الفوائد البهيّة في شرح عقائد الإماميّة - ج ١

الشيخ محمّد جميل حمّود

الفوائد البهيّة في شرح عقائد الإماميّة - ج ١

المؤلف:

الشيخ محمّد جميل حمّود


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
الطبعة: ٢
الصفحات: ٥٦٧
الجزء ١ الجزء ٢

وقوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت / ٤١ ـ ٤٣).

ومن السنّة المطهّرة ما ورد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال : «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا». ووجه الاستدلال بالحديث أن المسلمين جميعا تمسكوا بالثقل الأول وهو القرآن وتركوا الثقل الآخر وهم عترة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولم يتمسك بهما إلّا من امتحن الله قلبه بالإيمان وهم الشيعة الإمامية.

مضافا إلى أن الروايات الدالّة على عرض الأخبار على الكتاب فما وافقه يؤخذ به وما خالفه يضرب به عرض الجدار.

ومن أراد المزيد فليراجع المصادر التفسيرية وغيرها.

* * *

٥٤١

الباب الثّامن عشر

طريقة إثبات الإسلام والشرائع السابقة

قال المصنف (قدس‌سره) :

لو خاصمنا أحد في صحة الدين الإسلامي ، نستطيع أن نخصمه بإثبات المعجزة الخالدة له ، وهي القرآن الكريم على ما تقدم من وجه إعجازه ، وكذلك هو طريقنا لإقناع نفوسنا عند ابتداء الشك والتساؤل اللّذين لا بدّ أن يمرا على الإنسان الحر في تفكيره عند تكوين عقيدته أو تثبيتها.

* * *

هناك طريقان لإثبات صحة الدين الإسلامي ، لم يتطرّق المصنّف إلّا للأول منهما هما :

الأول : المعجزة القرآنية التي فضّل بها محمّدا على جميع الأنبياء والمرسلين ، لما يحويه هذا السفر الجليل من تشريعات ودساتير ومعارف يعجز البشر عن الإتيان بمثلها ، مما يثبت صحة مضمونه وما يدعو إليه.

الثاني : تواتر المعجزات على يد نبي الرحمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والتي رواها المؤرخون والمحدّثون في جوامعهم وهذه المعجزات وإن كثرت إلّا أنها ليست بمعاجز باقية على مرّ السنين والأزمنة كالقرآن الكريم حيث يبقى معجزة خالدة إلى يوم القيامة ، فالمعاجز التي صدرت من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تشارك معجزات الأنبياء الماضين من ناحية أنها ليست باقية على مرّ السنين والدهور، إضافة إلى إخباره عن الغيوب في مواضع كثيرة منها :

أنه أخبر عائشة أن كلاب الحوأب ستنبحها عند ما تخرج لقتال أمير المؤمنين عليه‌السلام يوم الجمل ، وأخبر عمّار بن ياسر أنّ الفئة الباغية تقتله ، وإخباره أمير

٥٤٢

المؤمنين عليه‌السلام أنه يحارب الناكثين والقاسطين والمارقين إلى غير ذلك من المغيبات التي يتطلب ذكرها تصنيف كتاب مستقل بشأنها ، لذا نحيل القارئ على المصادر التاريخية الموثوقة (١).

* * *

__________________

(١) إعلام الورى للطبرسي : ص ٤٢ ط. دار المعرفة ـ منتهى الآمال للقمي : ج ١ ص ١٠٤ ط. قم وبحار الأنوار : ج ١٧ ص ٢٢٥ ـ ٣٤٦ ط. دار الوفاء.

٥٤٣

قال المصنّف :

أما الشرائع السابقة كاليهودية والنصرانية ، فنحن قبل التصديق بالقرآن الكريم ، أو عند تجريد أنفسنا من العقيدة الإسلامية لا حجة لنا لإقناع نفوسنا بصحتها ، ولا لإقناع المشكّك المتسائل ، إذ لا معجزة باقية لها كالكتاب العزيز ، وما ينقله أتباعها من الخوارق والمعاجز للأنبياء السابقين فهم متهمون في نقلهم لها أو حكمهم عليها ، وليس في الكتب الموجودة بين أيدينا المنسوبة إلى الأنبياء (كالتوراة والإنجيل) ما يصلح أن يكون معجزة خالدة تصحّ أن تكون حجة قاطعة ودليلا مقنعا في نفسها قبل تصديق الإسلام لها.

وإنما صح لنا ـ نحن المسلمين ـ أن نقرّ ونصدّق بنبوة أهل الشرائع السابقة ، فلأنا بعد تصديقنا بالدين الإسلامي كان علينا أن نصدّق بكل ما جاء به وصدّقه ، ومن جملة ما جاء به وصدّقه نبوة جملة من الأنبياء السابقين على نحو ما مرّ ذكره.

وعلى هذا ، فالمسلم في غنى عن البحث والفحص عن صحة الشريعة النصرانية وما قبلها من الشرائع السابقة بعد اعتناقه الإسلام لأنّ التصديق به تصديق بها ، والإيمان به إيمان بالرسل السابقين والأنبياء المتقدمين ، فلا يجب على المسلم أن يبحث عنها ويفحص عن صدق معجزات أنبيائها ، لأنّ المفروض أنه مسلم قد آمن بها بإيمانه بالإسلام ... وكفى.

