عقائد الإماميّة الإثنى عشريّة - ج ١

السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني

عقائد الإماميّة الإثنى عشريّة - ج ١

المؤلف:

السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
الطبعة: ٣
الصفحات: ٣١١

ابن محمد عن بعض اصحابه وعلي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير جميعا عن محمد بن أبي حمزة عن حمران عن أبي عبد الله الامام الصادق عليه‌السلام في حديث طويل الى أن قال : فاذا رأيت الحق قد مات وذهب أهله ، ورأيت الجور قد شمل البلاد ، ورأيت القرآن قد خلق واحدث فيه ما ليس فيه ووجه على الأهواء ، ورأيت الدين قد انكفى كما ينكفي الماء ، ورأيت اهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق ، ورأيت الشر ظاهرا لا ينهى عنه ويعذر اصحابه ، ورأيت الفسق قد ظهر واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء (اللواط والمساحقة) ورأيت المؤمن صامتا لا يقبل قوله ، ورأيت الفاسق يكذب ولا يرد عليه كذبه وفريته ، ورأيت الصغير يستحقر الكبير ، ورأيت الأرحام قد تقطعت ، ورأيت من يمتدح بالفسق يضحك منه ولا يرد عليه ، ورأيت الغلام يعطى مثل ما تعطى المرأة ، ورأيت النساء يتزوجن النساء ، ورأيت النساء قد كثرن ، ورأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة الله فلا ينهى ولا يؤخذ على يديه ، ورأيت الناظر يتعوذ مما يرى المؤمن فيه من الاجتهاد ، ورأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع ، ورأيت الكافر فرحا لما يرى في المؤمن مرحا لما يرى في الأرض من الفساد ، ورأيت الخمور تشرب علانية ويجتمع عليها من لا يخاف الله عزوجل ، ورأيت الآمر بالمعروف ذليلا ، ورأيت الفاسق فيما لا يحب الله قويا محمودا ، ورأيت الرجل معيشته من دبره ومعيشة المرأة من فرجها ، ورأيت النساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال وكان الربا ظاهرا لا يغر وكان الزنا تمتدح به النساء ، ورأيت المرأة تصانع زوجها على نكاح الرجال ، ورأيت اكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء على فسقهن ، ورأيت البدع والزنا قد ظهر ، ورأيت الناس يعتدون بشاهد الزور ، ورأيت الحرام يحلل ، ورأيت الحلال يحرم ، ورأيت الدين بالرأي وعطل

٢٦١

الكتاب واحكامه ، ورأيت الولاة يقربون أهل الكفر ويباعدون أهل الخير ، ورأيت الولاة يرتشون في الحكم ، ورأيت الولاية قبالة لمن زاد ، ورأيت الرجل يقتل على التهمة وعلى الظنة، ورأيت الرجل يأكل من كسب امرأته من الفجور يعلم ذلك ويقيم عليه ، ورأيت المرأة تقهر زوجها وتعمل ما لا يشتهي وتنفق على زوجها ، ورأيت الرجل يكري امرأته وجاريته ويرضى بالدمن من الطعام والشراب ، ورأيت النساء يبذلن انفسهن لأهل الكفر ، ورأيت الملاهي قد ظهرت تمر بها لا يمنعها احد احدا ولا يجترئ احد على منعها ، ورأيت المصلي إنما يصلي ليراه الناس ، ورأيت الفقيه يتفقه بغير الدين يطلب الدنيا والرئاسة ، ورأيت الناس يتسافدون كما يتسافد البهائم (والسفاد نزو الذكر على الانثى) ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى ولا يعمل القائل بما يأمر ، ورأيت الصلاة قد استخف بأوقاتها ، ورأيت الصدقة بالشفاعة لا يراد بها وجه الله وتعطى لطلب الناس ، ورأيت الناس همهم بطونهم وفروجهم لا يبالون بما اكلوا وما نكحوا ، ورأيت الدنيا مقبلة عليهم ، ورأيت اعلام الحق قد درست فكن على حذر واطلب إلى الله النجاة.

يقول المؤلف الحاج السيد ابراهيم الموسوي الزنجاني مقيم النجف الأشرف : اكثر الأمور المذكورة في الحديث الشريف واقعة لا ريب فيها.

٣٢ ـ قتل العلماء :

رجال ابن داود قال رسول الله (ص) : يأتي على الناس زمان يقتل فيه العلماء كما يقتل فيه اللصوص ، يا ليت العلماء تحامقوا في ذلك الزمان.

٢٦٢

٣٣ ـ محب آل محمد (ص) يبقى :

اكمال الدين للصدوق : عن أبي بصير ومحمد بن مسلم قالا : سمعنا أبا عبد الله (ع) يقول : لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس. قلت : اذا ذهب ثلثا الناس فما بقى؟ قال (ع) : أما ترضون أن تكون الثلث الباقي.

