النّهاية - ج ٢

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]

النّهاية - ج ٢

المؤلف:

مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]


المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٤
الصفحات: ٥٢٦

ضربت بِالْمِرْسَبِ رأس البطريق

كأنّه آلة لِلرُّسُوبِ.

(س) وفى حديث الحسن يصف أهل النّار «إذا طفت بهم النار أَرْسَبَتْهُمُ الأغلال» أى إذا رفعتهم وأظهرتهم حطّتهم الأغلال بثقلها إلى أسفلها.

(رسح) (س) فى حديث الملاعنة «إن جاءت به أَرْسَحَ فهو لفلان» الْأَرْسَحُ : الذى لا عجز له ، أو هى صغيرة لاصقة بالظّهر.

(س) ومنه الحديث «لا تسترضعوا أولادكم الرُّسْحَ ولا العمش ، فإن اللّبن يورث الرَّسَحَ والعمش» جمع رَسْحَاء وعمشاء.

(رسس) (ه) فى حديث ابن الأكوع «إن المشركين رَاسُّونَا الصّلح وابتدأونا (١) فى ذلك» يقال رَسَسْتُ بينهم أَرُسُ رَسّاً : أى أصلحت. وقيل معناه فاتحونا ، من قولهم بلغنى رَسٌ من خبر : أى أوّله. ويروى وَاسَوْنَا بالواو : أى اتّفقوا معنا عليه. والواو فيه بدل من همزة الأسوة.

[ه] ومنه حديث النخعى «إنى لأسمع الحديث أَرُسُّهُ فى نفسى وأحدّث به الخادم» أَرُسُّهُ فى نفسى : أى أثبته. وقيل أراد : أبتدئ بذكره ودرسه فى نفسى ، وأحدّث به خادمى أستذكره بذلك.

(ه) ومنه حديث الحجاج «أنه قال للنّعمان بن زرعة : أمن أهل الرَّسِ والرّهمسة أنت؟» أهل الرَّسُ : هم الذين يبتدئون الكذب ويوقعونه فى أفواه الناس. وقال الزمخشرى : هو من رَسَ بين القوم إذا أفسد ، فيكون قد جعله من الأضداد (٢).

وفى حديث بعضهم «إنّ أصحاب الرَّسِ قوم رَسُّوا نبيّهم» أى رَسُّوهُ فى بئر حتى مات.

(رسع) [ه] فى حديث ابن عمرو (٣) بن العاص «بكى حتى رَسَعَتْ عينه» أى تغيّرت وفسدت والتصقت أجفانها. وتفتح سينها وتكسر وتشدد أيضا. ويروى بالصاد. وسيذكر.

__________________

(١) فى الأصل : أى ابتدأونا ، وما أثبتناه من ا والهروى واللسان.

(٢) انظر الفائق ١ / ٤٨٠.

(٣) هو عبد الله كما فى اللسان.

٢٢١

(رسف) (س) فى حديث الحديبية «فجاء أبو جندل يَرْسُفُ فى قيوده» الرَّسْفُ والرَّسِيفُ : مشى المقيّد إذا جاء يتحامل برجله مع القيد.

(رسل) (ه) فيه «إن الناس دخلوا عليه بعد موته أَرْسَالاً يصلّون عليه» أى أفواجا وفرقا متقطّعة ، يتبع بعضهم بعضا ، واحدهم رَسَلٌ بفتح الراء والسين.

ومنه الحديث «إنّى فرط لكم على الحوض ، وإنه سيؤتى بكم رَسَلاً رَسَلاً فترهقون عنّى» أى فرقا. والرَّسَلُ : ما كان من الإبل والغنم من عشر إلى خمس وعشرين. وقد تكرر ذكر الْأَرْسَالِ فى الحديث.

[ه] ومنه حديث طهفة «ووقير كثير الرَّسَلِ قليل الرِّسْلِ» يريد أنّ الذي يُرْسَلُ من المواشى إلى الرعى كثير العدد ، لكنه قليل الرِّسْلِ ، وهو اللّبن ، فهو فعل بمعنى مفعل : أى أَرْسَلَهَا فهى مُرْسَلَةٌ. قال الخطّابى : هكذا فسّره ابن قتيبة. وقد فسّره العذرىّ وقال : كثير الرَّسَلِ : أى شديد التّفرّق فى طلب المرعى ، وهو أشبه ، لأنه قال فى أوّل الحديث : مات الودىّ وهلك الهدىّ ، يعنى الإبل ، فإذا هلكت الإبل مع صبرها وبقائها على الجدب كيف تسلم الغنم وتنمى حتى يكثر عددها؟ وإنما الوجه ما قاله العذرى ، فإن الغنم تتفرّق وتنتشر فى طلب المرعى لقلّته.

(ه) وفى حديث الزكاة «إلّا من أعطى فى نجدتها ورِسْلِهَا» النَّجْدَةُ : الشدّة. والرِّسْلُ بالكسر : الهينة والتأنّى. قال الجوهرى : يقال افعل كذا وكذا على رِسْلِكَ بالكسر : أى اتّئد فيه ، كما يقال على هينتك. قال : ومنه الحديث «إلا من أعطى فى نجدتها ورِسْلِهَا» أى الشدة والرخاء. يقول يعطى وهى سمان حسان يشتدّ عليه إخراجها فتلك نجدتها. ويعطى فى رِسْلِهَا وهى مهازيل مقاربة. وقال الأزهرى : معناه إلا من أعطى فى إبله ما يشقّ عليه عطاؤه ، فيكون نجدة عليه ، أى شدّة ، ويعطى ما يهون عليه إعطاؤه منها مستهينا به على رِسْلِهِ. وقال الأزهرى : قال بعضهم (١) : فى رِسْلِهَا أى بطيب نفس منه. وقيل ليس للهزال فيه معنى ؛ لأنه ذكر الرِّسْل بعد النّجدة ، على جهة التّفخيم

__________________

(١) هو ابن الأعرابى ؛ كما صرح به الهروى واللسان.

٢٢٢

[للإبل](١) فجرى مجرى قولهم : إلا من أعطى فى سمنها وحسنها ووفور لبنها ، وهذا كله يرجع إلى معنى واحد ، فلا معنى للهزال ؛ لأن من بذل حقّ الله من المضنون به كان إلى إخراجه مما يهون عليه أسهل ، فليس لذكر الهزال بعد السمن معنى.

