عقائد الإماميّة الإثنى عشريّة - ج ٣

السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني

عقائد الإماميّة الإثنى عشريّة - ج ٣

المؤلف:

السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
الطبعة: ٣
الصفحات: ٢٨٧

تميز عليّ (ع)

بالكمالات النفسانية البدنية والخارجية

الكلام في الكمالات الخارجية :

فقد بيّنا الكمالات النفسانية والبدنيّة وأما الخارجيّة فمنها النسب الشريف الذي لا يساويه احد في القرب من رسول الله (ص) فإنه كان أقرب الناس إليه فإنّ العبّاس كان عمّ رسول الله (ص) من الأب وعليّ كان ابن عمّه من الأب والام ومع ذلك فإنّه كان هاشميا من الأب والام لأن عليّ بن أبي طالب (ع) بن عبد المطلب بن هاشم وأمه فاطمة بنت اسد بن هاشم ومنها المصاهرة : ولم يحصل لأحد ما حصل له منها فإنه زوج سيّدة النساء.

ومنها الاولاد : ولم يحصل لأحد من المسلمين مثل أولاده في الشرف والكمال فإن الحسن والحسين (ع) إمامان سيّدا شباب أهل الجنة وكان حبّ رسول الله (ص) لهما في الغاية ثم أولد كل واحد منهما أولادا بلغوا في الشرف إلى الغاية فالحسن عليه‌السلام أولد مثل الحسن المثنّى والمثلث وعبد الله بن الحسن المثنّى والنفس الزكية وغيرهم من اكابر السادات الطباطبائيين من العلماء والفلاسفة في العالم ومن اولاد الحسين تسعة من ذرية الحسين (ع) أئمة وهم الإمام زين العابدين والباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري والخلف الحجة القائم وقد نشروا من العلم والفضل والزهد والترك للدنيا شيئا عظيما حتى أنّ الفضلاء من المشايخ كانوا يفتخرون بخدمتهم فأبو زيد البسطامي كان يفتخر بأن يسقي الماء في دار جعفر الصادق (ع) ومعروف الكرخي أسلم على يدي الرضا (ع) وكان بوّاب داره إلى أن مات.

عقائد الإمامية ـ ١١

١٦١

علّم رسول الله عليا الف باب من العلم :

في الخصال عن ابن سرور عن ابن عامر عن المعلّى عن بسطام بن مرّة عن اسحاق بن صبّان عن الهيثم بن واقد عن عليّ بن الحسن العبدي عن ابن طريف عن ابن نباته عن امير المؤمنين (ع) قال أيّها الناس إنّ رسول الله (ص) اسرّ إليّ ألف حديث في كل حديث ألف باب لكل باب ألف مفتاح (الخصال ص ١٧٤ ج ٢) وفيه أيضا أبي عن سعد عن اليقطيني عن أحمد بن حمزة عن أبان عن زرارة عن أبي جعفر (ع) قال إنّ رسول الله (ص) علّم عليا بابا يفتح كل باب ألف باب (ج ٣ ص ١٧٥).

أحاديث النبي في حبّ عليّ وشيعته :

صحيح مسلم أو الترمذي ج ٢ ص ٢٩٨ وأحمد بن حنبل في مسنده ج ٢ ص ١٠٢ عن رسول الله يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق وقوله (ص) يا علي انك تقدم على الله وشيعتك راضين مرضيين ويقدم عدوك غضابا مقمحين اخرجه الطبراني كما في الصواعق ص ٩٣.

وقوله (ص) وقد أخذ بيد حسن وحسين فقال من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمّهما كان معي في درجتي يوم القيامة.

وقال احمد بن حنبل أيضا وقد أخرج الديلمي في كنوز الحقائق قوله (ص) حبّ عليّ براءة من النار حبّ عليّ براءة من النفاق شيعة علي هم الفائزون :

وقوله (ص) عليّ وشيعته هم الفائزون يوم القيامة.

وقوله (ص) يا علي انت وشيعتك في الجنة.

وقوله (ص) يا أبا الحسن أنت وشيعتك في الجنة.

وقوله (ص) يا علي انت وشيعتك تردون عليّ الحرض رواء.

١٦٢

وقوله (ص) : «لمّا نزلت (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)» قال (ص) هو أنت يا علي هو أنت وشيعتك تأتون يوم القيامة راضين مرضيين. اخرجه الخطيب من طريق أمّ سلمة ج ١٢ ص ٣٥٨.

في ذكر عدة من الصحابة كانوا شيعة عليّ بن ابي طالب :

١ ـ عمّار بن ياسر المعذب في الله والممتحن لإسلامه ومن قال له ابشر عمار تقتلك الفئة الباغية (اسد الغابة ج ٤ ص ٢٢) والفئة الباغية هي معاوية بن أبي سفيان وأتباعه وأخرج الترمذي بسنده عن عائشة قالت قال رسول الله (ص) ما خيّر عمّار بين أمرين إلا اختار أرشدهما.

٢ ـ وابو ذر الغفاري الصحابي الجليل المتوفى سنة ٢٢ ه‍ في الربذة قال (ص) ما أظلت الخضراء واقلت الغبراء من ذي لهجة اصدق من أبي ذر وقال (ص) ابو ذر في امتي على زهد عيسى بن مريم.

٣ ـ سلمان المحمّدي الفارسي قال النبي (ص) في حقه سلمان منا أهل البيت.

