شرح المقاصد - ج ٢

مسعود بن عمر بن عبدالله [ سعد الدين التفتازاني ]

شرح المقاصد - ج ٢

المؤلف:

مسعود بن عمر بن عبدالله [ سعد الدين التفتازاني ]


المحقق: الدكتور عبدالرحمن عميرة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات الشريف الرضي
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨٤

يستلزم تصور متعلق له بخلاف النسبيات ، فإنها لا تتصور إلا بعد تصور المنسوب والمنسوب إليه.

وبالجملة فالمعنى بالكيفية ما ذكر ، فلو كان شيء مما يعد في الكيفيات على خلاف ذلك لم يكن كيفية ، والمشهور في تعريف الكيفية أنها هيئة قارة لا يوجب تصورها تصور شيء خارج عنها ، وعن حاملها ولا يقتضي قسمة ولا نسبة في أجزاء حاملها ، واحترز بالقيد الأخير عن الوضع ، وبالأول أعني القارة عن الزمان ، أون يفعل وأن ينفعل ، واعترض بأن الاحتراز عن أن يفعل ، وأن ينفعل حاصل بالقيد الثاني. وعن الزمان بالقيد الثالث ، أعني عدم اقتضاء القسمة ، على أن من الكيفيات ما ليست بقارة كالصوت ، ومنها ما يوجب تصورها تصور أمر خارج ، كالعلم والقدرة على ما مر.

قال : وتنحصر بالاستقراء أقسام الكيف أربعة :

الكيفيات المحسوسة (١) ، الكيفيات النفسانية (٢) ، الكيفيات المختصة بالكميات (٣) ، الاستعدادات (٤).

والتعويل في الحصر على الاستقراء ، وقد تبين بصورة الترديد بين النفي والإثبات ، ويحصل بحسب اختلاف التعبير عن كل قسم بما له من الخواص طرق متعددة حاصلها : أن الكيف إن كان هو القسم الأول فالأول. أو الثاني فالثاني ، أو الثالث فالثالث ، أو الرابع فالرابع ، والمنع عليه ظاهر ، فلا يصلح إلا وجه ضبط لما علم بالاستقراء ، على أن بعض الخواص بما فيه نوع خفاء

__________________

(١) الكيفيات المحسوسة : كالحلاوة ، والملوحة ، والاحمرار ، والاصفرار ، وتسمى بالكيفيات الانفعالية.

(٢) الكيفيات النفسانية : وهي إما أن تكون راسخة فتسمى ملكات ، وإما أن تكون غير راسخة فتسمى حالات.

(٣) الكيفيات المختصة : أي العارضة للكم ، وهي إما أن تكون مختصة بالكم المنفصل كالزوجية والفردية ، أو تكون مختصة بالكم كالتثليث والتربيع.

(٤) الكيفيات الاستعدادية : وهي إما تكون استعدادا للقبول والانفعال وأما أن تكون استعدادا للرفع واللاقبول.

٢٢١

كتعبير الإمام عن الكيفيات النفسانية بالكمال ، وتعبير ابن سينا عنها بما لا يتعلق بالأجسام ، وعن الاستعدادات بما يخص الجسم من حيث الطبيعة ، وعن المحسوسات بما يكون هويتها (١) أنها فعل ، وبعضها ليس شاملا للأفراد كتعبيره عن المحسوسات بما يكون فعله بطريق التشبيه ، أي جعل الغير شبيها به كالحرارة تجعل المجاور حارا ، والسواد يلقي شبحه (٢) أي مثاله على العين لا كالثقل فإن فعله في الجسم التحريك ، لا الثقل (٣).

قال الإمام : وهذا تصريح منه بإخراج الثقل والخفة عن (٤) المحسوسات مع تصريحه في موضع آخر من الشفاء (٥) بأنهما منها ، وذكر في موضع آخر من أنه لم يثبت بالبرهان أن الرطب .. يجعل غيره رطبا ، واليابس يجعل غيره يابسا ، وكتعبيره عن الكيفيات المختصة بالكميات ، بما يتعلق بالجسم من حيث الكمية ، قال الإمام : وهذا تصنيع (٦) الكيفية المختصة بالعدد يعني من جهة أنها قد تتعلق بالمجردات ، وبهذا اعترض على قولهم (٧) إن البحث عن أحوال ما يستغنى عن المادة في الذهن دون الخارج هي الرياضيات ، بأن من جملتها البحث عن أحوال العدد ، وهو يستغنى عن المادة في الخارج أيضا.

__________________

(١) في (أ) ثبوتها بدلا من (هويتها).

(٢) في (ب) يكفي شجه وهو تحريف.

(٣) في (ب) النقل بدلا من (الثقل).

(٤) في (ب) من بدلا من (عن).

