الفوائد البهيّة في شرح عقائد الإماميّة - ج ٢

الشيخ محمّد جميل حمّود

الفوائد البهيّة في شرح عقائد الإماميّة - ج ٢

المؤلف:

الشيخ محمّد جميل حمّود


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٣٢
الجزء ١ الجزء ٢

«اللهم أعط شريعتك للملك وعدلك لابن الملك ...» ، هذا عدا عن الاختلافات الأخرى الموجودة في النسخة المذكورة أعلاه.

وينسب بعض مترجمي ومفسّري العهد القديم من اليهود والنصارى هذا المزمور إلى نبيّ الله داود ، كما ينسبه البعض الآخر منهم إلى سليمان ، فيكون الملك هو داود وابنه هو سليمان. لكنّ النصارى قالوا بأنّ المقصود ب «الملك» هناك هو عيسى المسيح وبأن جميع ما جاء في هذا المزمور ، جاء بشارة به عليه‌السلام ؛ ولكنهم لم يعطوا أيّ تفسير بما يخصّ عبارة «ابن الملك».

لكن يرد على هذين الرأيين ما يلي :

أولا : أنّ النبي داود عليه‌السلام لم يكن صاحب شريعة لكي يقول «اللهم أعط شريعتك للملك» أو «أعط أحكامك للملك» ، لأنه عليه‌السلام لم يأت بشريعة جديدة ، بل كان نفسه خاضعا لشريعة موسى عليه‌السلام.

ثانيا : لا يعقل أن يسمّى داود نفسه ب «الملك» وهو في مقام تذلّل وتضرّع وخشوع أمام ملك الملوك وخالق السماوات والأرض ، فإنّ ذلك لا يصدر عن أكثر الناس جهلا بمقام الربوبية فضلا عن أن يصدر عن نبي من أنبياء الله ، لا سيما وأنه في مقام الدّعاء والخضوع لله تعالى ، هذا مضافا إلى أن الله تعالى أعطاه الأحكام حيث جعله نبيّا يوحى إليه أحكام الله ، فلا معنى حينئذ لأن يطلب داود ذلك ثانية.

ثالثا : أنّ سجود كلّ الملوك ، وخدمة كلّ الأمم لابن الملك لا ينطبق شيء من هذا على داود عليه‌السلام ، حيث لم يعرف أنّ الأمم والشعوب خارج فلسطين كانت وما تزال تخشاه على مرّ الأجيال والعصور ، ولا أنّ الملوك والأمم من خارج فلسطين كانت تطيعه وتخدمه.

ونحن إذا ما أخذنا بما جاء في الفقرة الخامسة عشرة (... وليصلّ عليه دائما وليبارك كلّ يوم) ، وأيضا ما جاء في الفقرة السابعة عشرة (ويبقى اسمه أبد الدهر! ويتباركون به وكلّ الأمم تنادي باسمه سعيدة) لوجدنا أنّ أيّا من هذه الصفات لا تنطبق على نبيّ الله داود عليه‌السلام. كما إنّ هذه العبارة (ويتباركون به وكلّ الأمم تنادي باسمه سعيدة) وأيضا عبارة (ويسجد له كلّ الملوك. وكلّ الأمم تخدمه) تشير إلى أنّ وعد الله لإبراهيم عليه‌السلام بأن يجعل الأمم تتبارك به قد تحقّق بظهور هاتين الشخصيتين العظيمتين من نسله والتي يناجي داود عليه‌السلام

٢٤١

ربّه لكي يرسلهما للناس لينشرا شريعته ويقيما عدله على الأرض بين الناس.

رابعا : هو أنه بعد أن دعا نبيّ الله داود عليه‌السلام ربه لكي يرسل تلك الشخصية العظيمة المعبّر عنها ب «الملك» بالشريعة الإلهية ليحكم بها بين الناس ، شرع بالتحدث بصيغة الغائب مصوّرا لنا المستقبل بعد مجيء هذا المبشّر به الذي سيحمل شريعة الله إلى الناس حيث ستخضع لها الشعوب والأمم وسيقوم ابنه (أو حفيده) بإقامة عدل الله في الأرض بحسب قوانين هذه الشريعة الإلهية الخاتمة. إذا أنّ هاتين الشخصيتين العظيمتين ستأتيان بعد عصر داود عليه‌السلام وهذا ما يبطل ادّعاء علماء اليهود من كون المقصود ب «الملك» هو داود عليه‌السلام.

وإذا بطل بالتحقيق كون الشخصية الأولى ـ أي الملك ـ هي داود عليه‌السلام بطل بالنتيجة كون الشخصية الثانية ـ أي ابن الملك ـ هي سليمان عليه‌السلام.

هذا مضافا إلى أن اليهود أنفسهم يعتقدون كما جاء في سفر الملوك ١١ / ١ ـ ٢ : أنّ سليمان قد ارتدّ عن عبادة الله وعكف على عبادة الأوثان ، حيث أقام معابد مرتفعة للأصنام مقابل هيكل الربّ ، وكانت زوجاته يعبدن الأصنام في بيته : (وكانت له سبعمائة من النساء السيدات وثلاثمائة من السراري ، فأمالت نساؤه قلبه ، وكان في زمان شيخوخة سليمان أنّ نساءه أملن قلبه وراء آلهة أخرى ولم يكن قلبه كاملا مع الربّ إلهه كقلب داود أبيه فذهب سليمان وراء عشتروت آلهة الصّيدونيين وملكوم رجس العمّونيين وعمل سليمان الشرّ في عينيّ الرب ولم يتبع الربّ تماما كداود أبيه ، حينئذ بنى سليمان مرتفعة لكموش رجس الموآبيين على الجبل ...).

