النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة

ميثم بن علي بن ميثم البحراني

النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة

المؤلف:

ميثم بن علي بن ميثم البحراني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مجمع الفكر الاسلامي
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٦٤

وعظّموه وأجلسوه صدر المجلس واجتهدوا في تكريمه وتوقيره وبالغوا في ملاطفته ومطايبته ... وإنّما داخلهم في بحثهم بكلام لا مشروع ولا معقول! ومع ذلك فقد قابلوه بالتحسين والتسليم على وجه التكريم! ولمّا حضرت المائدة بادروا إليه بالآداب ... فألقى الشيخ كمّه في ذلك الطعام وقال لها كلي يا كمّي! فاستغربوا ذلك وتعجّبوا واستفسروه عن ذلك. فقال : أنتم إنّما أكرمتم أكمامي هذه الواسعة ؛ وإلّا فأنا صاحبكم بالأمس ، جئتكم بهيئة الفقراء ولكن بسجية العلماء ، واليوم جئتكم بلباس الجبّارين وتكلّمت بكلام الجاهلين وأنتم رجّحتم الجهالة على العلم والغنى على الفقر ... نعم ، أنا صاحب الأبيات التي كتبتها إليكم في أصالة المال وفرعية صفة الكمال ، وأنتم قابلتموها بالتخطئة!

فاعترف الجماعة له واعتذروا إليه عمّا صدر منهم من التقصير في شأنه قدس‌سره (١).

ثمّ إلى بغداد :

مرّ آنفا أنّ بهاء الدين محمد الجويني الوالي التتري على بغداد توفّي في سنة ٦٦١ ه‍ ففوّض هولاكو حكومة بغداد إلى ابنه علاء الدين عطاء الملك الجويني ، واستوزر له أخاه شمس الدين محمد بن محمد الجويني. ولا يؤرخ المؤلف المترجم له لدخوله إلى بغداد واتّصاله بالجوينيين وبدئه بشرحه الكبير لنهج البلاغة ، ولكن يؤرّخ لإتمامه ذلك سنة ٦٧٧ ه‍.

__________________

(١) مجالس المؤمنين ٢ : ٢١٠. والمناسب مع هذه القصة أن تكون هذه السفرة الاولى له إلى الحلة قبل إقامته ببغداد ٦٧٦ ه‍ وفيها كانت مباحثة المحقق الحلّي معه وإقراره له بالفضل ، مجمع البحرين ٦ : ١٧٢ فهذا هو المناسب ، لا بعد إقامته ببغداد وصدور كتبه واشتهاره بها.

٢١

ونراه يقول في مقدمته لهذا الشرح الكبير : «إلى أن قضت صروف الزمن بمفارقة الأهل والوطن ، وأوجبت تقلّبات الأيام دخول دار السلام [بغداد] ، فوجدتها نزهة للناظر وآية للحكيم القادر ، بانتهاء أحوال تدبيرها ، وإلقاء مقاليد امورها ، إلى من خصّه الله تعالى بأشرف الكمالات الإنسانية ... (صاحب ديوان الممالك) السالك إلى الله أقرب المسالك (١) علاء الحقّ والدين عطا ملك ، ابن الصاحب ... الفائز بلقاء ربّ العالمين ، ومجاورة الملائكة المقرّبين بهاء الدنيا والدين محمد الجويني ... وشدّ أزره بدوام عزّ صنوه وشقيقه ... مولى ملوك العرب والعجم (صاحب ديوان ممالك العالم) شمس الحق والدين ، غياث الإسلام والمسلمين محمّد ... ولمّا اتّفق اتّصالي بخدمته وانتهيت إلى شريف حضرته ...» (٢).

وقال في نهاية الكتاب : «وإذ وفّقني الله تعالى لإتمام شرحه ، فله الحمد ... وكتب عبد الله الملتجئ إلى رحمته ... ميثم بن علي بن ميثم البحراني ، في منتصف ليلة السبت سادس شهر الله المبارك رمضان ، من سنة سبع وسبعين وستمائة» (٣).