نعم لو بحث الشخص عن صحة الدين الإسلامي فلم تثبت له صحته ، وجب عليه عقلا ـ بمقتضى وجوب المعرفة والنظر ـ أن يبحث عن صحة دين النصرانية ، لأنه هو آخر الأديان السابقة على الإسلام ، فإن فحص ولم يحصل له اليقين به أيضا وجب عليه أن ينتقل فيفحص عن آخر الأديان السابقة عليه ، وهو دين اليهودية حسب الفرض ، وهكذا ينتقل في الفحص حتى يتم له اليقين بصحة دين من الأديان أو يرفضها جميعا.

وعلى العكس فيمن نشأ على اليهودية أو النصرانية ، فإنّ اليهودي لا يغنيه اعتقاده بدينه عن البحث عن صحة النصرانية والدين الإسلامي ، بل يجب عليه النظر والمعرفة بمقتضى حكم العقل ، وكذلك النصراني ليس له أن

٥٤٤

يكتفي بإيمانه بالمسيح عليه‌السلام ، بل يجب أن يبحث ويفحص عن الإسلام وصحته ، ولا يعذر في القناعة بدينه من دون بحث وفحص ، لأنّ اليهودية وكذا النصرانية لا تنفي وجود شريعة لاحقة لها ناسخة لأحكامها ، ولم يقل موسى ولا المسيح عليهما‌السلام أنه لا نبي بعدي.

* * *

أقول : بل على العكس من ذلك ، فقد وردت البشارات من الأنبياء الماضين في حق نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأوصافه ، وهذه البشارات كانت واضحة بحيث لا مجال لإنكار نبوته كما نص على ذلك القرآن الكريم بقوله : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (البقرة / ١٤٧).

وصرّح بأن موسى وعيسى عليهما‌السلام بشّرا بالنبي محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث قال تعالى : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الأعراف / ١٥٨).

وقال أيضا حكاية عن عيسى عليه‌السلام :

(وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) (الصف / ٧).

«وقد آمن كثير من اليهود والنصارى بنوبته في زمن حياته وبعد مماته ، وهذا يدلنا دلالة قطعية على وجود هذه البشارة في الكتابين المذكورين في زمان دعوته ، ولو لم تكن هذه البشارة مذكورة فيهما لكان ذلك دليلا كافيا لليهود والنصارى على تكذيب القرآن في دعواه ، وتكذيب النبي في دعوته ، ولأنكروا عليه أشدّ الإنكار ، فيكون إسلام الكثير منهم في عصر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبعد مماته وتصديقهم دعوته دليلا قطعيا على وجود هذه البشارة في ذلك العصر ، وعلى هذا فإنّ الإيمان بموسى وعيسى عليهما‌السلام يستلزم الإيمان بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من غير حاجة إلى

٥٤٥

وجود معجزة تدلّ على صدقه ، نعم يحتاج إلى ذلك بالنسبة إلى الأمم الأخرى التي لم تؤمن بموسى وعيسى وبكتابيهما ، والقرآن المجيد وهو المعجزة الباقية والحجة الإلهية على صدق النبي الأكرم ، وصحة دعواه وأنّ غير القرآن من معجزاته الكثيرة المنقولة بالتواتر الإجمالي أولى بالتصديق من معجزات سائر الأنبياء المتقدمين» (١).

وفي التوراة والإنجيل المحرّفين مواضع يمكن استظهار البشارة منها على نبينا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نذكر بعضا منها :

١ ـ أنا أعمّدكم بماء للتوبة ، ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني الذي لست أهلا أن أحمل حذاءه ، هو سيعمّدكم بالروح القدس ...» (٢).

٢ ـ ورد في إنجيل القديس «برنابا» (٣) :

فقال حينئذ الكاهن : ما ذا يسمّى مسيّا وما هي الدلالة التي تخبر عن مجيئه؟

أجاب يسوع : إنّ اسم مسيّا عجيب لأن الله نفسه سمّاه لمّا خلق نفسه ووضعها في بهاء سماوي ، قال الله اصبر يا «محمد» لأني لأجلك أريد أن أخلق الجنّة والعالم وجمّا غفيرا من الخلائق التي أهبها لك حتى أنّ من يباركك يكون مباركا ومن يلعنك يكون ملعونا ، ومتى أرسلتك إلى العالم أجعلك رسولي للخلاص وتكون كلمتك صادقة حتى أنّ السماء والأرض تهنان ولكن إيمانك لا يهن أبدا ، إنّ اسمه المبارك «محمد» ، حينئذ رفع الجمهور أصواتهم قائلين : يا الله أرسل لنا رسولك ، يا محمد تعال سريعا لخلاص العالم».

٣ ـ جاء في التوراة سفر التثنية الإصحاح ٣٣ / ١ ـ ٢ :

«جاء الرب من سيناء وأشرف لهم من ساعير وتلألأ من جبل فاران وأتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم».

فساعير هي بير سبع في سيناء.

وفاران هي مكة وبطاحها.

__________________

(١) البيان : ١١٩.

