ومحاسنه ، والياء في الضَّيْزَن زائدة (٢).

(باب الضاد مع الطاء)

(ضطر) (ه) في حديث عليّ رضي‌الله‌عنه «من يَعْذِرُنِي من هؤلاء الضَّيَاطِرَة» هم الضّخام الّذين لا غناء عندهم ، الواحد ضَيْطَار. والياء زائدة.

(ضطرد) في حديث مجاهد «إذا كان عند اضْطِرَاد الخيل وعند سلّ السّيوف أجزأ

__________________

(١) فى ا : «وعوّدها». وأثبتنا ما فى الأصل واللسان.

(٢) قال الهروى : والضيزن فى غيره : الذى يتزوج امرأة أبيه بعد موته.

٨٧

الرجل أن تكون صلاته تكبيرا» الاضْطِرَاد هو الأطّراد : وهو افتعال من طراد الخيل ، وهو عدوها وتتابعها ، فقلبت تاء الافتعال طاء ، ثم قلبت الطاء الأصلية ضادا. وموضعه حرف الطّاء ، وإنما ذكرناه هاهنا لأجل لفظه.

(ضطم) فيه «كان نبىّ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا اضْطَمَ عليه الناس أعنق» أي إذا ازدحموا. وهو افتعل من الضّمّ ، فقلبت التاء طاء لأجل الضاد. وموضعه في الضاد والميم. وإنما ذكرناه هاهنا لأجل لفظه.

ومنه حديث أبي هريرة «فدنا الناس واضْطَمَ بعضهم إلى بعض».

(باب الضاد مع العين)

(ضعضع) فيه «ما تضعضع امرؤ لآخر يريد به عرض الدنيا إلا ذهب ثلثا دينه» أي خضع وذلّ.

(ه) ومنه حديث أبي بكر في إحدى الرّوايتين «قد تضعضع بهم الدّهر فأصبحوا في ظلمات القبور» أي أذلّهم.

(ضعف) (ه) في حديث خيبر (١) «من كان مُضْعِفاً فليرجع» أي من كانت دابّته ضَعِيفَة. يقال : أَضْعَفَ الرجل فهو مُضْعِف ، إذا ضَعُفَتْ دابّته.

(ه) ومنه حديث عمر «المُضْعِف أميرٌ على أصحابه» يعني في السفر : أي أنّهم يسيرون بسيره.

وفي حديث آخر «الضَّعِيفُ أمير الرّكب».

(س) وفي حديث أهل الجنة «كلّ ضَعِيف مُتَضَعَّف» يقال تَضَعَّفْتُهُ واسْتَضْعَفْتُهُ بمعنى ، كما يقال تيقّن واستيقن. يريد الذي يَتَضَعَّفُهُ النّاس ويتجبّرون عليه في الدّنيا للفقر ورثاثة الحال.

__________________

(١) جعله الهروى من حديث حنين.

٨٨

ومنه حديث الجنة «ما لي لا يدخلني إلا الضُّعَفَاء» قيل هم الّذين يبرّئون أنفسهم من الحول والقوّة.

(س) ومنه الحديث «اتّقوا الله في الضَّعِيفَيْن» يعنى المرأة والمملوك.

(ه) وفي حديث أبي ذر قال : «فتَضَعَّفْتُ رجلا» أي اسْتَضْعَفْتُهُ.

ومنه حديث عمر رضي‌الله‌عنه «غلبني أهل الكوفة ، أستعمل عليهم المؤمن فَيُضَعَفَ ، وأستعمل عليهم القوىّ فيفجّر».

[ه] وفي حديث أبي الدّحداح :

إلّا رجاء الضِّعْف في المعاد

أي مثلي الأجر ، يقال : إن أعطيتني درهما فلك ضِعْفُهُ : أي درهمان ، وربما قالوا فلك ضِعْفَاه.

وقيل ضِعْفُ الشيء مثله ، وضِعْفَاه مثلاه. قال الأزهرى : الضِّعْف في كلام العرب : المثل فما زاد. وليس بمقصور على مثلين ، فأقلّ الضِّعْف محصور في الواحد ، وأكثره غير محصور.

