شرح المقاصد - ج ١

مسعود بن عمر بن عبدالله [ سعد الدين التفتازاني ]

شرح المقاصد - ج ١

المؤلف:

مسعود بن عمر بن عبدالله [ سعد الدين التفتازاني ]


المحقق: الدكتور عبدالرحمن عميرة
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات الشريف الرضي
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٣

كتاب شرح المقاصد

كتاب شرح المقاصد في علم التوحيد للعلامة المحقق المدقق مسعود بن عمر التفتازاني.

أحد كتب التراث الذي تفخر به المكتبة العربية والإسلامية ، كتبه صاحبه قبل وفاته بقليل.

والكتاب يعتبر خلاصة وافية لكل ما كتب في هذا العلم ، ولقد استفاد مؤلفه استفادة ملحوظة من كل من سبقه في هذا المضمار ، وعاش ما يقرب من نصف قرن باحثا وقارئا ومنقبا ومدققا ومؤلفا ، ثم كان ثمرة هذا كله هذا الكتاب.

يقول التفتازاني عن هذا الكتاب : «انتهزت فرصة من عين الزمان ، وأخذت في تصنيف مختصر موسوم بالمقاصد منظوم فيها غرر الفوائد ودرر الفرائد ، وشرح له يتضمن بسط موجزه ، وحل ملغزه ، وتفصيل مجمله ، وتبيين معضله مع تحقيق للمقاصد وفق ما يرتاد ، وتدقيق للمعاقد فوق ما يعتاد» (١).

ويقول عنه صاحب كتاب كشف الظنون : المقاصد في علم الكلام للعلامة سعد الدين التفتازاني أوله : حمدا لمن تلوح نفحات الامكان إلخ ، رتبه على ستة مقاصد ، وفرغ من تأليفه سنة ٧٨٤ ه‍ بسمرقند ، وله عليه شرح جامع ، وقد توفي سنة ٧٩١ ه‍ ، إحدى وتسعين وسبعمائة.

__________________

(١) راجع مقدمة المقاصد ص ١٧١.

١٤١

ولقد أورد في شرحه مغلطة سماها (الجذر الأصم) ، وقد شرحها الفضلاء وعليه حاشية لمولانا علي القاري في مجلد.

وعليه حاشية للمولى الياس بن ابراهيم السينابي (١).

قال صاحب الشقائق (٢) : «وهي حاشية لطيفة جدا رأيتها بخطه ، وحاشية لخضر شاه المنتشوي المتوفى سنة ٨٥٣ ه‍ ثلاث وخمسين وثمانمائة وعليه تعليقة للمولى أحمد بن موسى الخيالي ذكره المجدي في ذيله ، ومولانا مصلح الدين المعروف بحسام زاده ، كتب عليه حاشية أيضا ، كذا ذكره المجدي ، واختصره الشيخ محمد بن محمد الدلجي. وسماه مقاصد المقاصد (٣) ، وقد نظمه بعضهم» (٤).

__________________

(١) لم نعثر على هذه الحواشي على كثرة بحثنا وتطلعنا إليها.

(٢) صاحب الشقائق هو أحمد بن مصطفى المعروف بطاش كبرى زاده المتوفى سنة ٩٦٨ ه‍.

(٣) يسميه صاحب كتاب إيضاح المكنون : مقاصد القاصد في مختصر المقاصد ص ٤٣٢ ج ٤.

(٤) كشف الظنون ج ٢ ص ١٦٨٠ ـ ١٧٨١.

١٤٢

منهجنا في تحقيق الكتاب

أولا : النسخ المطبوعة والمخطوطة التي وقعت أيدينا عليها هي كالآتي :

١ ـ نسخة مطبوعة في مجلدين الأول يقع في ٢٨٥ صفحة من القطع الكبير والثاني في ٢٥٠ صفحة من القطع الكبير ويرجع تاريخ طبعها إلى عام ١٢٧٧ ه‍.

ويوجد في ذيلها : «قد يسر الله تعالى طبع هذا الكتاب المسمى بشرح مقاصد الطالبين في علم أصول الدين للعلامة الفاضل سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني ، وذلك في دار الطباعة العامرة الكائنة بدار الخلافة الزاهرة في أيام حضرة ذي الدولة والإجلال والفضل والإفضال مولانا المكرم وسلطاننا المعظم السلطان بن السلطان السلطان الغازي ، عبد المجيد خان أدام الله دولته إلى آخر الدوران ، وذلك بمعرفة ناظر المطبعة المذكورة محمد لبيب أدام الله عزه ، ووافق إنجاز طبعه في شهر شعبان المعظم سنة سبع وسبعين ومائتين وألف من الهجرة النبوية ، على صاحبها أفضل الصلوات والتحية وعلى آله وعترته الزكية»(١).

