عقائد الإماميّة الإثنى عشريّة - ج ٣

السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني

عقائد الإماميّة الإثنى عشريّة - ج ٣

المؤلف:

السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
الطبعة: ٣
الصفحات: ٢٨٧

ولما علماء الحديث من الايرانيين :

(فمنهم) الشيخ المحدث رئيس الطائفة الجعفرية عليّ بن بابويه القمي صاحب من لا يحضره الفقيه وكتب ٣٠٠ تأليفا في العلوم المختلفة والشيخ الطوسي صاحب الاستبصار والتهذيب ومنهم علم الأعلام محمّد بن يعقوب الكليني صاحب كتاب الكافي ومنهم الملّا محمّد تقي المجلسي الأول الأصفهاني صاحب شرح من لا يحضره الفقيه ومنهم الملّا محمّد باقر المجلسي صاحب بحار الأنوار مشهور في أقطار العالم ومنهم المحدث الجهبذ نعمة الله الجزائري الاهوازي صاحب انوار النعمانية وغير هؤلاء من العلماء الأكابر بيد أن الشيعة هم أوّل من صنف في العلوم ولهم التقدم في التصنيف والتأليف كما مرّ مفصّلا.

أما علماء السنة من أصحاب الصحاح الستة وغيرها من التأليفات في الأحاديث والتفسير واللغة والأدبيات والكلام من الايرانيين فكثير أيضا.

(منهم) صاحب صحيح البخاري محمّد بن اسماعيل بن ابراهيم بن برزويه من أهل بخارى.

(ومنهم) صاحب صحيح الترمذي هو ابو عيسى محمّد بن عيسى الترمذي (ومنهم) صاحب صحيح مسلم النيشابوري : ولد في سنة ٢٠٤ في نيسابور ايران وتوفّي سنة ٢٦١ ه‍.

(ومنهم) ابن ماجة القزويني صاحب الصحيح ولد سنة ٢٠٩ وتوفّي سنة ٢٧٣ ه‍ ومنهم النسائي الشيرازي صاحب الصحيح ولد عام ٢١٥ ـ ومات ٣٠٣ ه‍. ومنهم الحاكم النيشابوري صاحب المستدرك على الصحيحين ومنهم حجة الإسلام الغزالي ابو حامد صاحب احياء العلوم في الأخلاق ومنهم احمد الغزالي اخو ابي حامد صاحب تفسير سورة يوسف ومنهم فضل بن

١٢١

روزبهان الخنجة لارى شيرازي صاحب كتاب الرد على العلامة الحلي وهو متعصب ومنهم ملا علي القوشجي صاحب شرح تجريد الاعتقاد للخواجه نصير الدين الطوسي ، ومنهم صاحب تفسير النيسابوري ومنهم فخر الرازي صاحب التفسير الكبير.

(ومنهم) رئيس المذهب الحنفي ابو حنيفة نعمان بن ثابت أصله من كابل وهو من رؤساء المذاهب ومنهم رئيس المذهب الحنبلي احمد بن حنبل من أهل سرو خراسان ومنهم الشهرستاني صاحب الملل والنحل ومنهم شيخ شهاب الدين السهروردي الزنجاني صاحب عوارف المعارف ومنهم عمر ابن المفضل الأبهري الزنجاني صاحب المنطق ومنهم قطب الدين الشيرازي صاحب الشمسية في المنطق ومنهم السيّد الشريف الجرجاني.

ومن هنا ظهر قول الرسول الأعظم لو كان العلم في الثريا لناله رجال من الفرس ومع ذلك كيف يقول احمد امين وصاحب منهاج السنة وثابت المصري وغيرهم من كتاب السوء أن الايرانيين مثل اليهود ، وليسوا من المسلمين. وليس بغضهم لهؤلاء الا أنهم يوالون أهل البيت ويعملون بقول الله قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى وقوله (ص) يا علي لا يحبّك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق وانت وشيعتك في الجنة.

أوّل من دوّن في الإسلام هو علي بن أبي طالب (ع) :

ونقول إن أوّل من دون في الإسلام هو أمير المؤمنين عليه‌السلام وأولاده سلام الله عليهم وإن لأهل البيت قدما راسخا في العلم وآثارا خالدة في الإسلام وفي الواقع إن أول من دوّن العلم هو سيّد الأوصياء وامام البلغاء علي ابن أبي طالب (ع) وإن أسبق كتاب في الفقه هو كتاب الإمام عليّ عليه‌السلام وأحكامه فقد كانت عند ابن عبّاس منه نسخة ينظر فيها لأخذ أهم القضايا في

١٢٢

القضاء عنه وكان عند الامام الباقر (ع) نسخة من كتاب عليّ بخطّه يرجع إليه وتوارثه أولاده وأحفاده كما أن عندهم صحف بمختلف العلوم يتوارثونها عنه واحدا بعد واحد وكذا تلاميذه فهذا عليّ بن ابي رافع مولى رسول الله (ص) وخازن بيت المال في زمان خلافة عليّ بن أبي طالب (ع) كان من تلامذة امير المؤمنين (ع) وخواصه ذكره النجاشي في الطبقة الأولى من مصنفي الشيعة وجمع كتابا في فنون الفقه تلقّى ذلك عن أمير المؤمنين (ع) وكانوا يعظمون هذا الكتاب وله كتاب السنن والأحكام وابو سليمان زيد الجهني الذي شهد حروب الامام عليّ (ع) وألّف كتاب الخطب في عصر أمير المؤمنين (ع).