(س) ومنه الحديث «تَضْعُفُ صلاةُ الجماعة على صلاة الفذّ خمسا وعشرين درجة» أي تزيد عليها. يقال ضَعُفَ الشيءُ يَضْعُفُ إذا زاد ، وضَعَّفْتُهُ وأَضْعَفْتُهُ وضَاعَفْتُهُ بمعنى.

(ضعة) فيه ذكر «الضَّعَة» وهي الذّل والهوان والدّناءة ، وقد وَضُعَ ضَعَةً فهو وَضِيع ، والهاء فيه عوض من الواو المحذوفة. وقد تكسر الضّاد.

(باب الضاد مع الغين)

(ضغبس) (ه) فيه «أنّ صفوان بن أميّة أهدى لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ضَغَابِيس وجداية» هي صغار القثّاء (١) ، واحدها ضُغْبُوس. وقيل هي نبت ينبت في أصول الثّمام يشبه الهليون يسلق بالخلّ والزيت ويؤكل.

__________________

(١) عبارة الهروى : «هي شبه صغار القثّاء».

٨٩

(ه) وفي حديث آخر «لا بأس باجتناء الضَّغَابِيس في الحرم» وقد تكرر في الحديث.

(ضغث) (ه) في حديث ابن زمل «فمنهم الآخذ الضِّغْث» الضِّغْث : ملء اليد من الحشيش المختاط. وقيل الحزمة منه ومما أشبهه من البقول ، أراد : ومنهم من نال من الدّنيا شيئا.

ومنه حديث ابن الأكوع «فأخذت سلاحهم فجعلته ضِغْثاً» أي حزمة.

ومنه حديث عليّ في مسجد الكوفة «فيه ثلاث أعين أنبتت بالضِّغْث» يريد به الضِّغْثَ الذي ضرب به أيوب عليه‌السلام زوجته ، وهو قوله تعالى (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ).

(ه) ومنه حديث أبي هريرة «لأَنْ يمشي معي ضِغْثَانِ من نار أحبّ إلىّ من أن يسعى غلامي خلفي» أي حزمتان من حطب ، فاستعارهما للنّار ، يعنى أنّهما قد اشتعلتا وصارتا نارا.

(ه) ومنه حديث عمر رضي‌الله‌عنه «اللهمّ إن كتبت علىّ إثما أو ضِغْثاً فامحه عني» أراد عملا مختلطا غير خالص. من ضَغَثَ الحديثَ إذا خلطه ، فهو فعل بمعنى مفعول. ومنه قيل للأحلام الملتبسة أَضْغَاث.

(س) وفي حديث عائشة «كانت تَضْغَثُ رأسَها» الضِّغْث : معالجة شعر الرس باليد عند الغسل ، كأنها تخلط بعضه ببعض ، ليدخل فيه الغسول والماء.

(ضغط) (س) فيه «لتُضْغَطُنَ على باب الجنة» أي تزحمون. يقال ضَغَطَهُ يَضْغَطُهُ ضَغْطاً : إذا عصره وضيّق عليه وقهره.

ومنه حديث الحديبية «لا تتحدّث العرب أنّا أخذنا ضُغْطَةً» أي عصرا وقهرا. يقال أخذت فلانا ضُغْطَة بالضّم ، إذا ضيّقت عليه لتكرهه على الشّيء.

(س) ومنه الحديث «لا يشترينّ أحدكم مال امرئ في ضُغْطَة من سلطان» أي قهر.

٩٠

(س) ومنه الحديث «لا تجوز الضُّغْطَة» قيل هي أن تصالح من لك عليه مال على بعضه ثم تجد البيّنة فتأخذه بجميع المال.

(ه) ومنه حديث شريح «كان لا يجيز الاضطهاد والضُّغْطَة» وقيل هو أن يمطل الغريم بما عليه من الدّين حتى يضجر [به](١) صاحب الحقّ ، ثم يقول له : أتدع منه كذا وتأخذ الباقي معجّلا؟ فيرضى بذلك.