٣٤ ـ من علائم الظهور خروج المغول :

بشارة الاسلام قال رسول الله (ص) : قال الله تبارك وتعالى : اذا انتهكوا عبادي حرمتي واستحلوا محارمي سلطت عليهم جيشا من المشرق وهم فرساني ، من عصاني نزعت الرحمة من قلوبهم لا يرحمون من بكى ولا يجيبون من شكا يقتلون الآباء والأبناء.

٣٥ ـ من العلائم تغير اللباس والغذاء :

في الوسائل باب استحباب لبس البياض قال رسول الله (ص) : لا تزال هذه الأمة بخير ما لم يلبسوا ملابس العجم ويطعموا أطعمة العجم ، فاذا فعلوا ذلك ضربهم الله بالذل.

٣٦ ـ من العلائم غلاء الأسعار وكثرة الأسقام ووقوع القحط والحروب العظيمة والفتن الكثيرة وذهاب خلق كثير من الناس :

غيبة الشيخ : الفضل بن شاذان عن نصر بن مزاحم عن ابي زرعة

٢٦٣

عن عبد الله بن رزين عن عمار بن ياسر أنه قال : دعوة أهل بيت نبيكم في آخر الزمان فالزموا الأرض وكفوا حتى تروا قادتها ، فاذا خالف الترك الروم وكثرت الحروب في الأرض ينادي مناد على سور دمشق : ويل لازم من شر قد اقترب ويخرب حائط مسجدها.

٣٧ ـ غيبة النعماني :

علي بن الحسين عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن الحسن الرازي عن محمد بن علي الكوفي عن علي بن جبلة عن علي بن أبي حمزة عن ابي بصير عن الصادق (ع) قال : قلت له جعلت فداك متى خروج القائم عليه‌السلام؟ فقال (ع) : يا محمد إنا أهل بيت لا نوقت ، وقد قال محمد (ص) «كذب الوقاتون». يا أبا محمد إن قدام هذا الأمر خمس علامات : اولهن النداء في شهر رمضان ، وخروج السفياني ، وخروج الخراساني ، وقتل النفس الزكية ، وصنف بالبيداء (وذهاب ملك بني عباس.

ثم قال : يا أبا محمد انه لا بدّ أن يكون قدام ذلك الطاعون الابيض والطاعون الأحمر. قلت : جعلت فداك وأي شيء هما؟ فقال : أما الطاعون الأبيض فالموت الجارف ، وأما الطاعون الأحمر فالسيف ، ولا يخرج القائم حتى ينادي باسمه في جوف السماء في ليلة ثلاث وعشرين في شهر رمضان ليلة الجمعة. قلت : بم ينادي؟ قال : باسمه واسم ابيه ، ألا إن فلان بن فلان قائم آل محمد فاسمعوا له وأطيعوه ، فلا يبقى شيء من خلق الله فيه الروح الا سمع الصيحة فتوقظ النائم ويخرج الى صحن داره وتخرج العذراء من خدرها ويخرج القائم مما يسمع ومن صيحة جبرئيل (ع).

٢٦٤

٣٨ ـ غيبة النعماني : احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة عن احمد بن يوسف بن يعقوب بن الحسين الجعفي من كتابه عن اسماعيل بن مهران عن الحسين بن علي بن أبي حمزة عن ابيه عن ابي بصير قال : قال ابو عبد الله (ع) : لا بد أن يكون قدام القائم سنة يجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ، فان ذلك في كتاب الله لبين ، ثم تلى هذه الآية (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).

٣٩ ـ الملاحم والفتن في باب ١٧٣ : مما ذكره من كتاب الفتن تأليف نعيم حدثنا حمزة عن ابن شوذب عن ابن سرين قال : لا يخرج المهدي حتى بقتل من كل تسعة سبعة.

٤٠ ـ البرهان في علامات مهدي آخر الزمان باب ٤ : أخرج ابو نعيم عن علي (ع) قال : لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلث ويموت ثلث ويبقى ثلث.

٤١ ـ حلية المعزوبة بعد التاريخ ١١٨٠ ه‍ :

في تفسير روح البيان ج ١ في تفسير الآية الشريفة (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) عن رسول الله (ص) قال : اذا أتى على أمتي مائة وثمانون سنة بعد الألف ١١٨٠ فقد حلت العزوبة والعزلة والترهب على رءوس الجبال ، وذلك لأن الخلق في المائتين بعد الألف أهل الحرب والقتل ، فتربية جرو خير من تربية الولد ، وإن تلد المرأة حية خير من أن تلد الولد.

