النّهاية - ج ٢

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]

النّهاية - ج ٢

المؤلف:

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]


المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٤
الصفحات: ٥٢٦

ومنه حديث الحسن «ما من أحد عمل عملا إلّا سَارَ فى قلبه سَوْرَتَانِ».

(ه) وفيه «لا يضرّ المرأة أن لا تنقض شعرها إذا أصاب الماء سُورَ رأسها» أى أعلاه ، وكلّ مرتفع سُورٌ. وفى رواية «سُورَةَ الرأس» ومنه سُورُ المدينة. ويروى «شوى رأسها» جمع شَوَاةٍ ، وهى جلدة الرأس. هكذا قال الهروىّ. وقال الخطّابى : ويروى شور الرأس. ولا أعرفه. وأراه شَوَى الرأس ، جمع شَوَاة. قال بعض المتأخرين : الرّوايتان غير معروفتين. والمعروف «شؤون رأسها» وهى أصول الشّعر. وطرائق الرأس (١).

(سوس) فيه «كانت بنو إسرائيل تَسُوسُهُمْ أنبياؤهم» أى تتولّى أمورهم كما تفعل الأمراء والولاة بالرّعيّة. والسِّيَاسَةُ : القيام على الشىء بما يصلحه.

(سوط) (س) فى حديث سودة «أنه نظر إليها وهى تنظر فى ركوة فيها ماء فنهاها وقال : إنّى أخاف عليكم منه الْمِسْوَطَ» يعنى الشيطان ، سمى به من سَاطَ القدر بِالْمِسْوَطِ : والْمِسْوَاطِ ، وهو (٢) خشبة يحرّك بها ما فيها ليختلط ، كأنه يحرّك الناس للمعصية ويجمعهم فيها.

ومنه حديث عليّ رضى الله عنه «لَتُسَاطُنَ سَوْطَ القدر».

وحديثه مع فاطمة رضى الله عنهما :

مَسُوطٌ لحمها بدمى ولحمى

أى ممزوج ومخلوط.

ومنه قصيد كعب بن زهير :

لكنّها خلّة قد سِيطَ من دمها

فجع وولع وإخلاف وتبديل

أى كأنّ هذه الأخلاق قد خلطت بدمها.

ومنه حديث حليمة «فشقّا بطنه ، فهما يَسُوطَانِهِ»

(س) وفيه «أوّل من يدخل النار السَّوَّاطُونَ» قيل هم الشّرط الذين يكون معهم الْأَسْوَاطُ يضربون بها الناس.

__________________

(١) فى اللسان : طرائق الناس.

(٢) فى الأصل والدر : وهى. وأثبتنا ما فى ا واللسان.

٤٢١

(سوع) (ه) فيه «فى السُّوَعَاءِ الوضوء» السُّوَعَاءُ : المذى ، وهو بضم السين وفتح الواو والمدّ.

وفيه ذكر «السَّاعَةِ» هو يوم القيامة. وقد تكرر ذكرها فى الحديث. والسَّاعَةُ فى الأصل تطلق بمعنيين : أحدهما أن تكون عبارة عن جزء من أربعة وعشرين جزءا هى مجموع اليوم والليلة. والثانى أن تكون عبارة عن جزء قليل من النّهار أو الليل. يقال جلست عندك سَاعَةً من النهار : أى وقتا قليلا منه ، ثم استعير لاسم يوم القيامة. قال الزّجّاج : معنى السَّاعَةِ فى كلّ القرآن : الوقت الذى تقوم فيه القيامة ، يريد أنها ساعة خفيفة يحدث فيها أمر عظيم ، فلقلّة الوقت الذى تقوم فيه سمّاها سَاعَة. والله أعلم.

(سوغ) (س) فى حديث أبى أيوب رضى الله عنه «إذا شئت فاركب ثم سُغْ فى الأرض ما وجدت مَسَاغاً» أى ادخل فيها ما وجدت مدخلا. وسَاغَتْ به الأرض : أى ساخت وسَاغَ الشّراب فى الحلق يَسُوغُ : أى دخل سهلا.

(سوف) (س) فيه «لعن الله الْمُسَوِّفَةَ» هى التى إذا أراد زوجها أن يأتيها لم تطاوعه ، وقالت سوف أفعل. والتَّسْوِيفُ : المطل والتّأخير.

(س) وفى حديث الدّؤلى «وقف عليه أعرابى فقال : أكلنى الفقر ، وردّنى الدّهر ضعيفا مُسِيفاً» الْمُسِيفُ : الذى ذهب ماله. من السُّوَافِ ، وهو داء يهلك الإبل. وقد تفتح سينه خارجا عن قياس نظائره. وقيل هو بالفتح الفناء.

(ه) وفيه «اصطدت نهسا بِالْأَسْوَافِ» هو اسم لحرم المدينة الذى حرّمه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وقد تكرر فى الحديث.

(سوق) فى حديث القيامة «يكشف عن سَاقِهِ» السَّاقُ فى اللغة الأمر الشديد. وكشف السَّاقِ مثل فى شدّة الأمر ، كما يقال للأقطع الشّحيح : يده مغلولة ، ولا يد ثمّ ولا غلّ ، وإنما هو مثل فى شدّة البخل. وكذلك هذا لا سَاقَ هناك ، ولا كشف. وأصله أنّ الإنسان إذا وقع فى أمر شديد يقال شمّر عن ساعده ، وكشف عن ساقه ؛ للاهتمام بذلك الأمر العظيم. وقد تكرر ذكرها فى الحديث.

٤٢٢

(ه) ومنه حديث عليّ رضى الله عنه «قال فى حرب الشّراة : لا بدّ لى من قتالهم ولو تلفت ساقى» قال ثعلب : السَّاقُ هاهنا النّفس.

(س) وفيه «لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السُّوَيْقَتَيْنِ من الحبشة» السُّوَيْقَة تصغير السَّاقِ ، وهى مؤنثة ، فلذلك ظهرت التاء فى تصغيرها. وإنما صغّر السَّاقَ لأنّ الغالب على سُوقِ الحبشة الدّقة والحموشة.

(ه) وفى حديث معاوية «قال رجل : خاصمت إليه ابن أخى فجعلت أحجّه ، فقال أنت كما قال :

إنّى أتيح له حرباء تنضبة

لا يرسل السَّاقَ إلا ممسكا سَاقاً

أراد بالسّاق هاهنا الغصن من أغصان الشّجرة ، المعنى لا تنقضى له حجّة حتى يتعلّق بأخرى ، تشبيها بالحرباء وانتقالها من غصن إلى غصن تدور مع الشّمس.