قلت : والأحسن ـ والله أعلم ـ أن يكون المراد بالنّجدة : الشدّة والجدب ، وبِالرِّسْلِ : الرّخاء والخصب ؛ لأن الرِّسْلَ اللّبن ، وإنما يكثر فى حال الرّخاء والخصب ، فيكون المعنى أنه يخرج حقّ الله فى حال الضّيق والسّعة ، والجدب والخصب ؛ لأنه إذا أخرج حقّها فى سنة الضّيق والجدب كان ذلك شاقّا عليه ، فإنه إجحاف به ، وإذا أخرجها فى حال الرّخاء كان ذلك سهلا عليه ؛ ولذلك قيل فى الحديث : يا رسول الله وما نجدتها ورِسْلُهَا؟ قال : عسرها ويسرها ، فسمّى النّجدة عسرا والرِّسْلَ يسرا ؛ لأن الجدب عسر والخصب يسر ، فهذا الرّجل يعطى حقّها فى حال الجدب والضّيق وهو المراد بالنّجدة ، وفى حال الخصب والسّعة ، وهو المراد بِالرِّسْلِ. والله أعلم.

(ه) وفى حديث الخدرى «رأيت فى عام كثر فيه الرِّسْلُ البياض أكثر من السّواد ، ثم رأيت بعد ذلك فى عام كثر فيه التّمر ؛ السّواد أكثر من البياض» أراد بِالرِّسْلِ اللّبن ، وهو البياض إذا كثر قلّ التّمر ، وهو السّواد.

وفى حديث صفية «فقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «على رِسْلِكُمَا» أى اثبتا ولا تعجلا. يقال لمن يتأنّى ويعمل الشىء على هينته. وقد تكررت فى الحديث.

(ه س) وفيه «كان فى كلامه تَرْسِيلٌ» أى ترتيل. يقال تَرَسَّلَ الرجل فى كلامه ومشيه إذا لم يعجل ، وهو والتّرتيل سواء.

(س) ومنه حديث عمر «إذا أذّنت فَتَرَسَّلْ» أى تأنّ ولا تعجل.

(س) وفيه «أيّما مسلم اسْتَرْسَلَ إلى مسلم فغبنه فهو كذا» الِاسْتِرْسَالُ : الاستئناس والطّمأنينة إلى الإنسان والثّقة به فيما يحدّثه به ، وأصله السكون والثّبات.

ومنه الحديث «غبن الْمُسْتَرْسِل ربا».

__________________

(١) الزيادة من ا واللسان والهروى.

٢٢٣

(ه) وفى حديث أبى هريرة «أن رجلا من الأنصار تزوّج امرأة مُرَاسِلاً» أى ثيّبا. كذا قال الهروى.

وفى قصيد كعب بن زهير :

أمست سعاد بأرض لا يبلّغها

إلا العتاق النّجيبات المَرَاسِيلُ

المَرَاسِيلُ : جمع مِرْسَالٍ ، وهى السّريعة السّير

(رسم) (ه) فيه «لمّا بلغ كراع الغميم إذا النّاس يَرْسُمُونَ نحوه» أى يذهبون اليه سراعا. والرَّسِيمُ : ضرب من السّير سريع يؤثّر فى الأرض.

(س) وفى حديث زمزم «فَرُسِّمَتْ بالقباطىّ والمطارف حتى نزحوها» أى حشوها حشوا بالغا ، كأنّه مأخوذ من الثياب الْمُرَسَّمَةِ ، وهى المخطّطة خطوطا خفيّة. ورَسَمَ فى الأرض : غاب.

(رسن) (ه) فى حديث عثمان «وأجررت الْمَرْسُونَ رَسَنَهُ» الْمَرْسُونُ : الذى جعل عليه الرَّسَنُ ؛ وهو الحبل الذى يقاد به البعير وغيره. يقال رَسَنْتُ الدّابّة وأَرْسَنْتُهَا. وأجررته أى جعلته يجرّه ، وخلّيته يرعى كيف شاء. والمعنى أنه أخبر عن مسامحته وسجاحة أخلاقه ، وتركه التّضييق على أصحابه.

وفى حديث عائشة «قالت ليزيد بن الأصمّ ابن أخت ميمونة وهى تعاتبه : ذهبت والله ميمونة ورمى بِرَسَنِكَ على غاربك» أى خلّى سبيلك ، فليس لك أحد يمنعك مما تريده.

(باب الراء مع الشين)

(رشح) فى حديث القيامة «حتى يبلغ الرَّشْحُ آذانهم» الرَّشْحُ : العرق لأنه يخرج من البدن شيئا فشيئا كما يَرْشَحُ الإناء المتخلخل الأجزاء.

(ه) وفى حديث ظبيان «يأكلون حصيدها ويُرَشِّحُونَ خضيدها» الخَضِيدُ : المقطوع من شجر الثّمر. وتَرْشِيحِهِمْ له : قيامهم عليه وإصلاحهم له إلى أن تعود ثمرته تطلع ، كما يفعل بشجر الأعناب والنخيل.

٢٢٤

(س) ومنه حديث خالد بن الوليد «أنه رَشَّحَ ولده لولاية العهد» أى أهّله لها. والتَّرْشِيحُ : التّربية والتهيئة للشىء.

(رشد) فى أسماء الله تعالى «الرَّشِيدُ» هو الذى أَرْشَدَ الخلق إلى مصالحهم : أى هداهم ودلّهم عليها ، فعيل بمعنى مُفْعِل. وقيل هو الذى تنساق تدبيراته إلى غاياتها على سنن السّداد ، من غير إشارة مشير ولا تسديد مسدّد.

وفيه «عليكم بسنّتى وسنّة الخلفاء الرَّاشِدِينَ من بعدى» الرَّاشِدُ : اسم فاعل ، من رَشَدَ يَرْشُدُ رُشْداً ، ورَشِدَ يَرْشَدُ رَشَداً ، وأَرْشَدْتُهُ أنا. والرُّشْدُ : خلاف الغىّ. ويريد بِالرَّاشِدِينَ أبا بكر وعمر وعثمان وعليّا رضى الله عنهم ، وإن كان عامّا فى كل من سار سيرتهم من الأئمة.

ومنه الحديث «وإِرْشَادُ الضالّ» أى هدايته الطريق وتعريفه. وقد تكرر فى الحديث.

(س) وفيه «من ادّعى ولدا لغير رِشْدَةٍ فلا يرث ولا يورث» يقال هذا ولد رِشْدَةٍ إذا كان لنكاح صحيح ، كما يقال فى ضدّه : ولد زنية ، بالكسر فيهما. وقال الأزهرى فى فصل بغى : كلام العرب المعروف : فلان ابن زنية وابن رَشْدَةٍ ، وقد قيل زنية ورِشْدَةٌ ، والفتح أفصح اللّغتين.

(رشش) فيه «فلم يكونوا يَرُشُّونَ شيئا من ذلك» أى ينضحونه بالماء.