٤٢ ـ إخبار الصادق عليه‌السلام عن اوضاع طهران : في منتخب التواريخ نقلا عن بحار المجلسي عن المفضل بن عمر قال :

٢٦٥

قال لي جعفر الصادق (ع) : يا مفضل أتدري اينما وقعت الزوراء؟ قلت : الله وحجته اعلم. فقال : اعلم يا مفضل إن في حوالي رى جبلا اسود تبنى في ذيله بلدة تسمى بطهران وهي دار الزوراء ، انه تكون قصورها كقصور الجنة ونسوانها كحور العين ، واعلم يا مفضل انهن يتلبسن بلباس الكفر ويتزين بزي الجبابرة ويركبن السروج (يعني تكون سائقا) ولا يتمسكن لأزواجهن ، ولا تفي مكاسب الأزواج لهن فيطلبن الطلاق منهم ، ويكتفي الرجال بالرجال ، ويشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ، فانك ان تريد حفظ دينك فلا تسكن في هذه البلدة ولا تتخذها مسكنا لأنها محل الفتنة وفر منها الى قلة الجبال من الجحر الى الجحر كالثعلب بأشباله.

٤٣ ـ ذهاب تسعة اعشار الناس :

ذكر العلامة المجلسي في البحار ص ١٦٧ ج ١٣ عن ابن عقدة عن هشام عن زرارة قال : قلت لأبي عبد الله الصادق (ع) : النداء حق؟ قال (ع) : اي والله حق يسمعه كل قوم بلسانهم ،

وقال ابو عبد الله عليه‌السلام : لا يكون هذا الأمر حتى يذهب تسعة أعشار.

٤٤ ـ قراءة القرآن في الراديو :

محاضرة الابرار ومسامرة الأخيار تأليف محي الدين بن عربي جزء الثاني ص ١٥٥ طبع مصر بسنده عن رسول الله (ص) قال : يأتي على أمتي زمان تكثر فيه الآراء وتتبع فيه الأهواء ويتخذ القرآن مزامير ويوضع على ألحان الأغاني ، يقرأ بغير خشية لا يأجرهم الله على قراءته بل يلعنهم ،

٢٦٦

فعند ذلك تهش النفوس الى طيب الألحان فتذهب حلاوة القرآن ، اولئك لا نصيب لهم في الآخرة ، ويكثر الهرج والمرج وتخلع العرب أعنتها ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، ويتخذون ضرب القصب فيما بينهم فلا ينكره منكر بل يتراضون به وهو من احدى الكبائر الخفية ـ الى أن قال ـ وعند ما تتخذ النساء مجالس وتكون الجموع الكثيرة ، حتى إن المرأة تتكلم فيها مثل الرجال ويكون جموعهن لهوا ولعبا وفي غير مرضاة الله وهن من عجائب ذلك الزمان ، فاذا رأيتموهم فباينوهم واحذروهم في الله ، فانهم حرب لله ولرسوله والله ورسوله منهم بريء.

٤٥ ـ عشر علامات لا بدّ منها قبل قيام الساعة :

في كتاب اثبات الحجة وعلائم الظهور تأليف الحقير المؤلف المطبوع في طهران سنة ١٣٤٤ شمسية عن النبي (ص) قال : عشر علامات قبل الساعة لا بد منها : السفياني ، والدجال ، والدخان ، والدابة ، وخروج المهدي ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى بن مريم ، وخسف بالمشرق ، وخسف بجزيرة العرب ، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس الى المحشر.

٤٦ ـ المسلمون يملكون جميع العالم :

مختصر تذكرة القرطبي ص ٢٠٤ عن رسول الله (ص) قال : زوي لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وأن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها ، وأعطيت الكنزين الأحمرين ـ يعنى الذهب والفضة كما قاله ابن ماجة ـ واني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى انفسهم فيتبع بيضتهم ، وإن ربي قال : يا محمد اني اذا قضيت

٢٦٧

قضاء فإنه لا يرد ، واني قد أعطيك لأمتك أن لا املكهم بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى انفسهم فيتبع بيضتهم ، ولو اجتمع عليهم من باقطارها ـ او قال من بين اقطارها ـ حتى يكون بعضهم يهلك بعضا.

٤٧ ـ علائم عشر في آخر الزمان :

الخصال والبحار ٦ / ٣٠٤ عن النبي (ص) قال : إنكم لا ترون الساعة حتى تروا قبلها عشر آيات : طلوع الشمس من مغربها ، والدجال ، والدخان ، ودابة الأرض ، وثلاثة خسوف تكون في الأرض ، خسف بالمشرق وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وخروج عيسى بن مريم ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وتكون في آخر الزمان نار تخرج من اليمن من قعر الأرض لا تدع خلفها احدا تسوق الناس الى المحشر كلما قاموا قامت لهم تسوقهم الى المحشر.

