الشّفاعة في الكتاب والسنّة

الشيخ جعفر السبحاني

الشّفاعة في الكتاب والسنّة

المؤلف:

الشيخ جعفر السبحاني


الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ٠
الصفحات: ١١٠

٢ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أُعطيت خمساً ... وأُعطيت الشفاعة فادّخرتها لأُمتي فهي لمن لا يشرك بالله شيئاً» (١).

٣ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «شفاعتي نائلة إن شاء الله من مات ولا يشرك بالله شيئاً» (٢).

٤ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تفسير قوله : (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) : «هو المقام الذي أشفع لأُمتي فيه» (٣).

٥ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أنا أول شافع وأول مشفّع» (٤).

٦ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «شفاعتي لمن شهد أن لا إله إلّا الله مخلصاً يصدق قلبه لسانه ولسانه قلبه» (٥).

٧ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أُمتي» (٦).

٨ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «رأيت ما تلقى أُمتي بعدي (أي من الذنوب) فسألت الله أن يوليني شفاعة يوم القيامة فيهم ففعل» (٧).

٩ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من

__________________

(١) مسند أحمد : ١ / ٣٠١ و ٤ / ٤١٦ و ٥ / ١٤٨ وبهذا المضمون سنن النسائي : ١ / ١٧٢ ، وسنن الدارمي : ١ / ٣٢٣ و ٢ / ٢٢٤ ، وصحيح البخاري : ١ / ٩٢ و ١١٩.

(٢) مسند أحمد : ٢ / ٤٢٦.

(٣) مسند أحمد : ٢ / ٥٢٨ ، ٤٤٤ ، ٤٧٨ ، وسنن الترمذي : ٣ / ٣٦٥.

(٤) سنن الترمذي : ٥ / ٤٤٨ ، وسنن الدارمي : ١ / ٢٦ و ٢٧.

(٥) مسند أحمد : ٢ / ٣٠٧ و ٥١٨.

(٦) سنن ابن ماجة : ٢ / ١٤٤١ وبهذا المضمون مسند أحمد : ٣ / ٢١٣ ، وسنن أبي داود : ٢ / ٥٣٧ ، وسنن الترمذي : ٤ / ٤٥.

(٧) مسند أحمد : ٦ / ٤٢٨.

٨١

قال لا إله إلّا الله خالصاً من قلبه أو نفسه» (١).

١٠ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أنا أوّل شافع في الجنة» (٢).

١١ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «شفاعتي لكل مسلم» (٣).

١٢ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إذا كان يوم القيامة كنت امام النبيين وخطيبهم وصاحب شفاعتهم غير فخر» (٤).

١٣ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أنا سيد ولد آدم وأوّل شافع وأوّل مشفع ولا فخر» (٥).

١٤ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّي لأرجو أن أشفع يوم القيامة عدد ما على الأرض من شجرة ومدرة» (٦).

١٥ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ليخرجنّ قوم من أُمتي من النار بشفاعتي يسمّون الجهنميين» (٧).

١٦ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «خُيّرت بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أُمتي الجنة فاخترت الشفاعة لأنّها أعم وأكفى ، أترونها للمتقين؟ لا ، ولكنّها للمذنبين الخطائين المتلوثين» (٨).

__________________

(١) صحيح البخاري : ١ / ٣٦.

(٢) صحيح مسلم : ١ / ١٣٠ ، وسنن الدارمي : ١ / ٢٧.

(٣) سنن ابن ماجة : ٢ / ١٤٤٤.

(٤) سنن الترمذي : ٥ / ٢٤٧ ، وسنن ابن ماجة : ٢ / ١٤٤٣.

(٥) سنن ابن ماجة : ٢ / ١٤٤٠ وبهذا المضمون صحيح مسلم : ٧ / ٥٩ ، ومسند أحمد : ٢ / ٥٤٠.

(٦) مسند أحمد : ٥ / ٣٤٧.

(٧) سنن الترمذي : ٤ / ١١٤ ، وسنن ابن ماجة : ٢ / ١٤٤٣ وبهذا المضمون مسند أحمد : ٤ / ٤٣٤ ، وسنن أبي داود : ٢ / ٥٣٧.

(٨) سنن ابن ماجة : ٢ / ١٤٤١.

٨٢

١٧ ـ وحكى أبو ذر : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلّى ليلة فقرأ آية حتى أصبح يركع بها ويسجد بها : (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) فلمّا أصبح قلت : يا رسول الله ما زلت تقرأ هذه الآية حتى أصبحت تركع بها وتسجد بها ، قال : إنّي سألت ربّي عزوجل الشفاعة لأُمتي فأعطانيها فهي نائلة إن شاء الله لمن لا يشرك بالله عزوجل شيئاً» (١).