(٢) إنجيل متى الإصحاح ٣ / ١٢ وإنجيل لوقا الإصحاح : ٣ / ١٥ ـ ١٦ ـ ١٧.

(٣) إنجيل «برنابا» حرّر وترجم عن مخطوطة في المكتبة الملوكية في «فيينا» وترجمه عن الإنكليزية إلى العربية الدكتور جورج سعادة والنص في ص ١٤٩ منه.

٥٤٦

٤ ـ سفر حبقوق الإصحاح ٣ / ٣ ـ ٤ ـ ٥ ـ ٦ :

«الله جاء من تيمان ، والقدوس من جبل فاران جلاله غطّى السماوات وله من يده شعاع ، نظر فرجف الأمم ودكّت الجبال الدهرية وخسفت آكام القدم».

٥ ـ سفر التثنية الإصحاح ١٨ / ١٨ ـ ١٩ ـ ٢٠ :

«أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك واجعل كلامي في فمه» (١).

هذه الكلمات لا يمكن أن تجد موصوفها وضالّتها إلّا في النبي محمد لأنها كلمات خاطب الله بها موسى متحدثا عن المستقبل ، فالضمير في «لهم» و «إخوتهم» يعود إلى بني إسرائيل وقيام النبي سيكون من إخوتهم وليس منهم ، وهذا يعني استبعاد أن يكون المسيح هو المقصود لأنه منهم (من بني إسرائيل) وليس من إخوتهم ، كما يعني أن النبي المبشر به سوف يكون نبي شريعة مثل موسى.

وهذا يستبعد فكرة احتمال أن يكون المقصود هو المجيء الثاني للمسيح الذي ينتظره المسيحيون لأنه ـ كما يعتقدون ـ لن يأتي قاضيا وحاكما ، في حين أنّ النبي المبشّر به سوف يأتي قاضيا وحاكما «وعن يمينه نار شريعة لهم».

والمجيء هو من «فاران» وليس من القدس أو سواها ، وقد تكرّر التأكيد على أنّ «ساعير وفاران» هما مصدر الإشعاع النبوي (٢).

٦ ـ سفر التكوين الإصحاح ١٩ / ٩ ـ ١٠ ـ ١١ :

«يهوذا «جرو» أسد جثا وربض كأسد وكلبوة لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي «شيلون» وله يكون خضوع الشعوب».

فيهوذا هو جرو الأسد الرابض لن يزول مجده ، ولن تتجمّد شريعته حتى يأتي شيلون وتخضع له كل الشعوب.

قد تقول من هو «شيلون»؟ وما معنى هذه الكلمة؟ وهل تحققت نبوة التكوين؟

في الإصحاح الأول من صموئيل الآية ٣ وردت هذه الكلمة ولكن بصيغة ومعنى مختلفين ، والدلالة في صموئيل دلالة مكانية ، بينما في التكوين تدل على شخص معين.

__________________

(١) لاحظ ما ذكره العلّامة البلاغي في كتابه القيّم الرحلة المدرسية : ج ١ ص ٧٤.

(٢) لاحظ القرآن والمسيحية في الميزان : ص ٣٩٥ الأستاذ أحمد عمران.

٥٤٧

فشيلون كما فسّرها البروفسور عبد الأحد داود هي كلمة عبرية تعني المرسل أو النبي أو الرسول (١) ٧ ـ إنجيل يوحنا الإصحاح ١٥ / ٢٦ :

«ومتى جاء المعزّي الذي سأرسله أنا إليكم من الأب ، روح الحق الذي من عند الأب ينبثق فهو يشهد لي وتشهدون أنتم أيضا لأنكم معي من الابتداء».

٨ ـ إنجيل يوحنا ١٤ / ٢٦ :

«وأما المعزّي الروح القدس الذي سيرسله الأب باسمي فهو يعلّمكم كلّ شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم».

٩ ـ إنجيل يوحنا ١٦ / ٧ :

«لكني أقول لكم ، الحق إنه خير لكم أن أنطلق ، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزّي ، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم».

١٠ ـ إنجيل يوحنا ١٦ / ١٣ :

«وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية ، ذاك يمجّدني لأنه يأخذ مالي ويخبركم كل ما للأب هو لي ...».

وما ورد في هذه النصوص بلفظ «المعزّي» هي ترجمة لكلمة «فارقليط» التي وردت في إنجيل يوحنا قبل الترجمة ٣ مرات كما ذكرنا آنفا في الأرقام ٧ ـ ٨ ـ ٩.

فبارقليط معناها المعزّي أو الشفيع ، ويشهد له ما ورد في إنجيل يوحنا إصحاح ١٤ / ١٦ :

«وأنا أطلب من الأب فيعطيكم معزّيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه».

«وقد كانت كلمة بارقليط رائجة بين اليهود الهللينيين من القرن الأول بمعنى الشفيع والنصير. وقد أعلن عيسى بأنّ الأب والابن سيرسلان الروح ، وستكون مهمته الخاصة أن يقوم مقام الابن الذي كان له دور المنقذ طيلة حياته الفانية في صالح تلاميذه. وسيأتي الروح ويتصرف كتابع للمسيح وبصفته بارقليط أو الشفيع

__________________

(١) نفس المصدر : ص ٣٩٧.

