شرح المقاصد - ج ٢

مسعود بن عمر بن عبدالله [ سعد الدين التفتازاني ]

شرح المقاصد - ج ٢

المؤلف:

مسعود بن عمر بن عبدالله [ سعد الدين التفتازاني ]


المحقق: الدكتور عبدالرحمن عميرة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات الشريف الرضي
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨٤

ويشترطوا شروطا ما بهم إليها حاجة ، وذلك مثل اشتراط سلامة جميع الأفعال (١) لتخرج صحة من يصدر عنه بعض الأفعال سليما دون البعض ومن كل عضو ، ولتخرج صحة من بعض أعضائه صحيح دون البعض ، وفي كل وقت لتخرج صحة من يصح شتاء ، ويمرض صيفا ، ومن غير استعداد قريب لزوالها لتخرج صحة المشايخ والأطفال والناقهين.

الكيفيات النابعة من انفعالات النفس

(قال : (ومنها الفرح)

والغم (٢) والغضب والخوف والحزن والهم ونحو ذلك ، ولا بحث فيها.

قد تعرض للنفس كيفيات نابعة لانفعالات تحدث فيها لم يرتسم في بعض قواها من النافع والضار كالفرح ، وهو كيفية نفسانية تتبعها حركة الروح إلى خارج البدن ، طلبا للوصول إلى الملذ ، والغم وهو ما يتبعها حركة الروح إلى الداخل خوفا من مؤذ واقع ، والغضب وهو ما يتبعها حركة الروح إلى الخارج طلبا للانتقام ، والفزع وهو ما يتبعها حركة الروح إلى الداخل هربا من المؤذي واقعا كان أو متخيلا ، والحزن وهو ما يتبعها حركة الروح إلى الداخل قليلا قليلا ، والهم وهو ما يتبعها حركة الروح إلى الداخل والخارج لحدوث أمر يتصور منه يقع أو شر ينتظر ، فهو مركب من جاء وخوف (٣) فأيهما غلب

__________________

(١) عبارة ابن سينا في هذا الصدد : أن الصحة هي هيئة يكون بها بدن الإنسان في مزاجه وتركيبه بحيث تصدر عنه الأفعال كلها صحيحة سليمة (ج ١ ص ٧٤).

(٢) الغم : الكرب ، والجمع : غموم ومن دعائه (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) «يا فارج الهم ويا كاشف الغم» وقد ورد في القرآن على وجوه : الأول : غم الصحابة (فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍ). الثاني : المدال من ذلك الغم بالأمن (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً). الثالث : تطبيب قلوبهم وتفريحهم بزوال الغم (ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً) الرابع : غم أهل النار وذلك الذي ما بعده غم (أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها).

(راجع بصائر ذوي التمييز ج ٤ ص ١٤).

(٣) الخوف : توقع مكروه عن أمارة مظنونة أو معلومة ، كما أن الرجاء والطمع توقع محبوب عن أمارة ـ

٣٨١

على الفكر تحركت النفس إلى جهته ، فللخير المتوقع إلى الخارج والشر المنتظر إلى الداخل ، فلذلك قيل : إنه جهاد فكري ، والخجل وهو ما يتبعها حركة الروح إلى الداخل والخارج ، لأنه كالمركب من فزع وفرح حيث ينقبض الروح أولا إلى الباطن ثم يخطر بباله أن ليس فيه كثير مضرة فينبسط ثانيا ، وهذه كلها إشارة إلى ما لكل من الخواص واللوازم ، وإلا فمعانيها واضحة عند العقل وكثيرا ما يتسامح فيفسر بنفس الانفعالات كما يقال الفرح انبساط القلب ، والغم انقباضه ، والغضب (١) غليان الدم إلى غير ذلك.

__________________

ـ مظنونة أو معلومة ، ويضاد الخوف الأمن. عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله (الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) أهو الذي يسرق ويشرب الخمر ويزني قال : لا يا ابنة الصديق : ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف أن لا يقبل منه.

(١) الغضب : ثوران دم القلب إرادة للانتقام قال تعالى : (فَباؤُ بِغَضَبٍ). وقال ابن عرفة : الغضب من المخلوقين شيء بداخل قلوبهم ويكون منه محمود ومذموم فالمذموم ما كان في غير الحق.

٣٨٢

القسم الثالث

الكيفيات المختصة بالكميات

(قال : (القسم الثالث الكيفيات المختصة بالكميات).

أعني التي لا يتصور عروضها لشيء إلا بواسطة الكمية المتصلة كالاستقامة والانحناء ، وكالتقعير والتقبيب ، والزاوية ، أو المنفصلة كالزوجية والفردية ، وقد يعد منها الحلقة (١) أعني مجموع الشكل واللون باعتبار أن الشكل يختص بالكم لكونه هيئة إحاطة الحد أو الحدود بالجسم ، وكذا اللون فيمن يخصه بالسطح ، واعتد بهذا المركب خاصة بما فيه من وحدة ، بحسبها يتصف الشخص بالحسن والقبح).