٤ ـ المقداد بن الاسود الكندي.

قال (ص) : المقداد قدّ مني قدّا.

٥ ـ خزيمة بن ثابت بن الفاكه ذو الشهادتين شهد بدرا وما بعدها من المشاهد كلّها وقد جعل رسول الله (ص) شهادته بشهادة رجلين وحضر مع عليّ حرب احد وصفين وبها قتل سنة ٥٣٧ كما في الاصابة لابن حجر.

٦ ـ ابو الهيثم مالك بن التيهان شهد العقبة وبدرا وشهد مع علي (ع) صفين وبها قتل.

٧ ـ قيس بن سعد بن عبادة شهد مع رسول الله (ص) مشاهده كلّها وكان حامل الراية وشهد مع عليّ (ع) صفّين والجمل.

١٦٣

٨ ـ عبد الله بن العباس بن عبد المطلب المتوفى سنة ٦٨ في الطائف حبر الامة شهد مع عليّ (ع) صفين والجمل والنهروان.

٩ ـ عبد الله بن بديل قتل هو وأخوه بصفّين.

١٠ ـ قيس بن المكشوح وهو أحد الذين قتلوا الأسود العنسي في حياة النبي (ص) شهد صفين مع علي ومعه راية بجيلة وقتل بها.

١١ ـ يزيد بن حويرث الأنصاري شهد احدا وما بعدها وشهد صفّين مع عليّ (ع)

١٢ ـ جبلة بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي شهد بدرا مع النبي (ص) وشهد صفين مع عليّ (ع)

١٣ ـ والحارث بن عمر الخزرجي شهد احدا مع النبي (ص) وشهد مع عليّ (ع) صفين.

١٤ ـ ربعي بن عمر الأنصاري شهد بدرا مع النبي (ص) وشهد صفّين مع عليّ (ع).

١٥ ـ زيد بن أرقم بن زيد بن قيس غزا مع النبي (ص) سبع عشرة غزوة وشهد صفين مع عليّ (ع).

١٦ ـ ربعي بن عمر الأنصاري شهد بدرا مع النبي (ص) وشهد صفّين مع عليّ (ع).

١٧ ـ أسيد بن ثعلبة الأنصاري شهد بدرا مع النبي (ص) وشهد صفّين مع عليّ (ع).

١٨ ـ ابو بردة الحارث بن عمر الأنصاري شهد بدرا وما بعدها مع النبي (ص) وشهد صفين والجمل مع عليّ (ع).

١٩ ـ أبو حبة البدري شهد بدرا مع النبي (ص) وشهد صفّين مع علي (ع).

١٦٤

٢٠ ـ ابو فضالة الأنصاري شهد بدرا مع النبي (ص) وقتل بصفّين وهو يحارب مع عليّ (ع).

٢١ ـ ابو أيوب الأنصاري شهد العقبة وبدرا واحدا والخندق مع النبي (ص) وشهد مع عليّ (ع) صفين والجمل وكان على مقدمة الجيش يوم النهروان.

٢٢ ـ وابو محمّد الأنصاري شهد مع النبي (ص) احدا وما بعدها وشهد مع عليّ (ع) مشاهده كلّها.

٢٣ ـ زبيد بن عبد الخولاني شهد صفين مع معاوية وكانت بيده الراية فلمّا قتل عمّار تحوّل إلى معسكر عليّ (ع) لأن النبي (ص) قال لعمّار يا عمّار تقتلك الفئة الباغية.

٢٤ ـ جبلة بن عمر الأنصاري الساعدي كان من فضلاء الصحابة وفقهائهم شهد صفين مع عليّ (ع)

٢٥ ـ وهب بن عبد الله ابو جحيفة.

٢٦ ـ وابو عطية الوداعي ، ٢٧ ـ وابو الورد المازني ، ٢٨ ـ وابو قدامة بن الحارث.

٢٩ ـ وعبد الله بن ذئاب بن الحارث ، ٣٠ ـ ويعلى بن عمير بن حارثة النهدي ، ٣١ ـ يزيد بن قيس الحمداني.

٣٢ ـ عدي بن حاتم بن عبد الله الطائي.

٣٣ ـ والفاكه بن سعيد بن جبير الأنصاري.

٣٤ ـ وقرضة بن كعب الأنصاري الخزرجي.

٣٥ ـ والمغيرة بن نوفل بن الحارث.

١٦٥

٣٦ ـ ومخنف بن سلم الغامدي.

٣٧ ـ ومحمّد بن بديل.

٣٨ ـ المهاجر بن الوليد المخزومي.

٣٩ ـ يزيد بن طعمة بن جارية الأنصاري.

٤٠ ـ يعلى بن اميّة وقد شهد الجمل مع عائشة وشهد صفّين مع علي بها قتل.

٤١ ـ نهثل بن جري بن حمزة رئيس بني حنظلة.

٤٢ ـ وابو الطفيل عامر بن واثلة.

٤٣ ـ البراء بن عازب.

٤٤ ـ ثعلبة بن عمرو الأنصاري.

٤٥ ـ وهند بن أبي هالة.

٤٦ ـ وعبد الله بن أبي طلحة

٤٧ ـ هاشم المرقال ابن أخ سعد بن أبي وقّاص.

٤٨ ـ مالك بن نويرة.

٤٩ ـ ظالم بن عمرو ابو الأسود الدؤلي.

٥٠ ـ خالد بن سعيد بن أبي العابد بن امية.

