نظرة في كتاب الصراع بين الإسلام والوثنيّة لعبدالله علي القصيمي

العلامة الأميني

نظرة في كتاب الصراع بين الإسلام والوثنيّة لعبدالله علي القصيمي

المؤلف:

العلامة الأميني


الموضوع : العقائد والكلام
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٢٣

الشيعة؟ فكتب ما كتب ، وكذب ما كذب ، أو أنَّه كان رجماً منه بالغيب؟ أو استند ـ كصاحب المنار ـ إلى سائحٍ سنِّي مجهولٍ أو مُبشِّر نصرانيّ لم يُخلقا بعدُ؟ وأيّاً ما كان فهو مأخوذٌ بإفكه الشائن. وقد عرف من جاس خلال ديار الشيعة ، وحلَّ في أوساطهم وحواضرهم ، وحتى البلاد الصغيرة والقرى والرساتيق ، ما هنالك من مساجد مشيَّدة صغيرة أو كبيرة ، وما في كثير منها من الفرش والأثاث والمصابيح ، وما تُقام فيها من جمعةٍ وجماعةٍ ، وليس مِن شأن الباحث أن يُنكر المحسوس ، ويكذب في المشهود ، وينصر المبدأ بالتافهات.

٩ ـ قال : قد استفتى أحد الشيعة إماماً من أئمَّتهم ، لا أدري أهو الصادق أم غيره؟ في مسألة من المسائل فأفتاه فيها ، ثمَّ جاءه من قابلٍ واستفتاه في المسألة نفسها فأفتاه بخلاف ما أفتاه عام أوَّل ، ولم يكن بينهما أحدٌ حينما استفتاه في المرتين ، فشكَّ ذلك المستفتي في إمامه ، وخرج من مذهب الشيعة وقال : إن كان الإمام إنّما أفتاني تقيَّة؟ فليس معنا مَن يُتَّقى في المرّتين ، وقد كنتُ مخلصاً لهم عاملاً بما يقولون ، وإن كان مأتيُّ هذا هو الغلط والنسيان؟ فالأئمَّة ليسوا معصومين إذن والشيعة تدَّعي لهم العصمة ، ففارقهم وانحاز إلى

٤١

غير مذهبهم ، وهذه الرِّواية مذكورةٌ في كتب القوم. ٢ ص ٣٨.

ج ـ أنا لا أقول لهذا الرَّجل إلّا ما يقوله هو لمن نسب إلى إمام من أئمَّته ـ لا يُشخّص هو أنّه أيٌّ منهم ـ مسألةً فاضحةً مجهولةً لا يعرفها عن سائل هو أحد النكرات ، لا يُعرَّف بسبعين (ألف لامٍ) وأسند ما يقول إلى كتب لم تؤلَّف بعدُ ، ثمَّ طفق يشنُّ الغارة على ذلك الإمام وشيعته على هذا الأساس الرصين ، فنحن لسنا نردُّ على القصيميِّ إلّا بما يردُّ هو على هذا الرَّجل ، ولعمري لو كان المؤلِّف القصيمي يعرف الإمام أو السائل أو المسألة أو شيئاً من تلك الكتب لذكرها بهوس وهياج ، لكنّه لا يعرف ذلك كلَّه ، كما إنّا نعرف كذبه في ذلك كلِّه ، ولا يخفى على القارئ همزه ولمزه.

١٠ ـ قال : مَن نظر في كتب القوم علمَ أنَّهم لا يرفعون بكتاب الله رأساً ، وذلك أنّه يقلُّ جدّاً أن يستشهدوا بآية من القرآن فتأتي صحيحةً غير ملحونةٍ مغلوطةٍ ، ولا يُصيب منهم في ايراد الآيات إلّا المخالطون لأهل السنَّة العائشون بين أظهرهم ، على أنَّ إصابة هؤلاء لا بُدَّ أن تكون مصابة ، أمّا البعيدون منهم عن أهل السُنّة فلا يكاد أحدٌ منهم يورد آيةً فتسلم عن التحريف والغلط ، وقد قال مَن

٤٢

طافوا في بلادهم : إنّه لا يوجد فيهم مَن يحفظون القرآن ، وقالوا : إنّه يندر جدّاً أن توجد بينهم المصاحف (١).

ج ـ بلاءٌ ليس يشبهه بلاء

عداوة غير ذي حسب ودينِ

يبيحك منه عِرضاً لم يصنه

ويرتع منك في عِرض مصونِ

ليتني كنتُ أعلم أنّ هذه الكلمة متى كُتبت؟ أفي حال السّكر أو الصحو؟ وأنَّها متى رُقمت؟ أعند اعتوار الخبل أم الإفاقة؟ وهل كتبها متقوِّلها بعد أن تصفّح كتب الشيعة فوجدها خلاءً من ذكر آية صحيحة غير ملحونة؟ أم أراد أن يصمهم فافتعل لذلك خبراً؟ وهل يجد المائن في الطليعة من أئمّة الأدب العربيِّ إلّا رجالاً من الشيعة ألَّفوا في التفسير كُتباً ثمينة ، وفي لغة الضّاد أسفاراً كريمةً هي مصادر اللغة ، وفي الأدب زبراً قيِّمة هي المرجع للمَلأ العلميِّ والأدبيِّ ، وفي النحو مدوَّنات لها وزنها العلميّ ، وإنَّك لو راجعت كُتب الإماميّة لوجدتها مفعمةً بالاستشهاد بالآيات الكريمة ، كأنّها أفلاكٌ لتلك الأنجم الطوالع ، غير مُغشّاة بلحن أو غلط.