وفى حديث الزّبرقان «الْأَسْوَقُ الأعنق» هو الطويل الساق والعنق.

وفى صفه مشيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم «كان يَسُوقُ أصحابه» أى يقدّمهم أمامه ويمشى خلفهم تواضعا ، ولا يدع أحدا يمشى خلفه.

ومنه الحديث «لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يَسُوقُ الناس بعصاه» هو كناية عن استقامة النّاس وانقيادهم إليه واتّفاقهم عليه ، ولم يرد نفس العصا ، وإنما ضربها مثلا لاستيلائه عليهم وطاعتهم له ، إلا أن فى ذكرها دليلا على عسفه بهم وخشونته عليهم.

(س) وفى حديث أمّ معبد «فجاء زوجها يَسُوقُ أعنزا ما تَسَاوَقُ» أى ما تتابع. والْمُسَاوَقَةُ : المتابعة ، كأنّ بعضها يَسُوقُ بعضا. والأصل فى تَسَاوَقُ تَتَسَاوَقُ ، كأنها لضعفها وفرط هزالها تتخاذل ، ويتخلّف بعضها عن بعض.

وفيه «وسَوَّاقٌ يَسُوقُ بهنّ» أى حاد يحدو بالإبل ، فهو يسوقهنّ بحدائه ، وسوّاق الإبل يقدمها.

ومنه «رويدك سَوْقَك بالقوارير».

٤٢٣

وفى حديث الجمعة «إذا جاءت سُوَيْقَةٌ» أى تجارة ، وهى تصغير السُّوقِ ، سمّيت بها لأن التّجارة تجلب إليها ، وتُسَاقُ المبيعات نحوها.

(س) وفيه «دخل سعيد على عثمان وهو فى السَّوْقِ» أى فى النّزع ، كانّ روحه تساق لتخرج من بدنه. ويقال له السِّيَاقُ أيضا ، وأصله سِوَاق ، فقلبت الواو ياء لكسرة السّين ، وهما مصدران من سَاقَ يَسُوقُ.

ومنه الحديث «حضرنا عمرو بن العاص وهو فى سِيَاقِ الموت».

(س) وفيه فى صفة الأولياء «إن كانت السَّاقَةُ كان فيها ، وإن كان فى الحرس كان فيه» (١) السَّاقَةُ جمع سَائِقٍ ، وهم الذين يَسُوقُونَ جيش الغزاة ، ويكونون من ورائه يحفظونه.

ومنه سَاقَةُ الحاجّ.

(س) وفى حديث المرأة الجونيّة التى أراد النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يدخل بها فقال لها «هبى لى نفسك ، فقالت : وهل تهب الملكة نفسها لِلسُّوقَةِ» السُّوقَةُ من الناس : الرّعيّة ومن دون الملك. وكثير من الناس يظنّون أن السُّوقَةَ أهل الْأَسْوَاقِ.

(ه) وفيه «أنه رأى بعبد الرّحمن وضرا من صفرة فقال : مهيم؟ فقال : تزوّجت امرأة من الأنصار ، فقال : ما سُقْتَ منها؟» (٢) أى ما أمهرتها بدل بضعها. قيل للمهر سَوْقٌ ؛ لأن العرب كانوا إذا تزوّجوا سَاقُوا الإبل والغنم مهرا ؛ لأنّها كانت الغالب على أموالهم ، ثم وضع السَّوْقَ موضع المهر ، وإن لم يكن إبلا وغنما. وقوله منها بمعنى البدل ، كقوله تعالى ، (وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ) أى بدلكم (٣)

__________________

(١) رواية اللسان : «وإن كان فى الجيش كان فيه». والحديث أخرجه البخارى فى باب «الحراسة فى الغزو فى سبيل الله» من كتاب «الجهاد والسير» بلفظ «إن كان فى الحراسة كان فى الحراسة ، وإن كان فى الساقة كان فى الساقة».

(٢) الرواية فى اللسان «ما سقت إليها» وذكر رواية ابن الأثير.

(٣) أنشد الهروى :

أخذت ابن هند من عليّ وبئسما

أخذت وفيها منك ذاكية الّلهب

يقول : أخذته بدلا من علىّ.

٤٢٤

(سوك) (س [ه]) فى حديث أمّ معبد «فجاء زوجها يسوق أعنزا عجافا تَسَاوَكُ هرالا» وفى رواية «ما تَسَاوَك هزالا» يقال تَسَاوَكْتُ الإبل إذا اضطربت أعناقها من الهزال ، أراد أنها تتمايل من ضعفها. ويقال أيضا : جاءت الإبل ما تَسَاوَك هزالا : أى ما تحرّك رؤسها.

وفيه «السِّوَاكُ مطهرة للفم مرضاة للرّبّ» السِّوَاكُ بالكسر ، والْمِسْوَاكُ : ما تدلك به الأسنان من العيدان. يقال سَاكَ فاه يَسُوكُهُ إذا دلكه بالسّواك. فإذا لم تذكر الفم قلت اسْتَاكَ.

(سول) فى حديث عمر رضى الله عنه «اللهم إلّا أن تُسَوِّلَ لى نفسى عند الموت شيئا لا أجده الآن» التَّسْوِيلَ : تحسين الشىء وتزيينه وتحبيبه إلى الإنسان ليفعله أو يقوله. وقد تكرر فى الحديث.

(سوم) (ه) فيه «أنه قال يوم بدر : سَوِّمُوا فإن الملائكة قد سَوَّمَتْ» أى اعملوا لكم علامة يعرف بها بعضكم بعضا ، والسُّومَةُ والسّمة : العلامة.

وفيه «إن لله فرسانا من أهل السماء مُسَوَّمِينَ» أى معلّمين.

ومنه حديث الخوارج «سِيمَاهُم التّحالق» أى علامتهم. والأصل فيها الواو فقلبت لكسرة السين ، وتمدّ وتقصر.

