عقائد الإماميّة الإثنى عشريّة - ج ٣

السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني

عقائد الإماميّة الإثنى عشريّة - ج ٣

المؤلف:

السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
الطبعة: ٣
الصفحات: ٢٨٧

١ ـ اليونسية اصحاب يونس النميري.

٢ ـ العبيدية اصحاب عبيد بن مهران الكوفي.

٣ ـ الغسّانية اصحاب غسان الكوفي.

٤ ـ الثوبانية اصحاب ابي ثوبان المرجئ.

٥ ـ النوفية : اصحاب ابي معاذ النوفي.

نسبة أبي حنيفة الى المرجئة :

ذكر اصحاب المقالات أن أبا حنيفة كان من المرجئة وحكى عنه غسّان الكوفي الذي تنسب إليه الفرق الغسانية أنه كان على مذهبه ويعدّه من المرجئة لأن أبا حنيفة كان يذهب إلى أن الايمان هو الاقرار باللسان وأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص.

الشيعة والعلويون كانوا مضطهدين من سنة

٦٠ إلى سنة ١٣٢ ه‍ من الدولة الأموية :

ادرك الامام الصادق (ع) طرفا كبيرا من العهد الاموي وعاصر كثيرا من خلفائهم فقد ولد عليه‌السلام في عهد عبد الملك بن مروان وادرك خلافته ثلاثة سنين او سنة اي من سنة ٨٠ ه‍ او ٨٣ الى سنة ٨٦ ه‍ وهي السنة التي توفّى فيها عبد الملك بن مروان ومدة خلافته ثلاث عشر ١٣ سنة واشهر ثم ملك الوليد بن عبد الملك سنة ٨٦ ه‍ وتوفّي سنة ٩٦ ه‍ وكانت مدة خلافته تسع سنين وثمانية أشهر.

ثم ملك اخوه سليمان بن عبد الملك وتوفي سنة ٩٩ ه‍ وكانت مدة خلافته سنتين وثمانية أشهر.

ثم ملك بعده عمر بن عبد العزيز بن مروان المتوفى سنة ١٠١ ه‍ ومدة خلافته سنتين وستة اشهر.

٢٠١

وملك بعده يزيد بن عبد الملك بن مروان المتوفى سنة ١٠٥ وكانت مدة خلافته اربع سنين وشهرا.

وملك بعده هشام بن عبد الملك المتوفى سنة ١٢٥ ه‍ وكانت مدة خلافته عشرين سنة إلا شهرا.

وملك بعده الوليد بن يزيد بن عبد الملك المتوفى سنة ١٣٦ ومدة خلافته سنة وثلاثة اشهر.

وملك من بعده يزيد بن الوليد بن عبد الملك المتوفى ١٢٦ ه‍.

وملك بعده أخوه ابراهيم ولم تطل أيّامه وتنازل لمروان الحمار بن محمّد ابن مروان بن الحكم سنة ١٢٧ ه‍ وكان مروان آخر خلفاء بني أميّة وقتل سنة ١٣٢ ه‍ وكانت مدة خلافته خمس سنين وعشرة اشهر ولم تكن مدّة خلافة او سلطان بل أيام حروب متوالية وثورات متتابعة وبموته انتهى العهد الأموي وانهارت دولتهم وقامت على أطلالها الدولة العباسية كانت هذه المدة التي لا تقل عن ثمانية واربعين سنة قضاها الامام الصادق (ع) في عهد الحكم الاموي مليئة بأحداث تبعث آلاما تنكد عليه عيشه لما فيها من المحن وويلاتها لا انهعليه‌السلام كان يرى المضطهدين من خيار الأمة وصلحائها تملأ بهم السجون ويساقون إلى الموت زرافات ووحدانا كما يرى بين آونة وأخرى رجال العلويّين وأعيانهم مطاردين ومشرّدين يلاقون حتفهم شهيدا بعد شهيد فكانت مقاتلهم مآسى التاريخ الدامية وكان كل من ملك الأمر من اولئك الحكام يراقب حركاتهم بعين ساهرة وأذن سامعة فإذا ضاقت عليهم الأرض وأنفوا الذل خرجوا بالسيف

أوّل من صنّف في جميع العلوم هم الشيعة :

وقبل الشروع فيها لا بدّ من التنبيه على تقدّم امير المؤمنين عليّ بن ابي طالبعليه‌السلام في تقسيم انواع علوم القرآن فإنه املى ستين نوعا من انواع علوم القرآن وذكر لكل نوع مثالا يخصّه وذلك في كتاب

٢٠٢

نرويه عنه من عدة طرق موجود بأيدينا الى اليوم وهو الاصل لكل من كتب في انواع علوم القرآن وأوّل مصحف جمع فيه القرآن على ترتيب النزول بعد موت النبي (ص) هو امير المؤمنين (ع) والروايات في ذلك من طريق أهل البيت متواترة ومن طريق أهل السنة مستفيضة وذكر السيّد حسن الصدر قدس الله سره.