اختيار مصباح السالكين :

وفي مقدمة شرحه المختصر لنهج البلاغة الذي سمّاه هو «اختيار مصباح السالكين» وصف علاء الدين عطا ملك الجويني بقوله :

__________________

(١) لم يسمّ شرحه هذا الكبير في مقدمته باسم ، ولكنّه سمّى مختاره منه باسم : اختيار مصباح السالكين في شرح كلام أمير المؤمنين عليه‌السلام. فلعلّ ذلك اشتقاقا من هذا الوصف «السالك» الذي أطلقه على من كتب له هذا الشرح : علاء الدين الجويني.

(٢) شرح النهج للبحراني ١ : ٣ ـ ٤.

(٣) شرح النهج للبحراني ٥ : ٤٦٨.

٢٢

«وبعد ... فلمّا كان من تمام نعم الله عليّ وكمال إحسانه إليّ : اتّصالي بخدمة حضرة من تجلّت بنجوم كرمه وجوه المكارم ... مولى ملوك العرب والعجم صاحب ديوان ممالك العالم : علاء الحقّ والدين ، غياث الإسلام والمسلمين : عطا ملك ـ بن الصاحب المعظّم السعيد الشهيد : بهاء الدنيا والدين محمد الجويني ـ ... وجعل دأبه الكريم ... والتأسّف لقطع وقته بما عداها (نهج البلاغة والأحاديث الصحاح والأخبار) : ككتاب اليميني (م ٤٢٧) و (مقامات الحريري) وسائر منشور كلام العرب ... ثمّ استدرك الفارط منها لكرامتها لديه ، فألزم بملازمتها والتمسّك بها ولديه : الأميرين الكبيرين المعظّمين ، العالمين الفاضلين الكاملين : جلالي الدولة وعضدي الملّة : نظام الدنيا والدين أبا منصور محمد ، ومظفّر الدنيا والدين أبا العباس عليا. فندبهما إلى حفظ فصوصها ، وحرّضهما على اقتباس أنوار نصوصها ، وأشغل بها من لاذ بخدمتهما من البطانة والأتباع ، وقصد بذلك إحياء ميّت السنّة وعموم الانتفاع. ورأيت تشوّق خاطره المحروس إلى شرح كتاب (نهج البلاغة). فخدمت مجلسه العالي بشرح مناسب لهمّته ... فكبر لذلك حجمه ... فأشار عليّ أن ألخّص منه مختصرا جامعا لزبد فصوله ، خاليا من زيادة القول وطوله ، ليكون تذكرة لولديه ... فيسهل عليهما ضبط فوائده ، والوقوف على غاياته ومقاصده ، وعلى من عساه يحذو حذوهما في اقتناء الفضائل ... فبادرت إلى امتثال أمر العالي بالسمع والطاعة ، وبذلت في تهذيبه وتنقيحه جهد الاستطاعة» (١). وقال في نهاية الكتاب : «هذا اختيار مصباح السالكين ، لنهج البلاغة من كلام مولانا وإمامنا أمير المؤمنين ... وفرغ من اختصاره أفقر عباد الله تعالى ميثم بن علي بن ميثم البحراني عفا الله عنه ، في

__________________

(١) اختيار مصباح السالكين ، مقدّمة المؤلّف : ٤٥ ـ ٤٨ ، طبعة مشهد.

٢٣

آخر شوال سنة إحدى وثمانين وستمائة» (١).