قد يقال أنّ أوصاف هذا الملك العظيم الواردة في هذه البشارة يمكن لها أن تنطبق على ملك سليمان حيث جاء في القرآن الكريم أنه دعا ربّه قائلا : (... وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهّاب) ، ويقولون أنّ سليمان دعا الله تعالى أن لا يؤتي مثل ما أوتيه من الملك لأحد من العالمين غيره. ولكن الحق أن يقال أن ما ذكره سليمان من الملك سؤال ملك يختصّ به لا سؤال أن يمنع غيره عن مثل ما أتاه ويحرمه عنه. كما أنّ الواقع التاريخي يثبت لنا أنّ مملكة سليمان لم تزدد سعة عمّا كانت عليه أيام أبيه داود ، وسلطته لم تكن إلا على بني إسرائيل فقط. فهو لم يملك مصر ولا العراق ولا حتى سوريا بل كان على علاقات ودّيّة في غالب الأحيان مع الممالك المجاورة لمملكته ، ومجيء بلقيس

٢٤٢

ملكة سبأ إليه كان لكثرة ما سمعته عن حكمته ودين التوحيد الذي كان يدعو الناس إليه ، فقد كان نبيّا ملكا ، آتاه الله تعالى من الحكمة والعلم ما لم يؤته أحدا في زمانه ، والسرّ الذي دعا النبي سليمان لأن يطلب من الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده هو لما أطلعه الله على فساد الذين سيرثونه من بعده ، وقد استجاب الله دعاءه ، فسرعان ما انقسمت مملكته من بعده فاختصّ ابنه رحبعام بجزء صغير من مملكة أبيه سليمان عاصمته القدس واطلق عليها اسم مملكة يهوذا ، أما الجزء الأكبر من المملكة فقد استقلّ به يربعام أحد المتمرّدين أيام حكم سليمان وأسّس فيه مملكة اسرائيل في منطقة نابلس التي كانت تسمّى بالسامرة. ونتيجة للحروب التي قامت بين مملكة يهوذا في القدس ومملكة إسرائيل في السامرة فقد ضعفتا وأصبحتا هدفا لاجتياح الفراعنة والآشوريين والبابليين حتى تلاشتا من الوجود ، وبذلك استجاب الله تعالى دعاء سليمان اياه بأن لا يهب ملكه لأحد من بعده ، فلم يملك أحد من بني إسرائيل ملكا كملك سليمان من بعده.

وبهذا ظهر لنا بطلان ما ادعاه اليهود من أن البشارة الواردة في المزمور ٧٢ جاءت بحقّ داود وسليمان عليهما‌السلام.

كذا يبطل ادّعاء النصارى بأنّ هذه البشارة قد وردت بحقّ عيسى المسيح وذلك :

أولا : أنّ عيسى بن مريم لم يكن صاحب ملك ولم يحكم يوما واحدا بل على العكس كان لليهود السلطة عليه فقد أخذوه وأهانوه وضربوه وسخروا منه وقتلوه على حسب زعمهم. كما أنه لم يكن له ابن (فهو لم يتزوج في حياته) حتى يقال بأن الدعاء (واعط عدلك لابن الملك) جاء بحقّه.

ثانيا : أن السيد المسيح عليه‌السلام لم يأت بأحكام جديدة حتى يقال بأنّ ما جاء في هذا الدعاء (واعط شريعتك للملك) ـ أو ـ (أحكامك لملك) مختصّ به عليه‌السلام ، ويشهد لهذا خلوّ الأناجيل الأربعة الموجودة اليوم من الأحكام ، فالمسيح عليه‌السلام اعترف بنفسه قائلا : «لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء ، ما جئت لأنقض بل لأكمل» (١).

وهكذا يتوضّح بطلان ادّعاءات كلّ من اليهود والنصارى حول هذه البشارة ،

__________________

(١) انجيل متّى : ٥ / ١٧.

٢٤٣

فجميع الأوصاف الواردة فيها تشير ـ وبدون أدنى تكلّف ـ إلى رسول الله محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذي تمّ التعبير عنه في هذا المزمور ب «الملك» ، وإلى حفيده الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه المعبّر عنه بلفظ «ابن الملك».

فالفقرة الأولى من هذه البشارة والتي جاءت على شكل دعاء : «اللهم أعط شريعتك للملك وعدلك لابن الملك». تشير إلى أنه سوف تظهر بعد زمن داود عليه‌السلام شخصيتان عظيمتان : إحداهما سوف تحمل شريعة الله إلى الناس كافة ، والثانية سوف تقيم العدل في الأرض على أساس الشريعة الإلهية التي حملتها الشخصية الأولى المعبّر عنها ب «الملك».

إذن الفرق الوحيد الموجود بين «الملك» و «ابن الملك» هو أنّ الأول نبيّ مرسل من قبل الله تعالى بشريعته الخاتمة إلى الناس كافة ، أما الثاني وهو «ابن الملك» فليس بنبيّ ولا صاحب شريعة إنما سيكلّف من قبل الباري عزوجل بإقامة العدل في الأرض على أساس الشريعة الإلهية التي بعث بها ذلك النبي المرسل. وزبدة المخض فإنّ «ابن الملك» سيكون بمثابة إمام يهدي الناس إلى الله ويحكم بينهم بالعدل على أساس شريعة ذلك النبي المرسل. أما بقية الصفات الواردة في هذه البشارة فهي مشتركة بين النبيّ (الملك) صاحب الشريعة والإمام (ابن الملك) الذي سيقيم العدل على الأرض. وبما أنّ الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يحكم بالطريقة الموصوفة ، فيبقى أنها نبؤة بالمهدي عليه‌السلام.

وورد أيضا في سفر زكريا ٩ : ٩ أن زكريا عليه‌السلام قال : «ابتهجي جدا يا ابنة صهيون ، اهتفي يا بنت أورشليم ، هوذا ملكك قادم إليك هو عادل ومنصور ..». وهاتان الصفتان «عادل ومنصور» بنظر بعض المحققين هما صفتان مشتركتان لرسول الله ولحفيده المهدي عليه‌السلام ولكن يظهر عندي اختصاصهما بالإمام المهدي عليه‌السلام لقرينة قوله : «ملكك قادم إليك هو عادل ومنصور» فالنبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يتغلب على اليهود بشكل مطلق وإنما غلبهم في الجزيرة العربية وغرّمهم الجزية صاغرين ، وكذا لم يذهب لزيارتهم في جبل صهيون ، لأن القدوم لبيت المقدس سيكون بحرب طاحنة ، وينتصر ويعدل في حكمه لا يحيف ولا يظلم أحدا كما هم ظلموا الأنبياء والأولياء والمستضعفين على مر الزمن.

