النّهاية - ج ٣

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]

النّهاية - ج ٣

المؤلف:

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]


المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٤
الصفحات: ٤٨٨

ومنه حديث عذاب القبر «كان لا يَتَطَرَّفُ من البول» : أي لا يتباعد ، من الطَّرَف : الناحية.

(س) وفيه «رأيت على أبي هريرة مِطْرَفَ خزّ» المِطْرَف بكسر الميم وفتحها وضمها : الثوب الذي في طَرَفَيْه عَلَمان. والميم زائدة. وقد تكرر في الحديث.

(س) وفيه «كان عمرو لمعاوية كالطِّرَاف الممدود» (١) الطِّرَاف : بيت من أَدَم معروف من بيوت الأعراب.

(س) وفي حديث فضيل «كان محمد بن عبد الرحمن أصلع ، فطُرِفَ له طَرْفَة» أصل الطَّرْف : الضّرب على طَرَفِ العين ، ثم نقل إلى الضرب على الرّأس.

(طرق) (ه س) فيه «نهى المسافر أن يأتي (٢) أهله طُرُوقاً» أي ليلا. وكل آت باللّيل طَارِق. وقيل أصل الطُّرُوق : من الطَّرْق وهو الدّق. وسمّي الآتي بالليل طَارِقاً لحاجته إلى دقّ الباب.

(س) ومنه حديث علي رضي‌الله‌عنه «إنها خارقة طَارِقَة» أي طَرَقَتْ بخير. وجمع الطَّارِقَة : طَوَارِق.

ومنه الحديث «أعوذ بك من طَوَارِق اللّيل إلّا طَارِقاً يَطْرُقُ بخير».

وقد تكرر ذكر الطُّرُوق في الحديث.

(ه) وفيه «الطّيرة والعيافة والطَّرق من الجبت» الطَّرق : الضّرب بالحصا الذي يفعله النساء. وقيل هو الخطّ في الرّمل. وقد مرّ تفسيره في حرف الخاء.

(ه) وفيه «فرأى عجوزا تَطْرُقُ شعرا» هو ضرب الصّوف والشّعر بالقضيب لينتفش.

__________________

(١) فى ا «الممدّد» والمثبت من الأصل واللسان.

(٢) فى الأصل : «عن أن يأتى» وأسقطنا «عن» حيث لم ترد فى ا واللسان والهروى.

١٢١

(ه) وفي حديث الزكاة «فيها حقّة طَرُوقَة الفحل» أي يعلو الفحل مثلها في سنّها. وهي فعولة بمعنى مفعولة. أي مركوبة للفحل. وقد تكرر في الحديث.

(ه) ومنه الحديث «كان يصبح جنبا من غير طَرُوقَة» أي زوجة. وكلّ امرأة طَرُوقَة زوجها. وكلّ ناقة طَرُوقَة فحلِها.

(ه) ومنه الحديث «ومن حقّها إِطْرَاق فحلها» أي إعارته للضّراب. واسْتِطْرَاق الفحل : استعارته لذلك.

ومنه الحديث «من أَطْرَقَ مسلما فعقّت له الفرس».

ومنه حديث ابن عمر «ما أعطى رجل قطّ أفضل من الطَّرْق ، يُطْرِقُ الرجلُ الفحل فيلقح مائة ، فيذهب حيرىّ دهر» : أي يحوى أجره أبد الآبدين. والطَّرْق في الأصل : ماء الفحل. وقيل هو الضّراب ثم سمّى به الماء.

(ه) ومنه حديث عمر (١) «والبيضة منسوبة إلى طَرْقِها» أي إلى فحلها.

(ه) وفيه «كأنّ وجوههم المجانّ المُطْرَقَة» أي التّراس الّتي ألبست العقب شيئا فوق شيء. ومنه طَارَقَ النّعل ، إذا صيّرها طاقا فوق طاق ، وركّب بعضها فوق بعض. ورواه بعضهم بتشديد الراء للتّكثير. والأول أشهر.

(س) ومنه حديث عمر رضي‌الله‌عنه «فلبست خفّين مُطَارَقَيْن» أي مطبقين واحدا فوق الآخر. يقال أَطْرَقَ النّعل وطَارَقَها. وقد تكرر في الحديث.

وفي حديث نظر الفجأة «أَطْرِقْ بصرك» الإِطْرَاق : أن يقبل ببصره إلى صدره ويسكت ساكتا.

[ه] وفيه «فأَطْرَقَ ساعة» أي سكت.

وفي حديث آخر «فأَطْرَقَ رأسه» أي أماله وأسكنه.

__________________

(١) أخرجه الهروى من حديث عمرو. وضبط عمرو ـ بالقلم ـ بفتح العين وتسكين الميم. ولفظ الحديث فيه «البيضة منسوبة إلى طرقها».

١٢٢

ومنه حديث زياد «حتى انتهكوا الحريم ، ثم أَطْرَقُوا وراءكم» : أي استتروا بكم.

(ه) وفي حديث النّخعي «الوضوء بالطَّرْق أحبّ إلىّ من التيمّم» الطَّرْق : الماء الذي خاضته الإبل وبالت فيه وبعرت.

ومنه حديث ابن الزّبير «وليس للشّارب إلا الرّنق والطَّرْق».

وفيه «لا أرى أحدا به طِرْق يتخلّف» الطِّرْق بالكسر : القوّة. وقيل الشّحم. وأكثر ما يستعمل في النّفي.

وفي حديث سبرة «إن الشيطان قعد لابن آدم بأَطْرُقِهِ» هي جمع طَرِيق على التّأنيث ، لأن الطَّرِيق تذكر وتؤنث ، فجمعه على التّذكير : أَطْرِقَة ، كرغيف وأرغفة ، وعلى التأنيث : أَطْرُق ، كيمين وأيمن.

[ه] وفي حديث هند :

نحن بنات طَارِق

نمشي على النّمارق.

الطَّارِق : النّجم ، أي آباؤنا في الشّرف والعلو كالنّجم.

(طرا) (ه) فيه «لا تُطْرُونِي كما أَطْرَتِ النّصارى عيسى بن مريم» الإِطْرَاء : مجاوزة الحدّ في المدح ، والكذب فيه.