٥١ ـ الاسود بن عمير.

٥٢ ـ بشير بن مسعود.

٥٣ ـ ثابت المكنى بابي فضالة.

٥٤ ـ الحارث بن النعمان.

٥٥ ـ خويلد بن عمرو الأنصاري.

٥٦ ـ رفاعة بن مالك.

٥٧ ـ رافع بن خديج الأنصاري.

١٦٦

٥٨ ـ ابو السيد كعب.

٥٩ ـ سماك بن خراشة.

٦٠ ـ سهل بن عمير.

٦١ ـ عتيك بن التيهان.

٦٢ ـ ثابت بن عبيد.

ليس التشيع من فارس انما ابتدأ من يوم الإنذار :

ومن جميع ما ذكرنا تحقق أن التشيع ليس من اصل فارسي أو يهودي او نصراني او رومي كما زعم اعداء آل محمّد عليه وآله الصلاة والسلام وقال شيخ ازهري ناصبي واحمد امين وامثالهما من كتاب المرتزقة حيث قال عليه ما عليه التشيّع ستار لأعداء الإسلام ويقول ويقيني أن التشيع كان ستارا احتجب وراءه كثير من اعداء الإسلام من الفرس واليهود والروم وغيرهم ليكيدوا لهذا الدين ويقلبوا نظام هذه الدولة الاسلامية فقد كان الفرس يزعمون أنهم الأحرار والسادة وكانت لهم الدولة من قديم الزمان فلمّا بدّل الله عزهم ذلا وصير ملكهم نهبا على يد العرب الذين كانوا في نظرهم أقل الامم خطرا ثم يقول اخذوا أي الفرس يفتحون أبواب الضعف عند المسلمين فلم يجدوا بابا انجح لهم من الحيلة والخداع فأظهر جماعة منهم الاسلام وانضموا إلى أهل التشيّع مظهرين محبة أهل البيت وسخطهم على من ظلم عليّا (ع) (إلى آخر ما ذكره في كتابه الحديث والمحدثون المطبوع سنة ١٣٧٨ ه‍) واقول عجيب ان تصدر مثل هذه الهفوات من رجل يعدّ من كبار علماء الأزهر الشريف إذ انيط به تدريس اصول الدين عذرنا جهالة الشيخ او تجاهله أمام الآيات القرآنية والأحاديث المتواترة عن الرسول الأعظم (ص) في حق عليّ بن ابي طالب (ع) من يوم نزول الآية الشريفة وانذر عشيرتك الأقربين إلى ما ذكرنا في هذا الكتاب سابقا وهل قرأ هذا الشيخ الأزهري كتب الصحاح الستّة فضلا عن كتب الشيعة

١٦٧

وفيها حديث الغدير حيث قال رسول الله (ص) من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأول من بايعه يومئذ ابو بكر وعمر بن الخطاب وقالا بخ بخ لك يا أبا الحسن (ع) انت أصبحت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة.

كنت أفكر في الأسباب التي دعت لهذه التهجمات والتعرّف على الدواعي لما يرتكبه هؤلاء الكتاب المصريون وغيرهم من سوء الصنع ورمي الشيعة البالغ عددهم ٢٣٠ مليون نسمة في أقطار العالم بتأليه علي بن ابي طالب (ع) أو أحد الأئمة او بعبودية الصنم مع انهم اخوان لهم في الدين يقرون لله بالوحدانية ولمحمّد بالرسالة وكل ما جاء به محمّد رسول الله الأعظم (ص) ويعترفون بالمعاد الجسماني والروحاني معا وبنبوة نبينا محمّد بن عبد الله والعدل الإلهي ويوم البعث والقيامة واحوالها ويؤدّون فرائض الاسلام ويعملون بقول الله تعالى (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) أو ما تقرأ القرآن إذ يقول الله تعالى (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ) أليس سلمان الفارسي من الفرس وقال الرسول (ص) سلمان منا أهل البيت أليس رئيس مذهبكم من الفرس وهو نعمان بن ثابت المعروف بأبي حنيفة أليس أصحاب الصحاح الستة من النيشابوري والنسائي وابن ماجة القزويني والبخاري والترمذي وغيرهم من الفرس والأسفرائني وصاحب قاموس اللغة الفيروزآبادي الشيرازي وهل وجد من أوّل صدر الإسلام فيلسوف منكم حاشا بل الفلاسفة كلهم من الفرس والترك من قبيل ابي نصر الفارابي الزنجاني والشيخ ابن سينا والبيروني وخواجه النصير الطوسي والشيخ شهاب الدين السهروردي الزنجاني والسيّد محمّد باقر استرابادي المعروف بميرداماد. وصدر الفلاسفة الملّا صدرا الشيرازي والحكيم الامير الفيلسوف الحاج ملا هادي السبزواري والحكيم السيّد أبو الحسن الجلوة الأصفهاني وملّا علي زنوزى والحكيم الميرزا ابراهيم الزنجاني المعروف بمسكر والحكيم الحاج ملّا محمّد هيدجي الزنجاني

١٦٨

والسيّد ابو الحسن الرفيعي القزويني والشيخ عبد الكريم الزنجاني وفيلسوف الاسلام الحاج سيّد ابراهيم الموسوي ابن العلّامة السيّد ساجدين الموسوي صاحب الكتب الكثيرة وعمر بن المفضل الابهري وغيرهم من الفلاسفة وابو هارون أحد مؤلفي اخوان الصفا وخلان الوفاء ولولاهم لما قام للاسلام سوق وشهرة في العالم وكتبهم في اقطار العالم منتشرة وخدموا الإسلام بمؤلفاتهم القيّمة.