(رشق) فى حديث حسان قال له النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى هجائه للمشركين : «لهو أشدّ عليهم من رَشْقِ النّبل» الرَّشْقُ : مصدر رَشَقَهُ يَرْشُقُهُ رَشْقاً إذا رماه بالسّهام.

(س) ومنه حديث سلمة «فألحق رجلا فَأَرْشُقُهُ بسهم».

ومنه الحديث «فَرَشَقُوهُمْ رَشْقاً» ، ويجوز أن يكون هاهنا بالكسر وهو الوجه ، من الرّمى. وإذا رمى القوم كلهم دفعة واحدة قالوا رمينا رِشْقاً. والرِّشْقُ أيضا أن يرمى الرامى بالسّهام ، ويجمع على أَرْشَاقٍ.

(س) ومنه حديث فضالة «أنه كان يخرج فيرمى الْأَرْشَاقَ».

٢٢٥

(ه) وفى حديث موسى عليه‌السلام «كأنى بِرَشْقِ القلم فى مسامعى حين جرى على الألواح بكتبه التوراة» الرَّشْقُ والرِّشْقُ : صوت القلم إذا كتب به.

(رشا) (س) فيه «لعن الله الرَّاشِيَ والْمُرْتَشِيَ والرَّائِشَ» الرِّشْوَةُ والرُّشْوَةُ : الوصلة إلى الحاجة بالمصانعة. وأصله من الرِّشَاءِ الذى يتوصّل به إلى الماء. فَالرَّاشِي من يعطى الذى يعينه على الباطل. والْمُرْتَشِي الآخذ. والرَّائِشُ الذى يسعى بينهما يستزيد لهذا ويستنقص لهذا. فأمّا ما يعطى توصّلا إلى أخذ حق أو دفع ظلم فغير داخل فيه. روى أنّ ابن مسعود أخذ بأرض الحبشة فى شىء ، فأعطى دينارين حتى خلّى سبيله ، وروى عن جماعة من أئمة التابعين قالوا : لا بأس أن يصانع الرجل عن نفسه وماله إذا خاف الظلم.

(باب الراء مع الصاد)

(رصح) (ه) فى حديث اللعان «إن جاءت به أُرَيْصِحَ» هو تصغير الْأَرْصَحِ ، وهو الناتئ الأليتين ، ويجوز بالسين ، هكذا قال الهروى. والمعروف فى اللغة أن الأرسح والْأَرْصَحُ هو الخفيف لحم الأليتين ، وربما كانت الصاد بدلا من السين. وقد تقدم ذكر الأرسح.

(رصد) فى حديث أبى ذر «قال له عليه الصلاة والسلام : ما أحبّ عندى مثل أحد ذهبا فأنفقه فى سبيل الله وتمسى ثالثة وعندى منه دينار ، إلا دينارا أُرْصِدُهُ لدين» أى أعدّه. يقال رَصَدْتُهُ إذا قعدت له على طريقه تترقّبه ، وأَرْصَدْتُ له العقوبة إذا أعددتها له. وحقيقته جعلتها على طريقه كالمترقّبة له.

ومنه الحديث «فَأَرْصَدَ الله على مدرجته ملكا» أى وكّله بحفظ المدرجة ، وهى الطريق ، وجعله رَصَداً : أى حافظا معدّا.

(ه) ومنه حديث الحسن بن على ، وذكر أباه فقال «ما خلّف من دنياكم إلّا ثلاثمائة درهم كان أَرْصَدَهَا لشراء خادم».

(ه) وفى حديث ابن سيرين «كانوا لا يُرْصِدُونَ الثمار فى الدّين ، وينبغى أن يُرْصِدُوا العين فى الدّين» أى إذا كان على الرجل دين وعنده من العين مثله لم تجب عليه الزكاة ، فإن كان عليه

٢٢٦

دين وأخرجت أرضه ثمرا فإنه يجب فيه العشر ، ولم يسقط عنه فى مقابلة الدّين لاختلاف حكمهما ، وفيه بين الفقهاء خلاف.

(رصص) (ه) فيه «تَرَاصُّوا فى الصفوف» أى تلاصقوا حتى لا تكون بينكم فرج. وأصله تراصصوا ، من رَصَ البناء يَرُصُّهُ رَصّاً إذا ألصق بعضه ببعض ، فأدغم.

(ه) ومنه الحديث «لصبّ عليكم العذاب صبّا ثم لَرُصَ رَصّاً».

(ه) ومنه حديث ابن صياد «فَرَصَّهُ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» أى ضمّ بعضه إلى بعض. وقد تكرر فى الحديث.

(رصع) فى حديث الملاعنة «إن جاءت به أُرَيْصِع» هو تصغير الْأَرْصَعِ ، وهو بمعنى الأرسح. وقد تقدّم. قال الجوهرى : الْأَرْصَعُ لغة فى الأرسح ، والأنثى رَصْعَاءُ.

(س) وفى حديث ابن عمرو «أنّه بكى حتى رَصَعَتْ عينه» أى فسدت. وهو بالسين أشهر. وقد تقدم.

(س) وفى حديث قسّ «رَصِيع أيهقان» التَّرْصِيعُ : التّركيب والتّزيين. وسيف مُرَصَّعٌ أى محلّى بالرَّصَائِعِ ، وهى حلق من الحلىّ ، واحدتها رَصِيعَةٌ. والأيهقان : نبت. يعنى أنّ هذا المكان قد صار بحسن هذا النّبت كالشىء المحسّن المزيّن بِالتَّرْصِيعِ. ويروى رضيع أيهقان بالضاد.

(رصغ) (س) فيه «إنّ كمّه كان إلى رُصْغِهِ» هى لغة فى الرّسغ ، وهو مفصل ما بين الكفّ والسّاعد.

(رصف) فيه «أنه مضغ وترا فى رمضان ورَصَفَ به وتر قوسه» : أى شدّه به وقوّاه. والرَّصْفُ : الشّدّ والضّمّ. ورَصَفَ السّهم إذا شدّه بالرِّصَافِ ، وهو عقب يلوى على مدخل النّصل فيه.

(ه س) ومنه حديث الخوارج «ينظر فى رِصَافِهِ ، ثم فى قذذه فلا يرى شيئا» وواحد الرِّصَافُ : رَصَفَةٌ بالتّحريك. وقد تكرر فى الحديث.

٢٢٧

(ه) وفى حديث عمر «أتى فى المنام فقيل له تصدّق بأرض كذا ، قال : ولم يكن لنا مال أَرْصَفُ بنا منها ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : تصدّق واشترط» أى أرفق بنا وأوفق لنا. والرَّصَافَةُ : الرفق فى الأمور.

وفى حديث ابن الصّبغاء.

