مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين

رجب البرسي

مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين

المؤلف:

رجب البرسي


المحقق: السيد علي عاشور
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات ذوي القربى
المطبعة: سليمان‌زاده
الطبعة: ٢
ISBN: 964-6307-75-2
الصفحات: ٣٨٤

على الحوض إذ بملا من أصحابي يؤخذ بهم ذات اليمين وذات الشمال مسودة وجوههم ، فأناديهم : أصحابي أصحابي ، فيأتي النداء من خلفهم ، يا محمد ، إنّهم ليسوا أصحابك ، إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ؛ فأقول : ألا سحقا ألا سحقا (١).

وأما الآل فهم المآل ، دليله قوله : «أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا» ، وهذا رمز شريف ، حله ومعناه أنه لا ينجو من شدائد الأهوال ، وعذاب يوم المآل ، إلّا من تولّاهم.

وأما قولهم عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : «أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم» (٢) إنّما عنى بالأصحاب هنا أهل بيته ، وإلّا لزم التناقض ؛ فكيف يكونون ضالين عن الحوض مسودة وجوههم ، وكيف يكونون كالنجوم يقتدى بهم؟ وإنّما قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : مثل أهل بيتي في هذه الأمّة مثل نجوم السماء كلّما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة (٣) ، وإن كان أصحابه نجوما فأهل

__________________

(١) الحديث مجمع عليه عند أهل الإسلام ، راجع : فتح الباري ح ٦٥٨٥ ، وسنن ابن ماجة : ح ٤٣٠٦ ، ومسند أحمد : ح ٧٩٣٣.

(٢) قال الإمام السخاوي : زعم كثير من الأئمة أنه لا أصل له. المقاصد الحسنة : ٤٩ ـ ٥٠ ح ٣٩.

وقال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث مختصر المنهاج رقم ٥٥ : رواه الدارقطني في الفضائل وابن عبد البر في العلم من طريقه من حديث جابر وقال : إسناد لا تقوم به حجة ـ رواه البيهقي في المدخل من حديث ابن عمر وابن عباس بنحوه من وجه آخر مرسلا وقال : متنه مشهور وأسانيده ضعيفة ولم يثبت في إسناد ، ورواه البزار وقال : منكر لا يصح ، وقال ابن حزم : مكذوب باطل (هامش المنتخب من مسند عبد بن حميد : ٢٥١ ح ٧٨٣).

وقال محقق كنوز الحقائق : ١ / ٦٧ ح ٧٥١ : الحديث موضوع (ميزان الاعتدال : ١ / ٤١٢ رقم ١٥١١ ولسان الميزان ٢ / ٤٨٨).

وقال محقق كتاب شرح مسند أبي حنيفة : ٤٩٨ : هذا ليس بصحيح وتفصيله في رسالة ملحقة (بنود الأنوار)

وضعفه الحافظ ابن حجر في المطالب العالية : ٤ / ١٤٦ ح ٤١٩٣ ـ ٤١٩٤.

وممن ضعفه الخفاجي والملا علي القاري وأحمد والمزني. أنظر : نسيم الرياض : ٣ / ٤٢٤ والتقرير والتحبير لابن أمير الحاج : ٣ / ٩٩ وجامع بيان العلم لابن عبد البر : ٢ / ٨٩.

* هذا وروي الحديث بلفظ : «أهل بيتي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم» (لسان الميزان : ١ / ١٤١). وهو موافق لما روي من طرق في حديث الأمان الذي يشبه به النبي أهله بالنجوم ، وأيضا له شاهد من حديث الثقلين ، ولا يلزم منه الأمر بالمتناقضات لأن أهل البيت عليهم‌السلام عصمهم الله بآية التطهير ولم يكن بينهم اختلاف.

(٣) بحار الأنوار : ٢٣ / ٤٤ ح ٩٠.

٣٢١

بيته شموس وأقمار ، ومع وجود الشمس والقمر لا يحتاج إلى النجوم ، فالنجوم أهل بيته لا أصحابه. وإليه الإشارة بقوله : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١). فأين كان أهل البيت كانت الطهارة وإذهاب الرجس ، وأين كان إذهاب الرجس كانت العصمة ، وأين كانت العصمة كانت الخلافة والحكمة ، وأين كانت الحكمة كان النور والرحمة ، وأين كان النور والرحمة كانت الهداية والنعمة ، وأين كانت الهداية والنعمة ... وأين كان الرجس كانت الظلمة ، وأين كانت الظلمة كانت الضلالة والفتنة ، وإليه الإشارة بقوله : إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي حبلان متصلان ، إن تمسكتم بهما لن تضلّوا (٢).

فقد أوجب لأهل البيت من التشريف والتعظيم ما أوجب للكتاب الكريم ، ودلّنا على أن التمسّك بالكتاب والعترة نجاة ، فقال : عترتي ولم يقل أصحابي ، فجعل مقام الآل مقام الكتاب ، وقال : «إنّ الله خلق الخلق من أشجار شتى ، وخلقني وعليا من شجرة واحدة ، أنا أصلها ، وعلي فرعها ، وفاطمة لقاحها ، والعترة الميامين الهداة أغصانها ، والشيعة المخلصون أوراقها» (٣) ، وخبر الثقلين عليه الإجماع (٤).

فصل

[تعداد الفرق الإسلامية]

إذا تقرّر هذا ، فنقول : افترقت الأمّة بعد نبيّها فرقتين : علوية ، وبكرية ، وزيادة المذاهب تدل على زيادة الشبهات ، لأن الحق لا يتكثّر ولا يتغيّر ، ومشربه صاف لا يتكدّر.

فصل

ومع افتراقهم إما أن يكونا على الحق معا ، أو على الضلال كلّا ، أو أحدهما محق والآخر

__________________

(١) الأحزاب : ٣٣.

(٢) تقدّم الحديث مع مصادره.

(٣) مناقب ابن المغازلي : ٧٥ ح ١٣٣ والفردوس : ١ / ٩٥ ح ١٣٥ ، والطرائف : ١ / ١٥٨ ح ١٦٥.

(٤) قد فصلنا طرق الحديث والاحتجاج به من قبل الصحابة وأهل البيت عليهم‌السلام في كتاب أنواع النصوص على آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين.