وما كنّا نعرف حتى اليوم أنَّ مقياس التلاوة صحيحةً أو ملحونةً هو النزعات والمذاهب التي هي عقودٌ قلبيّة لا مدخل لها

__________________

(١) الصراع بين الإسلام والوثنية ٢ : ٣٩.

٤٣

في اللسان وما يلهج به ، ولا أنَّ لها مِساساً باللغة ، وسرد الكلمات ، وصياغة الكلام ، وحكاية ما صيغ منها من قرآن أو غيره.

وليت شعري ما حاجة الشيعة في إصابة القرآن وتلاوته صحيحة إلى غيرهم؟ ألإعواز في العربيّة؟ أو لجهل بأساليب القرآن؟ لا ها الله ليس فيهم من يتَّسم بتلك الشية.

أمّا العربيُّ منهم فالتشيّع لم ينتأ بهم عن لغتهم المقدَّسة ، ولا عن جبلّيّات عنصرهم. أوَهل ترى أنَّ بلاد العراق وعاملة وما يشابههما وهي مفعمةٌ بالعلماء الفطاحل ، والعباقرة والنوابغ ، أقلُّ حظّاً في العربيّة من أعراب بادية نجدٍ والحجاز أكّالة الضبِّ ، ومساورة الضباع؟!

وأمّا غير العربيِّ منهم فما أكثر ما فيهم من أئمَّة العربيَّة والفطاحل والكتّاب والشعراء ، ومن تصفَّح السير علم أن الأدب شيعيٌّ ، والخطابة شيعيَّةٌ ، والكتابة شيعيَّةٌ ، والتجويد والتلاوة شيعيَّان. ومن هنا يقول ابن خلكان في تاريخه في ترجمة عليِّ بن الجهم ١ ص ٣٨ : كان مع انحرافه من عليِّ بن أبي طالب عليه الصلاة والسّلام وإظهاره التسنّن ، مطبوعاً مقتدراً على الشعر ، عذب الألفاظ.

فكأنَّه يرى أنَّ مطبوعيّة الشعر وقرضة بألفاظ عذبة خاصَّةٌ للشيعة وأنّه المطَّرد نوعاً.

٤٤

وهذه المصاحف المطبوعة في ايران والعراق والهند منتشرةٌ في أرجاء العالم ، والمخطوطة منها التي كادت تُعدُّ على عدد مَن كان يحسن الكتابة منهم قبل بروز الطبع ، وفيهم مَن يكتبه اليوم تبرُّكاً به ، ففي أيّ منها يجد ما يحسبه الزاعم من الغلط الفاشي؟ أو خلّة في الكتابة؟ أو ركّة في الأُسلوب؟ أو خروج عن الفنّ؟ غير طفائف يزيغ عنه بصر الكاتب ، الَّذي هو لازم كلِّ إنسان شيعيٍّ أو سنيٍّ عربيٍّ أو عجميٍّ.

وأحسب أنَّ الذي أخبر القصيميَّ بما أخبر من الطائفين في بلاد الشيعة لم يولد بعدُ ، لكنَّه صوَّره مثالاً وحسب أنّه يُحدِّثه ، أو أنّه لَمّا جاس خلال ديارهم لم يزد على أن استطرق الأزقّة والجوادّ ، فلم يجد مصاحف ملقاةً فيما بينهم وفي أفنية الدور ، ولو دخل البيوت لوجدها موضوعةً في عياب وعلب ، وظاهرةً مرئيَّةً في كلِّ رفٍّ وكوّة ، على عدد نفوس البيت في الغالب ، ومنها ما يزيد على ذلك ، وهي تُتلى آناء الليل وأطراف النّهار.

هذه غير ما تتحرَّز به الشيعة من مصاحف صغيرة الحجم في تمائم الصبيان وأحراز الرِّجال والنساء ، غير ما يحمله المسافر للتلاوة والتحفّظ عن نكبات السفر ، غير ما يوضع منها على قبور الموتى للتلاوة بكرةً وأصيلا وإهداء ثوابها للميِّت ، غير ما تحمله الأطفال إلى المكاتب لدراسته منذ نعومة الأظفار ، غير ما يُحمل مع

٤٥

العروس قبل كلِّ شيء إلى دار زوجها ، ومنهم مَن يجعل ذلك المصحف جزءاً من صداقها تيمّناً به في حياتها الجديدة ، غير ما يُؤخذ إلى المساكن الجديدة المتَّخذةِ للسكنى قبل الأثاث كلِّه ، غير ما يوضع منها إلى جنب النساء لتحصينها عن عادية الجنِّ والشياطين الذين يوحون إلى أوليائهم ـ ومنهم القصيميُّ مخترع الأكاذيب ـ زخرف القول غروراً.

أفهؤلاء الذين لا يرفعون بالقرآن رأساً؟ أفهؤلاء الذين يندر جدّاً أن توجد بينهم المصاحف؟

وأمّا ما أخبر به الرَّجل شيطانه الطائف بلاد الشيعة من عدم وجود مَن يحفظ القرآن منهم ، فسل حديث هذه الأُكذوبة عن كتب التراجم ومعاجم السير ، وراجع كتاب كشف الاشتباه (١) في ردِّ موسى جار الله ص ٤٤٤ ـ ٥٣٢ تجد هناك من حفّاظ الشيعة وقُرّائهم مائة وثلاثة وأربعين.