وفيه «نهى أن يَسُومَ الرجل على سَوْمِ أخيه» الْمُسَاوَمَةُ : المجاذبة بين البائع والمشترى على السّلعة وفصل ثمنها. يقال سَامَ يَسُومُ سَوْماً ، وسَاوَمَ واسْتَامَ. والمنهىّ عنه أن يَتَسَاوَمَ المتبايعان فى السّلعة ويتقارب الانعقاد ، فيجىء رجل آخر يريد أن يشترى تلك السّلعة ويخرجها من يد المشترى الأوّل بزيادة على ما استقرّ الأمر عليه بين الْمُتَسَاوِمَيْنِ ورضيا به قبل الانعقاد ، فذلك ممنوع عند المقاربة ، لما فيه من الإفساد ، ومباح فى أوّل العرض والمساومة.

[ه] ومنه الحديث «أنّه نهى عن السَّوْمِ قبل طلوع الشّمس» هو أن يُسَاوِمَ بسلعته فى ذلك الوقت ؛ لأنه وقت ذكر الله تعالى ، فلا يشتغل فيه بشىء غيره. وقد يجوز أن يكون من

٤٢٥

رعى الإبل ، لأنها إذا رعت قبل طلوع الشمس والمرعى ند أصابها منه الوباء ، وربّما قتلها ، وذلك معروف عند أرباب المال من العرب (١).

وفيه «فى سَائِمَةِ الغنم زكاة» السَّائِمَةُ من الماشية : الراعية. يقال سَامَتْ تَسُومُ سَوْماً ، وأَسَمْتُهَا أنا.

ومنه الحديث «السَّائِمَةُ جبار» يعنى أن الدّابة المرسلة فى مرعاها إذا أصابت إنسانا كانت جنايتها هدرا.

ومنه حديث ذى البجادين يخاطب ناقة النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

تعرّضى مدارجا وسُومِي

تعرّض الجوزاء للنّجوم

وفى حديث فاطمة رضى الله عنها «أنها أتت النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببرمة فيها سخينة فأكل وما سَامَنِي غيره ، وما أكل قطّ إلّا سَامَنِي غيره» هو من السَّوْمِ : التّكليف. وقيل معناه عرض علىّ ، من السَّوْمِ وهو طلب الشّراء.

ومنه حديث عليّ رضي‌الله‌عنه «من ترك الجهاد ألبسه الله الذّلّة وسِيمَ الخسف» أى كلّف وألزم. وأصله الواو فقلبت ضمة السين كسرة ، فانقلبت الواو ياء.

(ه) وفيه «لكلّ داء دواء إلا السَّامَ» يعنى الموت. وألفه منقلبة عن واو.

(ه) ومنه الحديث «إن اليهود كانوا يقولون للنبى : السَّامُ عليكم» يعنى الموت ويظهرون أنهم يريدون السلام عليكم.

ومنه حديث عائشة رضى الله عنها «إنها سمعت اليهود يقولون للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : السَّامُ عليك يا أبا القاسم ، فقالت : عليكم السَّامُ والذّام واللّعنة»

ولهذا قال «إذا سلّم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم ، يعنى الذى يقولونه لكم ردّوه عليهم. قال الخطّابى : عامّة المحدّثين يروون هذا الحديث : فقولوا وعليكم ، بإثبات واو العطف. وكان ابن عيينة يرويه بغير واو. وهو الصواب ،

__________________

(١) فى الدر النثير : قلت : هذا هو الذى اختاره الخطابى وبدأ به الفارسى ، وقال ابن الجوزى إنه أظهر الوجهين قال : لأنه ينزل فى الليل على النبات داء فلا ينحل إلا بطلوع الشمس.

٤٢٦

لأنه إذا حذف الواو صار قولهم الذى قالوه بعينه مردودا عليهم خاصة ، وإذا أثبت الواو وقع الاشتراك معهم فيما قالوه ؛ لأن الواو تجمع بين الشّيئين.

(سوأ) (س) فيه «سألت ربى أن لا يسلّط على أمّتى عدوّا من سَوَاءِ أنفسهم ، فيستبيح بيضتهم» أى من غير أهل دينهم. سَوَاءٌ بالفتح والمدّ مثل سِوًى بالكسر والقصر ، كالقلاء والقلى.

(س) وفى صفته صلى‌الله‌عليه‌وسلم «سَوَاءُ البطن والصدر» أى هما متساويان لا ينبو أحدهما عن الآخر. وسَوَاءُ الشّىء : وسطه لاستواء المسافة إليه من الأطراف.

ومنه حديث أبى بكر رضى الله عنه والنسّابة «أمكنت من سَوَاءِ الثّغرة» أى وسط ثغرة النّحر.

(س) ومنه حديث ابن مسعود «يوضع الصّراط على سَوَاءِ جهنم».

وحديث قسّ «فإذا أنا بهضبة فى تَسْوَائِهَا» أى فى الموضع المستوى منها ، والتاء زائدة للتّفعال. وقد تكرر فى الحديث.

(ه) وفى حديث عليّ رضى الله عنه «كان يقول : حبّذا أرض الكوفة ، أرض سَوَاءٌ سهلة» أى مستوية. يقال : مكان سَوَاءٌ : أى متوسّط بين المكانين. وإن كسرت السّين فهى الأرض التى ترابها كالرّمل.

وفيه «لا يزال الناس بخير ما تفاضلوا ، فإذا تَسَاوَوْا هلكوا» معناه أنهم إنما يَتَسَاوَوْنَ إذا رضوا بالنّقص وتركوا التّنافس فى طلب الفضائل ودرك المعالى. وقد يكون ذلك خاصّا فى الجهل ، وذلك أن النّاس لا يَتَسَاوَوْنَ فى العلم ، وإنما يَتَسَاوَوْنَ إذا كانوا كلهم جهّالا. وقيل أراد بِالتَّسَاوِي التحزّب والتّفرّق ، وألّا يجتمعوا على إمام ، ويدّعى كلّ واحد الحقّ لنفسه فينفرد برأيه.

(ه) وفي حديث عليّ «صلّى بقوم فَأَسْوَى برزخا فعاد إلى مكانه فقرأه» الْإِسْوَاءُ فى القراءة والحساب كالإشواء فى الرّمى : أى أسقط وأغفل. والبرزخ : ما بين الشّيئين. قال الهروى : ويجوز أشوى بالشين بمعنى أسقط. والرواية بالسين.

٤٢٧

(باب السين مع الهاء)

(سهب) (س) فى حديث الرّؤيا «أكلوا وشربوا وأَسْهَبُوا» أى أكثروا وأمعنوا. يقال أَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ ـ بفتح الهاء ـ إذا أمعن فى الشىء وأطال. وهو أحد الثلاثة التى جاءت كذلك.