وورد أيضا في سفر دانيال ٧ : ٥ ـ ٢٢ «كنت أرى أنه وضعت عروش وجلس القديم ، لباسه أبيض كالثلج وشعر رأسه كالصوف النقي وعرشه لهيب نار ،

٢٤٤

وبكراته نار متقدة ، نهر نار جرى وخرج من قدّامه. ألوف ألوف تخدمه ، وربوات ربوات وقوف قدّامه ، فجلس الدين وفتحت الأسفار» وقال في موضع آخر من نفس السفر : «كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن الإنسان أتى ، وجاء إلى القديم الأيام فقرّبوه قدامه فأعطي سلطانا ومجدا وملكوتا لتتعبّد له كل الشعوب والأمم والألسنة ، سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض ... حتى جاء القديم الأيام وأعطي الدين لقديسي العليّ وبلغ الوقت فامتلك القديسون المملكة». يعتقد اليهود أن «القديم الأيام» هو الله تعالى طبقا للمرتكزات الفكرية عندهم حيث يعتقدون أن الله جسم يجلس على كرسي وما شابه ذلك ، وهو مرفوض عند المسلمين لا سيما الإمامية منهم لأن الجسمية من لوازم المادة وهو تعالى منزه عنها. فمن هو «القديم الأيام» الذي سيقرّبون المسيح قدامه والذي سيأتي ويتسلم قديسو العليّ الدين بمناسبة مجيئه أو هو يسلمهم إياه. هذا ما تؤكده نصوصنا الشرعية من أن المسيح هو الساعد الأيمن للإمام المهدي عليه‌السلام ، من هنا فإنّ «القديم الأيام» سيكون في هذه الحالة : الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. وقال في سفر إشعيا ، الإصحاح الحادي عشر :

[ويخرج قضيب من جذع يسّى وينبت غصن من أصوله ، ويحلّ عليه روح الرب ، روح الحكمة والفهم ، روح المشورة والقوة ، روح المعرفة ومخافة الرب ، ولذّته تكون في مخافة الربّ فلا يقضي بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب سمع أذنيه ، بل يقضي بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض ويضرب الأرض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه ، ويكون البرّ منطقة متنيه والأمانة منطقة حقويه ، فيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل والشّبل والمسمّن معا ، وصبيّ صغير يسوقها ، والبقرة والدّبة ترعيان ، تربض أولادهما معا والأسد كالبقر يأكل تبنا ، ويلعب الرضيع على سرب (أي وكر الأفعى) الصلّ ويمدّ العظيم يده على حجر الأفعوان ، لا يسوءون ولا يفسدون في كلّ جبل قدسي لأنّ الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر ، ويكون في ذلك اليوم أنّ أصل يس القائم راية للشعوب إياه تطلب الأمم ويكون محلّه مجدا].

ففي هذا النص التوراتي دلالات واضحة عند المتأمّل كلها تشير إلى خروج المهدي ، فهو عليه‌السلام جذع شجرة ياسين وفيه روح القدس متحلّيا بمخافة الرب ،

٢٤٥

يقضي بحكم داود من دون بيّنة كما استفاضت بذلك النصوص ولا يحكم بالظواهر كما أشار النص (فلا يقضي بحسب نظر عينيه ولا بحسب سمع أذنيه) بل يقضي بعلمه الواقعي المسدّد والملهم من الله تعالى وفي دولته المباركة تجتمع المتنافرات كاجتماع الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والبقرة والدّبة ترعيان ويلعب الرضيع على سرب الصلّ ، وهكذا فلا تنافر أو تضاد بين المخلوقات التي كانت تتصارع للبقاء ، فكلّ واحد يأخذ نصيبه من العدل والسلام.

وفي إنجيل العهد الجديد :

ورد في إنجيل متى الإصحاح ٢٤ :

«لأنّه كما أنّ البرق يخرج من المشارق ويظهر إلى المغارب وهكذا يكون مجيء ابن الإنسان».

وقال في موضع آخر من نفس الإصحاح المذكور :

[وللوقت بعد ضيق تلك الأيام ، تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه ، والنجوم تسقط من السماء وقوّات السماوات تتزعزع ، وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء ، وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب بقوة ومجد كثير ، فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح من أقصاء السماوات إلى أقصائها ، فمن شجرة التين تعلّموا المثل متى صار غصنها رخصا وأخرجت أوراقها تعلمون أنّ الصيف قريب ، هكذا أنتم أيضا متى رأيتم هذا كلّه فاعلموا أنّه قريب على الأبواب] واسوداد الشمس والقمر الوارد في هذا المقطع إشارة إلى الكسوف والخسوف اللذين سيحصلان في سنة ظهور الإمام المهدي (عج) الشريف كما أشارت النصوص الكثيرة عند المسلمين وهي من العلامات المحتومة في سنة الظهور.

وقال أيضا : «وكما كانت أيام نوح كذلك يكون مجيء ابن الإنسان ، لأنه كما كانوا في الأيام التي قبل الطّوفان يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوّجون إلى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك ، ولم يعلموا حتى جاء الطوفان وأخذ الجميع كذلك يكون مجيء ابن الإنسان ، حينئذ يكون اثنان في الحقل ، يؤخذ الواحد ويترك الآخر ، اثنتان تطحنان على الرّحى ، تؤخذ الواحدة وتترك الأخرى اسهروا إذا لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم ... لذلك كونوا أنتم أيضا مستعدين

٢٤٦

لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان» (١).

وقد ذكرت عبارة ابن الإنسان كثيرا في الإنجيل وقد فهم المسيحيون من هذه العبارة أو هذا المصطلح بأنه عيسى المسيح عليه‌السلام كما أشارت الأناجيل الأربعة التي أقرّتها الكنيسة وهي: إنجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا ، واستثنت الكنيسة انجيلا خامسا ولم تعترف به يسمى بإنجيل برنابا لتضمنه حقائق واضحة تتعلق بالنبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولكن من ملاحظة موارد ذكر هذا المصطلح في الأناجيل المذكورة نجد أنّ هناك إشارة واضحة إلى شخص آخر هو غير عيسى عليه‌السلام في كثير منها ، وهذا الشخص هو الذي سيطلب مجد المسيح ويحكم كما قال عليه‌السلام في انجيل يوحنا الاصحاح الثامن : [أنا لست أطلب مجدي يوجد من يطلب ويدين] إنه شخص آخر يقوم بعملية إنشاء المجد الإلهي والحكم الرّباني في الأرض وهو كما قلنا أنّه الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه حيث ينتظره المسلمون كما ينتظرون نزول عيسىعليه‌السلام من السماء ليكون مشاركا في دولة العدل الإلهي المتمثلة بمولانا المنتظر عليه‌السلام. وممّا يؤكد أن عبارة «ابن الإنسان» لا يراد منها إلا المخلّص المهدي هو أن عيسى عليه‌السلام عند المسيحيين ليس ابن الإنسان بل هو ابن الله بنظرهم ، وقد خطّأ القرآن الشريف هذا الاعتقاد واعتبره شركا ، فعبارة ابن الإنسان لا تنطبق إلّا على الإمام المهدي عليه‌السلام المنتسب إلى النبي محمد المصداق الكامل للإنسان.