إن أول من صنف في تفسير القرآن هو سعيد بن جبير التابعي كان اعلم التابعين بالتفسير كما حكاه السيوطي في الاتقان عن قتادة وذكر تفسيره وذكره ابن النديم في الفهرست عند ذكره للكتب المصنفة في التفسير ولم ينقل تفسيرا لأحد قبله وكانت شهادته سنة اربع وتسعين من الهجرة وكان ابن جبير من خلّص الشيعة نصّ على ذلك علماؤنا في كتب الرجال كالعلامة جمال الدين ابن المطهّر في الخلاصة وابي عمرو الكشي في كتابه في الرجال وروى روايات عن الأئمة في مدحه وتشيعه واستقامته قال وما كان سبب قتل الحجاج له إلا على هذا الامر يعني التشيع قتله سنة ٩٤ ه‍ ثم اعلم جماعة من الشيعة صنّفوا في تفسير القرآن بعد سعيد بن جبير منهم الهدى الكبير إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي ابو القرش المتوفى ١٢٧ ه‍ قال السيوطي في الإتقان اشد التفاسير تفسير إسماعيل الهدى روى عنه الشورى وشعبة وكان الهدى من اصحاب علي بن الحسين (ع) والباقر والصادق عليه‌السلام ومنهم محمّد بن السائب بن بشر الكلبي صاحب التفسير المشهور وذكره ابن النديم وليس لأحد تفسير اطول منه ولا اتبع وكان من المخصوصين بالامام زين العابدين وابنه الباقر (ع) كان من أهل الكوفة قال السمعاني : وكانت وفاته ١٤٦ ه‍ ومنهم جابر بن يزيد الجعفي الامام في التفسير أخذه عن الامام الباقر عليه‌السلام وكان من المنقطعين إليه وصنّف تفسير القرآن وغيره وتوفي سنة ١٤٧ ه‍.

أوّل من صنّف في القراءة :

واعلم أن أول من دوّن في علم القراءة أبان بن تغلب الربعي ابو سعيد

٢٠٣

ويقال ابو اميمة الكوفي قال النجاشي في فهرس أسماء مصنفي الشيعة كان ابان مقدما في كل فن من العلم في القرآن والفقه والحديث ولأبان قراءة مفردة مشهورة عند القراء وبعد أبان صنّف حمزة بن حبيب أحد القراء السبعة كتاب القراءة قال ابن النديم في الفهرست كتاب القراءة لحمزة بن حبيب وهو أحد القراء السبعة من اصحاب الصادق (ع).

ومنهم ابو جعفر محمّد بن الحسن بن ابي سارة الرواس الكوفي استاذ الكسائي والفراء من خواص الامام الباقر ذكره ابو عمرو في طبقات القراء ومنهم زيد الشهيد له قراءة جدّه امير المؤمنين (ع) رواه عمر بن موسى الرجهني فكل هؤلاء قد تقدّموا في التصنيف في القراءة على ابي عبيد القاسم ابن سلام وبذلك تحقّق تقدّم الشيعة في تدوين علم القراءة.

في أول من صنّف في أحكام القرآن :

واعلم أن أول من صنّف في ذلك محمّد بن السائب الكلبي من اصحاب الباقر المتقدم ذكره قال ابن النّديم في الفهرست عند ذكره للكتب المؤلّفة في احكام القرآن ما لفظه كتاب احكام القرآن للكلبي رواه عن ابن عباس فقال السيوطي أن اوّل من صنّف احكام القرآن ابن ادريس الشافعي رئيس المذهب الشافعي كذب واجترأ على التاريخ والواقع لأنّ وفاة الشافعي سنة ٢٠٤ ه

أول من صنّف في غريب القرآن أبان بن تغلب :

فقد نصّ على تصنيفه في ذلك علماؤنا وكذلك نصّ عليه ياقوت الحموي في معجم الادباء والجلال السيوطي في بغية الوعاة ونصوا على وفاته ١٤١ ه‍.

تقدّم الشيعة في علم الكلام وفيه فصول :

أوّل من صنّف ودوّن في علم الكلام :

فاعلم أن عيسى بن روضة التابعي الامامي المصنف في الامامة بقي إلى

٢٠٤

أيّام ابي جعفر المنصور واختص به لأنه مولى بني هاشم وهو الذي فتح بابه وكشف نقابه وذكر كتابه احمد بن ابي ظاهر في كتاب تاريخ بغداد ووصفه وذكر أنه رأى الكتاب كما في فهرست كتاب النجاشي ثم صنّف ابو هاشم ابن محمّد بن عليّ بن ابي طالب (ع) كتبا في الكلام وهو مؤسس علم الكلام من أعيان الشيعة ولما حضرته الوفاة دفع كتبه الى محمّد بن عليّ بن عبد الله بن عياش الهاشمي التابعي وصرف الشيعة إليه كما في معارف ابن قتيبة وهما مقدّمان على ابي حذيفة واصل بن عطاء المعتزلي الذي ذكر السيوطي أنه أوّل من صنف في الكلام.

الفصل الثاني

في مشاهير أئمة علم الكلام والفلسفة من الشيعة :

في مشاهير أئمة علم الكلام والفلسفة من الشيعة منهم كميل بن زياد نزيل الكوفة تخرج على عليّ امير المؤمنين عليه‌السلام في العلوم واخبره أن الحجّاج يقتله فقتله الحجّاج بالكوفة سنة ٨٣ ه‍ تقريبا وسليم بالتصغير ابن قيس الهلالي التابعي كان من خواص علي (ع) والحارث الأعور الهمداني صاحب المناظرات في الاصول آخذ من امير المؤمنين (ع) وتخرّج عليه ومات سنة ٦٥ ه‍ وجابر بن يزيد بن الحارث الجعفي ابو عبد الله الكوفي تبحر في الأصول وساير علوم الدين تخرّج على الباقر عليه‌السلام.