حديث عن المستشرقين في (حول الإسلام) :

يقول الاستاذ السباعي اتضحت لي عن المستشرقين الحقائق التالية : أولا ان المستشرقين في جمهورهم لا يخلو أحدهم من ان يكون قسيسا نصرانيا او يهوديّا وقد يشذ عن ذلك افراد. ثانيا أن الاستشراق في الدول العربيّة غير الاستعمارية كالاسكندرية اضعف منه عند الدول الاستعمارية. ثالثا أن المستشرقين يتخلون عن جولد تسيهر وآرائه بعد أن انكشفت أهدافه. رابعا أن الاستشراق بصورة عامة ينبعث من الكنيسة وفي الدول الاستعمارية يسير مع الكنيسة ووزارة الخارجيّة جنبا الى جنب يلقى منهما كل تأييد. وخامسا أن الدول الاستعمارية كبريطانيا وفرنسا ما تزال حريصة على توجيه الاستشراق وجهته التقليديّة من كونه أداة هدم للإسلام وتشويه لسمعة المسلمين فلا يزال بلايشر وماسينيون وهما شيخا المستشرقين في وقتنا الحاضر يعملان في وزارة الخارجية الفرنسية كخبيرين في شئون العرب والمسلمين وفي انجلترا رأينا كما أن الاستشراق له مكان محترم في جامعات لندن وآكسفورد وكمبردج وأدنبره وجلاسيمو وغيرها ويشرف عليها يهود وانجليز استعماريون ومبشرون وهم يحرصون على أن تظل مؤلفات جولد تسيهر اليهودي ومرجلوت ثم شاخت من بعدهما من المراجع الأصلية لطلّاب الاستشراق من الغربيّين والراغبين في حمل شهادة الدكتوراه عندهم من العرب والمسلمين وهم لا يوافقون أبدا على رسالة لطلب الدكتوراه يكون موضوعها إنصاف الإسلام وكشف وسائل

١٦٩

اولئك المستشرقين إلى أن يقول ومن المؤلم أن طلاب العالم الإسلامي الذين يدرسون باللغة الانجليزية في بلادهم لا يزالون مضطرّين إلى دخول الجامعات الانجليزية فلا يجد طلّاب الدراسات الإسلامية أمامهم مراجع لدراساتهم التي ينالون بها الدكتوراه غير تلك المراجع المسمومة وهم لا يعرفون اللغة العربية فتقرّر عندهم أن تلك الدسائس مأخوذة من كتب الفقهاء والعلماء المسلمين انفسهم (انظر كتاب السنة ص ٢٦ و ٢٨).

أقول : ومثل هؤلاء المستشرقين في عدائهم للإسلام ودسهم احمد امين المصري الذي نسب أبا ذر الغفاري الصحابي الجليل إلى مذهب المزدك وهو الشيوعية اليوم وحاشا ثم حاشا إن أبا ذر بريء من هذه النسبة.

من جملة ما طعن الخطيب في الصحابة :

نسب في كتابه الأكاذيب إلى الشيعة وطعن الصحابة وممن ذكره أبا ذر الغفاري ومحمّد بن حذيفة وزيد بن صوحان العبدي ومالك بن الأشتر النخعي ومحمّد بن ابي بكر وعمار بن ياسر.

المنحرفون عن الحق والشيعة :

ونقول إلى أولئك المنحرفين عن الصواب والحق الذين جعلوا من التشيع ستارا لأعداء الدين بل زاد بعضهم فجعل التشيع مبدأ تفرق هذه الامة لأن اصول التشيع من ابتداع اليهود كما يقول السيّد رشيد كان التشيع للخليفة الرابع علي بن ابي طالب (ع) مبدأ تفرق هذه الامة في دينها وفي سياستها وكان يبتدع اصوله يهودي اسمه عبد الله بن سبأ من صنعاء اليمن ودعا إلى الغلوّ في علي (ع) ونعود فنسأل من هؤلاء الكتاب المرتزقة الذين يأخذون الدولار الامريكاني ويبثّون الدعايات الكاذبة ونسألهم هل أخذوا ادعاءاتهم من مصدر يوثق به أم هل وقفوا على شيء من ذلك في كتب الشيعة مما يؤيد ما ذهبوا إليه ما ذنب الشيعة عند ما اقتضت الظروف القاسية أن يحمل أعداء الشيعة من الامويين والعباسيين على سدّ باب مدينة العلم عليّ بن ابي طالب (ع) وباب جعفر

١٧٠

ابن محمد تشويه سمعة الشيعة لقد أبوا إلّا أن يجعلوا حبّ أهل البيت غلوا وثبوت الوصاية لعلي (ع) خروجا عن الإسلام ونظروا إلى الشيعة من زاوية التعصب الطائفي او غير ذلك فسلّوا عليهم سيوف النقمة (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد).