٣٢٢

مبطل ، أما كونهما على الحق معا فممنوع أيضا ، لأنّهما لو كانا على الحق معا لما اختلفا ولا افترقا ، ومنشأ الخلاف أن كلا منهما ادّعى أنّه خليفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإن صدقا معا لزم كذب الرسول ، وإن كذبا لزم جهل الرسول ، وجهله ممتنع ، فتعيّن صدق أحدهما وكذب الآخر والدعوى فيه ، فوجب النظر فيما يتبيّن به الصادق من الكاذب منهما ، فوجدنا لعلي عليه‌السلام السبق إلى الدين كرّم الله وجهه ، ومعناه أنه لم يسجد لصنم (١) ، وفي السبق إلى الإسلام : أنت أوّل القوم إسلاما (٢) ، وفي العلم مرتبة : لو كشف الغطاء (٣) ؛ وفي الشجاعة : لا فتى إلّا علي (٤) ؛ وفي الزهد : أنا كابي الدنيا لوجهها (٥) ، وفي القرب والقرابة : أنت منّي وأنا منك (٦) ؛ وفي النصوص : من كنت مولاه فعلي مولاه (٧).

وفي التعيين والتبيين : اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه (٨) ، فهو سيّد الموحدين ، وفارس المسلمين ، والعالم بغوامض الكتاب المبين ، وقسيم نبعة سيّد المرسلين ، والواجب له الخلافة بالنص المبين.

فصل

وجدنا للأول قوله : أقيلوني فلست بخيركم ، والله ما يعلم إمامكم حين يقول أصاب أم أخطأ ، وفي الشجاعة وجدناه لم يجر له حسام قط ، ووجدناه في النسب تيمي ، وأين تيم من هاشم ، وأين مقام الدمنة من البحر ، والجواهر من الصخر.

__________________

(١) مناقب ابن المغازلي : ١٧٧ ح ٣٢٢ ، والطرائف : ١ / ١١٩ ح ١٠٦.

(٢) البحار : ٤٢ / ٣٠٣ ح ٤ و : ٢٤ / ٢٦٨ ح ٤٠.

(٣) تقدّم الحديث.

(٤) كنز العمال : ٥ / ٧٢٣ ح ١٤٢٤٢ والطرائف : ١ / ١٣١ ح ١٢٣.

(٥) بحار الأنوار : ٣٢ / ٢٥٠ ح ١٩٧.

(٦) تقدّم الحديث.

(٧) بحار الأنوار : ٣٧ / ١٨٠.

(٨) الطرائف : ١ / ١٧٤ ح ١٨٤.

٣٢٣

فصل

ووجدنا الإجماع (١) أنه لمن تبع عليا ، ومن هذا الفرق والبيان إما أن يكون الحق مع الجاهل ثم يكون هو الإمام ، أو يكون الحق مع العالم الحاكم وهو علي ، فيكون علي هو الإمام ، فلا ينجو إلّا من تبع عليا ، ورافق أولياءه وفارق أعداءه ، وهذا ممّا رواه أئمّة الإسلام مثل أبي عبد الله البخاري في صحيحه ، وأبي داود في سننه ، وأبي علي الترمذي في جامعه ، وأبي حامد القزويني وابن بطة في مجالسه ، واتفق الجمع على تصحيحه فصار إجماعا (٢).

فصل

وقد نقل عن شعبة بن الحجاج : أنّ هارون كان أفضل قوم موسى ، وعلي من محمد كهارون من موسى ، فوجب أن يكون أفضل من جميع أمّته ، بهذا النص الصريح (٣).

__________________

(١) المقصود به أن الخبر الذي أشار إليه في صدر الفصل : وإني تارك فيكم الثقلين ، وأصحابي كالنجوم. وإنه وجد الاجماع به لمن تبع عليا.

(٢) قال جمال الدين النيسابوري في الأربعين : حديث الغدير تواتر عن أمير المؤمنين وهو متواتر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (نقلا عن حاشية إحقاق الحق : ٢ / ٤٢٣).

وقال في الأزهار في مناقب إمام الأبرار : وقد تواتر هذا الخبر حد التواتر (هامش مناقب ابن المغازلي : ١٦ ح ٢٣ ط. طهران).

وقال الحافظ الجزري بعد ذكر نص الغدير : هذا حديث حسن من هذا الوجه صحيح من وجوه كثيرة ، تواتر عن أمير المؤمنين علي وهو متواتر أيضا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله رواه الجم الغفير عن الجم الغفير ، ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا اطلاع له في هذا العلم. (أسمى الناقب : ٢٢ ـ ٢٣ ح ٢).

وقال شمس الدين الذهبي : هذا الحديث متواتر (نقلا عن حاشية إحقاق الحق : ٢ / ٤٢٣).

وقال السيوطي : إنه حديث متواتر (البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث : ٣ / ٢٣٤ ح ١٥٧٦ ، والغدير : ١ / ٣٠٠ عن الأزهار المتناثرة للسيوطي).

وممن صرح بتواتره : المناوي في التيسير نقلا عن السيوطي ، وشارح المواهب اللدنية ، والمناوي في الصفوة (نظم المتناثر من الحديث المتواتر : ٢٠٦ ح ٢٣٢).

(٣) كفاية الطالب : ٢٨٣ الباب السبعون.

٣٢٤

وإليه الإشارة بقوله : (وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي) (١) ، فوجب أن يكون علي خليفته في أمّته ، ومن نازعه مقامه فقد كفر.

فصل

[الفرق الإسلامية]

وأهل السّنة فرقتان : الأولى أصحاب الحديث وهم شعب : الداودية ، والشافعية ، والمالكية ، والحنبلية والأشعرية. والثانية أصحاب الرأي وهم فرقة واحدة ، وأما المعتزلة وهم سبع فرق : الحنفية ، والهذيلية ، [والنظامية] ، والعمرية ، والجاحظية ، والكعبية ، والبشرية. وأمّا أصحاب المذاهب فهم : أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي ، وأما مالك بن أنس بن مالك فهو إمام العراق ، وأهل اليمن والمغرب يميلون إلى مذهبه ، وأما أحمد بن حنبل فكان يخدم الشافعي ويأخذ بزمام دابته ويقول اقتدوا بهذا الشاب ، وأما أصحاب الرأي فهم أصحاب أبي حنيفة ، وأما المعتزلة فهم ينكرون خلق الجنة والنار ، ويقولون إن عليا أفضل الصحابة ، لكن يجوز عندهم تقدّم المفضول على الفاضل لمصلحة يقتضيها الوقت. ومنهم الحسنية وهم أصحاب الحسن البصري ، والهذيلية وهم أصحاب الهذيل ، والنظامية وهم أصحاب إبراهيم بن النظام ، والعمرية وهم أصحاب عمر بن غياث السلمي ، والجاحظية وهم أصحاب أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ، والكعبية وهم أصحاب أبي القاسم الكعبي ، والبشرية وهم أصحاب بشر بن المعتمر.