وبعد هؤلاء طبقة أخرى :

منهم قيس الماصر من اعلام علماء علم الكلام في عصره إليه الرحلة من الأطراف في ذلك تعلّم الكلام من الامام زين العابدين عليّ بن الحسين عليه‌السلام وشهد له الامام ابو عبد الله الصادق (ع) بالحذاقة قال انت والأحول قفازان حاذقان والأحول هو ابو جعفر محمّد بن عليّ بن النعمان بن ابي طريفة البجلي الأحول كان دكّانه في طاق المحامل بالكوفة يرجع إليه بالنقد

٢٠٥

فيرد ردّا ويخرج كما يقول فقيل له شيطان الطاق تعلّم من الامام زين العابدين عليه‌السلام وصنّف كتاب افعل لا تفعل وكتاب الاحتجاج في إمامة امير المؤمنين (ع) وكتاب الكلام على الخوارج وكتاب مجالسه مع الامام ابي حنيفة ومنهم حمران بن اعين أخو زرارة بن اعين تعلّم الكلام من الامام زين العابدين عليه‌السلام ومنهم هشام بن سالم من شيوخ الشيعة في الكلام ويونس بن يعقوب من علماء الشيعة المهرة في الكلام قال له الامام ابو عبد الله الصادق تجري بالكلام على الأثر فتصيب ومنهم فضال بن الحسن بن فضال الكوفي المتكلم المشهور ما ناظر احدا من الخصوم إلّا قطعه وكل هؤلاء كانوا في عصر واحد وماتوا في اثناء المائة الثانية.

وبعد هؤلاء في الطبقة التي تليهم :

منهم هشام بن الحكم قال الصادق (ع) فيه هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده ناظر كل اهل الفرق وغلبهم وله مجالس مع الخصوم صنف في الكلام وحسده الناس لشدة صولته وعلو درجته فرموه بالمقالات الفاسدة وهو بريء منها ومن كل فاسد مات سنة ١٧٩ ه‍ ثم السكاك محمّد بن خليل ابو جعفر البغدادي صاحب هشام بن الحكم وتلميذه أخذ عنه الكلام وله كتب في الكلام.

آل نوبخت :

ومنهم آل نوبخت قال ابن النديم في الفهرست آل نوبخت معروفون الولاية علي وولدهعليهم‌السلام وقال في رياض العلماء الميرزا عبد الله افندي التبريزي : بنو نوبخت طائفة معروفة من متكلمي علماء الشيعة ونوبخت فارسي فاضل في علوم الأوائل صحب المنصور الدوانيقي العباسي لحذاقته باقتران بكواكب ولمّا ضعف عن الصحبة قام مقامه ابنه ابو سهل اسمه كنيته ونشأ لأبي سهل المذكور الفضل بن ابي سهل بن نوبخت فتقدّم في الفضل والعلم

٢٠٦

قال بعض الفضلاء من اصحابنا عند ذكره هو الفيلسوف المتكلم والحكيم المتألّه وحيد في علوم الأوائل كان من اركان الدهر نقل كثيرا من كتب البهلويّين الاوائل في الحكمة والفلسفة الاشراقية من الفارسية الى العربيّة وصنّف في انواع الحكمة وله كتاب في الحكمة وله كتاب في الامامة كبير وصنّف في فروع علم النجوم لرغبة أهل عصره بذلك وهو من علماء عصر هارون الرشيد العباسي وكان على خزانة الحكمة ـ قسم الفلسفة في المكتبة للرشيد وله اولاد علماء اجلّاء وقال القفطي في كتاب اخبار الحكماء الفضل ابن نوبخت ابو سهل الفارسي مذكور مشهور من أئمة المتكلمين ومن اولاده البارعين في العلوم إسحاق بن ابي سهل بن نوبخت تخرّج على أبيه في العلوم العقلية وسائر علوم الأوائل وقام مقام أبيه في خزانته كتب الحكمة والفلسفة لمكتبة هارون وله اولاد علماء متبحرون في الكلام كأبي إسحاق اسماعيل بن إسحاق بن ابي سهل بن نوبخت صاحب كتاب الياقوت في الكلام الذي شرحه العلّامة ابن المطهر الحليّ قال العلامة الفاضل المتكلم المعروف الذي هو من قدماء الامامية صاحب الياقوت في علم الكلام.

من القدماء الحكماء والمتكلمون علم الهدى السيّد المرتضى :

وله في علم الكلام كتب إليها المرجع وعليها المعوّل (انتهت إليه رئاسة الشيعة في الدين ولم يتّفق لأحد ما اتّفق له من طول الباع والتحقيق في كل العلوم الاسلامية وقد تولّد في رجب سنة ٣٥٥ وتوفي في ربيع الأول ٤٣٦ ق ومن غلمان السيّد الشريف المرتضى زربي بن أعين العالم المتكلم المتبحر صنف في الكلام كتابا سمّاه عيون الأدلة في اثني عشر جزءا.

ومنهم الشيخ العلامة ابو الفتح الكراجكى :

وهو شيخ المتكلّمين والماهر في الحكمة بأقسامها الوحيد في الفقه والحديث صنّف في الكل مات سنة ٤٤٩ ق.

٢٠٧

منهم ابن الفارسي محمّد بن أحمد بن عليّ النيسابوري :

متكلم ماهر جليل القدر فقيه عالم زاهد وله كتاب روضة الواعظين أدرك السيّد المرتضى وسمع قراءة ابيه على المرتضى.