ولقد تجلت في احمد امين ومحبّ الدين الخطيب وشيخ زهو الأزهري وامثالهم روح شيخ المستشرقين لأنهم من أبرز تلامذة مدرسة المستشرقين وما ذنب علماء الشيعة اذ ذكروا مطاعن المشايخ الثلاثة من كتب الصحاح السنية من أوثق الرواة هل يوجب ذكر المطاعن كفر الشيعة وهل يوجب سبّ بعض منهم الصحابة كفر الشيعة بأجمعهم وبناء على هذا لما ذا لا يوجب قتل المذاهب الأربعة كيف وقد كفّر بعض المذاهب الأربعة بعضهم الآخر ومن باب المثال نذكر نبذة يسيرة قال المظفر الطوسى الشافعي (لو كان لي من الأمر شيء لأخذت من الحنابلة الجزية يعني الحنابلة مثل اليهود والنصارى ، وقول محمّد بن موسى الحنفي (لو كان لي من الأمر شيء لأخذت على الشافعية الجزية) مختصر تاريخ دول الاسلام للذهبي ص ٢٤ وقال الشيخ ابي حاتم الحنبلي من لم يكن حنبليا فليس بمسلم تذكر الحفاظ ج ٣ ص ٣٥٧ واشتهر عن الشيخ ابي بكر المقري الواعظ في جوامع بغداد بأنه كفر جميع الحنابلة ونودي بدمشق وغيرها من كان على دين ابن تيمية الحراني حل ماله ودمه وأفتى بعضهم بتكفير من يطلق على ابن تيمية أنه شيخ الإسلام (ذيل تذكرة الحفاظ ٣٢٠) وابن تيمية هو شيخ الحنابلة ومقدمتهم ومعنى هذا أن كل حنبلي كافر الى غير ذلك من الموارد.

يروى عن مالك أنه قال إن أبا حنيفة شر مولود ولد في الإسلام ولو أنه خرج على هذه الامة بالسيف كان أهون فراجع تأريخ بغداد ج ١٣ ص ٣٩٠ وعن ابن ابي شيبة إني اراه يهوديا.

١٧١

وأما ما ذكر ارباب الكتب من الفضائل في حق المشايخ الثلاثة فقد ذكرنا سابقا أن أكثر رواتها من الوضاعين والكذّابين من اين لهم هذا الفضائل هل من فرارهم من الزحف والجهاد أو احراقهم باب فاطمة (ع) او غصبهم وكتمانهم الولاية لأمير المؤمنين (ع) وغير ذلك من المطاعن التي ذكروها في كتبهم فراجع :

ليس فيما تؤمن به الشيعة الإمامية الاثني عشرية من الاعتقادات ما يخرجها من حضيرة الإسلام ويستوجب الطعن عليها وتكفيرها ، وها نحن نعرض عليك خلاصتها :

عقيدتنا في الله تعالى :

تعتقد الامامية الاثنا عشرية أنّ الله تعالى واحد احد ليس كمثله شيء قديم ازلي لم يزل ولا يزال هو الأول والآخر عليم حكيم عادل حيّ قادر غني سميع بصير ولا يوصف بما توصف به المخلوقات فليس هو بجسم ولا صورة وليس جوهرا ولا عرضا وليس له ثقل أو خفة ولا حركة او سكون ومكان ولا زمان ولا يشار إليه كما لا ندّ له ولا شبه ولا ضد ولا صاحبة له ولا ولد ولا شريك ولم يكن له كفؤا أحد لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار.

ومن قال بالتشبيه في خلقه بأن صوّر له وجها ويدا وعينا أو أنه ينزل الى السماء الدنيا او أنه يظهر الى أهل الجنة كالقمر أو نحو ذلك فإنه بمنزلة الكافرين جاهل بحقيقة الخالق المنزه عن النقص وقال إمامنا الخامس محمّد بن عليّ ابن الحسين بن عليّ بن ابي طالب (ع) كلّما ميز تموه بأوهامكم في أدق معانيه فهو مخلوق مصنوع لكم وهو أجلّ من ذلك ، وكذلك يلحق بالكافرين من قال أنه يتراءى لخلقه يوم القيامة.

١٧٢

التوحيد

عقيدة الشيعة الإمامية في التوحيد :

ويعتقدون بأنه يجب توحيد الله تعالى من جميع الجهات فكما يجب توحيده في الذات باعتقاد أنه واحد في ذاته ووجوده كذلك يجب ثانيا توحيده في الصفات وذلك بالاعتقاد بأن صفاته عين ذاته كما سيأتي بيان ذلك وبالاعتقاد بأنه لا شبه له في صفاته الذاتية فهو في العلم والقدرة لا نظير له وفي الخلق والرزق لا شريك له وفي كل كمال لا ندّ له.

وكذلك يجب ثالثا توحيده في العبادة فلا تجوز عبادة غيره بوجه من الوجوه وكذا اشراكه في العبادة في أي نوع من أنواع العبادة واجبة أو غير واجبة في الصلوات وغيرها من العبادة ومن أشرك في العبادة غيره فهو مشرك كمن يرائي في عبادته ويتقرب إلى غير الله تعالى وحكمه حكم من يعبد الأصنام والأوثان لا فرق بينهما.

أمّا زيارة القبور وإقامة المآتم فليست هي من نوع التقرب إلى الله تعالى في العبادة كما توهّمه بعض من يريد الطعن في الطريقة الامامية الاثني عشرية وذكرنا ذلك في الجزء الأول من كتابنا عقائد الامامية مفصلا فراجعه.