عهد الامام عليّ لمالك الأشتر :

إن أعظم أثر خالد دوّنه الامام عليّ بن أبي طالب (ع) هو عهده لمالك الأشتر الذي يحتوي على أهمّ القواعد والأصول التي تتعلق بالقضاء والقضاة وإدارة الحكم في الإسلام وقرّر فيه قواعد مهمة في التضامن الاجتماعي بل التعاون الإنساني في إقامة العدل وحسن الإدارة والسياسة وبيان صلاح الهيئة الاجتماعية وتنظيم الجيش وبيان الخراج وأهميته وكيف يجب أن تكون المعاملة فيه والنظر في عمارة الأرض وما يتعلّق بذلك من أصول العمران وما فيه صلاح البلاد وما للتجارة والصناعة من الأثر في حياة الأمة في العدل الإسلامي بل هو يعتبر في الواقع كتابا مستقلا له أهميته في التشريع الإسلامي واعتز به علماء القانون العصري وساسة الأمم فهو أثر خالد ومفخرة الإسلام على ممر الدهور ولهذا العهد شروح عديدة ذكرها اسد حيدر في كتابه الامام الصادق (ع)

١٢٣

رسالة الحقوق للامام زين العابدين عليه‌السلام :

ويجب أن لا يغيب عن بالنا ما لرسالة الحقوق التي كتبها الامام زين العابدين (ع) فهو في الواقع من أعظم الكتب التي دوّنت في القرن الأوّل وهي تحتوي على خمسين فصلا في بيان أهم الحقوق التي يلزم الانسان القيام بها بما في ذلك ما فيه صلاح الهيئة الاجتماعية في سياسة الانسان نفسه وسيرته مع ابناء جنسه وما يجب على العبد من العبودية لله وشكره والقيام بما يجب عليه إلى غير ذلك من بيان أهم الحقوق والواجبات كحق الصلاة وحق السلطان وحق الرعيّة وحق الرحم وحق الوالد وحق الولد وحق الجليس وحق الصاحب وحق الخصم وحق الغريب إلى آخر فصولها القيّمة وهي كبيرة وقد طبعت في طهران ضمن كتاب تحف العقول تأليف ابن شعبة وشرحها الخطيب السيّد حسن القبانجي صهر آية الله السيّد جواد الطباطبائي التبريزي في مجلد طبع في النجف الأشرف.

مسند زيد بن عليّ بن الحسين عليهم‌السلام :

مدونته الفقهيّة :

ولزيد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (ع) مسند كبير جمع فيه الحديث عن آبائه واخيه الباقر عليه‌السلام وهو لا يزال محل اعتماد المحدّثين ونقلوا عنه في كتب الحديث ويرمزون له ب «ز» وعده في كتاب مفاتيح كنوز السنة من الكتب المعتمدة المنقول عنها وكذلك لمحمد بن الحنفية ابن عليّ بن ابي طالب (ع) مسند في الحديث ولزيد بن عليّ مدوّنة فقهية اكتشفت بين المخطوطات القديمة في المكتبة الاميروندية بميلانو الخاصّة ببلاد العرب الجنوبيّة وهذا المخطوط يعدّ أقدم مجموعة في الفقه الإسلامي بناء

١٢٤

على هذا أوّل من دوّن في العلم والتفسير والفقه هم الشيعة لا السنة كما ذكروا في كتبهم بأنّ العامة أوّل من صنّف في الفقه والأصول.

أوّل من صنف في الرجال من هو؟

وهذا عبيد الله بن أبي رافع كاتب أمير المؤمنين عليه‌السلام له كتاب قضايا أمير المؤمنين (ع) يرويه الشيخ الطوسي وله كتاب ثمين من شهد مع أمير المؤمنين (ع) الجمل وصفّين والنهروان وهو أوّل مصنف في الرجال ذكره شيخنا الحاج آغا بزرك الطهراني في مصفى المقال في علم الرجال. وغير هؤلاء من اصحاب امير المؤمنين عليه‌السلام ممن سبقوا إلى التدوين ولما نشطت الحركة في عهد الامام الباقر وولده الامام الصادق وكثر تدوين الفقه والحديث وسائر العلوم عنهما واتجه تلامذتهما إلى التأليف ولا بدّ من الإشارة إلى ذلك بموجز من البيان :

عصر الامام الباقر من أهل بيت النبوة (ع) هو أول من أسس أصول الفقه :

كان لانتعاش العلم في ذلك العصر أثر في اتجاه الناس إلى الأخذ عن أهل البيت وقد مرت الإشارة إلى أوّل من دوّن فكان (ع) قد وجه جهوده إلى نشر العلم فاتجهت إليه طلاب الحقيقة لأنه خير رائد وأعظم مرشد وهو أول من أسّس علم الأصول ونقح مسائله ومن بعده ولده الامام الصادق (ع) وقد قال الامام الباقر علينا أن نلقي الأصول وعليكم أن تفرّعوا وقد أمليا على أصحابهما قواعده وجمعوا من ذلك مسائل دوّنها المتأخرون حسب ترتيب المصنّفين فيه برواية مسندة إليهما من دون دخل لآرائهم فيها ولا وضع قول إلى جنب قولهما وتلك الكتب موجودة إلى هذا الوقت.