(س) ومنه الحديث «أنه بعث خيلا فَأَسْهَبَتْ شهرا» أى أمعنت فى سيرها.

(س) وحديث ابن عمر «قيل له : ادع الله لنا ، فقال : أكره أن أكون من الْمُسْهَبِينَ» بفتح الهاء : أى الكثيرى الكلام. وأصله من السَّهْبِ ، وهى الأرض الواسعة ، ويجمع على سُهُبٍ.

ومنه حديث عليّ «وفرّقها بِسُهُبٍ بيدها».

وفى حديثه الآخر «وضرب على قلبه بِالْإِسْهَابِ» قيل هو ذهاب العقل.

(سهر) فيه «خير المال عين سَاهِرَةٌ لعين نائمة» أى عين ماء تجرى ليلا ونهارا وصاحبها نائم ، فجعل دوام جريها سَهَراً لها.

(سهل) (س) فيه «من كذب علىّ [متعمّدا](١) فقد اسْتَهَلَ مكانه من جهنم» أى تبوّأ واتّخذ مكانا سَهْلاً من جهنم ، وهو افتعل ، من السَّهْلِ ، وليس فى جهنم سهل.

وفى حديث رمى الجمار «ثم يأخذ ذات الشّمال فَيُسْهِلُ ، فيقوم مستقبل القبلة» أَسْهَلَ يُسْهِلُ إذا صار إلى السّهل من الأرض ، وهو ضد الحزن. أراد أنه صار إلى بطن الوادى.

(س) ومنه حديث أمّ سلمة فى مقتل الحسين رضى الله عنه «أن جبريل عليه‌السلام أتاه بِسِهْلَةٍ أو تراب أحمر» السِّهْلَةُ : رمل خشن ليس بالدّقاق النّاعم.

وفى صفته عليه الصلاة والسلام «أنه سَهْلُ الخدّين صلتهما» أى سائل الخدّين غير مرتفع الوجنتين. وقد تكرر ذكر السَّهْلِ فى الحديث ، وهو ضدّ الصعب ، وضد الحزن.

__________________

(١) زيادة من ا واللسان.

٤٢٨

(سهم) فيه «كان للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم سَهْمٌ من الغنيمة شهد أو غاب» السَّهْمُ فى الأصل واحد السِّهَامِ التى يضرب بها فى الميسر ، وهى القداح ، ثم سمّى به ما يفوز به الفالج سَهْمُهُ ، ثم كثر حتّى سمى كل نصيب سَهْماً. ويجمع السَّهْمُ على أَسْهُمٍ ، وسِهَامٍ ، وسُهْمَانٍ.

ومنه الحديث «ما أدرى ما السُّهْمَانُ».

وحديث عمر «فلقد رأيتنا نستفىء سُهْمَانَهُمَا».

ومنه حديث بريدة «خرج سَهْمُكَ» أى بالفلج والظّفر.

ومنه الحديث «اذهبا فتوخّيا ثم اسْتَهِمَا» أى اقترعا. يعنى ليظهر سهم كل واحد منكما.

وحديث ابن عمر «وقع فى سَهِمِي جارية» يعنى من المغنم. وقد تكرر ذكره فى الحديث مفردا ومجموعا ومصرّفا.

(س) وفى حديث جابر رضى الله عنه «أنه كان يصلى فى برد مُسَهَّم أخضر» أى مخطط فيه وشىء كالسّهام.

(ه) وفيه «فدخل عليّ سَاهِمَ الوجه» أى متغيّره. يقال سَهَمَ لونه يَسْهَمُ : إذا تغير عن حاله لعارض.

ومنه حديث أمّ سلمة «يا رسول الله ما لى أراك سَاهِمَ الوجه».

وحديث ابن عباس رضى الله عنهما فى ذكر الخوارج «مُسْهَمَةٌ وجوههم».

(سه) (ه) فيه «العين وكاء السّه» السّه : حلقة الدّبر ، وهو من الاست. وأصلها سته بوزن فرس ، وجمعها أستاه كأفراس ، فحذفت الهاء وعوّض منها الهمزة فقيل اسْتٌ. فإذا رددت إليها الهاء وهى لامها وحذفت العين التى هى التّاء انحذفت الهمزة التى جىء بها عوض الهاء ، فتقول سه بفتح السين ، ويروى فى الحديث «وكاء السَّتِ» بحذف الهاء وإثبات العين ، والمشهور الأوّل.

ومعنى الحديث أنّ الإنسان مهما كان مستيقظا كانت استه كالمشدودة الموكىّ عليها ،

٤٢٩

فإذا نام انحلّ وكاؤها. كنى بهذا اللفظ عن الحدث وخروج الرّيح ، وهو من أحسن الكنايات وألطفها.

(سها) فيه «أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم سَهَا فى الصلاة» السَّهْوُ فى الشىء : تركه عن غير علم. والسَّهْوُ عنه تركه مع العلم.

ومنه قوله تعالى (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ).

(ه) وفيه «أنه دخل على عائشة وفى البيت سَهْوَةٌ عليها ستر» السَّهْوَةُ : بيت صغير منحدر فى الأرض قليلا ، شبيه بالمخدع والخزانة. وقيل هو كالصّفّة تكون بين يدى البيت. وقيل شبيه بالرّفّ أو الطاق يوضع فيه الشىء.

(ه) وفيه «وإنّ عمل أهل النار سهلة بِسَهْوَةٍ» السَّهْوَةُ : الأرض اللينة التّربة. شبّه المعصية فى سهولتها على مرتكبها بالأرض السّهلة التى لا حزونة فيها.

(ه) ومنه حديث سلمان «حتى يغدو الرجل على البغلة السَّهْوَةِ فلا يدرك أقصاها» يعنى الكوفة. السَّهْوَةُ : اللّيّنة السّير التى لا تتعب راكبها.

ومنه الحديث «آتيك به غدا سَهْواً رهوا» أى ليّنا ساكنا.

(باب السين مع الياء)

(سيأ) (س) فيه «لا تسلّم ابنك سَيَّاءً» جاء تفسيره فى الحديث أنه الذى يبيع الأكفان ويتمنّى موت الناس ، ولعلّه من السّوء والمساءة ، أو من السَّيْءِ بالفتح ، وهو اللّبن الذى يكون فى مقدّم الضّرع. يقال سَيَّأْتُ الناقة إذا اجتمع السَّيْءُ فى ضرعها. وسَيَّأْتُهَا : حلبت ذلك منها ، فيحتمل أن يكون فعّالا ، من سَيَّأْتُهَا إذا حلبتها ، كذا قال أبو موسى.