(س) وفي حديث ابن عمر «أنه كان يستجمر بالألوّة غير المُطَرَّاة» الألوّة : العود. والمُطَرَّاة : التي يعمل عليها ألوان الطّيب غيرها كالعنبر والمسك والكافور.

ومنه قولهم «عسل مُطَرَّى» أي مربّى بالأفاويه.

(ه) وفيه «أنه أكل قديدا على طِرِّيَانٍ» قال الفراء : هو الذي تسميه العامّة الطِّرْيَان. وقال ابن السّكّيت : هو الذي يؤكل عليه.

(باب الطاء مع الزاى)

(طزج) في حديث الشّعبي «قال لأبي الزّناد : تأتينا بهذه الأحاديث قسيّة ، وتأخذها منّا طَازِجَة» القسيّة : الرّديئة. والطَّازِجَة : الخالصة المنقّاة ، وكأنّه تعريب تازه ، بالفارسيّة.

١٢٣

(باب الطاء مع السين)

(طسأ) فيه «إن الشّيطان قال : ما حسدت ابن آدم إلّا على الطُّسْأَة (١) والحقوة» الطُّسْأَة : التّخمة والهيضة. يقال طَسِئَ إذا غلب الدّسم على قلبه. وطَسِئَتْ نفسه فهي طَاسِئَة منه.

(طسس) في حديث الإسراء «واختلف إليه ميكائيل بثلاث طِسَاس من زمزم» الطِّسَاس : جمع طَسّ طِسّ ، وهو الطَّسْت الطِّسْت ، والتاء فيه بدل من السين ، فجمع على أصله ، ويجمع على طُسُوس أيضا.

(طسق) في حديث عمر «أنه كتب إلى عثمان بن حنيف في رجلين من أهل الذّمة أسلما : ارفع الجزية عن رؤسهما ، وخذ الطَّسْق من أرضيهما» الطَّسْق : الوظيفة من خراج الأرض المقرّر عليها ، وهو فارسي معرّب.

(طسم) (س) في حديث مكة «وسكّانها طَسْم وجديس» هما قوم من أهل الزّمان الأوّل. وقيل طَسْم : حيٌّ من عاد.

(باب الطاء مع الشين)

(طشش) (ه) فيه «الحزاءة يشربها أكايس النّساء للطَّشَّة» هي داء يصيب النّاس كالزّكام ، سمّيت طَشَّة لأنّه إذا استنثر صاحبها طَشَ كما يَطِشُ المطر ، وهو الضعيف القليل منه.

ومنه حديث الشّعبىّ وسعيد في قوله تعالى (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً)(٢) قال : طَشٌ يوم بدر.

(س) ومنه حديث الحسن «أنه كان يمشي في طَشٍ ومطر».

__________________

(١) ضبطت فى الأصل بفتح الطاء. هنا وفى صفحة ٤١٧ من الجزء الأول. والصواب الضم.

(٢) الآية ٢٤ من سورة الروم. وانظر آية الأنفال ١١.

١٢٤

(باب الطاء مع العين)

(طعم) (س) فيه «أنه نهى عن بيع الثمرة حتى تُطْعِمَ» يقال أَطْعَمَتِ الشّجرة إذا أثمرت ، وأَطْعَمَتِ الثمرة إذا أدركت. أي صارت ذات طَعْم وشيئا يؤكل منها. وروي «حتى تُطْعَمَ» أي تؤكل ، ولا تؤكل إلا إذا أدركت.

(ه) ومنه حديث الدّجّال «أخبروني عن نخل بيسان هل أَطْعَمَ؟» أي هل أثمر.

(س) ومنه حديث ابن مسعود «كرجرجة الماء لا تُطْعِمُ» أي لا طَعْمَ لها. يقال أَطْعَمَتِ الثمرة إذا صار لها طعم. والطَّعْم بالفتح : ما يؤدّيه ذوق الشيء من حلاوة ومرارة وغيرهما ، وله حاصل ومنفعة. والطُّعْم بالضم : الأكل. ويروى «لا تَطَّعِم» بالتشديد. وهو تفتعل من الطَّعْم ، كتطّرد من الطرد.

(ه) ومنه الحديث (١) في زمزم «أنّها طَعَامُ طُعْمٍ وشفاء سُقم» أي يشبع الإنسان إذا شرب ماءها كما يشبع من الطَّعَام.

ومنه حديث أبي هريرة في الكلاب «إذا وردن الحكر الصّغير فلا تَطْعَمْهُ» أي لا تشربه.

(س) ومنه حديث بدر «ما قتلنا أحدا به طَعْمٌ ، ما قتلنا إلا عجائز صلعا» هذه استعارة : أي قتلنا من لا اعتداد به ولا معرفة له ولا قدر. ويجوز فيه فتح الطاء وضمها ، لأن الشيء إذا لم يكن فيه طُعْمٌ ولا له طَعْمٌ فلا جدوى فيه للآكل ولا منفعة.

(ه) وفيه «طَعَام الواحد يكفي الاثنين ، وطَعَام الاثنين يكفي الأربعة» يعنى شبع الواحد قوت الاثنين ، وشبع الاثنين قوت الأربعة. ومثله قول عمر عام الرّمادة : لقد هممت أن أنزل على أهل كلّ بيت مثل عددهم ، فإنّ الرجل لا يهلك على نصف بطنه.

__________________

(١) أخرجه الهروى من قول ابن عباس.

١٢٥

(ه) وفي حديث أبي بكر «إن الله إذا أَطْعَمَ نبيّا طُعْمَة ثم قبضه جعلها للّذي يقوم بعده» الطُّعْمَة بالضم : شبه الرّزق ، يريد به ما كان له من الفيء وغيره. وجمعها طُعَم.

ومنه حديث ميراث الجدّ «إن السّدس الآخر طُعْمَة» أي أنه زيادة على حقّه.

(ه) ومنه حديث الحسن «وقتال على كسب هذه الطُّعْمَة» يعنى الفيء والخراج. والطِّعْمَة بالكسر والضم : وجه المكسب. يقال هو طيّب الطُّعْمَة وخبيث الطُّعْمَة ، وهي بالكسر خاصّة حالة الأكل.