١١ ـ قال : هل يستطيع أن يجيء الشيعيُّ بحرفٍ واحدٍ من القرآن يدلُّ على قول الشيعة بتناسخ الأرواح ، وحلول الله في أشخاص أئمَّتهم ، وقولهم بالرجعة ، وعصمة الأئمَّة ، وتقديم عليٍّ على

__________________

(١) تأليف العلم الحجّة شيخنا المحقّق الشيخ عبد الحسين الرشتي النجفي «المؤلّف».

٤٦

أبي بكر وعمر وعثمان ، أو يدلُّ على وجود عليٍّ في السحاب ، وأنَّ البرق تبسّمه ، والرَّعد صوته كما تقول الشيعة الإماميَّة ج ١ ص ٧٢.

ج ـ إن تعجب فعجبٌ إنَّ الرجل ومن شاكله من المفترين بهتوا الشيعة الإماميّة بأشياء هُم بُرآء منها على حين تداخل الفرق ، وتداول المواصلات ، وسهولة استطراق الممالك والمدن بالوسائل النقليّة البخاريّة في أيسر مدَّةٍ ، ومن المستبعد جدّاً إن لم يكن من المتعذِّر جهل كلِّ فرقةٍ بمعتقدات الأُخرى ، فمحاول الوقيعة اليوم ـ والحالة هذه ـ على أيِّ فرقة من الفرق قبل الفحص والتنقيب المتيسِّرين بسهولة مستعملٌ للوقاحة والصلافة ، وهو الأفّاك الأثيم عند مَن يُطالع كتابه ، أو يُصيخ إلى قيله.

ولو كان الرَّجل يتدبّر في قوله تعالى : (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) (١) ، أو يصدِّق ما أوعد الله به كلَّ أفّاكٍ أثيمٍ همّاز مشَّاء بنميم ، لكفَّ مدَّته عن البهت ، وعرف صالحه ، ولكان هو المجيب عن سؤال شيطانه بأنَّ الشيعة الإماميّة متى قالت بالتناسخ وحلول الله في أشخاص أئمّتهم؟! ومَن الذين ذهب منهم قديماً وحديثاً إلى وجود عليٍّ في السحاب إلخ ، حتّى توجد حرفٌ واحدٌ منها في القرآن.

__________________

(١) ق : ١٨.

٤٧

نعم ، عليُّ في السّحاب كلمةٌ للشيعة تأسّياً بالنبيّ الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله بالمعنى الذي مرّ في الجزء الأوّل ص ٢٩٢ (١) (٢) ، غير أنّ قوّالة

__________________

(١) من الطبعة الثانية «المؤلّف».

(٢) وخلاصة القول أنّ النبي (ص) لما جعل علياً (ع) مولى كل مؤمن ومؤمنة في يوم الغدير ، عمّمه بيده ، المباركة بعمامته المُسماة ب (السحاب) ، وأشار المصنّف العلّامة الأميني رضوان الله تعالى عليه إلى بعض العلماء من إخواننا أبناء السُنّة الذين ذكروا هذه الواقعة ، فقال :

وأخرج ـ الحمويني ـ باسناد آخر من طريق الحافظ أبي سعيد الشاشي : أنّ رسول الله (ص) عمّم علي بن أبي طالب رضى الله عنه عمامته السحاب ، فأرخاها من بين يديه ومن خلفه ثمّ قال : «أقبل» فأقبل ، ثمّ قال : «أدبر» فأدبر ، قال : «هكذا جاءتني الملائكة».

وبهذا اللفظ رواه جمال الدين الزرندي الحنفي في نظم درر السمطين ، وجمال الدين الشيرازي في أربعينه ، وشهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل وزادوا : ثمّ قال (ص) : «مَن كُنتُ مولاه فعليّ مولاه ، اللهم وال مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه ، وانصر مَن نصره ، واخذل مَن خذله».

وقال أبو الحسين الملطي في التنبيه والردّ ص ٢٦ : قولهم : علي في السحاب ، فإنّما ذلك قول النبي (ص) لعلي : «أقبل» وهو معتم بعمامة للنبي (ص) كانت تدعى «السحاب» ، فقال : «قد أقبل عليٌّ في السحاب» يعني في تلك العمامة التي تُسمّى «السحاب».

وقال الغزالي كما في البحر الزخّار ١ : ٢١٥ : كانت له عمامة تُسمّى «السحاب» فوهبها من علي ، فربّما طلع عليّ فيها فيقول (ص) : «أتاكم علي في السحاب».

وقال الحلبي في السيرة ٣ ص ٣٦٩ : كان له (ص) عمامة تُسمّى «السحاب» كساها علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، فكان ربّما طلع عليه عليّ كرم الله وجهه فيقول (ص) : «أتاكم علي في السحاب» ، يعني عمامته التي وهبها له (ص).

٤٨

الإحنة حرَّفتها عن موضعها وأوّلتها بما يشِّوه الشيعة الإماميّة.