٥٤٨

القادر على كل شيء» (١).

وقد نقل الكاتب موريس بوكاي لفظ «بارقليط» أربع مرات عن إنجيل يوحنا الوارد عن النص الأصلي اليوناني ، لا سيما وأنّ الإنجيلي يوحنا ـ كما يقول موريس ـ لم يكتب بغير اللغة اليونانية والنص المعتمد ـ أي الذي اعتمده موريس ـ هو نص العهد الجديد اليوناني (٢).

وقد وردت كلمة «بارقليط» في المتن السرياني المأخوذ من الأصل اليوناني ، فحل محل كلمة «بارقليط» كلمة «مسلّي» وأما في المتن اليوناني فقد جاء «پيركلتوس» وهو بمعنى الشخص «الممتدح» وهي مرادفة لكلمة «محمّد أو أحمد».

وهكذا لما شعر القيّمون على الكنيسة بخطورة بقاء كلمة «بارقليط» في الإنجيل بدلوها إلى كلمة «پاراقليطوس» التي هي بمعنى «صاحب التسلية» ومن ثم ترجموها إلى «المبشّر» أو «المسلّي» (٣).

وهنا أنقل ما ورد في دائرة المعارف الفرنسية المترجمة ما قالته بشأن «فارقليط» (محمد مؤسس دين الإسلام ورسول الله وخاتم الأنبياء ، أن معنى كلمة محمد تعني المحمود كثيرا وهي مشتقة من الحمد والتي هي بمعنى التجليل والتمجيد ، وتشاء الصدفة العجيبة أن يذكر له اسم آخر من نفس الأصل «الحمد» ترادف لفظ «محمد» يعني «أحمد» ويحتمل احتمالا قويّا أن مسيحيّي الحجاز كانوا يطلقون لفظ «أحمد» بدلا عن «فارقليطا».

و «أحمد» يعني الممدوح والمجلّل كثيرا وهو ترجمة لفظ : (پيركلتوس) والذي وضع بديلا عنه لفظ (پاراكلتوس) اشتباها ، ولهذا فإن الكتّاب المسلمين المتلزمين قد أشاروا مرارا إلى أن المراد من هذا اللفظ هو البشارة بظهور نبي الإسلام ، وقد أشار القرآن الكريم أيضا بوضوح إلى هذا الموضوع كما في قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ

__________________

(١) التوراة والإنجيل والقرآن : ١٠١ للكاتب الفرنسي موريس بوكاي.

(٢) نفس المصدر : ١٠١.

(٣) لاحظ ما ذكره البلاغي في الرحلة المدرسية : ج ٢ ص ٣٢ وصيانة القرآن لهادي معرفة : ص ٩٨.

٥٤٩

التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) (الصف / ٧).

وخلاصة الحديث أن المقصود ب (فارقليطا) ليس روح القدس أو المسلّي ، بل هو معادل لمفهوم «أحمد» (١).

وأود أن أذكر شهادة الأسقف الأعظم المعاصر للقسيس المستبصر فخر الإسلام قال:

كنت عند الأسقف الأعظم بواتيكان ـ وكان يحبني ويقرّبني إليه ـ فسألته عن تفسير كلمة «فارقليطا» في السريانية و «پير كلوطوس» في اليونانية ما هو المراد الحقيقي منها؟ وكان قد جرى بيني وبين سائر التلامذة حديث ومشاجرة في تفسيرها ، ومن ثم حاولت فهم معناها الصحيح من الأب الأعظم «البابا».

فأشفق عليّ الأسقف ولاطفني وأخذته العبرة فقال يا بني يصعب عليّ مخادعتك ، ولكن لو بحت بسرّي هلكت! فحلفت له الإيمان المغلّظة ، أن لا أبوح بسرّه ما دام على قيد الحياة.

فأعطاني مفتاح غرفة كان قد خصّصها لنفسه ، وكنت قد ظننت أنّ بها أمواله ونقوده التي تعلّق بها ، وأذن لي في فتح صندوق فيه كتب عتيقة ، منها نسختان من الكتاب المقدّس على ورق الجلد ، إحداهما سريانية والأخرى يونانية ، وكان تاريخ كتابتهما يعود إلى ما قبل الإسلام ، وكانت ترجمة اللفظة فيهما «أحمد» و «محمد» صريحا (٢).

ويقول الأستاذ عبد الوهاب النجّار :

كنت في سنة ١٨٩٣ ـ ١٨٩٤ طالبا بدار العلوم ، وكان يجلس بجانبي ـ في درس اللغة العربية ـ العلّامة الكبير الدكتور «كارلونلينو» المستشرق التلياني ، وكان يحضر درس اللغة العربية بتوصية من الحكومة الإيطالية ، فانعقدت أواصر الصحبة بيني وبينه ، فاتفق ليلة السابع والعشرين من شهر رجب عام (١٣١١) هجري ، وهي ليلة المعراج ، والشوارع والدار بين مزيّنة والناس في سرور ، وجرى حديث بيننا في المناسبة ، وقلت له في أثناء لكلام وأنا أعلم أنه يحمل شهادة الدكتوراه

__________________

(١) تفسير الأمثل : ج ١٨ ص ٢٧١ نقلا عن دائرة المعارف الفرنسية : ج ٢٣ ص ٤١٧٦.