وبعد هؤلاء طبقة أخرى :

منهم الشيخ السعيد عليّ بن سليمان البحراني قدوة الحكماء وامام الفضلاء صاحب الاشارات في الكلام التي شرحها تلميذه المحقّق الرباني الفيلسوف الشيخ هيثم البحراني استاذ العلامة الحلي.

سديد الدين الحلي :

منهم سديد الدين بن عزيزة سالم بن محفوظ بن عزيزة الحلي إليه انتهى علم الكلام والفلسفة وعلوم الاوائل تخرّج عليه المحقّق الحلي صاحب شرايع الاسلام وسديد الدين ابن المطهّر وجماعة من الأعاظم صنّف المنهاج في علم الكلام وكان هو الكتاب المعول عليه في علم الكلام.

الفيلسوف الاكبر المتكلم الشيخ كمال الدين هيثم بن عليّ بن هيثم البحراني استاذ العلامة الحلي قدس‌سره كان له التبرّز في جميع العلوم الاسلامية والحكمة والكلام والأسرار العرفانية حتى اتفق الكل على إمامته في الكل ومن مصنفاته كتاب المعراج السماوي وشرح نهج البلاغة في ثلاث مراتب كبير ووسيط وصغير أودع فيها التحقيقات التي لم تسمح بمثلها الاعصار تشهد له بالتبرز في جميع الفنون وشرح كتاب الاشارات للمحقّق البحراني استاذه المتقدم ذكره شرحه على قواعد الحكماء المتألهين وله كتاب القواعد فرغ من تصنيفه في شهر ربيع الأول من سنة ٦٧٦ ق وكتاب النجاة في القيامة في امر الامامة وكتاب استقصاء النظر في إمامة الائمة الاثني عشر مات سنة ٦٧٩ في قرية هلنان من الماخوز من اعمال البحرين ولقد زرته في تاريخ

٢٠٨

ومنهم العلامة على الاطلاق جمال الدّين ابن المطهّر الحلّي شيخ الشيعة المعروف بآية الله وبالعلامة على الاطلاق وهو اسم طابق المسمّى ووصف طابق المعنى وهو بحر العلوم على التحقيق والمحقّق استاذ الكل في الكل صنّف في العلوم ما يزيد على أربعمائة مصنّف وقد أحصيت مصنفاته في علمي الحكمة والكلام فكانت اربعين وشرحه للتجريد مشهور في الحوزات العلمية ولي شرح على شرحه قدس‌سره. مات في آخر نصف ليلة السبت لتسع بقين من المحرّم ٧١٦ ق عن ثمان وسبعين سنة وقبره في ايوان الذهب في الحضرة العلوية في النجف الأشرف مزار معروف.

ومنهم الشيخ الفضل بن شاذان النيسابوري أحد شيوخ اصحابنا المتكلمين الجامعين لفنون العلوم صنّف ١٨٠ كتابا وكان من اصحاب الرضا عليه‌السلام وعمّر حتى مات في أيام الامام الحسن العسكري عليه‌السلام بعد تولّد الحجة بن الحسن عليهما‌السلام.

ومنهم ابن قبة ابو جعفر الرازي الطهراني صاحب كتاب الانصاف في الامامة قال ابن النديم من متكلمي الشيعة وحذّاقهم وهو في طبقة الشيخ ابي عبد الله المفيد والشيخ الصدوق ابن بابويه.

أول من صنّف في الفلسفة :

أول من صنّف في الحكمة والفلسفة هم الشيعة منهم الفيلسوف الحكيم ابي نصر الفارابي محمّد بن ترخان الفارابي الترك من وراء النهر بلغ في الإسلام والتشيّع مبلغ التعليم وهو من اعاظم الفلاسفة الشيعة كما صرّح الشهيد القاضي نور الله التستري ولقّب بالمعلم الثاني كما أنّ أرسطو هو المعلّم

عقائد الإمامية ـ ١٤

٢٠٩

الأول وله كتب في الفلسفة ٧٠ مؤلفا وأنه مات في سنة ٣٣٩ ه‍ في دمشق والشيخ الرشيد ابن سينا استفاد من كتبه الفلسفية كما سيجيء بيانه.

ومن فلاسفة الشيعة الشيخ شهاب الدين السهروردي الزنجاني وهو من اعاظم حكماء الاشراقيين وله تأليفات في الفلسفة ٥٠ تأليفا وقتل في حلب بأمر صلاح الدين الكردي لأجل تشيعه ٥٨١ ه‍ وقد تأثر به الحكماء المتأخرون مثل السيّد محمّد باقر الداماد والملّا صدرا الشيرازي والحكيم السبزواري الحاج ملّا هادي وغيرهم من علماء الفلسفة.

والحكيم الرياضي الشيخ ابراهيم الزنجاني المعروف بمسكر ومشهور بفلكي صاحب التأليفات القيمة.

والحكيم الإلهي حاج ملّا محمّد هيدجي الزنجاني له حاشية على الأسفار وعلى منظومة السبزواري وقد توفي بتاريخ ١٣٤٩ ه‍ في طهران ونقلت جنازته الى قم ودفن فيها.