أليس عاراً على الرَّجل وقومه أن يكذب على أُمّةٍ كبيرةٍ إسلاميّةٍ ، ولا يبالي بما يباهتهم وينسبهم إلى الآراء المنكرة أو التافهة ، ولا يتحاشى عن سوء صنيعه. أليست كتب الشيعة الإماميّة المؤلّفة في قرونها الماضية ويومها الحاضر ، وهي لسانهم المعرب عن عقائدهم ، مشحونة بالبراءة من هذه النسب المختلقة بألسنة مناوئيهم؟!

فإن كان لا يدري فتلك مصيبةٌ

وإن كان يدري فالمصيبة أعظمُ

نعم ، له أن يستند في أفائكه إلى شاكلته طه حسين وأحمد أمين وموسى جار الله ، رجال الفرية والبذاءة.

وقول الإماميّة بالرجعة نطق به القرآن (١) ، غير أنَّ الجهل أعشى بصر الرَّجل كبصيرته ، فلم يره ولم يجده فيه ، فعليه بمراجعة كتب الإماميّة ، وأفردها بالتأليف جماهير من العلماء ، فحبّذا لو كان الرَّجل يراجع شيئاً منها.

كما أنّ آية التطهير (٢) ناطقةٌ بعصمة جمعِ ممّن تقول الإماميّة

__________________

(١) النمل : ٨٣ ، الأنبياء : ٩٥ ، آل عمران : ٨١.

(٢) الأحزاب : ٣٣.

٤٩

بعصمتهم ، وفي البقيّة بوحدة الملاك والنصوص الثابتة ، وفيما أخرجه إمام مذهبه أحمد بن حنبل في الآية الشريفة في مسنده ج ١ ص ٣٣١ ، ج ٣ ص ٢٨٥ ، ج ٤ ص ١٠٧ ، ج ٦ ص ٢٩٦ ، ٢٩٨ ، ٣٠٤ ، ٣٢٣ مقنعٌ وكفايةٌ.

وكيف لم يقدِّم القرآن عليّاً على غيره؟ وقد قرن الله ولايته وولاية نبيِّه بقوله العزيز : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (١) وقد مرَّ في هذا الجزء ص ١٥٦ ـ ١٦٢ : إطباق الفقهاء والمحدِّثين والمتكلّمين على نزولها في علي أمير المؤمنين عليه‌السلام (٢).

__________________

(١) المائدة : ٥٥.

(٢) وهم :

١ ـ القاضي أبو عبد الله محمّد بن عمر المدني الواقدي ، المتوفّى ٢٠٧ ه‍ ، كما في ذفائر القصبى ١٠٢.

٢ ـ الحافظ أبو بكر عبد الرزاق الصنعاني ، المتوفّى ٢١١ ه‍ ، كما في تفسير ابن كثير ٢ ص ٧١ وغيره عن عبد الوهاب بن مجاهد عن مجاهد عن ابن عباس.

٣ ـ الحافظ أبو الحسن عثمان بن أبي شيبة الكوفي ، المتوفّى ٢٣٩ ه‍ ، في تفسيره.

٤ ـ أبو جعفر الإسكافي المعتزلي ، المتوفّى ٢٤٠ ه‍ ، في رسالته التي ردَّ بها على الجاحظ.

٥ ـ الحافظ عبد بن حميد الكشي أبو محمَّد ، المتوفّى ٢٤٩ ه‍ ، في تفسيره كما في «الدرِّ المنثور».

٥٠

٦ ـ أبو سعيد الأشجّ الكوفي ، المتوفّى ٢٥٧ ه‍ ، في تفسيره عن أبي نعيم فضل بن دكين عن موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل ، والطريق صحيحٌ رجاله كلّهم ثقات.

٧ ـ الحافظ أبو عبد الرحمن النسائي صاحب السنن ، المتوفّى ٣٠٣ ه‍ ، في صحيحه.

٨ ـ ابن جرير الطبري ، المتوفّى ٣١٠ ه‍ ، في تفسيره ٦ ص ١٨٦ بعدّة طرق.

٩ ـ ابن أبي حاتم الرازي المتوفّى ٣٢٧ ه‍ ، كما في تفسير ابن كثير ، والدرّ المنثور ، وأسباب النزول للسيوطي ، أخرجه بغير طريق ومن طرقه أبو سعيد الأشجّ بإسناده الصحيح الذي أسلفناه.

١٠ ـ الحافظ أبو القاسم الطبراني ، المتوفّى ٣٦٠ ه‍ ، في معجمه الأوسط.

١١ ـ الحافظ أبو الشيخ أبو محمّد عبد الله بن محمّد الأنصاري ، المتوفّى ٣٦٩ ه‍ ، في تفسيره.

١٢ ـ الحافظ أبو بكر الجصّاص الرّازي ، المتوفّى ٣٧٠ ه‍ ، في «أحكام القرآن» ٢ ص ٥٤٢. رواه من عدَّة طرق.

١٣ ـ أبو الحسن عليُّ بن عيسى الرمّاني ، المتوفّى ٣٨٤ ـ ٢ ه‍ ، في تفسيره.

١٤ ـ الحاكم ابن البيِّع النيسابوري ، المتوفّى ٤٠٥ ه‍ ، في معرفة أُصول الحديث ١٠٢.

١٥ ـ الحافظ أبو بكر الشيرازي ، المتوفّى ٤٠٧ ـ ١١ ، في كتابه فيما نزل من القرآن في أمير المؤمنين.