٤٨ طغيان اليهود وخروجها على المسلمين وخذلانها :

في أمالي الشيخ الطوسي الجزء الثاني ص ١٩ اخبرنا ابن حمويه قال حدثنا أبو الحسين قال حدثنا أبو خليفة قال حدثنا مكي قال حدثنا محمد ابن سيار قال حدثنا ابن حزم قال حدثنا ابي سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن ابي حبيب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة أن رسول الله (ص) أوصى عند وفاته يخرج اليهود من جزيرة العرب فقال :

الله الله في القبط ، فانكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله ، والقبط هو مصر الغلبة تكون أولا لليهود خذلهم الله وثانيا تكون للمسلمين (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً* فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا

٢٦٨

أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً* ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) الى أن قال «وإن عدتم عدنا وجعلنا فيهم للكافرين اللهم أخذل الكفر وأهله.

في العوالم عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : توقعوا الصوت يأتيكم بغتة من قبل دمشق لكم فرج عظيم.

٤٩ ـ ابتداء الحرب من صفر :

في إلزام الناصب ص ١٢٥ الجزء الثاني عن كتاب عبد الله بن بشار رضيع الحسينعليه‌السلام : إذا أراد الله أن يظهر قائم آل محمد بدأ الحرب من صفر الى صفر ، وذلك أوان خروج المهدي.

وفي غيبة النعماني عن ابي عبد الله (ع) لا يكون هذا الأمر حتى يذهب تسعة اعشار الناس.

٥٠ ـ صلب الشيخ الطبرسي :

في مجمع النورين عن غيبة ابن عقدة عن الصادق (ع) إختلاف الصنفين من العدل من العجم في لفظ كلمة (عدل) يقتل فيهم ألوف ألوف ألوف يخالفهم الشيخ الطبرسي فيصلب ويقتل.

يمكن أن يكون قوله عليه‌السلام اشارة الى قضية المشروطة وخالف المرحوم الشيخ فضل الله النوري المازندراني الطبرسي فصلب في طهران سنة ١٣٢٧ ه‍.

٢٦٩

٥١ ـ اخبار أمير المؤمنين عليه‌السلام عن الحرب

في فلسطين باشتراك الجيوش العراقية ومغلوبية اليهود

آخر الأمر إن شاء الله :

في الجزء الثاني من كتاب من كنت مولاه فهذا مولاه تأليف عبد المنعم الكاظمى ص ٢٩٦ ناقلا عن مجلة العرفان اللبنانية في الجزء التاسع مجلد ٥٣ لشهر ذي القعدة ٣٨٥ الموافق ٩٦٦ ناقلا عن كتاب الجفر المطبوع سنة ١٣٤٠ عن راشد حدرج نزيل دكار في السنكال وإليكم نص ما جاء في هذا العدد من مجلة العرفان ص ٩٥٤ / ٩٥٥ :

قال أمير المؤمنين (ع) : وستأتي اليهود من الغرب لانشاء دولتهم بفلسطين. قال الناس : يا أبا الحسن أنى تكون العرب؟ أجاب : آنذاك تكون مفككة القوى مفككة العرى غير متكاتفة وغير مترادفة. ثم سئل (ع) : أيطول هذا البلاء؟ قال : لا حتى إذا أطلقت العرب أعنتها ورجعت إليها عوازم احلامها عندئذ يفتح على يدهم فلسطين وتخرج العرب ظافرة وموحدة ، وستأتي النجدة من العراق كتب على راياتها القوة ، وتشترك العرب والإسلام كافة لتخلص فلسطين معركة وأي معركة في جل البحر تخوض الناس في الدماء ويمشي الجريح على القتيل. ثم قال (ع) : وستفعل العرب ثلاثا وفي الرابعة يعلم الله ما في نفوسهم من الثبات والايمان فيرفرف على رءوسهم النصر : ثم قال : وايم الله يذبحون ذبح النعاج حتى لا يبقى يهودي في فلسطين.

اقول : اللهم حقق ما أخبر به امير المؤمنين (ع) ، فالى اليوم المعلوم وفنائكم المحتوم يا أيها اليهود القردة والخنازير. اللهم انجز وعدك

٢٧٠

كما قلت في كتابك الكريم (وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا) والنصر للإسلام وأهله.

تكونت الشيعة مع الإسلام يوم نزول الآية للشريفة

(وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)

لا غرو لو قلنا إن الدعوة الى التشيع ابتدأت من اليوم الذي هتف فيه المنقذ الأعظم محمد صلوات الله عليه وآله صارخا بكلمة (لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) في شعاب مكة وجبالها ، فانه لما نزل عليه قوله تعالى (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) جمع النبي (ص) بني هاشم وانذرهم وقال : ايكم يؤازرني فيكون أخي ووارثي ووزيري ووصيي وخليفتي فيكم بعدي : فلما لم يجبه الى ما أراد (ص) غير امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) قال النبي لهم : هذا أخي ووارثي ووزيري ووصيي وخليفتي فيكم بعدي فاسمعوا له واطيعوا.