(س) ومنه حديث مطرّف «قال لابنه لمّا اجتهد فى العبادة : خير الأمور أوساطها ، والحسنة بين السَّيِّئَتَيْنِ» أى الغلوّ سَيِّئَةٌ والتّقصير سَيِّئَةٌ ، والاقتصاد بينهما حسنة. وقد كثر ذكر السَّيِّئَةِ فى الحديث ، وهى والحسنة من الصفات الغالبة. يقال كلمة حسنة ، وكلمة سَيِّئَةٌ ،

٤٣٠

وفعلة حسنة وفعلة سَيِّئَةٌ ، وأصلها سيوئة فقلبت الواو ياء وأدغمت ، وإنما ذكرناها هنا لأجل لفظها.

(سيب) [ه] قد تكرر فى الحديث ذكر «السَّائِبَة ، والسَّوَائِبِ». كان الرجل إذا نذر لقدوم من سفر ، أو برء من مرض ، أو غير ذلك قال ناقتى سَائِبَةٌ ، فلا تمنع من ماء ولا مرعى ، ولا تحلب ، ولا تركب. وكان الرجل إذا أعتق عبدا فقال هو سَائِبَةٌ فلا عقل بينهما ولا ميراث. وأصله من تَسْيِيبِ الدّواب ، وهو إرسالها تذهب وتجىء كيف شاءت.

ومنه الحديث «رأيت عمرو بن لحىّ يجرّ قصبه فى النار ، وكان أوّل من سَيَّبَ السَّوَائِبَ وهى التى نهى الله عنها فى قوله : أمّ البحيرة ، وقد تقدمت فى حرف الباء.

(ه س) ومنه حديث عمر «الصّدقة والسَّائِبَةُ ليومهما» أى يراد بهما ثواب يوم القيامة : أى من أعتق سائبته ، وتصدّق بصدقته ، فلا يرجع إلى الانتفاع بشىء منها بعد ذلك فى الدنيا ، وإن ورثهما عنه أحد فليصرفهما فى مثلهما. وهذا على وجه الفضل وطلب الأجر ، لا على أنه حرام ، وإنما كانوا يكرهون أن يرجعوا فى شىء جعلوه لله وطلبوا به الأجر.

(س) ومنه حديث عبد الله «السَّائِبَةُ يضع ماله حيث شاء» أى العبد الذى يعتق سَائِبَةً ، ولا يكون ولاؤه لمعتقه ولا وارث له ، فيضع ماله حيث شاء. وهو الذى ورد النّهى عنه.

(س) ومنه الحديث «عرضت علىّ النار فرأيت صاحب السَّائِبَتَيْنِ يدفع بعصا» السَّائِبَتَانِ : بدنتان أهداهما النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى البيت ، فأخذهما رجل من المشركين فذهب بهما ، سمّاهما سَائِبَتَيْنِ ، لأنه سَيَّبَهُمَا لله تعالى.

(س) وفيه «إن رجلا شرب من سقاء ، فَانْسَابَتْ فى بطنه حيّة ، فنهى عن الشّرب من فم السّقاء» أى دخلت وجرت مع جريان الماء. يقال سَابَ الماء وانْسَابَ إذا جرى.

(س) وفى حديث عبد الرحمن بن عوف «إنّ الحيلة بالمنطق أبلغ من السُّيُوبِ فى الكلم» السُّيُوبُ : ما سُيِّبَ وخلّى فَسَابَ : أى ذهب. وسَابَ فى الكلام : خاض فيه بهذر. أى التلطّف والتقلّل منه أبلغ من الإكثار.

٤٣١

(ه) وفى كتابه لوائل بن حجر «وفى السُّيُوبِ الخمس» السُّيُوبُ : الرّكاز. قال أبو عبيد : ولا أراه أخذ إلّا من السَّيْبِ ، وهو العطاء ، وقيل السُّيُوبُ عروق من الذّهب والفضّة تَسِيبُ فى المعدن : أى تتكوّن فيه وتظهر. قال الزمخشرى : السُّيُوبُ [الرّكاز](١) جمع سَيْبٍ ، يريد به المال المدفون فى الجاهلية ، أو المعدن [وهو العطاء](٢) لأنه من فضل الله تعالى وعطائه لمن أصابه.

(س) وفى حديث الاستسقاء «واجعله سَيْباً نافعا» أى عطاء. ويجوز أن يريد مطرا سَائِباً : أى جاريا.

(ه) وفى حديث أسيد بن حضير «لو سألتنا سَيَابَة ما أعطيناكها» السَّيَابَةُ بفتح السين والتخفيف : البلحة ، وجمعها سَيَابٌ ، وبها سمّى الرجل سَيَابَة.

(سيج) فى حديث ابن عباس «أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يلبس فى الحرب من القلانس ما يكون من السِّيجَانِ الخضر» السِّيجَانُ جمع سَاجٍ وهو الطّيلسان الأخضر. وقيل هو الطيلسان المقوّر ينسج كذلك ، كأنّ القلانس كانت تعمل منها أو من نوعها. ومنهم من يجعل ألفه منقلبة عن الواو ومنهم من يجعلها عن الياء.

ومنه حديثه الآخر «أنه زرّ سَاجاً عليه وهو محرم فافتدى».

(ه) ومنه حديث أبى هريرة «أصحاب الدّجال عليهم السِّيجَانُ» وفى رواية «كلهم ذو سيف محلّى وسَاجٍ».

ومنه حديث جابر «فقام فى سَاجَةٍ» هكذا جاء فى رواية. والمعروف «نساجة» وهى ضرب من الملاحف منسوجة.

(سيح) (ه) فيه «لا سِيَاحَةَ فى الإسلام» يقال سَاحَ فى الأرض يَسِيحُ سِيَاحَةً إذا ذهب فيها. وأصله من السَّيْحِ وهو الماء الجارى المنبسط على وجه الأرض ، أراد مفارقة الأمصار وسكنى البرارى وترك شهود الجمعة والجماعات. وقيل أراد الذين يَسِيحُونَ فى الأرض بالشّرّ والنّميمة والإفساد بين الناس.