(٢) تفصيل القضية في أنيس الأعلام : ج ١ ص ٨ ـ ٢٠.

٥٥٠

في آداب اليهود اليونانية القديمة ـ ما معنى «پير كلوطوس»؟

فأجابني : إن القسس يقولون : إن هذه الكلمة معناها «المعزّي» قلت له : إني أسأل الدكتور «كارلونلينو» الدكتوراه في اللغة اليونانية القديمة ، ولست أسأل قسّيسا! فقال : إن معناها : «الذي له حمد كثير» فقلت له : هل ذلك يوافق أفعل التفضيل من «حمد»؟ فقال : نعم. فقلت : إنّ رسول الله من أسمائه «أحمد» فقال : يا أخي أنت تحفظ كثيرا ، ثم افترقنا ، وقد ازددت بذلك تثبتا في معنى قوله تعالى حكاية عن المسيح : (وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) (١).

* * *

__________________

(١) بهامش تاريخ الأنبياء للنجّار : ص ٣٩٧ برقم ٢.

٥٥١

قال المصنف :

فكيف يجوز لهؤلاء النصارى واليهود أن يطمئنوا إلى عقيدتهم ويركنوا إلى دينهم ، قبل أن يفحصوا عن صحة الشريعة اللاحقة لشريعتهم كالشريعة النصرانية بالنسبة لليهود ، والشريعة الإسلامية بالنسبة إلى اليهود والنصارى. بل يجب بحسب نظرة العقول أن يفصحوا عن صحة هذه الدعوى اللاحقة ، فإن ثبتت لهم صحتها انتقلوا في دينهم إليها ، وإلّا صح لهم في شريعة العقل حينئذ البقاء على دينهم القديم والركون إليه.

أما المسلم ـ كما قلنا ـ فإنه إذا اعتقد بالإسلام لا يجب عليه الفحص لا عن الأديان السابقة على دينه ولا عن اللاحقة التي تدّعى.

أما السابقة فلأن المفروض أنه مصدّق بها فلما ذا يطلب الدليل عليها؟ وإنما فقط قد حكم له بأنها منسوخة بشريعته الإسلامية ، فلا يجب عليه العمل بأحكامها ولا بكتبها. وأما اللاحقة فلأن نبي الإسلام محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «لا نبي بعدي» وهو الصادق الأمين كما هو مفروض (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى (٤)) فلما ذا يطلب الدليل على صحة دعوى النبوة المتأخرة إن ادعاها داع؟

* * *

نعم على المسلم ـ بعد تباعد الزمان عن صاحب الرسالة واختلاف المذاهب والآراء وتشعب الفرق والنحل ـ أن يسلك الطريق الذي يثق فيه أنه يوصله إلى معرفة الأحكام المنزلة على حمد صاحب الرسالة ، لأنّ المسلم مكلّف بالعمل بجميع الأحكام المنزلة في الشريعة كما أنزلت ، والمسلمون مختلفون والطوائف متفرقة.

فلا الصلاة واحدة ، ولا العبادات متفقة ، ولا الأعمال في جميع المعاملات على وتيرة واحدة! ... فما ذا يصنع؟ بأية طريقة من الصلاة ـ إذن ـ يصلي؟ وبأية شاكلة من الآراء يعمل في عباداته ومعاملاته ، كالنكاح والطلاق والميراث والبيع والشراء وإقامة الحدود والديات وما إلى ذلك؟

ولا يجوز له أن يقلد الآباء ، ويستكين إلى ما عليه أهله وأصحابه بل لا

٥٥٢

بد أن يتيقن بينه وبين نفسه وبينه وبين الله تعالى. فإنه لا مجاملة هنا ولا مداهنة ولا تحيّز ولا تعصّب. نعم لا بد أن يتيقن بأنه قد أخذ بأمثل الطرق التي يعتقد فيها بفراغ ذمّته بينه وبين الله من التكاليف المفروضة عليه منه تعالى ، ويعتقد أنه لا عقاب عليه ولا عتاب منه تعالى باتباعها وأخذ الأحكام منها ولا يجوز أن تأخذه في الله لومة لائم (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً). وأول ما يقع التساؤل فيما بينه وبين نفسه أنه هل يأخذ بطريقة آل البيت ، أو يأخذ بطريقة غيرهم. وإذا أخذ بطريقة آل البيت فهل الطريقة الصحيحة طريقة الإمامية الاثني عشرية أو طريقة من سواهم من الفرق الأخرى؟ ... ثم إذا أخذ بطريقة أهل السنة فمن يقلد المذاهب الأربعة أو من غيرهم من المذاهب المندرسة؟ ... هكذا يقع التساؤل لمن أعطى الحرية في التفكير والاختيار حتى يلتجئ من الحق إلى ركن وثيق.

ولأجل هذا وجب علينا ـ بعد هذا ـ أن نبحث عن الإمامة ، وأن نبحث عمّا يتبعها في عقيدة الإمامية الاثني عشرية.