الولاية والرسالة توأمان يرتضعان من ثدي واحد

فكانت الدعوة الى التشيع لأبي الحسن علي (ع) من صاحب الرسالة تمشي وترتضع منه جنبا لجنب مع الدعوة للشهادتين الوحدانية لله والرسالة لمحمد (ص) ، ومن ثم كان ابو ذر الغفاري شيعة علي عليه‌السلام وهو رابع الإسلام أو سادسهم كما في الاستيعاب.

ولقد كفانا مئونة الدليل على ما نريد محمد كرد علي من كبار علماء دمشق في كتابه خطط الشام ٥ / ٢٥١ ـ ٢٥٦ قال : عرف جماعة من كبار الصحابة بموالاة علي في عصر رسول الله مثل سلمان الفارسي القائل بايعنا رسول الله (ص) على النصح للمسلمين والاتمام بعلي بن ابي طالب

٢٧١

والموالاة له.

ومثل ابي سعيد الخدري الذي يقول : امر الناس بخمس فعملوا بأربع وتركوا واحدة ، ولما سئل عن الاربع قال : الصلاة ، الزكاة ، وصوم شهر رمضان ، والحج. قيل : فما الواحدة التي تركوها؟ قال : ولاية علي بن ابي طالب. قيل له : وإنها لمفروضة معهن؟ قال : نعم هي مفروضة معهن.

معنى الشيعة

قال الله (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) إن من يتفصح موضوعات اللغة العربية والقرآن الكريم يجد أن لفظ الشيعة قد ذكر كثيرا فيها بمناسبات عديدة ، وقد فسر تارة بالاتباع وأخرى بالانصار والمشايعة وهي المتابعة والمشايعة ، ولقد غلب هذا الاسم على كل من يتولى عليا وأهل بيته (ع) حتى صار اسما خاصا ، فاذا قيل فلان من الشيعة عرف أنه منهم.

قال ابن خلدون في مقدمته ص ١٣٨ : اعلم أن الشيعة لغة هم الصحب والاتباع ، ويطلق في عرف الفقهاء والمتكلمين من الخلف والسلف على اتباع علي وبنيه رضي الله عنهم.

وفي النهاية لابن الاثير ج ٢ واصل الشيعة الفرقة من الناس ، وتقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد ومعنى واحد ، وقد غلب هذا الاسم على كل من يزعم أنه يتولى عليا رضي الله عنه وأهل بيته حتى صار لهم اسما خاصا ، فاذا قيل فلان من الشيعة عرف أنه منهم ، وفي مذهب الشيعة كذا أي عندهم ، وتجمع الشيعة على شيع ، وأصلها من المشايعة وهي المتابعة والمطاوعة.

وهكذا جاء في لسان العرب والمصباح المنير والصحاح وغيرها.

٢٧٢

وكذا ورد في القرآن الكريم السورة القصص في قوله تعالى : (فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ) أي ممن شايعه على دينه من بني اسرائيل ـ انظر تفسير الكشاف للزمخشري ج ٢.

وكذا السورة الصافات في قوله تعالى : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) اي ممن شايعه على اصول الدين او شايعه على التصلب في دين الله ـ انظر تفسير الكشاف ج ٢.

ذهب الناس في بدء نشأة الشيعة الى مذاهب شتى لا فائدة في نقلها ، ولكن الحقيقة التي لا مرية فيها والقول الفصل الذي لا ردّ له كما يظهر لدى كل ذي لب وذوق سليم من معنى كلمة الشيعة التى هي الموالاة والمحبة او التقديم أو المتابعة او التمسك بالكتاب والعترة أنها ـ أي الشيعة ـ تكونت في يوم الرسول (ص) ، وهو الذي كان يغذي هذه العقيدة ـ أي عقيدة التشيع لعلي (ع) وأهل بيته ـ فهو الذي اعتنى بتربية هذا المولود الذي ولد في يوم ولد الإسلام ، فقد وضعت بذرة التشيع مع بذرة الاسلام جنبا الى جنب وسواء بسواء ، ولم يزل غارسها وهو الرسول الأعظم (ص) يتعاهدها بالعناية حتى أزهرت في حياته ثم أثمرت بعد وفاته ، فكان النبي (ص) يمكنها في عقول الناس ويأمر بها في مواطن عديدة يرويها جل علماء الفريقين الخاصة والعامة واعلامهم ، وآخرها يوم الغدير المشهور المصادف للثامن عشر من ذي الحجة في السنة العاشرة من الهجرة النبوية بعد حجة الوداع ، وبعد أن امره الله سبحانه وتعالى بقوله الكريم (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ).