(٥) كتاب الشفاء في المنطق ، لأبي علي حسين بن عبد الله المعروف بابن سينا المتوفى سنة ٤٣٨ ه‍ ، شرحه أبو عبد الله محمد بن أحمد الأديب التجاني صاحب تحفة العروس واختصره شمس الدين عبد الحميد بن عيسى (الخسروشاهي شاهي) التبريزي المتوفى سنة ٦٤٢ ، قامت بطبعه الهيئة العامة للكتاب بمصر.

(٦) في (ب) صنيع بدلا من (تصنيع).

(٧) في (أ) بزيادة حرف الجر (على).

٢٢٢

القسم الأول

الكيفيات المحسوسة

وهي أنواع :

الأول : الملموسات

الثاني : المبصرات

الثالث : المسموعات

الرابع : المذوقات

الخامس : المشمومات

٢٢٣
٢٢٤

(قال : القسم الأول : الكيفيات المحسوسة.

وهي أنواع :

النوع الأول : الملموسات وفيه مباحث).

وأجيب بأن البحث فيه قد يقع من حيث الافتقار إلى المادة ، وهو بحث الوحدة (١) والكثرة من الإلهي ، وقد يقع من حيث الافتقار كالجمع والتفريق والضرب ، ونحو ذلك مما في الحساب ، وهو من الرياضي ، وفيه نظر. لا يقال : المراد ما يعلق بالجسم في الجملة ، وإن لم يختص به ، وكيفيات العدد كذلك ، لأنا نقول حينئذ يكون معنى كون الكيفيات النفسانية ما لا يتعلق بالجسم ، أنها لا تتعلق به أصلا ، وفساده بين ، بل بمعنى أنها لا تتعلق به خاصة ، بحيث تستغني عن النفس.

قال : القسم الأول : الكيفيات المحسوسة وهي إن كانت راسخة كصفرة الذهب ، وحلاوة العسل ، سميت انفعاليات ، لانفعال الحواس عنها أولا ، ولكونها بخصوصها أو عمومها تابعة للمزاج الحاصل من انفعال العناصر بموادها ، فالخصوص كما في المركبات مثل حلاوة العسل والعموم كما في البسائط ، مثل حرارة النار فإن الحرارة من حيث هي قد تكون تابعة للمزاج ، ولانفعال المواد وهذا معنى قولهم : تشخصها أو نوعها ، وإلا فالحرارة ليست

__________________

(١) الوحدة ضد الكثرة ، لأنها كون الشيء بحيث لا ينقسم ، والكثرة كونه بحيث ينقسم ، والوحدة في فلسفة ابن سينا من لوازم الماهيات لا من مقوماتها. قال : فقد بان بهذه الوجوه الثلاثة التي أحدها كون الوحدة غير ذاتية الجواهر بل لازمة لها ، والثاني : كون الوحدة معاقبة للكثرة في المادة ، والثالث : كون الوحدة مقولة على الأعراض أن طبيعة الوحدة طبيعة عرضية وكذلك طبيعة العدد الذي يتبع الوحدة ويتركب منها.

(راجع النجاة ص ٣٤١).

٢٢٥

نوعا لحرارة النار وغيرها ، لا حقيقيا ولا إضافيا ، وكذا البياض لبياض الثلج والعاج على ما سيجيء ، وإن كانت غير راسخة سميت انفعالات ، لأنها لسرعة زوالها شديدة الشبه بأن ينفعل ، فخصت بهذا الاسم (١) تمييزا بين القسمين.

__________________

(١) في (ب) القسم بدلا من (الاسم).

٢٢٦

النوع الأول

الملموسات

وفيه مباحث :

الأول : الملموسات أصولها الحرارة

الثاني : الاعتماد فيمن يجعله نفس المدافعة المحسوسة

٢٢٧
٢٢٨

المبحث الأول

الملموسات أصولها الحرارة

(قال : أطبقوا على أن أصولها الحرارة والبرودة ، والرطوبة واليبوسة ، وهي غنية عن البيان هلية وماهية ، إلا أنه قد ينبه على بعض الخواص فيقال : الحرارة كيفية من شأنها جمع المتشاكلات (١) وتفريق المختلفات ، والبرودة بالعكس ، والرطوبة بكيفية تقتضي سهولة الالتصاق والانفصال ، أو سهولة قبول الأشكال واليبوسة بالعكس ، والتحقيق أن في الحرارة تصعيدا وإلا لطف أقبل لذلك فيحدث في المركب الذي لم يشتد التحام بسائطه تفريق الأجزاء المختلفة ، ويتبعه جمع المتشاكلات ، وفي الذي اشتد حركة دورية كما في الذهب (٢) ، أو تصعيدا بالكلية كما في النوشادر ، أو سيلانا كما في الرصاص (٣) ، أو تلينا كما في الحديد ، أو مجرد سخونة كما في

__________________

(١) في (أ) المشاكلات.