وأما المجبرة فهم عشرة : الكلابية ، والكرامية ، والهشامية ، والموالفية ، والمعترية ، والدارية ، والمقابلية ، والنهالية ، والمبيضة.

وأما الصوفية فهم فرقتان : النورية ، والخلوية.

وأما المرجئة فهم ست فرق : الدرامية ، والعلانية ، والنسبية ، والصالحية ، والمثمرية ، والجحدرية.

وأما الجبرية فهم خمس فرق : الجهمية وهم أصحاب جهم بن صفوان ، والبطحية وهم

__________________

(١) الأعراف : ١٤٢.

٣٢٥

أصحاب إسماعيل البطحي ، والبخارية وهم أصحاب حسين بن محمد البخاري ، والضرارية وهم أصحاب ضرار بن عمر ، والصياحية وهم أصحاب صياح بن معمر.

وأما النواصب فهم الذين حاربوا زيد بن علي ، وعندهم أن الفتى لا يكون سنيا حتى يبغض عليا.

وأما الخوارج فهم خمسة عشر فرقة : الأزارقة وهم أصحاب نافع بن الأزرق ، والنجدات وهم أصحاب نجدة بن عامر الحنفي ، والعجاردة وهم أصحاب عبد الكريم بن عجردة ، واليحيائية وهم أصحاب يحيى بن الأحزم ، والحازمية ، وهم أصحاب عبد الله بن حازمة ، والثعالبة وهم أصحاب ثعلب بن عدي ، والجرورية وهم أصحاب عبد الله بن جرور ، والصفرية وهم أصحاب الأصفر ، والأباضية وهم أصحاب عبد الله بن أباض ، والحفصية وهم أصحاب حفص بن أنيية ، والضاحكية وهم أصحاب الضحاك بن قيس. وهؤلاء عقدوا على لعن معاوية وعمرو بن العاص وعثمان ، وعلى البراءة منهم ، وبنو أمية لعنهم الله دينهم الإجبار ، والحجاج لعنه الله لما قتل أكابر أصحاب علي عليه‌السلام ، ورمى الكعبة بالمنجنيق ، قال : هذا منه تعالى. والجبر كان دين الجاهلية وسنّتهم ، فلما نزل القرآن نسخه ، فلما جاء بنو أمية أعادوه وجددوه ، وأعادوا إلى دين الإسلام ما كان من سنن عبدة الأصنام ، كما أدخل أصحاب النبي في دينه من سنن اليهود ، وذلك أن الله أمر النبي عند خروجه من الدنيا أن ينهاهم عن أمورهم فاعلوها تأكيدا للحجّة عليهم.

فصل

ثم إنّهم اعتبروا في الدين قول الأوزاعي ، وأبي نعيم ، والمغيرة بن شعبة ، وسفيان الثوري ، واطرحوا قول آل محمد الذين نزل عليهم القرآن وولاهم ، والحكمة فيهم وعنهم ومنهم.

فصل

وما كفاهم هذا الضلال حتى نسبوا من دان بدين آل محمد أنه يدين بدين اليهود ، وقالوا :

٣٢٦

إنّ المذهب الذي في أيدي الشيعة مأخوذ من كتاب يهودي كان مودعا عند جعفر الصادق عليه‌السلام ، ثم ما كفاهم هذا الكفر والإلحاد ، حتى انهم جعلوا ما نقل عن أهل الله وحزبه أنه مأخوذ من كتب اليهود. وما نقل عن أبي هريرة أنه مأخوذ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فكذبوا ما نقل عن أمناء الوحي والتنزيل ، وأولياء الرب الجليل ، واعتبروا قول المغيرة بن شعبة الذي سبّ أمير المؤمنين عليا عليه‌السلام على المنبر (١).

فصل

ثم ما كفى هذا الكفر حتى انهم سمّوا شيعة علي أنهم حمير اليهود ، فجعلوا حزب الله حمير اليهود ، وقد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي حزبك حزبي وحزبي حزب الله (٢).

فإذا قلت لهم : بماذا جاز لكم أن تسمّوا شيعة علي بهذا الاسم ، وربّهم الله ، ونبيّهم محمد ، وشهرهم رمضان ، وقبلتهم الكعبة وحجّهم إليها ، وهم قوم يخرجون الزكاة ، ويصلون الأرحام ، ويوالون عليا وعترته ، فبماذا صاروا حميرا لليهود؟

فهلّا يقولون لا نعلم أن شيعة علي لا ذنب لهم عند المنافقين ، يسمّون به حمير اليهود ، غير حبّ علي الذي لو أن العبد جاء يوم القيامة وفي صحيفته أعمال النبيين والمرسلين ، وليس معها حب علي فإنّ أعماله مردودة ، وهل يقبل ما لا كمال له وما لا تمام إلّا الدين القيم الكامل وهو حبّ علي؟ وكذا لو كان في صحيفته جميع السيئات وختمها الولاية فإنه لا يرى إلّا الحسنات ، وأين ظلام السيئات عند البدر المنير ، أم أين مس الخطبئات عند نور الإكسير؟

فصل

فإذا قلت لهم : ما تقولون في رجل آمن بالله وبمحمد ، وسلك سبيل الصالحات ، لكنه كان

__________________

(١) حلية الأولياء : ١ / ٩٥ ، ومسند ابن المبارك : ١٥٦ ح ٢٥٣ ، وهو الذي أمر صعصعة بلعن علي فامتنع ، راجع لطف التدبير : ١ / ١١٩ باب ١٥.