وهذه النسخة تكاد تكون أقل النسخ أخطاء ، ولذلك اعتبرت هي الأصل ، والأولى في التحقيق والترتيب ورمزنا لها بحرف (أ).

٢ ـ نسخة مخطوطة توجد بمكتبة الأزهر الشريف تحت رقم ٤٠٥٤ توحيد ، ومسطرتها ٢٥ سطرا.

__________________

(١) راجع النسخة المطبوعة الورقة الأخيرة من الجزء اتلثاني.

١٤٣

تبدأ بقول المؤلف : نحمدك يا من به ملكوت كل شيء وبه اعتضاده ، ومن عنده ابتداء كل حي وإليه معاده ، تتلى من أوراق الأطباق آيات توحيده وتحميده ، وتخلى من الآفاق والأنفس شواهد تقديسه وتمجيده ، ما تسقط في الأكوان من ورقة إلا تعلمها حكمته الباهرة (١) .. الخ.

وتقع في ٥٦٤ ورقة من القطع الكبير ، وهي جيدة الخط ، خالية من المتن.

وفي آخرها : تم بعون الله وحسن توفيقه ، وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وكان الفراغ من كتابة هذه النسخة يوم الاثنين المبارك ثامن عشر جماد الآخر الذي هو من شهور سنة ألف ومائتين تسعة وستين من الهجرة النبوية ، على صاحبها أفضل الصلاة ، وأتم التسليم على يد كاتبها علي الزرقاني البيسي بلدا ، المالكي مذهبا ، غفر الله له ولوالديه وللمسلمين أمين ، أمين (٢).

وتعتبر هذه النسخة الثانية في الترتيب ورمزنا لها بحرف (ب).

٣ ـ نسخة أخرى مخطوطة بمكتبة الأزهر تحت رقم ٤٨٠٥ توحيد مسطرة ٢١ سطرا وتقع في ١٠٤ ورقة من القطع المتوسط ، وهي تحتوي على المتن فقط ، وتاريخ الانتهاء من كتابتها سنة ١٢٥٧ ه‍.

وتبدأ هذه النسخة :

بقوله : حمدا لمن يفوح نفحات الإمكان بوجوب وجوده ، ويلوح على صفحات الأكوان آثار كرمه وجوده ، تشرق في ظلم الحدوث لوامع قدم كبريائه. الخ.

وآخرها : وانقضاء النظام والانحلال ، وهذا هو الشر الذي يتيقن معه خيرية القرون السابقة بحسب كثرة الثواب أيضا ، فيكون عند غاية قرب الساعة ، وانقضاض من التوبة والطاعة ، فلا ينافي احتمال خيرية الأمم ، على ما قال عليه‌السلام :

__________________

(١) راجع الصفحة الأولى من النسخة المخطوطة رقم (ب).

(٢) راجع الصفحة الأخيرة من النسخة المخطوطة رقم (ب).

١٤٤

«مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوله خير أم آخره» (١).

بناء على احتمال الفضل مع طول العهد ، وفساد الزمان ثواب المعرفة والإيقان والطاعة والإيمان.

ثبت الله قلوبنا على الدين ، ووفقنا لما يرضاه يوم الدين ، إنه خير موفق ومعين. وصلّى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين ، وأصحابه ، والحمد لله رب العالمين (٢).

وتعتبر هذه النسخة الثالثة في الترتيب ورمزنا لها بحرف (ج).

٤ ـ نسخة أخرى تسمى «أشرف المقاصد في شرح المقاصد» للعالم أحمد بن محمد بن محمد بن يعقوب المكناسي تقع في مجلدين :

الأول : طبع بالمطبعة الخيرية سنة ١٣٢٥ ه‍ ويقع في ٣٨٨ من القطع الكبير وبهامشها كتاب شرح المقاصد لسعد الدين التفتازاني. بدأها بقوله : يقول العبد الفقير إلى الله الغني أحمد بن محمد بن يعقوب الولائي نسبا ، المكناسي دارا ، طهره الله تعالى بلا محنة من جميع العيوب وأوجب له برحمته وكرمه مغفرة تمحو جميع الذنوب. الخ.

والمجلد الثاني مخطوط وتوجد نسخة منه بمكتبة الأزهر تحت رقم ٢٣١٦ توحيد يقع في ٢٠١ ورقة من القطع الكبير.

٥ ـ نسخة مخطوطة تسمى «شرح مقاصد المقاصد» للشيخ الإمام محمد بن محمد الدلجي العثماني : تحت رقم ٣٢٦٣ توحيد.