(٢) الذهب من المعادن النفسية التي عرفها العرب منذ العصور القديمة وأطلقوا عليه اسم المعدن ، ودلت الروايات التاريخية على أن الذهب كان يستعدن في أنحاء من اليمن كما كان يوجد في اليمامة ونجد والأردن ، وكانت دية القتيل تقدر بمائة من الإبل فقومها عمر بعد فتح الأمصار بألف دينار ذهبية ، واعتبر بعضهم الذهب دواء للأمراض المستعصية ، ونشط الباحثون في محاولات لاكتشاف طريقة تحويل المعادن الخسيسة كالرصاص إلى ذهب وامتزج العلم بالشعوذة ونشأ عن ذلك ما يعرف بعلم الكيمياء الذي عرف باسمه العربي بين أهل أوربا في القرون الوسطى.

(راجع القاموس الإسلامي ج ٢ ص ٤٤١.

(٣) الرصاص : عنصر فلزي ثقيل يعتبر من أقدم المعادن التي استخدمها الإنسان ، لقوله فضي خفيف إذا كان حديث القطع ، ويتحول إلى الدكنة بتعريضه

إلى الهواء ، وهو رخو قابل للطرق. قوة شده منخفضة موصل ضعيف يدخل في أشياء عديدة ، يستخدم لتغطية الكبلات وتبطين أحواض ـ

٢٢٩

الطلق (١) ، بحسب اختلاف القوابل).

قال : أصول الكيفيات الملموسة ، أي التي لا يخلو عنها شيء من الأجسام العنصرية، ويقع للإحساس بها أولا بين الحرارة والبرودة ، والرطوبة واليبوسة. ولا خفاء في وجودها فما يقال : إن البرودة عدم الحرارة ليس بشيء ولا في ماهيتها ، فما يذكر في معرض التعريف لها (٢) تنبيه على بعض ما لها من الخواص لا إفادة لتصوراتها ، والمشهور من خواص الحرارة هي التحريك إلى فوق على ما قال في الحدود : الحرارة كيفية فعلية بحركة لما تكون فيه إلى فوق لإحداثها الخفة ، فيعرض أن تجمع المتجانسات ، وتفرق المختلفات وتحدث بتخليها الكشف تخلخلا من باب التكليف ، أي رقه قوام ، ومقابله التكاثف بمعنى غلظ القوام ، وبتصعيدها اللطيف تكاثفا من باب الوضع أي اجتماعا للأجزاء الوجدانية الطبع لخروج الجسم الغريب عما (٣) بينها أو يقابله التخلخل بمعنى انتقاش الأجزاء بحيث يخالطها جرم غريب ، ومعنى الفعلية ما سبق من جعل الغير شبيها لا مجرد إفادة أثر ما أعم من الحركة وغيرها ، ليكون قولنا فعلية محركة ، بمنزلة قولنا : (٤) جسم حيوان ، على ما زعم الإمام.

وبالجملة : فالخاصة الأولية للحرارة هي إحداث الخفة ، والميل المصعد ، ثم يترتب على ذلك بحسب اختلاف القوابل (٥) آثار مختلفة من الجمع والتفريق ، والتنجير ، وغير ذلك.

__________________

ـ الغسيل في المعامل ، وفي القاعات الرصاصية لتحضير حمض الكبريتيك ، ولعمل ألواح بطاريات الخزن الكهربائية ، كل مركباته سامة وتستخدم في الأطلية ، وصنع الزجاج وتغليظ الزيوت ، وفي البناء ، وتضاف إلى بترول السيارات.

(١) سقط من (ب) من أول : أوتلينا إلى الطبق.

(٢) في (ب) التفريق بدلا من (التعريف).

(٣) في (ب) القريب بدلا من (الغريب).

(٤) في (أ) بزيادة لفظ (قولنا).

(٥) في (ب) القوائل وهو تحريف.

٢٣٠

وتحقيقه : أن ما يتأثر عن الحرارة فإن كان بسيطا استحال أولا في الكيف ثم أفضى به ذلك إلى انقلاب الجوهر فيصير الماء هواء ، والهواء نارا ، وربما يلزمه تفريق المتشاكلات بأن يميز الأجزاء الهوائية من الماء ، ويتبعها ما يخالطها من الأجزاء الصغار المائية ، وإن كان مركبا فإن لم يشتد التحام بسائطه ولا خفاء في أن الألطف أقبل للصعود لزم تفريق الأجزاء المختلفة وتبعه انضمام كل إلى ما يشاكله بمقتضى الطبيعة ، وهو معنى جمع المتشاكلات ، وإن اشتد التحام البسائط (١) ، فإن كان اللطيف والكثيف قريبين من الاعتدال حدثت من الحرارة القوية حركة دورية لأنها كلما مال اللطيف إلى التصعد جذبه الكثيف إلى الانحدار ، وإلا فإن كان الغالب هو اللطيف يصعد بالكلية كالنوشادر ، وإن كان هو الكثيف فإن لم يكن غالبا جدا حدث تسييل كما في الرصاص ، أو تليين كما في الحديد ، وإن كان غالبا جدا كما في الطلق حدث مجرد سخونة ، واحتيج في تليينه إلى الاستعانة بأعمال أخر ، وعدم حصول التصعد ، أو التفرق بناء على المانع ، لا ينافي كون خاصتها التصعد ، وتفريق المختلفات وجمع المتشاكلات.