بين القران السّوء والتَّرَاصُفِ

التَّرَاصُفُ : تنضيد الحجارة وصفّ بعضها إلى بعض.

(ه) ومنه حديث المغيرة «لحديث من عاقل (١) أحبّ إلىّ من الشّهد بماء رَصَفَةٍ» الرَّصَفَةُ بالتحريك واحدة الرَّصَفِ ، وهى الحجارة التى يُرْصَفُ بعضها إلى بعض فى مسيل فيجتمع فيها ماء المطر.

(س) وفى حديث معاذ فى عذاب القبر «ضربه بِمِرْصَافَةٍ وسط رأسه» أى مطرقة ؛ لأنها يُرْصَفُ بها المضروب : أى يضمّ (٢).

(باب الراء مع الضاد)

(رضب) (ه) فيه «فكأنّى أنظر إلى رُضَابِ بزاق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم» قال الهروى : إنما أضاف الرُّضَابَ إلى البزاق ؛ لأن البزاق هو الرّيق السّائل ، والرُّضَابُ ما تحبّب منه وانتشر ، يريد كأنّى أنظر إلى ما تحبّب وانتشر من بزاقه حين تفل فيه.

(رضخ) (ه) فى حديث عمر «وقد أمرنا لهم بِرَضْخٍ فاقسمه بينهم» الرَّضْخُ : العطيّة القليلة.

ومنه حديث عليّ رضي‌الله‌عنه «ويَرْضَخُ له على ترك الدّين رَضِيخَةً» هى فعيلة من الرَّضْخِ : أى عطية.

(ه) وفى حديث العقبة «قال لهم : كيف تقاتلون؟ قالوا : إذا دنا القوم كانت الْمُرَاضَخَةُ»

__________________

(١) رواية الهروى : «لحديث من فى العاقل».

(٢) فى الدر النثير : قال الفارسى : ويروى بمرضاخة ، بالحاء والخاء وهى حجر ضخم.

٢٢٨

هى المراماة بالسهام (١) من الرَّضْخِ : الشّدخ. والرَّضْخُ أيضا : الدّقّ والكسر.

(س) ومنه حديث الجارية المقتولة على الأوضاح «فَرَضَخَ رأس اليهودى قاتلها بين حجرين».

(ه س) ومنه حديث بدر «شبّهتها النّواة تنزو من تحت الْمَرَاضِخِ» هى جمع مِرْضَخَةٍ وهى حجر يُرْضَخُ به النّوى ، وكذلك المِرْضَاخُ.

(ه) وفى حديث صهيب «أنه كان يَرْتَضِخُ لكنة روميّة ، وكان سلمان يَرْتَضِخُ لكنة فارسيّة» أى كان هذا ينزع فى لفظه إلى الرّوم ، وهذا إلى الفرس ، ولا يستمرّ لسانهما على العربيّة استمرارا.

(رضرض) (س) فى صفة الكوثر «طينه المسك ورَضْرَاضَهُ التّوم» الرَّضْرَاضُ : الحصى الصّغار. والتّوم : الدّرّ.

(ه) وفيه «أنّ رجلا قال له : مررت بجبوب بدر فإذا برجل أبيض رَضْرَاضٍ وإذا رجل أسود بيده مرزبة من حديد يضربه بها الضّربة بعد الضّربة ، فقال : ذاك أبو جهل» الرَّضْرَاضُ : الكثير اللّحم.

(رضض) فى حديث الجارية المقتولة على الأوضاح «إنّ يهوديا رَضَ رأس جارية بين حجرين» الرَّضُ : الدّق الجريش.

(س) ومنه الحديث «لصبّ عليكم العذاب صبّا ، ثم لَرُضَ رَضّاً» هكذا جاء فى رواية ، والصحيح بالصّاد المهملة. وقد تقدّم.

(رضع) [ه] فيه «فإنّما الرَّضَاعَةُ من المجاعة» الرَّضَاعَةُ بالفتح والكسر : الاسم من الْإِرْضَاع ، فأما من اللؤم فالفتح لا غير. يعنى أن الْإِرْضَاعَ الذى يحرّم النّكاح إنما هو فى الصّغر عند جوع الطّفل ، فأمّا فى حال الكبر فلا. يريد أنّ رِضَاعَ الكبير لا يحرّم.

(س) وفى حديث سويد بن غفلة «فإذا فى عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن لا يأخذ

__________________

(١) جاء فى الدر النثير : قال الفارسى : فيه نظر ، والأوجه أن تحمل على المراماة بالحجارة بحيث يرضخ بعضهم رأس بعض.

٢٢٩

من رَاضِع لبن» أراد بِالرَّاضِعِ ذات الدّرّ واللّبن. وفى الكلام مضاف محذوف تقديره : ذات رَاضِعٍ. فأما من غير حذف فَالرَّاضِعُ الصّغير الذى هو بعد يَرْضَع. ونهيه عن أخذها لأنّها خيار المال ، ومن زائدة ، كما تقول : لاتأكل من الحرام : أى لا تأكل الحرام. وقيل هو أن يكون عند الرّجل الشّاة الواحدة أو الّلقحة قد اتّخذها للدّرّ ، فلا يؤخذ منها شىء.

(س) وفى حديث ثقيف «أسلمها الرُّضَّاعَ وتركوا المصاع» الرُّضَّاعُ جمع رَاضِعٍ وهو اللّئيم ، سمّى به لأنه للؤمه يَرْضَعُ إبله أو غنمه [ليلا](١) لئلّا يسمع صوت حلبه. وقيل لأنه لا يَرْضَعُ الناس : أى يسألهم. وفى المثل : لئيم رَاضِعٌ. والمِصَاع : المضاربة بالسّيف.

[ه] ومنه حديث سلمة

خذها وأنا ابن الأكوع

واليوم يوم الرُّضَّعِ

جمع رَاضِعٍ كشاهد وشهّد : أى خذ الرّمية منّى واليوم يوم هلاك اللّئام.

ومنه رجز يروى لفاطمة عليها‌السلام :

ما بى من لؤم ولا رَضَاعَه

والفعل منه رَضُعَ بالضم.

ومنه حديث أبى ميسرة «لو رأيت رجلا يَرْضَعُ فسخرت منه خشيت أن أكون مثله» أى يَرْضَعُ الغنم من ضروعها ، ولا يحلب اللّبن فى الإناء للؤمه ، أى لو عيّرته بهذا لخشيت أن أبتلى به.

(ه) وفى حديث الإمارة «قال نعمت الْمُرْضِعَةُ وبئست الفاطمة» ضرب الْمُرْضِعَة مثلا للإمارة وما توصّله إلى صاحبها من المنافع ، وضرب الفاطمة مثلا للموت الذى يهدم عليه لذّاته ويقطع منافعها دونه.