عقيدة الشيعة الامامية في صفات الله تعالى :

ونعتقد أن من صفاته تعالى الثبوتية الحقيقية الكمالية التي تسمى بصفات الجمال والكمال كالعلم والقدرة والإرادة والحياة هي كلها عين ذاته تعالى ليست هي صفات زائدة عليها وليس وجودها إلا وجود الذات فقدرته من حيث الوجود حياته وحياته قدرته بل هو قادر من حيث هو حيّ وحيّ من حيث هو قادر لا اثنينية في صفاته تعالى وهكذا الحال في سائر صفاته الكمالية نعم هي مختلفة في معانيها ومفاهيمها لا في حقائقها وموجوداتها لأنه لو كانت مختلفة في الوجود وهي بحسب الفرض قديمة وواجبة كالذات للزم

١٧٣

تعدد واجب الوجود وللزم تعدد القدماء ولانثلمت الوحدة الحقيقية وهذا ينافي عقيدة التوحيد.

وأما الصفات الثبوتية :

وأما الصفات الثبوتية كالخالقية والرازقية والقدم والعالمية فهي ترجع في حقيقتها إلى صفة واحدة حقيقية وهي القيمومية لمخلوقاته تعالى وهي صفة واحدة تنزع منها صفات باعتبار اختلاف الآثار والملاحظات.

وأمّا الصفات السلبية التي تسمى بصفات الجلال فهي ترجع جميعها إلى سلب واحد هو سلب الامكان عنه ولا ينقضي العجب من قول من يذهب الى زيادة صفاته الثبوتية على ذاته تعالى فقال بتعدد القدماء ووجود الشركاء لواجب الوجود او قال بتركبه تعالى عن ذلك قال مولانا أمير المؤمنين وسيّد الموحّدين عليه‌السلام (وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه بشهادة كل صفة أنّها غير الموصوف وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة فمن وصفه سبحانه فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزّاه ومن جزّاه فقد جهله.

عقيدة الشيعة الامامية الاثني عشرية بالعدل :

تعتقد الامامية أن من صفاته تعالى الثبوتية الكمالية أنه عادل غير ظالم فلا يجور في قضائه ولا يحيف في حكمه يثيب المطيعين وله أن يجازي العاصين ولا يكلف عباده ما لا يطيقون ولا يعاقبهم زيادة على ما يستحقون وتعتقد أنه سبحانه لا يترك الحسن عند عدم المزاحمة ولا يفعل القبيح لأنه تعالى قادر على فعل الحسن وترك القبيح مع فرض علمه بحسن الحسن وقبح القبيح وغناه عن ترك الحسن وعن فعل القبيح فلا الحسن يتضرر بفعله حتى يحتاج الى تركه ولا القبيح يفتقر إليه حتى يفعله وهو مع كل ذلك حكيم لا بدّ ان يكون فعله للحكمة وعلى حسب النظام الاكمل كما قال الفيلسوف السبزواري :

١٧٤

فالكل من نظامه الكياني

ينشأ من نظامه الربّاني

غير أن بعض المسلمين جوّز عليه تعالى فعل القبيح تقدّست اسماؤه فجوّز بعض من لا تحصيل له من المعارف من المسلمين أن يعاقب المطيعين ويدخل الجنّة العاصين بل الكافرين وجوّز أن يكلّف العباد فوق طاقتهم وما لا يقدرون ومع ذلك يعاقبهم على تركه وجوّز ان يصدر منه تعالى الظلم والجور والكذب والخداع وأن يفعل الفعل بلا حكمة وغرض ولا مصلحة وفائدة بحجّة أنه لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون فربّ امثال هؤلاء الذين صوّروه على عقيدتهم الفاسدة ظالم جائر سفيه لاعب كاذب مخادع يفعل القبيح ويترك الحسن الجميل تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا وهذا هو الكفر بعينه بل من أشدّ سخافات الكفر وقد قال الله تعالى في كتابه (وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ) وقال تعالى (والله لا يحب السفهاء) وقال تعالى (وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ) وقال تعالى (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) إلى غير ذلك من الآيات الكريمة سبحانك ما خلقت هذا باطلا.

عقيدة الشيعة الإمامية الاثني عشرية في القضاء والقدر :

ذهب قوم وهم المجبّرة إلى أنه تعالى هو الفاعل لأفعال المخلوقين فيكون قد اجبر الناس على فعل المعاصي وهو مع ذلك يعذبهم عليها ، وأجبرهم على فعل الطاعات ومع ذلك يثيبهم عليها لأنّهم يقولون إنّ أفعالهم في الحقيقة أفعاله تعالى وانّما تنسب إليهم على سبيل التجوّز لأنّهم محلّها ويرجع ذلك الى انكار السببية الطبيعية بين الاشياء وأنه تعالى هو السبب الحقيقي لا سبب سواه وقد أنكروا السببية الطبيعية بين الأشياء إذ ظنّوا أنّ ذلك هو مقتضى كونه تعالى هو الخالق الذي لا شريك له. ومن يقول بهذه المقالة فقد نسب الظلم إليه تعالى عن ذلك. وأبي الله أن تجري الأشياء الا بأسبابها وذهب قوم آخرون وهم المفوّضة إلى أنه تعالى فوّض الأفعال إلى المخلوقين ورفع قدرته

١٧٥

وقضاءه وتقديره عنها باعتبار أنّ نسبة الأفعال إليه تعالى تستلزم نسبة النقص إليه وأن الموجودات اسبابها الخاصة وإن انتهت كلّها إلى سبب الأسباب والسبب الأول وهو الله تعالى ومن يقول بهذه المقالة فقد أخرج الله تعالى من سلطانه واشرك غيره معه في الخلق والحق ما قاله جعفر بن محمّد (ع) من أنه لا جبر ولا تفويض بل أمر بين الأمرين فراجع الجزء الأول من كتابنا العقائد.