وهي التي لا يكون عروضها بالذات إلا للكم المتصل كالاستقامة والانحناء للخط (٢) والتقعير (٣) والتقبيب للسطح ، وكذا الزاوية على ما سيأتي أو للكم المنفصل كالزوجية والفردية للعدد حتى إن اتصاف الجسم بهذه العوارض لا يكون إلا باعتبار ما فيه من هذه (٤) الكميات وقد يعد من الكيفيات المختصة بالكميات الخلقة التي هي عبارة عن مجموع الشكل واللون واستشكل من وجوه :

الأول : أن أحد جزئية أعني الشكل ، وإن كان من الكيفيات المختصة بالكم

__________________

(١) في (ب) الخلقة.

(٢) في (ب) الحط وهو تحريف.

(٣) قعر البئر عمقها ، وقعرت الشجرة : قلعتها من أصلها فانقعرت ، قلت ومنه قوله تعالى : (كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ).

(٤) في (ب) بزيادة لفظ (هذه).

٣٨٣

بناء على كونه عبارة عن هيئة إحاطة حد أي نهاية بالجسم كما في الكرة المحيط بها سطح واحد أو حدود أي نهايات كما في نصف الدائرة والمثلث والمربع ، وغيرهما من الأشكال الحاصلة من إحاطة خطين أو أكثر لكن لا خفاء في أن جزءه الآخر. أعني اللون من الكيفيات المحسوسة المقابلة للكيفيات المختصة بالكميات.

والجواب أن مبني ذلك على ما قيل إن اللون من خواص السطح ، ومعنى كون الجسم ملونا أن سطحه ملون ، ولا تنافي بين كون الكيفية محسوسة ، وكونها مخصوصة بالكم على ما سبقت الإشارة إليه ، هذا ولكن الأظهر أن اللون قد ينفذ في عمق الجسم.

الثاني : أن الكلام في الكيفية المفردة إذ لو اعتبر (١) تركيب الكيفيات المختصة بالكميات بعضها مع البعض لكان هناك أقسام لا تتناهى مع أنهم لم يعتدوا بها ولم يعدوها من أنواعها.

والجواب : أنهم لما وجدوا لاجتماع اللون والشكل خصوصية باعتبارها يتصف الجسم بالحسن والقبح (٢) عدوا المركب منهما نوعا واحدا بخلاف مثل اللون أو الضوء مع الاستقامة أو الانحناء ، أو الزوجية أو الفردية إلى غير ذلك.

الثالث : أن عروض الخلقة لا يتصور إلا حيث يكون هناك جسم طبيعي بخلاف الكيفيات المختصة بالكم ، فإنها إنما تفتقر إلى المادة في الوجود دون التصور على ما تقرر في تقسيم الحكمة إلى الطبيعي والرياضي والإلهي.

والجواب : أن الأمور العارضة للكمية منها ما هي عارضة لها بسبب أنها كمية كالاستقامة والانحناء والزوجية والفردية ، وهي المبحوث عنها في قسم

__________________

(١) في (أ) إذا اعتبر وهو تحريف.

(٢) الحسن يطلق في عرف العلماء على ثلاثة معان ، وكذا ضد الحسن وهو القبح الأول : كون الشيء ملائما للطبع حسن كالحلو ، وما كان منافرا له قبيح كالمر ، وما ليس شيئا منهما فليس بحسن ولا قبيح. كأفعال الله تعالى لتنزهه عن الغرض ، والثاني : كون الشيء صفة كمال وضده القبح وهو كونه صفة نقصان فما يكون صفة كمال كالعلم حسن وما يكون صفة نقصان كالجهل قبيح ، والثالث : كون الشيء متعلق المدح وضده القبح بمعنى كونه متعلق الذم فما تعلق به المدح يسمى حسنا وما تعلق به الذم يسمى قبيحا وما لا يتعلق به شيء منهما فهو خارج عنهما.

٣٨٤

الرياضيات ، ومنها ما هي عارضة لها بسبب أنها كمية شيء مخصوص كالخلقة ، وهذا لا ينافي الاختصاص بالكم ، واعلم أن كلامهم متردد في أن الحلقة مجموع الشكل واللون ، أو الشكل المنضم إلى اللون ، أو كيفية حاصلة من اجتماعهما ، وهذا أقرب إلى جعلهما نوعا على حدة.

الشكل من الكيفيات

(قال : (وبعضهم)

على أن الشكل (١) من الوضع.