ومنهم مؤلّف الكتاب الفيلسوف الاكبر الحاج السيّد ابراهيم ابن سيّد ساجدين الموسوي الزنجاني امام الروضة الحيدرية في النجف الأشرف وقد ولد بتاريخ ١٣٤٤ ه‍ وقرأ في قم وهاجر إلى النجف الأشرف بتاريخ ١٣٩٥ ودرس الفلسفة عند ملّا صدرا البادكوبي والعلامة السيّد عبد الأعلى السبزواري وغيرهم من علماء الفلسفة وقد تلمّذ عنده كثير من طلّاب النجف من الايرانيين والهنود والباكستانيين والعراقيين واللبنانيين والسعوديين والبحرينيين وهو الذي يصلّي في حرم امير المؤمنين عليه‌السلام مكان الشيخ عبد الكريم الزنجاني من تاريخ ١٣٨٧ ه‍ وله مؤلفات كثيرة في مختلف العلوم في الفقه والأصول والكلام والفلسفة وله عقائد الامامية الاثنا عشرية ٣ مجلدات طبع المجلد الأول مرّتين في النجف الأشرف والثاني طبع ببيروت والثالث هو الذي بين يديك.

٢١٠

ومن الفلاسفة الفيلسوف المتكلم الشيخ عبد الكريم الزنجاني المتوفّى في النجف ١٣٨٨ ه‍ وله دروس الفلسفة وتطور الفلسفة وغيرهما.

ومنهم الحكيم الاكبر الميرزا مجيد الزنجاني وملّا علي زنوزي تبريزي صاحب بدائع الحكم والعلامة السيّد محمود امام جمعة الزنجاني.

ومنهم فيلسوف الاسلام المعاصر السيّد محمّد حسين الطباطبائي التبريزي زيد عزّه صاحب تفسير الميزان القاطن في قم.

ومنهم فيلسوف الاسلام فريد العصر الميرزا حسن البجنوردي صاحب القواعد الفقهية وغيرهم.

ومن الفلاسفة الشيخ الرئيس أبو علي بن سينا :

شيخ الحكمة في المشائين حاله في الفضل اشهر من أن يذكر وهو شيعي ولد على فطرة التشيع كان ابوه شيعيا اسماعيليا مات الشيخ في همدان سنة ٤٢ ه‍ وهو صاحب القانون والشفا والإشارات.

ومنهم الشيخ ابو علي بن مسكويه الرازي الأصل الأصفهاني المسكن والمدفن كان جامعا للعلوم إماما في الكلّ ومصنفا في الكل وقد نصّ على تشيّع ابن مسكويه غير واحد من المحققين كالميرمحمّد باقر الداماد والقاضي نور الله والسيّد الخونساري في الروضات وكانت وفاته ٤٤١ ه‍.

منهم استاذ الحكماء الخواجة نصير الدين محمّد بن محمّد بن الحسن الطوسي نصير الملة والدين له مصنفات في الكلام والفلسفة على مذهب الامامية وتولّد سنة ٥٩٧ ه‍ وتوفي ببغداد سنة ٦٧٣ ه‍ وقبره في رواق الحضرة الكاظمية (ع) وله تجريد العقائد وشرح الإشارات وهو الذي فتح العراق بتاريخ ٦٥٦ ه‍ كان وزيرا لهلاكوخان المغول.

٢١١

منهم استاذ الحكماء السيّد محمّد باقر المعروف بالداماد استاذ صدر المتألهين ملا صدرا الشيرازي كان معاصرا لشاه عباس الصفوي الموسوي في اصفهان.

منهم صدر المتألهين ملّا ابراهيم المعروف بملّا صدرا الشيرازي صاحب الأسفار الأربعة في الفلسفة والمبدأ والمعاد ومفاتح الغيب وشرح اصول الكافي وقد درّس في الجامعات في الغرب والشرق كتابه الكبير الأسفار وقد توفي في البصرة في العراق في طريقه الى مكة سنة ١٠٥٠ ه‍ وله تلامذة كثيرون أشهرهم الفيض الكاشاني وملّا عبد الرزاق اللاهيجاني الجيلاني وهو جدّ ابناء الفقيه السيّد محمد كاظم والسيد أحمد ونسب أنّهما ينتميان إلى ملّا صدرا الفيلسوف المذكور.

ومنهم المتكلم المعروف ملّا عبد الرزاق المعروف بفيّاض صهر ملّا صدرا الشيرازي صاحب الشوارق عند شرح تجريد الخواجة وهو احسن شرح على تجريد الاعتقاد للخواجة وجدّ زوجتي طليعة المؤمنة بنت الشيخ محمّد علي قدس الله سره.

ومنهم الفيلسوف المعروف فيض الكاشاني صاحب المؤلفات الكثيرة في العلوم العقلية والشرعية.

ومنهم العارف الحكيم الاكبر ملّا مهدي النراقي الكاشاني صاحب جامع السعادات في الأخلاق.

ومنهم الفيلسوف الاكبر الحاج ملّا هادي السبزواري صاحب المنظومة في الفلسفة المتوفى في سبزوار ايران ١٢٨٩ ه‍.

ومنهم السيّد الفيلسوف فريد الدهر المرزا حسن الموسوي البجنوردي

٢١٢

المتوفى في النجف الأشرف ١٣٩٥ ه‍ صاحب المؤلفات الكثيرة في العلوم الشرعيّة والعقلية.

ومنهم الملّا صدرا البادكوبي القفقازي الساكن في النجف.

ومنهم الحكيم الاكبر العارف السيّد حسين لاهيجاني الأصل بادكوبي التولد نجفي النشأة والمدفن.

والفيلسوف الميرزا مهدي آشتياني وهو من الفلاسفة البارعين له تأليفات في المنطق والفلسفة.