ومنه حديث عمر بن أبي سلمة «فما زالت تلك طِعْمَتِي بعد» أي حالتي في الأكل.

(ه س) وفي حديث المصرّاة «من ابتاع مصرّاة فهو بخير النّظرين ، إن شاء أمسكها وإن شاء ردّها وردّ معها صاعا من طَعَام لا سمراء» الطَّعَام : عامّ في كل ما يقتات من الحنطة والشّعير والتمر وغير ذلك. وحيث استثني منه السّمراء وهي الحنطة فقد أطلق الصّاع فيما عداها من الأَطْعِمَة ، إلا أنّ العلماء خصّوه بالتمر لأمرين : أحدهما أنه كان الغالب على أَطْعِمَتِهِم ، والثاني أنّ معظم روايات هذا الحديث إنما جاءت صاعا من تمر ، وفي بعضها قال «من طَعَام» ثم أعقبه بالاستثناء فقال «لا سمراء» ، حتى إن الفقهاء قد ترددوا فيما لو أخرج بدل التمر زبيبا أو قوتا آخر ، فمنهم من تبع التّوقيف ، ومنهم من رآه في معناه إجراء له مجرى صدقة الفطر. وهذا الصاع الذي أمر بردّه مع المصرّاة هو بدل عن اللّبن الذي كان في الضّرع عند العقد. وإنما لم يجب ردّ عين اللّبن أو مثله أو قيمته لأنّ عين اللّبن لا تبقى غالبا ، وإن بقيت فتمتزج بآخر اجتمع في الضّرع بعد العقد إلى تمام الحلب. وأما المثليّة فلأنّ القدر إذا لم يكن معلوما بمعيار الشّرع كانت المقابلة من باب الرّبا ، وإنما قدّر من التّمر دون النّقد لفقده عندهم غالبا ، ولأن التمر يشارك اللّبن في الماليّة والقوتيّة. ولهذا المعنى نصّ الشافعي رحمه‌الله أنه لو ردّ المصرّاة بعيب آخر سوى التّصرية رد معها صاعا من تمر لأجل اللّبن.

(س) وفي حديث أبي سعيد «كنا نخرج زكاة الفطر (١) صاعا من طَعَام ، أو صاعا

__________________

(١) فى ا واللسان «صدقة الفطر». والمثبت من الأصل. وهو موافق لاصطلاح الشافعيين.

١٢٦

من شعير» قيل أراد به البرّ. وقيل التّمر ، وهو أشبه ، لأن البرّ كان عندهم قليلا لا يتّسع لإخراج زكاة الفطر. وقال الخليل : إنّ العالي في كلام العرب أن الطَّعَام هو البرّ خاصّة.

(س) وفيه «إذا اسْتَطْعَمَكُم الإمام فأَطْعِمُوه» أي إذا أرتج عليه في قراءة الصّلاة واستفتحكم فافتحوا عليه ولقّنوه ، وهو من باب التّمثيل تشبيها بالطَّعَام ، كأنّهم يدخلون القراءة في فيه كما يدخل الطَّعَام.

ومنه الحديث الآخر «فاسْتَطْعَمْتُه الحديثَ» أي طلبتُ منه أن يحدّثني وأن يذيقني طَعْمَ حديثه.

(طعن) (ه) فيه «فناء أمّتي بالطَّعْنِ والطَّاعُون» الطَّعْن : القتل بالرّماح. والطَّاعُون : المرض العامّ والوباء الذي يفسد له الهواء فتفسد به الأمزجة والأبدان. أراد أنّ الغالب على فناء الأمّة بالفتن التي تسفك فيها الدّماء ، وبالوباء (١).

وقد تكرر ذكر الطَّاعُون في الحديث. يقال طُعِنَ الرجل فهو مَطْعُون ، وطَعِين ، إذا أصابه الطَّاعُون.

ومنه الحديث «نزلت على أبي هاشم بن عتبة وهو طَعِين».

وفيه «لا يكون المؤمن طَعَّاناً» أي وقّاعا في أعراض الناس بالذّم والغيبة ونحوهما. وهو فعّال ، من طَعَنَ فيه وعليه بالقول يَطْعَنُ ـ بالفتح والضم ـ إذا عابه. ومنه الطَّعْن في النّسب.

ومنه حديث رجاء بن حيوة «لا تحدّثنا عن متهارت ولا طَعَّان».

(س) وفيه «كان إذا خطب إليه بعض بناته أتى الخِدْر فقال : إنّ فلانا يذكر فلانة ، فإن طَعَنَتْ في الخِدْر لم يزوّجها» أي طَعَنَتْ بأصبعها ويدها على السّتر المرخى على الخدر. وقيل طَعَنَتْ فيه : أي دَخَلَته. وقد تقدم في الخاء.

__________________

(١) الذى فى الهروى فى شرح هذا الحديث : «أراد ـ والله أعلم ـ بالطعن أن تصيب الإنسان نظرة من الجن فربما مات منه. وقيل الطعن أن يقتل بالحديد ، كأنه قال : فناء أمّتى بالفتن التى تسفك فيها الدماء ، وبالطاعون الذريع».

١٢٧

(س) ومنه الحديث «أنه طَعَنَ بأَصْبُعِه في بطنه» أي ضربه برأسها.

(س) وفي حديث عليّ «والله لودّ معاوية أنه ما بقي من بني هاشم نافخ ضَرَمَة إلّا طَعَنَ في نيطه» يقال طَعَنَ في نَيْطِه : أي في جنازته. ومن ابتدأ بشيء أو دخله فقد طَعَنَ فيه. ويروى «طُعِنَ» على ما لم يسمّ فاعله. والنَّيْط : نياط القلب وهو علاقته.

(باب الطاء مع الغين)

(طغم) (س) في حديث عليّ «يا طَغَام الأحلام» أي يا من لا عقل له ولا معرفة. وقيل هم أوغاد الناس وأراذلهم.

(طغا) (س) فيه «لا تحلفوا بآبائكم ولا بالطَّوَاغِي».