وإذا أعدنا النظر إلى تواريخ انتهائه من الكتب المتقدمة تكون النتيجة : أنّه فرغ من كتابيه الكلاميّين العقائديّين : قواعد المرام ، والنجاة في القيامة ، في النصف الأوّل من سنة ٦٧٦ ه‍ وأتمّ شرحه الكبير لنهج البلاغة في أوائل الشهر التاسع من سنة ٦٧٧ أي في حدود سنة ونصفها تقريبا ، ولكنّه لم يفرغ من اختصاره إلّا في شوّال سنة ٦٨١ أي بعد خمس سنين. فلعلّه رحل عن بغداد بعد ما اخذ الأخوان الوزيران الجوينيان : علاء الدين وشمس الدين ، وصودرت أموالهما وحبسا في همدان ، ورجع إليها بعد ما اطلقا وردّت إليهما أموالهما واعيدا إلى منصبهما في الديوان ببغداد سنة ٦٨١ ه‍ هذا وقد توفي علاء الدين محمد في ٤ ذي القعدة من نفس السنة (٢).

كتاب تجريد البلاغة :

وفي مقدمته لشرحه الكبير يقول : «رتّبت هذه المقدمة على ثلاث قواعد : القاعدة الاولى : في مباحث الألفاظ. وهي مرتّبة على قسمين : القسم الأوّل : في دلالة الألفاظ وأقسامها وأحكامها» ويستمرّ هذا القسم من الصفحة الخامسة حتّى الثامنة عشر. ثمّ يقول : «القسم الثاني : في كيفيات تلحق الألفاظ بالنسبة إلى معانيها فتوجب لها الحسن والزينة ، وتعدّها أتمّ الإعداد لأداء المعاني ، وتهيّئ الذهن للقبول. وهو مرتّب على مقدّمة وجملتين» ويستمرّ هذا القسم الثاني من

__________________

(١) اختيار مصباح السالكين : ٦٨٥ ، طبعة مشهد.

(٢) مجالس المؤمنين ٢ : ٤٦٧ ـ ٤٨١.

٢٤

الصفحة الثامنة عشر حتّى صفحة ستّين فيدخل في القاعدة الثانية في الخطابة (١).

وفي «الذريعة» في التعريف بكتابه «تجريد البلاغة» قال : توجد منه نسخة في مدرسة سپهسالار الجديدة بطهران ، ألّفه باسم نظام الدين أبي المظفّر منصور ابن علاء الدين عطا ملك ابن بهاء الدين محمد الجويني. رتّبه على مقدّمة وجملتين. وقد شرحه الفاضل المقداد السيوري وسمّاه «تجريد البراعة في شرح تجريد البلاغة» (٢).

فيبدو لي أنّ المؤلف المترجم له كما اختصر شرحه الكبير لهذين الأخوين الجوينيّين ، كذلك جرّد القسم الثاني من قسمي القاعدة الاولى من القواعد الثلاث من مقدمة ذلك الشرح الكبير ، لهذين الأخوين ، أو للأخ الأكبر الذي سمّاه المؤلف ـ كما مرّ ـ نظام الدين أبا منصور محمد ، وليس أبا المظفّر منصور ، كما في «الذريعة».

ونظام الدين هذا هو الذي قلّده الملك أبا خاقان التتري المغولي حكومة اصفهان وعراق العجم في عهد والده شمس الدين محمد صاحب الديوان ببغداد ، فكأنّه غيّر لقبه من نظام الدين إلى بهاء الدين بلقب جدّه ، وباسمه وله كتب العماد الطبري كتابه «كامل بهائى» (فارسي) نسبة إلى بهاء الدين هذا وألّف له الخواجة الطوسي «أوصاف الأشراف» بالفارسية في الأخلاق ، و «صد كلمه بطلميوس» أيضا بالفارسية في الحكمة. وباسمه أيضا ألّف المحقق الحلّي كتابه الفقهي «المعتبر في شرح المختصر».

وتوفّي في أصفهان فجأة بالسكتة القلبية عن عمر لا يزيد عن ثلاثين سنة ،

__________________

(١) شرح النهج للبحراني ١ : ٥ ـ ٦٠ ، طبعة طهران ـ النصر.