(قال : وقد يقال الحار لما يحدث حرارة إما بشرط ملاقاة البدن كالأغذية والأدوية. أولا : كالمشمومات.

وأما الحرارة الغريزية التي بها قوام الحياة ، فقيل نارية ، وقيل : سماوية ، وقيل : مخالفة لهما بالحقيقة لاختلاف الآثار ، حتى إنها تدفع الحرارة الغريزية.

__________________

(١) البسيط عند المهندسين : السطح. قال ابن سينا : الجسم ينتهي ببسيطه وهو قطعه والبسيط ينتهي بخطه وهو قطعه ، والجسم يلزمه السطح لا من حيث تتقوم به جسميته ، بل من حيث يلزمه التناهي بعد كونه جسما.

(راجع الإشارات ص ١٠٢). والبسيط في اصطلاح الفلاسفة : هو الشيء الذي لا جزء له أصلا كالوحدة والنقطة ، وهو لفظ مولد يقابله المركب بمعنى الشيء الذي له جزء قال أبو حيان التوحيدي : وأقبل عليّ وقال : أيها الرجل إن هذه النقطة شيء لا جزء له ، فقلت : وما الشيء الذي لا جزء له ...؟ فقال البسيط.

(راجع معجم الأدباء لياقوت ٤ ص ١٦٦).

٢٣١

ورد : بجواز استناد ذلك إلى العوارض).

وقد يقال : الحار إطلاق الحرارة على حرارة النار ، وعلى الحرارة الفائضة عن الأجرام السماوية النيرة ، وعلى الحرارة الغريزية وعلى الحرارة (١) الحادثة بالحركة ، ليس بحسب حينئذ(٢) اشتراك اللفظ على ما يتوهم لأنه كمفهوم واحد هو الكيفية المحسوسة المخصوصة ، وإن كانت الحرارات متخالفة بالحقيقة ، واختلاف المفهوم إنما هو في إطلاق الحار على مثل النار وعلى الأجرام السماوية التي تفيض منها الحرارة ، وعلى الدواء والغذاء اللذين يظهر منهما حرارة في بدن الحيوان ، وهو في كل من الكواكب والدواء والغذاء صفة مسماة بالحرارة كالكيفية المحسوسة في النار ، أم ذلك توسع وإطلاق للحار على ما منه الحرارة ، وإن لك يقم به معنى مسمى بالحرارة فيه تردد ، واختلفوا في الحرارة الغريزية التي بها قوام حياة الحيوان فاختار الإمام الرازي أنها هي النارية ، فإن النار إذا خالطت سائر العناصر أفادت حرارتها للمركب طبخا واعتدالا وقواما لتوسطها بانكسار سورتها عند تفاعل العناصر بين الكثرة المفيضة إلى إبطال القوام ، والقلة القاصرة عن الطبخ الموجب للاعتدال ، فتلك الحرارة هي المسماة بالحرارة الغريزية ، وحكي عن أرسطو أنها من جنس الحرارة التي تفيض من الأجرام السماوية ، فإن المزاج المعتدل يوجه ما يناسب لجوهر السماء لأنه يبعث عنه ، يعني أنه إذا امتزجت العناصر وانكسرت سورة كيفياتها حصل للمركب نوع وحدة ، وبساطة بها يناسب البساطة السماوية ، ففاضت عليه مزاج معتدل به حفظ التركيب ، وحرارة غريزية بها قوام الحياة ، وقبول علاقة النفس ، وبعضهم على أنها مخالفة بالماهية للحرارة النارية ، والحرارة السماوية لاختصاصها بمقاومة الحرارة الغريزية ، ودفعها عن الاستيلاء على الرطوبات الغريزية ، وإبطال الاعتدال حتى إن السموم الحارة لا تدفعها إلا

__________________

(١) في (أ) بزيادة (الغريزية وعلى الحرارة).

(٢) سقط من (ب) لفظ (حينئذ).

٢٣٢

الحرارة الغريزية ، فإنها آلة للطبيعة تدفع ضرر الحار الوارد بتحريك الروح إلى دفعه ، وضرر البارد الوارد بالمضادة.

وأجاب الإمام : بأن تلك المقاومة إنما هي من جهة أن الحرارة الغريبة تحاول التفريق ، والغريزية أفادت من النضج والطبخ ما يتعبر عنده كالحرارة الغريبة تفريق تلك الأجزاء ، وبالجملة يجوز أن تكون هي الحرارة السماوية أو النارية ، ومستند آثاره المختصة بها إلى خصوصية حصولها في البدن المعتدل ، أو صيرورتها جزءا من المزاج الخاص.