وفي حديث آخر «ولا بالطَّوَاغِيت» فالطَّوَاغِي جمع طَاغِيَة ، وهي ما كانوا يعبدونه من الأصنام وغيرها.

ومنه الحديث «هذه طَاغِيَة دوس وخثعم» أي صنمهم ومعبودهم ، ويجوز أن يكون أراد بالطَّوَاغِي من طَغَى في الكفر وجاوز القدر في الشّرّ ، وهم عظماؤهم ورؤساؤهم. وأما الطَّوَاغِيت فجمع طَاغُوت وهو الشيطان أو ما يزيّن لهم أن يعبدوه من الأصنام. ويقال للصّنم طَاغُوت. والطَّاغُوت يكون واحدا وجمعا.

(س) وفي حديث وهب «إنّ للعلم طُغْيَاناً كطُغْيَان المال» أي يحمل صاحبه على التّرخّص بما اشتبه منه إلى ما لا يحلّ له ، ويترفّع به على من دونه ، ولا يعطى حقّه بالعمل به كما يفعل ربّ المال. يقال : طَغَوْتُ وطَغَيْتُ أَطْغَى طُغْيَاناً وقد تكرر في الحديث.

(باب الطاء مع الفاء)

(طفح) (ه) فيه «من قال كذا وكذا غفر له وإن كان عليه طِفَاحُ الأرض ذنوبا» أي مِلْؤُها حتى تَطْفَحُ : أي تفيض.

١٢٨

(طفر) (س) فيه «فطَفَرَ عن راحلته» الطَّفْر : الوثوب ، وقيل : هو وثب في ارتفاع. والطَّفْرَة : الوثبة.

(ه) فيه «كلّكم بنو آدم طَفُ الصّاعِ ، ليس لأحد على أحد فضل إلّا بالتّقوى» أي قريب بعضكم من بعض. يقال : هذا طَفُ المكيال وطِفَافُهُ وطَفَافُهُ : أي ما قرب من ملئه. وقيل : هو ماعلا فوق رأسه. ويقال له أيضا : طُفَاف بالضم. والمعنى كلّكم في الانتساب إلى أب واحد بمنزلة واحدة في النقص والتّقاصر عن غاية التّمام. وشبّههم في نقصانهم بالمكيل الذي لم يبلغ أن يملأ المكيال ، ثم أعلمهم أن التّفاضل ليس بالنّسب ولكن بالتّقوى.

(س) ومنه الحديث في صفة إسرافيل «حتى كأنّه طِفَافُ الأرض» أي قربها.

وفي حديث عمر «قال لرجل : ما حبسك عن صلاة العصر؟ فذكر له عذرا ، فقال عمر : طَفَّفْتُ» أي نقصت. والتَّطْفِيف يكون بمعنى الوفاء والنّقص.

(س) ومنه حديث ابن عمر «سبقت الناس ، وطَفَّفَ بي الفرس مسجد بني زريق» أي وثب بي حتّى كاد يساوي المسجد. يقال : طَفَّفْتُ بفلان موضع كذا : أي رفعته إليه وحاذيته به.

(س) وفي حديث حذيفة «أنه استسقى دهقانا فأتاه بقدح فضّة فحذفه به ، فنكّس الدّهقان وطَفَّفَه القدح» أي علا رأسه وتعدّاه.

وفي حديث عرض نفسه على القبائل «أما أحدهما فطُفُوفُ البرّ وأرض العرب» الطُّفُوف : جمع طَفّ ، وهو ساحل البحر وجانب البرّ.

(س) ومنه حديث مقتل الحسين رضي‌الله‌عنه : «أنه يقتل بالطَّفِ» سمّي به لأنه طرف البرّ ممّا يلي الفرات ، وكانت تجري يومئذ قريبا منه.

(طفق) (ه) فيه «فطَفِقَ يلقي إليهم الجبوب» طَفِقَ : بمعنى أخذ في الفعل وجعل يفعل ، وهي من أفعال المقاربة. وقد تكرر في الحديث ، والجبوب : المدر.

١٢٩

(طفل) (ه) في حديث الاستسقاء «وقد شغلت أمّ الصّبيّ عن الطِّفْل» أي شغلت بنفسها عن ولدها بما هى فيه من الجدب.

ومنه قوله تعالى (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ). وقولهم : وقع فلان في أمر لا ينادى وليده ، والطِّفْل : الصّبيّ ويقع على الذّكر والأنثى والجماعة. ويقال طِفْلَة وأَطْفَال.

(س) وفي حديث الحديبية «جاءوا بالعوذ المَطَافِيل» أي الإبل مع أولادها. والمُطْفِل : النّاقة القريبة العهد بالنّتاج معها طِفْلُهَا. يقال : أَطْفَلَتْ فهي مُطْفِل. ومُطْفِلَة. والجمع مَطَافِل ومَطَافِيل بالإشباع. يريد أنّهم جاءوا بأجمعهم كبارهم وصغارهم.

ومنه حديث عليّ رضي‌الله‌عنه «فأقبلتم إلىّ إقبال العوذ المَطَافِل» فجمع بغير إشباع.

(س) وفي حديث ابن عمر «أنه كره الصلاة على الجنازة إذا طَفَلَتِ الشمس للغروب» أي دنت منه. واسم تلك السّاعة : الطَّفَل. وقد تكرر في الحديث.

(س) وفي شعر بلال رضي‌الله‌عنه.

وهل يبدون لي شامة وطَفِيل

قيل : هما جبلان بنواحي مكة. وقيل : عينان.

(طفا) (ه) فيه «اقتلوا ذا الطُّفْيَتَيْنِ والأبتر» الطُّفْيَة : خوصة المقل في الأصل ، وجمعها طُفًى. شبّه الخطّين اللّذين على ظهر الحيّة بخوصتين من خوص المقل.

ومنه حديث عليّ «اقتلوا الجانّ ذا الطُّفْيَتَيْنِ».

(ه) وفي صفة الدجّال «كأن عينه عنبة طَافِيَة» هي الحبّة التي قد خرجت عن حدّ نبتة أخواتها ، فظهرت من بينها وارتفعت. وقيل : أراد به الحبّة الطَّافِيَة على وجه الماء ، شبّه عينه بها. والله أعلم.