١٦ ـ الحافظ أبو بكر ابن مردويه الأصبهاني المتوفّى ٤١٦ ه‍ ، من طريق سفيان الثوري عن أبي سنان سعيد بن سنان البرجمي عن الضحّاك عن ابن عبّاس. إسنادٌ صحيحٌ رجاله كُلّهم ثقات ، ورواه بطريق آخر قال : إسنادٌ لا يُقدح به ، وأخرجه بطرق أُخرى عن أمير المؤمنين وعمّار وأبي رافع.

١٧ ـ أبو إسحاق الثعلبي النيسابوري ، المتوفّى ٤٢٧ / ٣٧ في تفسيره عن

٥١

أبي ذرّ كما مرَّ بلفظه ج ٢ ص ٥٢.

١٨ ـ الحافظ أبو نعيم الاصبهاني ، المتوفّى ٤٣٠ ه‍ ، (فيما نزل من القرآن في عليٍّ) عن عمّار وأبي رافع وابن عبّاس وجابر وسلمة بن كهيل.

١٩ ـ أبو الحسن الماوردي الفقيه الشافعيّ المتوفّى ٤٥٠ خ ، في تفسيره.

٢٠ ـ الحافظ أبو بكر البيهقي المتوفّى ٤٥٨ ه‍ ، كتابه «المصنَّف».

٢١ ـ الحافظ أبو بكر الخطيب البغداديُّ الشافعيُّ المتوفّى ٤٦٣ ه‍ ، في «المتّفق».

٢٢ ـ أبو القاسم زين الإسلام عبد الكريم بن هوازن النيسابوري المتوفّى ٤٦٥ ه‍ ، في تفسيره.

٢٣ ـ الحافظ أبو الحسن الواحدي النيسابوري المتوفّى ٤٦٨ ه‍ ، في «أسباب النزول» ص ١٤٨.

٢٤ ـ الفقيه ابن المغازلي الشافعيُّ ، المتوفّى ٤٨٣ ه‍ ، في «المناقب» من خمسة طرق.

٢٥ ـ شيخ المعتزلة أبو يوسف عبد السّلام بن محمَّد القزويني ، المتوفّى ٤٨٨ ه‍ ، في تفسيره الكبير ، قال الذهبي : إنّه يقع في ثلاثمائة جزءاً.

٢٦ ـ الحافظ أبو القاسم الحاكم الحسكاني المتوفّى ٤٩٠ ه‍ ، عن ابن عبّاس وأبي ذرّ وعبد الله ابن سلام.

٢٧ ـ الفقيه أبو الحسن عليّ بن محمَّد الكيا الطبري الشافعيّ ، المتوفّى ٥٠٤ ه‍ ، في تفسيره ، واستدلَّ به على عدم بطلان الصّلاة بالفعل القليل ، وتسمية الصدقة التطوّع بالزَّكاة كما في تفسير القرطبي.

٢٨ ـ الحافظ أبو محمّد الفراء البغوي الشافعي المتوفّى ٥١٦ ه‍ ، في تفسيره «معالم التنزيل» هامش الخازن ٢ ص ٥٥.

٢٩ ـ أبو الحسن رزين العبدري الأندلسي ، المتوفّى ٥٣٥ ه‍ ، في الجمع بين الصِّحاح الستِّ نقلاً عن صحيح النسائي.

٥٢

٣٠ ـ أبو القاسم جار الله الزمخشري الحنفي ، المتوفّى ٥٣٨ ه‍ ، في «الكشّاف» ١ ص ٤٢٢. وقال : فإن قلتَ : كيف صحَّ أن يكون لعليٍّ رضى الله عنه واللفظ لفظ جماعة؟! قلتُ : جيء به على لفظ الجمع وإن كان السبب فيه رجلاً واحداً ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه.

٣١ ـ الحافظ أبو سعد السمعاني الشافعيّ ، المتوفّى ٥٦٢ ه‍ ، في «فضائل الصحابة» عن أنس ابن مالك.

٣٢ ـ أبو الفتح النطنزي المولود ٤٨٠ ه‍ ، في «الخصائص العلويَّة» عن ابن عبّاس ، وفي «الإبانة» عن جابر الأنصاري.

٣٣ ـ الإمام أبو بكر ابن سعدون القرطبي المتوفّى ٥٦٧ ه‍ ، في تفسيره ٦ ص ٢٢١.

٣٤ ـ أخطب الخطباء الخوارزمي المتوفّى ٥٦٨ ه‍ ، في «المناقب» ١٧٨ بطريقين. وذكر لحسّان فيه شعراً أسلفناه ج ٢ ص ٥٨.

٣٥ ـ الحافظ أبو القاسم ابن عساكر الدمشقي ، المتوفّى ٥٧١ ه‍ ، في تأريخ الشام بعدَّة طرق.

٣٦ ـ الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي ، المتوفّى ٥٩٧ ه‍ ، كما في «الرِّياض» ٢ ص ٢٢٧ و «ذخائر العقبي» ١٠٢.

٣٧ ـ أبو عبد الله فخر الدين الرازيّ الشافعيّ ، المتوفّى ٦٠٦ ه‍ ، في تفسيره ٣ ص ٤٣١ عن عطا عن عبد الله بن سلام وابن عبّاس وأبي ذرّ.

٣٨ ـ أبو السعادات مبارك ابن الأثير الشيباني الجزريّ الشافعي ، المتوفّى ٦٠٦ ه‍ ، في «جامع الأصول» من طريق النسائي.