(٢) بحار الأنوار : ٣٩ / ٩٣ ح ٣.

٣٢٧

يبغض عليا ويبغض من يهواه ، فمآله عند بعثه يدخل الجنة أو النار ؛ فهناك يقولون بل يدخل النار ، لقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من عاداك فقد عاداني ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه (١).

وإذا قلت لهم : فما تقولون في رجل آمن بالله ورسوله وعبده مخلصا ، لكنه لا يعرف فلانا وفلانا ، فما تقولون فيه ، مؤمن أم كافر؟ ويدخل الجنّة أم النار؟ فهناك يتحيّرون ؛ فإن قالوا نعم ، لزمهم الدليل عليه ، ولا دليل لهم ، وكيف يدخل النار بترك ما لم يعرض عليه ، وإن قالوا لا ، قلنا : فلم سمّيتم قوما تبعوا رجلا حبّه يدخل الجنّة وبغضه يدخل النار أشرارا ، وسمّيتم شيعته من اليهود؟

فهناك فروا من الجهل وقالوا : لأنهم يقولون بسبّ الصحابة ، ثم يقولون : قال رسول الله : من سبّ أصحابي فقد سبّني (٢) ، فإذا قلت لهم فهذا الحديث مخالف لاعتقادكم ، أليس عندكم أنه كلّما يصدر من العبد من الأفعال فإنّها بقضاء الله وقدره ، والله مريد لأفعال العبد ، والعبد واسطة في الفعل والإرادة لله ، فما ذنب من يسبّ إذا كان ذاك بقضاء الله وقدره ، وكيف يكون الزنا والكفر من العبد بإرادة الله ، والسبّ لا يكون بإرادة الله ، ثم يقول لهم : وقد رويتم أيضا إن كان مجتهد أصاب فله أجران في اجتهاده ، وإن أخطأ فله أجر (٣) ، فهؤلاء في اجتهادهم في السب إن أصابوا فلهم ثواب من اجتهد وأصاب ، وإن أخطأوا فكذلك.

ثم نقول لهم : لقد نطق القرآن لهم بالتنزيه والفوز ، وأنه لا وزر عليهم فيما وزروا فيما زعمتم أن عليهم به الوزر والكفر ، وذاك إما لحكم القضاء والقدر ، وإن من تسبّونه لا إثم عليهم في سبّه ، وذلك في قوله تعالى حكاية عنكم يوم القيامة ، وقالوا : (ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ* أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ) (٤) ، والنار ليس فيها بإجماع الكتاب والسنّة ، وفحوى هذه الآية وبرهان العقل إلّا الكافر والمنافق ، والجنة ليس فيها كافر ولا منافق إلّا مؤمن ومسلم ، وقد شهدت هذه الآية لشيعة علي أنهم ليسوا من الكفار ولا من المنافقين ، بل من المؤمنين ، وإلّا لكانوا في النار ، لكنّهم ليسوا فيها فهم في

__________________

(١) الطرائف : ١ / ١٧٤ ح ١٨٤.

(٢) الغدير : ١٠ / ٢٧٠.

(٣) فتح الباري : ح ٧٣٥٢.

(٤) ص : ٦٣.

٣٢٨

الجنّة ، وليس في الجنّة إلّا المؤمن ، فتعيّن أن شيعة علي هم المؤمنون ، ولم يضرّهم سبّهم الذي سمّيتموهم به أشرارا ، بل كانوا به من الأخيار ، فظهر كذبكم على النبي أنه قال : من سبّ أصحابي فقد سبّني ، وإن ثبت صدق الحديث لزم من صدقه أن أصحابه آله ، كما تقدّم ، فتعين أن بغض المنافقين الشيعة ليس إلّا بحبّهم لعلي ، ومن أبغض مواليا لعلي أبغضه الله ، ولذلك قال الصادق عليه‌السلام : رحم الله شيعتنا انهم أو ذوا فينا واننا نؤذى فيهم.

فصل

ثم رووا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه مات ولم يوص إلى أحد ، وأنه جعل

الاختيار إلى أمّته ، فاختاروا من أرادوا ، فكذّبهم القرآن ونزّه نبيّه ممّا نسبوا إليه ، فقال : (وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ) (١) ، وكذّبهم فيما افتروا عليه فقال : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) (٢) ، فأخبر سبحانه أن كل من اختار من أمره غير ما اختاره الله ورسوله فليس بمؤمن ، وقد اختاروا فليسوا بمؤمنين بنص الكتاب المبين.

__________________

(١) البقرة : ١٣٢.

(٢) الأحزاب : ٣٦.

٣٢٩

فصل

[هفوات العامة في الأنبياء عليهم‌السلام]

وإذا جاز للناس أن يختاروا إماما فلم لا يجوز أن يختاروا نبيّا ؛ والأشعرية منعوا العدل وأنكروا ، وجوّزوا على الله الظلم ، والقرآن يكذّبهم ، ويقول : (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) (١).

وجوّزوا على الله فعل القبيح وقالوا إنه مريد للخير والشر ، فإذا كان مريدا لهما فلماذا بعث النبيين وصدعهم؟

وقالوا : إن صفاته زائدة على ذاته ، فلزمهم أن يعبدوا آلهة شتّى.

وقالوا : لا يجب على الله شيء فهو يدخل الجنة من شاء ويدخل النار من شاء ولا يسأل عمّا يفعل ، ومنادي العدل يناديهم بالتكذيب ، ويقول : (وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (٢) ، ويقول : (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ) (٣) ، ويقول : (ما يَفْعَلُ اللهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ) (٤).

والمعتزلة قالوا بالعدل ، وجوّزوا الخطأ على النبيين ، وإذا كان الله حكيما عادلا فكيف يبعث نبيّا جاهلا ، وأين العدل إذا ما اتخذ الله وليا جاهلا؟

ومنعوا الإمامة وقالوا : إنّ الحسن والقبح شرعيان لا عقليان.

وقالوا : إنّ الله أمر إبليس بالسجود لآدم ، وأراد منه أن لا يسجد ، ونهى آدم عن الشجرة ، وأراد منه أكلها ، فكيف يأمر بما [لا] يريد وينهى عمّا يريد؟

والمشبهة والمجسمة قالوا : الرحمن على العرش استوى ؛ وقالوا : هو جسم كالأجسام. وقالوا : هو ملء عرشه وله أصابع لا تعد وأن قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن (٥).