والحكيم الاكبر الميرزا ابو الحسن الأصفهاني وهو قد تولّد في احمدآباد كجرات الهند بتاريخ ١٢٣٨ ق وجاء مع والده سيّد محمّد الطباطبائي إلى اصفهان ودرس فيها وبعد اكمال دروسه انتقل الى طهران وتوفّي سنة ١٣١٤ ق ودفن في جوار ابن بابويه القمي وله حاشية على اسفار ملا صدرا وربط الحادث بالقديم واثبات الحركة الجوهرية وغير ذلك.

الحكيم الأكبر السيّد أبو الحسن القزويني :

والحكيم الاكبر السيّد ابو الحسن القزويني وهو من الحكماء المتأخرين تولّد بتاريخ ١٣١٢ ق في قزوين وهاجر الى طهران وتلمّذ عند الحكيم ميرزا حسن كرمانشاهي والحاج فاضل والشيخ محمود القمي والشيخ ابراهيم الزنجاني وله تأليفات في العلوم الشرعية والعقلية وقد توفّي في طهران ١٣٥٤ شمسية ونقلت جنازته الى قم.

والحكيم الاكبر آية الله السيّد روح الله الموسوي له تأليفات في العلوم الشرعية والعقليّة.

والسيّد الجليل السيّد جلال آشتياني المقيم في خراسان المعاصر وقد تولّد

٢١٣

في آشتيان من اطراف قم وتلمّذ عند السيّد ابي الحسن القزويني وغيره وصار استاذا في جامعة خراسان.

والحكيم العارف الجامع بين المنقول والمعقول الشيخ محمّد تقي آملي الأصل الطهراني المسكن والمدفن له تأليفات في العلوم الشرعية والعقلية.

العارف التقي الشيخ سيدي شاه رضا اصفهاني له تأليفات في الفلسفة وكان استاذا في جامعة طهران في الفلسفة.

والحكيم الاكبر العارف الكامل جهانگير خان القشقائي الشيرازي الأصفهاني المنشأ والمدفن وقد درس عنده علماء المتأخرين أمثال الحاج آقا حسين الطباطبائي البروجردي زعيم الاسلام في عصره والسيّد صالح توتيلي المجلسي الطارمي وغيرهما من الأكابر.

من فسّر القرآن من الشيعة :

ومنهم عبد الله بن عباس أوّل من املى في تفسير القرآن الكريم من الشيعة وقد نصّ كل علمائنا على تشيعه مات سنة ٦٧ ه‍ في الطائف ولمّا حضرته الوفاة قال اللهمّ انّي اتقرب أليك بولائي لعليّ بن ابي طالب عليه‌السلام.

ومنهم جابر بن عبد الله الأنصاري الصحابي وهو في الطبقة الاولى من طبقات المفسّرين.

ومنهم أبي بن كعب سيّد القراء عدّ في الطبقة الأولى من المفسرين ومنهم سعيد بن المسيّب أخذ عن امير المؤمنين عليه‌السلام وابن عباس وكان قد ربّاه امير المؤمنين (ع) وصحبه ولم يفارقه وشهد معه حروبه

٢١٤

ونصّ الامام الصادق والامام الرضا عليهما‌السلام على تشيّعه كما في الجزء الثالث من كتاب قرب الاسناد للحميري كان إمام القرّاء في المدينة وغيرهم من الفقهاء التابعين وغيرهم.

واعلم أنّ أول تفسير جمع فيه كل علوم القرآن هو كتاب في علوم القرآن لأبي عبد الله محمّد بن عمر الواقدي ذكره ابن النديم في كتابه الفهرست ونصّ على تشيّعه ثم كتاب التبيان لشيخ الطائفة ابي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي الخراساني (ره) شيخ الشيعة كان تولده سنة ٣٨٥ ه‍ في خراسان وهاجر الى بغداد وتلمّذ عند الشيخ المفيد (ره) ثم بعد وفاته درس عند علم الهدى السيّد المرتضى (ره) وله كرسي يجلس عليه للتدريس ثم هاجر الى النجف الأشرف مات سنة ٤٦٠ قبره مزار معروف.

ذكر الشيخ في أوّل تفسيره أنه أول من جمع ذلك وكتاب حقائق التنزيل ودقائق التأويل وهو في حجم تفسير التبيان للسيّد الشريف الرضي أخي السيد المرتضى كشف فيه عن غرائب القرآن وعجائبه وخفاياه وغوامضه وأبان غوامض أسراره ودقائق اخباره وتكلم في تحقق حقائقه بما لم يسبقه احد إليه ولا كان فكر أحد بالسبق عليه وله كتاب المتشابه في القرآن وكتاب مجازات القرآن مات ٤٠٦ ه‍ وروض الجنان في تفسير القرآن للشيخ ابي الفتوح الرازي الطهراني الحسين بن علي بن محمّد بن أحمد الخزاعي الرازي النيسابوري مات بعد المائة الخامسة وكتاب مجمع البيان في علوم القرآن في عشرة اجزاء للشيخ الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي المازندراني مات ٥٥٤ وهو تفسير مشهور وخلاصة التفاسير في عشرين مجلدا للشيخ قطب الدين الراوندي الكاشاني (ره) وتفسير الميزان في علوم القرآن في عشرين مجلّدا تأليف العلّامة الفيلسوف الاكبر العارف بالله السيّد محمّد حسين الطباطبائي التبريزي

٢١٥

نزيل قم المشرفة وهو أحسن التفاسير من حيث جامعيّته للعلوم العصرية ويفسّر القرآن بالقرآن.