٣٩ ـ أبو سالم محمّد بن طلحة النصيبي الشافعيُّ ، المتوفّى ٦٦٢ ه‍ ، في (مطالب السئول) ص ٣١ بلفظ أبي ذرّ.

٤٠ ـ أبو المظفَّر سبط ابن الجوزي الحنفي ، المتوفّى ٦٥٤ ه‍ ، في «التذكرة» ص ٩ عن السدّي وعتبة وغالب بن عبد الله.

٥٣

٤١ ـ عزّ الدين ابن أبي الحديد المعتزلي ، المتوفّى ٦٥٥ ، وفي شرح نهج البلاغة ٣ ص ٢٧٥.

٤٢ ـ الحافظ أبو عبد الله الكنجي الشافعيّ ، المتوفّى ٦٥٨ ، وفي «كفاية الطالب» ص ١٠٦ من طريق عن أنس بن مالك وفيه أبياتٌ لحسّان بن ثابت رويناها ج ٢ ص ٥٩ ، ورواه في ص ١٢٢ من طريق ابن عساكر ، والخوارزمي ، وحافظ العراقين ، وأبي نعيم ، والقاضي أبي المعالي ، وذكر لحسّان شعراً غير الأبيات المذكورة ذكرناه ج ٢ ص ٤٧ نقلاً عن سبط ابن الجوزي.

٤٣ ـ القاضي ناصر الدين البيضاوي الشافعي ، المتوفّى ٦٨٥ ه‍ ، في تفسيره ١ ص ٣٤٥ ، وفي «مطالع الأنظار» ص ٤٧٧ ، ٤٧٩.

٤٤ ـ الحافظ فقيه الحرم أبو العبّاس محبّ الدين الطبريّ المكيُّ الشافعيُّ ، المتوفّى ٦٩٤ ه‍ ، في «الرياض النضرة» ٢ ص ٢٢٧ و «ذخائر العقبي» ص ١٠٢ من طريق الواحدي والواقدي وابن الجوزي والفضائلي ..

٤٥ ـ حافظ الدين النسفي المتوفّى ٧٠١ ـ ١٠ ه‍ ، في تفسيره ١ ص ٤٩٦ هامش تفسيره الخازن.

٤٦ ـ شيخ الإسلام الحمّويي ، المتوفّى ٧٢٢ ه‍ ، في «فرائد السمطين» وذكر شعر حسّان فيه.

٤٧ ـ علاء الدين الخازن البغداديّ ، المتوفّى ٧٤١ ه‍ ، في تفسيره ١ ص ٤٩٦.

٤٨ ـ شمس الدين محمود بن أبي القاسم عبد الرَّحمن الأصبهاني ، المتوفّى ٧٤٦ ـ ٩ ه‍ ، في شرح التجريد الموسوم بتسديد ـ وقد يقال بالمعجمة ـ العقائد. وقال بعد تقرير اتفاق المفسِّرين على نزول الآية في عليٍّ : قول المفسِّرين لا يقتضي اختصاصها به واقتصارها عليه.

٤٩ ـ جمال الدين محمّد بن يوسف الزرندي ، المتوفّى ٧٥٠ ه‍ ، في «نظم درر السمطين».

٥٤

٥٠ ـ أبو حيّان أثير الدين الأندلسي ، المتوفّى ٧٥٤ ه‍ ، في تفسيره «البحر المحيط» ٣ ص ٥١٤.

٥١ ـ الحافظ محمَّد بن أحمد بن جزي الكلبي ، المتوفّى ٧٥٨ ه‍ ، في تفسيره «التَّسهيل لعلوم التنزيل» ج ١ ص ١٨١.

٥٢ ـ القاضي عضد الأيجي الشافعيّ ، المتوفّى ٧٥٦ ه‍ ، في «المواقف» ٣ ص ٢٧٦.

٥٣ ـ نظام الدين القمّي النيسابوري ، في تفسيره «غرائب القرآن» ٣ ص ٤٦١.

٥٤ ـ سعد الدين التفتازاني الشافعيّ ، المتوفّى ٧٩١ ، في «المقاصد» وشرحه ٢ ص ٢٨٨ ، وقال بعد تقرير إطباقي المفسِّرين على نزول الآية في عليٍّ : قول المفسِّرين : إنَّ الآية نزلت في حقِّ عليٍّ رضى الله عنه لا يقتضي اختصاصها به وإقصارها عليه.

٥٥ ـ السيِّد شريف الجرجاني المتوفّى ٦١٨ ه‍ ، في شرح المواقف.

٥٦ ـ المولى علاء الدين القوشجي ، المتوفّى ٨٧٩ ه‍ ، في شرح التجريد ، وقال بعد نقل الاتِّفاق عن المفسِّرين على أنَّها نزلت في أمير المؤمنين : وقول المفسِّرين : إنَّ الآية نزلت في حقِّ عليٍّ إلى آخر كلام التفتازاني.

٥٧ ـ نور الدين ابن الصبّاغ المكيُّ المالكي ، المتوفّى ٨٥٥ ه‍ ، في «الفصول المهمَّة» ١٢٣.