١٨ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يشفع النبيون والملائكة والمؤمنون فيقول الجبار : بقيت شفاعتي» (٢).

١٩ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ الله يخرج قوماً من النار بالشفاعة» (٣).

٢٠ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يشفع يوم القيامة الأنبياء ثمّ العلماء ثمّ الشهداء» (٤).

٢١ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «فإذا فرغ الله عزوجل من القضاء بين خلقه وأخرج من النار من يريد أن يخرج ، أمر الله الملائكة والرسل أن تشفع فيعرفون بعلاماتهم : إنّ النار تأكل كل شيء من ابن آدم إلّا موضع السجود» (٥).

٢٢ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «... فيؤذن للملائكة والنبيين والشهداء

__________________

(١) مسند أحمد : ٥ / ١٤٩.

(٢) صحيح البخاري : ٩ / ١٦٠ وبهذا المضمون مسند أحمد : ٣ / ٩٤.

(٣) صحيح مسلم : ١ / ١٢٢ وبهذا المضمون صحيح البخاري : ٨ / ١٤٣.

(٤) سنن ابن ماجة : ٢ / ١٤٤٣.

(٥) سنن النسائي : ٢ / ١٨١.

٨٣

أن يشفعوا فيشفعون ويخرجون من كان في قلبه ما يزن ذرة من إيمان» (١).

٢٣ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إذا ميّز أهل الجنة وأهل النار ، فدخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار قامت الرسل وشفعوا» (٢).

٢٤ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يشفع الأنبياء في كل من يشهد أن لا إله إلّا الله مخلصاً ، فيخرجونهم منها» (٣).

٢٥ ـ ذكرت الشفاعة عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : «إنّ الناس يعرضون على جسر جهنم ... وبجنبتيه الملائكة يقولون : اللهمّ سلّم سلّم ...» (٤).

٢٦ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حديث : «أمّا أهل النار الذين هم أهلها فلا يموتون فيها ولا يحيى ولكن ناس أصابتهم نار بذنوبهم أو بخطاياهم فأماتتهم إماتة ، حتى إذا كانوا فحماً أذن في الشفاعة فيخرجون ضبائر ضبائر» (٥).

٢٧ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حديث : «... فيشفعون حتى يخرج من قال لا إله إلّا الله ممّن في قلبه ميزان شعيرة» (٦).

__________________

(١) مسند أحمد : ٥ / ٤٣ بتلخيص منّا.

(٢) مسند أحمد : ٣ / ٣٢٥.

(٣) مسند أحمد : ٣ / ١٢.

(٤) مسند أحمد : ٣ / ٢٦.

(٥) مسند أحمد : ٣ / ٧٩ وبهذا المضمون سنن ابن ماجة : ٢ / ١٤٤١ ، وسنن الدارمي : ٢ / ٣٣٢ ، ومسند أحمد : ٣ / ٥.

(٦) مسند أحمد : ٣ / ٣٤٥.

٨٤

٢٨ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يشفع الشهيد في سبعين إنساناً من أهل بيته» (١).

٢٩ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من تعلّم القران (من قرأ القران) فاستظهره فأحلّ حلاله وحرّم حرامه أدخله الله به الجنة وشفّعه في عشرة من أهل بيته كلّهم قد وجبت له النار» (٢).

٣٠ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حديث : «إذا بلغ الرجل التسعين غفر الله ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر وسمي أسير الله في الأرض ، وشفّع في أهله» (٣).

٣١ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ليدخلنّ الجنة بشفاعة رجل من أُمتي أكثر من بني تميم» (٤).

٣٢ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ من أُمتي لمن يشفع لأكثر من ربيعة ومضر» (٥).

٣٣ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ليدخلنّ الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين أو مثل أحد الحيين ربيعة ومضر» (٦).

٣٤ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ الرجل من أُمتي ليشفع للفئام من

__________________

(١) سنن أبي داود : ٢ / ١٥ ، وبهذا المضمون مسند أحمد : ٤ / ١٣١ ، وسنن الترمذي : ٣ / ١٠٦.

(٢) سنن الترمذي : ٤ / ٢٤٥ ، وسنن ابن ماجة : ١ / ٧٨ ، ومسند أحمد : ١ / ١٤٨ و ١٤٩.

(٣) مسند أحمد : ٢ / ٨٩ ، وبهذا المضمون ما في : ٣ / ٢١٨.

(٤) سنن الدارمي : ٢ / ٣٢٨ ، وسنن الترمذي : ٤ / ٤٦ ، وسنن ابن ماجة : ٢ / ١٤٤٤ ، ومسند أحمد : ٣ / ٤٧٠ و ٥ / ٣٦٦.

(٥) مسند أحمد : ٤ / ٢١٢.

(٦) مسند أحمد : ٥ / ٢٥٧.