(ه) ومنه حديث عليّ رضى الله عنه «ليسوا بِالْمَسَايِيحِ البذر» أى الذين يسعون بالشّر والنّميمة. وقيل هو من التَّسْيِيحِ فى الثوب ، وهو أن تكون فيه خطوط مختلفة.

__________________

(١) الزيادة من الفائق ١ / ٦

(٢) الزيادة من الفائق ١ / ٦

٤٣٢

ومن الأوّل الحديث «سِيَاحَةُ هذه الأمة الصّيام» قيل للصائم سَائِحٌ ؛ لأن الذى يَسِيحُ فى الأرض متعبّد يَسِيحُ ولا زاد له ولا ماء ، فحين يجد يطعم. والصّائم يمضى نهاره لا يأكل ولا يشرب شيئا فشبّه به.

وفى حديث الزكاة «ما سقى بِالسَّيْحِ ففيه العشر» أى بالماء الجارى.

ومنه حديث البراء فى صفة بئر «فلقد أخرج أحدنا بثوب مخافة الغرق ثم سَاحَتْ» أى جرى ماؤها وفاضت.

وفيه ذكر «سَيْحَان» وهو نهر بالعواصم قريبا من المصيصة وطرسوس ، ويذكر مع جيحان.

(س) وفى حديث الغار «فَانْسَاحَتِ الصّخرة» أى اندفعت واتّسعت.

ومنه «سَاحَةُ الدّار» ويروى بالخاء (١) ، وقد سبق. وبالصّاد وسيجىء.

(سيخ) فى حديث يوم الجمعة «ما من دابّة إلّا وهى مُسِيخَةٌ» أى مصغية مستمعة. ويروى بالصّاد ، وهو الأصل.

(سيد) (س) فى حديث مسعود بن عمرو «لكأنّى بجندب بن عمرو أقبل كَالسِّيدِ» أى الذّئب. وقد يسمّى به الأسد. وقد تقدمت أحاديث السَّيِّد والسِّيَادَة فى السين والواو لأنه موضعها.

(سير) فيه «أهدى له أكيدر دومة حلّة سِيَرَاءَ» السِّيَرَاءُ بكسر السين وفتح الياء والمدّ : نوع من البرود يخالطه حرير كَالسُّيُورِ ، فهو فعلاء من السَّيْرِ : القدّ. هكذا يروى على الصفة. وقال بعض المتأخرين : إنما هو حلّة سِيَرَاء على الإضافة ، واحتجّ بأن سيبويه قال : لم يأت فِعَلاء صفة ، ولكن اسما. وشرح السِّيَرَاءَ بالحرير الصافى ، ومعناه حلّة حرير.

(س) ومنه «أنه أعطى عليّا بردا سِيَرَاءَ وقال : اجعله خمرا».

(س) ومنه حديث عمر «أنه رأى حلة سِيَرَاء تباع ، فقال : لو اشتريتها».

__________________

(١) أى انساخت الصخرة.

٤٣٣

ومنه حديثه الآخر «إنّ أحد عمّاله وفد إليه وعليه حلّة مُسَيَّرَة» أى فيها خطوط من إبريسم كَالسُّيُورِ. ويروى عن عليّ حديث مثله.

(س) وفيه «نصرت بالرّعب مَسِيرَةَ شهر» أى المسافة التى يُسَارُ فيها من الأرض ، كالمنزلة ، والمتهمة ، وهو مصدر بمعنى السّير ، كالمعيشة ، والمعجزة ، من العيش والعجز. وقد تكرر فى الحديث.

وفى حديث بدر ذكر «سَيِّرٍ» بفتح السين وتشديد الياء المكسورة : كثيب بين بدر والمدينة ، قسم عنده النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم غنائم بدر.

(س) وفى حديث حذيفة «تَسَايَرَ عنه الغضب» أى سَارَ وزال.

(سيس) (س) فى حديث البيعة «حملتنا العرب على سِيسَائِهَا» سِيسَاءُ الظّهر من الدواب مجتمع وسطه ، وهو موضع الركوب : أى حملتنا على ظهر الحرب وحاربتنا.

(سيط) فيه «معهم سِيَاطٌ كأذناب البقر» السِّيَاطُ : جمع سَوْط وهو الذى يجلد به. والأصل سواط بالواو فقلبت ياء للكسرة قبلها. ويجمع على الأصل أَسْوَاطاً.

وفى حديث أبى هريرة «فجعلنا نضربه بِأَسْيَاطِنَا وقسيّنا» هكذا روى بالياء ، وهو شاذّ ، والقياس أسواطنا ، كما قالوا فى جمع ريح أرياح شاذّا ، والقياس أرواح. وهو المطّرد المستعمل. وإنما قلبت الواو فى سياط للكسرة قبلها ، ولا كسرة فى أسواط.

(سيع) (ه) فى حديث هشام فى وصف ناقة «إنها لَمِسْيَاعٌ مرباع» أى تحتمل الضّيعة وسوء الولاية. يقال : أَسَاعَ ماله. أى أضاعه. ورجل مِسْيَاعٌ : أى مضياع.

(سيف) (س) فى حديث جابر «فأتينا سِيفَ البحر» : أى ساحله.

(سيل) (ه) فى صفته صلى‌الله‌عليه‌وسلم «سَائِلُ الأطراف» أى ممتدّها. ورواه بعضهم بالنون وهو بمعناه ، كجبريل وجبرين.

(سيم) (ه) فى حديث هجرة الحبشة «قال النجاشىّ للمهاجرين اليه : امكثوا فأنتم سُيُومٌ» أى آمنون. كذا جاء تفسيره فى الحديث ، وهى كلمة حبشية. وتروى بفتح السين.

٤٣٤

وقيل سُيُومٌ جمع سَائِم : أى تسومون فى بلدى كالغنم السائمة لا يعارضكم أحد.

(سيه) (س) فيه «وفى يده قوس آخذ بِسِيَتِهَا» سِيَةُ القوس : ما عُطِف من طرفيها ، ولها سِيَتان ، والجمع سِيَاتٌ وليس هذا بابها ، فإن الهاء فيها عوض من الواو المحذوفة كعدة.

(ه) ومنه حديث أبى سفيان «فانثنت علىّ سِيَتاها» يعنى سيتَىْ قوسه.

(سيا) (ه س) فى حديث جبير بن مطعم «قال له النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنما بنو هاشم وبنو المطلب سِيٌ واحد» هكذا رواه يحيى بن معين : أى مثل وسواء. يقال هما سِيَّانِ : أى مثلان. والرواية المشهورة فيه «شىء واحد» بالشين المعجمة.