بدأها المؤلف بقوله : حمدا لمن تفرد بالبقاء والقدم ، وقضى على من سواه بالفناء والعدم ، له الملك والتدبير ، وبيده الحكم والتقدير ، لا يجب عليه شيء ، ولا يدرك لذاته كنه ، أرسل رسلا بمعجزات ظاهرة ، وآيات باهرة. الخ.

وبعد : فهذا شرح لكتابنا مقاصد المقاصد للعلامة التفتازاني بلغه الله رفيع

__________________

(١) الحديث رواه الترمذي في الأدب رقم ٨١ ، ورواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ج ٣ ص ١٣٠ ، ١٤٣ ، ج ٤ ، ٣١١.

(٢) راجع الصفحة الأخيرة من هذه النسخة.

١٤٥

الدرجات ، في غرفات الجنات ، مشتمل على كشف مخدرات أستاره وإبراز مخبئات أسراره الخ.

وآخر النسخة : ختم الله لنا بخير ، وعصمنا من اتباع الهوى ، ووفقنا لسلوك طريق الهدى ، إنه ولي التوفيق ، والهادي إلى خير الطريق. وكان الانتهاء من نسخها يوم الاثنين تاسع المحرم مفتتح سنة ١٠١٧ ه‍.

ثانيا : ـ

(أ) قمنا بكتابة النسخة رقم (١) على حسب قواعد الكتابة الحديثة مع إثبات علامات الترقيم أثناء الكتابة.

(ب) بعد الانتهاء من الكتابة أخذنا في مراجعة النسخة (أ) على النسخة (ب) و (ج) وأثبتنا بالهامش فروق النسخ الموجودة مع الإشارة إلى الزيادة والنقص والتحريفات في النسخة المطبوعة.

(ج) حرصنا بقدر الطاقة على تنقية النص من الأخطاء النحوية واللغوية.

(د) الكتاب قسمه المؤلف إلى مقاصد ، والمقاصد إلى فصول ، والفصول إلى مباحث. ولكنه أغفل في كثير من الأحيان أن يضع عناوين لكثير من الفصول والمباحث ، فقمنا بوضع العناوين الملائمة لها. وهناك بعض الموضوعات المتداخلة ، والتي رأينا أنها في حاجة إلى عناوين مستقلة ، وهذا ما حرصنا عليه.

(ه) أخذ المؤلف نصوصا كثيرة من كتاب المواقف لأستاذه عضد الدين الإيجي(١).

وتناول كتب فخر الدين محمد بن عمر الخطيب (٢) الرازي وأخذ منها نصوصا جمة وبالأخص الكتب الآتية :

__________________

(١) هو عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار أبو الفضل. عضد الدين الإيجي عالم بالأصول ، والمعاني والعربية ، من أهل إيج (بفارس) ولي القضاء ، وأنجب تلاميذ عظاما من كتبه : المواقف في علم الكلام ، والعقائد العضدية ، وشرح مختصر ابن الحاجب وغير ذلك كثيرا ، توفي عام ٧٤٦ ه‍.

(٢) هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي الرازي المولد الملقب فخر الدين المعروف ابن الخطيب أو ابن خطيب الري. ولد عام ٥٤٤ ه‍ الموافق ١١٤٩ م. من كتبه : محصل أفكار المتقدمين ، والمطالب العالية وغير ذلك كثير ، توفي عام ٦٠٦ ه‍ رحمه‌الله.

١٤٦

١ ـ محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين ، من العلماء والحكماء والمتكلمين.

٢ ـ المطالب العالية.

٣ ـ نهاية المعقول في دراية الأصول.

٤ ـ اعتقادات فرق المسلمين والمشركين.

وأيضا مؤلفات : المحقق المدقق الشيخ : نصير الدين الطوسي (١) وعلى وجه الدقة :

١ ـ كتاب المتوسطات بين الهندسة والهيئة (٢).

٢ ـ الكرة والأسطوانة.

٣ ـ تربيع الدائرة.

٤ ـ المخروطات.

ولقد استفاد من هذه المؤلفات كثيرا ، ونقل منها نصوصا متفرقة وخصوصا عند حديثه عن المقصد الرابع من هذا الكتاب ، وتناوله ما يتعلق بالأجسام ، والبسائط الفلكية ، والدوائر ، والمركبات التي لا مزاج لها ، والمركبات التي لها مزاج ، وغير ذلك.

وأيضا مؤلفات الرئيس ابن سينا (٣).

__________________

(١) هو محمد بن الحسن ، أبو جعفر نصير الدين الطوسي ، فيلسوف كان رأسا في العلوم العقلية ، علامة بالأرصاد والمجسطي والرياضيات ، علت منزلته عند هولاكو فكان يطيعه فيما يشير به عليه ، ولد بطوس قرب نيسابور وابتنى بمراغة قبة ومرصدا عظيما ، صنف كتبا منها : تربيع الدائرة ، وتحرير أصول أقيلدس ، وتجريد العقائد ، وتلخيص المحصل ، وحل مشكلات الإشارات والتنبيهات وغير ذلك. توفي عام ٦٧٢ ه‍.