الجمهور على أن الشكل من الكيفيات بناء على أنه الهيئة الحاصلة من إحاطة الحد أو الحدود بالجسم لا نفس السطح المخصوص ليكون من الكم على ما يتوهم من تقسيمه إلى الدائرة والمثلث والمربع وغيرهما ، ثم تفسير الدائرة بأنه سطح محيط به خط في وسطه يكون جميع الخطوط الخارجة منها إلى ذلك الخط متساوية. وتفسير المثلث بأنه سطح محيط به ثلاثة خطوط وهكذا ، وذلك لأن الشكل هاهنا بمعنى المشكل ، وأما حقيقته فإنما تنقسم إلى الاستدارة والتثليث والتربيع وهي الكيفيات الحاصلة للسطوح المذكورة ، وليس أيضا عبارة عن الهيئة الحاصلة بسبب نسبة أجزاء الجسم بعضها إلى بعض أو إلى الأمور الخارجة ليكون من قبيل الوضع على ما زعم ثابت بن قرة (٢) ، ومال إليه الإمام ، وذلك لأن

__________________

(١) الشكل في الأصل هيئة الشيء وصورته ، والشكل أيضا هو المثل والشبيه والنظير. قال ابن سينا : مثل إدراك الشاة لصورة الذئب أعني شكله وهيئته (النجاة ص ٢٦٤). وقال : والشيء كلما بدل شكله تبدلت فيه الأبعاد المحدودة.

(راجع رسالة الحدود).

والشكل المنطقي : هو الهيئة الحاصلة في القياس من نسبة الحد الأوسط إلى الحد الأصغر ، واحد الأكبر.

والشكل في العروض : هو حذف الحرف الثاني والسابع من فاعلاتن ليبقى فعلات.

(٢) هو ثابت بن قرة بن زهرون الحراني الصابئ أبو الحسن طبيب فيلسوف ، ولد عام ٢٢١ ه‍ ونشأ بحران وحدثت له مع أهل مذهبه الصابئة أشياء أنكروها عليه فحرم عليه رئيسهم دخول الهيكل فخرج من حران وقصد بغداد فاشتغل بالفلسفة والطب ، صنف نحو ١٥٠ كتابا منها الذخيرة في علم الطب ، وأكثر كتبه الهندسة والموسيقى ، وكان يحسن السريانية ، وأكثر اللغات الشائعة في ـ

٣٨٥

الحدود ليست أجزاء للجسم ولا للسطح.

فإن قيل : النسبة مأخوذة في مفهومه ولا شيء من الكيف كذلك.

أجيب بمنع الصغرى ، وإنما يتم لو كان المذكور في تعريفه حدا حقيقيا له. واعترض على تعريفه بأنه إنما يتناول الأشكال الجسمية دون السطحية.

وأجيب : بأن المراد بالجسم هاهنا هو التعليمي لأنه بالذات معروض الحدود السطحية كما أن السطح معروض الحدود الخطية (١) ، وإنما خصّ التعليمي بالذكر دون الخط السطح لأنه الذي يمكن تخيله بشرط لا شيء بخلافهما كما مر ، فالتحقيق أن الشكل هيئة إحاطة الحد أو الحدود بالسطح أو الجسم. والحدود على الأول خطوط ، وعلى الثاني سطوح ، والكمية المعروضة بالذات للشكل هو الحدود المحيطة أم السطح أم الجسم المحاط فيه تردد.

الزاوية من الكم

(قال : (والزاوية من الكم)

لقبولها القسمة ، ففسرت بسطح أحاط به خطان يلتقيان على نقطة واحدة (٢) من غير أن يتحدا. والمراد أنها ما يلي تلك النقطة من السطح على ما صرح به من قال هي المتحدب (٣) من ذلك السطح. ورد بأنه يجوز أن يكون قبولها القسمة لا لذاتها. كيف وقد انتفى فيها لازم الكم ، وهو عدم البطلان بالتضعيف. ولذا فسرت بهيئة إحاطة الخطين بالسطح عند الملتقى).

يعني ذهب بعضهم إلى أن الزاوية من الكميات لكونها قابلة للقسمة بالذات ، ففسروها بسطح يحيط به خطان يلتقيان على نقطة واحدة من غير أن يتحد الخطان. وهذا مراد من قال إنها سطح ينتهي إلى نقطة ، ولا خفاء في أن هذا صادق على غير موضع تماس الخطين أيضا من الشكل ، وليس بزاوية فمرادهم أنها

__________________

ـ عصره ، ترجم كثيرا منها إلى العربية. توفي عام ٢٨٨ ه‍.

(راجع طبقات الأطباء ١ : ٢١٥ : ٢٢٠).

(١) في (ب) الخطوط بدلا من الحدود.

(٢) في (ب) بزيادة لفظ (واحدة).