(٢) الذريعة ٣ : ٣٥٢.

٢٥

فرثاه الشعراء ، ووالده شمس الدين صاحب الديوان (١).

وذكره مادحا له القاضي نظام الدين الاصفهاني في بعض شعره في مدح آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله :

قل للنواصب : كفّوا ، لا أبا لكم

لشيعة الحقّ يأبى الله توهينا

أعاد حكم ملوك الترك رونقهم

وزادهم (ببهاء الدين) تمكينا

يرى (عليا وليّ الله) مدّخرا

للحشر أولاده العزّ الميامينا(٢)

وشرحه للمائة كلمة له عليه‌السلام :

ونرى في قائمة كتب المؤلّف المترجم له كتابا في «شرح المائة كلمة للإمام علي عليه‌السلام» يصفها في مقدمته بقوله : «مائة من الكلم جمعت لطائف الحكم ، انتخبها من كلماته الإمام أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ عفى الله عنه وكان ممّن استجمع فضيلتي العلم والأدب ، وحكم بأنّ كلّ كلمة منها تفي بألف من محاسن كلام العرب. ولم يخصّها من سائر حكمه لمزيد جلالة ، بل لضمّها الوجازة إلى الجزالة ... ثمّ اتّفق اتّصالي بمجلس الصاحب المعظّم ، ملك وزراء العالم ، العالم العادل ، ذي النفس القدسية والرئاسة الإنسية : شهاب الدنيا والدين مسعود بن كرشاسب ـ ضاعف الله جلاله وأدام إقباله ـ فألفيته منخرطا في سلك الروحانيات ، معرضا عن الأجسام والجسمانيّات ، مولّيا بوجهه شطر القبلة الحقيقية ، متلقّيا بقوّته العقلية أسرار المباحث النفسية ، أحظى جلسائه لديه من نطق بحكم ، وأكرمهم عليه من حاوره في علم ... أحببت أن اتحف حضرته العلية بكشف أستار بعض تلك

__________________

(١) الأنوار الساطعة : ١٧٣ ـ ١٧٤ ، وسرگذشت خواجه نصير الدين : ٦٧ ، (فارسي).

(٢) مجالس المؤمنين ٢ : ٤٨٢ ، وسرگذشت وعقائد خواجه نصير الدين : ٦٧.

٢٦

الكلمات ورموزها ، وإبراز ما ظهر لي من دفائنها وكنوزها. فشرعت في ذلك ... فإنّي ... أحوالي الحاضرة جارية على غير نظام» (١).

حقّق هذا الكتاب ونشره المرحوم السيد المحقق الأرموي الحسيني المحدّث.

وقال في تقديمه للكتاب : «أمّا المؤلف له أعني الوزير شهاب الدين مسعود ابن كرشاسب الذي كتب الشارح هذا الشرح لأجله وأتحفه إيّاه ، فلم أعرفه ، إذ لم أعثر على شيء ـ في ما عندي من الكتب ـ يدلّني على معرفة بحاله» (٢).

ومعه الحقّ في ذلك ، ففي مظان ذلك من كتب التراجم لم نعثر له على ذكر بهذه الصورة «مسعود بن كرشاسب».

وإنّما غاية ما في الباب من كتب التراجم لذلك العهد ، أنّا نجد اسم «مسعود» لأحد أبناء شمس الدين محمد الجويني الستّة : محمد ، وأتابك وفرج الله ، ومسعود ، ويحيى ، الذين قتل أربعة منهم (عدا محمدا) بعد قتل أبيهم ؛ الملك أرغون خان التتري المغولي ، بدسائس اليهود ، ولهم خامس يدعى زكريا ، بقي حيا ، وكان ذلك في ٤ شوال سنة ٦٨٣ ه‍ (٣).

سعى فيه فخر الدين المستوفي القزويني وحسام الدين الحاجب لدى أرغون خان واتّهمه بإعداد السمّ لقتل آباقا خان ، فقتله أرغون خان في حوالي مدينة أهر (زنجان) وبعد فترة قليلة قتل أولاده الأربعة (٤).