ومنه الحديث «يعتق الرجل من عبده ما شاء ، إن شاء ثلثا ، وإن شاء ربعا ، وإن شاء خمسا ليس بينه وبين الله ضُغْطَة».

(ه) ومنه حديث معاذ «لمّا رجع عن العمل قالت له امرأته : أين ما جئت به؟ فقال : كان معي ضَاغِط» أي أمين حافظ ، يعنى الله تعالى المطّلع على سرائر العباد ، فأوهم امرأته أنه كان معه من يحفظه ويضيّق عليه ويمنعه عن الأخذ ، ليُرْضِيَها بذلك.

(ضغم) [ه] في حديث عتبة بن عبد العزّى «فعدا عليه الأسد فأخذ برأسه فضَغَمَهُ ضَغْمَة» الضَّغْم : العضّ الشديد ، وبه سمّي الأسد ضَيْغَماً ، بزيادة الياء.

ومنه حديث عمر والعجوز «أعاذكم الله من جرح الدّهر وضَغْمِ الفقر» أي عضّه.

(ضغن) فيه «فتكون دماء (٢) في عمياء في غير ضَغِينَة وحمل سلاح» الضِّغْن : الحقد والعداوة والبغضاء ، وكذلك الضَّغِينَة ، وجمعها الضَّغَائِن.

ومنه حديث العبّاس «إنّا لنعرف الضَّغَائِن في وجوه أقوام».

ومنه حديث عمر «أيّما قوم شهدوا على رجل بحدّ ولم يكن بحضرة صاحب

__________________

(١) زيادة من ا.

(٢) فى الأصل : «فيكون دماء ...» وفى ا : «فيكون دما ...» وفى اللسان : «فتكون دماء ...» والحديث أخرجه ابن حنبل فى مسنده ، ٢ / ٢١٧ من حديث عبد الله ابن عمرو بن العاص بلفظ : «فتكون دماء فى غير ضغينة ولا حمل سلاح». وأبو داود في سننه ... (باب ديات الأعضاء ، من كتاب الديات) ٢ / ١٦٥. ولفظه «فيكون دما فى عميا فى غير ضغينة ولا حمل سلاح».

٩١

الحدّ فإنّما شهدوا عن ضِغْنٍ» أي حقد وعداوة ، يريد فيما كان بين الله تعالى وبين العباد كالزّنا والشّرب ونحوهما.

(ه) وفي حديث عمرو «الرجل يكون في دابّته الضِّغْن فيقوّمها جهده ، ويكون في نفسه الضِّغْن فلا يقوّمها» الضِّغْن في الدّابة : هو أن تكون عسرة الانقياد.

(ضغا) فيه «أنّه قال لعائشة عن أولاد المشركين : إن شئت دعوت الله تعالى أن يسمعك تَضَاغِيَهُم في النّار» أي صياحهم وبكاءهم. يقال ضَغَا يَضْغُو ضَغْواً وضُغَاءً إذا صاح وضجّ.

ومنه الحديث «ولكنّي أكرمك أن تَضْغُوَ هؤلاء الصّبية عند رأسك بكرة وعشيّا».

(ه) والحديث الآخر «وصبيتي يَتَضَاغَوْنَ حولي».

ومنه حديث حذيفة في قصّة قوم لوط «فألوى بها حتى سمع أهل السّماء ضُغَاءَ كلابهم».

وفي حديث آخر «حتى سمعت الملائكة ضَوَاغِيَ كلابها» جمع ضَاغِيَة وهي الصّائحة.

(باب الضاد مع الفاء)

(ضفر) (ه) في حديث عليّ «إنّ طلحة نازعه في ضَفِيرَة كان عليٌ ضَفَرَهَا في واد» الضَّفِيرَة : مثل المسنّاة المستطيلة المعمولة بالخشب والحجارة ، وضَفْرُهَا عملها ، من الضَّفْر وهو النّسج.

ومنه ضَفْرُ الشَّعَر وإدخال بعضه في بعض.

(ه) ومنه الحديث الآخر «فقام على ضَفِيرَة السُّدَّة»

والحديث الآخر «وأشار بيده وراء الضَّفِيرَة».