__________________

(١) الكهف : ٤٩.

(٢) يس : ٥٤.

(٣) النساء : ٤٠.

(٤) النساء : ١٤٧.

(٥) الكافي : ٢ / ٣٥٣.

٣٣٠

وقالوا : إنه لمّا أهلك قوم نوح بكى عليهم حتى رمدت عيناه.

وقالوا : إنّه يوم القيامة يضع قدمه في النار ، وتقول قط قط (١).

وقالوا إنه ينزل في كل ليلة جمعة إلى سماء الدنيا ، وأن له حمارا يركبه إذا نزل (٢) ، وإنه يرى يوم القيامة كالبدر في ليلة تمامه.

ثم وقعوا في الأنبياء فجوّزوا عليهم الخطأ وفعل الذنوب والغفلة (٣) ، ورموهم بظاهر القرآن من قوله : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى) (٤). وجوّزوا على الرسل الكرام فعل الكبيرة والصغيرة قبل البعثة ، وفعل الصغائر بعد البعثة ، وجوّزوا على سيّد المرسلين فعل الخطأ ، وأخذوا بقوله : (وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ) (٥) ؛ وما علموا أن ذاك وزر الحرب لا وزر الذنب.

وقالوا إنّ جبرائيل شق صدره وأخرج منه علقة ، فقالوا هذا خط الشيطان : ثم خاط صدره فبقي أثر المخيط (٦).

وقالوا إن أباه مات كافرا (٧) ، وهو ابن سيّد المرسلين إبراهيم. ففعلوا كل ذلك لتثبت لهم إمامة الرجل ، وجوّزوا على النبي حبّ السماع والرقص ، وقالوا إنّه تمايل حتى سقط الرداء عن كتفه ، ورووا أن الرجل دخل عليه وعنده امرأة تنشد الشعر وتضرب الدف فأمرها بالسكوت فسكتت فلما خرج أمرها بالإنشاد فأنشدت فعاد إليه فأمرها بالسكوت فسكتت فلما خرج أمرها بالإنشاد ، فقالت : يا رسول الله من هذا الذي تأمرني إذا دخل بالسكوت وإذا خرج بالإنشاد؟ فقال : هذا رجل يكره الباطل (٨) فجعلوا نبيّهم يحبّ الباطل.

ورووا عنه إذ قال : ما ينفعني شيء كانتفاعي بمال فلان ، فكذبوا القرآن في قوله

__________________

(١) صحيح مسلم : ٤ / ٢١٨٧ ح ٥٠٨٤ كتاب الجنة ، وأساس التقديس : ١٤١ فصل ٢٦.

(٢) تنزيه الشريعة : ١ / ١٣٨ ، والموضوعات : ١ / ٧٩.

(٣) راجع الطرائف : ٢ / ٤٩ فقد فصّل ذلك.

(٤) طه : ١٢١.

(٥) الشرح : ٢.

(٦) رواه مسلم في كتاب الإيمان : ح ٢٣٦.

(٧) راجع رسائل السيوطي ، رسالة نجاة آباء الرسول.

(٨) إحياء علوم الدين : ٢ / ٢٧٨ كتاب آداب السماع.

٣٣١

(وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى) (١) ، ورووا عنه أنّه صلّى والمرأة تفرك الجنابة من ثوبه والله أمره بتطهير ثوبه ، فقال : (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) (٢) ، فقالوا : المراد بالثوب القلب.

ورووا عنه أنه قال : خذوا ثلث دينكم عن ... لا بل خذوا نصف دينكم (٣) ، ورووا عنه أنه صلّى العصر ركعتين وسها فقالوا : إنه يا رسول الله قصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال : كل ذلك لم يكن والضرورة تقضي أحد الوجهين ، ثم قام فأعاد ، وقال : وما أنا إلّا بشر مثلكم (٤).

فصل

وكيف جاز في الحكمة والعدل أن يبعث في الناس نبيا جاء جاهلا وأمينا خائنا فيكون إذا هو المغري بالقبيح والفاعل له.

ورووا أنه أتى حايط بني النجار ففحص وبال قائما (٥) ، ورووا أنه صلّى خلف الرجل وصلّى خلف الأعمى ابن مكتوم وقال : لا يخرج نبي من الدنيا حتى يصلّي خلف رجل من أمّته (٦).

أقول : وكيف جاز للراعي أن يقتدي برعيته وقد أمروا أن يقتدوا به ؛ والعقل السليم ينكر هذا ويكفر من قال به؟

ثم نسبوا إليه في الكلام اللغو والهجر؟ والله قد نزّهه عنه ، وقال : (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) (٧).

ثم ما كفاهم ذاك حتى خالفوا مقالة أهل الجنة ومقالة أهل النار وكذبوا على ربّهم ونبيهم وكتابهم ؛ أما تكذيبهم للكتاب فإن الله يقول : (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) ، وهم يقولون كلّما

__________________

(١) الضحى : ٧.

(٢) المدثر : ٤.

(٣) وسائل الشيعة : ١ / ٤٧.

(٤) فتح الباري : ح ٤٨٢.

(٥) راجع الطرائف : ٢ / ٣٠٢ بتحقيقنا.

(٦) مسند أحمد : ح ٧٩.

(٧) النجم : ٣.

٣٣٢

يصدر في العالم من خير أو شر فإن الله مريده وفاعله ، والقرآن ينطق بتكذيبهم ، فيقول : (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) (١). والرسول يقول : إن هي إلّا أعمالكم وأنتم تجزون فيها إن خيرا فخير وإن شرّا فشرّ (٢).

ويقول [الله تعالى] : (وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) (٣).

وأما كذبهم في الآخرة فإنّ الله إذا قال لهم (أَيْنَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) (٤).

هناك كذبوا وحلفوا وقالوا : (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) (٥). فكذبوا على أنفسهم وكذبوا ربّهم ، وأما كذبهم على نبيّهم فإنّه قوله : نقلت من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الزكية (٦) ، وصدّقه القرآن فقال : (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) (٧) ، أي في أصلاب الموحدين (٨) ، وهم يكذبون العقل والنقل ، ويقولون : ولد من كافر ، ويقولون : سها ونسي ، والله يقول : (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى) (٩) ، نفى عنه النسيان ، ولو كانت للنهي لكانت لا تنس لكنها لا تنسى.