(قال : وأورد على اعتبار الالتصاق أنه يوجب كون العسل (١) أرطب من الماء فدفع بأن المراد سهولة الالتصاق ، بل مع سهولة الانفصال ، وعلى اعتبار سهولة التشكل أنه يوجب رطوبة النار ، وكون اللين في (٢) الرطوبة.

وأجيب بمنع سهولة التشكل في النار البسيطة ، وبأن اللين كيفية تقتضي قبول الغمز إلى الباطن مع عسر تفرق الأجزاء ، وفي كون اللين والصلابة من الملموسات ، أو الاستعدادات تردد).

قال : وأورد المذكور في كلام بعض المتقدمين أن الجسم إنما كان رطبا إذا كان بحيث يلتصق بما يلامسه ، وفهم منه أن الرطوبة كيفية تقتضي التصاق الجسم ، ورده ابن سينا ، بأن الالتصاق لو كان للرطوبة لكان الأشد رطوبة أشد التصاقا ، فيكون العسل أرطب من الماء ، بل المعتبر في الرطوبة سهولة قبول الشكل وتركه ، فهي كيفية بها يكون الجسم سهل التشكل (٣) ، وسهل الترك للشكل. وأجاب الإمام بأن المعتبر فيها سهولة الالتصاق ويلزمها(٤) بالغير سهولة

__________________

(١) العسل : سائل حلو لزج ناتج من رحيق الأزهار الذي يلعقه النحل الشغال بألسنته ويحمله في حويصلات إلى الخلية ، وتحول الأنزيمات الموجودة في معدة النحل الرحيق إلى سكر العسل ، والعسل الأسود هو السائل الأحمر المتخلف من صناعة سكر القصب أو سكر البنجر بعد تركيز السكروز من العصير وبلورته ثم فصل بلوراته بآلات الطرد المركزي.

(٢) في (أ) و (ب) هي بدلا من (في).

(٣) في (ب) الشكل بدلا من (التشكل).

(٤) سقط من (ب) ويلزمها.

٢٣٣

الانفصال فهي كيفية بها يستعد الجسم بسهولة الالتصاق بالغير ، وسهولة الانفصال (١) عنه، ولا نسلم أن العسل أسهل التصاقا من الماء ، بل أدوم وأكثر ملازمة ، ولا عبرة بذلك في الرطوبة ، كيف وظاهر أنه ليس أسهل انفصالا فيلزم أن لا يكون أسهل التصاقا من الماء (٢) ، وكان مراد الإمام تأويل كلامهم بما ذكر ، وإلا فاعتراض ابن سينا إنما هو على ما نقله من كلامهم ، لا على تفسير الرطوبة بسهولة الالتصاق والانفصال ، على ما يشعر به كلام المواقف ، ومبناه على أن لا تعرض في كلامهم للانفصال أصلا ، ولا للسهولة في جانب الالتصاق ، على أن ما ذكر من استلزام سهولة الالتصاق وسهولة الانفصال ممنوع ، وقد يعترض على اعتبار سهولة الالتصاق بأنه يوجب أن يكون اليابس (٣) المدقوق جدا كالعظام المحرقة رطبا لكونه كذلك. ويجاب بأنه يجوز أن يكون ذلك لمخالطة الأجزاء الهوائية ، وهذا إنما يتم على رأي من يقول برطوبة الهواء ، وسهولة التصاقه ، لو لا مانع فرط اللطافة ، لا على رأي الإمام ، واعترض على اعتبار سهولة قبول الأشكال بوجوه منها :

أن النار أرق العناصر ، وألطفها وأسهلها قبولا للأشكال ، فيلزم أن تكون أرطبها ، وبطلانه ظاهر.

وأجيب. بأنا لا نسلم سهولة قبول الأشكال الغريبة في النار الصرفة ، وإنما ذلك فيما شاهد من النار المخالطة للهواء.

فإن قيل : إذ أوقد التنور شهرا أو شهرين انقلب ما فيه من الهواء نارا صرفة أو غالبة (٤) ، مع أن سهولة قبول الأشكال محالها بل أزيد.

قلنا : لو أوقد ألف سنة فمداخلة الهواء ، ومخالطة الأجزاء بحالها ومنها أنه يوجب كون الهواء رطبا ، ويبطله اتفاقهم على أن خلط الرطب باليابس

__________________

(١) سقط من (ب) من أول (فهي) إلى (الانفصال).

(٢) في (أ) بزيادة (من الماء).

(٣) في (ب) القباس بدلا من اليابس).

(٤) في (ب) له بدلا من (أو).

٢٣٤

يفيده استمساكا عن التشتت (١) ، وخلط الهواء بالتراب ليس كذلك.