٨٥

الناس فيدخلون الجنة وإنّ الرجل ليشفع للقبيلة ، وإنّ الرجل ليشفع للعصبة ، وإنّ الرجل ليشفع للثلاثة ، وللرجلين ، وللرجل» (١).

٣٥ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصف الناس (أهل الجنة) صفوفاً فيمر الرجل من أهل النار على الرجل فيقول : يا فلان أما تذكر يوم استقيت فسقيتك شربة؟ قال : فيشفع له ، ويمرّ الرجل فيقول : أما تذكر يوم ناولتك طهوراً؟ فيشفع له» (٢).

٣٦ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حديث : «لا يصبر على لأوائها (أي المدينة) وشدتها إلّا كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة» (٣).

٣٧ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لخادمه : «ما حاجتك؟ قال : حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة ، قال : ومن دلّك على هذا؟ قال : ربي ، قال : أما فأعنّي بكثرة السجود» (٤).

٣٨ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من صلّى على محمد وقال : اللهمّ أنزله المقعد المقرّب عندك يوم القيامة ، وجبت له شفاعتي» (٥).

٣٩ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من قال حين يسمع النداء : «اللهمّ ربّ هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته» حلّت له شفاعتي يوم القيامة» (٦).

__________________

(١) مسند أحمد : ٣ / ٢٠ و ٦٣ ، وسنن الترمذي : ٤ / ٤٦.

(٢) سنن ابن ماجة : ٢ / ١٢١٥.

(٣) موطأ مالك : ٢ / ٢٠١ ، ومسند أحمد : ٢ / ١١٩ وص ١٣٣ ومواضع أخر من هذا الكتاب.

(٤) مسند أحمد : ٣ / ٥٠٠ ، وبهذا المضمون ما في : ٤ / ٥٩.

(٥) مسند أحمد : ٤ / ١٠٨.

(٦) صحيح البخاري : ١ / ١٥٩ ، وبهذا المضمون ما في مسند أحمد : ٣ / ٣٥٤ ، وسنن ابن ماجة : ١ / ٢٣٩ ، وسنن الترمذي : ١ / ١٣٦ ، وسنن النسائي : ٢ / ٢٢ ، وسنن أبي داود : ١ / ١٢٦.

٨٦

٤٠ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثمّ صلّوا عليّ فإنّه من صلّى عليّ صلاة صلّى الله عليه عشراً ، ثمّ سلوا الله عزوجل لي الوسيلة فمن سأل الله لي الوسيلة حلّت عليه الشفاعة» (١).

٤١ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من غشّ العرب لم يدخل في شفاعتي ولم تنله مودّتي» (٢).

٤٢ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ اللعّانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة» (٣).

٤٣ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «تعلّموا القران فإنّه شافع لأصحابه يوم القيامة» (٤).

٤٤ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ سورة من القران ثلاثين آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي : تبارك الذي بيده الملك» (٥).

٤٥ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «الصيام والقران يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي ربّي منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفّعني

__________________

(١) سنن أبي داود : ١ / ١٢٤ ، وصحيح مسلم : ٢ / ٤ ، وسنن الترمذي : ٥ / ٢٤٦ و ٢٤٧ ، وسنن النسائي : ٢ / ٢٢ ، ومسند أحمد : ٢ / ١٦٨.

(٢) مسند أحمد : ١ / ٧٢ ، ولا يتوهم أنّ هذا الحديث تكريس بالقومية المبغوضة في الإسلام لأنّ من المعلوم أنّ المراد من العرب ، المسلمين فيكون بمنزلة «من غشّ مسلماً فليس بمسلم لأنّ المسلم يوم ذاك كان منحصراً في العرب».

(٣) مسند أحمد : ٦ / ٤٤٨ ، وصحيح مسلم : ٨ / ٢٤.

(٤) مسند أحمد : ٥ / ٢٥١.

(٥) مسند أحمد : ٢ / ١٩٩ وص ٣٢١ ، وسنن الترمذي : ٤ / ٢٣٨.

٨٧

فيه ، ويقول القران : منعته النوم بالليل فشفّعني فيه ، قال : فيشفعان» (١).

٤٦ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إن أقربكم منّي غداً وأوجبكم عليَّ شفاعة : أصدقكم لساناً وأدّاكم لأمانتكم وأحسنكم خلقاً ، وأقربكم من الناس» (٢).

٤٧ ـ روى أنس بن مالك عن أبيه قال : سألت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يشفع لي يوم القيامة فقال : أنا فاعل ، قلت : يا رسول الله فأين أطلبك؟ قال : اطلبني أوّل ما تطلبني على الصراط ، قلت : فإن لم ألقك على الصراط؟ قال : فاطلبني عند الميزان ، قلت : فإن لم ألقك عند الميزان؟ قال : فاطلبني عند الحوض فإنّي لا أخطئ هذه الثلاث المواطن» (٣).