(ه) ومنه حديث أم سلمة «إنّي امرأة أَشُدُّ ضَفْر رأسي» أي تعمل شعرها ضَفَائِر ، وهي الذوائب المَضْفُورَة.

ومنه حديث عمر «من عقص أو ضَفَرَ فعليه الحلق» يعنى في الحجّ.

٩٢

(س) ومنه حديث النّخعىّ «الضَّافِر والملبّد والمجمّر عليهم الحلق».

(س) وحديث الحسن بن علىّ رضي‌الله‌عنهما «أنّه غرز ضَفْرَهُ في قفاه» أي غرز طرف ضَفِيرَتِهِ في أصلها.

(ه) ومنه الحديث «إذا زنت الأمة فبعها ولو بِضَفِيرٍ» أي حبل مفتول من شعر ، فعيل بمعنى مفعول.

(ه) وفي حديث جابر «ما جزر عنه الماء في ضَفِير (١) البحر فكله» أي شطّه وجانبه. وهو الضَّفِيرَة أيضا.

(ه) وفيه «ما على الأرض من نفس تموت لها عند الله خير تحبّ أن ترجع إليكم ولا تُضَافِرَ الدّنيا ، إلّا القتيل في سبيل الله ، فإنه يحب أن يرجع فيقتل مرّة أخرى» المُضَافَرَة : المعاودة والملابسة : أي لا يحب معاودة الدّنيا وملابستها إلّا الشّهيد.

قال الزّمخشرىّ : «هو عندي مفاعلة ، من الضّفز (٢) ، وهو الطّفر (٣) والوثوب في العدو. أي لا يطمح إلى الدنيا ولا ينزو إلى العود إليها إلا هو».

ذكره الهروى بالراء ، وقال : المُضَافَرَة بالضاد والراء : التّألّب. وقد تَضَافَرَ القومُ وتظافروا ، إذا تألّبوا.

وذكره الزمخشرى ولم يقيّده ، لكنه جعل اشتقاقه من الضّفز (٤) ، وهو الطّفر والقفز ، وذلك بالزاي ، ولعله يقال بالراء والزاي ، فإنّ الجوهري قال في حرف الراء : «والضَّفْر : السّعي. وقد ضَفَرَ يَضْفِرُ ضَفْراً» والأشبه بما ذهب إليه الزمخشري أنه بالزاي.

__________________

(١) فى ا : «وضفير البحر» وفى الهروى : «من ضفير البحر» وما أثبتناه من الأصل واللسان ، والفائق ٢ / ٦٧.

(٢) هكذا ينقل المصنف عن الزمخشرى أنه بالزّاى ، ولم نجده فى الفائق ٢ / ٦٦ إلا بالراء. ولم يضبطه الزمخشرى بالعبارة.

(٣) عبارة الزمخشرى : «وهو الأفر». والافر : العدو.

(٤) هكذا ينقل المصنف عن الزمخشرى أنه بالزّاى ، ولم نجده فى الفائق ٢ / ٦٦ إلا بالراء. ولم يضبطه الزمخشرى بالعبارة.

٩٣

(س) وفي حديث عليّ رضي‌الله‌عنه «مُضَافَرَة القوم» أي معاونتهم. وهذا بالراء لا شكّ فيه.

(ضفز) [ه] فيه «ملعون كلّ ضَفَّاز» هكذا جاء في رواية ، وهو النّمّام.

(ه) وفي حديث الرؤيا «فيضفزونه في في أحدهم» أي يدفعونه فيه ويلقمونه إيّاه. يقال ضَفَزْتُ البعيرَ إذا علفته الضَّفَائِزَ ، وهي اللّقم الكبار ، الواحدة ضَفِيزَة. والضَّفِيز : شعير يجرش وتعلفه الإبل.

(ه) ومنه الحديث «أنه مرّ بوادي ثمود ، فقال : من اعتجن بمائه فليَضْفِزْهُ بعيرَه» أي يلقمه إيّاه.