في التفسير الكبير للامام الفخر الرازي ج ٣ : نزلت هذه الآية في فضل علي بن ابى طالب عليه‌السلام ، ولما نزلت اخذ الرسول بيد علي

٢٧٣

ابن ابي طالب وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فلقيه عمر بن الخطاب فقال : هنيئا لك يا ابن ابي طالب اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، وهو قول ابن عباس والبراء ابن عازب ومحمد بن علي.

في القاموس شيعة الرجل بالكسر اتباعه وانصاره والفرقة على حدة ، ويقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث ، وقد غلب هذا الاسم على من يتولى عليا وأهل بيته حتى صار علما واسما لهم ، والجمع اشياع وشيع كعنب ا ه.

وقال النوبختي في كتابه فرق الشيعة ص ١٧ : فأول فرق الشيعة وهم فرقة علي بن ابي طالب عليه‌السلام المسلمون بشيعة علي عليه‌السلام في زمان النبي (ص) وبعده معروفون بانقطاعهم إليه والقول بامامته. منهم المقداد ابن الأسود وهو أحد الأركان الأربعة ، وكان ممن شهد بدرا وما بعدها من المشاهد وابلى بلاء حسنا توفي بالجرف ٣٣ في خلافة عثمان وهو ابن ٧٠ سنة وحمل على الرقاب ودفن بالبقيع.

ومنهم سلمان الفارسى ، وهو أحد الأركان الربعة ، وكنيته ابو عبد الله ويلقب سلمان المحمدي ، كان اوّل مشاهده الخندق وشهد بقية المشاهد وفتوح العراق ، وولي المدائن وتوفي بها سنة ٣٦ أو ٣٧.

ومنهم ابو ذر الغفاري ، وهو أحد الأركان الأربعة ، وهو الزاهد المشهور الصادق اللهجة بشهادة النبي (ص) ، وكان رابع من اسلم او سادس كما نقل عن الاستيعاب ، توفي بالربذة سنة ٣١ او سنة ٣٢ وصلى عليه ابن مسعود.

ومنهم عمار بن ياسر ، وهو أحد الاوتاد والأركان الأربعة ، هاجر الى المدينة وشهد المشاهد كلها ، وتواترت الأحاديث عن النبي (ص)

٢٧٤

أن عمارا تقتله الفئة الباغية ، واجمعوا على أنه قتل مع علي بصفين وله ثلاث وتسعون سنة.

ومن وافق مودته مودة علي عليه‌السلام ، وهم اوّل من سمي باسم التشيع والشيعة من هذه الأمة ، لأن اسم التشيع قديم شيعة ابراهيم وموسى وعيسى والأنبياء صلوات الله عليهم اجمعين ا ه.

وقال الأمين في اعيان الشيعة ناقلا عن اصل الشيعة واصولها تأليف العلامة الكبير الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء قال ما حاصله : اوّل من وضع بذرة التشيع في حقل الإسلام هو صاحب الشريعة الاسلامية محمد ابن عبد الله (ص) ، أي إن بذرة التشيع وضعت مع بذرة الإسلام جنبا الى جنب ، ولم يزل باذرها يتعاهدها حتى نمت وازهرت في حياته واثمرت بعد وفاته ، وشاهدي احاديث اجلاء علماء السنة واعلامهم ، مثل ما رواه السيوطي في الدر المنثور في تفسير كتاب الله بالمأثور في تفسير (أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) قال : اخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال : كنا عند النبي (ص) فأقبل علي فقال النبي : والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ، ونزلت (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ).

واخرج ابن عدي عن ابن عباس قال : لما نزلت (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) قال رسول الله (ص) لعلي : أنت وشيعتك يوم القيامة راضون مرضيون.

واخرج الحافظ ابن مردويه عن علي قال لي رسول الله (ص) : ألم تسمع قول الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) انت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض اذا جاءت الأمم للحساب تدعون غرا محجلين ـ انتهى كلام الدر المنثور.

٢٧٥

وروى بعض هذه الأحاديث ابن حجر في صواعقه عن الدار قطني.

وحديث أيضا عن أمّ سلمة أن النبي (ص) قال : يا علي أنت واصحابك في الجنة وشيعتك في الجنة.

وفي نهاية ابن الأثير ما نصه في مادة قمح وفي حديث علي (ع) قال له النبي (ص) : ستقدم على الله أنت وشيعتك راضين مرضيين ، ويقدم عليه عدوك غضابا مقمحين. ثم جمع يديه الى عنقه يريهم كيف الاقماح ا ه.

وروى الزمخشري في ربيع الأبرار عن النبي (ص) أنه قال : يا علي اذا كان يوم القيامة أخذت بحجزة الله تعالى واخذت انت بحجزتي وأخذ ولدك بحجزتك وأخذ شيعة ولدك بحجزهم ، فترى اين يؤمر بنا.