١٣٠

(باب الطاء مع اللام)

(طلب) في حديث الهجرة «قال سراقة : فالله لكما أن أردّ عنكما الطَّلَبَ» هو جمع طَالِب ، أو مصدر أقيم مقامه ، أو على حذف المضاف : أي أهل الطَّلَب.

(س) ومنه حديث أبي بكر في الهجرة «قال له : أمشي خلفك أخشى الطَّلَب».

(س) ومنه حديث نقادة الأسدي «قلت : يا رسول الله اطْلُبْ إلىّ طَلِبَةً فإني أحب أن أُطْلِبَكَها» الطَّلِبَة : الحاجة. والإِطْلَاب : إنجازها وقضاؤها. يقال : طَلَبَ إلىّ فأَطْلَبْتُه : أي أسعفته بما طَلَبَ.

ومنه حديث الدعاء «ليس لي مُطْلِبٌ سِواك».

(طلح) (ه) في حديث إسلام عمر رضي‌الله‌عنه «فما برح يقاتلهم حتى طَلَحَ» أي أعيا ، يقال : طَلَحَ يَطْلَحُ طُلُوحاً فهو طَلِيح ، ويقال : ناقة طَلِيح ، بغير هاء.

ومنه حديث سطيح «على جمل طَلِيح» أي معي.

وفي قصيد كعب :

وجلدها من أطوم لا يؤيّسه

طِلْحٌ بضاحية المتنين مهزول

الطِّلْح بالكسر : القراد ، أي لا يؤثّر القراد في جلدها لملاسته.

(س) وفي بعض الحديث ذكر «طَلْحَة الطَّلَحَات» هو رجل من خزاعة اسمه طَلْحَة بن عبيد الله بن خلف ، وهو الذي قيل فيه :

رحم الله أعظما دفنوها

بسجستان طَلْحَة الطَّلَحَات (١)

وهو غير طَلْحَة بن عبيد الله التّيمىّ الصّحابي. قيل إنّه جمع بين مائة عربىّ وعربيّة بالمهر والعطاء الواسعين ، فولد لكلّ واحد منهم ولد سمّي طَلْحَة فأضيف إليهم. والطَّلْحَة في الأصل : واحدة الطَّلْح ، وهي شجر عظام من شجر العضاه.

__________________

(١) البيت لعبيد الله بن قيس الرقيّات. ديوانه ص ٢٠ ط بيروت ١٩٥٨ م والرواية فيه «نضّر الله».

١٣١

(طلخ) (ه) فيه «أنه كان في جنازة فقال : أيّكم يأتي المدينة فلا يدع فيها وثنا إلّا كسره ولا صورة إلّا طَلَخَها» أي لطخها بالطّين حتى يطمسها ، من الطَّلْخ ، وهو الذي يبقى في أسفل الحوض والغدير.

وقيل : معناه سوّدها ، من الليلة المُطْلَخِمَّة ، على أن الميم زائدة.

(طلس) (ه) فيه «أنه أمر بِطَلْسِ الصّور التي في الكعبة» أي بطمسها ومحوها.

(ه) ومنه الحديث «أن قول لا إله إلا الله يَطْلِسُ ما قبله من الذنوب».

ومنه حديث عليّ رضي‌الله‌عنه «أنه قال له : لا تدع تمثالا إلّا طَلَسْتَه» أي محوته. وقيل : الأصل فيه الطُّلْسَة ، وهي الغبرة إلى السّواد. والأَطْلَس : الأسود والوسخ.

ومنه الحديث «تأتي رجالا طُلْساً» أي مغبرّة (١) الألوان ، جمع أَطْلَس.

(ه) ومنه حديث أبي بكر رضي‌الله‌عنه «أنّه قطع يد مُوَلَّد أَطْلَسَ سرق» أراد أسود وسخا. وقيل الأَطْلَس : اللّص ، شبّه بالذّئب الذي تساقط شعره.

(ه) ومنه حديث عمر رضي‌الله‌عنه «أن عاملا وفد عليه أشعث مغبرّا عليه أَطْلَاس» يعنى ثيابا وسخة. يقال : رجل أَطْلَس الثّوب : بيّن الطُّلْسَة.

(طلع) (ه س) فيه في ذكر القرآن «لكل حرف حدّ ، ولكلّ حدّ مُطَّلَعٌ» أي لكلّ حدّ مصعد يصعد إليه من معرفة علمه. والمُطَّلَع : مكان الاطِّلَاع من موضع عال. يقال : مُطَّلَع هذا الجبل من مكان كذا : أي مأتاه ومصعده.

وقيل معناه : إنّ لكلّ حدّ منتهكا ينتهكه مرتكبه : أي أن الله عزوجل لم يحرّم حرمة إلّا علم أن سَيَطَّلِعُهَا مُسْتَطْلِعٌ.

ويجوز أن يكون «لكل حدّ مَطْلَع» بوزن مصعد ومعناه.

(ه) ومنه حديث عمر «لو أن لي ما في الأرض جميعا لافتديت به من هول المُطَّلَع»

__________________

(١) فى ا : «مغبّروا».

١٣٢

يريد به الموقف يوم القيامة ، أو ما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت ، فشبّهه بالمُطَّلَع الذي يشرف عليه من موضع عال.

(ه) وفيه «أنه كان إذا غزا بعث بين يديه طَلَائِع» هم القوم الذين يبعثون لِيطلِعُوا طِلْعَ العدوّ ، كالجواسيس ، واحدهم طَلِيعَة ، وقد تطلق على الجماعة. والطَّلَائِع : الجماعات.

(س) وفي حديث ابن ذي يزن «قال لعبد المطلب : أَطْلَعْتُك طِلْعَهُ» أي أعلمتكه. الطِّلْع بالكسر : اسم ، من اطَّلَعَ على الشيء إذا علمه.