١٢٥

فالإمام الباقر عليه‌السلام هو واضع علم الأصول وفاتح بابه لا ابن ادريس الشافعي كما ظن القوم من غير علم وأوّل من صنّف فيه هو هشام ابن الحكم صنّف كتاب الألفاظ ومباحثها وهو أهم مباحث علم الأصول وهو من أعاظم الشيعة الامامية الاثني عشرية ثم من بعده يونس بن عبد الرحمن مولى آل يقطين صنّف كتاب اختلاف الحديث ومسائله وهو مبحث تعارض الحديثين ومسائل التعادل والتراجيح وهو أيضا من فطاحل علماء الشيعة الامامية الاثني عشرية ثم أخذت حركة التأليف في الأصول من بعدهما بالتوسعة واشتهر منهم أئمة أعلام منهم أبو سهل النوبختي والحسن بن موسى النوبختي القمي وابن داود والشيخ المفيد والسيّد المرتضى وغيرهم عدد كثير من علماء الطائفة الامامية. فالقول بأن الشافعي هو واضع علم الأصول ظلم للحقيقة وخروج عن حدود الانصاف صدر عن بعض كتّاب المرتزقة العامة وقد ذكره ابن النديم في كتاب الفهرست أيضا في ترجمة مؤلّفات هشام بن الحكم.

أمّا تلامذة الامام الباقر عليه‌السلام الذين ألّفوا في عصره (ع) فعدد كثير. منهم ثابت بن دينار له كتاب يرويه الشيخ الطوسي بطريق واحد وله كتاب النوادر وكتاب الزهد رواهما حميد بن زياد عن محمّد بن عياش وأبان بن تغلب وهو من المؤلّفين بشتى العلوم وكان من تلامذة الباقر والصادق (ع) ذكره ابن النديم وحجر بن زائدة الحضرمي له كتاب في الحديث يرويه عنه النجاشي بست وسائط وسلام بن أبي عمرة الخراساني له كتاب رواه عنه عبد الله بن جبلة والنجاشي باسناده إلى ابن جبلة عنه وهو من الكتب الموجودة الباقية بالهيئة الاصلية وكليب بن معاوية بن جبلة الصيداوي له كتاب في الحديث يرويه عنه جماعة منهم عبد الرحمن بن ابي هاشم ويرويه النجاشي بخمس وسائط عنه وغيرهم كثير لا يسع المقام ذكرهم.

١٢٦

عصر الامام الصادق رئيس المذهب الجعفري عليه‌السلام :

وهو أزهر العصور في نشاط الحركة العلمية والنزوع إلى التدوين والإمام الصادق عليه‌السلام هو زعيم تلك الحركة والمعلّم الأول في ذلك العهد فقد اشتهر لمدرسة الامام الصادق (ع) عظماء الأمة ورجال العلم ورؤساء المذاهب.

بيته كالجامعة :

وكان بيته كالجامعة يزدان على الدوام بالعلماء الكبار في الحديث والتفسير والحكمة والكلام فكان يحضر في أغلب الأوقات ألفان وفي بعض الأحيان أربعة آلاف من العلماء المشهورين والشخصيات المرموقة وقد ألّف تلاميذه من جمع الأحاديث والدروس التي كانوا يتلقونها في مجلسه مجموعة من الكتب تعدّ بمثابة دائرة معارف للمذهب الشيعي أو الجعفري وقد بلغ عددها في أيام الامام الحسن العسكري أربعمائة كتابا.

فهشام بن الحكم والطاقي وزرارة وأبو بصير ومحمّد بن مسلم من نوابغ تلاميذ الامام جعفر الصادق عليه‌السلام وهم في الحقيقة المرجع الأصلي لفقه المذهب الجعفري أو مذهب الشيعة وكان خلفاء الامام جعفر الصادق (ع) يعدّون موردا فياضا للاستفادة المذهبيّة والعلميّة للشيعة (فراجع رسالة الإسلام العدد ٤ السنة السادسة من مقال للاستاذ السيّد صادق نشأت الاستاذ بكليّة الآداب بالقاهرة).