وأما مخالفتهم لمقالة أهل الجنة فإنّ أهل الجنة لما قدموا إليها قالوا : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا) (١٠) ، فشكروا ربّهم على الهدى ، وأهل النار لمّا وردوها (قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا) (١١) فأقرّوا أن الشقاء غلب عليهم ؛ فالقدرية في اعتقادهم يخالفون العقل والنقل والقرآن والرحمن.

__________________

(١) الكهف : ٢٩.

(٢) الغدير بتفاوت : ٥ / ٤٥٢.

(٣) الأعراف : ٢٨.

(٤) الأنعام : ٢٢.

(٥) الأنعام : ٢٣.

(٦) الشفا : ١ / ٨٣ شرف نسبه.

(٧) الشعراء : ٢١٩.

(٨) الطبقات الكبرى : ١ / ٢٢ ، والشفا : ١ / ١٥ ، وتاريخ الخميس : ١ / ٢٣٤.

(٩) الأعلى : ٦.

(١٠) الأعراف : ٢٣.

(١١) المؤمنون : ١١٦.

٣٣٣

وأما العلوية ففرقها ثلاثة : الزيدية ، والغلاة ، والإمامية الاثنا عشرية.

فالزيدية قالوا بإمامة علي والحسن والحسين وزيد بن علي. وهم خمسة عشر فرقة : البترية ، والجارودية ، والصالحية ، والحريزية ، والصاحبية ، واليعقوبية ، والأبرقية ، والعقبية ، واليمانية ، والمحمدية ، والطالقانية ، والعمرية ، والركبية ، والخشبية ، والحلسفية ؛ والكل منهم لا يثبتون للإمام العصمة. ويقولون : إن الإمامة مقصورة على ولد فاطمة عليها‌السلام ، ومن قام منهم داعيا إلى الكتاب والسنّة وجبت نصرته ، ومنهم من يرى المتعة والرجعة ، والمحمدية منهم يقولون : إنّ محمد بن عبد الله ابن الحسن حي لم يمت ، وإنّه يخرج ويغلب ، وهم الجارودية ؛ والعمرية يقولون : إنّ يحيى بن عمر الذي قتل أبوه بسواد الكوفة حيّ لم يمت ، وانّه يخرج ويغلب. أما الصالحية فهم أصحاب الحسن بن صالح ويعرفون بالسرية ، وهم يرون أن عليا أفضل الأمّة بعد نبيّها ، لكنّهم لا يسبّون الشيخين ، ويقولون إن عليا بايعهما بيعة صلاح ، ويقولون إن عليا لو حاربهما أحلّ دماءهما لكنّه (١) امتنع ، وينكرون المتعة والرجعة. والأبراقية هم أصحاب عباد بن أبرق الكوفي ، وهم يخالفون الجارودية ولا ينكرون على الشيخين ، ولا يرون المتعة والرجعة ، والحريزية وهم أصحاب حريز الحنفي الكوفي ، وهم كالصالحية لكنّهم يزعمون أن عليا لو امتنع من بيعة الشيخين أحلّ دمهما ، وهؤلاء يبرأون من عثمان ، ويكفّرون أصحاب علي ، ويدينون مع كل داع دعا بالسيف من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

الثاني من الشيعة الكيسانية وهم أربع فرق : المختارية ، والمكرية ، والإسحاقية ، والحزنية.

الثالث من الشيعة الغلاة وهم تسع فرق : الواصلة ، والسبأية (٢) ، والمفوّضة ، والمجسمة ، والمنصورية ، والعراقية ، والبراقية ، واليعقوبية ، والعمامية ، والإسماعيلية ، والداودية ، واتفق الكل من هؤلاء على إبطال الشرايع.

وقالت فرقة منهم : إنّ الله يظهر في صورة خلقه ، وينتقل من صورة إلى صورة ، ولكل صورة يظهر فيها باب وحجاب ، إذا عرفها الإنسان سقط عنه التكليف ، وهؤلاء خالفوا العقل

__________________

(١) يتفق الصالحية مع المعتزلة في القول في ان أمير المؤمنين بايع الخلفاء ورضي بإمامتهم ، ولو حاربهم لحكموا بكفرهم.

(٢) في الأصل المطبوع : السبابية.

٣٣٤

والنقل ، أمّا العقل فإنّه يدعو العبد إلى طاعة الله من حيث إنه مالك منعم أحسن أم ابتلى.

وأمّا النقل فقد قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة. وقالت فرقة منهم : إنّ النبي والأئمة يخلقون ويرزقون ، وإليهم الموت والحياة ، وإن الواجب كالصلاة ، والمحرم كالخمر ، أشخاص من رجال ونساء ، وإذا عرفها الإنسان ظاهرا وباطنا حلّت له المحرمات ، وسقطت عنه الواجبات.

وافترقت هذه السبأية ٢٣ فرقة : الخصيبية ، والخدلجية ، والنضرية ، والإسحاقية ، والقمية ، والقتبية ، والجعدية ، والناووسية ، والفضلية ، والسرية ، والطيفية ، والفارسية ، واليعقوبية ، والعمرية ، والمباركية ، والميمونية.

فالسبأية أصحاب علي بن سبأ (١). وهو أوّل من غلا وقال : إنّ الله لا يظهر إلّا في أمير المؤمنين وحده ، وإن الرسل كانوا يدعون إلى علي ، وإنّ الأئمة أبوابه ، فمن عرف أن عليا خالقه ورازقه سقط عنه التكليف. وهذا كفر محض.

والخصيبية أصحاب يزيد بن الخصيب ، وعنده أن الله لا يظهر إلّا في أمير المؤمنين والأئمة من بعده ، وأن الرسل هو أرسلهم يحثون عباده على طاعته ، وأن الرجل هو إبليس الأبالسة ، وأن ظلمة زريق قديمة مع نور علي لأن الظلمة عكس النور.

وأمّا النصيرية فهم أصحاب محمد بن نصير النمري ، ومقالته : أن الله لا يظهر إلّا في علي.

والإسحاقية وهم أصحاب إسحاق بن أبان الأحمر ، وله مع الرشيد قصص.