(س) وفي حديث الحسن رضي‌الله‌عنه «إنّ هذه الأنفس طُلَعَة» الطُّلَعَة بضم الطاء وفتح اللام : الكثيرة التَّطَلُّع إلى الشيء : أي أنها كثيرةالميل إلى هواها وما تشتهيه حتى تهلك صاحبها. وبعضهم يرويه بفتح الطاء وكسر اللام ، وهو بمعناه. والمعروف الأول.

ومنه حديث الزّبرقان «أبغض كنائني إلىّ الطُّلَعَة الخبأة» أي التي تَطْلُعُ كثيرا ثم تختبئ.

وفيه «أنه جاءه رجل به بذاذة تعلو عنه العين ، فقال : هذا خير من طِلَاعِ الأرض ذهبا» أي ما يملؤها حتى يَطْلُعَ عنها ويسيل.

(ه) ومنه حديث عمر «لو أنّ لي طِلَاع الأرض ذهبا»

(ه) وحديث الحسن «لأنّ أعلم أنّي بريء من النّفاق أحبّ إلىّ من طِلَاع الأرض ذهبا».

وفي حديث السّحور «لا يهيدنّكم الطَّالِع» يعنى الفجر الكاذب.

(س) وفي حديث كسرى «أنه كان يسجد للطَّالِع» هو من السهام الذي (١) يجاوز الهدف ويعلوه. وقد تقدّم بيانه في حرف السين.

(طلفح) (ه) في حديث عبد الله «إذا ضنّوا عليك بالمُطَلْفَحَة فكل رغيفك» أي إذا

__________________

(١) فى الأصل : «التى» والمثبت من ا واللسان ، ومما سبق فى مادة (سجد) :

١٣٣

بخل الأمراء عليك بالرّقاقة التي هي من طعام المترفين والأغنياء فاقنع برغيفك. يقال : طَلْفَحَ الخبزَ وفَلْطَحَهُ إذا رقّقه وبسطه.

وقال بعض المتأخّرين : أراد بالمُطَلْفَحَة الدّراهم ، والأوّل أشبه ، لأنه قابله بالرغيف.

(طلق) (ه) في حديث حنين «ثم انتزع طَلَقاً من حقبه فقيّد به الجمل» الطَّلَق بالتحريك : قيد من جلود.

(س) وفي حديث ابن عباس «الحياء والإيمان مقرونان في طَلَقٍ» الطَّلَق هاهنا : حبل مفتول شديد الفتل : أي هما مجتمعان لا يفترقان ، كأنهما قد شدّا في حبل أو قيد.

وفيه «فرفعت فرسي طَلَقاً أو طَلَقَيْنِ» هو بالتحريك : الشّوط والغاية التي تجرى إليها الفرس.

(س) وفيه «أفضل الإيمان أن تكلّم أخاك وأنت طَلِيق» أي مستبشر منبسط الوجه.

ومنه الحديث «أن تلقاه بوجه طَلِق» يقال : طَلُقَ الرجل بالضم يَطْلُقُ طَلَاقَة ، فهو طَلِق ، وطَلِيق (١) : منبسط الوجه متهلّله.

(س) وفي حديث الرّحم «تتكلّم بلسان طَلْق» يقال رجل طَلْقُ اللّسان وطِلْقُهُ وطُلُقُهُ وطَلِيقُه (٢) : أي ماضي القول سريع النّطق.

(س) وفي صفة ليلة القدر «ليلة سمحة طَلْقَة» أي سهلة طيّبة. يقال يوم طَلْقٌ ، وليلة طَلْقٌ وطَلْقَة ، إذا لم يكن فيها حرّ ولا برد يؤذيان.

(ه) وفيه «الخيل طِلْقٌ» الطِّلْق بالكسر : الحلال. يقال أعطيته من طِلْق مالي : أي من صفوه وطيّبه ، يعنى أن الرّهان على الخيل حلال.

(ه) وفيه «خير الخيل الأقرح ، طَلْقُ اليد اليمنى» أي مُطْلَقُها ليس فيها تحجيل.

__________________

(١) قال فى القاموس : طلق ككرم ، وهو طلق الوجه ، مثلّثة ، وككتف وأمير.

(٢) قال فى القاموس : طلق اللسان ، بالفتح والكسر ، وكأمير ، وبضمتين ، وكصرد ، وكتف.

١٣٤

وفي حديث عثمان وزيد رضي‌الله‌عنهما «الطَّلَاق بالرّجال والعدّة بالنّساء» أي هذا متعلّق بهؤلاء ، وهذه متعلقة بهؤلاء. فالرجل يُطَلِّقُ والمرأة تعتدّ. وقيل : أراد أنّ الطَّلَاق يتعلّق بالزّوج في حرّيّته ورقّه. وكذلك العدّة بالمرأة في الحالتين.

وفيه الفقهاء خلاف ، فمنهم من يقول : إن الحرّة إذا كانت تحت العبد لا تبين إلّا بثلاث ، وتبين الأمة تحت الحرّ باثنتين.

ومنهم من يقول : إن الحرّة تبين تحت العبد باثنتين ، ولا تبين الأمة تحت الحرّ بأقلّ من ثلاث.

ومنهم من يقول : إذا كان الزوج عبدا والمرأة حرّة ، أو بالعكس ، أو كانا عبدين فإنّها تبين باثنتين.

وأما العدّة فإن المرأة إن كانت حرّة اعتدّت بالوفاء أربعة أشهر وعشرا ، وبالطَّلَاق ثلاثة أطهار أو ثلاث حيض ، تحت حرّ كانت أو عبد. وإن كانت أمة اعتدّت شهرين وخمسا ، أو طهرين أو حيضتين ، تحت عبد كانت أو حرّ.

(ه) وفي حديث عمر والرجل الذي قال لزوجته : «أنت خليّة طَالِق» الطَّالِق من الإبل : التي طُلِقَتْ في المرعى. وقيل : هي التي لا قيد عليها. وكذلك الخليّة. وقد تقدّمت في حرف الخاء.

وطَلَاق النساء لمعنيين : أحدهما حلّ عقد النكاج ، والآخر بمعنى التّخلية والإرسال.

(س) وفي حديث الحسن «إنك رجل طِلِّيق» (١) أي كثير طَلَاق النّساء. والأجود أن يقال : مِطْلَاق ومِطْلِيق وطُلَقَة.