أربعمائة مصنّف لأربعمائة مصنّف :

وتسابق أعيان تلامذته إلى تدوين الحديث والمسائل الفقهية فكان مجموع ما بلغ من التأليف في عصره أربعمائة ٤٠٠ مصنّف لأربعمائة مصنّف

١٢٧

وذكر شيخنا آغا بزرك من مصنّفي تلامذة الامام الصادق (ع) في الحديث فقط اكثر من مائة رجل مع تراجمهم عدا المؤلفين من سائر اصحاب الأئمة عليهم‌السلام ومجموع ما ذكره سبعمائة وتسعة وثلاثون كتابا ٧٣٩ عدا الكتب التي ذكرها بعنوان الأصول وقال شيخنا العلامة آغابزرك الطهراني قدس‌سره مرة في خاتمة البحث هذا آخر ما ظفرنا به من فهرس كتب قدماء الأصحاب التي لم تتسم إلا باسم الكتاب وعبّرنا عنها بكتاب الحديث لاشتمالها بعين الفاظها في المجاميع الأربعة التي ألّفها المحمّدون الثلاثة القدماء الكافي والتهذيب والاستبصار والفقيه والمحامدة المتأخّرة أي الوافي والبحار والوسائل ومستدركه وغيرها من المجاميع المخطوطة الموجودة في خزائن الكتب في العالم مثل جامع المعارف والأحكام وجوامع الكلم ودرر البحار والشفا في أخبار آل المصطفى ومستدرك الوافي ومستدرك البحار وغير ذلك من الكتب.

مجموع عدد الأحاديث في الكتب الأربعة الموجودة فيها ٤١٢٥٤ حديثا :

وخلاصة القول أنّ الشيعة احتفظت بآثار أهل البيت (ع) وسبقت جميع الأمة إلى تدوين علومهم فكانت حركة التدوين عندهم قوية على ممرّ العصور في جميع العلوم والفنون فكانت أصولهم أربعمائة أصل وهي التي سمعها تلامذة الأئمة منهم وجمعت هذه الأصول في الكتب الأربعة وهي الكافي للشيخ المجدّد محمّد بن يعقوب الكليني المتوفى سنة ٣٢٩ ه‍ في بغداد قبره عند الجسر ولقد زرته مرارا عند تشرّفنا في النجف من تاريخ ١٣٦٥ الى زمان وقت خروجي سادس ذي الحجة الحرام ١٣٩٥ ه‍ وقد ألّفه في عشرين سنة وقد دخل إلى الأقطار الإسلامية في طلب الحديث وجمع من الأحاديث ستة عشر ألفا ومائة وتسعين حديثا ١٦١٩٠ وهو أكثر من مجموع ما في الصحاح الست.

١٢٨

من لا يحضره الفقيه للشيخ محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الشهير بالصدوق المتوفى سنة ٣٨١ ه‍ بالرّي ورد بغداد سنة ٣٥٥ ه‍ وحدّث بها وكان جليلا حافظا للأحاديث بصيرا بالرجال ناقدا للأخبار كثير التأليف وقد بلغت مؤلفاته ٣٠٠ كتابا على اختلاف العلوم وأهمّها كتابه الجليل وهو كتاب من لا يحضره الفقيه الذي هو من أهمّ كتب الحديث عند الشيعة وعدد أحاديثه ٥٩٦٣ حديثا. والتهذيب والاستبصار لشيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسي المولود سنة ٣٨٥ ه‍ والمتوفى سنة ٤٦٠ ه‍ في النجف الأشرف. هاجر إلى بغداد سنة ٤٠٨ ه‍ في أيام علم الشيعة محمّد بن محمّد بن النعمان الشهير بالشيخ المفيد فاتّصل به واستفاد منه ولمّا توفي سنة ٤١٣ ه‍ اتّصل من بعده بعلم الهدى السيّد المرتضى المتوفّى سنة ٤٣٦ ه‍ وبعد وفاة السيّد استقل الشيخ بالزعامة وكانت بغداد كمدرسة جامعة تأوي إليها طلّاب العلوم فكان عدد تلامذته ثلاثمائة من الشيعة وكثير من سائر المذاهب وقد جعل له خليفة عصره القائم بأمر الله عبد الله بن القادر كرسي الكلام والإفادة لأنه فاق اقرانه فعيّن هو لتلك المنزلة ولما هبّت عواصف الطائفية واشتد النزاع بين المذاهب وبين السنة والشيعة بالأخص وكان الموقف على أشدّ ما يكون من الخصام ولم تزل الدولة تنضم لجانب السنة كعادتها فأحرقت كتب الشيخ رحمه‌الله بأمر طغرلبك أوّل ملوك السلاجقة وكانت مكتبته تحتوي على اكثر من عشرة آلاف مجلّد من أهم الكتب كلّها بخطوط الأئمة المعتبرة وأصولهم المحرّرة كما ذكر ذلك ياقوت الحموي وفي سنة ٤٤٨ ه‍ نهبت داره فاحرقت وهاجر الشيخ إلى النجف الأشرف فقصده طلاب العلم من أقطار العالم فالشيخ الطوسي يعدّ في الواقع هو واضع الحجر الأساس لمعهد النجف الأشرف وقبره

١٢٩

فيها بالقرب من المرقد المطهّر للامام علي بن أبي طالب (ع) وله مؤلفات كثيرة تبلغ الخمسين مؤلفا في شتى العلوم وأهمّها التهذيب والاستبصار.

أمّا التهذيب فهو أحد الكتب الأربعة التي عليها مدار استنباط الأحكام عند فقهاء الشيعة وأحاديثه ١٣٥٩٠ حديثا وكذا الاستبصار فيما اختلف من الأخبار فهو أحد الكتب الأربعة التي عليها مدار استنباط الأحكام الشرعية عند فقهاء الشيعة الامامية الاثني عشرية وقد احصيت أحاديثه فكانت ٥٥١١ حديثا.