٤٨ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حديث : «أنا سيد الناس يوم القيامة ... ثمّ يقال : يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفّع ، فأرفع رأسي فأقول : يا ربّي أُمتي يا ربّي أُمتي يا ربّي أُمتي ، فيقول : يا محمد أدخل من أُمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة» (٤).

٤٩ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أنا أوّل الناس يشفع في الجنة وأنا أكثر الأنبياء تبعاً» (٥).

٥٠ ـ أخرج ابن مردويه عن طلق بن حبيب : كنت أشد الناس

__________________

(١) مسند أحمد : ٢ / ١٧٤.

(٢) تيسير المطالب في أمالي الإمام علي بن أبي طالب ، تأليف السيد يحيى بن الحسين من أحفاد الإمام زيد (المتوفى عام ٤٢٤) ، ص ٤٤٢ ـ ٤٤٣.

(٣) سنن الترمذي : ج ٤ الباب التاسع ، الحديث ٢٥٥٠.

(٤) سنن الترمذي : ج ٤ الباب العاشر ، الحديث ٢٥٥١.

(٥) صحيح مسلم : ١ / ١٣٠.

٨٨

تكذيباً بالشفاعة حتى لقيت جابر بن عبد الله فقرأت عليه كل آية أقدر عليها يذكر الله فيها خلود أهل النار ، فقال : يا طلق أتراك أقرأ لكتاب الله وأعلم لسنّة رسول الله منّي؟ إنّ الذين قرأت هم أهلها هم المشركون ، ولكن هؤلاء قوم أصابوا ذنوباً فعذّبوا ثمّ أخرجوا منها ثمّ أهوى بيديه إلى أُذنيه ، فقال : صمّتا إن لم أكن سمعت رسول الله يقول : يخرجون من النار بعد ما دخلوا ، ونحن نقرأ كما قرأت.

وعن ابن أبي حاتم عن يزيد الفقير ، قال : جلست إلى جابر بن عبد الله وهو يحدّث ، فحدّث أنّ ناساً يخرجون من النار ، قال : وأنا يومئذٍ أنكر ذلك ، فغضبت وقلت : ما أعجب من الناس ولكن أعجب منكم يا أصحاب محمد تزعمون أنّ الله يخرج ناساً من النار والله يقول : (يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها) فانتهرني أصحابه وكان أحلمهم ، فقال : دعوا الرجل إنّما ذلك للكفار ، فقرأ : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذابِ يَوْمِ الْقِيامَةِ) حتى بلغ (وَلَهُمْ عَذابٌ مُقِيمٌ) أما تقرأ القران؟ قلت : بلى قد جمعته ، قال : أليس الله يقول : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) فهو ذلك المقام فإنّ الله تعالى يحتبس أقواماً بخطاياهم في النار ما شاء لا يكلّمهم فإذا أراد أن يخرجهم أخرجهم قال : فلم أعد بعد ذلك إلى أن أكذب به ...» (١).

* * *

__________________

(١) تفسير ابن كثير : ٢ / ٥٤ كما في حياة الصحابة للشيخ محمد يوسف الكاندهلوي : ٣ / ٤٧١ ـ ٤٧٢.

٨٩

هذه خمسون حديثاً رواها أهل السنّة عن النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولو أضفنا إليها الصور المختلفة لكل حديث لتجاوز عدد الأحاديث المائة حديث ، ولكن اكتفينا بهذا المقدار وأشرنا إلى المواضع التي نقلت فيها صورها المختلفة والناظر فيها يذعن بأنّ الاعتقاد بالشفاعة كان أمراً مسلّماً بين جماهير المسلمين كما يذعن بأنّها لم تكن عندهم مطلقة عن كل قيد ، بل لها شرائط خصوصاً في جانب المشفوع له ، وأنّ هناك شفعاء وسنشير في خاتمة المطاف إلى فذلكة الروايات وعصارتها في المواضع المختلفة.

هلمّ معي نقرأ ما روته الإمامية في هذا الباب من الأحاديث الكثيرة من النبي الأكرم والأئمة المعصومين ، ولأجل سهولة الإرجاع إليها نحافظ على التسلسل المذكور في الأحاديث السابقة.

* * *

أحاديث الشفاعة عند الشيعة الإمامية

٥١ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّي لأشفع يوم القيامة وأُشفّع. ويشفع عليٌّ فيُشفّع ، ويشفع أهل بيتي فيشفّعون» (١).

٥٢ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أُعطيت خمساً ... أُعطيت الشفاعة» (٢).