خلاصة معتقدات الشيعة الاثنا عشرية :

الذي يعتقده الشيعة هو معنى «لا إله إلا الله محمد رسول الله» : ثم اذا صدق الرسول فينبغي أن يصدقه في صفات الله تعالى ويعتقد أن العالم أي جميع ما سوى الله سبحانه ـ حادث عن العدم جوهرا كان او عرضا بسيطا كان او مركبا ، وأنه لا قديم إلا الله ، وأنه واجب الوجود لذاته ، وأنه تعالى قادر عالم حي سميع بصير غني مريد كاره متكلم ، وأن كلامه حروف واصوات حادثة ، وإن قدرته وعلمه يعمان كل مقدور ومعلوم ، وأن كل ما يفعله سبحانه وتعالى فهو لغرض ومصلحة وحكمة ، وأنه واحد أحد منزه عن الشريك بريء عن الانقسام الذهني ولخارجي كما قال الامام الباقر (ع) «كلما ميزتموه بأوهامكم بأدق معانيه فهو مخلوق لكم».

متعال عن لوازم الجوهرية والعرضية مقدس عن الحلول والاتحاد ،

٢٧٦

وأن كنه ذاته لا تصل إليه ايدي العقول والافكار ، وأنه ارفع وأجل من أن يدرك بالأبصار في الدنيا والآخرة.

وهذه كلها ما يعتضده بجانب وحدانيته في الألوهية ، والتي يجب على المكلف أن يحصل العلم والمعرفة بصانعه بحكم العقل واليقين به ، وهذا هو الأول من اصول الدين (التوحيد) ، والطاعة يلزم أن تكون مخلصة له تعالى ، والعبادة بأنواعها والصلاة والركوع والسجود لا تكون إلا له ، ولا تجوز الطاعة لغيره إلا للأنبياء والأوصياء (ع) ، وذلك فيما يبلغون عن الله طاعة الله.

ويجوز التبرك بقبورهم والتوسل الى الله تعالى بكرامتهم ومنزلتهم عند الله والصلاة عند مراقدهم لله تعالى ، وليس من العبادة لهم بل العبادة الله (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ).

وأما الأصل الثاني فهو النبوة ، أي أنه سبحانه وتعالى قد ارسل رسلا بالحجج والبينات ، أولهم ابونا آدم (ع) وآخرهم اشرف الأنبياء والمرسلين وسيد الأولين والآخرين محمد (ص) ، وأن معراجه بجسده الى السماء ثم الى ما شاء الله واقع ، وأن جميع ما جاء به من الأحكام الاعتقادية والعلمية حق لا ريب فيه وصدق لا مرية تعتريه ، وأنه معصوم من الكبائر والصغائر والسهو والنسيان وجميع النقائص الظاهرة والخفية ، وأنه لا نبي بعده ، وأن جميع اوامره ونواهيه ليست بالاجتهاد وانما هي بالوحي لقوله تعالى (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى).

والأصل الثالث فهو الامامة ، وهذا هو الأصل الذي تمتاز به الامامية عن سائر الفرق الاسلامية ، وهو فرق اصلي وما عداه عرضي ، وهي أن خليفته (ص) من بعده علي بن ابي طالب (ع) على أمته بالنص الجلي في يوم الغدير ، وبعده الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين زين

٢٧٧

العابدين ثم محمد الباقر ثم جعفر الصادق ثم موسى الكاظم ثم علي الرضا ثم محمد التقي ثم علي النقي ثم الحسن العسكري ثم محمد المهدي صاحب الزمان سلام الله عليهم اجمعين بنص كل سابق على لاحقه ، وأنهم وجميع الأنبياء وأوصياءهم معصومون عن جميع الذنوب والسهو والنسيان وسائر النقائص وأن الامام المهدي عليه‌السلام حي مستور عن الناس كالخضر وإلياس الى أن يأذن الله له في الظهور ليملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

ولا شك في ظهور المعجزات على يد الأنبياء والكرامات على يد الأوصياء ، وأن الحسن والقبح بمعنى ترتب استحقاق المدح والذم عقليان ، وأن شكر المنعم واجب عقلا وسمعا ، واننا فاعلون لأفعالنا ولسنا مجبورين عليها ، كل ذلك قد تقدم في بحث الامامة مفصلا.

وأما الأصل الرابع من اصول العقائد عند الشيعة الامامية الاثنا عشرية واركان ايمانهم هو (العدل) ، وهو أنه سبحانه وتعالى لم يكلفنا إلا بما نطيقه ، وان تكليف ما لا يطاق قبيح لا يصدر عنه تعالى ، اذ لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، وآيات القرآن المجيد محمولة على ظاهرها إلا ما قام الدليل على خلافه كقوله سبحانه وتعالى (يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) و (تَجْرِي بِأَعْيُنِنا) و (عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى).