(٢) كتاب يتوسط في الترتيب الطبيعي بين كتاب الأصول لأقليدس وبين كتاب المجسطي لبطليموس.

(٣) هو الحسين بن عبد الله بن سينا أبو علي شرف الملك الفيلسوف الرئيس ، صاحب التصانيف في الطب والمنطق والطبيعيات والإلهيات ، أصله من بلخ ومولده عام ٣٧٠ ه‍ في إحدى

١٤٧

ونخص بالذكر :

١ ـ كتاب الشفاء قسم الجدل والمنطق.

٢ ـ كتاب الإشارات.

٣ ـ كتاب القانون في الطب.

٤ ـ كتاب النجاة.

ولقد أخذ نصوصا عدة من هذه الكتب وخصوصا عند كتابة المقصد الرابع والمقصد الخامس ، عند حديثه عن الحواس الباطنة ، والمجردات ، والنفس الفلكية ، والنفس الإنسانية ، والحواس الظاهرة ، والحواس الباطنة ، وفي إثبات الذات ، والقول بالحلول والاتحاد وغير ذلك.

ولقد وجدنا في كثير من النصوص التي أخذها من هذه الكتب أن بعضها أخذه بالمعنى ، والبعض أخذه بالنص ، وفي بعضها زيادات ، أو نقصان أو تحريفات.

فعملنا بقدر الطاقة على نقلها من أصولها ، وأشرنا إلى ذلك في الهامش مع إثبات أسماء الكتب وتحديد الصفحات ـ ما أمكن ذلك ـ التي يوجد بها النص.

ثالثا : بعض الأعلام ذكرت محرفة ، فعملنا على تصحيحها والترجمة لها من أمهات المراجع ، ليكون الباحث أو القارئ على بينة منها أو الرجوع إلى مصادرها إن أراد الزيادة.

رابعا : قمنا بتخريج الأحاديث القدسية ، والأحاديث النبوية تخريجا وافيا وضبطنا كلماتها بالشكل.

خامسا : الآيات القرآنية التي وردت في الأصل عملنا على تشكيل كلماتها وترقيمها والدلالة على سورها.

سادسا : عرّفنا بالبلدان والأماكن التي وردت في الكتاب.

__________________

ـ بخارى طاف البلاد ، وناظر العلماء. من كتبه : الشفاء ، وأسرار الحكمة المشرقية ، وأرجوزة في المنطق وغير ذلك كثير ، توفي عام ٤٢٨ ه‍.

(راجع وفيات الأعيان ١ : ١٤٢ ، وتاريخ الحكماء ٢٧ ـ ٧٢ ، ودائرة المعارف الإسلامية ١ : ٢٠٣).

١٤٨

سابعا : في الكتاب الكثير من الاصطلاحات العلمية ، جاء بها المؤلف عند حديثه عن الصوت والضوء ، وخواص المادة ، وعلم الفلك ، وعلم الطب ، وعلم الهندسة ، وخواص الحركة ، ودواعي الصحة ، وأسباب المرض ، وعلم المنطق ، ومصطلحات الفلاسفة. فعرفنا بهذه المصطلحات وأشرنا إلى مظانها في المراجع لمن يريد الاستزادة.

ثامنا : ناقش المؤلف الفرق الإسلامية ، معتمدا على بعض نقولهم فأشرنا بقدر الطاقة إلى أماكن هذه النقول.

تاسعا : نسبنا الأشعار التي استشهد بها المؤلف إلى قائلها وأرشدنا إلى بعض المراجع التي توجد بها.

عاشرا : في النية بمشيئة الله أن نذيل الكتاب بعمل الفهارس اللازمة عند الانتهاء من طبع أجزاء الكتاب.

١ ـ فهرس للآيات القرآنية.

٢ ـ فهرس للأحاديث النبوية.

٣ ـ فهرس للأعلام.

٤ ـ فهرس للفرق الإسلامية.

٥ ـ فهرس للأماكن والبلدان.

٦ ـ فهرس للأشعار.

٧ ـ فهرس للمصطلاحات العلمية.

٨ ـ فهرس للموضوعات.