٥٨ ـ جلال الدين السيوطي الشافعيُّ ، المتوفّى ٩١١ ه‍ ، في (الدرّ المنثور) ٢ ص ٢٩٣ من طريق الخطيب ، وعبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وأبي الشيخ ، وو ابن مردويه عن ابن عبّاس. ومن طريق الطبراني ، وابن مردويه عن عمّار بن ياسر ، ومن طريق أبي الشيخ والطبراني عن عليٍّ (ع) ، ومن طريق ابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ ، وابن عساكر عن سلمة بن كهيل. ومن طريق ابن جرير عن مجاهد والسدي ، وعتبة بن حكيم. ومن طريق الطبراني ، وابن مردويه ، وأبي نعيم ، عن أبي رافع.

٥٥

والباحث إن أعطى النصفة حقّها يجد في كتاب الله آياً تُعدُّ بالعشرات نزلت في عليّ أمير المؤمنين عليه‌السلام (١) وهي تدلّ على تقديمه

__________________

ورواه في أسباب نزول القرآن ص ٥٥ من غير واحد من هذه الطرق ، ثمَّ قال : فهذه شواهد يقوي بعضها بعضاً. وذكره في «جمع الجوامع» كما في ترتيبه ٦ ص ٣٩١ من طريق الخطيب عن ابن عبّاس ، وص ٤٠٥ من طريق أبي الشيخ وابن مردويه عن أمير المؤمنين (ع).

٥٩ ـ الحافظ ابن حجر الأنصاري الشافعيّ ، المتوفّى ٩٧٤ ه‍ ، في «الصواعق» ٢٤.

٦٠ ـ المولى حسن چلبي في شرح المواقف.

٦١ ـ المولى مسعود الشرواني في شرح المواقف.

٦٢ ـ القاضي الشوكاني الصنعاني ، المتوفّى ١٢٥٠ ه‍ ، في تفسيره.

٦٣ ـ شهاب الدين السيِّد محمود الآلوسيّ الشافعي ، المتوفّى ١٢٧٠ ه‍ ، في تفسيره ٢ ص ٣٢٩.

٦٤ ـ الشيخ سليمان القندوزي الحنفي المتوفّى ١٢٩٣ ه‍ ، في «ينابيع المودَّة» ٢١٢.

٦٥ ـ السيد محمد مؤمن الشبلنجي من «نور الأبصار» ٧٧.

٦٦ ـ الشيخ عبد القادر بن محمد السعيد الكردستاني ، المتوضى ١٣٠٤ ه‍ ، في تقريب المرام في شرح تهذيب الكلام للتفتازاني ٢ ص ٣٢٩ ط مصر.

(١) روى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ص ٣٩ ـ ٤٥ بطريقه عن حبيب بن أبي ثابت عن مجاهد أنه قال : لقد نزلت في علي (ع) سبعون آية ما شركه فيها أحد.

وبطريق آخر عنه أيضاً أنه قال : نزلت في علي (ع) سبعون آية لم يشركه فيها أحد.

وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : لقد نزلت في علي (ع) ثمانون آية صفواً

٥٦

على غيره ، ولا بِدع وهو نفس النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بنصّ القرآن (١) ، وبولايته أكمل الله دينه ، وأتمَّ علينا نعمه ، ورضي لنا الإسلام دينا (٢).

ونحن نُعيد السؤال هاهنا على القصيميِّ فنقول : هل يستطيع أن يجيء هو وقومه بحرف واحدٍ من القرآن يدلُّ على تقديم أبي بكر وعمر وعثمان على وليِّ الله الطاهر أمير المؤمنين عليه‌السلام؟!.

١٢ ـ قال : والقوم ـ يعني الإماميّة ـ لا يعتمدون في دينهم على الأخبار النبويّة الصحيحة ، وإنّما يعتمدون على الرُّقاع المزوَّرة المنسوبة كذباً إلى الأئمّة المعصومين في زعمهم وحدهم ج ١ ص ٨٣.

ج ـ عرفت الحال في التوقيعات الصادرة عن الناحية المقدَّسة ، والرَّجل قد أتى من شيطانه بوحيٍ جديد ، فيرى توقيعات بقيّة الأئمّة أيضاً مكذوبة على الأئمّة ، ويرى عصمتهم مزعومة للشيعة فحسب ، إذ لم يجدها في طامور أوهامه ، (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ

__________________

في كتاب الله ما شركه فيها أحد.

وعن الضّحاك عن ابن عباس قال : نزلت في علي بن أبي طالب (ع) ثلاثمائة آية.

وعنه أيضاً عن النبي (ص) انه قال : «إنّ القرآن أربعة أرباع : فربع فينا أهل البيت خاصة ، وربع في أعدائنا ، وربع حلال وحرام ، وربع فرائض وأحكام ، وأنّ الله أنزل في علي (ع) كرائم القرآن».

(١) آل عمران : ٦١.

(٢) المائدة : ٣.

٥٧

فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ) (١).

١٣ ـ المتعة التي تتعاطاها الرافضة أنواعٌ : صغرى ، وكبرى. فمن أنواعها : أن يتَّفق الرَّجل والمرأة المرغوب فيها على أن يدفع إليها شيئاً من المال أو من الطعام والمتاع وإن حقيراً جدّاً ، على أن يقضي وطره منها ويشبع شهوته يوماً أو أكثر حسب ما يتّفقان عليه ، ثمَّ يذهب كلٌّ منهما في سبيله ، كأنَّما لم يجتمعا ولم يتعارفا ، وهذا من أسهل أنواع هذه المتعة.