والقمية هم أصحاب إسماعيل القمي ، وهم يقولون : إن الله يظهر في كل واحد كيف شاء ، وإن عليا عليه‌السلام والأئمة نور واحد.

وأما القتبية فإنّهم يقولون : إنّ الباقر عليه‌السلام حي لم يمت وإنه يظهر متى شاء.

وإن الفطحية وهم أصحاب عبد الله بن جعفر الأفطح ، وهؤلاء نسبوا الإمامة إلى الصادق عليه‌السلام ، وادّعوا فيه اللاهوت.

والواقفة وقفوا عند موسى ، وقالوا : هو حي لم يمت ، ولم يقتل ، وإنه يعود إليهم.

والفارسية قالوا : إنّ بين الله وبين الإمام واسطة ، وعلى الإمام طاعة الواسطة وعلى الناس

__________________

(١) المشهور أنّه عبد الله بن سبأ.

٣٣٥

طاعة الإمام.

واليعقوبية هم الواقفة ، ودينهم انتهى إلى التناسخ.

والمباركية وهؤلاء ينتهون إلى الصادق ، ويقولون إنّ إسماعيل ابنه يحيى بعد الموت ويملأ الأرض عدلا.

والميمونية أصحاب عبد الله بن ميمون بن مسلم بن عقيل (١).

والفرقة المفوضة وشعبها عشرون فرقة ، منهم الفواتية وهم أصحاب فوات بن الأحنف ، وهؤلاء قالوا : إنّ الله فوّض الخلق والأمر والموت والحياة والرزق إلى علي والأئمة من ولده (٢) ، وإن الذي يمر بهم من الموت فهو على الحقيقة ، وإن الملائكة تأتيهم بالأخبار ، ومنهم من يقول : إن الله يحلّ في هذه الصورة ويدعو بنفسه إلى نفسه.

والعمرية أصحاب عمر بن الفرات وهو شيخ أهل التناسخ ؛ والدانقية أصحاب الحسن بن دانق وهؤلاء عندهم : إنّ الإمام متصل بالله كاتصال نور الشمس بالشمس ، فليس هو الله ولا غيره فلا هو مباين ولا ممازج (٣).

والخصيبية يعتقدون أن الإمام يؤيد بروح القدس ويوقر في اذنه ، والخمارية أصحاب محمد بن عمر الخماري البغدادي ، وهم كالإمامية في الترتيب ، إلّا أن عندهم أن الإمام في الخلق كالعين المبصرة ، واللسان الناطق ، والشمس المشرقة ، وهو مطل على كلّ شيء.

أقول : عجبا لمقسم هذه الفرق ، كيف جعل هؤلاء من الغلاة ، وقد ذكر أوّلا انّهم من الإمامية ، ثم قال : إلّا ان عندهم أن الإمام كالعين المبصرة واللسان الناطق ، فدلّ على أن هذا الرجل ليس بعارف بمرتبة الولي المطلق ، وهو عين الله الناظرة في عباده ، ولسانه الناطق في خلقه ، واللايوبية أصحاب الجالوت القمي ، وعندهم أن الإمام هو الإنسان الكامل فإذا بلغ الغاية سكن الله فيه وتكلّم منه.

__________________

(١) إن عبد الله هو ابن ميمون الفلاح ، وقد زعموا أنه ادعى النسب إلى مسلم بن عقيل حين نزل على بني عقيل بالبصرة. وزعم بعض دعاة الإسماعيلية أنه من أولاد سلمان الفارسي.

(٢) بنحو الاستقلال.

(٣) يتضح مراد هذه الفرقة : بالصورة تنعكس للشخص في المرآة فليست هي الشخص المقابل للمرآة ، وليست هي غيره ، وليست هي شيئا مباينا ولا ممازجا.

٣٣٦

ومن الفرق الغالية الكنانية ، وهم ثلاثة عشر فرقة : المختارية ، والكيسانية ، والكرامية ، والمطلبية والكل أجمعوا على أن محمد بن الحنفية هو الإمام بعد أبيه ، وأن كيسان (١) هو المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، وأن هذا الاسم سمّاه به أمير المؤمنين ، وهؤلاء هم أصل التناسخ.

والمسلمية أصحاب أبي مسلم الخراساني.

والكنانية أصحاب عامر بن وائل الكناني ، وعندهم أن الإمام محمد ابن الحنفية ، وأنه حي بجبال رضوى ، وأنه يخرج في عصبة من الملائكة فيملأها عدلا ، والعرفية أصحاب عرف بن الأحمر ، والسماعية أصحاب سماعة الأسدي ، وكان يظهر الأعاجيب من المخاريق والنيرنجات والسيميا وغير الفرائض ؛ والغمامية ويقولون : إنّ عليا ينزل في الغمام في كل صيف ، ويقولون إن الرعد صوت علي عليه‌السلام. والأزورية قالوا إنّ عليا صانع العالم.

الفرقة الرابعة من هذه الفرق المحمدية ، وهم أربع فرق : المحصية ، وعندهم أن الله لم يظهر إلّا في شيث بن آدم ، وأن محمدا هو الخالق الباري ، وأن الرسل هو أرسلهم ، وأن الأئمة من ولده أبوابه ليدلوا عباده على ما شرع لهم. والبهمنية قالوا : إنّ الله لم يزل يظهر ويدعو الناس إليه وإلى عبادته ، وكل من أظهر قدرة يعجز عنها الخلق فهو الله ، لأنّ القدرة لا تكون إلّا حيث القادر ، وأن القدرة صفة الذات ، والبهمنية قالوا : إنّ الله لم يظهر إلّا في أمير المؤمنين عليه‌السلام والأئمة من بعده ، وإنه أرسل الرسل عبيدا لهم ، واحتجوا بقول أمير المؤمنين في خطبته : الحمد لله الذي هو في الأولين باطن ، وفي الآخرين ظاهر ، وأثبت للرسل المعجزات وللأولياء الكرامات. وأمّا النجارية فهم أصحاب الحسن النجّار ، وهذا ظهر باليمن سنة ٢٩٢ وادعى أنه الباب ، فلما أجابه الناس ادعى الربوبية ، وصار إليه رجل يقال له الحسن بن الفضل الخيّاط وصار يدعو إلى النجار ويزعم أنه بابه ، وأمر الناس بالحج إلى دار النجار ، ففعلوا وطافوا بها أسبوعا ، وحلقوا رؤوسهم ، وكان النجار والخياط يجمعون بين الرجال والنساء ، ويحملون (٢) بعضهم على بعض ، فإذا ولدت المرأة من أبيها وأخيها سمّوه

__________________

(١) كيسان هو مولى محمد بن الحنفية ، وليس هو المختار الثقفي.