(٣) في (ب) المتحدب.

٣٨٦

ما يلي تلك النقطة من السطح على ما صرح من به قال إنها المنحدب أي موضع الانحداب من السطح الذي يحيط به خطان يلتقيان على نقطة.

وأجيب : بأنا لا نسلم (١) أن قبولها القسمة بالذات بل بواسطة معروضها الذي هو السطح ، ولو سلم فعندنا ما ينفي كونها من الكم ، وهو أنها تبطل بالتضعيف ، ولا شيء من الكم كذلك. أما الكبرى فلأن التضعيف زيادة في الكم لا إبطال له. وأما الصغرى فلأن الحادة (٢) تنتهي بالتضعيف مرة أو مرارا إلى قائمة أو منفرجة ، وكل منهما يبطل بالتضعيف ، مرة (٣) أما القائمة فلالتقاء الخطين على استقامة بحيث يصيران خطا واحدا. وأما المنفرجة فلتأديهما إلى ذلك ، لأن تضعيف الكم عبارة عن زيادة مثله عليه. ولا يتصور ذلك إلا بزيادة كل ما هو أقل منه ، فلا بد في تضعيف المنفرجة من زيادة القدر الذي يكون اتصال الخطين عنده على استقامة فتبطل المنفرجة بالضرورة ، وحدوث الحادة (٤) في الجانب الآخر لا ينافي ذلك ، وأيضا لا شك أن الزاوية جنس (٥) قريب للثلاثة ، فإذا لم تكن القائمة من الكم لم يكن الأخريان منه ، والمحققون على أنها من الكيفيات المختصة بالكميات فلذا فسروها بالهيئة الحاصلة عند ملتقى الخطين المحطين بالسطح الملتقيين على نقطة ، وما يقع في عبارات المهندسين من كونها سطحا وقابلا للتجزي والمساواة والمقاومة بالذات ، فمبني على أنهم يريدون بالزاوية ذا الزاوية كما يريدون بالشكل المشكل فيقولون المثلث شكل تحيط به ثلاثة أضلاع وما ذكر اقليدس (٦) من أن الزاوية تماس الخطين فمعناه الهيئة الحاصلة عند تماسهما هذا هو الزاوية المسطحة. وأما المجسمة فهي جسم يحيط به سطحان يلتقيان بخط أو الهيئة الحاصلة عند ذلك.

__________________

(١) في (أ) لانم بدلا من (لا نسلم).

(٢) في (ب) الجادة وهو تحريف.

(٣) في (ب) بزيادة لفظ (مرة).

(٤) في (ب) الحادث.

(٥) في (أ) بزيادة لفظ (جنس).

(٦) اقليدس : من أشهر رياضي اليونان ، وجد قبل المسيح بعدة قرون ، ترجم عنه العرب كتبا رياضية غاية في النفع ، نقل كتابه في الرياضة حنين بن إسحاق فجاء العلامة ثابت بن قرة في حوالي سنة ٢٠١ ه‍ فنقحه وهذبه وسهل مصاعبه. قال الشهرستاني إنه أول من تكلم في الرياضيات وأفردها علما نافعا في العلوم. ومن كلامه : الجزم هو العمل على أن لا تثق بالأمور التي في الامكان عسيرها ويسيرها.

٣٨٧
٣٨٨

القسم الرابع

الكيفيات الاستعدادية

(قال : (القسم الرابع الكيفيات الاستعدادية).

وهي استعداد شديد على أن ينفعل كالممراضية واللين ويسمى اللاقوة أو على أن يقاوم ولا ينفعل كالمصحاحية والصلابة ، ويسمى القوة ، فالمشترك كيفية بها يترجح القابل في أحد جانبي قبوله قبل أو على أن يفعل كالمصارعة ، فالمشترك (١) استعداد جسماني كامل نحو أمر من خارج ورد بوجهين.

الأول : أن المصارعة مثلا تتعلق بعلم بالصناعة ، وقدرة على الأفعال ، وهما من الكيفيات النفسانية ، وصلابة الأعضاء ، وهي راجعة إلى الأول.

الثاني : أن الحرارة قوة شديدة على الأطراف مع أنها من المحسوسات ،

__________________

(١) المشترك هو اللفظ الواحد الذي يطلق على أشياء مختلفة بالحد والحقيقة اطلاقا متساويا كالعين تطلق على آلة البصر ، ينبوع الماء ، وقرص الشمس ، وهذه مختلفة الحدود والحقائق.

(راجع معيار العلم للغزالي ص ٤٦ : ٤٧).