(ه) ومنه الحديث «قال لعليّ : ألا إنّ قوما يزعمون أنهم يحبونك ، يُضْفَزُون الإسلامَ ثم يلفظونه ، قالها ثلاثا» : أي يلقّنونه ثم يتركونه ولا يقبلونه.

(ه) وفيه «أنه عليه‌السلام ضَفَزَ بين الصّفا والمروة» أي هرول ، من الضَّفْز : القفز والوثوب.

(ه) ومنه حديث الخوارج «لمّا قتل ذو الثّديّة ضَفَزَ أصحابُ عليٍ ضَفْزاً» أي قفزوا فرحا بقتله.

[ه] وفيه «أنه أوتر بسبع أو تسع ثم نام حتى سمع ضغيزه أو ضَفِيزَه» قال الخطّابىّ : الضّغيز ليس بشيء ، وأمّا الضَّفِيز فهو كالغطيط ، وهو الصّوت الذي يسمع من النائم عند ترديد نفسه.

قال الهروي : إن كان محفوظا فهو شبه الغطيط. وروي بالصاد المهملة والراء والصّفير (١). يكون بالشّفتين.

(ضفط) في حديث قتادة بن النّعمان «فقدم ضَافِطَة من الدّرمك» الضَّافِط والضَّفَّاط :

__________________

(١) عبارة الهروى : «غير أن الصّفير يكون بالشّفتين».

٩٤

الذي يجلب الميرة والمتاع إلى المدن ، والمكاري الذي يكري الأحمال (١) ، وكانوا يومئذ قوما من الأنباط يحملون إلى المدينة الدّقيق والزيت وغيرهما.

[ه] ومنه الحديث «أنّ ضَفَّاطِين قدموا المدينة».

(ه) وفي حديث عمر «اللهم إني أعوذ بك من الضَّفَاطَة» هي ضعف الرّأي والجهل. وقد ضَفُطَ يَضْفُطُ ضَفَاطَةً فهو ضَفِيط.

[ه] ومنه حديثه الآخر «أنه سئل عن الوتر فقال : أنا أوتر حين ينام الضَّفْطَى» أي ضعفاء الآراء والعقول.

ومنه الحديث «إذا سرّكم أن تنظروا إلى الرجل الضَّفِيط المطاع في قومه فانظروا إلى هذا» يعنى عيينة بن حصن.

(ه) ومنه حديث ابن عباس «وعوتب في شيء فقال : إنّ فيّ ضَفَطَاتٌ ، وهذه إحدى ضَفَطَاتِي» أي غفلاتي.

ومنه حديث ابن سيرين «بلغه عن رجل شيء فقال : إنى لأراه ضَفِيطاً».

(س) وفي حديثه الآخر «أنه شهد نكاحا فقال : أين ضَفَاطَتُكُم؟» أراد الدُّفّ ، فسمّاه ضَفَاطَة ، لأنه لهو ولعب ، وهو راجع إلى ضعف الرّأي. وقيل الضَّفَاطَة لُعبة.

(ضفف) (ه) فيه «أنه لم يشبع من خبز ولحم إلّا على ضَفَفٍ» الضَّفَف : الضّيق والشّدّة : أي لم يشبع منهما إلّا عن ضيق وقلّة (٢) وقيل إن الضَّفَف اجتماع النّاس. يقال ضَفَ القومُ على الماء يَضُفُّون ضَفّاً وضَفَفاً : أي لم يأكل خبزا ولحما وحده ، ولكن يأكل مع النّاس.

وقيل الضَّفَف : أن تكون الأَكَلَة أكثر من مقدار الطّعام ، والحَفَف أن تكون بمقداره.

__________________

(١) فى ا : «الأجمال» بالجيم. والمثبت فى الأصل واللسان.

(٢) قال الهروى : «وبعضهم يرويه «على شظف» وهما جميعا : الضيق والشدة».

٩٥

وفي حديث عليّ «فيقف ضِفَّتَيْ جفونِهِ» أي جانبيها. الضِّفَّة بالكسر والفتح : جانب النّهر ، فاستعاره للجفن.

ومنه حديث عبد الله بن خبّاب مع الخوارج «فقدّموه على ضَفَّة النّهر فضربوا عنقه».