* * *

أقول : ذكر المصنّف (قدس‌سره) هنا أن على المكلّف الرجوع إلى طريقة أهل البيتصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنّ الرجوع إليهم في الأحكام هو الرجوع إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنّ علمهم علمهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومعارفهم معارفه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والمصنف ذكر لزوم الرجوع إليهم في أخذ الأحكام من باب المماشاة والحدّ الأقل من الرجوع إليهم لأن العامة يأخذون بأخبار كل الفرق إلا أخبار الإمامية ، حيث لا يرجعون في القضاء والفتاوى إلى جوامع أحاديثنا ، مع أنّ أصولنا أصح سندا وأتقن متنا ، إذ كلها صادرة من أهل البيت الذين طهّرهم الله وأذهب عنهم الرجس بنص آية التطهير والأحاديث الصادرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلا حجة حينئذ لهم عن الإعراض عن جوامع أحاديثنا بل الحجة عليهم.

٥٥٣

المحتویات

فاتحة الكتاب.................................................................... ٥

الإهداء......................................................................... ٧

تقريظ الفقيه آية العظمى الشهيد الميرزا الشيخ علي الغروي قدّس سره.................... ٩

مقدمة المصنف المظفر (قدس سره) في الاجتهاد والتقليد

البحث الأول : عقيدتنا في النظر والمعرفة........................................... ٢١

وفيه نقاط :

النقظة الأولى : المراد من النظر والمعرفة............................................. ٢١

وهنا أمور :

الأمر الأول : هل النظر يفيد العلم؟.............................................. ٢٤

الأمر الثاني : السبب الموجب لحصول العلم بالنتيجة................................ ٢٦

الأمر الثالث : هل يكفي النظر في حصول المعارف؟................................ ٢٧

النقض علي من قال : أن النظر غيركاف في حصول المعارف...................... ٢٧

الأمر الرابع : شروط النظر....................................................... ٢٨

الأمر الخامس : رتية النظر....................................................... ٢٨

تنبيهات :

التنبيه الأول : في الفرق بين المعرفة والعلم....................................... ٢٩

التنبيه الثاني : الغاية من المعرفة................................................ ٣١

التنبيه الثالث : أنواع المحرفة................................................... ٣٢

المعرفة الحصولية والتشكيك بها ونقضه.......................................... ٣٣

ماهية المعرفة الحضورية........................................................ ٣٤

النقطة الثانية : وفيها أمور

الأمر الأول : ماهية العقل....................................................... ٣٦

هل يمكن الإكتفاء بالعقل عن الرسل والأولياء؟.................................. ٤٠

الأمر الثاني : فضل العقل وذم الجهل.............................................. ٤٠

٥٥٤

إشكال وحل................................................................ ٤٣

الأمر الثالث : علامات العقل وجنوده............................................. ٤٥

النقطة الثالثة : معرفته تعالى بالعقل................................................ ٥٢

ما معنى أن العقل حجة باطنية؟............................................... ٥٣

استقلال العقل بوجوب معرفة الله تعالى......................................... ٥٥

نسف ما إدعاه الأشاعرة من أن معرفته تعالى سمعية............................... ٥٦

الآيات الدالة على وجوب المعرفة.............................................. ٥٧

النقطة الرابعة : هل يصح التقليد في أصول الدين؟.................................. ٥٨

معنى التقليد لغة وإصطلاحاً................................................... ٥٩

المحاذير المترتبة على وجوب الاجتهاد العيني...................................... ٦٠

عدد الأصول الإعتقادية...................................................... ٦١

هل يوجد فرق بين أصول الدين والمذهب؟...................................... ٦٢

البحث الثاني : عقيدتنا في التقليد بالفروع......................................... ٦٤

معنى التقليد................................................................ ٦٤

الأدلة على مشروعية التقليد..................................................... ٦٦

الوجه الأول : سيرة المتشرعة..................................................... ٦٦

الوجه الثاني : الآیات الدالة على رجوع الجاهل إلى العالم............................. ٦٧

الوجه الثالث : الأخبار الدالة على جواز التقليد.................................... ٦٨

شرطان لابد من توفرهما في مرجع التقليد........................................... ٧٢

البحث الثالث : عقيدتنا في الاجتهاد............................................. ٧٢

هنا عدة نقاط :

النقطة الأولى : الغاية من الاجتهاد................................................ ٧٣

النقطة الثانية : معنى الاجتهاد عند الشيعة الإمامية.................................. ٧٣

الاجتهاد ضرورة عقلية وشرعية.................................................... ٧٥

النقطة الثالثة : الاجتهاد الممدوح والمذموم.......................................... ٧٥

النقطة الرابعة : تقسيم الاجتهاد إلى مطلق ومتجزىء................................ ٧٧

البحث الرابع : عقيدتنا في المجتهد................................................. ٧٩

الشروط المعتبرة في المقلد......................................................... ٨٠

٥٥٥

الفصل الأول

الإلهيات وفيه أبواب

الباب الأول : عقيدتنا في الله تعالى................................................ ٨٥

الأدلة على وجوده تعالى عبرطريقين............................................... ٨٦

الطريق الأول : الإدراك الفطري................................................... ٨٧

وهنا طريقان :

الأول : معرفة الدين............................................................ ٨٩