والاشتراك بين الشيئين ، إن كان بالنوع يسمى مماثلة ، كاشتراك بين زيد وعمرو في الإنسانية ، فإن كان بالجنس يسمى مجانسة ، كاشتراك إنسان وفرس في الحيوانية ، وإن كان بالعرض ، فإن كان في الكم يسمى مساواة ، كاشتراك ذارع من خشب ، وذراع من ثوب في الطول ، وإن كان في الكيف يسمى مشابهة كاشتراك الانسان والحجر في السواد ، وإن كان بالمضاف يسمى مناسبة ، كاشتراك زيد وعمرو في بنوة بكر ، وإن كان بالشكل يسمى مشاكلة ، كاشتراك الأرض والهواء في الكرية ، وإن كان بالوضع المخصوص يسمى موازنة ، وهو أن لا يختلف البعد بينهما كسطح كل فلك ، وإن كان بالأطراف يسمى مطابقة.

(راجع تعريفات الجرجاني).

٣٨٩

ومبناهما على كون الأقسام الأربعة للكيف متباينة بالذات).

أي التي من جنس الاستعداد لأنها مفسرة باستعداد شديد على أن ينفعل أي تهيؤ لقبول أثر ما بسهولة أو سرعة ، وهو وهن طبيعي كالممراضية واللين ويسمى اللاقوة ، أو على أن تقاوم ولا تنفعل أي تهيؤ للمقاومة وبطء للانفعال كالمصحاحية والصلابة ، وذلك هو الهيئة التي بها (١) صار الجسم لا يقبل المرض ، ويتأبى عن الانغماز ويسمى القوة ، فإذا حاولنا ذكر أمر يشمل القسمين ، ويخصهما. قلنا كيفية بها يترجح القابل في أحد جانبي قبوله ومبنى ذلك على أن القوة على الفعل كالقوة على المصارعة غير داخلة في هذا النوع من الكيفيات ، والجمهور على أنها داخلة فيه ، فالأمر المشترك بين الأقسام الثلاثة هو أنها استعداد جسماني كامل نحو أمر من (٢) خارج أو مبدأ جسماني به يتم حدوث أمر حادث على أن حدوثه مترجح به ، واستدل على كون القوة الشديدة على الفعل غير داخلة في هذا النوع بوجهين : ـ

الأول : أن المصارعة مثلا يتعلق بالعلم بتلك الصناعة (٣) ، والقوة القوية على تلك الأفعال ، وهما من الكيفيات النفسانية ، وبصلابة الأعضاء وكونها في خلقتها الطبيعية بحيث يعسر عطفها ونقلها (٤) ، وذلك عائد إلى القوة على المقاومة واللاانفعال فلا يتحقق قسم ثالث.

الثاني : أن الحرارة لها قوة شديدة على الإحراق ، فلو كانت داخلة في هذا الجنس مع دخولها في الجنس المسمى بالانفعاليات. أعني الراسخ من الكيفيات المحسوسة لزم تقومها بجنسين ، ودخولها تحت قسمين متقابلين وكلا الوجهين مبني على أن الكيفيات المحسوسة المسمّاة بالانفعاليات أو الانفعالات والكيفيات النفسانية المسماة بالملكة أو الحال والكيفيات المختصة بالكميات ،

__________________

(١) في (أ) بزيادة (بها).

(٢) في (أ) بزيادة (حرف الجر من).

(٣) في (ب) المصارعة.

(٤) في (ب) وثقلها بدلا من (نقلها).

٣٩٠

والكيفيات الاستعدادية ، أقسام من الكيف ، متباينة بالذات يمتنع صدق البعض منها على شيء مما صدق عليها الآخر ، وإلا فلا يمتنع أن تكون القدرة من حيث اختصاصها بذوات الأنفس من الكيفيات النفسانية ، والحرارة من حيث كونها مدركة بالحس من المحسوسات ، وكل منهما من حيث كونها قوة شديدة فاعلة بالسهولة من الكيفيات ، الاستعدادية. كما ذكروا أن اللون والاستقامة والانحناء ونحو ذلك من المختصة بالكميات مع كونها من المحسوسات (١).

__________________

(١) الحسيات : جمع الحس. وتسمى المحسوسات وتطلق في القضايا على معنيين. الأول : هو القضايا التي يجزم بها العقل بمجرد تصور طرفيها بواسطة الحس الظاهر أو الباطن ، وهي كلها أحكام جزئية حاصلة من المشاهدات فإذا كانت بواسطة الحس الظاهر سميت محسوسات ، وإذا كانت بواسطة الحس الباطن سميت وجدانيات ، مثل شعورنا بأن لنا فكرة وإرادة وخوفا وغضبا.

الثاني : ما للحس مدخل فيه فيتناول التجريبيات والمتواترات وأحكام الوهم في المحسوسات وبعض الحدسيات والمشاهدات وبعض الوجدانيات.