في تقدم الشيعة في فن الجغرافيا في صدر الإسلام :

فقد علمت أن هشام بن محمّد الكلبي من أصحاب الامام الباقر عليه‌السلام صنف فيه كتاب الأقاليم وكتاب البلدان الكبير وكتاب البلدان الصغير وكتاب تسمية الارضين وكتاب الأنهار وكتاب الحيرة وكتاب منازل اليمن وكتاب العجائب الاربعة وكتاب اسواق العرب كما نصّ على كل ذلك ابو الفرج ابن النديم في الفهرست وكتاب البلدان لأبي جعفر محمّد ابن خالد البرقي القمي من اصحاب الامام الكاظم موسى بن جعفر عليهما‌السلام وذكر ابن النديم في الفهرست أنّ لابنه احمد بن محمّد بن خالد كتاب البلدان قال اكبر من كتاب ابيه وكتاب البلدان لليعقوبي المتوفى ٢٧٨ ه‍ وكتاب المسالك والممالك للمسعودي عليّ بن الحسين المتوفى سنة ٣٣٦ ه‍ وكتاب اسماء الجبال والمياه والأودية لحمدون استاذ ثعلب وغيرهم من علماء الشيعة الامامية الاثني عشرية.

أوّل من صنف في التاريخ والآثار هم الشيعة :

منهم ابو مخنف الازدي الغامدي شيخ اصحاب الأخبار بالكوفة من الشيعة اسمه لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سالم او سليمان وكان ابوه يحيى من اصحاب امير المؤمنين وجدّه مخنف صحابيّ له كتاب الردة وكتاب فتوح الشام وكتاب فتوح العراق وكتاب الجمل وكتاب صفّين وكتاب أهل النهروان والخوارج وكتاب الغارات وكتاب مقتل عليّ (ع) وكتاب مقتل الحسين عليه‌السلام وكتاب المختار وكتاب مقتل الحسن بن علي عليهما‌السلام وكتاب فتوحات الإسلام وكتاب فتوح خراسان وأخبار الحجاج ابن يوسف.

٢١٦

ومنهم الواقدي وهو ابو عبد الله محمّد بن عمر مولى الأسلميين من سهم ابن اسلم كان من أهل المدينة انتقل الى بغداد وولي القضاء للمأمون العباسي وقال ابن النديم وكان يتشيّع حسن المذهب يلزم التقية وهو الذي روى أن عليّا عليه‌السلام كان من معجزات النبي (ص) كالعصا لموسى واحياء الموتى لعيسى بن مريم كان تولّده سنة ١٠٣ ومات ١١ ذي الحجة سنة ٢٠٧ ه‍ وله ثمان وسبعون سنة وله من الكتب كتاب التاريخ والمغازي والمبعث وكتاب فتوحات الشام وكتاب الطبقات ومقتل الحسين (ع) وكتاب السيرة وكتاب السقيفة ووضع عمر الدواوين وبيعة ابي بكر وكتاب مولد الحسن والحسين (ع) وغير ذلك من الكتب.

ومنهم نصر بن مزاحم المنقري ابو الفضل الكوفي امام علماء الاخبار والمغازي وله من الكتب كتاب الجمل وكتاب صفّين وقد طبع بايران وكتاب مقتل الحسين (ع) وكتاب عين الوردة وكتاب اخبار المختار بن ابي عبيدة وكتاب المناقب وكتاب النهروان وكتاب الغارات وكتاب اخبار محمّد بن ابراهيم طباطبا وابي السرايا وكتاب مقتل حجر بن عدي.

ومنهم احمد بن محمّد بن خالد البرقي صاحب كتاب المحاسن امام علم الحديث له كتاب التاريخ وكتاب الرجال وغير ذلك من المؤرّخين.

أول من صنّف في الفقه ودوّنه ورتّبه :

واعلم أنّ أول من صنّف في علم الفقه ودوّنه هو عليّ بن ابي رافع مولى رسول الله (ص) قال النجاشي في ذكر الطبقة الأولى من المصنّفين من شيعة امير المؤمنين عليه‌السلام عليّ بن ابي رافع مولى رسول الله (ص) هو تابعي من خيار الشيعة كانت له صحبة من امير المؤمنين (ع) وكان كاتبا

٢١٧

له وحفظ كثيرا وجمع كتابا في فنون التفقه الوضوء والصلاة وسائر الأبواب تفقّه على امير المؤمنين (ع) وجمعه في ايامه اوّله باب الوضوء وكانوا يعظمونه وهو أول من صنّف فيه من الشيعة وقاسم بن محمّد بن ابي بكر بن أبي قحافة وسعيد بن المسيّب الفقيه القرشي المديني أحد الفقهاء الستة.

مشاهير فقهاء الشيعة في الصدر الاول :

افقه الأولين ستة زرارة بن اعين ومعروف بن خربوذ وبريد وابو بصير الأسدي والفضل بن سيار ومحمّد بن مسلم الطائفي وافقه الستة زرارة وبرز من تلامذة الامام الصادق (ع) أربعة آلاف رجل من أهل العراق والحجاز وخراسان والشام وبرز بتعليم الامام الصادق (ع) من الفقهاء الأفاضل جم غفير من اعيان الفقهاء كتب من اجوبة مسائله أربعمائة مصنّف وتسمى بالأصول وكلّها في الكتب الاربعة المشهورة بين فقهاء الامامية من زمان الغيبة الصغرى للحجة عليه‌السلام ٣٢٩ ه‍ الكافي ومن لا يحضره الفقيه والتهذيب والاستبصار.