كتب الصحاح الست لعلماء السنة

صحيح البخاري :

محمّد بن اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة بن (برذويه) ولد سنة ٢٩٤ ومات ودفن بخرنتك قرية في سمرقند سنة ٣٥٦ ه‍ انحدر من سلسلة فارسية تدين بالمجوسية وأوّل من أسلم من أجداده المغيرة على يد اليمان الجعفي فهو مولى الجعفيين لذلك يقال للبخاري الجعفي لأنه مولى لهم وقد نشأ يتيما في حجر أمّه ورحل إلى البلدان في طلب الحديث ووضع كتابه وخطا فيه خطوة جديدة في جمع الحديث إذ لم يقتصر على رواية بلد واحد كغيره من علماء الحديث والذي يظهر أن تلك الخطوة أخذها عن عليّ بن المديني وذلك أن ابن المديني ألّف كتاب العلل وكان ظنينا به فغاب يوما في بعض ضياعه فجاء البخاري الى بعض بني عليّ بن المديني وراغبه بالمال على أن يرى الكتاب يوما واحدا فأعطاه له فدفعه إلى النسّاخ فكتبوه وردّوه إليه ولمّا علم ابن المديني اغتم لذلك حتى مات بعد يسير واستغنى البخاري عنه بذلك الكتاب وخرج إلى خراسان ووضع كتابه الصحيح كما في تهذيب التهذيب ج ٩ ص ٥٤.

صحيح البخاري عند العامة هو عدل القرآن وكان محلا للوثوق والاعتماد عند المحدّثين من العامة.

١٣٠

نقد العلماء له :

يقول الذهبي في ذكره لبعض الأحاديث ولو لا هيبة الصحيح لقلت انها موضوعة اي مكذوبة على لسان رسوله الأعظم؟ ويقول جمال الدين الحنفي من نظر في كتاب البخاري تزندق كما قال في شذرات الذهب ج ٧ ص ٤٠ وقد خرج البخاري أحاديث اناس لم يسلموا من الطعن سواء في العقيدة أو العدالة أو الوثاقة فإن منهم من اتّهم بالكذب ووصف بوضع الحديث وللمثال نذكر منهم :

اسماعيل بن عبد الله بن اويس بن مالك المتوفى ٢٢٦ ه‍ قال يحيى بن معين إن اسماعيل مختلط كذاب وقد تكلّم فيه النسائي.

وزياد بن عبد الله العامري المتوفى سنة ٢٨٢ ه‍ فإنه متّهم بالكذب قال الترمذي عن وكيع إنّ زياد بن عبد الله على شرفه كان يكذب في الحديث وهو اشتمل على أحاديث ضعيفة انتقده الحفاظ في أحاديث بلغت ١١٠ حديثا.

وقد ترك البخاري الرواية عن أهل بيت النبوة خصوصا الامام أمير المؤمنين (ع) والامام الصادق (ع).

موطا مالك :

وقد قال الاستاذ الفاضل المعاصر اسد حيدر النجفي في كتابه الامام الصادق (ع) ج ٢ ص ٥٥٧ إن المنصور الدوانيقي الخليفة العباسي لقي مالكا في موسم الحج وفاتحه في كثير من المسائل واعتذر إليه عما لقي من عامله على المدينة وأمره أن يدوّن كتابا يحمل الناس عليه ليوجد بذلك نظاما للتشريع ويحمل الناس على الجمود على مفت واحد واشترط المنصور عليه أن لا يروي عن عليّ أمير المؤمنين عليه‌السلام فوفى مالك بالشرط ووضعوا عن رسول الله

١٣١

منامات في مدح كتاب الموطأ وأنه قال ليس بعد كتاب الله ولا سنة نبيه في اجماع المسلمين حديث اصح من الموطأ.

صحيح الترمذي :

والترمذي هو ابو عيسى محمّد بن عيسى سدرة الترمذي المتولّد سنة ٢٠٠ ه‍ والمتوفى سنة ٢٧١ ه‍ في اواخر رجب.

والترمذي لم يتجنب الرواية عن النواصب والخوارج كغيره من أصحاب الصحاح عند العامة وكذا يروي عن الرواة الضعفاء ويروي المراسيل.

صحيح مسلم النيسابوري :

ولد في سنة ٢٠٤ في نيسابور ايران وتوفّي سنة ٢٤١ ه‍.

صحيح ابن ماجة القزويني :

هو محمّد بن يزيد بن ماجة ابو عبد الله القزويني المتولّد سنة ٢٠٩ والمتوفّى سنة ٢٧٣ ه‍.

صحيح النسائي الشيرازي :

هو احمد بن شعيب بن عليّ ابو عبد الرحمن النسائي الشيرازي المتولّد سنة ٢١٥ ه‍ والمتوفى ٣٠٣ ه‍.

١٣٢

صحيح أبي داود :

هو سليمان بن الاشعث بن اسحاق بن بشير الازدي المتولّد سنة ٢٠٢ ه‍ والمتوفى سنة ٢٧٥ ه‍.