٣٩١
٣٩٢

الفصل الرابع

في الأين

وفيه مبحثان

١ ـ الكون وجوده ضروري

٢ ـ الباطن من أجزاء الجسم المتحرك متحرك.

٣٩٣
٣٩٤

حقيقة الأين

قال : (الفصل الرابع في الأين) (١)

وهو الكون في الخير وسلوكه على طريقين : الأول للمتكلمين وهو مبحثان :

المبحث الأول

(المبحث الأول : الكون وجوده ضروري وأنواعه أربعة لأن حصول الجوهر في الحيز إن اعتبر بالنسبة إلى جوهر آخر فإن أمكن تخلل ثالث بينهما ، فافتراق على تفاوت أقسامه في القرب والبعد ، وإلا فاجتماع ، ومن أسمائه المجاورة والمماسة على الأقرب.

__________________

(١) أين سؤال عن مكان ، فإذا قلت : أين زيد ، فإنما تسأل عن مكانه وهو إحدى مقولات أرسطو ، أطلقه الفلاسفة على المحل الذي ينسب إليه الجسم ، فقال ابن سينا : الأين : هو كون الجوهر في مكانه الذي يكون فيه ككون زيد في السوق.

راجع النجاة ص ١٢٨).

وقال الغزالي : من الأين ما هو أين بذاته ، ومنه ما هو مضاف ، فالذي هو أين بذاته كقولنا : زيد في الدار أو في السوق ، وما هو أين بالإضافة فهو مثل فوق وأسفل ويمنه ويسيره ، ولكن لا يكون للجسم أين مضاف ما لم يكن له أين بذاته.

(راجع معيار العلم للغزالي ص ٢٠٧).

وقال ابن رشد : ومثال ذلك أن الأين كما قيل هو نسبة الجسم إلى المكان فالمكان مأخوذ في حده الجسم ضرورة ، وليس من ضرورة حد الجسم أن يؤخذ في حده المكان ، ولا هو من المضاف ، فأن أخذ من حيث هو متمكن لحقته الإضافة ، وصارت هذه المقولة بجهة ما ، داخلة تحت مقولة الإضافة. مختصر ما بعد الطبيعة ص ٨).

٣٩٥

وهو النسبة إلى المكان أعني كون الشيء في الحيز ، وللقوم في تحقيق مباحثه طريقان :

أحدهما للمتكلمين ، والآخر للفلاسفة ، وللقدماء من المتكلمين في طريقهم شعب وتفاريع قليلة الجدوى ، لا نطول الكتاب بذكرها ، بل نقتصر على ما بهما. فنقول :

المتكلمون يعبرون عن الأين ، أعني حصول الجوهر في الحيز بالكون ويعترفون بوجوده، وإن أنكروا وجود سائر الأعراض النسبية ، وقد حصروه في أربعة أنواع هي الاجتماع والافتراق والحركة والسكون ، لأن حصول الجوهر في الحيز إما أن يعتبر بالنسبة إلى جوهر آخر أو لا وعلى الأول إما أن يكون بحيث يمكن أن يتوسطهما ثالث ، فهو الافتراق ، وإلا فالاجتماع ، واعتبر مكان تخلل الثالث دون تحققه ليشمل افتراق الجوهرين بتخلل الخلاء ، فإنه لا ثالث بينهما بالفعل بل بالإمكان.

وعلى الثاني : إن كان مسبوقا بحصوله في حيز آخر فهو الحركة ، وإن كان مسبوقا بحصوله في ذلك الحيز ، فالسكون ، فيكون السكون حصولا ثانيا في حيز أول ، والحركة حصولا أول في حيز ثان ، وأولية الحيز في السكون قد لا يكون تحقيقا بل تقديرا كما في الساكن الذي لا يتحرك قطعا ، فلا يحصل في حيز ثان ، وكذا أولية الحصول في الحركة لجواز أن ينعدم المتحرك في آن انقطاع الحركة ، فلا يتحقق له حصول ثان.

فإن قيل : إذا اعتبر في الحركة المسبوقية بالحصول في حيز آخر لم يكن الخروج من الحيز الأول حركة مع أنه حركة وفاقا.

قلنا : إنما يلزم ذلك لو لم يكن الخروج من الحيز الأول نفس الحصول الأول في الحيز الثاني على ما صرح به الآمدي (١) وتحقيقه ، أن الحصول الأول في الحيز الثاني من حيث الإضافة إليه دخول وحركة إليه ، ومن حيث

__________________

(١) سبق الترجمة له.