(ضفن) في حديث عائشة بنت طلحة رضي‌الله‌عنها «أنها ضَفَنَتْ جاريةً لها» الضَّفْن : ضربُك اسْتَ الإنسان بظهر قدمك.

(باب الضاد مع اللام)

(ضلع) [ه] فيه «أعوذ بك من الكسل وضَلَعِ الدّين» أي ثقله. والضَّلَع : الاعوجاج : أي يثقله حتى يميل صاحبه عن الاستواء والاعتدال. يقال ضَلِعَ بالكسر يَضْلَعُ ضَلَعاً بالتحريك. وضَلَعَ بالفتح يَضْلَعُ ضَلْعاً بالتسكين : أي مال.

ومن الأوّل حديث عليّ : «واردد إلى الله ورسوله ما يُضْلِعُكَ من الخطوب» أي يثقلك.

(س) ومن الثاني حديث ابن الزّبير «فرأى ضَلْعَ معاوية مع مروان» أي ميله.

(س) ومنه الحديث «لا تنقش الشّوكة بالشّوكة فإن ضَلْعَهَا معها» أي ميلها. وقيل هو مثل.

[ه] وفي حديث غسل دم الحيض «حُتِّيه بِضِلَعٍ» أي بعود ، والأصل فيه ضِلَعُ الحيوان ، فسمّي به العود الذي يشبهه. وقد تسكّن اللام تخفيفا.

[ه] وفي حديث بدر «كأني أراهم (١) مقتّلين بهذه الضِّلَعِ الحمراء» الضِّلَع : جبيل منفرد صغير ليس بمنقاد ، يُشَبَّه بالضِّلَع.

وفي رواية «إنّ ضَلْعَ قريش عند هذه الضِّلْع الحمراء» أي ميلهم.

[ه] وفي صفته صلى‌الله‌عليه‌وسلم «ضَلِيع الفم» أي عظيمه. وقيل واسعه. والعرب

__________________

(١) فى الهروى : «كأنى أرادكم». وفى اللسان : «كأنى بكم».

٩٦

تمدح عظم الفم وتذمّ صغره (١). والضَّلِيع : العظيم الخلق الشديد.

(ه) ومنه حديث عمر رضي‌الله‌عنه «أنه قال له الجنّي : إنّي منهم لضَلِيع» أي عظيم الخلق وقيل هو العظيم الصّدر الواسع الجنبين.

(س) ومنه حديث مقتل أبي جهل «فتمنّيت أن أكون بين أَضْلَعَ منهما» أي بين رجلين أقوى من الرّجلين اللذين كنت بينهما وأشد.

(ه) ومنه حديث علي في صفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «كما (٢) حمّل فاضْطَلَعَ بأمرك لطاعتك» اضْطَلَعَ : افتعل ، من الضَّلَاعَة ، وهي القوّة. يقال اضْطَلَعَ بحِمله : أي قوي عليه ونهض به.

(س) وفي حديث زمزم «فأخذ بعراقيها فشرب حتى تَضَلَّعَ» أي أكثر من الشرب حتى تمدّد جنبه وأَضْلَاعُهُ.

(س) ومنه حديث ابن عباس رضي‌الله‌عنهما «أنه كان يَتَضَلَّعُ من زمزم».

(س) وفيه «أنه أهدي إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثوب سيراء مُضَلَّع بقزّ» المُضَلَّع : الذي فيه سيور وخطوط من الإبريسم أو غيره ، شبه الأَضْلَاع.

(س) ومنه حديث عليّ رضي‌الله‌عنه «وقيل له : ما القسّيّة؟ قال : ثياب مُضَلَّعَة فيها حرير» أي فيها خطوط عريضة كالأَضْلَاع.

(س) وفيه «الحمل المُضْلِع والشّرّ الذي لا ينقطع إظهار البدع» المُضْلِع : المثقل ، كأنه يتّكي على الأَضْلَاع ، ولو روي بالظاء ، من الظَّلَع : الغمز والعرج لكان وجها.