(س) وفى حديث قسّ «رَضِيعُ أيهقان» رَضِيع : فعيل بمعنى مفعول ، يعنى أن النّعام فى هذا المكان ترتع هذا النّبت وتمصّه بمنزلة اللّبن لشدّة نعومته وكثرة مائه. ويروى بالصاد. وقد تقدم.

__________________

(١) زيادة من ا.

٢٣٠

(رضف) فى حديث الصلاة «كان فى التّشهد الأوّل كأنه على الرَّضْفِ» الرَّضْفُ : الحجارة المحماة على النار ، واحدتها رَضْفَةٌ.

(ه) ومنه حديث حذيفة ، وذكر الفتن «ثم التى تليها ترمى بِالرَّضْفِ» أى هى فى شدّتها وحرّها كأنها ترمى بِالرَّضْفِ.

(ه) ومنه الحديث «أنه أتى برجل نعت له الكىّ فقال : اكووه أو ارْضِفُوهُ» أى كمّدوه بالرضف.

وحديث أبى ذر «بشّر الكنّازين بِرَضْفٍ يحمى عليه فى نار جهنم».

(ه) ومنه حديث الهجرة «فيبيتان فى رسلهما ورَضِيفِهِمَا» الرَّضِيفُ : اللبن الْمَرْضُوف ، وهو الذى طرح فيه الحجارة المحماة ليذهب وخمه.

وحديث وابصة «مثل الذى يأكل القسامة كمثل جدى بطنه مملوء رَضْفاً».

(س) وفى حديث أبى بكر «فإذا قريص من ملّة فيه أثر الرَّضِيفِ» يريد قرصا صغيرا قد خبز بالملّة ، وهى الرّماد الحارّ. يقال رضفه يرضفه. والرّضيف : ما يشوى من اللحم على الرَّضْفِ : أى مَرْضُوفٌ ، يريد أثر ما علق بالقرص من دسم اللحم الْمَرْضُوفُ.

(س) ومنه «أنّ هندا بنت عتبة لمّا أسلمت أرسلت إليه بجديين مَرْضُوفَيْنِ».

(ه) وفى حديث معاذ فى عذاب القبر «ضربه بِمِرْضَافَة وسط رأسه» أى بآلة من الرَّضْفِ. ويروى بالصاد. وقد تقدم.

(رضم) (ه) فيه «أنه لما نزلت «وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» أتى رَضْمَةَ جبل فعلا أعلاها حجرا» الرَّضْمَةُ واحدة الرَّضْمِ والرِّضَامِ. وهى دون الهضاب. وقيل صخور بعضها على بعض.

ومنه حديث أنس فى المرتدّ نصرانيا «فألقوه بين حجرين ورَضَمُوا عليه الحجارة».

(س ه) ومنه حديث أبى الطفيل «لما أرادت قريش بناء البيت بالخشب وكان البناء الأوّل رَضْماً».

(ه) ومنه الحديث «حتى ركز الراية فى رَضْمٍ من حجارة».

٢٣١

(رضي) فى حديث الدعاء «اللهم إنى أعوذ بِرِضَاكَ من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، لا أحصى ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك» وفى رواية بدأ بالمعافاة ثم بِالرِّضَا ، إنما ابتدأ بالمعافاة من العقوبة ؛ لأنها من صفات الأفعال كالإماتة والإحياء. والرِّضَا والسّخط من صفات الذات. وصفات الأفعال أدنى رتبة من صفات الذات ، فبدأ بالأدنى مترقّيا إلى الأعلى. ثم لمّا ازداد يقينا وارتقاء ترك الصفات وقصر نظره على الذات فقال : أعوذ بك منك ، ثم لما ازداد قربا استحيا معه من الاستعاذة على بساط القرب ، فالتجأ إلى الثّناء فقال : لا أحصى ثناء عليك ، ثم علم أن ذلك قصور فقال : أنت كما أثنيت على نفسك ، وأمّا على الرواية الأولى فإنما قدّم الاستعاذة بِالرِّضَا على السّخط ؛ لأنّ المعافاة من العقوبة تحصل بحصول الرِّضَا ، وإنما ذكرها لأنّ دلالة الأولى عليها دلالة تضمين ، فأراد أن يدلّ عليها دلالة مطابقة ، فكنى عنها أوّلا ، ثم صرّح بها ثانيا ، ولأنّ الرَّاضِي قد يعاقب للمصلحة ، أو لاستيفاء حق الغير.

(باب الراء مع الطاء)

(رطأ) فى حديث ربيعة «أدركت أبناء أصحاب النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدّهنون بِالرِّطَاءِ» وفسّره فقال : الرِّطَاءُ التّدهّن الكثير ، أو قال الدّهن الكثير. وقيل الرِّطَاءُ هو الدّهن بالماء ، من قولهم : رَطَأْتُ القوم إذا ركبتهم بما لا يحبّون ؛ لأنّ الماء يعلوه الدّهن.

(رطب) (س) فيه «إنّ امرأة قالت : يا رسول الله إنّا كلّ على آبائنا وأبنائنا فما يحلّ لنا من أموالهم؟ قال : الرَّطْب تأكلنه وتهدينه» أراد ما لا يدّخر ولا يبقى كالفواكه والبقول والأطبخة ، وإنما خصّ الرَّطْبَ لأنّ خطبه أيسر والفساد إليه أسرع ، فإذا ترك ولم يؤكل هلك ورمى ، بخلاف اليابس إذا رفع وادّخر ، فوقعت المسامحة فى ذلك بترك الاستئذان ، وأن يجرى على العادة المستحسنة فيه ، وهذا فيما بين الآباء والأمّهات والأبناء ، دون الأزواج والزّوجات ، فليس لأحدهما أن يفعل شيئا إلا بإذن صاحبه.

(س) وفيه «من أراد أن يقرأ القرآن رَطْباً» أى ليّنا لا شدّة فى صوت قارئه.

(رطل) (ه) فى حديث الحسن «لو كشف الغطاء لشغل محسن بإحسانه ومسيء

٢٣٢

بإساءته عن تجديد ثوب أو تَرْطِيل شعر» هو تليينه بالدهن وما أشبهه.

(رطم) (س) فى حديث الهجرة «فَارْتَطَمَتْ بسراقة فرسه» أى ساخت قوائمها كما تسوخ فى الوحل.

ومنه حديث عليّ «من اتّجر قبل أن يتفقّه فقد ارْتَطَمَ فى الرّبا ، ثم ارْتَطَمَ ثم ارْتَطَمَ» أى وقع فيه وارتبك ونشب.