٥٣ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ الله أعطاني مسألة فادّخرت مسألتي

__________________

(١) مناقب ابن شهرآشوب : ٢ / ١٥ وبهذا المضمون في مجمع البيان : ١ / ١٠٤.

(٢) من لا يحضره الفقيه : ١ / ١٥٥.

٩٠

لشفاعة المؤمنين من أُمتي يوم القيامة ففعل ذلك» (١).

٥٤ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ من أُمتي من سيدخل الله الجنة بشفاعته أكثر من مضر» (٢).

٥٥ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من أُمتي» (٣).

٥٦ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «الشفعاء خمسة : القران ، والرحم ، والأمانة ، ونبيكم ، وأهل بيت نبيكم» (٤).

٥٧ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يقول الرجل من أهل الجنة يوم القيامة : أي ربّي عبدك فلان سقاني شربة من ماء في الدنيا ، فشفّعني فيه فيقول : اذهب فأخرجه من النار فيذهب فيتجسس في النار حتى يخرجه منها» (٥).

٥٨ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ادّخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أُمّتي» (٦).

٥٩ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إنّ أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع في أربعين من إخوانه» (٧).

__________________

(١) أمالى الشيخ الطوسي : ٣٦.

(٢) مجمع البيان : ١٠ / ٣٩٢.

(٣) من لا يحضره الفقيه : ٣ / ٣٧٦.

(٤) مناقب ابن شهرآشوب : ٢ / ١٤.

(٥) مجمع البيان : ١٠ / ٣٩٢.

(٦) مجمع البيان : ١ / ١٠٤ ، ويقول الطبرسي : إنّ هذا الحديث مما قبلته الأُمة الإسلامية.

(٧) مجمع البيان : ١ / ١٠٤.

٩١

٦٠ ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أيّما امرأة صلّت في اليوم والليلة خمس صلوات ، وصامت شهر رمضان وحجّت بيت الله الحرام ، وزكّت مالها ، وأطاعت زوجها ووالت علياً بعدي دخلت الجنة بشفاعة بنتي فاطمة» (١).

أحاديث الشفاعة عن الإمام عليّ عليه‌السلام :

٦١ ـ قال علي عليه‌السلام : «لنا شفاعة ولأهل مودّتنا شفاعة» (٢).

٦٢ ـ قال علي عليه‌السلام : «ثلاثة يشفعون إلى الله عزوجل فيشفّعون :

الأنبياء ، ثمّ العلماء ثمّ الشهداء» (٣).

٦٣ ـ قال علي عليه‌السلام لولده محمد الحنفية : «اقبل من متنصّل عذره ، فتنالك الشفاعة» (٤).

٦٤ ـ قال علي عليه‌السلام : «اعلموا أنّ القران شافع ومشفّع ، وقائل ومصدّق ، وأنّه من شفّع له القران يوم القيامة شفّع فيه» (٥).

٦٥ ـ قال علي عليه‌السلام : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا قمت المقام المحمود تشفّعت في أصحاب الكبائر من أُمتي فيشفّعني الله فيهم ، والله لا تشفّعت فيمن آذى ذرّيتي» (٦).

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٢٩١.

(٢) خصال الصدوق : ٦٢٤.

(٣) خصال الصدوق : ١٥٦.

(٤) من لا يحضره الفقيه : ٤ / ٢٧٩.

(٥) نهج البلاغة ، الخطبة : ١٧١.

(٦) أمالي الصدوق : ١٧٧.

٩٢

٦٦ ـ قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «إنّ للجنة ثمانية أبواب باب يدخل منه النبيون والصديقون ، وباب يدخل منه الشهداء والصالحون ، وخمسة أبواب يدخل منها شيعتنا ومحبّونا فلم أزل واقفاً على الصراط أدعو وأقول : ربّ سلّم شيعتي ومحبّي وأنصاري ومن تولّاني في دار الدنيا فإذا النداء من بطنان العرش : قد أُجيبت دعوتك وشفّعت في شيعتك ، ويشفع كل رجل من شيعتي ومن تولّاني ونصرني وحارب من حاربني بفعل أو قول في سبعين ألفاً من جيرانه وأقربائه ، وباب يدخل منه سائر المسلمين ممّن يشهد أن لا إله إلّا الله ولم يكن في قلبه مقدار ذرّة من بغضنا أهل البيت» (١).

٦٧ ـ قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : «سمعت النبي يقول : إذا حشر الناس يوم القيامة ناداني مناد : يا رسول الله إنّ الله جلّ اسمه قد أمكنك من مجازاة محبيك ومحبّي أهل بيتك الموالين لهم فيك والمعادين لهم فيك فكافهم بما شئت فأقول : يا ربّ الجنة فأبوِّئُهم منها حيث شئت ، فذلك المقام المحمود الذي وعدت به» (٢).