ومنه حديث عليّ رضي‌الله‌عنه «إن الحسن مِطْلَاق فلا تزوّجوه».

(س) وفي حديث ابن عمر رضي‌الله‌عنهما «أن رجلا حجّ بأمّه فحملها على عاتقه ،

__________________

(١) فى ا : «طلق».

١٣٥

فسأله ، هل قضى حقّها؟ قال : لا ، ولا طَلْقَةً واحدةً» الطَّلْق : وجع الولادة. والطَّلْقَة : المرّة الواحدة.

(س) وفيه «أن رجلا اسْتَطْلَقَ بطنُهُ» أي كثر خروج ما فيه ، يريد الإسهال.

(س) وفي حديث حنين «خرج إليها ومعه الطُّلَقَاء» هم الّذين خَلَّى عنهم يوم فتح مكة وأَطْلَقَهُم فلم يسترقّهم ، واحدهم : طَلِيق ، فعيل بمعنى مفعول. وهو الأسير إذا أُطْلِقَ سبيله.

(س) ومنه الحديث «الطُّلَقَاء من قريش والعنقاء من ثقيف» كأنه ميّز قريشا بهذا الاسم ، حيث هو أحسن من العنقاء. وقد تكرر في الحديث.

(طلل) (ه) فيه «أن رجلا عضّ يد رجل فانتزعها من فيه فسقطت ثنايا العاضّ ، فَطَلَّهَا رسولُ الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» أي أهدرها. هكذا يروى «طَلَّهَا» بالفتح ، وإنما يقال : طُلَ دمُهُ ، وأُطِلَ ، وأَطَلَّهُ الله. وأجاز الأوّل الكسائىّ (١).

ومنه الحديث «من لا أكل ولا شرب ولا استهلّ ، ومثل ذلك يُطَلُ».

(ه) وفي حديث صفية بنت عبد المطّلب «فَأَطَلَ علينا يهودىّ» أي أشرف. وحقيقته : أوفى علينا بطَلَلِهِ ، وهو شخصه.

(س) ومنه حديث أبي بكر «أنه كان يصلّي على أَطْلَال السّفينة» هي جمع طَلَل ، ويريد به شراعها.

وفي حديث أشراط الساعة «ثم يرسل الله مطرا كأنّه الطَّلّ» الطَّلّ : الذي ينزل من السّماء في الصّحو. والطَّلّ أيضا : أضعف المطر. (٢)

__________________

(١) عبارة الهروى : وقال الكسائى : يجوز طلّ الدم نفسه.

(٢) القائل هو المبرّد ، كما ذكر الهروى.

١٣٦

(طلم) (ه) فيه «أنه مرّ برجل يعالج طُلْمَة لأصحابه في سفر» الطُّلْمَة : خبزة تجعل في المَلَّة ، وهي الرّماد الحارّ. وأصل الطَّلْم : الضّرب ببسط الكفّ.

وقيل الطُّلْمَة : صفيحة من حجارة كالطّابق يخبز عليها.

وفي شعر حسّان في رواية :

تُطَلِّمُهُنَ بالخمر النّساء

والمشهور في الرواية «تُلَطِّمُهُنّ ...» (١) وهو بمعناه.

(طلا) (ه) فيه «ما أَطْلَى نبيٌّ قطّ» أي ما مال إلى هواه. وأصله من ميل الطُّلَى ، وهي الأعناق ، واحدتها : طُلَاة. يقال : أَطْلَى الرجل إِطْلَاءً إذا مالت عنقه إلى أحد الشّقّين.

(س) وفي حديث عليّ رضي‌الله‌عنه «أنه كان يرزقهم الطِّلَاء» الطِّلَاء بالكسر والمدّ : الشّراب المطبوخ من عصير العنب ، وهو الرّبّ. وأصله القطران الخاثر الذي تُطْلَي به الإبل.

(س) ومنه الحديث «إن أوّل ما يكفأ الإسلام كما يكفأ الإناء في شراب يقال له الطِّلَاء» هذا نحو الحديث الآخر «سيشرب ناس من أمّتي الخمر يسمّونها بغير اسمها» يريد أنهم يشربون النّبيذ المسكر المطبوخ ويسمّونه طِلَاءً ، تحرّجا من أن يسمّوه خمرا.

فأما الّذي في حديث علىّ فليس من الخمر في شيء ، وإنما هو الرّبّ الحلال. وقد تكرر ذكر الطِّلَاء في الحديث.

(س) وفي قصّة الوليد بن المغيرة «إنّ له لحلاوة وإنّ عليه لَطُلَاوَة» أي رونقا وحسنا. وقد تفتح الطاء.

__________________

(١) وهى رواية الديوان ص ا ، ط ليدن. وصدر البيت :

* تظلّ جيادنا متمطرات *

١٣٧

(باب الطاء مع الميم)

(طمث) في حديث عائشة «حتى جئنا سَرِفَ فَطَمِثْتُ» يقال طَمِثَتِ المرأة تَطْمَثُ طَمْثاً إذا حاضت ، فهي طَامِث ، وطَمَثَتْ إذا دَمِيَتْ بالافتضاض والطَّمْث (١) : الدّم والنّكاح. وقد تكرر ذكره في الحديث.

(طمح) (س) في حديث قيلة «كنت إذا رأيت رجلا ذا قشر طَمَحَ بصري إليه» أي امتدّ وعلا.

ومنه الحديث «فخرّ إلى الأرض فطَمَحَتْ عيناه إلى السّماء».

(طمر) (ه) فيه «ربّ أشعث أغبر ذي طِمْرَيْنِ لا يؤبه له» الطِّمْر : الثوب الخلق.

(ه) وفي حديث الحساب يوم القيامة «فيقول العبد : عندي العظائم المُطَمَّرَات» أي المخبّآت من الذّنوب. والأمور المُطَمِّرَات بالكسر : المهلكات ، وهو من طَمَرْتُ الشيءَ إذا أخفيته. ومنه المَطْمُورَة : الحبس.