(رطن) (س) فى حديث أبى هريرة «قال أتت امرأة فارسية فَرَطَنَتْ له» الرَّطَانَةُ بفتح الراء وكسرها ، والتَّرَاطُنُ : كلام لا يفهمه الجمهور ، وإنما هو مواضعة بين اثنين أو جماعة ، والعرب تخص بها غالبا كلام العجم.

ومنه حديث عبد الله بن جعفر والنّجاشى «قال له عمرو : أما ترى كيف يَرْطُنُونَ بحزب الله» أى يكنون ، ولم يصرّحوا بأسمائهم. وقد تكرر فى الحديث.

(باب الراء مع العين)

(رعب) فيه «نصرت بِالرُّعْبِ مسيرة شهر» الرُّعْبُ : الخوف والفزع. كان أعداء النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد أوقع الله تعالى فى قلوبهم الخوف منه ، فإذا كان بينه وبينهم مسيرة شهر هابوه وفزعوا منه.

ومنه حديث الخندق :

إن الأولى رَعَبُوا علينا

هكذا جاء فى رواية بالعين المهملة ، ويروى بالغين المعجمة. والمشهور : بغوا ؛ من البغى. وقد تكرر الرُّعْب فى الحديث.

(رعبل) (ه) فيه «أنّ أهل اليمامة رَعْبَلُوا فسطاط خالد بالسّيف» أى قطّعوه. وثوب رَعَابِيلُ : أى قِطَعٌ.

ومنه قصيد كعب بن زهير :

ترمى (١) اللّبان بكفّيها ومدرعها

مشقق عن تراقيها رَعَابِيلُ

__________________

(١) الرواية فى شرح ديوانه ص ١٨ : «تفرى».

٢٣٣

(رعث) (ه) فيه «قالت أمّ زينب بنت نبيط : كنت أنا وأختاى فى حجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكان يحلّينا رِعَاثاً من ذهب ولؤلؤ» الرِّعَاثُ : القرطة ، وهى من حلىّ الأذن ، واحدتها رَعْثَةٌ ورَعَثَةٌ ، وجنسها الرَّعْثُ.

(ه) وفى حديث سحر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم «ودفن تحت رَاعُوثَةِ البئر» هكذا جاء فى رواية ، والمشهور بالفاء ، وهى هى وستذكر.

(رعج) (س) فى حديث الإفك «فَارْتَعَجَ العسكر» يقال رَعَجَهُ الأمر وأَرْعَجَهُ : أى أقلقه. ومنه رَعَجَ البرق وأَرْعَجَ ، إذا تتابع لمعانه.

(ه) ومنه حديث قتادة فى قوله تعالى : «(خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ) ، هم مشركو قريش يوم بدر خرجوا ولهم ارْتِعَاجٌ» أى كثرة واضطراب وتموّج.

(رعد) فى حديث يزيد بن الأسود «فجىء بهما تُرْعَدُ فرائصهما» أى ترجف وتضطرب من الخوف.

(س) ومنه حديث ابنى مليكة «إنّ أمّنا ماتت حين رَعَدَ الإسلام وبرق» أى حين جاء بوعيده وتهدّده. يقال رَعَدَ وبرق ، وأَرْعَدَ وأبرق : إذا توعّد وتهدّد.

(رعرع) (ه) فى حديث وهب «لو يمرّ على القصب الرَّعْرَاع لم يسمع صوته» هو الطّويل ، من تَرَعْرَعَ الصّبى إذا نشأ وكبر.

(رعص) (ه) فى حديث أبى ذر «خرج بفرس له فتمعّك ثم نهض ثم رَعَصَ» أى لمّا قام من متمعّكه انتفض وارتعد. يقال ارْتَعَصَتِ الشجرة : أى تحرّكت. ورَعَّصَتْهَا الرّيح وأَرْعَصَتْهَا. وارْتَعَصَتِ الحيّة إذا تلوّت (١).

(ه) ومنه الحديث «فضربت بيدها على عجزها فَارْتَعَصَتْ» أى تلوّت وارتعدت.

(رعظ) (س) فيه «أهدى له يكسوم سلاحا فيه سهم قد ركّب معبله فى رُعْظِهِ» الرُّعْظُ : مدخل النّصل فى السّهم. والمعبل والمعبلة : النّصل.

__________________

(١) قال العجاج ـ وأنشده الهروى :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

(اللسان ـ رعص).

٢٣٤

(رعع) (س) فى حديث عمر «أنّ الموسم يجمع رَعَاعَ النّاس» أى غوغاءهم وسقّاطهم وأخلاطهم ، الواحد رَعَاعَةٌ.

ومنه حديث عثمان حين تنكّر له الناس «إنّ هؤلاء النّفر رَعَاع غثرة».

وحديث عليّ «وسائر النّاس همج رَعَاعٌ».

(رعف) (ه) فى حديث سحر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم «ودفن تحت رَاعُوفَةِ البئر» هى صخرة تترك فى أسفل البئر إذا حفرت تكون ناتئة هناك ، فإذا أرادوا تنقية البئر جلس المنقّى عليها. وقيل هى حجر يكون على رأس البئر يقوم المستقى عليه. ويروى بالثاء المثلّثة. وقد تقدم.

(ه) وفى حديث أبى قتادة «أنه كان فى عرس فسمع جارية تضرب بالدّف ، فقال لها ارْعَفِي» أى تقدّمى (١). يقال : منه رَعِفَ بالكسر يَرْعَفُ بالفتح ، ومن الرُّعَافِ رَعَفَ بالفتح يَرْعُفُ بالضم.

(ه) ومنه حديث جابر «يأكلون من تلك الدّابة ما شاءوا حتى ارْتَعَفُوا» أى قويت أقدامهم فركبوها وتقدّموا.

(رعل) فى حديث ابن زمل «فكأنّى بِالرَّعْلَةِ الأولى حين أشفوا على المرج كبّروا ، ثم جاءت الرَّعْلَةُ الثانية ، ثم جاءت الرَّعْلَةُ الثالثة» يقال للقطعة من الفرسان رَعْلَة ، ولجماعة الخيل رَعِيلٌ.

ومنه حديث عليّ «سراعا إلى أمره رَعِيلاً» أى ركّابا على الخيل.

(رعم) (ه) فيه «صلّوا فى مراح الغنم وامسحوا رُعَامَهَا» الرُّعَامُ ما يسيل من أنوفها. وشاة رَعُومٌ.

(رعي) فى حديث الإيمان «حتى ترى رِعَاءَ الشّاء يتطاولون فى البنيان» الرِّعَاءُ بالكسر والمدّ جمع رَاعِي الغنم ، وقد يجمع على رُعَاةٍ بالضم.

(س) وفى حديث عمر «كأنه رَاعِي غنم» أى فى الجفاء والبذاذة.