٣٩٦

الإضافة إلى الحيز الأول خروج وحركة منه ، ثم الاجتماع لا يتصور إلا على وجه واحد ، والافتراق يتصور على وجوه متفاوتة في القرب والبعد ، حتى ينتهي غاية القرب إلى المجاورة التي هي الاجتماع ، ومن أسمائها المماسة أيضا ، على ما يراه الأستاذ أبو إسحاق وهو أقرب إلى الصواب مما ذكره الشيخ والمعتزلة من أن المماسة غير المجاورة ، بل هي أمر يتبعها ويحدث عقيبها ، وظاهر عبارة المواقف يشعر بأن المجاورة افتراق حيث قال : الافتراق مختلف فيه (١) قرب وبعد متفاوت ومجاورة.

العرض لا يقوم بمحلين

(قال) (وقيامه بواحد)

إذ كل من الجوهرين اجتماع يقوم به ، وإن لم يعتبر بالنسبة إلى آخر ، فإن كان مسبوقا بحصوله في ذلك الحيز فسكون ، أو في آخر فحركة ، فالسكون حصول ثان في حيز أول ، والحركة حصول أول في حيز ثان).

قد يتوهم أن اجتماع الجوهرين عرض (٢) قائم فيلزم العرض الواحد بمحلين ، فنفي ذلك بأن لكل من (٣) الجوهرين اجتماعا يقوم به مغايرا بالشخصي للاجتماع القائم بالآخر.

(قال : (وأما الحصول).

أول الحدوث فليس بحركة ولا سكون فلا حصر ، وقال القاضي (٤) وأبو هاشم (٥) بل سكون ، لأنه مماثل للحصول الثاني ، ويلزم كون الحركة مجموع سكنات ، لأن السكون الأول أيضا في الحيز الثاني سكون ، والتزم

__________________

(١) في (ب) فمنه بدلا من (فيه).

(٢) في (أ) بزيادة لفظ (عرض).

(٣) في (أ) بزيادة لفظ (من).

(٤) هو محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر أبو بكر الباقلاني ، ت ٤٠٣ ه‍. وقد سبق الترجمة له.

(٥) هو عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب الجبائي المعتزلي ، ت ٣٢١ ه‍. سبق الترجمة له.

٣٩٧

ذلك حتى قيل بأن كل حركة سكون ولا عكس ، والتضاد إنما هو بين السكون في الحيز والحركة منه لا إليه ، فإنها عينه.

واعترض بأنه لو صح ذلك لزم أن يكون في الحيز الثاني الحصول الثاني حركة كالأول ، والقول بأن عدم المسبوقية بالحصول في ذلك الحير معتبر في الحركة لا يدفع الالزام).

لا خفاء في أن قولهم حصول الجوهر في الحيز إذ لم يعتبر بالنسبة إلى جوهر آخر ، فإما أن يكون مسبوقا بحصوله في ذلك الحيز ، أو في حيز آخر ليس بحاصر لجواز أن لا يكون مسبوقا بحصول أصلا ، فلذا ذهب بعض المتكلمين إلى أن الأكوان لا تنحصر في الأربعة ، كما فرضنا أن الله تعالى خلق جوهرا فردا ولم يخلق معه جوهرا آخر ، فكونه في أول زمان الحدوث ليس بحركة ولا سكون ولا اجتماع ولا افتراق.

وأجاب القاضي وأبو هاشم بأنه سكون لكونه مماثلا للحصول الثاني في ذلك الحيز وهو سكون بالاتفاق ، واللبث أمر زائد على السكون غير مشروط فيه ، وإلى هذا يؤول ما قال الأستاذ أنه سكون في حكم الحركة حيث لم يكن مسبوقا بحصول آخر في ذلك الحيز ، وعلى هذا لا يتم ما ذكر في طريق الحصر ، بل طريقه أن يقال إنه (١) إن كان مسبوقا بحصوله في حيز آخر ، فحركة ، وإلا فسكون. ويرد عليه السكون بعد الحركة حيث يصدق عليه أنه حصول مسبوق بالحصول في حيز آخر ، وإن كان مسبوقا بالحصول في ذلك الحيز أيضا. فالأول أن يقال إنه إن اتصل بحصول سابق في حيز آخر فحركة وإلا فسكون ، أو يقال إنه (٢) إن كان حصولا أول في حيز ثان فحركة وإلا فسكون ، فيدخل في السكون الكون في أول زمان الحدوث وتخرج الأكوان المتلاحقة في الأحيان المتلاصقة. أعني الأكوان التي هي أجزاء الحركة فلا تكون الحركة مجموع سكنات ، وذلك لأنه لا يلزم من عدم اعتبار اللبث

__________________

(١) في (أ) بزيادة (إنه).

(٢) سقط من (أ) لفظ (إنه).