٦٨ ـ عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : «قالت فاطمة عليها‌السلام لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا أبتاه أين ألقاك يوم الموقف الأعظم ويوم الأهوال ويوم الفزع الأكبر؟ قال : يا فاطمة عند باب الجنة ومعي لواء الحمد وأنا الشفيع لأُمتي إلى ربّي. قالت : يا أبتاه فإن لم ألقك هناك؟ قال :

__________________

(١) بحار الأنوار : ٨ / ٣٩ نقلاً عن أمالي الصدوق : ٣٩.

(٢) بحار الأنوار : ٨ / ٣٩ ـ ٤٠ نقلاً عن أمالي الصدوق : ١٨٧.

٩٣

ألقيني على الحوض وأنا أسقي أُمتي ، قالت : يا أبتاه إن لم ألقك هناك؟ قال : ألقيني على الصراط وأنا قائم أقول : ربّ سلّم أُمتي ، قالت : فإن لم ألقك هناك؟ قال : ألقيني وأنا عند الميزان ، أقول : ربّي سلّم أُمتي ، قالت : فإن لم ألقك هناك؟ قال : ألقيني على شفير جهنّم أمنع شررها ولهبها عن أُمتي فاستبشرت فاطمة بذلك ، صلّى الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها» (١).

أحاديث الشفاعة عن سائر أئمة أهل البيت عليهم‌السلام :

٦٩ ـ قال الحسن عليه‌السلام : «إنّ النبي قال في جواب نفر من اليهود سألوه عن مسائل : وأمّا شفاعتي ففي أصحاب الكبائر ما خلا أهل الشرك والظلم» (٢).

٧٠ ـ عن الحسين عليه‌السلام وهو ينقل كلام جده معه في منامه قائلاً : «حبيبي يا حسين كأنّي أراك عن قريب مرمّلاً بدمائك مذبوحاً بأرض كربلا على أيدي عصابة من أُمتي وأنت مع ذلك عطشان لا تسقى ، وظمآن لا تروى ، وهم مع ذلك يرجون شفاعتي ، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة» (٣).

٧١ ـ قال علي بن الحسين عليهما‌السلام في الدعاء الثاني من صحيفته : «عرّفه في أهله الطاهرين ، وأُمته المؤمنين من حسن الشفاعة ، أجل ما وعدته» (٤).

__________________

(١) بحار الأنوار : ٨ / ٣٥ نقلاً عن أمالي الصدوق : ١٦٦.

(٢) خصال الصدوق : ٣٥٥.

(٣) مكاتيب الأئمة : ٢ / ٤١.

(٤) الصحيفة السجادية ، الدعاء الثاني.

٩٤

٧٢ ـ قال علي بن الحسين عليهما‌السلام : «اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد وشرّف بنيانه وعظّم برهانه ، وثقّل ميزانه ، وتقبّل شفاعته» (١).

٧٣ ـ قال علي بن الحسين عليهما‌السلام : «فإنّي لم آتك ثقة منّي بعمل صالح قدمته : ولا شفاعة مخلوق رجوته إلّا شفاعة محمد وأهل بيته عليه وعليهم سلامك» (٢).

٧٤ ـ قال علي بن الحسين عليهما‌السلام : «إلهي ليس لي وسيلة إليك إلّا عواطف رأفتك ، ولا ذريعة إليك إلّا عوارف رحمتك ، وشفاعة نبيك نبي الأُمة» (٣).

٧٥ ـ قال علي بن الحسين عليهما‌السلام : «صلّ على محمد وآله واجعل توسلي به شافعاً يوم القيامة نافعاً إنّك أنت أرحم الراحمين» (٤).

٧٦ ـ قال محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام : «إنّ لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شفاعة في أُمته» (٥).

٧٧ ـ قال محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام : «من تبع جنازة مسلم أُعطي يوم القيامة أربع شفاعات» (٦).

٧٨ ـ قال محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام : «يشفع الرجل في القبيلة ، ويشفع الرجل لأهل البيت ، ويشفع الرجل للرجلين على قدر عمله ،

__________________

(١) الصحيفة السجادية ، الدعاء الثاني والأربعون.

(٢) الصحيفة السجادية : الدعاء الثامن والأربعون.

(٣) ملحقات الصحيفة : ٢٥٠.

(٤) ملحقات الصحيفة : ٢٢٩.

(٥) المحاسن للبرقي : ١٨٤.

(٦) التهذيب لشيخ الطائفة الطوسي : ١ / ٤٥٥.

٩٥

فذلك المقام المحمود» (١).

٧٩ ـ قال محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام : «إنّ أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنساناً ، فعند ذلك يقول أهل النار : فما لنا من شافعين ، ولا صديق حميم» (٢).