قال الخواجة محاربو عليّ كفرة ومخالفوه فسقة :

اقول هذا طعن آخر على الصحابة والمخالفين وأن المحارب لعليّ (ع) كافر لقول النبي (ص) يا علي حربك حربي ولا شك في كفر من حارب النبي (ص) وأمّا مخالفوه في الامامة فقد اختلف قول علمائنا فيهم فمنهم من حكم بكفرهم لأنهم دفعوا ما علم ثبوته من الدين ضرورة وهو النص الجلي الدال على إمامته مع تواتره وذهب جماعة آخرون منهم إلى أنّ المخالفين فسقة وهو الأقوى ثم اختلف هؤلاء على أقوال ثلاثة أحدها انهم مخلّدون في النار لعدم استحقاقهم الجنة الثاني قال بعضهم يخرجون من النار إلى الجنة الثالث ما ارتضاه ابن نوبخت وجماعة من علمائنا أنّهم يخرجون من النار لعدم الكفر الموجب للخلود ولا يدخلون الجنة لعدم الإيمان المقتضي لاستحقاق الثواب.

الكلام في أن عليا امير المؤمنين عليه‌السلام أفضل الصحابة :

اقول إنّ رئاسة الامام رئاسة دينيّة وزعامة إلهيّة ونيابة عن الرسول (ص) في أداء وظائفه فلا تكون الغاية منها مجرّد حفظ الحوزة وتحصيل الأمن في الرعيّة وإلّا لجاز ان يكون الامام كافرا او منافقا أو أفسق الفاسقين إذا حصلت به هذه الغاية بل لا بدّ ان تكون الغاية منها تحصيل ما به سعادة الدارين كالغاية من رسالة الرسول وهي لا تتمّ إلّا أن يكون الامام معصوما

١٣٣

ومعيّنا من الله والرسول (ص) وأحرص الناس على الهداية وأقربهم للاتباع والانتفاع به في امور الشريعة والآخرة وأحفظهم للحوزة وحقوق الرعيّة وسياستها على النهج الشرعي فلا بدّ ان يكون فاضلا في صفات الكمال كلّها من الفهم والرأي والعلم والحزم والكرم والشجاعة وحسن الخلق والعفة والزهد والعدل والتقوى والسياسة الشرعية وهي الغاية من رسالة الرسول (ص) ولا اشكال في أن عليّا أمير المؤمنين (ع) حائز لجميع الصفات الكمالية والأفضلية لكثرة جهاده وعظم بلائه في وقائع النبي (ص) بأجمعها ولم يبلغ أحد درجته في غزوة بدر واحد ويوم الأحزاب وخيبر وحنين وغيرها.

وذهبت الامامية الاثنا عشرية والزيدية والإسماعيلية واكابر الصحابة من قبيل سلمان الفارسي والمقداد وجابر بن عبد الله الأنصاري وعمّار وابو ذر الغفاري وبلال وحذيفة اليماني ومن التابعين عطاء ومجاهد وسلمة بن كهيل إلى أن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع) أفضل وهو اختيار البغداديين كافة وابو عبد الله البصري ونقول الفضائل اما نفسانية او بدنيّة وعليّ عليه‌السلام كان أكمل وأفضل من باقي الصحابة حتى باعتراف ابي بكر وعمر وعثمان فيهما ، ويدلّ على ذلك وجوه الأول أنّ عليا عليه‌السلام كان اكثر جهادا وأعظم بلاء في غزوات النبي (ص) بأجمعها ولم يبلغ أحد درجته في ذلك منها في غزوة بدر وهي أول حرب امتحن الله بها المؤمنين لقلتهم وكثرة المشركين فقتل عليّ الوليد بن عتبة بن ربيعة ثم شيبة ثم ابن ربيعة ثم العاص بن سعد بن أبي العاص ثم حنظلة بن ابي سفيان ثم طعمة بن عدي ثم نوفل بن خويلد وكان شجاعا وسأله النبي (ص) ان يكفيه أمره فقتله عليّ عليه‌السلام ولم يزل يقاتل حتى قتل نصف المشركين والباقي من المسلمين وثلاثة آلاف من الملائكة مسوين وعلي معهم قتلوا النصف الآخر ومع ذلك كانت الراية في يد عليّ (ع) ومنها في غزوة احد جمع له الرسول بين اللواء والراية وكانت راية المشركين مع طلحة بن ابي طلحة وكان يسمّى كبش الكتيبة

١٣٤

فقتله علي عليه‌السلام فأخذ الراية غيره فقتله علي (ع) ولم يزل يقتل واحدا بعد واحد حتى قتل تسعة نفر فانهزم المشركون واشتغل المسلمون بالغنائم فحمل خالد بن الوليد بأصحابه على النبي (ص) فضربوه بالسيوف والرماح والحجر حتى غيب عليه فانهزم الناس عنه سوى علي سلام الله تعالى عليه فنظر إليه النبي (ص) بعد افاقته وقال له اكفني هؤلاء فهزمهم عنه وكان اكثر المقتولين من سيف علي عليه‌السلام ونعم ما قال الفيلسوف الاصفهاني الشيخ محمّد حسين في ارجوزته في مقام ذكر شجاعة علي عليه‌السلام