(ضلل) (س) فيه «لولا أنّ الله لا يحب ضَلَالَة العمل ما رزأناكم عقالا» أي بطلان العمل وضياعه ، مأخوذ من الضَّلَال : الضّياع.

ومنه قوله تعالى (ضَلَ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا).

__________________

(١) في الأصل : «تمدح عظيم الفم وتذم صغيره» والمثبت من ا واللسان والهروي.

(٢) فى الهروى : «لما» واللام مضبوطة بالكسر ، ضبط قلم.

٩٧

(ه) ومنه الحديث «ضَالَّة المؤمن حرق النّار» قد تكرر ذكر «الضَّالَّة» في الحديث. وهي الضّائعة من كلّ ما يقتنى من الحيوان وغيره. يقال : ضَلَ الشيء إذا ضاع ، وضَلَ عن الطّريق إذا حار ، وهي في الأصل فاعلة ، ثم اتّسع فيها فصارت من الصّفات الغالبة ، وتقع على الذّكر والأنثى ، والاثنين والجمع ، وتجمع على ضَوَالّ. والمراد بها في هذا الحديث الضَّالَّة من الإبل والبقر مما يحمى نفسه ويقدر على الإبعاد في طلب المرعى والماء ، بخلاف الغنم.

وقد تطلق الضَّالَّة على المعاني.

ومنه الحديث «الكلمة الحكيمة ضَالَّة المؤمن» وفي رواية «ضَالَّة كلّ حكيم» أي لا يزال يتطلّبها كما يتطلّب الرجل ضَالَّته.

(ه) ومنه الحديث «ذَرُّوني في الرّيح لعلّي أَضِلُ الله» أي أفوته ويخفى عليه مكاني. وقيل : لعلّي أغيب عن عذاب الله تعالى. يقال : ضَلَلْتُ الشيءَ وضَلِلْتُهُ إذا جعلته في مكان ولم تدر أين هو ، وأَضْلَلْتُهُ إذا ضيّعته. وضَلَ الناسي إذا غاب عنه حفظ الشيء. ويقال أَضْلَلْتُ الشيءَ إذا وجدته ضَالّا ، كما تقول : أحمدته وأبخلته إذا وجدته محمودا وبخيلا.

(ه) ومنه الحديث «أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتى قومه فأَضَلَّهُم» أي وجدهم ضُلَّالا غير مهتدين إلى الحقّ.

وفيه «سيكون عليكم أئمة إن عصيتموهم ضَلَلْتُم» يريد بمعصيتهم الخروج عليهم وشقّ عصا المسلمين. وقد يقع أَضَلَّهُم في غير هذا على الحمل على الضَّلَال والدّخول فيه.

وفي حديث عليّ ، وقد سئل عن أشعر الشّعراء فقال : «إن كان ولا بدّ فالمَلِك الضِّلِّيل» يعنى امرأ القيس ، كان يلقّب به. والضِّلِّيل بوزن القنديل : المبالغ في الضَّلَال جدّا ، والكثير التّتبّع للضَّلَال.

٩٨

(باب الضاد مع الميم)

(ضمخ) (س) فيه «أنه كان يُضَمِّخُ رأسه بالطّيب» التَّضَمُّخ : التّلطّخ بالطّيب وغيره ، والإكثار منه.

(س) ومنه الحديث «أنه كان مُتَضَمِّخاً بالخلوق» وقد تكرر ذكره كثيرا.

(ضمد) (ه) في حديث عليّ «وقيل له : أنت أمرت بقتل عثمان ، فضَمِدَ» أي اغتاظ. يقال ضَمِدَ يَضْمَدُ ضَمَداً ـ بالتحريك ـ إذا اشتدّ غيظه وغضبه.

(ه) وفي حديث طلحة «أنه ضَمَدَ عينيه بالصّبر وهو مُحْرِم» أي جعله عليهما وداواهما به. وأصل الضَّمْد : الشّدّ. يقال ضَمَدَ رأسَه وجرحه إذا شدّه بالضِّمَاد ، وهي خرقة يشدّ بها العضو المؤوف. ثم قيل لوضع الدّواء على الجرح وغيره وإن لم يشدّ.