ومما يؤكد ما قلناه ما ذكره متّى في انجيله الإصحاح السادس عشر المقطع الثالث عشر ، قال : [ولما جاء يسوع إلى نواحي قيصرية سأل تلاميذه قائلا : من يقول الناس أني أنا ابن الإنسان؟ فقالوا : بعضهم يقول : هو يوحنا المعمدان وآخرون إيليّا وآخرون إرميا أو واحد من الأنبياء ، قال لهم : من تقولون إني أنا؟ فأجاب سمعان بطرس وقال : أنت هو المسيح ابن الله الحي ، فأجاب يسوع وقال له : طوبى لك يا سمعان بن يونا ...].

فنلاحظ هنا أن بطرس لم يقل له : أنت ابن الإنسان كما يقتضيه سياق الحوار بل كان واضحا لديه أنه ليس هو وإنما هو المسيح ، لذا مدحه وقال له : [طوبى لك يا سمعان بن يونا فليس اللحم والدم كشفا لك هذا بل أبي (أي ربي) الذي

__________________

(١) إنجيل متى : ٢٤ مقطع ٣٧ ـ ٤٥.

٢٤٧

في السماوات].

وبعد هذا الحوار أخذ السيد المسيح يحدّث أصحابه عما سيقع له مع اليهود ثم دعاهم لاتباعه والتعرض للبلاء إذا شاءوا وختم حديثه بالقول لهم : [سوف يأتي ابن الإنسان في مجد أبيه ومعه ملائكته فيجازي يومئذ كلّ امرئ على قدر أعماله]. انجيل متى / الإصحاح السادس عشر.

إنه إنسان آخر غير السيد المسيح قطعا ولو كان يريد نفسه لقال : [سوف آتي في مجد أبي ...] وبالأخص كانت بداية الحوار تتعرض لهذا الموضوع بشكل مباشر ، فابن الإنسان شخص آخر يستلم السلطة الإلهية على الأرض ، يعينه الصالحون من أصحابه وأنصاره المعبّر عنهم بالملائكة أو أن الملائكة تعينه أيضا كما دلّت على ذلك بعض النصوص في مصادرنا. وهناك قرينة واضحة لا خفاء فيها على المطلوب تدل على أن ابن الإنسان هو غير السيد المسيح عليه‌السلام وهي قوله عليه‌السلام كما ورد في إنجيل متى / الإصحاح السادس عشر / المقطع الثامن والعشرون / قال : [الحقّ أقول لكم إن من القيام هاهنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيا في ملكوته].

إنّه يقول لهم الحق أن أحدا منهم لن يذوق الموت حتى يشاهد ابن الإنسان آتيا في ملكوته ، ولم يدّع أحد ، ولم ينقل أن من تلاميذه من كتب له البقاء من بعده حتى قيام ملكوت الله ، والمتفق عليه عند المسلمين والمسيحيين بقاؤه عليه‌السلام ـ أي عيسى ـ في السماء لحين ظهور ملكوت الله ونزوله للمشاركة فيه ، فيكون هو المقصود بمن سيبقى ، فالمراد من «ابن الإنسان» شخص آخر سيبقى حيّا حتى يلقاه ـ وليس هو إلا السيد المسيح عليه‌السلام ـ ، ويرى ابن الإنسان جالسا عن يمين القدير (أي الله عزّ اسمه) وآتيا في غمام السماء كما جاء في انجيل مرقس / الإصحاح الرابع عشر ، أنه المهدي الذي سيحكم بأمر لله وقدرته ، ويأتي في غمام السماء وهي إشارة إلى مبلغ قدرته في دولته (عج) الشريف.

وورد في رؤيا يوحنا اللاهوتي : الإصحاح ١٢ :

«وظهرت آية عظيمة في السماء امرأة متسربلة بالشمس ، والقمر تحت رجليها ، وعلى رأسها إكليل من اثنى عشر كوكبا ، وهي حبلى تصرخ متمخضة ومتوجّعة لتلده ، وظهرت آية أخرى في السماء ، هو ذا تنين عظيم أحمر له سبعة رءوس وعشرة قرون وعلى رءوسه سبعة تيجان ، والتنين واقف أمام المرأة العتيدة

٢٤٨

ينتظر أن تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت ، فولدت ابنا ذكرا عتيدا أن يرعى جميع الأمم بعصا من حديد ...».

في النصّ هنا ثلاثة أمور :

١ ـ المرأة المتسربلة بالشمس وتحت رجليها القمر هي فاطمة سيدة النساء روحي فداها ، حيث لبست شمس الإمام علي عليه‌السلام ، والقمر تحت رجليها لشدّة جمالها حيث أشرق من نورها ، ووهجه مكتسب منها ، لما ورد بالأخبار المتواترة إجمالا أنّ الله تعالى خلق الأشياء لأجلهم فهم العلة الغائية لخلق الكون ، هذا مضافا إلى ما ورد من أن الله سبحانه خلقها من نور عظمته ، فلما اشرقت أضاءت السماوات والأرض بنورها.

والتاج المشتمل على بروج اثنى عشر كناية عن الأئمة الاثني عشر عليهم‌السلام.

٢ ـ المراد من كونها «حبلى تصرخ متمخضة ومتوجعة» إما كناية عن الاثنى عشر كوكبا ، وإما كناية عن السقط محسن الذي أسقطته بفعل ضربة الثاني عمر بن الخطاب ، فجاءها المخاض خلف الباب وهي في حالة حزن ووجع فطرحته خلفه ، وهذا أصوب. والتنين كناية عن قوى الباطل المناهضة للحق.

٣ ـ فولدت ابنا ذكرا عتيدا ...

إشارة إلى ولادة الإمام المهدي (عج) الشريف من نسلها حيث يرعى جميع الأمم وقت الظهور بعصا من حديد يسوقهم إلى الطاعة ويزجرهم عن المعصية.

وورد في الإصحاح ١٤ من رؤيا يوحنا :

«ثم نظرت وإذا سحابة بيضاء وعلى السحابة جالس شبه ابن الإنسان له على رأسه إكليل من ذهب وفي يده منجل حادّ ، وخرج ملاك آخر من الهيكل يصرخ بصوت عظيم إلى الجالس على السحابة أرسل منجلك وأحصد لأنه قد جاءت الساعة للحصاد ، إذ قد يبس حصيد الأرض ، فألقى الجالس على السحابة منجله على الأرض فحصدت الأرض».