__________________

(١) شرح المائة كلمة : ٢ ، طبعة طهران.

(٢) شرح المائة كلمة ، المقدّمة : ى.

(٣) الأنوار الساطعة : ١٧٢ ، نقلا عن القاضي في مجالس المؤمنين ، وانظر ترجمة ابنه بهاء الدين محمد في : ١٧٣.

(٤) سرگذشت خواجه نصير الدين الطوسي : ٦٦ ، (فارسي) ، وانظر مجالس المؤمنين ٢ : ٤٧٣ و٤٧٨.

٢٧

وقال يحيى بن عبد اللطيف القزويني (٩٤٨ م) في «لبّ التواريخ» بالفارسية : «تملك أرغون خان بن آباقا خان ـ بعد أحمد خان ـ في ٧ جمادي الآخرة سنة ٦٨٣ ه‍ فقتل الخواجة شمس الدين صاحب الديوان الذي استمرّت وزارته وأبيه وجدّه تسعا وعشرين عاما ، بتهمة سمّه لآباقا خان ، في ضحى يوم الاثنين ٤ شعبان سنة ٦٨٣ ه‍ في آذربايجان ... وعاقب أولاده الأربعة ، وقبورهم قرية «چرنداب آب» وهلك أرغون خان بعد سبع سنين في ٥ ربيع الأوّل سنة ٦٩٠ ه‍ (١).

ومسعود بن شمس الدين الجويني هذا هو الذي يعبّر عنه السيد ابن طاوس في كتابه «مهج الدعوات» يقول : «حدّثني صديقنا الملك مسعود ، ختم الله له بإنجاز الوعود» (٢).

ولا نملك هنا ولا يسعنا إلّا احتمال أن يكون «المسعود» المعهود في مقدمة المؤلف لشرحه المائة كلمة هو هذا ، إن جوّزنا أن يكون «كرشاسب» الاسم الفارسي الأصيل لأبيه شمس الدين محمد أو جدّه بهاء الدين محمد ، أو لأحد أجداده ، وإلّا فالحق مع المحقق المحدّث الأرموي في بقاء المؤلف له هذا الكتاب مجهولا.

وإن كان المسعود هو الشهيد بن الشهيد شمس الدين ، وقد قتلا في ٦٨٣ ه‍ فعليه يكون شرحه للمائة كلمة متأخّرا عن شرحيه الكبير والصغير لنهج البلاغة ، وقبل قتلهم.

وليس في ما بأيدينا ما ينبئنا عن أواخر حياة المؤلف المترجم له ، فلا ندري

__________________

(١) لبّ التواريخ : ٢٣٦ و٢٣٧ ، (فارسي).

(٢) مهج الدعوات : ٤١٥ ، كما عنه في البحار ٩٥ : ٣٣٦.

٢٨

ما الذي حدث له أو عليه بعد قتل هؤلاء الشهداء السعداء ، وإنّما نرى تأريخ وفاته في بلاده البحرين ، مما نستظهر منه أنّه انكمش إلى بلاده بعد النكبة لهؤلاء الأعلام.

كتبه ومؤلفاته :

لملء الفراغ والإعواز في النصوص عن حياة المؤلف المترجم له تمسّكت بمقدمات بعض كتبه ، وإلى هنا نكون قد أتينا على ذكر ستة من كتبه الأساسية الموجودة :

١ ـ قواعد المرام في علم الكلام. فرغ منه في ٢٠ ربيع الأوّل ٦٧٦ ه‍ بالبصرة لأميرها ، وطبع لأوّل مرّة في الهند بحاشيته (المنتخب في المراثي والخطب) للشيخ فخر الدين الطريحي سنة ١٣٣٢ (١) وطبع ثانية بإعداد السيد المحقق أحمد الحسيني بقم المقدسة سنة ١٣٩٨ ه‍ ضمن سلسلة مخطوطات مكتبة آية الله المرعشي النجفي قدس‌سره.