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

أ. د. عبد الرحمن عميرة

أسيوط في ١٥ ربيع الثاني سنة ١٤٠٣ ه‍ الموافق ٢٩ يناير سنة ١٩٨٣ م

١٤٩
١٥٠

كتاب

شرح المقاصد

مقدّمة المؤلف

١٥١
١٥٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

مقدّمة المؤلف

نحمدك يا من بيده ملكوت كل شيء وبه اعتضاده (١) ، ومن عنده ابتداء كل حي وإليه معاده ، تتلى من أوراق الأطباق آيات توحيده وتحميده ، وتجلى (٢) في الآفاق والأنفس شواهد تقديسه وتمجيده ، ما تسقط (٣) في الأكوان من ورقة إلا تعلمها (٤) حكمته الباهرة ، ولا توجد في الإمكان من طبقة إلا تشملها قدرته القاهرة ، تقدس عن الأمثال ، والأكفاء ذاته الأحدية ، وتنزه عن الزوال والفناء صفاته الأزلية والأبدية ، سجدت لعزة جلاله جباه الأجرام العلوية ، ونطقت بشكر (٥) نواله شفاه الأنوار القدسية ، ونشكرك على ما علمتنا من قواعد العقائد الدينية ، وخولتنا من عوارف المعارف اليقينة ، وهديتنا إليه من طريق النجاة وسبيل الرشاد ، ودللتنا عليه من سنن الاستقامة ونهج السداد ، ونصلي على نبيك محمد المنعوت بأكرم الخلائق ، المبعوث رحمة للخلائق ، أرسلته حين درست أعلام الهدى ، وظهرت أعلام الردى ، وانطمس منهج الحق وعفا ، وأشرفت مصابيح (٦) الصدق على الانطفاء ، فأعلى من

__________________

(١) المعاضدة : المعاونة ، اعتضد به استعان ، منه قول الله تعالى : (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ) أي نقويك به :

(٢) في (ب) : تخلى هو تحريف.

(٣) في (ب) : ما سقط.

(٤) في (ب) : تشملها.

(٥) في (ب) : لشكر النوال : العطاء. والنائل مثله يقال : نال له بالعطية من باب قال وناله العطية ، ونوله تنويلا أعطاه نوالا.

(٦) في (ب) وأشرف مصباح.

١٥٣

الدين معالمه ، ومن اليقين مراسمه ، وبيّن من البرهان سبيله ، ومن الإيمان دليله ، وأقام للحق حجته ، وأنار للشرع محجته ، حتى انشرح الصدر (١) بنور البينات ، وانزاح عن القلوب صدأ الشبهات ، وأشرق وجه الأيام ، واتسق أمر الإسلام ، واعتصم الأنام ، بأوثق عصام ، ما له من انفصام ، وعلى آله وأصحابه خلفاء الدين ، وحلفاء اليقين ، مصابيح الأمم ، ومفاتيح الكرم ، وكنوز العلم ورموز الحكم ، رؤساء حظائر (٢) القدس ، وعظماء بقاع الأنس ، قد صعدوا ذرى الحقائق بأقدام الأفكار ، ونوروا سبع طرائق بأنوار الآثار ، وقارعوا على الدين فكشفوا عنه القوارع والكروب ، وسارعوا إلى اليقين فصرفوا (٣) عنه العوادي والخطوب ، فابتسم ثغر الإسلام وانتظم أمر المسلمين واتضح ، وعدا من الله وحقا عليه نصر المؤمنين.

أما بعد : (٤)

فقد كنت في إبان الأمر ، وعنفوان العمر ، إذ العيش غض والشباب بمائه ، وغصن الحداثة على نمائه ، وبدور الآمال طالعة مسفرة ، ووجوه الأحوال ضاحكة مستبشرة ، وربوع(٥) الفضل معمورة الأكناف والعرصات ، ورياض العلم ممطورة (٦) الأكمام والزهرات ، أسرح النظر في العلوم طلبا لأزهارها وأنوارها ، وأشرح الكتب من الفنون كشفا لأستارها عن أسرارها ، يرد عليّ حذاق الآفاق غوصا على فرائد فوائدها ، ويتردد إليّ أكياس (٧) الناس روما لشوارد عوائدها ، علما منهم بأنا بذلنا قوانا لاكتساب الدقائق ، وقتلنا نهانا (٨) في طلاب الحقائق ، وحين رأوا علم الكلام ، الذي هو أساس

__________________

(١) في (أ) الصدور.

(٢) في (ب) حطام وهو تحريف.

(٣) في (ب) سرعوا.

(٤) في (أ) وبعد.

(٥) في (ب) : ورباع.

(٦) في (أ) مطمورة.

(٧) الكيس : بوزن الكيل ، والرجل كيس مكيس أي ظريف وبابه : باع وكياسة أيضا بالكسر.

والكيس : واحدا أكياس الدراهم : مختار الصحاح.

(٨) النهى : هي العقول لأنها تنهى عن القبيح وتناهى الماء إذا وقف في الغدير وسكن والإنهاء : الإبلاغ ، وأنهى إليه الخبر فانتهى وتناهى : أي بلغ.