فالجالس على سحابة هو الإمام المهدي عليه‌السلام حيث ورد في نصوصنا أنه ينزل في الكوفة بسبع قباب من نور ، والذي يصرخ بصوت عظيم كناية عن جبرائيل عليه‌السلام حيث يصيح قبل خروج القائم ، أو عبارة عن إعطاء الإمام (عج)

٢٤٩

الأمر الإلهي بالخروج وبدء عملية التظهير من أدناس الفاسقين والمارقين والكافرين.

هذه بعض البشارات في العهدين ، وقد بقيت ولله الحمد محفوظة في العهدين على الرغم من وصول يد الدسّ والتحريف إليهما.

القرآن وبشارته بالمهدي (عج) الشريف :

في القرآن الشريف فوق المائة والعشرين آية تبشّر بظهور القائم (عج) الشريف نقتبس منها عدّة آيات :

الآية الأولى :

(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) (القصص / ٦).

اتفقت كلمة المفسرين أن الآية نزلت في آل محمّد صلوات الله عليهم فهي خاصة بقائمهم (عج) الشريف ، فعن الطوسي (قدس‌سره) في كتاب الغيبة بإسناده إلى محمّد بن الحسين عن أبيه عن جدّه عن الإمام علي عليه‌السلام مفسّرا للآية : هم آل محمّد يبعث الله مهديهم بعد جهدهم فيعزّهم ويذلّ عدوّهم (١).

الآية الثانية :

(وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) (الأنبياء / ١٠٦).

سئل أبو عبد الله عليه‌السلام عن الزبور والذكر؟

قال عليه‌السلام : الذكر عند الله ، والزّبور الذي أنزل على داود وكل كتاب نزل فهو عند أهل العلم ونحن هم.

والمراد بالعباد الصالحين الذين يرثون الأرض هم أصحاب الإمام المهدي (عج) في آخر الزمان (٢).

__________________

(١) لاحظ تفسير نور الثقلين : ج ٤ ص ١١٠ وتفسير الصافي : ج ٤ ص ٨١ وغيبة الطوسي : ص ١١٣ ط. طهران.

(٢) نور الثقلين : ج ٣ ص ٤٦٤ ومجمع البيان : ج ٧ ص ٦٦ وإلزام الناصب : ج ١ ص ٧٥.

٢٥٠

الآية الثالثة :

(وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) (النور / ٥٦).

في الآية خاطب سبحانه الأمة الإسلامية بأنه سوف يستخلف جماعة منهم صدّقوا بالله تعالى وبرسوله ، وبجميع ما يجب التصديق به مع العمل الصالح لأنّ التصديق يحثّ على العمل الصالح الذي هو الطاعة الخالصة لله تعالى ، ونتيجة هذا التصديق مع العمل الصالح سوف يكونون مؤهلين لنيل الخلافة الإسلامية (لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) والاستخلاف هذا تماما كما استخلف الذين من قبلهم من الصالحين أمثال آدم وداود وسليمان وغيرهم.

ونتيجة هذا الاستخلاف سوف يكون التمكين من الله سبحانه لهؤلاء العباد ، والتمكين عبارة عن توطيد حكم الله وتثبيت أركانه في الأرض بعد أن كان متزعزعا ، لأنّ التمكين عكس التزلزل والاضطراب ، وبعد هذا التمكين يكون قد بدّل الله سبحانه خوفهم الذي كانوا عليه قبل التمكين ، بدّله تعالى بالأمن حيث تكون العبادة خالصة من كل شك وريب (لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً).

والآية لا ريب أنها واردة بشأن مولانا الحجّة ابن الحسن المهدي (عج) الشريف مع أصحابه.

روى الجويزي عن العياشي في تفسيره بإسناده إلى الإمام علي بن الحسين عليهما‌السلام أنه قرأ الآية المباركة وقال : هم والله شيعتنا أهل البيت يفعل ذلك بهم على يدي رجل منّا وهو مهديّ هذه الأمة وهو الذي قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يلى رجل من عترتي اسمه كاسمي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا» (١).

ومثله ما عن علي بن إبراهيم في تفسيره قال :

نزلت الآية في القائم من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكذا ورد مثله في مجمع البيان

__________________

(١) تفسير نور الثقلين : ج ٣ ص ٦٢٠ ح ٢٢٦.

٢٥١

للطبرسي فلاحظ.

الآية الرابعة :

(الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) (الحج / ٤٢).

فعن أبي جعفر عليه‌السلام قال :

هذه الآية لآل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمهدي (عج) الشريف وأصحابه يملّكهم الله مشارق الأرض ومغاربها ويظهر الدين ويميت الله به وأصحابه البدع كما أمات السفه الحق حتى لا يرى أثر للظلم (١).

هذه بعض آيات نزلت بشأن الإمام المهدي (عج) فمن أراد المزيد فليلاحظ المجامع التفسيرية والحديثية.

بشارات السنّة المطهرة بالإمام المهدي «عجّل الله فرجه الشريف» :

إنّ الأحاديث المبشّرة بخروج القائم المهدي (عج) الشريف ابن الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام فوق حدّ التواتر رواها الفريقان : شيعة وسنة ، بلغت رقم هذه المرويّات فوق ستّة آلاف حديث وهذا بدوره مؤشّر كبير على صحة خروج المهدي (عج) الشريف في آخر الزمان ، وأيضا هو رقم إحصائي كبير لا يتوفّر نظيره في كثير من قضايا الإسلام البديهية التي لا شكّ فيها لمسلم عادة. لذا ومن أجل ورود تلكم النصوص الكثيرة عنه (عج) الشريف وعظمته بحيث تشبعت فكرة المهدي عليه‌السلام نفوس المسلمين واعتقدوها ، حتى استغلّها أفراد من الأمة فادّعوا المهدويّة طلبا للملك والسلطان ، فجعلوا ادّعاءهم المهدوية الكاذبة طريقا للتأثير على العامة وبسط نفوذهم عليهم.

وممّا يؤكد صحّة مفهوم المهدوية في الإسلام كثيرة هذه الأحاديث من الطرفين مع وجود فارق نسبي في الاعتقاد بالإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف حيث يعتقد الشيعة أنّ الإمام عليه‌السلام ولد عام خمس وخمسين ومائتين في يوم الجمعة النصف من شعبان وهو ابن الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام وأمّة مليكة بنت يشوعاء بن قيصر ملك الروم ، (أمبراطورية الروم هي اليوم دولة إيطاليا) فأمّ

__________________

(١) تفسير القمي : ج ٢ ص ٨٧ ونور الثقلين : ج ٣ ص ٥٠٦.

٢٥٢

المهديّ رومية الأصل وفي المقابل يذهب السنّة أنّه سوف يولد في مستقبل الزمان.