الثاني : معرفة النفس الانسانية.................................................... ٩٠

هنا نقاط :

النقطة الأولى : معنى النفس الإنسانية............................................. ٩٠

النقطة الثانية : الأدلة على أثبات النفس........................................... ٩٢

الدعاوي على أصالة المادة والنقض عليها.......................................... ٩٣

البراهين العقلية على أصالة الماهية (الروح) وتجردها.................................. ٩٥

١ ـ وحدة الروح مع ثبوت التغيرات لجسدية........................................ ٩٥

٢ ـ الإنسان المعلق.............................................................. ٩٥

٣ ـ تجرد الصور العلمية.......................................................... ٩٦

٤ ـ إستذكار الخواطر............................................................ ٩٧

البراهين النقلية على أصالة الماهية وتجردها.......................................... ٩٨

١ ـ آیات الکتاب العزيز......................................................... ٩٨

٢ ـ نصوص السنة المطهرة...................................................... ١٠٢

إشكال وحل................................................................. ١٠٤

التجرد عقلي وبرزخي.......................................................... ١٠٥

نظرية تقدم الأرواح على الأجساد............................................... ١٠٥

النقطة الثالثة : في معرفة النفس والطرق المؤدية إليها................................ ١٠٧

المسخ المادي والماهوي......................................................... ١١٢

الطريق الثاني : الإدراك العقلي.................................................. ١١٤

البراهين العقلية على إثبات وجوده عزّوجلّ........................................ ١١٦

برهان الإمكان............................................................... ١١٦

أقسام الإمكان............................................................... ١١٧

٥٥٦

برهان العلة والمعلول........................................................... ١١٨

تمهيد........................................................................ ١١٩

وهنا أمور :

بيان الأمر الأول : في إثبات أحديته تعالى بالصفات............................... ١٢٠

بيان الأمر الثاني : في رد مقالة المجسمة........................................... ١٢١

الفرية على الهشامين........................................................... ١٢٣

وجه الجمع بين النصوص المتعارضة ظاهراً......................................... ١٢٤

بيان الأمر الثالث : في إستحالة رؤيته تعالى بالبصر................................ ١٢٦

هنا نقطتان :

النقطة الأولى : أدلة العدلية على أمتناع الرؤية البصرية............................. ١٢٦

البراهين العقلية :

١ ـ البرهان الأول............................................................. ١٢٦

٢ ـ البرهان الثاني............................................................. ١٢٧

٣ ـ البرهان الثالث............................................................ ١٢٧

البراهين الشرعية :

الآية الأولى.................................................................. ١٢٨

الآیة الثانية................................................................... ١٢٨

الآیة الثالثة................................................................... ١٢٩

الآیة الرابعة.................................................................. ١٣٠

أما الأخبار:

الحديث الأول................................................................ ١٣٠

الحديث الثاني................................................................ ١٣٠

الحديث الثالث............................................................... ١٣١

الحديث الرابع................................................................ ١٣١

الحديث الخامس.............................................................. ١٣٢

النقطة الثانية : أدلة الأشاعرة على جواز الرؤية البصرية............................. ١٣٤

تمهيد : جذور مسألة الرؤية في أخبار التوراة والإنجيل............................... ١٣٤

تحرير محل النزاع في المسألة...................................................... ١٣٦

الاستدلال العقلي للأشاعرة على جواز الرؤية البصرية ونقضه....................... ١٤٠

الاستدلال النقلي للأشاعرة على جواز الرؤية البصرية ونقضه........................ ١٤١

٥٥٧

الآية الأولى.................................................................. ١٤٢

شبهة وحل................................................................... ١٤٧

الآیة الثانية................................................................... ١٥١

أقوال علماء العامة في الرؤية البصرية والإيرادات عليها.............................. ١٥٣

الباب الثاني : عقيدتنا في التوحيد............................................... ١٥٦

معنى التوحيد................................................................. ١٥٧

أقسام التوحيد................................................................ ١٥٨

التوحيد الذاتي................................................................ ١٥٩

الفرق بين التوحيد الواحدي والأحدي........................................... ١٦٠

الدليل على الوحدانية.......................................................... ١٦٠

التوحيد العبادي.............................................................. ١٦٢

وهنا نقاط :

النقطة الأولى : في مفهوم العبادة................................................ ١٦٢

النقطة الثانية : عبادة المشركين.................................................. ١٦٤

١ ـ عبادة الأصنام............................................................. ١٦٥

٢ ـ عبادة ١٦٥ صور الكواكب................................................ ١٦٥

٣ ـ عبادة صور الأشخاص..................................................... ١٦٥

٤ ـ عبادة الملائكة والجن....................................................... ١٦٦

٥ ـ عبادة النبي عيسى عليه السلام.............................................. ١٦٦

الرد على الشهرستاني.......................................................... ١٦٧

الرد على النصارى المعتقدين بالوهية عيسى المسيح................................. ١٦٧

الدوافع الذاتية عند المشركين.................................................... ١٦٨

الدافع الأول : الاعتقاد بتعدد الخالق............................................ ١٦٨

الدافع الثاني : الاعتقاد بأنّ الإله لا يستجيب إلاَ للمقدّسين....................... ١٦٩