١٥٤

الشرائع والأحكام ، ومقياس (١) قواعد عقائد الإسلام ، أعز ما يرغب فيه ويعرج إليه (٢) ؛ وأهم ما تناخ مطايا الطلب لديه ، لكونه أوثق العلوم بنيانا ، وأصدقها تبيانا ، وأكرمها نتاجا ، وأنورها سراجا ، وأصحها حجة ودليلا ، وأوضحها محجة وسبيلا ، حاموا جميعا حول طلابه ، وراموا طريقا (٣) إلى جنابه ، والتمسوا مصباحا على قبابه ، ومفتاحا إلى فتح بابه ، فافترصت (٤) لمعة من ظلم الدهر ونبوة من أنياب النوائب ، وانتهزت فرصة من عين الزمان وخفة من زحام الشوائب ، وأخذت في تصنيف مختصر موسوم بالمقاصد ، منظوم فيه غرر الفرائد ودرر الفوائد ، وشرح له يتضمن بسط موجزه ، وحل ملغزه ، وتفصيل مجمله ، وتبيين معضله ، مع تحقيق للمقاصد وفق ما يرتاد ، وتدقيق للمعاقد فوق ما يعتاد ، وتحرير للمسائل بحسب (٥) ما يراد ولا يزاد ، وتقرير للدلائل بحيث لا يضاد ولا يصاد ، بألفاظ تنفتح بها (٦) الآذان وتنشرح الصدور ، وتتفرط (٧) بالأنهار (٨) والأزهار (٩) جبال وصخور ، ومعان تهلل بها وجوه الأوراق ، وتبتسم ثغور السطور ؛ وتتلألأ خلال الكلام وكأنها نور على نور. باذلا الجهد في إيراد مباحث قلت عناية المتأخرين بها من المتكلمين ، وقد بالغ في الاعتناء بها المحققون من المتقدمين ، لا سيما السمعيات التي هي المطلب الأعلى ، والمقصد الأقصى ، في أصول الدين ، والعروة الوثقى ، والعمدة القصوى لأهل الحق واليقين.

وحين حررت بعضا من الكتاب ، ونبذا من الفصول والأبواب تسارع إليه الطلاب ،

__________________

(١) في (ب) وقياس.

(٢) في (أ) عليه.

(٣) في (ب) طرفها.

(٤) الفرصة : النهزة يقال : وجد فلان فرصة ، وانتهز فلان الفرصة : أي اغتنمها وفاز بها «وافترصها» أيضا اغتنمها.

(٥) في (ب) بحسب المحو وسقطت من (ب) ولا يزاد.

(٦) في (ب) لها.

(٧) الفطر : الشق ، يقال : فطره فانفطر ، وتفطر الشيء تشقق. والفطر الابتداء والاختراع قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه : كنت لا أدري ما فاطر السموات والأرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بثر فقال أحدهما : «أنا فطرتها» أي ابتدأتها.

(٨) سقطت من (ب) بالأنهار.

(٩) في (ب) بالأزهار.

١٥٥

وتداولته أيدي أولي الألباب ، وأحاط (١) به طلبة كل طالب ، وناط به رغبة كل راغب ، وعشا ضوء ناره كل وارد ، ووجه إليه الهمة كل رائد ، وطفقوا يمتدحون ويقترحون. وزناد الازدياد يقتدحون ، وأنا أصرف جهدي والمراد ينصرف ، والمقصود يتقاعس عن الحصول وينحرف (٢) والأيام تحول وتحجز ، وتعد فلا تنجز (٣) ، والدهر يشكي (٤) ويتكي ، والعقل يضحك ويبكي ، والعجب (٥) من تقاصر همم الرجال وفسادها ، وتراجع سوق الفضائل وكسادها ، وتضعضع بنيان الحق وتداعي أركانه ، وترعرع (٦) شأن الباطل وتمادي طغيانه ، وتطاول أيام كلها غضب وعتب ، وعلى الألباب ، عون وألب ، تجمع بين الجفون والسهاد ، وتفرق بين العيون والرقاد ، لا في القول إمكان وللتحصيل تأييد ، ولا في قوس (٧) الرماة منزع ولسهم النضال (٨) ، تسديد ، وهلم جرا .. إلى أن رماني زماني بما رماني (٩) وبلاني من الحوادث بما بلاني ، وحالت الأحوال دون الأمان بل (١٠) الأماني ، وأصبح (١١) شأني ، أن يفيض غروب شناني ، تناء بي (١٢) الأوطان والأوطار ، وترامت (١٣) بي الأقطار والأسفار ، آقاسي أحوالا تشيب النواصي ، وأهوالا تذيب الرواسي ، أشاهد من أسباب انقراض العلوم ، وانتقاص مددها ، وانتقاض مددها (١٤) ، ما تكاد الأنفاس له تنقطع والجبال تتصدع ، وقد ملكتها وحشة المضياع ، (١٥) وحيرة المرتاع (١٦) ، ووقفت على ثنية الوداع ، لا طلول ولا بقاع (١٧) ، ولا رسوم ولا رباع ، وكلما (١٨) نويت نشر ما طويت ، وتصديت لإتمامه أو تمنيت ، عرض (١٩) من الموانع والقواطع وحدث (٢٠) من النوائب والشوائب