٤٣٥

حرف الشين

(باب الشين مع الهمزة)

(شأب) فى حديث عليّ «تمريه الجنوب درر أهاضيبه ودفع شَآبِيبِهِ» الشَّآبِيبُ : جمع شُؤْبُوبٍ ، وهو الدّفعة من المطر وغيره.

(شأز) (ه) فى حديث معاوية «دخل على خاله أبى هاشم بن عتبة وقد طعن فبكى ، فقال : أوجع يُشْئِزُكَ؟ أم حرص على الدنيا» يُشْئِزُكَ : أى يقلقك. يقال شَئِزَ وشُئِزَ فهو مَشْئُوزٌ ، وأَشْأَزَهُ غيره. وأصله الشَّأْزُ ، وهو الموضع الغليظ الكثير الحجارة.

(شأشأ) فيه «أنّ رجلا من الأنصار قال لبعيره : شأ ، لعنك الله» يقال شَأْشَأْتُ بالبعير : إذا زجرته وقلت له شأ. ورواه بعضهم بالسين المهملة ، وهو بمعناه. وقال الجوهرى : «شَأْشَأْتُ بالحمار : دعوته وقلت له : تشؤ تشؤ» (١) ولعلّ الأوّل منه وليس بزجر.

(شأف) (ه) فيه «خرجت بآدم شَأْفَة فى رجله» الشَّأْفَة بالهمز وغير الهمز : قرحة تخرج فى أسفل القدم فتقطع أو تكوى فتذهب.

ومنه قولهم «استأصل الله شَأْفَتَهُ» أى أذهبه.

(ه) ومنه حديث عليّ رضي‌الله‌عنه «قال له أصحابه : لقد استأصلنا شَأْفَتَهُمْ» يعنون الخوارج.

(شأم) فى حديث ابن الحنظلية «حتى تكونوا كأنّكم شَأْمَةٌ فى الناس» الشَّأْمَةٌ : الخال فى الجسد معروفة ، أراد : كونوا فى أحسن زىّ وهيئة حتى تظهروا للناس وينظروا إليكم ، كما تظهر الشَّامَةُ وينظر إليها دون باقى الجسد.

__________________

(١) زاد فى الصحاح : وقال رجل من بنى الحرماز : تشأتشأ» ، وفتح الشين.

٤٣٦

(ه) وفيه «إذا نَشَأَتْ بحريّة ثم تَشَاءَمَتْ فتلك عين غديقة» أى أخذت نحو الشَّأْمِ. يقال أَشْأَمَ وشَاءَمَ إذا أتى الشَّأْمَ ، كأيمن ويامن ، فى اليمن.

(س) وفى صفة الإبل «ولا يأتى خيرها إلّا من جانبها الْأَشْأَمِ» يعنى الشّمال.

ومنه قولهم لليد الشمال : «الشُّؤْمَى» تأنيث الْأَشْأَمِ. يريد بخيرها لبنها ؛ لأنها إنما تحلب وتركب من الجانب الأيسر.

ومنه حديث عدى «فينظر أيمن منه وأَشْأَم منه فلا يرى إلّا ما قدّم».

(شأن) فى حديث الملاعنة «لكان لى ولها شَأْنٌ» الشَّأْنُ : الخطب والأمر والحال ، والجمع شُئُونٌ : أى لو لا ما حكم الله به من آيات الملاعنة ، وأنه أسقط عنها الحدّ لأقمته عليها حيث جاءت بالولد شبيها بالذى رميت به.

(س) ومنه حديث الحكم بن حزن «والشَّأْنُ إذ ذاك دون» أى الحال ضعيفة ، ولم ترتفع ولم يحصل الغنى.

ومنه الحديث «ثم شَأْنَكَ بأعلاها» أى استمتع بما فوق فرجها ، فإنه غير مضيّق عليك فيه. وشَأْنَكَ منصوب بإضمار فعل. ويجوز رفعه على الابتداء والخبر محذوف تقديره : مباح أو جائز.

وفى حديث الغسل «حتى تبلغ به شُئُونَ رأسها» هى عظامه وطرائقه ومواصل قبائله ، وهى أربعة بعضها فوق بعض.

(س) وفى حديث أيّوب المعلّم «لما انهزمنا ركبت شَأْناً من قصب ، فإذا الحسن على شاطىء دجلة ، فأدنيت الشَّأْنَ فحملته معى» قيل الشَّأْنُ : عرق فى الجبل فيه تراب ينبت ، والجمع شُئُونٌ. قال أبو موسى : ولا أرى هذا تفسيرا له.

(شأو) (س) فيه «فطلبته أرفع فرسى شَأْواً وأسير شَأْواً» الشَّأْوُ : الشّوط والمدى.

(س) ومنه حديث ابن عباس «قال لخالد بن صفوان صاحب ابن الزبير ، وقد ذكر سنّة العمرين فقال : تركتما سنّتهما شَأْواً بعيدا» وفى رواية «شَأْواً مغربا» ، والمغرب : البعيد. ويريد بقوله تركتما : خالدا وابن الزبير.

٤٣٧

(س) وفى حديث عمر «أنه قال لابن عباس : هذا الغلام الذى لم يجتمع شوى رأسه» يريد شئونه. وقد تقدمت.

(باب الشين مع الباء)

(شبب) [ه] فيه «أنه ائتزر ببردة سوداء ، فجعل سوادها يَشُبُ بياضه ، وجعل بياضه يَشُبُ سوادها» وفى رواية «أنه لبس مدرعة سوداء ، فقالت عائشة رضى الله عنها : ما أحسنها عليك يَشُبُ سوادها بياضك ، وبياضك سوادها» أى تحسّنه ويحسّنها. ورجل مَشْبُوبٌ إذا كان أبيض الوجه أسود الشّعر ، وأصله من شَبَ النار إذا أوقدها فتلألأت ضياء ونورا.

(ه) ومنه حديث أمّ سلمة رضى الله عنها حين توفّى أبو سلمة «قالت : جعلت على وجهى صبرا ، فقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنه يَشُبُ الوجه فلا تفعليه» أى يلوّنه ويحسّنه.

(س) ومنه حديث عمر رضى الله عنه فى الجواهر التى جاءته من فتح نهاوند «يَشُبُ بعضها بعضا».