سل احدا وفيه بالنص الحليّ

نادى الأمين لا فتى إلا علي

وبطشه هو العذاب الأكبر

وكادت الأرض بها تدمّر

ومنها يوم الأحزاب وقد بالغ في قتل المشركين وقتل عمرو بن عبد ود وكان بطل المشركين ودعا المسلمين إلى البراز مرارا فامتنع عنه المسلمون وعليّ (ع) يروم مبارزته والنبي (ص) يمنعه من ذلك لينظر صنع المسلمين فلمّا رأى امتناعهم أذن له وعمّمه بعمامته ودعا له قال حذيفة لما دعا عمرو إلى المبارزة احجم المسلمون عنه كافّة ما خلا علي عليه‌السلام فإنه برز إليه فقتله الله على يديه والذي نفس حذيفة بيده لعمل علي في ذلك اليوم أعظم أجرا من اصحاب محمّد الى يوم القيامة وكان الفتح في ذلك اليوم على يدي عليّ وقال النبي (ص) لضربة عليّ يوم الخندق خير من عبادة الثقلين.

ومنها في غزوة خيبر واشتهار جهاده فيها غير خفيّ وفتح الله تعالى على يديه.

فرار ابي بكر وعمر من الجهاد :

فإن النبيّ (ص) حصنهم تسعة عشر يوما وكانت الراية بيد عليّ فأصابه رمد فسلّم النبي (ص) الراية إلى أبي بكر وانصرف مع جماعة فرجعوا

١٣٥

منهزمين خائفين فدفعها من الغد إلى عمر ففعل مثل ذلك فقال لاسلّمن الراية غدا إلى رجل يحبّه الله ورسوله ويحبّ الله ورسوله كرّار غير فرّار فقال ايتوني بعليّ عليه‌السلام فقيل به رمد فتفل في عينه ودفع الراية إليه فقتل مرحبا فانهزم أصحابه وغلقوا الأبواب ففتح عليّ الباب واقتلعه وجعله جسرا على الخندق وعبروا وظفروا فلمّا انصرفوا أخذه بيمينه ودحاه أذرعا وكان يغلقه عشرون وعجز المسلمون عن نقله حتى نقله سبعون رجلا وقال عليه‌السلام والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية ولكن بقوة ربّانية.

ومنها في غزوة حنين قد سار النبي (ص) في عشرة آلاف ١٠٠٠٠ من المسلمين فتعجب أبو بكر من كثرتهم وقال لن يغلب القوم من قلة فانهزموا بأجمعهم ولم يبق مع النبي سوى تسعة نفر عليّ عليه‌السلام والعباس وابنه الفضل وابو سفيان بن الحرث ونوفل بن الحرث وربيعة بن الحرث وعبد الله بن الزبير وعتبة ومصعب ابنا أبي لهب فخرج ابو جرول فقتله علي عليه‌السلام فانهزم المشركون وأقبل المسلمون بعد نداء النبي (ص) وضايقوا العدو فقتل عليّ (ع) اربعين وانهزم الباقون وغنم المسلمون وغير ذلك من الوقائع والغزوات المشهورة التي نقلها أرباب التواريخ والسير وكانت الفضيلة بأجمعها في ذلك لعليّ (ع) وإذا كان أكثر جهادا كان افضل من جميع الصحابة واكثر ثوابا.

تعين إمامة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام بالسنة المتواترة بين الفريقين :

وأمّا السنة فالأخبار المتواترة عن النبي (ص) الدالة على إمامته هي اكثر من أن تحصى وقد صنف الجمهور واصحابنا الامامية في ذلك وأكثروا ولنقتصر على القليل هاهنا فإن الكثير غير متناه وهي أخبار :

١٣٦

١ ـ حديث النور :

الأول ـ ما رواه احمد بن حنبل في مسنده وصاحب ينابيع المودّة عن ابن المغازلي قال رسول الله (ص) كنت انا وعليّ بن ابي طالب (ع) نورا بين يدي الله قبل ان يخلق آدم بأربعة عشر الف عام فلمّا خلق الله آدم قسم ذلك النور جزءين فجزء أنا وجزء علي ومن حديث آخر رواه ابن المغازلي الشافعي فلمّا خلق الله آدم ركب ذلك النور في صلبه فلم يزل في شيء واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ففيّ النبوة وفي عليّ الخلافة ومن خبر آخر رواه ابن المغازلي أيضا عن جابر في آخره حتى قسمه جزءين فجعل جزءا في صلب عبد الله وجزء في صلب أبي طالب (ع) فأخرجني نبيّا وأخرج عليّا وصيّا.

٢ ـ حديث الجنة :

من مسند احمد في الجزء السادس ص ٣٩٤ لمّا نزل قوله تعالى (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) جمع النبي (ص) من أهل بيته ثلاثين فأكلوا وشربوا اثلاثا ثم قال لهم من يضمن عنّي ديني ومواعيدي ويكون خليفتي من بعدي ويكون معي في الجنة فقال عليّ أنا فقال إن هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب (ع) قد أمرك أن تسمع وتطيع لعليّ (ع) ورواه الطبري أيضا.