في تقدّم الشيعة في علم أصول الفقه :

اعلم أنّ من فتح باب اصول الفقه وفتق مسائله هو باقر العلوم الامام ابو جعفر محمّد بن عليّ الباقر (ع) وبعده ابنه ابو عبد الله الصادق (ع) وقد امليا فيه على جماعة من تلامذتهما قواعده ومسائله جمعوا من ذلك مسائل رتبها المتأخرون على ترتيب مباحثه ككتاب اصول آل الرسول (ص) وكتاب الفصول المهمّة في اصول الائمة وكتاب الاصول الاصلية كلّها بروايات الثقات مسندة متّصلة الاسناد إلى أهل البيت (ع) وأوّل من افرد بعض مباحثه بالتصنيف هشام بن الحكم شيخ المتكلمين تلميذ ابي عبد الله

٢١٨

الصادق (ع) صنّف كتاب مباحث الألفاظ هو اهم مباحث هذا العلم ثم يونس بن عبد الرحمن مولى آل يقطين تلميذ الامام الكاظم موسى بن جعفر عليهما‌السلام صنف كتاب اختلاف الحديث وهو مبحث تعارض الدليلين والتعادل والتراجيح بينهما نعم ابسط كتاب في اصول الفقه في الصدر الأول كتاب الذريعة في علم اصول الشريعة للسيّد الشريف المرتضى تام المباحث في جزءين ثم بعده عدة الاصول لشيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي (ره) وأما الأصول في زماننا هذا ١٣٩٦ ه‍ فقد بلغت الغاية.

الفصل الثالث

في تقدم الشيعة في علوم الحديث :

وقبل الشروع في ذلك نشير إلى وجه تقدم الشيعة في ذلك فنقول كان بين السلف من الصحابة والتابعين اختلاف كثير في كتابة الحديث وقد نهى عمر بن الخطاب عن كتابة الحديث ظانا أنه يقع الاشتباه بين القرآن والحديث وأول من دوّن الحديث عليّ بن ابي طالب (ع) وابنه الحسن (ع) كما في تدريب الراوي للسيوطي واملى رسول الله (ص) على عليّ (ع) ما جمعه في كتاب مدرج عظيم وقد رآه الحكم بن عيينة عند الامام الباقر (ع) لما اختلفا في شيء فأخرجه وأخرج المسألة وقال للحكم هذا خط عليّ واملاء رسول الله (ص) وهو أوّل كتاب جمع فيه العلم على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فعلمت الشيعة حسن تدوين العلم وترتيبه فبادروا الى ذلك اقتداء بامامهم وزعم غيرهم النهي عن ذلك فتأخّروا والف فيه من الصحابة الشيعة ابو رافع مولى رسول الله (ص) قال النجاشي في كتاب فهرس أسماء المصنّفين من الشيعة الامامية الاثني عشرية ما لفظه ولأبي رافع مولى رسول الله (ص) كتاب السنن والأحكام والقضايا ثم

٢١٩

ذكر النجاشي اسناده الى رواية الكتاب بابا بابا الصلاة والصوم والحج والزكاة والقضايا وذكر أنه اسلم ابو رافع قديما بمكة وهاجر إلى المدينة وشهد مع النبي (ص) مشاهده ولزم امير المؤمنين عليه‌السلام من بعده وكان من خيار الشيعة وشهد معه حروبه وكان صاحب بيت ماله بالكوفة إلى آخر كلامه ومات ابو رافع سنة ٣٥ ه‍.

في أول من جمع حديثا الى مثله في باب

واحد وعنوان واحد من الصحابة الشيعة :

وهم ابو عبد الله سلمان الفارسي وابو ذر الغفاري وقد نصّ على ذلك رشيد الدين ابن شهرآشوب في كتابه معالم علماء الشيعة وذكر ابو جعفر الطوسي شيخ الشيعة والشيخ ابو العباس النجاشي في كتابيهما في فهرست أسماء المصنّفين من الشيعة مصنّفا لأبي عبد الله سلمان الفارسي ومصنّفا لأبي ذر الغفاري وذكر السيّد الخونساري في كتاب الروضات في أحوال العلماء والسادات عن كتاب الزينة لأبي حاتم في الجزء الثالث من أنّ لفظ الشيعة على عهد رسول الله (ص) كان لقب أربعة من الصحابة سلمان الفارسي وابي ذر الغفاري والمقداد بن الاسود الكندي وعمار بن ياسر.

في تقدّم الشيعة في الإسلام في علم الفرق :

في تقدّم الشيعة في الإسلام في علم الفرق فأول من دوّنه وصنّف فيه كتاب أديان العرب هو هشام بن محمّد الكلبي المتوفى سنة ٢٠٦ كما نص ابن النديم في الفهرست ثم صنّف فيه كتاب الآراء والديانات وكتاب الفرق الفيلسوف المبرّز على نظرائه الحسن بن موسى النوبختي القمي ثم نصر بن الصباح شيخ ابي عمرو الكشي الرجالي صنّف كتاب فرق الشيعة وعليّ بن الحسين المسعودي صنّف كتاب المقالات في اصول الديانات وكتاب الابانة في اصول الديانات وهو من شيوخ الشيعة.

٢٢٠