(س [ه]) وفى كتابه لوائل بن حجر «إلى الأقيال العباهلة ، والأرواع الْمَشَابِيبِ» أى السادة الرّؤوس ، الزّهر الألوان ، الحسان المناظر ، واحدهم مَشْبُوبٌ ، كأنما أوقدت ألوانهم بالنّار. ويروى الْأَشِبَّاء ، جمع شَبِيبٍ ، فعيل بمعنى مفعول.

وفى حديث بدر «لمّا برز عتبة وشيبة والوليد ، برز إليهم شَبَبَةٌ من الأنصار» أى شُبَّانٌ ، واحدهم شَابٌ ، وقد صحّفه بعضهم : ستّة ، وليس بشىء.

(ه) ومنه حديث ابن عمر رضى الله عنهما «كنت أنا وابن الزّبير فى شَبَبَةٍ معنا» يقال شَبَ يَشِبُ شَبَاباً ، فهو شَابٌ ، والجمع شَبَبَةٌ وشُبَّانٌ.

(س) ومنه حديث شريح «تجوز شهادة الصّبيان على الكبار يُسْتَشَبُّونَ» أى يستشهد من شَبَ وكبر منهم إذا بلغ ، كأنه يقول : إذا تحمّلوها فى الصّبى ، وأدّوها فى الكبر جاز.

(ه) وفى حديث سراقة «اسْتَشِبُّوا على أسوقكم فى البول» أى استوفزوا عليها ،

٤٣٨

ولا تستقرّوا على الأرض بجميع أقدامكم وتدنوا منها ، من شلبّ الفرس يَشِبُ شِبَاباً ، إذا رفع يديه جميعا من الأرض.

وفى حديث أمّ معبد «فلما سمع حسّان شعر الهاتف شَبَّبَ يجاوبه» أى ابتدأ فى جوابه ، من تَشْبِيبِ الكتب ، وهو الابتداء بها والأخذ فيها ، وليس من تَشْبِيبِ النساء فى الشّعر. ويروى : نشب بالنون : أى أخذ فى الشعر وعلق فيه.

(س) وفى حديث عبد الرحمن بن أبى بكر رضى الله عنهما «أنه كان يُشَبِّبُ بليلى بنت الجودىّ فى شعره» تَشْبِيبُ الشّعر : ترقيقه بذكر النّساء.

وفى حديث أسماء «أنها دعت بمركن وشَبٍ يمان» الشَبُ : حجر معروف يشبه الزّاج ، وقد يدبغ به الجلود.

(شبث) فى حديث عمر قال : «الزبير ضرس ضبس شَبِثٌ» الشَّبِثُ بالشىء : المتعلّق به. يقال شَبِثَ يَشْبَثُ شَبَثاً. ورجل شَبِثٌ إذا كان من طبعه ذلك.

وفيه ذكر «شُبَيْثٍ» بضم الشين مصغر : ماء معروف.

ومنه «دارة شُبَيْثٍ».

(شبح) (ه) فى صفته صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أنه كان مَشْبُوحَ الذّراعين» أى طويلهما. وقيل عريضهما (١). وفى رواية «كان شَبْح الذّراعين» والشَّبْحُ : مدّك الشىء (٢) بين أوتاد كالجلد والحبل. وشَبَحْتُ العود إذا نحتّه حتى تعرّضه.

(ه) وفى حديث أبى بكر رضى الله عنه «أنه مرّ ببلال وقد شُبِحَ فى الرّمضاء» أى مدّ فى الشّمس على الرّمضاء ليعذّب.

ومنه حديث الدجال «خذوه فَاشْبَحُوهُ» وفى رواية «فَشَبِّحُوهُ».

(س) وفيه «فنزع سقف بيتى شَبْحَةً شَبْحَةً» أى عودا عودا.

__________________

(١) فى الدر النثير : قلت : رجح الفارسى وابن الجوزى الثانى.

(٢) فى الأصل : مد الشى ، والمثبت من ا واللسان والهروى.

٤٣٩

(شبدع) (ه) فيه «من عضّ على شِبْدِعِهِ سلم من الآثام» أى على لسانه. يعنى سكت ولم يخض مع الخائضين ، ولم يلسع به الناس ، لأنّ العاضّ على لسانه لا يتكلّم. والشِّبْدِعُ فى الأصل : العقرب.

(شبر) (س) فى دعائه لعلى وفاطمة رضى الله عنهما «جمع الله شملكما ، وبارك فى شَبْرِكُمَا» الشَّبْرُ فى الأصل : العطاء. يقال شَبَرَهُ شَبْراً إذا أعطاه ، ثم كنى به عن النّكاح لأنّ فيه عطاء.

(ه س) ومنه الحديث «نهى عن شَبْرِ الجمل» أى أجرة الضّراب. ويجوز أن يسمّى به الضّراب نفسه ، على حذف المضاف : أى عن كراء شَبْرِ الجمل ، كما قال : نهى عن عسب الفحل : أى عن ثمن عسبه.

(ه) ومنه حديث يحيى بن يعمر «قال لرجل خاصم امرأته فى مهرها : أإن سألتك ثمن شكرها وشَبْرِك أنشأت تطلّها» أراد بِالشَّبْرِ النكاح.

وفى حديث الأذان ذكر له «الشَّبُّورُ» وجاء فى الحديث تفسيره أنه البوق ، وفسّروه أيضا بالقبع (١). واللفظة عبرانيّة.

(شبرق) (س) فى حديث عطاء «لا بأس بالشِّبْرِقِ والضّغابيس ما لم تنزعه من أصله» الشِّبْرِقُ : نبت حجازى يؤكل وله شوك ، وإذا يبس سمّى الضّريع : أى لا بأس بقطعهما من الحرم إذا لم يستأصلا.

ومنه فى ذكر المستهزئين «فأما العاص بن وائل فإنه خرج على حمار فدخل فى أخمص رجله شِبْرِقَةٌ فهلك».

(شبرم) (س) فى حديث أم سلمة رضى الله عنها «أنها شربت الشُّبْرُمَ ، فقال إنه حارّ جارّ» الشُّبْرُمُ : حبّ يشبه الحمّص يطبخ ويشرب ماؤه للتّداوى. وقيل إنه نوع من الشّيح. وأخرجه الزمخشرى عن أسماء بنت عميس. ولعله حديث آخر.

__________________

(١) فى ا : القنع. وهو والقبع والقثع بالمعنى المذكور.

٤٤٠