٣٩٨

في السكون أن يكون عبارة من مجرد الحصول في الحيز من غير اعتبار قيد يميزه عن أجزاء الحركة ، اللهم إلا أن يبني ذلك على أن الكون الأول في الحيز الثاني ، يمثل الكون الثاني فيه، وهو سكون وفاقا ، فكذا الأول ، ويكون هذا إلزاما لمن يقال بتماثل الحصول الأول والثاني في الحيز الأول ، فكذا في الحيز الثاني ، فالتزم القاضي ذلك ، وذهب إلى أن الكون الأول في الحيز الثاني ، وهو الدخول فيه سكون ، وبنى على ذلك أن كل حركة سكون من حيث إنها دخول في حيز وليس كل سكون حركة ، كالكون الثاني. فإن قيل : الحركة ضد السكون فكيف تكون نفسه أو مركبة منه.

أجيب : بأن التضاد ليس بين الحركة والسكون مطلقا بل بين الحركة من الحيز والسكون فيه ، وأما بين الحركة إلى الحيز (١) والسكون فيه فلا تغاير فضلا عن التضاد لأنها عبارة عن الكون الأول فيه وهو تماثل الكون (٢) السكون الثاني الذي هو سكون بالاتفاق.

واعترض الآمدي (٣) بمنع الحصولين واشتراكهما في كون كل منهما موجبا للاختصاص بذلك الحيز لا يوجب التماثل لأنا لا نسلم أنه أخص صفاتهما النفسية. كيف والحصول الأول في الحيز الثاني حركة وفاقا ، لكونه خروجا من الحيز الأول ، فلو كان مماثلا للحصول الثاني فيه لزم أن يكون هو أيضا حركة ، ولا قائل به.

فإن أجيب بأن عدم المسبوقية بالحصول في ذلك الحيز معتبر في الحركة فيصدق على الحصول الأول دون الثاني.

قلنا : فكذا عدم الاتصال بالحصول في حيز آخر معتبر في السكون فيصدق على الحصول الثاني دون الأول ، وحاصلة أن الكلام إلزام لمن يقول بتماثل الحصولين ، وبإن كون الثاني سكونا يستلزم كون الأول كذلك ، وذكر

__________________

(١) سقط من (أ) لفظ (إلى الحيز).

(٢) في (ب) بزيادة لفظ (الكون).

(٣) عبارة الآمدي : «هذا إشكال مشكل ولعل عند غيري جوابه». ثم قال : «ذلك الاشتراك لا يوجب التماثل لأن المتخالفين قد يشتركان في بعض الصفات».

٣٩٩

في المواقف (١) أنه إذا اعتبر في الحركة عدم المسبوقية بالحصول في ذلك الحيز لا المسبوقية بالحصول في حيز آخر بطل قولهم : إن الحركة مجموع سكنات (فإن أراد أن السكون الذي هو الحصول الثاني لا يكون حينئذ جزءا للحركة ، فلا يكون عبارة عن مجموع السكنات بل عن بعضها ، فغلط من باب إيهام العكس لأن معنى قولهم هي مجموع سكنات (٢)) أن كل جزء لها سكون ، وهو لا يستلزم أن يكون كل سكون جزءا لها. وإن أراد أن مجرد الحصول الأول في الحيز الأول يكون حينئذ حركة ، مع أنه ليس مجموع سكنات فله وجه.

فإن قيل : هذا وارد على التقدير الآخر أيضا ، وهو أن يعتبر في الحركة المسبوقية بالحصول في حيز آخر ، لأن الحصول في هذا الحيز سواء قيد المسبوقية بالحصول في حيز آخر ، أو بعدم المسبوقية بالحصول في ذلك الحيز أو لم يقيد بشيء أصلا فهو واحد لا مجموع.

قلنا : مرادهم أن الحركة مجموع الحصولين في الحيزين على ما يفصح عنه قولهم ، إنها مجموع سكنات لا مجرد الحصول في الحيز الثاني المقيد بالحصول في حيز سابق على ما يفهم من ظاهر العبارة ، هذا لا يتأتى إلا على (٣) تقدير أن يشترط في الحركة الحصول في حيز سابق. وتوجيه اعتراض الآمدي حينئذ أنه لو تماثل الحصول الأول والثاني في حيز واحد (٤) لكان الحصول الثاني في الحيز الثاني (٥) جزءا من الحركة كالأول.

__________________

(١) عبارة صاحب المواقف : «إلا أن يعتبر في الحركة أن تكون مسبوقة بالحصول في ذلك الحيز إلا أن تكون مسبوقة في الحصول في حيز آخر».

(راجع كتاب المواقف الفصل الأول من المرصد الرابع الذي خصصه للمقولات النسبية ص ١٦٨ ج ٦).

(٢) ما بين القوسين سقط من (ب).

(٣) في (أ) بزيادة لفظ (إلا على).

(٤) في (ب) بزيادة لفظ (واحد).

(٥) في (أ) بزيادة لفظ (الثاني).

٤٠٠