والجواب : أن ذلك إنما هو في الرطب. بمعنى ذي البلة ، فإن إطلاق الرطوبة على البلة شائع ، بل كلام الإمام صريح في أن الرطوبة التي هي من المحسوسات إنما هي البلة ، لا ما اعتبر فيه سهولة قبول الأشكال ، لأن الهواء رطب بهذا المعنى ، ولا يحس منه برطوبة ، ومنها أنه يوجب أن يكون المعتبر في اليبوسة صعوبة قبول الأشكال فلم يبق فرق بينها وبين الصلابة. ويلزم كون النار صلبة لكونها يابسة ، والجواب أن اللين كيفية تقتضي قبول الغمز إلى (٢) الباطن ، ويكون للشيء بها قوام غير سيال ، فينتقل عن وضعه (٣) ، ولا يمتد كثيرا بسهولة ، والصلابة كيفية تقتضي بمادة من قبول الغمز ، ويكون للشيء بها بقاء شكل ، وشدة مقاومة ، نحو اللاانفعال (٤) فيتغايران الرطوبة واليبوسة. بهذا الاعتبار. إلا أنه يشبه أن يكون مرجع قبول الغمز (٥) ولا قبوله إلى الرطوبة واليبوسة ، فعلى ما ذكرنا اللين والصلابة كيفيتان متضادتان ، وهل هما من الملموسات أو الاستعدادات؟ فيه تردد. وبعضهم على أن اللين عبارة عن عدم الصلابة ، عما من شأنه (٦) ، فبينهما تقابل الملكة والعدم.

(قال : وأما مثل البلة ، والجفاف ، واللزوجة ، والهشاشة ، واللطافة ، والكثافة ، فنسبة فمنتسبة إلى الأربع.

وفي كون الملاسة والخشونة من الكيفيات اختلاف).

قال : وأما مثل البلة قد يعد من (٧) الملموسات ، البلة : وهي الرطوبة الغريبة الجارية على ظاهر الجسم ، فإن كانت نافذة إلى باطنها فهي

__________________

(١) في (ب) التفتيت بدلا من (التشتت).

(٢) في (ب) القمر وهو تحريف.

(٣) في (ب) وصفه بدلا من (وضعه).

(٤) في (ب) الانفعال بدلا من (اللاانفعال).

(٥) في (ب) القمر وهو تحريف.

(٦) في (أ) بزيادة حرف الجر (من).

(٧) في (ب) في بدلا من (من).

٢٣٥

الانتفاع (١) وإلا ظهر (٢) أن الجفاف عدم ملكة البلة واللزوجة ، وهي كيفية تقتضي سهولة الشكل مع عسر التفرق واتصال الامتداد ، وتحدث من شدة امتزاج الرطب الكثير باليابس القليل ، ويقابله الهشاشة ، وهي ما تقتضي صعوبة التشكل (٣) ، وسهولة التفرق واللطافة.

وقد يقال لرقة القوام كما في الماء والهواء ، ولسهولة قبول الانقسام إلى أجزاء صغيرة جدا كما في القند (٤) ، ولسرعة التأثر من الملاقى كما في الورد ، وللشفافية كما في الفلك ، والكثافة تقابلها بمعاينها ، والتخدير (٥) وهو تبريد للعضو بحيث يصير جوهر الروح الحامل قوة الحس والحركة إليه باردا في مزاجه ، غليظا في جوهر ، فلا تستعملها القوى النفسانية ، ويجعل مزاج العضو كذلك ، فلا يقبل (٦) تأثير القوى النفسانية ، والمزع (٧) وهي كيفية نفاده جدا لطيفة تحدث في الاتصال تفرقا كثير العدد ، متقارب (٨) الوضع ، صغير المقدار ، فلا يحس كل واحد بانفراده ، ويحس بالجملة كالوجع الواحد ، وأما الملاسة والخشونة فالجمهور على أنها من الكيفيات الملوسة ، وقال الإمام بل من الوضع ، لأن الملاسة عبارة عن استواء أجزاء الجسم في الوضع بحيث لا يكون بعضها أرفع ، وبعضها أخفض. والخشونة عن اختلافها ، ورد بأنه يجوز أن يكون ذلك مبدأ هما لأنفسهما.

__________________

(١) في (ب) الانتفاع بدلا من (الانتقاع).

(٢) في (ب) والأظهر وهو تحريف.

(٣) في (ب) الشكل بدلا من (التشكل).

(٤) في (ب) المقند بدلا من (القند).

(٥) في (ب) والتحديد بدلا من (التخدير).

(٦) في (ب) يفيد بدلا من (يقبل).

(٧) في (ب) واللدع بدلا من (المزع).

(٨) في (ب) متفاوت بدلا من (تقارب).

٢٣٦

المبحث الثاني

فيمن يجعل الاعتماد نفس المدافعة

(قال : المبحث الثاني : من الملموسات (١) الاعتماد فيمن يجعله نفس المدافعة المحسوسة لما يمنع الحركة إلى جهة ما لا مبدأها المعقول (٢)).