وهناك نوعٌ آخر أخبث من هذا يُسمّى عندهم بالمتعة الدوريَّة ، وهي أن يحوز جماعةٌ امرأةً ، فيتمتَّع بها واحدٌ من الصبح إلى الضحى ، ثمّ يتمتّع بها آخر من الضحى إلى الظهر ، ثمَّ يتمتّع بها آخر من الظهر إلى العصر ، ثمَّ آخر إلى المغرب ، ثمَّ آخر إلى العشاء ، ثمّ آخر إلى نصف الليل ، ثمَّ آخر إلى الصبح. وهم يعدّون هذا النوع ديناً لله يُثابون عليه ، وهو من شرِّ أنواع المحرَّمات ج ١ ص ١٩٩.

__________________

(١) النساء : ٥٩.

٥٨

ج ـ إنّ المتعة عند الشيعة هي التي جاء بها نبيُّ الإسلام ، وجعل لها حدوداً مقرَّرة ، وثبتت في عصر النبيِّ الأعظم وبعده إلى تحريم الخليفة عمر بن الخطاب ، وبعده عند مَن لم ير للرأي المحدث في الشرع تجاه القرآن الكريم وما جاء به نبيُّ الاسلام قيمةً ولا كرامةً ، وقد أصفقت فِرَق الإسلام على أُصول المتعة وحدودها المفصَّلة في كتبها ، ولم يختلف قطُّ اثنان فيها ، ألا وهي :

١ : الأُجرة.

٢ : الأجل.

٣ : العقد المشتمل للايجاب والقبول.

٤ : الافتراق بانقضاء المدَّة أو البذل.

٥ : العدَّة ، أمةً وحرَّة ، حائلاً وحاملاً.

٦ : عدم الميراث.

وهذه الحدود هي التي نصَّ عليها أهل السنَّة والشيعة ، راجع من تآليف الفريق الأوَّل : صحيح مسلم ، سنن الدارمي ، سنن البيهقي ، تفسير الطبري ، أحكام القرآن للجصّاص ، تفسير البغوي ، تفسير ابن كثير ، تفسير الفخر الرّازي ، تفسير الخازن ، تفسير السيوطي ، كنز العمّال (١).

__________________

(١) يأتي تفصيل كلماتهم في هذا الجزء بعيد هذا «المؤلّف».

٥٩

ومن تآليف الفريق الثاني : مَن لا يحضره الفقيه الجزء الثالث ص ١٤٩ ، المقنع للصَّدوق كسابقه ، البداية له أيضاً ، الكافي ٢ ص ٤٤ ، الانتصار للشريف علم الهدى المرتضى ، المراسم لأبي يعلي سلّار الديلمي ، النهاية للشيخ الطوسي ، المبسوط للشيخ أيضاً ، التهذيب له أيضاً ج ٢ ص ١٨٩ ، الاستبصار له ٢ ص ٢٩ ، الغنية للسيد أبي المكارم ، الوسيلة لعماد الدين أبي جعفر ، نكت النهاية للمحقِّق الحلّي ، تحرير العلّامة الحلّي ٢ ص ٢٧ ، شرح اللمعة ٢ ص ٨٢ ، المسالك ج ١ ، الحدائق ٦ ص ١٥٢ ، الجواهر ٥ ص ١٦٥ (١).

__________________

أُنظر صحيح مسلم ٢ : ١٠٢٢ باب نكاح المتعة ، سنن الدارمي ٢ : ١٤٠ ، السنن الكبرى للبيهقي ٧ : ٢٠٠ ـ ٢٠٧ ، تفسير الطبري ٥ : ٩ ، أحكام القرآن للجصّاص ٣ : ١٧٧ ، معالم التنزيل (تفسير البغوي) ٣ : ١٢٧ ، تفسير ابن كثير ٣ : ٤١٧ ، التفسير الكبير للفخر الرازي ٢٣ : ٢٧١ ، الدر المنثور للسيوطي ٤ : ٣٧٩ ، كنز العمال ١٦ : ٥١٨ باب المتعة.

(١) مَن لا يحضره الفقيه ٣ : ٢٩١ ـ ٢٩٨ باب المتعة ، المقنع : ١١٣ ـ ١١٤ ، الهداية : ٦٩ ـ ٧٠ ، الكافي ٥ : ٤٥١ ـ ٤٦٣ أبواب المتعة ، الانتصار : ١٠٩ ـ ١١٦ ، المراسم : ١٥٥ ، النهاية : ٤٨٩ ـ ٤٩٣ ، المبسوط ٤ : ٢٤٦ ، التهذيب ٧ : ٢٤٩ ـ ٢٧١ / ١٠٧٩ ـ ١١٦٠ ، الاستبصار ٣ : ١٤١ ـ ١٥٣ أبواب المتعة ، الغنية (ضمن الجوامع الفقهية) : ٥٤٩ ـ ٥٥٠ ، الوسيلة إلى نيل الفضيلة : ٣٠٩ ، نكت النهاية ٣ : ٣٧٢ ـ ٣٨٤ ، تحرير الأحكام ٢ : ٢٧ ، الروضة البهية ٥ : ٢٤٥ ـ ٣٠٨ ، مسالك الافهام ١ : ٤٠٠ ـ ٤٠٤ ، الحدائق الناضرة ٢٤ : ١١٤ ـ ٢٠٠ جواهر الكلام ٣٠ : ١٣٩ ـ ٢٠٣.

٦٠