٣ ـ حديث الوصية :

من المسند لأحمد عن سلمان الفارسي يا رسول الله من وصيّك قال يا سلمان من كان وصيّ أخي موسى قال يوشع بن نون قال فإن وصيّي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي عليّ بن ابي طالب (ع).

١٣٧

٤ ـ حديث من أحب أصحابك :

من كتاب المناقب لأبي بكر احمد بن مردويه وهو حجة عند المذاهب الأربعة رواه باسناده إلى أبي ذر قال دخلنا على رسول الله (ص) فقلنا من أحبّ أصحابك أليك وان كان أمر كنّا معه وان كانت نائبة كنّا من دونه قال (ص) هذا علي بن ابي طالب (ع) اقدمكم سلما وإسلاما.

٥ ـ حديث لكل نبي وصي :

من كتاب ابن المغازلي الشافعي باسناده عن رسول الله (ص) أنه قال لكل نبي وصيّ ووارث وإنّ وصيّي ووارثي عليّ بن ابي طالب (ع).

٦ ـ حديث لا يؤدي عنك إلا أنت :

في مسند احمد وفي الجمع بين الصحاح الستة ما معناه أن رسول الله (ص) بعث براءة مع ابي بكر يبلغها إلى أهل مكة فلما بلغ ذا الحليفة بعث رسول الله إليه عليا فأخذها منه فرجع ابو بكر إلى النبي (ص) فقال يا رسول الله أنزل فيّ شيء قال لا ولكن جبرئيل جاءني وقال لا يؤدّي عنك إلا أنت أو رجل منك.

٧ ـ حديث اختصاص المناجاة بعلي :

في الجمع بين الصحاح الستة وتفسير الثعلبي ومناقب ابن المغازلي الشافعي في آية المناجاة واختصاص أمير المؤمنين (ع) بها تصدّق بدينار حال المناجاة ولم يتصدّق أحد قبله ولا بعده ثم قال عليّ عليه‌السلام إن في كتاب الله

١٣٨

آية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي وهي (يا أيّها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول) وبي خفّف الله تعالى عن هذه الامة فلم تنزل في أحد بعدي.

٨ ـ حديث المباهلة :

آية المباهلة في الجمع بين الصحيحين أنه لما أراد المباهلة لنصارى نجران احتضن الحسين (ع) وأخذ بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي يمشي خلفها وهو يقول لهم إذا دعوت فأمنوا فأي فضل أعظم من هذا والنبي (ص) يستعين بدعائه ويجعله واسطة بينه وبين ربّه تعالى.

٩ ـ حديث المنزلة :

في مسند احمد من عدة طرق وفي صحيح البخاري ومسلم من عدة طرق أن النبي (ص) لمّا خرج الى تبوك استخلف عليّا في المدينة وعلى أهله فقال عليّ ما كنت اوثر ان تخرج في وجه إلا وأنا معك فقال أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبيّ بعدي.

١٠ ـ حديث إني دافع الراية غدا :

في مسند احمد من عدة طرق وصحيحي مسلم والبخاري من طرق متعددة وفي الجمع بين الصحاح الستّة أيضا عن عبد الله بن بريدة قال سمعت أبي يقول حاصرنا خيبر وأخذ اللواء ابو بكر فانصرف ولم يفتح له ثم أخذه عمر من الغد فرجع ولم يفتح له وأصحاب الناس يومئذ شدة وجهد فقال

١٣٩

رسول الله (ص) إني دافع الراية غدا الى رجل يحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله كرّار غير فرّار لا يرجع حتى يفتح الله له فبات الناس يتداولون ليلتهم أيهم يعطاها فلمّا اصبح الناس غدوا إلى رسول الله (ص) كلّهم يرجو أن يعطاها فقال اين عليّ بن أبي طالب (ع) فقالوا إنه أرمد العين فأرسل إليه فأتى فبصق رسول الله (ص) في عينيه ودعا له فبرأ فاعطاه الراية ومضى عليّ فلم يرجع حتى فتح الله على يديه.

١١ ـ حديث برز الإيمان كله إلى الشرك كله :

روى الجمهور أنه لما برز عليّ عليه‌السلام الى عمر بن عبد ود العامري في غزاة الخندق وقد عجز عنه المسلمون قال النبي (ص) برز الإيمان كله إلى الشرك كله.

١٢ ـ حديث سدّ الأبواب عدا باب عليّ :

في مسند احمد بن حنبل من عدّة طرق أنّ النبيّ (ص) أمر بسد الأبواب إلا باب عليّ فتكلّم الناس فخطب رسول الله (ص) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أمّا بعد فإنّني امرت بسدّ هذه الأبواب غير باب عليّ فقال فيه قائلكم والله ما سددت شيئا ولا فتحته وإنّي امرت بشيء فاتبعته.

١٣ ـ حديث المؤاخاة :

في مسند أحمد بن حنبل من عدّة طرق أن النبيّ (ص) آخى بين الناس وترك عليّا حتى بقي آخرهم لا يرى له أخا فقال يا رسول الله

١٤٠