٢ ـ النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة ، هذا الكتاب ، لم يؤرّخه ، ولم يطبع (٢) كتبه في البصرة لأميرها عزّ الدين النيشابوري (٦٧٢ ه‍).

٣ ـ شرح النهج (الكبير مصباح السالكين) فرغ منه سنة ٦٧٧ ه‍ ببغداد طبع أوّلا بطهران سنة ١٢٧٦ في مجلّد ضخم طبع حجر قديم ، وثانية بشيء من التحقيق والتقديم بقلم الحاتمي وهو الشيخ محمد رضا البروجردي المتوفى في ١٤٠١ ه‍. واختصره العلّامة الحلّي ، ونظام الدين الجيلاني باسم : أنوار

__________________

(١) الذريعة ١٧ : ١٧٩ باسم القواعد الإلهية في الكلام والحكمة. وباسم مقاصد الكلام في علم الكلام في ٢١ : ٣٨٤ ، وباسم منهج الأفهام في علم الكلام في رياض العلماء ٥ : ٢٢٧.

(٢) الذريعة ٢٤ : ٦١ ، برقم ٢٩٦.

٢٩

الفصاحة (١).

٤ ـ اختيار مصباح السالكين ، اختصره من شرحه الكبير بطلب علاء الدين الجويني لولديه ، فرغ منه سنة ٧٨١ ه‍ ببغداد. حققه الدكتور الشيخ محمد هادي الأميني ، وطبع في مشهد سنة ١٤٠٨ ه‍ (٢).

٥ ـ تجريد البلاغة ، جرّده من مقدمة شرحه الكبير ، لابني علاء الدين الجويني أيضا أو لنظام الدين محمد خاصة ، لم يؤرخ ، ولم يطبع. وتوجد منه نسخة في مدرسة سپهسالار الجديدة بطهران. شرحه الفاضل المقداد السيوري وسمّاه «تجريد البراعة في شرح تجريد البلاغة» (٣).

ولم يعثر له على شرحه لنهج البلاغة عدا هذين الشرحين : الكبير والصغير ، اللهم إلّا أن يراد بالشرح الأصغر.

٦ ـ شرح المائة كلمة للإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام. كتبه للأمير الوزير شهاب الدين مسعود بن كرشاسب ، لم يؤرخ ، حققه ونشره المحقق المحدّث الحسيني الأرموي سنة ١٣٩٠ ه‍ (٤).

سائر كتبه ورسائله :

٧ ـ آداب البحث ، ذكره الماحوزي في السلافة البهية ، كما في كشكول

__________________

(١) الذريعة ١٤ : ١٤٩ ، وباسم مصباح السالكين ٢١ : ١١٠.

(٢) ذكر باسم مختصر شرح النهج في الذريعة ٢٠ : ١٩٩ ، وباسم شرح النهج المتوسط أو الصغير ١٤ : ١٤٩ ، والوسيط ١٤ : ١٧٠.

(٣) الذريعة ٣ : ٣٥٢. وباسمه مقدمة البلاغة ٢٢ : ٤٤ ، وباسم اصول البلاغة ٢ : ١٧٩.

(٤) أعيان الشيعة ١٠ : ١٩٨ ، والذريعة ١٤ : ٤١ ، وباسم منهاج العارفين ٢٣ : ١٦٨.

٣٠

البحراني ١ : ٤٥ وعنه في الذريعة ١ : ١٤ ، وأعيان الشيعة ١٠ : ١٩٨.

٨ ـ استقصاء النظر في إمامة الأئمة الاثني عشر ، ذكره الماحوزي كذلك وعنه في الذريعة ٢ : ٣٢.