هذا التفاوت في الاعتقاد لم يثن ويضعف عزائم المحدثين في أن يرووا هذا الجمّ الغفير من تلكم النصوص الصريحة في خروج مهديّ آخر الزمان.

وقد يستظهر من كلام البيهقي وهو أحد كبار السنّة موافقته للإمامية في دعواهم ولو لم يتفق معهم لأنكر عليهم في مضامين كلماته التي استدلّ بها على إمكان بقاء الإمام (عج) الشريف ، وطول حياته إلى الآن ، أضف إليه وجود ثلّة من علمائهم الكبار يعتقدون بوجود الإمام (عج) الشريف منذ عام ٢٥٥ هجرية ، ذكرهم العلّامة نجم الدين العسكري في كتابه : (المهدي الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة والإمامية) ، ولا بأس هنا بالتطرّق إلى بعض الأخبار من صحاح القوم للبشارة به (عجل الله فرجه الشريف) منها :

١ ـ صحيح الترمذي ط دلهي ١٣٤٢ صفحة ٤٦ ج ٢ في باب ما جاء في المهدي (عج) الشريف : بسند معنعن : عن زر ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي».

قال الترمذي : وهذا حديث حسن صحيح.

٢ ـ صحيح الترمذي صفحة ٤٦ ج ٢ ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي».

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لا تقوم الساعة حتى يلى رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي».

رواه أحمد بن حنبل ج ١ ص ٣٧٦.

٣ ـ صحيح ابن ماجة في باب خروج المهدي من أبواب الفتن : عن إبراهيم بن محمد الحنفية ، عن أبيه الإمام علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «المهدي من أهل البيت يصلحه الله في ليلة».

ورواه صاحب كنز العمال ج ٦ ص ٣٠. والجامع الصغير : ج ٩٢٤٣ ومنتخب الأثر ص ١٤٩ نقله عن المصادر المعتبرة عند العامة. والمهدي الموعود ج ١ / ٣٢ لنجم الدين العسكري.

٢٥٣

٤ ـ صحيح ابن داود ج ٢ ص ٢٠٨. عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «المهديّ مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يملك سبع سنين».

ورواه الحاكم في المستدرك طبع حيدر الدكن سنة ١٣٣٤ ص ٥٧٧ ج ٤.

وروي في صحيح البخاري الجزء الثاني من كتاب بدء الخلق في باب نزول عيسى بن مريم عليه‌السلام : عن أبي قتادة الأنصاري ، أنّ أبا هريرة قال : قال رسول الله : كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم.

ورواه مسلم في القسم الأول من الجزء الأول من صحيحه ، باب نزول عيسى.

هذه طائفة من مصادر القوم. أمّا ما ورد في مصادرنا فمنها :

١ ـ ما ذكره الشيخ الصدوق (قدس‌سره) في الأمالي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

لمّا عرج بي إلى السماء السابعة ، ومنها إلى سدرة المنتهى ، ومن سدرة المنتهى إلى حجب النور ، ناداني ربّي جلّ جلاله : يا محمد أنت عبدي وأنا ربّك فلى أخضع ، وإياي فاعبد ، وعليّ فتوكل ، وبي فثق ، فإني قد رضيت بك عبدا وحبيبا ورسولا ونبيا ، وبأخيك علي خليفة وبابا فهو حجّة على عبادي وإمام لخلقي ، به يعرف أوليائي من أعدائي ، وبه يميّز حزب الشيطان من حزبي ، وبه يقام ديني وتحفظ حدودي وتنفّذ أحكامي ، وبك وبه وبالأئمة من ولده أرحم عبادي وإمائي ، وبالقائم منكم أعمر أرضي بتسبيحي وتهليلي وتقديسي وتكبيري وتمجيدي ، وبه أطهّر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي ، وبه أجعل كلمة الذين كفروا به السفلى وكلمتي العليا ، وبه أحيي عبادي ، وله أظهر الكنوز والذخائر بمشيتي ، وإياه أظهر على السرائر والضمائر بإرادتي وأمدّه بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري وإعلان ديني ، ذلك وليي حقا ومهديّ عبادي صدقا (١).

٢ ـ ما ورد في دلائل الإمامة عن عبد الله بن مسعود قال :

كنت عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ مرّ فتية من بني هاشم كأنّ وجوههم المصابيح ، فبكى

__________________

(١) منتخب الأثر : ص ١٧٢.

٢٥٤

النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ قلت ما يبكيك يا رسول الله؟

قال : إنّا أهل بيت قد اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وسيصيب أهل بيتي قتل وتطريد وتشريد في البلاد حتى يتيح الله لنا راية تجيء من المشرق من يهزها هزّ ، ومن ياقها يشاق [إشارة إلى راية الخراساني في سنة الظهور] ثم يخرج عليهم رجل من أهل بيتي اسمه كاسمي وخلقه كخلقي تئوب إليه أمتي كما تئوب الطير إلى أوكارها فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.

إلى ما هنالك من نصوص صريحة في شأنه (عج) الشريف فلاحظ بحار الأنوار ج ٥١ ـ ٥٢ ـ ٥٣. ومنتخب الأثر عن مصادر الشيعة. والغيبة للشيخ الطوسي والغيبة للنعماني والمهدي الموعود للعسكري.

هذه هي أهمّ الأدلة على خروج هذه الشخصية العظيمة لتنقذ البشرية ممّا تعانيه من ظلم وجور.

فهذه أدلة تثبت أصل الفكرة وأنّه لا بدّ من مخلّص للبشرية في آخر الزمان ...

أمّا الأدلة التي تثبت وجوده (عج) الشريف فبأمرين :

أحدهما : تواتر النصوص باسمه وشخصه وأنّه من ولد الإمام الحسين عليه‌السلام ومن صلب الإمام الحسن العسكري فإنّ مثل هذه الروايات التي هي فوق حدّ التواتر تدلّ على وجوده وإلّا لم يكن تاسعا من ولد الحسين أو عاشر الأئمة الذين لا تخلو الأرض منهم كما ورد في بعض النصوص ، وهذه الروايات نقلت قبل وجوده وشاعت وكانت محفوظة ومستورة في الجوامع الروائية.

ثانيهما : السيرة القطعية الدالّة على وجوده (عجّل الله فرجه) الشريف بدءا من ولادته إلى تعيينه للسفراء الأربعة الذين عاشوا في أواسط الأمّة مع اعتقادها بالسفراء الأربعة وتعاملها معهم من دون نكير منهم على أحد من السفراء المنصوصين من قبل الإمام (عج) الشريف ممّا يعدّ بمثابة تجربة علميّة لإثبات واقع موضوعي يسلّم بالإمام وولادته (عج) الشريف.