__________________

(١) في (ب) رغبة.

(٢) في (ب) وينحرف.

(٣) في (ب) وتنجز.

(٤) في (ب) ويبكي.

(٥) في (ب) أتعجب.

(٦) في (أ) (ويزعزع).

(٧) في (ب) ولا في القوس للمرء منزع.

(٨) في (ب) النضال وهو تحريف.

(٩) سقطت من (أ) كلمة (مارماني).

(١٠) في (ب) الأماني.

(١١) في (أ) أن يغبض غروب شاني.

(١٢) في (ب) ينأى الأوطان.

(١٣) في (ب) رامت في الأقطار.

(١٤) في (ب) مدرها.

(١٥) في (ب) قد ملكتهم وحشية المضاع.

(١٦) في (أ) وخبرة المذياع وهو تحريف

(١٧) في (أ) ولا يفاع.

(١٨) في (أ) (كما) وهو تحريف.

(١٩) في (ب) عرضت.

(٢٠) في (ب) وحدثت.

١٥٦

ما يحول أيسرها بين المرء وقلبه ، وتصدأ به (١) مرآة فكره وعقله ، ويزول بأدونها ريق خاطره وناظره ، ويذهب رونق باطنه وظاهره ، إلى أن تداركني نعمة من ربي ، وتماسك بي عودة (٢) من فهمي ولبي ، فأقبلت على إتمام الكتاب ، وانتظام تلك الفصول والأبواب ، فجاء بحمد الله كنزا مدفونا من جواهر الفرائد ، وبحرا مشحونا بنفائس الفوائد ، في لطائف طالما كانت مخزونة ، وعن الإضاعة مصونة ، مع تنقيح للكلام ، وتوضيح للمرام ، بتقريرات ترتاح لها نفوس المحصلين ، وينزاح منها شبه المبطلين ، وتضيء (٣) أنوارها في قلوب الطالبين ، وتطلع نيرانها على أفئدة الحاسدين ، لا يعقل بيناتها (٤) إلا العالمون ، ولا يجحد بآياتها إلا القوم الظالمون ، يهتز لها علماء البلاد ، في كل ناد ، ولا يغض منها (٥) إلا كل هائم في واد (٦) ، من يهد الله فهو المهتد ومن يضلله فما له من هاد ، وإذا قرع سمعك ما لم تسمع به من الأولين (٧) ، فلا تسرع وقف وقفة المتأملين ، لعلك تطلع بوميض برق إلهي ، وتألق نور رباني ، من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة على برهان له جلي ، أو بيان من آخرين واضح خفي (٨) ، والله سبحانه وتعالى ولي الإعانة والتوفيق ، وبتحقيق آمال المؤمنين (٩) حقيق.

قال : (ورتبته على ستة مقاصد) (١٠) أقول : اعلم أن للإنسان قوة نظرية كما لها معرفة الحقائق كما هي ، وعملية كما لها

__________________

(١) سقط من (ب) كلمة (به).

(٢) في (ب) دعوة.

(٣) في (أ) وتضحي أنوارها وهو تحريف.

(٤) في (ب) شأنها.

(٥) سقط من (ب) كلمة (منها).

(٦) زيد في (ب) كلمة (كل).

(٧) في (ب) في بدلا من كلمة (من).

(٨) في (ب) حفى بالحاء المهملة.

(٩) في (ب) المؤملين.

(١٠) المقاصد : جمع مقصد لمكان القصد أطلقه على ما يقصد للبحث عن حقيقته وما يتعلق به من المسائل العلمية ، لأنه يتخيل فيه أنه ظرف للقصد ويحتمل أن يكون جمع مقصود ، وأسقطت الياء المقلوبة عن الواو في الجمع ، لأنه جائز ووجهه جعل الكتاب على ستة مقاصد.