٨٠ ـ سئل محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام عن أرجى آية في كتاب الله؟ فقال الإمام عليه‌السلام للسائل (بشر بن شريح البصري) : «ما يقول فيها قومك؟ قال : قلت : يقولون : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ) ، قال : لكنّا أهل البيت لا نقول بذلك ، قال السائل : قلت : فأيّ شيء تقولون فيها؟ قال : نقول : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) الشفاعة ، والله الشفاعة ، والله الشفاعة» (٣).

٨١ ـ دخل مولى لامرأة عليّ بن الحسين عليهما‌السلام على أبي جعفر (الباقر) يقال له أبو أيمن فقال : «يغرون الناس فيقولون شفاعة محمد ، قال : فغضب أبو جعفر حتى تربد وجهه ، ثمّ قال : ويحك يا أبا أيمن أغرّك أن عفّ بطنك وفرجك ، أما والله لو قد رأيت افزاع يوم القيامة لقد احتجت إلى شفاعة محمد ، ويلك وهل يشفع إلّا لمن قد وجبت له النار» (٤).

٨٢ ـ عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : «لفاطمة

__________________

(١) المناقب لمحمد بن شهرآشوب : ٢ / ١٤.

(٢) الكافي : ٨ / ١٠١ ، وبهذا المضمون في تفسير فرات الكوفي : ١٠٨.

(٣) تفسير فرات الكوفي : ١٨.

(٤) المحاسن لأحمد بن محمد بن خالد البرقي : ١ / ١٨٣.

٩٦

وقفة على باب جهنم فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كل رجل مؤمن أو كافر فيؤمر بمحب قد كثرت ذنوبه إلى النار ، فتقرأ بين عينيه محباً ، فتقول : إلهي وسيدي سميتني فاطمة وفطمت بي من تولّاني وتولّى ذريتي من النار ووعدك الحق وأنت لا تخلف الميعاد ، فيقول الله عزوجل : صدقت يا فاطمة إنّي سميتك فاطمة وفطمت بك من أحبك وتولّاك وأحب ذريتك وتولاهم من النار ووعدي الحق ، وأنا لا أخلف الميعاد وإنّما أمرت بعبدي هذا إلى النار لتشفعي فيه فأُشفّعك ليتبيّن لملائكتي وأنبيائي ورسلي وأهل الموقف موقفك منّي ومكانتك عندي فمن قرأت بين عينيه مؤمناً فجذبت بيده وأدخلته الجنة» (١).

٨٣ ـ قال جعفر بن محمد عليهما‌السلام : «والله لنشفعنّ لشيعتنا ، والله لنشفعنّ لشيعتنا ، والله لنشفعنّ لشيعتنا حتى يقوم الناس فما لنا من شافعين ولا صديق حميم» (٢).

٨٤ ـ قال جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام : «لكل مؤمن خمس ساعات يوم القيامة يشفع فيها» (٣).

٨٥ ـ قال جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام : «شفاعتنا لأهل الكبائر من شيعتنا ، وأمّا التائبون فإنّ الله عزوجل يقول : ما على المحسنين من سبيل» (٤).

__________________

(١) بحار الأنوار : ٨ / ٥١ نقلاً عن علل الشرائع : ١٧٨.

(٢) مناقب ابن شهرآشوب : ٢ / ١٤.

(٣) صفات الشيعة للشيخ الصدوق : ١٨١ الحديث ٣٧.

(٤) من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق : ٣ / ٣٧٦.

٩٧

٨٦ ـ قال جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام : «من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا : المعراج ، والمساءلة في القبر ، والشفاعة» (١).

٨٧ ـ قال معاوية بن عمار لجعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام : «من ذا الذي يشفع عنده إلّا بإذنه؟ قال : نحن أُولئك الشافعون» (٢).

٨٨ ـ سئل جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام عن المؤمن هل يشفع في أهله؟ قال : «نعم المؤمن يشفع فيشفّع» (٣).

٨٩ ـ قال جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام : «إذا كان يوم القيامة نشفع في المذنب من شيعتنا وأمّا المحسنون فقد نجّاهم الله» (٤).

٩٠ ـ قال جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام : «نمجّد ربنا ونصلّي على نبيّنا ونشفع لشيعتنا فلا يردنا ربّنا» (٥).

٩١ ـ قال جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام : «إنّ المؤمن ليشفع لحميمه ، إلّا أن يكون ناصباً ولو أنّ ناصباً شفع له كل نبي مرسل وملك مقرّب ما شفعوا» (٦).

٩٢ ـ قال جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام : «إنّ الجار ليشفع لجاره والحميم لحميمه ، ولو أنّ الملائكة المقربين والأنبياء والمرسلين

__________________

(١) الأمالي للشيخ الصدوق : ١٧٧.