عقيدة الإمامية الاثني عشرية في النبوة والامامة :

تعتقد الشيعة الامامية الاثني عشرية أن النبوّة سفارة إلهية ووظيفة ربّانية يجعلها الله تعالى لمن ينتخبه ويختاره من عباده الصالحين وأوليائه في انسانيتهم فيرسلهم الى سائر الناس لغاية ارشادهم الى ما فيه منافعهم ومصالحهم في الدنيا والآخرة ولغرض تنزيههم وتزكيتهم من درن فساد الأخلاق ومفاسد العادات وتعلمهم الحكمة والمعرفة وبيان طرق السعادة والخير لتبلغ الانسانية كمالها اللائق بها فترتفع الى درجاتها الرفيعة في الدارين دار الدنيا ودار الآخرة.

عقيدة الإمامية الاثني عشرية في عصمة الأنبياء :

ونعتقد أن الأنبياء معصومون قاطبة وكذلك الأئمة الاثني عشر عليهم جميعا التحيات الزاكيات وخالفنا في ذلك بعض المسلمين فلم يوجبوا العصمة في الأنبياء فضلا عن الأئمة والعصمة والتنزه عن الذنوب والمعاصي صغائرها وكبائرها وعن الخطأ والنسيان بل النبي يجب ان يكون منزّها حتى عما ينافي المروة كالتبذل بين الناس من اكل في الطريق أو ضحك عال وكل عمل يستهجن فعله عند العرف العام.

عقيدة الإمامية الاثني عشرية في صفات النبي (ص):

ونعتقد أن النبي (ص) كما يجب ان يكون معصوما يجب ان يكون

١٧٦

متّصفا بأكمل الصفات الخلقية والعقلية وأفضلها من نحو الشجاعة والسياسة والتدبير والصبر والفطنة والذكاء ويجب أيضا ان يكون طاهر المولد امينا صادقا منزّها عن الرذائل قبل بعثته لكي تطمئن إليه القلوب وتركن إليه النفوس بل لكي يستحق هذا المقام الإلهي العظيم.

عقيدة الشيعة في الأنبياء وكتبهم :

نؤمن على الإجمال بأن جميع الأنبياء والمرسلين على حق كما نؤمن بعصمتهم وطهارتهم وامّا انكار نبوتهم أو سبّهم او الاستهزاء بهم فهو من الكفر والزندقة لأنّ ذلك يستلزم تكذيب نبيّنا الذي اخبر عنهم وصدقهم وكذلك يجب الإيمان بكتبهم وما نزل عليهم وامّا التوراة والإنجيل الموجودان الآن بين أيدي الناس فقد ثبت أنهما محرّفان عمّا أنزل بسبب ما حدث فيهما من التغيير والتبديل والزيادات والإضافات بعد زماني موسى وعيسى عليهما‌السلام بتلاعب ذوي الاهواء والاطماع بل الموجود منهما اكثره او كله موضوع بعد زمانهما من الأتباع والأشياع.

عقيدة الشيعة في شرع الإسلام :

تعتقد الشيعة الامامية الاثنا عشرية أنّ الدين عند الله الإسلام وهو الشريعة الإلهية خاتمة الشرائع وأكملها وأوفقها في سعادة البشر وأجمعها بمصالحهم في دنياهم وآخرتهم وصالحة للبقاء مدى الدهور والعصور لا تتغيّر ولا تتبدل وجامعة لجميع ما يحتاجه البشر من النظم الفرديّة والاجتماعية والسياسية ولمّا كانت خاتمة الشرائع ولا نترقّب شريعة أخرى تصلح لهذا البشر المنغمس بالظلم والفساد فلا بدّ أن يأتي يوم يقوى فيه الدين الإسلامي فيشمل المعمورة بعدله وقوانينه ولو طبقت الشريعة الإسلامية بقوانينها في الارض تطبيقا كاملا صحيحا لعمّ الإسلام بين البشر وتمت السعادة لهم فلم يبق في العالم عابد للأوثان والمذاهب الباطلة ابدا.

عقائد الإمامية ـ ١٢

١٧٧

عقيدة الشيعة في الرسول الأعظم (ص):

تعتقد الامامية أن صاحب الرسالة الاسلامية هو محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وهو خاتم النبيين وسيّد المرسلين وأفضلهم على الإطلاق كما أنه سيد البشر جميعا لا يوازيه فاضل في فضل ولا يدانيه أحد في مكرمة ولا يقاربه عاقل في عقل ولا يشبهه شخص في خلق وأنه لعلى خلق عظيم ذلك من أول نشأة البشر الى يوم القيامة.

عقيدة الشيعة في القرآن الكريم :

نعتقد أن القرآن ، هو الوحي الإلهي المنزل من الله تعالى على لسان نبيّه الأكرم محمّد بن عبد الله صلوات الله عليه وأن فيه تبيان كل شيء وهو معجزته الخالدة التي اعجزت البشر عن مجاراتها في البلاغة والفصاحة وفيما احتوى من حقائق ومعارف عالية لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف ولا زيادة ولا نقصان وعلى عدم التحريف والزيادة والنقصان اجماع علماء الامامية الاثني عشرية بل هو ضروري عندهم ومن نسب إليهم التحريف والزيادة والنقصان فهو مفتر وكذّاب وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزل على النبي (ص) ومن ادّعى فيه غير ذلك فهو مخرف او مغالط او مشبّه وكلهم على غير هدى فإنه كلام الله الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه).