والاصل الخامس هو (المعاد) ، وهو أن يعيد الله تعالى الخلائق ويحييهم بعد موتهم يوم القيامة لغرض الجزاء والحساب ، فالمعاد جسماني وعذاب القبر ونعيمه وسؤال منكر ونكير والصراط والميزان والجنة والنار كلها حق وصدق ، وأن فاعل الكبيرة اذا مات من غير توبة لا يخلد في النار ، وأن الآيات التي ظاهرها خلاف ذلك مؤوّلة ، وأن الشفاعة تحصل لأصحاب الكبائر باذن الله تعالى ، وأن المؤمنين مخلدون في الجنة والكفار

٢٧٨

مخلدون في النار.

ثم أنه من الواجب محبة اصحاب الرسول (ص) الذين اقاموا على متابعته ولم يخالفوا اوامره بعد وفاته ، وانقادوا إلى ما اوصاهم به حال حياته بالبراءة من اعداء محمد وآل محمد (ص).

فروع الدين عند الامامية الاثنا عشرية :

وأما فروع الدين فعند الشيعة هي كثيرة اشهرها : ١ ـ الصلاة ٢ ـ الزكاة ٣ ـ الصوم ٤ ـ الحج ٥ ـ الخس ٦ ـ الجهاد ٧ ـ الامر بالمعروف ٨ ـ النهي عن المنكر ٩ ـ الولاية ١٠ ـ البراءة.

فالصلاة وهي عمود الدين قسمان : واجب ١٧ ركعة يوميا ، ومستحب ٣٤ ركعة ويعبر عنه بالنوافل ، فأما الواجبة فهي الصلوات اليومية والجمعة بشروطها والطواف الواجب والملتزم بنذر أو عهد أو يمين او اجارة وصلاة الوالدين على الولد الاكبر وصلاة الأموات والعيدين والآيات الكسوف والخسوف والزلزلة ، وهم يعتقدون بصلاة الجمعة ويعتقدون بأن مسح الرجلين في الوضوء واجب.

وأن الاغسال الواجبة ستة ١ ـ الجنابة ٢ ـ الحيض ٣ ـ الاستحاضة ٤ ـ النفاس ٥ ـ مس الميت ٦ ـ الأموات ، وأن وطي الحائض والنفساء حرام ، وأنه لا يجوز للمحدث مس خط المصحف ولا للجنب قراءة سور العزائم ولا المكث في شيء من المساجد ولا دخول مسجد الحرام ومسجد النبي (ص).

ولا يجوز الصلاة في مكان مغصوب ، ولا في الحرير المحض والذهب للرجال وجلد مأكول اللحم وصوفه وشعره إلا الخز والسنجاب ، ولا تجوز الصلاة بغير فاتحة الكتاب ، وأن البسملة جزء السورة ، ولا السجود على

٢٧٩

المأكول والملبوس والمعادن ، وتجب الطمأنينة في الركوع والسجود بقدر الذكر الواجب ، ولا تجوز الصلاة خلف الفاسق ومجهول الحال ، وتجب قصر الصلاة في الرباعيات في السفر المباح.

وأما نوافل الصلوات الخمس وصلاة الليل والشفع والوتر فمستحبة.

الصوم

ويعتقدون بوجوب صوم شهر رمضان على كل بالغ عاقل إلا الحائض والنفساء ، وأنالصوم يفسد بتعمد الأكل والشرب والجماع والكذب على الله ورسوله والأئمة الاثني عشرعليهم‌السلام وبعض الأمور الأخر ، وأن دخول شهر رمضان لا يثبت الا برؤية الهلال او شهادة عدلين او الشياع او حكم الحاكم الشرعى ، وأن من افطر في شهر رمضان عالما عامدا من دون سفر أو مرض او اكراه او حيض او نفاس فقد وجبت عليه الكفارة ، وهي عتق رقبة او صيام شهرين متتابعين او اطعام ستين مسكينا ، وأن من افطر على محرم كالخمر والزنا فعليه الكفارات الثلاث.

الزكاة

ويعتقدون بوجوب الزكاة ، إذ من لا زكاة له لا صلاة له ، وهي في تسعة اشياء بالشروط المقررة في كتب الفقهاء : الأنعام الثلاثة ١ ـ الابل ٢ ـ البقر ٣ ـ الغنم ، الغلاة الأربع ١ ـ الحنطة ٢ ـ الشعير ٣ ـ التمر ٤ ـ الزبيب ، النقدين ١ ـ الذهب ٢ ـ الفضة.

وأما مصرفها ـ أي مستحقوها ـ هم المذكورون في الآية الشريفة (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ) وهم ثمانية بنص الآية المباركة

٢٨٠