وفي حديث مطرّف «من نام تحت صدف مائل وهو ينوي التّوكّل فليرم نفسه من طَمَارِ وهو ينوي التوكل» طَمَار : بوزن قطام : الموضع المرتفع العالي. وقيل هو اسم جبل : أي لا ينبغي أن يعرّض نفسه للمهالك ويقول قد توكّلت.

(ه) وفي حديث نافع «كنت أقول لابن دأب إذا حدّث : أقم المِطْمَر» هو بكسر الميم الأولى وفتح الثانية : الخيط الذي يقوّم عليه البناء ، ويسمّى التُّرَّ (٢) أي أقول : قوّم الحديث واصدق فيه.

__________________

(١) قال فى المصباح : «طمث الرجل امرأته طمثا ، من بابى ضرب وقتل : افتضّها وافترعها. وطمثت المرأة طمثا ، من باب ضرب : إذا حاضت. وطمثت تطمث ، من باب تعب ، لغة».

وقال صاحب القاموس : «طمثت ، كنصر وسمع : حاضت».

(٢) بالفارسية. كما ذكر الهروى.

١٣٨

(طمس) (س) في صفة الدّجال «أنه مَطْمُوس العين» أي ممسوحها من غير بخص. والطَّمْس : استئصال أثر الشيء.

وفي حديث وفد مذحج «ويمسى سرابها طَامِساً» أي أنّه يذهب مرّة ويعود أخرى.

قال الخطّابي : كان الأشبه أن يكون «سرابها طاميا» ولكن كذا يروى.

وقد تكرر ذكر الطَّمْس في الحديث.

(طمطم) (ه) في حديث أبي طالب «إنه لفي ضحضاح من النّار ، ولولاي لكان في الطَّمْطَام!» الطَّمْطَام في الأصل : معظم ماء البحر ، فاستعاره هاهنا لمعظم النّار ، حيث استعار ليسيرها الضّحضاح ، وهو الماء القليل الذي يبلغ الكعبين.

[ه] وفي صفة قريش «ليس فيهم طُمْطُمَانِيَّة حمير» شبّه كلام حمير لما فيه من الألفاظ المنكرة بكلام العجم. يقال : رجل أعجم طِمْطِمِيٌ. وقد طَمْطَمَ في كلامه.

(طمم) في حديث حذيفة «خرج وقد طَمَ شعره» أي جزّه واستأصله.

ومنه حديث سلمان «أنه ربي مَطْمُوم الرأس».

(س) والحديث الآخر «وعنده رجل مَطْمُوم الشّعر».

(س) وفي حديث عمر رضي‌الله‌عنه «لا تُطَمّ امرأة أو صبىّ تسمع كلامكم» أي لا تزاع (١) ولا تغلب بكلمة تسمعها من الرّفث. وأصله من طَمَ الشيء إذا عظم. وطَمَ الماء إذا كثر ، وهو طَامّ.

[ه] ومنه حديث أبي بكر رضي‌الله‌عنه والنّسّابة «ما من طَاَّمّة إلّا وفوقها طَامَّة» أي ما من أمر عظيم إلا وفوقه ما هو أعظم منه. وما من داهية إلّا وفوقها داهية.

(طما) (ه) في حديث طهفة «ما طَمَا البحر (٢) وقام تِعَارُ» أي ارتفع بأمواجه. وتعار : اسم جبل.

__________________

(١) فى ا : «تراع» بالراء.

(٢) فى الهروى : «بحر».

١٣٩

(باب الطاء مع النون)

(طنب) (ه) فيه «ما بين طُنُبَيِ المدينة أحوج منّي إليها» أي ما بين طرفيها. والطُّنُب : أحد أَطْنَاب الخيمة ، فاستعاره للطّرف والنّاحية.

(ه) وفي حديث عمر رضي‌الله‌عنه «أنّ الأشعث بن قيس تزوّج امرأة على حكمها فردّها عمر إلى أَطْنَاب بيتها» أي إلى مهر مثلها. يريد إلى ما بُنِيَ عليه أمر أهلها وامتدّت عليه أَطْنَاب بيوتهم.

(ه) ومنه الحديث «ما أحبّ أن بيتي مُطَنَّب ببيت محمّد ، إني أحتسب خطاي» مُطَنَّب : أي مشدود بالأَطْنَاب ، يعنى ما أحبّ أن يكون بيتي إلى جانب بيته ، لأني أحتسب عند الله كثرة خطاي من بيتي إلى المسجد.

(طنف) في حديث جريج «كان سنّتهم إذا ترهّب الرجل منهم ثم طُنِّفَ بالفجور لم يقبلوا منه إلا القتل» أي اتّهم. يقال : طَنَّفْتُهُ فهو مُطَنَّف : أي اتّهمته فهو متّهم.

(طنفس) قد تكرر فيه ذكر «الطُّنْفُسَة» وهي بكسر الطاء والفاء وبضمهما ، وبكسر الطاء وفتح الفاء : البساط الذي له خمل رقيق ، وجمعه طَنَافِس.

(طنن) (س) في حديث عليّ رضي‌الله‌عنه «ضربه فأَطَنَ قِحفه» أي جعله يَطِنُّ من صوت القطع. وأصله من الطَّنِين وهو صوت الشيء الصّلب.

ومنه حديث معاذ بن الجموح «قال : صمدت يوم بدر نحو أبي جهل ، فلمّا أمكنني حملت عليه وضربته ضربة أَطْنَنْتُ قدمَه بنصف ساقه ، فو الله ما أشبّهها حين طاحت إلا النّواة تطيح من مرضخة النّوى» أَطْنَنْتُها : أي قطعتها. استعاره من الطَّنِين : صوت القطع والمرضخة : الآلة التي يرضخ بها النّوى : أي يكسر.

(س) وفي الحديث «فمن تَطَّنُ؟» أي من تتهم ، وأصله تظتنّ ، من الظّنّة : التّهمة ، فأدغم الظّاء في التّاء ، ثم أبدل منهما طاء مشدّدة ، كما يقال مطّلم في مظتلم.

أورده أبو موسى في هذا الباب ، وذكر أنّ صاحب «التّتمّة» أورده فيه الظاهر لفظه. قال :

١٤٠