في الامامة وعدد الائمة الاثني عشر

وانّه لا يخلو عصر من الامام :

وتعتقد الشيعة الامامية الاثنا عشرية أن الامامة منصب إلهي ووظيفة ربّانية يختارها الله بسابق علمه ويأمر النبي (ص) بأن يدل عليه وهي اصل من اصول الدين لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها ولا يجوز فيها تقليد الآباء والأهل والمربّين مهما عظموا وكبروا بل يجب النظر فيها كما يجب النظر في التوحيد والنبوة.

١٧٨

وبعبارة اخرى نقول : الامامة استمرار للنبوة والدليل الذي يوجب ارسال الرسل وبعث الأنبياء هو نفسه يوجب أيضا نصب الامام بعد الرسول فلذلك نقول إن الامامة لا تكون إلّا بالنصّ من الله تعالى على لسان النبي (ص) او لسان الامام الذي قبله وليست هي بالاختيار والانتخاب من الناس كما فعل العامة بالنسبة الى ابي بكر فليس لهم اذا شاءوا ان يعينوا إماما لهم عيّنوه ومتى شاءوا أن يتركوا تعيينه تركوه ليصحّ لهم البقاء بلا امام بل من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهليّة على ما ثبت ذلك عن الرسول الأعظم بالحديث المستفيض.

وعليه لا يجوز ان يخلو عصر من العصور من امام مفروض الطاعة منصوب من الله تعالى سواء ابى البشر أم لم يأبوا وسواء ناصروه أم لم يناصروه أطاعوه أم لم يطيعوه وسواء كان حاضرا أم غائبا عن أعين الناس إذ كما يصح أن يغيب النبي (ص) كغيبته في الغار والشعب صحّ ان يغيب الامام ولا فرق في حكم العقل بين طول الغيبة وقصرها.

عقيدة الامامية في عصمة الائمة الاثني عشر :

ونعتقد أن الامام كالنبي (ص) يجب ان يكون معصوما من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن من سنّ الطفولة إلى الموت عمدا وسهوا كما يجب ان يكون معصوما من السهو والخطأ والنسيان لأن الأئمة حفظة الشرع والقوامون عليه حالهم في ذلك حال النبي (ص) والدليل الذي اقتضانا أن نعتقد بعصمة الأنبياء هو نفسه يقتضينا ان نعتقد بعصمة الأئمة بلا فرق.

عقيدة الشيعة الاثني عشرية في عدد الائمة :

تعتقد الامامية أن الأئمة كانوا اثنا عشر شخصا أوّلهم علي بن أبي طالب (ع) وآخرهم الحجة المهدي بن الحسن عليهما‌السلام كما في صحيح مسلم

١٧٩

ومسند احمد بن حنبل عن رسول الله (ص) في كتاب الامارة روى مسلم عن جابر بن حمزة قال رسول الله (ص) لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة او يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش وأن الأئمة الذين لهم صفة الامامة الحقّة هم مرجعنا في الأحكام الشرعية المنصوص عليهم من النبي (ص) جميعا بأسمائهم :

١ ـ ابو الحسن علي بن ابي طالب (ع) المتولّد بعد عام الفيل بثلاثين سنة قبل الهجرة في الكعبة المكرمة المقتول سنة ٤٠ بعدها.

٢ ـ ابو محمّد الحسن بن عليّ الزكي ٢ ـ ٥٠.

٣ ـ ابو عبد الله الحسين بن عليّ سيّد الشهداء ٣ ـ ٦٠.

٤ ـ ابو محمّد عليّ بن الحسين زين العابدين (ع) ٣٨ ـ ٩٥.

٥ ـ ابو جعفر محمّد بن عليّ الباقر (ع) ٥٧ ـ ١١٤.

٦ ـ ابو عبد الله جعفر بن محمّد الصادق (ع) ٨٣ ـ ١٤٨.

٧ ـ ابو ابراهيم موسى بن جعفر الكاظم ١٢٨ ـ ١٨٣.

٨ ـ ابو الحسن عليّ بن موسى الرضا (ع) ١٤٨ ـ ٢٠٣

٩ ـ ابو جعفر محمّد بن علي الجواد ١٩٥ ـ ٢٢٠

١٠ ـ ابو الحسن علي بن محمد الهادي ٢١٢ ـ ٢٥٤.

١١ ـ ابو محمّد الحسن بن عليّ العسكري ٢٣٢ ـ ٢٦٠.

١٢ ـ ابو القاسم محمّد بن الحسن المهدي ٢٥٥ ـ ...

وهو ابن الحسن الحجّة في عصرنا الغائب المنتظر

عقيدة الشيعة الامامية في المهدي :

إنّ البشارة بظهور المهدي من ولد فاطمة عليهما‌السلام في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا ثابتة عن الرسول الأعظم (ص) بالتواتر وسجّلها المسلمون وألف علماء الشيعة الكتب القيمة من زمان غيبته ٢٦٠ ه‍ الى زماننا هذا ١٣٩٢ ه‍.

١٨٠