يبقى التساؤل المطروح من قبل جمهور السنة : إنّه كيف يمكن لفرد كهذا البقاء مئات السنين ولم يطرأ عليه أيّ تغير ، وما هي المصلحة في ذلك؟! ولما لا يخلقه الله تعالى في الزمن المناسب لظهوره؟ وللإجابة عن التساؤلات يتركز

٢٥٥

البحث على نقطتين :

الأولى : إمكان بقاء الإنسان ألوفا من السنين.

الثانية : ما هي العلة أو المصلحة في اختفائه طوال هذه الفترة؟!

أما النقطة الأولى :

فيكمن أن يقال : إنّ المهدي (عج) الشريف ليس الوحيد في عالم الخلقة في إطالة عمره فهناك مخلوقات تشاركه ذلك منها :

١ ـ النبات : يذكر علماء النبات أنّ أشجار السّكويا يصل عمر بعضها إلى أكثر من ٥٠٠٠ سنة ، وتعيش هذه الأشجار في ولاية كاليفورنيا الأميركية وفي إحدى ولايات الصّين.

وقد عرض في متحف التاريخ الطبيعي في مدينة كونسينكتوف الجنوبية مقطع عرضي لجزع شجرة السكويا يحتوي على ١٣٣٥ حلقة ممّا يدل على أنّ عمرها كان بمعدل حلقاتها أي ١٣٣٥ عاما.

وفي ولاية كاليفورنيا الأميركية يوجد نوع من الكاج عمّر ٤٦٠٠ سنة.

وفي كاليفورنيا نفسها يوجد أقدم شجرة على وجه الأرض في الوقت الحاضر وقد خمّن عمرها ٦٠٠٠ سنة.

لاحظ دائرة المعارف البريطانية ج ١٤ ص ٣٧٦. ودائرة المعارف الأميركية : ج ١٧ ص ٤٦٣.

٢ ـ الحيوان : من المعروف في علم الحيوان أنّ الأفعى والسلحفاة والسّمك هم من الحيوانات الطويلة العمر.

فيوجد نوع من الأفاعي يعمّر عدّة آلاف من السنين ويعتقد علماء البيئة أنّ بإمكان بعض السلاحف أن يعيش ٣٠٠ سنة.

ويوجد نوع منها يعيش في جزر (كالاباكوش) عمّر ١٧٧ سنة ولها من الوزن ٤٥٠ باون وتصل قشرة ظهرها إلى أربعة أقدام طولا.

دائرة المعارف الأميركية ج ١٧ ص ٤٦٣.

وأمّا الأسماك فهناك نوع منها في جزيرة مدكسكار يعيش أجياله منذ أربعة ملايين سنة.

٢٥٦

٣ ـ الإنسان : إنّ لطول العمر عند الإنسان شواهد كثيرة في العالم ففي الوقت الحاضر الذي يكون فيه معدّل عمر الإنسان في حدود ٧٠ عاما ، هناك عدد لا يحصى من الناس يعيش وقد تخطّى القرن الثاني من عمره. من هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر :

١ ـ العالم الربّاني العلّامة محمد علي الأراكي «قدّس سره» ناهز ١٠٩ سنوات.

٢ ـ رجل من زنجبار تجاوز عمره (٢٠٠) سنة لاحظ تفسير الطنطاوي ج ١٧ ص ٢٣١.

٣ ـ تماس بار من لندن توفي وعمره ٢٠٧ سنوات.

٤ ـ والدة جدّة زوجتي عاشت ١٢٠ عاما من قرية عرمتى جبل عامل.

٥ ـ جاء في جريدة السفير التي صدرت يوم الثلاثاء ٢٣ نيسان ١٩٩٦ م العدد ٧٣٧٠ أنّ عميدة البريطانيين TTOCS YNNA ـ آنى سكوت ـ توفيت عن عمر ١١٣ عاما وعند ما سئل ابنها طوم عن سبب ذلك أجاب بأنّ أمّة التي كانت تعيش في مدينة تورسو شمالي اسكوتلندا التي توفيت عن ذلك العمر كانت تمتنع عن التدخين ومعاقرة الخمر وكانت تفضّل الخضار والسّلطة على اللحم وسائر الأشياء وكانت أمّها أيضا قد توفيت عن عمر ١٠٣ سنوات وقد ترمّلت آني سكوت في العام ١٩٣٧ م.

هذه أسماء نبذة ممّن عمّر في قرننا الحاضر أما في العهود السابقة فهم من الكثرة ما يمنع من ذكر أسمائهم ولكن نحيل القارئ إلى الكتب التي تناولت تفاصيلهم منها :

١ ـ كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق المتوفى سنة ٣٨١ للهجرة.

٢ ـ الفصول الأربعة للشيخ المفيد ت ٤١٣ ه‍.

٣ ـ كنز الفوائد للكراجكي ت ٤٤٩ ه‍.

٤ ـ الغيبة للشيخ الطوسي ت ٤٦٠ ه‍.

٥ ـ المهدي الموعود عند علماء الشيعة والسنّة ج ٢ ص ٣٣٨.

٦ ـ البرهان على وجود صاحب الزمان للسيد محسن الأمين.

٢٥٧

٧ ـ إلزام الناصب ج ١ ص ٢٧.

٨ ـ منتخب الأثر للشيخ الصافي ص ٢٧٤.

٩ ـ بحار الأنوار للشيخ محمّد باقر المجلسي.

١٠ ـ يوم الخلاص للشيخ كامل سليمان.

فإذا ثبت أنّ بعضا من هذه العوالم الثلاثة قادر على العيش مئات السنين بفعل العوامل المساعدة لطول العمر يثبت ذلك أيضا بطريق أولى للإمام (عج) الشريف الذي وجوده أهمّ من وجود الكائنات قاطبة.

وقد صرّحت البحوث العلمية والطبية أنّ بإمكان الإنسان أن يبقى حيّا ألوفا من السنين إذا لم تعرض عليه عوارض تصرم حبل حياته ، وقالوا : إنّ الموت ينتج من علل وأسباب إذا أمكن التغلّب عليها بعد تشخيصها فسيؤدّي ذلك إلى إطالة العمر ، وأهم سبب للموت هو المرض لذا قالوا : إنّ الموت ينشأ من المرض لا من الشيخوخة ، والأمراض تنشأ من أسباب اختيارية وأخرى قهرية فالأولى : تقع تحت اختيار المرء فهو متمكن من إزالتها وذلك مثل الإفراط في الأكل والشرب وعدم التنظيم الصحيح في الأعمال والقوى والغرائز ممّا يوجب الاختلال في المزاج ، وكذا الاختلال في المعتقدات يوجب اختلالا في القوى الروحيّة والنفسيّة مما ينعكس على البدن سلبا أو إيجابا.