١٥٧

القيام بالأمور على ما ينبغي تحصيلا لسعادة الدارين ، وقد تطابقت الملة والفلسفة على الاعتناء بتكميل النفوس البشرية في القوتين وتسهيل طريق الوصول إلى الغايتين ، إلا أن نظر العقل يتبع في الملة هداه وفي الفلسفة هواه ، وكما دونت حكماء الفلاسفة الحكمة النظرية والعلمية إعانة للعامة على تحصيل الكمالات المتعلقة بالقوتين دونت عظماء الملة وعلماء الأمة علم الكلام ، وعلم الشرائع والأحكام ، فوقع الكلام للملة (١) بإزاء الحكمة النظرية للفلسفة وهي عندهم تنقسم إلى العلم المتعلق (٢) بأمور تستغني عن المادة في الورود والتصور جميعا ، وهو الإلهي أو في التصور فقط وهو الرياضي ، أو لا تستغني أصلا وهي الطبيعي ولكل منها أقسام وفروع كثيرة ، إلا أن المقدم في الاعتبار بشهادة العقل والنقل هو معرفة المبدأ والمعاد المشار إليهما بالإيمان بالله تعالى واليوم الآخر ، وطريق الوصول إليها هو النظر في الممكنات (٣) من الجواهر والأعراض على ما يرشد إليه (٤) مواضع من كتاب الله تعالى وما أحسن ما أشار أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه إلى أن المعتبر من كمال القوة العملية ما به نظام المعاش ، ونجاة المعاد. ومن النظرية العلم بالمبدإ والمعاد وما بينهما من جهة النظر والاعتبار حيث قال :

«رحم الله امرأ أخذ لنفسه ، واستعد لرمسه ، وعلم من أين وفي أين وإلى أين؟»

__________________

(١) الملة كالدين : وهي ما شرع الله للعباد على لسان المرسلين ليتوصلوا به إلى جوار الله ، والفرق بينها وبين الدين ، أن الملة لا تضاف إلا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الذي تستند إليه ، نحو (فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ) ولا تكاد توجد مضافة إلى لفظ الله تعالى ، ولا إلى آحاد أمة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولا تستعمل إلا في جملة الشرائع دون آحادها ، لا يقال ملة الله ولا ملتي ولا ملة زيد ، كما يقال دين الله وديني ، ودين زيد ، ولا يقال للصلاة ملة الله. كما يقال دين الله.

(٢) سقط من (أ) كلمة (بأمور).

(٣) يطلق النظر على معان ، فيراد به الرؤية والإحسان والرحمة ، ونظر القلب ، وهو المقصود هنا لأنه يقوم على التفكير الذي يكشف عن الحقيقة وقد دعا الله إليه (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَفِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ). وهو واجب عند المسلمين جميعا ويعول عليه المعتزلة كل التعويل ، لأن العقل قبل السمع. وكان الناس قبل ورود الشرائع يحتكمون إلى عقولهم فيحسنون ويقبحون ، وما دام النظر واجبا فالتقليد فاسد ، ويؤدي إلى جحد الضرورة.

(راجع المغني للقاضي عبد الجبار ص د ، ه والمقدمة ج ١٢).

(٤) في (ب) على ما يرشد مواضع إليه.

١٥٨

فاقتصر الملّيّون (١) على ما يتعلق بمعرفة الصانع وصفاته وأفعاله وما يتفرع على ذلك من النبوة والمعاد. وسائر ما لا سبيل (٢) للعقل باستقلاله ، وما يترتب عليه إثبات ذلك من الأحوال المختصة بالجواهر والأعراض أو الشاملة لأكثر الموجودات فجاءت أبواب الكلام خمسة هي: الأمور العامة ، والأعراض والجواهر ، والإلهيات والسمعيات. وقد جرت العادة بتصديرها بمباحث تجري مجرى السوابق لها تسمى بالمبادئ فرتبنا الكتاب على ستة مقاصد ، ووجه الضبط أن المذكور (٣) فيه إن كان من مقاصد الكلام فإما سمعيات وهو المقصد السادس ، أو عقليات مختص بالواجب وهو الخامس ، أو بالممكن الجوهر وهو الرابع ، أو العرض وهو الثالث ، أو لا مختص (٤) بواحد وهو الثاني ، وإن لم يكن من مقاصد الفن فهو المقصد الأول من الكتاب ، ووجه الترتيب توقف اللاحق على السابق ، في بعض البينات (٥) ، وقد يقتضي الضبط والمناسبة إيراد شيء من مباحث تأتي (٦) في الآخر كمسألة الرؤية في الإلهيات ، وإعادة المعدوم في السمعيات.

__________________

(١) في (ب) الملبون وهو تحريف.

(٢) زيد في (ب) كلمة (إليه).

(٣) سقطت من (ب) كلمة (أن).

(٤) في (ب) أولا يختص.

(٥) في (ب) البيانات.

(٦) في (ب) باب في آخر.

١٥٩
١٦٠