(س) وفى حديث دريد «قال يوم حنين لمالك بن عوف : إنما هو رَاعِي ضأن ماله

__________________

(١) قال الهروى : ومنه قيل للفرس إذا تقدم الخيل : راعف. وأنشد

يرعف الالف بالمدجج ذي القو

نس حتّى يؤوب كالتمثال

٢٣٥

وللحرب!» كأنّه يستجهله ويقصّر به عن رتبة من يقود الجيوش ويسوسها.

وفيه «نساء قريش خير نساء ، أحناه على طفل فى صغره ، وأَرْعَاهُ على زوج فى ذات يده» هو من الْمُرَاعَاةِ : الحفظ والرّفق وتخفيف الكلف والأثقال عنه. وذات يده كناية عمّا يملك من مال وغيره.

ومنه الحديث «كُلُّكُم رَاعٍ وكلّكم مسئول عن رَعِيَّتِهِ» أى حافظ مؤتمن. والرَّعِيَةُ كل من شمله حفظ الرَّاعِي ونظره.

وفيه «إلّا إِرْعَاءً عليه» أى إبقاء ورفقا. يقال أَرْعَيْتُ عليه. والْمُرَاعَاةُ الملاحظة. وقد تكرر فى الحديث.

(ه) وفى حديث عمر «لا يعطى من الغنائم شيء حتى تقسم إلّا لِرَاعٍ أو دليل» الرّاعي هاهنا عين القوم على العدوّ ، من الرِّعَايَةِ والحفظ.

(س) ومنه حديث لقمان بن عاد «إذا رَعَى القوم غفل» يريد إذا تحافظ القوم لشيء يخافونه غفل ولم يَرْعَهُمْ.

وفيه «شر النّاس رجل يقرأ كتاب الله لا يَرْعَوِي إلى شىء منه» أى لا ينكفّ ولا ينزجر ، من رَعَا يَرْعُو إذا كفّ عن الأمور. وقد ارْعَوَى عن القبيح يَرْعَوِي ارْعِوَاءً. والاسم الرَّعْيَا بالفتح والضم. وقيل الِارْعِوَاءُ : النّدم على الشىء والانصراف عنه وتركه.

(ه) ومنه حديث ابن عباس «إذا كانت عندك شهادة فسئلت عنها فأخبر بها ولا تقل حتى آتى الأمير لعله يرجع أو يَرْعَوِي».

(باب الراء مع الغين)

(رغب) (س) فيه «أفضل العمل منح الرِّغَابِ ، لا يعلم حسبان أجرها إلا الله عزوجل» الرِّغَابُ : الإبل الواسعة الدّرّ الكثيرة النفع ، جمع الرَّغِيبِ وهو الواسع. يقال جوف رَغِيبٌ وواد رَغِيبٌ.

(س) ومنه حديث حذيفة «ظعن بهم أبو بكر ظعنة رَغِيبَةً ، ثم ظعن بهم عمر كذلك»

٢٣٦

أى ظعنة واسعة كبيرة. قال الحربى : هو إن شاء الله تسيير أبى بكر الناس إلى الشّام وفتحه إيّاها بهم ، وتسيير عمر إيّاهم إلى العراق وفتحها بهم.

ومنه حديث أبى الدرداء «بئس العون على الدّين قلب نخيب وبطن رَغِيبٌ».

(ه) وحديث الحجاج «لمّا أراد قتل سعيد بن جبير رضى الله عنه ائتونى بسيف رَغِيبٍ» أى واسع الحدّين يأخذ فى ضربته كثيرا من المضروب.

(ه) وفيه «كيف أنتم إذا مرج الدّين وظهرت الرَّغْبَةُ» أى قلّت العفّة وكثر السّؤال. يقال : رَغِبَ يَرْغَبُ رَغْبَةً إذا حرص على الشىء وطمع فيه. والرَّغْبَةُ السّؤال والطّلب.

(ه) ومنه حديث أسماء «أتتنى أمّى رَاغِبَةً (١) وهى مشركة» أى طامعة تسألنى شيئا.

وفى حديث الدعاء «رَغْبَةً ورهبة إليك» أعمل لفظ الرغبة وحدها ، ولو أعملهما معا لقال : رَغْبَةً إليك ورهبة منك ، ولكن لمّا جمعهما فى النّظم حمل أحدهما على الآخر كقول الشاعر (٢) :

وزجّجن الحواجب والعيونا

وقول الآخر :

متقلّدا سيفا ورمحا

ومنه حديث عمر رضى الله عنه «قالوا له عند موته : جزاك الله خيرا فعلت وفعلت ، فقال : رَاغِبٌ وراهب» يعنى أنّ قولكم لى هذا القول إمّا قول رَاغِبٍ فيما عندى ، أو راهب منّى. وقيل أراد : إنّنى رَاغِبٌ فيما عند الله وراهب من عذابه ، فلا تعويل عندى على ما قلتم من الوصف والإطراء.

(ه) ومنه الحديث «إنّ ابن عمر كان يزيد فى تلبيته : والرُّغْبَى إليك والعمل»

وفى رواية «والرَّغْبَاءُ إليك» بالمدّ ، وهما من الرَّغْبَةِ ، كالنّعمى والنّعماء من النّعمة.

__________________

(١) رواية الهروى : أتتنى أمى رَاغِبَة فى العهد الذى كان بين قريش وبين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٢) هو الراعى النميرى وصدر البيت :

إذا ما الغا نبات برزن يوماً

٢٣٧

(ه) وفى حديثه أيضا «لا تدع ركعتى الفجر فإنّ فيهما الرَّغَائِبَ» أى ما يُرْغَبُ فيه من الثّواب العظيم. وبه سمّيت صلاة الرَّغَائِبِ ، واحدتها رَغِيبَةٌ.

وفيه «إنى لَأَرْغَبُ بك عن الأذان» يقال رَغِبْتُ بفلان عن هذا الأمر إذا كرهته له وزهدت له فيه.

(ه) وفيه «الرُّغْبُ شؤم» أى الشّره والحرص على الدنيا. وقيل سعة الأمل وطلب الكثير.

ومنه حديث مازن.

وكنت امرأ بالرُّغْبِ والخمر مولعا

أى بسعة البطن وكثرة الأكل. ويروى بالزاى يعنى الجماع. وفيه نظر.

(رغث) (ه) فى حديث أبى هريرة «ذهب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنتم تَرْغَثُونَهَا» يعنى الدنيا. أى ترضعونها ، من رَغَثَ الجدي أمّه إذا رضعها.

ومنه حديث الصدقة «أن لا يؤخذ فيها الرّبّى والماخض والرَّغُوثُ» أى التى ترضع.