٩ ـ البحر الخضم ، ذكره الماحوزي كذلك وعنه في الذريعة ٣ : ٣٧.

١٠ ـ الدر المنثور ، الذريعة ٨ : ٧٧.

١١ ـ رسالة في شرح حديث المنزلة ـ أعيان الشيعة ١٠ : ١٩٨.

١٢ ـ رسالة في العلم ، ذكرها الحرّ في أمل الآمل ، وعنه في الذريعة ١٥ : ٣١٦ واحتمل اتّحادها مع رسالة آداب الحديث.

١٣ ـ رسالة في الكلام ـ الذريعة ١٨ : ١٠٨.

١٤ ـ رسالة في الوحي والإلهام ـ ذكرها الماحوزي في السلافة وعنه في الذريعة ٢٥ : ٦١.

١٥ ـ غاية النظر ـ الذريعة ١٦ : ٢٤.

١٦ ـ المعراج السماوي ، ذكره الماحوزي في السلافة ، وعنه في الذريعة ٢١ : ٢٣٠.

وقد أسلفنا ذكر وفاة الشيخ المؤلف ومرقده في قرية هلتا من قرى الماحوز في بلاد البحرين. قدّس الله نفسه الزكية.

٣١
٣٢

نحن وكتاب

النجاة في القيامة

في

تحقيق أمر الإمامة

يتضمّن الكتاب مقدمة وثلاثة أبواب.

أمّا المقدمة فهي في تعريف الإمامة ومذاهب الناس فيها.

والباب الأوّل في الشرائط المعتبرة في الإمامة.

الباب الثاني : في تعيين الإمام.

الباب الثالث : في تقرير شبهة الخصوم والجواب عنها ، وهذه هي أهمّ البحوث في الإمامة ويمتاز الكتاب على الرغم من ضآلة الحجم باستيعابه إلى حدّ كبير :

١ ـ الآراء المختلفة والمتضاربة حول الإمامة وفي مختلف شئونها. فهو يتطرّق إلى مذاهب المسلمين في وجوب الإمامة وفي تعيين الإمام والشروط المعتبرة فيه. كما ويتناول بالبحث في مذاهب طوائف الشيعة المنكرين لإمامة بعض الأئمة الاثني عشر.

٢ ـ الأدلّة والوجوه التي يقيمها لإثبات ما تراه الإمامية الاثنا عشرية في مختلف مسائل الإمامة فتراه يتطرّق إلى بيان الدليل ثمّ يستمرّ في ترسيخه وتدعيمه بذكر كلّ الوجوه المحتملة في المسألة وإبطالها وتعيين الوجه الصحيح منها

٣٣

٣ ـ الأدلّة والوجوه التي يقيمها أصحاب بقية الطوائف الإسلامية لا سيّما مناقشاتهم في أدلّة الإمامية ، فيذكر كلّ ذلك بتفصيل ثمّ يدخل في نقدها وردّها بالاسلوب الكلامي المعهود عن المتكلّمين.

عملنا في تحقيق الكتاب كما يلي :

أ ـ استخراج منابعه ومصادره.

ب ـ تقويم نصّه ومتنه.

ج ـ اعتمدنا في تحقيقه على نسختين مخطوطتين :

إحداهما : نسخة مكتبة الإمام الرضا عليه‌السلام في مشهد رمزنا لها ب (ضا) ، وقد جاء في نهايتها هكذا : «بقلم أضعف العباد إلى رحمة ربّه الغنيّ الجواد : يوسف ابن محمد بن إبراهيم المثاني أعانه الله على طاعته وجعله حجّة له لا عليه. وذلك ضحى يوم الثلاثاء السابع عشر من شهر الله المبارك ذو الحجّة أواخر سنة اثنتين وخمسين وثمان مائة ، وصلّى الله على سيدنا محمّد وآله وصحبه وسلّم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل. تم».

وثانيتهما : نسخة مكتبة خاصّة للسيد محمد علي الروضاتي في اصفهان ورمزنا لها ب (عا).