والثانية : لا تقع تحت اختيار المرء بل هي نتيجة فعل آبائه وأمهاته كجهلهم بقواعد حفظ الصحة وعدم رعايتهم لها ، حيث إن لسلامة مزاج الوالدين دخلا عظيما في اعتدال مزاج طفلهما وهكذا رعاية الوالدين لآداب النكاح وقواعده وحفظ البيئة تأثير عظيم على إطالة العمر.

يقول الدكتور (كيلورد هاورز) الأمريكي : استطاع الطبّ أن يرفع القيود والحدد المانعة من طول عمر الإنسان بمساعدة علم التغذية ، ونستطيع في هذا اليوم أن نكون آملين بعمر طويل خلافا لما كان عليه آباؤنا وأجدادنا.

وورد عن المؤتمر العالمي لعلوم القضاء المعقود سنة ١٩٥٦ م : «إنّ في المستقبل سيتمّ إنتاج الماكنات الدافعة الفوتينية وستصبح سرعة الصواريخ قريبة من سرعة الضوء ، وعلى ذلك سيكون زمان فعاليّة الخلايا والعضلات ببدن رائد الفضاء أقل سرعة بكثير من فعاليتها وهي على الأرض ، وبالتالي سيكون عمر روّاد

٢٥٨

الفضاء طويلا جدّا».

هذا ويقوم العلم الحديث بدراسة عوامل الشيخوخة ، وعلى ضوئه يمكن تجنّب تلك العوامل ممّا قد يؤدّي إلى دوام الشباب والنشاط ولو بشكل نسبيّ ، ويظهر من بعض الكشوفات الطبيعية أنّ بعض المخلوقات جعلها الله عزوجل تعيش حالة القوة طوال عمرها ولا تعرف معنى لحالة الشيخوخة ولا تموت إلّا بحادث تخريبي أو مرض مميت ومن أمثلة ذلك : الحلزون الذي يعيش النموّ والرشد ما دام في الحياة ، وكذلك أنثى سمكة (السوليس) فإنّ آثار الشيخوخة لا تظهر عليها أبدا وتعيش حالة القوة والنشاط.

عوامل الشيخوخة :

تقوم حاليا دراسات جادة حول موضوع الشيخوخة والعوامل التي تسببها فإذا انتفت تلك العوامل أمكن البقاء بحيوية ونشاط وشباب.

كتب الدكتور (كيلورد هوارز) في كتابه جواز سفر نحو حياة جديدة : عدة نظريات طرحها علماء عدّة من بلدان شتّى حول تشخيص علل الشيخوخة وطرق علاجها فقال : «أعتقد أنّ الشيخوخة تبدأ من كيفية التغذية ، وقد ثبت بالأدلة أنّ طول عمر الإنسان يرتبط بالتغذية الجيّدة أو بغذاء كامل».

وذكر علماء الطبّ أن عوامل الشيخوخة ما يلي :

١ ـ الأمراض المزمنة كأمراض المعدة وسوء التغذية.

٢ ـ الحالات النفسيّة والانفعالات التي تقضي على نشاط الإنسان وارتياحه ، وتقضي على الخلايا الحيّة في بدن الإنسان.

٣ ـ العوالم الخارجية كالبيئة الملوّثة والمياه الوسخة والهواء غير النظيف والبرودة والحرارة الزائدتين عن معدلهما.

أمّا كيف تحدث الشيخوخة ، فقد أجابوا على ذلك بما يلي :

١ ـ أنها تحدث نتيجة التغيّرات الحاصلة في المواد الجينيّة للخلايا حيث تفقد كريات (A.N.D) قدرتها على إيصال الأوامر إلى الخلايا بمرور الزمان فتكون حالة الشيخوخة.

٢ ـ ترسّب مواد مع زيادة عمر الإنسان كمادّة الليبوفثين في خلايا البدن ، وبسبب عدم خروجها منها تحصل حالة الشيخوخة.

٢٥٩

٣ ـ حصول تشعشعات واختلالات في نواة الخلايا الحيّة تؤدّي إلى حالة الشيخوخة.

هذه أهم عوامل الشيخوخة ، وفي المقابل هناك محاولة لمعالجة الشيخوخة باتباع نظام غذائي كامل خال من الكيماويات والمواد المركبة الصناعيّة التي تفتك بالخلايا ، والتركيز على فيتامين ٦B وحامض التوكلئيك وحامض البانتونسيك ، وسئل بعض المعمّرين عن نظام غذائه اليومي فأجاب :

انّه يشرب يوميا كوبا من ماء البصل مع بيضة طازجة.

وقد أثبت الطبّ أنّ البصل يفيد في تقوية الخلايا المضادة لمحاربة داء السرطان.

وسئل بعض الأبطال حينما جعل ساعده تحت دولاب سيّارة عن نظام غذائه فأجاب أيضا :

أنّه يأكل البصل والبندورة أي الطماطم يوميّا.

إذن فعامل الغذاء يلعب دورا في تقوية البنية وبقاء الشباب بحيوية ونشاط.

لذا ذكر بعض الأطباء أن عوامل الموت :

١ ـ التسمّم الذاتي.

٢ ـ نقص الفيتامينات في الجسد ممّا يسبّب اضطرابا في الخلايا.

٣ ـ تصلّب الشرايين.

ويعتقد علماء البيئة أن الموت لا يرتبط بطول العمر أو الكبر بل هو نوع من الأمراض يمكن التغلّب عليه برعاية قوانين الصحة.

قد يقال : كيف يمكن للإنسان أن يطيل عمره وذلك مرتبط بيده عزوجل ، وهل الأعمار إلّا بيد من وهب الأعمار؟

والجواب : إنّ لكل إنسان أجلين ، أجل محتوم لا يمكن تخطّيه حتى ولو كان في أعلى درجات الصحّة والقوة ، وأجل غير محتوم يمكن تخطّيه بالاحتراز عن العوارض المسبّبة للمرض أو القتل.

وهناك أسباب تؤدّي في أكثر الأحيان لإطالة العمر هي :

١ ـ الهدوء النفسي والاطمئنان الروحي بالتزام أوامر الدين الحنيف العباديّة

٢٦٠