(رغس) (ه) فيه «إنّ رجلا رَغَسَهُ الله مالا وولدا» أى أكثر له منهما وبارك له فيهما. والرَّغْسُ : السّعة فى النّعمة ، والبركة والنّماء.

(رغل) فى حديث ابن عباس «أنه كان يكره ذبيحة الْأَرْغَلِ» أى الأقلف. وهو مقلوب الأغرل ، كجبذ وجذب.

(ه) وفى حديث مسعر «أنه قرأ على عاصم فلحن فقال أرَغَلْتَ؟» أى صرت صبيّا ترضع بعد ما مهرت القراءة. يقال رَغَلَ الصبىّ يَرْغَلُ إذا أخذ ثدى أمه فرضعه بسرعة. ويجوز بالزاى لغة فيه.

(رغم) فيه «أنه عليه‌السلام قال : رَغِمَ أنفه ، رَغِمَ أنفه ، رَغِمَ أنفه ، قيل من يا رسول الله؟ قال : من أدرك أبويه أو أحدهما حيّا ولم يدخل الجنة» يقال رَغِمَ يَرْغَمُ ، ورَغَمَ يَرْغَمُ رَغْماً ورِغْماً ورُغْماً ، وأَرْغَمَ الله أنفه : أى ألصقه بِالرَّغَامِ وهو التراب. هذا هو الأصل ، ثم استعمل فى الذّل والعجز عن الانتصاف ، والانقياد على كره.

٢٣٨

ومنه الحديث «إذا صلّى أحدكم فليلزم جبهته وأنفه الأرض حتى يخرج منه الرَّغْمُ» أى يظهر ذله وخضوعه.

(ه) ومنه الحديث «وإن رَغِمَ أنف أبى الدّرداء» (١) أى وإن ذلّ : وقيل وإن كره.

(ه) ومنه حديث معقل بن يسار «رَغِمَ أنفى لأمر الله» أى ذلّ وانقاد.

ومنه حديث سجدتى السهو «كانتا تَرْغِيماً للشيطان».

(ه) وحديث عائشة فى الخضاب «وأَرْغِمِيهِ» أى أهينيه وارمى به فى التراب.

(ه) وفيه «بعثت مَرْغَمَةً» الْمَرْغَمَةُ : الرُّغْمُ ، أى بعثت هوانا للمشركين وذلّا.

(ه) وفى حديث أسماء «إن أمّى قدمت علىّ رَاغِمَةً (٢) مشركة أفأصلها؟ قال : نعم» لمّا كان العاجز الذّليل لا يخلو من غضب قالوا : تَرَغَّمَ إذا غضب ، ورَاغَمَهُ إذا غاضبه ، تريد أنها قدمت علىّ غضبى لإسلامى وهجرتى متسخّطة لأمرى ، أو كارهة مجيئها إلىّ لو لا مسيس الحاجة ، وقيل هاربة من قومها ، من قوله تعالى «يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَسَعَةً» أى مهربا ومتّسعا.

(ه) ومنه الحديث «إن السّقط لَيُرَاغِمُ ربّه إن أدخل أبويه النار» أى يغاضبه.

(س) وفى حديث الشاة المسمومة «فلمّا أَرْغَمَ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أَرْغَمَ بشر بن البراء ما فى فيه» أى ألقى اللّقمة من فيه فى التراب.

(س) وفى حديث أبى هريرة «صلّ فى مراح الغنم وامسح الرَّغَامَ عنها» كذا رواه بعضهم بالغين المعجمة ، وقال : إنه ما يسيل من الأنف. والمشهور فيه والمروى بالعين المهملة. ويجوز أن يكون أراد مسح التّراب عنها رعاية لها وإصلاحا لشأنها.

(رغن) (ه) فى حديث ابن جبير «فى قوله تعالى : (أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ) : أى رَغَنَ» يقال رَغَنَ إليه وأَرْغَنَ إذا مال إليه وركن. قال الخطّابى : الذى جاء فى الرواية بالعين المهملة وهو غلط.

__________________

(١) فى الدر النثير : وإن رغم أنف أبى ذر.

(٢) رويت راغبة. وتقدمت فى رغب.

٢٣٩

(رغا) فيه «لا يأتى أحدكم يوم القيامة ببعير له رُغَاء» الرُّغَاءُ : صوت الإبل. وقد تكرر فى الحديث. يقال رَغَا يَرْغُو رُغَاءً ، وأَرْغَيْتُهُ أنا.

(س) ومنه حديث الإفك «وقد أَرْغَى الناس للرّحيل» أى حملوا رواحلهم على الرُّغَاءِ. وهذا دأب الإبل عند رفع الأحمال عليها.

(س) ومنه حديث أبى رجاء «لا يكون الرجل متّقيا حتى يكون أذلّ من قعود ، كلّ من أتى عليه أَرْغَاهُ» أى قهره وأذلّه ، لأن البعير لا يَرْغُو إلّا عن ذلّ واستكانة ، وإنما خصّ القعود لأن الفتىّ من الإبل يكون كثير الرُّغَاءِ.

وفى حديث أبى بكر رضى الله عنه «فسمع الرَّغْوَةَ خلف ظهره فقال : هذه رَغْوَةُ ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الجدعاء» الرَّغْوَةُ بالفتح : المرّة من الرّغاء ، وبالضم الاسم كالغرفة والغرقة.

وفى حديث «تَرَاغَوْا عليه فقتلوه» أى تصايحوا وتداعوا على قتله.

(س) وفى حديث المغيرة «مليلة الْإِرْغَاءِ» أى مملولة الصّوت ، يصفها بكثرة الكلام ورفع الصّوت ، حتى تضجر السامعين. شبّه صوتها بالرّغاء ، أو أراد إزباد شدقيها لكثرة كلامها ، من الرَّغْوَةِ : الزَّبَد.

(باب الراء مع الفاء)

(رفأ) (س) فيه «نهى أن يقال للمتزوّج : بالرِّفَاءِ والبنين» الرِّفَاءُ : الالتئام والاتّفاق والبركة والنّماء ، وهو من قولهم رَفَأْتُ الثّوب رَفْأً ورفوته رفوا. وإنما نهى عنه كراهية ؛ لأنه كان من عادتهم ، ولهذا سنّ فيه غيره.

(س) ومنه الحديث «كان إذا رَفَّأَ الإنسان قال : بارك الله لك وعليك ، وجمع بينكما على خير» ويهمز الفعل ولا يهمز.

ومنه حديث أم زرع «كنت لك كأبى زرع لأمّ زرع فى الألفة والرِّفَاءِ».

(س) ومنه الحديث «قال لقريش : جئتكم بالذّبح ، فأخذتهم كلمته ، حتى إنّ أشدّهم

٢٤٠