قال : قد يراد بالاعتماد المدافعة (٣) المحسوسة للجسم ، لما يمنعه من الحركة إلى جهة ، فيكون من الكيفيات الملموسة ، ولا يقع اشتباه في تحققه ومغايرته للحركة وللطبيعة ، لكونه محسوسا يوجد حيث لا حركة ، كما في الحجر المسكن في الجو ، والزق المفتوح المسكن تحت الماء ، وينعدم مع بقاء الطبيعة كما في الجسم الساكن في حيزه الطبيعي ، وقد يراد به مبدأ المدافعة فيفسر بكيفية يكون بها الجسم مدافعا لما يمنعه عن الحركة إلى جهة

__________________

(١) الملمس في اللغة : المس باليد ، وهو إحدى الحواس الخمس الظاهرة وقيل : إنه قوة منبثة في جميع البدن فاشية فيه. قال ابن سينا : اللمس : جنس لأربع قوى منبثة معا في الجسد كله.

الواحدة حاكمة في التضاد الذي بين الحار والبارد. والثانية : حاكمة في التضاد الذي بين اليابس والرطب. والثالثة : حاكمة في التضاد الذي بين الصلب واللين. والرابعة : حاكمة في التضاد بين الخشن والأملس».

(راجع النجاة ص ٢٦١ ـ ٢٦٢).

(٢) في (ج) بزيادة (المعقول).

(٣) الدافع : هو المحرك وأكثر ما يطلق هذا اللفظ على الدوافع الانفعالية أو اللاشعور التي تحرك نشاط الفرد وتوجهه إلى غاية معينة. ومعنى الدافع لا ينفصل عن معنى الحركة فهو عند أرسطو المحرك أو المتحرك أو القابل للحركة ، قال : كل شيء فهو متحرك أو محرك من جهة ما هو متغير ، ومحرك من جهة ما هو علة للتغير.

٢٣٧

ما ، وسيجيء بيان تحققه ومغايرته للطبيعة ، ويبقى الاشتباه في أنه من أي قسم من أقسام الكيف ..؟

(قال : وقد يجعل أنواعه ستة بحسب الجهات ، إلا أن الطبيعي منها إنما يكون إلى فوق أو تحت لما أنهما الجهتان الحقيقيتان ، والبواقي إضافية تتبدل فلا تكون أنواعا.

على أن الحصر في الست عرفي لا حقيقي ، إذ الجهات متكثرة جدا كأجزاء الجسم ، أو غير منحصرة أصلا كانقساماته.

فالطبيعي (١) من الاعتماد الثقل ، وهي كيفية تقتضي حركة الجسم إلى حيث ينطبق مركزه على مركز العالم ، وإلى صوب المركز في أكثر المسافة بينه وبين المحيط ، من غير أن يبلغه والخفة وهي العكس).

قال : وقد تجعل أنواعه أي أنواع الاعتماد ستة بحسب الحركات في الجهات الست ، ويدعى تضادها مطلقا ، إن لم تشترط بين المتضادين غاية الخلاف ، وإن اشترط انحصر التضاد فيما بين المتقابلين كالاعتماد والصاعد والهابط مثلا ، وفي جعل أنواع الاعتماد شيئا ضعف من وجهين :

أحدهما : أن الاعتماد الطبيعي الذي يتصور فيه الاختلاف بالحقيقة إنما هو الصاعد والهابط ، أعني الميل إلى العلو والسفل اللذين هما الجهتان الحقيقيتان اللتان لا يتبدلان أصلا ، حتى لو تنكس الإنسان لم يصر فوقه تحتا ، وتحته فوقا ، بل صار رجله إلى فوق ورأسه إلى تحت ، بخلاف سائر الجهات ، فإنها إضافية تتبدل ، كالمواجه للمشرق إذا واجه المغرب صار قدامه خلفا ، ويمينه شمالا ، وبالعكس ، فتتبدل الاعتمادات ، أي يصير اعتماده إلى قدام اعتمادا إلى خلف وبالعكس ، وكذا إلى اليمين والشمال فلا يكون أنواعا مختلفة.

وثانيهما : أن حصر الجهات في الستة أمر عرفي ، اعتبره العوام من حال الإنسان في أن له رأسا ، وقدما ، وظهرا ، وبطنا ، ويمينا ، وشمالا ، والخواص

__________________

(١) في (ج) فالحقيقي بدلا من (فالطبيعي).

٢٣٨

من حال الجسم في أن له أبعادا ثلاثة متقاطعة على زوايا قوائم ، ولكل بعد طرفان ، وأما بحسب الحقيقة فالجهات متكثرة جدا ، غير محصورة بحسب ما للجسم من الأجزاء عند من يقول بالجوهر الفرد ، أو غير متناهية أصلا ، بحسب ما يفرض فيه من الانقسامات عند من لا يقول به.