الدافع الثالث : إستحالة رؤية الخالق العظيم...................................... ١٦٩

الدافع الرابع : التفويض إلى الإصنام............................................. ١٧٠

النقطة الثالثة : زيارة القبور وماهية الشرك......................................... ١٧١

الباب الثالث : عقيدتنا في صفاته تعالى.......................................... ١٧٣

أقسام الصفات الإلهية......................................................... ١٧٥

الفرق بين الصفات الذاتية والفعلية.............................................. ١٧٥

٥٥٨

وهنا نقطتان :

النقطة الأول : هل يمكن قبول الذات المقدّسة للصفات؟........................... ١٧٧

رأي المعتزلة في نيابة الذات عن الصفات ونقضة................................... ١٧٧

رأي الأشاعرة في زيادة الصفات على الذات ونقضة................................ ١٧٩

رأي الإمامية في عينية الصفات مع الذات........................................ ١٨١

النقطة الثانية : هل الصفات الذاتية عين السلبية؟................................. ١٨٧

استدلال النظام على المدعي ونقضة............................................. ١٨٧

الغاية من معرفة الصفات....................................................... ١٨٩

عدد الصفات................................................................ ١٩١

وهنا أمور :

الأمر الأول : الصفات الثبوتية.......................................................

(١) الحياة................................................................... ١٩٢

إثبات الحياة للذات المقدّسة.................................................... ١٩٥

(٢) العلم................................................................... ١٩٧

إنقسامات علمه عزّوجلّ....................................................... ١٩٩

١ ـ علمه عزّوجلّ بذاته........................................................ ١٩٩

٢ ـ علمه عزّوجلّ بالإشياء بعد إيجادها........................................... ٢٠٠

٣ ـ علمه عزّوجلّ بالأشياء بعد إيجادها........................................... ٢٠٢

الأدلة على علمه تعالى بالجزئيات................................................ ٢٠٣

إنكار بعض الفلاسفة لعلمه تعالى بالجزئيات والنقض عليه.......................... ٢٠٤

(٣) القدرة................................................................... ٢٠٧

الفرق بين الفاعل المختار والموجب............................................... ٢٠٧

البراهين على القدرة الإلاهية.................................................... ٢٠٨

عموم قدرته تعالى............................................................. ٢٠٩

الأدلة على عموم قدرته تعالى................................................... ٢٠٩

شبهات حول عموم القدرة والرد عليها........................................... ٢١١

الشبهة الأولى : الواحد لا يصدر منه أكثر من واحد............................... ٢١١

إشكال وحل................................................................. ٢١٣

لماذا أقحموا القاعدة في بحث القدرة؟............................................ ٢١٣

الشبهة الثانية : إنه تعالى لا يقدر على الشر...................................... ٢١٤

٥٥٩

الشبهة الثالثة : إنه لا يقدر على فعل القبيح..................................... ٢١٥

الشبهة الرابعة : إنه تعالى غير قادر على مثل مقدورنا.............................. ٢١٦

الشبهة الخامسة : لا تتعلق قدرته على عين مقدورنا................................ ٢١٧

سؤالان وجوابان...................................................................

السؤال الأول : هل يقدر الله عزّوجلّ أن يدخل العالم في بيضة؟..................... ٢١٨

السؤال الثاني : هل يمكنه أن يوجد شيئاً لا يقدر على أفنائه؟....................... ٢١٩

(٤) الأزلية والأبدية........................................................... ٢٢٠

الأمر الثاني : الصفات الإضافية................................................ ٢٢١

تقسيمات الإضافية........................................................... ٢٢٢

(١) صفة الكلام............................................................. ٢٢٣

الخلاف في صفة الكلام........................................................ ٢٢٣

رأي العدلية : في أن كلام الله عزّوجلّ هو فعله.................................... ٢٢٤

رأي الأشاعرة : في الكلام النفسي والرد عليه..................................... ٢٢٨

هل القرآن قديم أو حادث؟.................................................... ٢٣٠

نظرية الأشاعرة بقدم القرآن والنقض علیها........................................ ٢٣٠

(٢) صفة الخلق.............................................................. ٢٣٢

بطلان نظرية (أنّ العبد كاسب وأداة للفعل الإلهي)................................ ٢٣٣

حرمة الإستنساخ البشري...................................................... ٢٣٥

الأمر الثالث : الصفات السلبية................................................ ٢٣٦

(١) ـ إنه تعالى ليس بمركب.................................................... ٢٣٨

أقسام المركب................................................................. ٢٣٨

(٢) ـ أنه ليس محلاً لقيام الحوادث بذاته.......................................... ٢٤٠

(٣) ـ أنه ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر........................................ ٢٤١

(٤) ـ استحالة الرؤية البصرية عليه تعالى......................................... ٢٤٣

(٥) ـ ليس له شريك في ملكه.................................................. ٢٤٤

(٦) ـ أنه تعالى ليس في جهة................................................... ٢٤٨

(٧) ـ أنه ليس بمحتاج......................................................... ٢٥٠

(٨) أنه لا يتحد بغيره......................................................... ٢٥١

الباب الرابع : عقيدتنا بالعدل.................................................. ٢٥٣

وفيه جهات :

٥٦٠