(س) وفي صفة مكة «من خُوص وضَمْدٍ» الضَّمْد بالسكون : رطب الشّجر ويابسه.

وفيه «أنّ رجلا سأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن البداوة فقال : اتّق الله ولا يضرّك أن تكون بجانب ضَمَدٍ» هو بفتح الضّاد والميم : موضع باليمن.

(ضمر) فيه «من صام يوما في سبيل الله باعده الله من النار سبعين خريفا للمُضَمِّرِ المُجِيد» المُضَمِّر : الذي يُضَمِّرُ خيله لغزو أو سباق. وتَضْمِير الخيل : هو أن يظاهر عليها بالعلف حتى تسمن ، ثم لا تعلف إلّا قوتا لتخفّ. وقيل تشدّ عليها سروجها وتجلّل بالأجلّة حتى تعرق تحتها فيذهب رهلها ويشتدّ لحمها. والمُجِيد : صاحب الجياد. والمعنى أن الله يباعده من النار مسافة سبعين سنة تقطعها الخيل المُضَمَّرَة الجياد ركضا.

وقد تكرر ذكر التَّضْمِير» في الحديث.

(ه) وفي حديث حذيفة «اليوم المِضْمَار وغدا السّباق» أي اليوم العمل في الدّنيا للاستباق في الجنة. والمِضْمَار : الموضع الذي تُضَمَّرُ فيه الخيل ، ويكون وقتا للأيام التي تُضَمَّرُ فيها. ويروى هذا الكلام أيضا لعليّ رضي‌الله‌عنه.

٩٩

وفيه «إذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله ، فإنّ ذلك يُضْمِرُ ما في نفسه» أي يضعفه ويقلّله ، من الضُّمُور ، وهو الهُزَال والضّعف.

(ه) وفي حديث ابن عبد العزيز «كتب إلى ميمون بن مهران في مظالم كانت في بيت المال أن يردّها على أربابها ويأخذ منها زكاة عامها ، فإنها كانت مالا ضِمَاراً» المال الضِّمَار : الغائب الذي لا يرجى ، وإذا رُجِيَ فليس بِضِمَارٍ ، من أَضْمَرْتُ الشيءَ إذا غيّبته ، فعال بمعنى فاعل ، أو مفعل ، ومثله من الصّفات : ناقة كناز. وإنما أخذ منه زكاة عام واحد ، لأنّ أربابه ما كانوا يرجون ردّه عليهم ، فلم يوجب عليهم زكاة السّنين الماضية وهو في بيت المال.

(ضمز) في حديث عليّ «أفواههم ضَامِزَة ، وقلوبهم قرحة» الضَّامِز : الممسك ، وقد ضَمَزَ يَضْمِزُ.

ومنه قصيد كعب :

منه تظلّ سباع الجوّ ضَامِزَة (١)

ولا تمشّي بواديه الأراجيل

أي ممسكة من خوفه.

(س) ومنه حديث الحجاج «إن الإبل ضُمُزٌ خُنُسٌ» أي ممسكة عن الجرّة. ويروى بالتشديد ، وهما جمع ضَامِزٍ.

وفي حديث سبيعة «فضَمَزَ لي بعض أصحابه» قد اختلف في ضبط هذه اللفظة : فقيل هي بالضّاد والزّاي ، من ضَمَزَ إذا سكت ، وضَمَزَ غيرَه إذا أسكته ، وروي بدل اللام نونا : أي سكّتني ، وهو أشبه. ورويت بالراء والنّون. والأول أشبههما.

(ضمس) في حديث عمر «قال عن الزّبير : ضَرِسٌ ضَمِسٌ» والرواية : ضَبِسٌ. والميم قد تبدل من الباء ، وهما بمعنى الصّعب العسر.

(ضمعج) (س) في حديث الأشتر يصف امرأة أرادها «ضَمْعَجاً طُرْطُبّاً» الضَّمْعَج : الغليظة. وقيل القصيرة. وقيل التّامّة الخلق.

__________________

(١) الرواية فى شرح ديوانه ص ١٢ : «منه تظل حمير الوحش ...».

١٠٠