(٢) تفسير العياشي : ١ / ١٣٦ ، وبهذا المضمون في المحاسن للبرقي : ١٨٣.

(٣) المحاسن للبرقي : ١٨٤.

(٤) فضائل الشيعة للشيخ الصدوق : ١٠٩ ، الحديث ٤٥.

(٥) المحاسن للبرقي : ص ١٨٣ ، وبهذا المضمون في البحار : ٨ / ٤١ عن الإمام الكاظم عليه‌السلام.

(٦) ثواب الأعمال للشيخ الصدوق (المتوفى عام ٣٨١) : ٢٥١.

٩٨

شَفّعوا في ناصب ما شُفّعوا» (١).

٩٣ ـ قال جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام : «إنّ المؤمن ليشفع يوم القيامة لأهل بيته فيشفّع فيهم حتى يبقى خادمه فيقول فيرفع سبابتيه : يا رب خويدمي كان يقيني الحر والبرد ، فيشفّع فيه» (٢).

٩٤ ـ كتب جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام إلى أصحابه : «واعلموا أنّه ليس يغني عنهم من الله أحد من خلقه شيئاً ، لا ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ولا من دون ذلك فمن سرّه أن تنفعه شفاعة الشافعين عند الله فليطلب إلى الله أن يرضى عنه» (٣).

٩٥ ـ قال جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام : «إذا كان يوم القيامة بعث الله العالم والعابد ، فإذا وقفا بين يدي الله عزوجل قيل للعابد : انطلق إلى الجنة ، وقيل للعالم : قف تشفّع للناس بحسن تأديبك لهم» (٤).

٩٦ ـ قال جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام في تفسير قوله سبحانه : (لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) لا يشفّع ولا يشفّع لهم ولا يشفعون إلّا من أذن له بولاية أمير المؤمنين والأئمة من ولده فهو العهد عند الله» (٥).

٩٧ ـ قال جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام : «يا معشر الشيعة فلا

__________________

(١) المحاسن للبرقي : ١٨٤.

(٢) بحار الأنوار : ٨ / ٥٦ و ٦١ نقلاً عن الاختصاص للمفيد وتفسير العياشي بتفاوت يسير.

(٣) الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني (المتوفى عام ٣٢٨) : ٨ / ١١.

(٤) بحار الأنوار : ٨ / ٥٦ نقلاً عن عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق.

(٥) تفسير علي بن ابراهيم القمي (الذي كان حيّاً إلى عام ٣٠٧) : ص ٤١٧ ونقل عن الإمام الباقر أيضاً كما في البحار : ٨ / ٣٧.

٩٩

تعودون وتتّكلون على شفاعتنا فو الله لا ينال شفاعتنا إذا ركب هذا (الزنا) حتى يصيبه ألم العذاب ويرى هول جهنم» (١).

٩٨ ـ سئل جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام عن المؤمن هل له شفاعة؟ قال : «نعم ، فقال له رجل من القوم : هل يحتاج المؤمن إلى شفاعة محمد؟ قال : نعم ، إنّ للمؤمنين خطايا وذنوباً وما من أحد إلّا يحتاج إلى شفاعة محمد يومئذٍ» (٢).

٩٩ ـ قال جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام أو محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام في تفسير قوله : (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) قال : «هي الشفاعة» (٣).

١٠٠ ـ عن سماعة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : «سألته عن شفاعة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم القيامة؟ قال : يلجم الناس يوم القيامة العرق ويقولون : انطلقوا بنا إلى آدم يشفع لنا عند ربّه ، فيأتون آدم فيقولون : اشفع لنا عند ربّك فيقول : إنّ لي ذنباً وخطيئة فعليكم بنوح ، فيأتون نوحاً فيردّهم إلى من يليه وكلّ نبي يردّهم إلى من يليه حتى ينتهون إلى عيسى فيقول : عليكم بمحمد رسول الله ـ صلّى الله عليه وعلى جميع الأنبياء ـ فيعرضون أنفسهم عليه ويسألونه فيقول : انطلقوا ، فينطلق بهم إلى باب الجنة ويستقبل باب الرحمن ويخرّ ساجداً فيمكث ما شاء الله ، فيقول عزّ

__________________

(١) الكافي : ٥ / ٤٦٩ ، ومن لا يحضره الفقيه : ٤ / ٢٨.

(٢) تفسير العياشي المعاصر للشيخ الكليني : ٢ / ٣١٤ ، وفي المحاسن : ١ / ١٨٤ ومع زيادات في بحار الأنوار : ٨ / ٤٨.

(٣) تفسير العياشي : ٢ / ٣١٤.

١٠٠