وبالجملة فالحقيقي من أنواع الاعتمادات الذي لا يلحقه التبدل أصلا اثنان هما : الثقل ، والخفة ، أعني الميل الهابط والصاعد ، وكل منهما مطلق ومضاف ، فالثقل المطلق كيفية تقتضي حركة الجسم إلى حيث ينطبق مركز ثقله ، أعني النقطة التي تتعادل ما على جوانبها على مركز العالم كما في الأرض ، والمضاف كيفية تقتضي حركة الجسم في أكثر المسافة الممتدة بين المركز والمحيط حركة إلى المركز ، لكنه لا يبلغ المركز كما للماء ، فإنه ثقيل بالإضافة إلى النار ، والهواء دون الأرض ، والخفة المطلقة كيفية تقتضي حركة الجسم إلى حيث ينطبق سطحه على سطح مقعر فلك القمر كما للنار ، والمضاف كيفية تقتضي حركة الجسم في أكثر المسافة الممتدة بين المركز والمحيط ، وحركة إلى المحيط ، لكنه لا يبلغ المحيط كما للهواء.

(قال : وليستا راجعتين إلى الرطوبة واليبوسة ، أو إلى كثرة أجزاء الجسم وقلتها على ما قيل ، لأن الزق يسع من الزئبق أضعاف ما يسع من الماء ، مع زيادته في الرطوبة ، وتساويهما في الأجزاء ، وإلا لكان في الماء فرج خلاء ، نسبتها إلى الأجزاء نسبة وزن الزئبق إلى وزن الماء).

قال : وليسا راجعين ما ذكرنا من كون الثقل والخفة كيفيتين زائدتين على الجسم ، غير متعلقتين بالرطوبة واليبوسة ، حيث كان الهواء خفيفا مع رطوبته ، والأرض ثقيلة مع يبوستها ، هو رأي الجمهور ، وذهب الجبائي ، إلى أن سبب الثقل الرطوبة ، وسبب الخفة اليبوسة ، لما يظهر بالنار من رطوبة الثقيل كالذهب ، وترمد الخفيف كالخشب ، ورد بأن غايته ظهور الرطوبة واليبوسة في بعض ما هو ثقيل ، وخفيف من غير دلالة على تحققها قبل ذلك ، وسببيتهما وعموم الحكم.

٢٣٩

وذهب الأستاذ أبو إسحاق إلى أن الجواهر الفردة متجانسة لا تتفاوت في الثقل والخفة ، وإنما تفاوت الأجسام في ذلك عائد إلى كثرة الجواهر الفردة في الثقيل ، وقلتها في الخفيف.

ورد بعد تسليم التجانس بأنه يجوز أن يحدث في المركب من الأجزاء القليلة صفة الثقل ، والكثيرة صفة الخفة ، لمحض إرادة المختار ، أو بغيرها من الأسباب ، كسائر الأعراض من الألوان والطعوم وغيرها ، وقد يستدل على بطلان الرأيين بأن الزق الواحد يسع من الزئبق أضعاف ما يسع من الماء ، فالزئبق أثقل من الماء بكثير ، مع زيادة الماء في الرطوبة بالاتفاق ، وتساويهما في الأجزاء في الصورة المفروضة ، وهي أن تملأ الزق ماء ثم يفرغ فيملأ زئبقا ، إذ لو كان أجزاء الزئبق أكثر لزم أن يكون فيما بين أجزاء الماء فرج خلاء بقدر زيادة وزن الزئبق على وزن الماء ، وأن يحس في زق الماء بالأحياز الفارغة أضعاف ما يحس به من المملوءة.

هذا بعد تسليم وجود الخلاء ، وعدم انحدار الماء بالطبع إلى الحيز الخالي بناء على إرادة القادر المختار.

أو أن في الخلاء قوة دافعة ، ويمكن أن يقال : لا يحس بها لغاية الصغر ، مع فرط الامتزاج بالأجزاء الماهية.

(قال : ومنع القاضي تعدد الاعتمادات ، حتى زعم أن في الجسم كيفية واحدة تسمى بالنسبة إلى السفل ثقلا ، وإلى العلو خفة ، وبعضهم تضادها لما أنها تجتمع كما في الحجز المجاذب علوا وسفلا ، والجبل المتجاذب يمينا وشمالا.

والحق أن الطبيعيين متضادان وأن تضاد بين الطبيعي وغيره ، كما في الحجز الذي يرفع ، وأما غير الطبيعي فقيل المختلفان منه متضادان لماله من أن (١) المبدأ القريب مبدأ (٢) للحركة ، فيلزم من اجتماع الاعتمادين المختلفين

__________________

(١) في (ج) بزيادة لفظ (أن).

(٢) سقط من (أ) و (ب) لفظ (مبدأ).

٢٤٠