د ـ توضيح الكلمات الغامضة التي وردت في الكتاب.

محمد هادي اليوسفي الغروي

٢٩ / ١٢ / ١٤١٣ ه‍ ق

٣٤

٣٥

٣٦

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله مفيض الجود ، وواهب وجود كلّ موجود ، الذي أحاط بكلّ شيء علما ، وعلا كلّ شيء قدرة وحكما ، الإله الجبّار ، الذي لا تدركه الأبصار ، ولا تحدّه الأفكار ، ولا يلحقه اختلاف الليل والنهار. أحمده بلسان الحال والمقال ، على ما عمّ به من الأنعام والأفضال.

وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، شهادة أدّخرها ليوم المآل ، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله الذي ختم به الكمال صلى‌الله‌عليه‌وآله خير آل.

وبعد ، فإنّ الله تعالى لمّا جعل الإسلام خير الأديان ، وأفضل المناهج التي يسلكها الإنسان ، ولم يكن سلوك ذلك المنهج غنيا عمّا يرفع فيه في كلّ حين أعلام الهدى للسالكين ، إذ كان المخطئ لمقاصده الحقيقية من أخسر الهالكين لا جرم لم يخل زمان من الأزمنة من إمام معصوم يوضح الدليل ونور مبين. وكان مقتضى الحكمة الإلهية كون تلك الأئمة الهادين من ذرية أفضل الشارعين صلّى الله عليه وعليهم أجمعين مراعاة لمناسبة الفضل للفضل ، وإلحاقا للفرع بالأصل ، أمّا في الأشباح فإنّها بقايا الطينة النبوية ، وأمّا في الأرواح فلكونها أنوار من أنوار الشعلة العلوية ، وذلك تقدير العزيز العليم ، فسبحانه من مدبّر حكيم.

ثمّ إنّه تعالى وفّقني للاتّصال بجناب مولانا الملك المعظّم العالم العادل البارع

٣٧

ذي النفس الأبية ، والهمم العلية ، والأخلاق المرضية ، والأعلاق الزكية ، ملجأ الأنام ، وواحد الليالي والأيام عزّ الدنيا والدين ، أبي المظفر عبد العزيز بن جعفر النيسابوري (١) ـ أعزّ الله ببقائه الطائفة وحرس به الملّة ـ فألفيته من أخصّ الأولياء لأولاد سيّد الأنبياء مع ما خصّه الله تعالى به من العلم وحباه من مزيد الفهم ، فهو للعلماء والد عطوف ، ولمعاناة أحوالهم برّ رءوف ، يتواضع لهم مع علوّ مرتبته ، ويرفع من خاملهم (٢) مع شرف منزلته ، فشملني بإنعامه ، وأحلّني محلّ إكرامه ، حتّى أنساني الأهل والبلد ، وأصدفني (٣) عن المال والولد.

أشار إليّ بإملاء مختصر في الإمامة أنقّح فيه الأدلّة والبيّنات واقرّر فيه الأسئلة والجوابات ، فهممت أن أعتذر لمشقّة السفر وما يستلزمه من تشعّب الأذهان ، ومفارقة الأهل والأوطان ، ثمّ كرهت أن ينسب ذلك إلى تقصير منّي في خدمته وأداء بعض ما وجب عليّ من شكر نعمته فبادرت في امتثال أمره وسألت الله أن يفسح في مدّة عمره وأن يجعل ما كتبت حجة لي لا عليّ إنّه المنّان ذو الفضل والإحسان.

ورتّبته على مقدمة وثلاثة أبواب :

__________________

(١) راجع ترجمته في مقدمة الكتاب.

(٢) الخامل : قليل الذكر والاسم.

(٣) أصدفه : صرف بوجهه عنه.

٣٨

المقدّمة

تعريف الإمامة

ضبط المذاهب في الإمامة

٣٩
٤٠