(٢) في الأصل يحكمون.

٣٣٧

الصفوة. والحلاجية أصحاب الحسين بن منصور الحلاج ، ظهر ببغداد سنة ٣١٨ وكان أعجميا ، وادّعى أنه الباب ، وظفر به الوزير علي بن عيسى ، فضربه ألف عصا ، وفصل أعضاءه ولم يتأوّه ، وكان كلّما قطع منه عضو قال :

وحرمة الود الذي لم يكن

يطمع في إفساده الدهر

ما قدّ لي عضو ولا مفصل

إلّا وفيه لكم ذكر

وأمّا الجبابرة والحميرية فإنّهم تلاميذ الصادق عليه‌السلام ، وعنه أخذوا علم الكيمياء.

وأمّا الخوارج وهم المارقون من الدين ، وهم تسع فرق : الأزارقة وهم أصحاب نافع الأزرق ، وهو الذي حرّم التقية. والأباضيون وهم أصحاب عبد الله بن أباض ، وهم بحضرموت والمغرب والبواريخ وتل أعفر ، وهم يحبون الشيخين ويسبون عليا وعثمان ، وسموا خوارج لأنهم كانوا في عسكر علي يوم صفين ، ثم مرقوا وخرجوا عن طاعة الإمام العادل فكفروا ولن تنفعهم عبادتهم ؛ والناكثون : طلحة والزبير ، والقاسطون : معاوية وعمرو ابن العاص ، وهم أصحاب البغي.

وأما الإمامية الاثنا عشرية (١) ، فإنهم أثبتوا لله الوحدانية ، ونفوا عنه الاثنينية ، ونهوا عنه المثل والمثيل ، والشبه والتشبيه ، وقالوا للأشعرية : «إن ربنا الذي نعبده ونؤمن به ليس هو ربكم الذي تشيرون إليه ، لأن الرب مبرأ عن المثلات ، منزّه عن الشبهات ، متعال عن المقولات ، مبرأ عن الخطأ والظلم ، حكم عدل لا يتوهم ولا يتّهم ، ولا يجوز عليه فعل القبيح ، ولا يضيع عمل عامل ، ويجب عليه وفاء العهد ، ولا يجب عليه الوفاء بالوعيد ، وإن الحسن والقبح عقليان لا شرعيان ، وإنه تعالى مريد للطاعات ، كاره للمعاصي والسيئات ، وإن صفاته عين ذاته المقدسة ، ذات واحدة أحدية أبدية سرمدية قيومية رحمانية لها الجلال والإكرام ، فإنه لا جبر ولا تفويض ، بل مرتبة بين مرتبتين ، وحالة بين حالتين» ، وأثبتوا أن الأنبياء معصومون صادقون ، وأن الله بعثهم بالهدى ودين الحق رسلا مبشّرين ومنذرين صادقين ، لا يجوز عليهم الخطأ عمدا ولا سهوا.

ثم قالوا للأشعرية : إن نبيّكم الذي تقعون فيه وتشيرون إليه بالخطأ والنقائص ليس نبيّنا

__________________

(١) راجع : أمالي الشيخ الصدوق ٥١٠ المجلس ٩٣.

٣٣٨

الذي أمرنا باتباعه ، لأن نبينا طيب المرسلين وحبيب ربّ العالمين ، الكائن نبيا ، وآدم بين الماء والطين سيد معصوم ، طاهر المولد ، زائد الشرف ، عالي الفخار ، سيّد أهل السّموات والأرض ، طيب طاهر ، علي زاهر معصوم ، منزّه عن الذنوب والغفلة.

ثم أثبتوا أصلا رابعا وهو الإمامة ، وبرهنوا أنّها لطف واجب على الله نصبه وتعيينه (١) ، وعلى الرسول تبيينه ، لحفظ الثغور وتدبير الأمور ، وسياسة العباد والبلاد ، وأن معرفة الإمام الحق واجبة على كل مكلف كوجوب معرفة النبي ، وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات كافرا ، وأثبتوا أن الإمامة كمال الدين ، وعين اليقين ، ورجح الموازين ، وأنها حرز من الربوبية فلا تنسخ أبدا ، فهي من الأزل ولم تزل ، وأنها سفينة النجاة ، وعين الحياة ، وهؤلاء تمسّكوا بسلسلة العصمة وسلكوا إلى الصراط المستقيم والنهج القويم.

وذلك بأن الفرق الثلاث والسبعين أصولها ثلاثة : أشعرية وهم قالوا بالتوحيد والنبوّة والمعاد ، وأنكروا العدل. والإمامية ، والمعتزلة. والإمامية قائلون بذلك ، لكن المعتزلة أثبتوا العدل وأنكروا الإمامة ، والإمامية قالوا بمقالة الفريقين وزادوا أصلا رابعا ، وهو ختم الأعمال ، وهو الإمامة ، فكانت الفرقة المتمّمة ؛ فلها النجاة من ثلاثة وسبعين فرقة ، لأنهم أقرّوا بالبعث والنشور ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، وأن أعمال المنافقين حابطة لأنها لم تقع على وجه الحق ، فما كان منها من العبادات فهو على غير ما أمر الله ، وكله زيف وشبه الشبيه ، وشبيه الموقوف عليه صحة العبادات ، وقبولها الطهارة ، وهي فاسدة ، ففسد ما هو مبني على فساد. وثانيها النيّات ، وهي غير صحيحة ، وكذا صدقاتهم لأنها وقعت على غير الحق ، لأن ما في أيدي المنافقين مغصوب ، ولا قبول للفاسد والمغصوب.

ثم إن المؤمن العارف يعتقد أن تبدّل السيئات للمؤمن العارف حسنات ، وأثبتوا أن الرب المعبود واجب الوجود ، منزّه عن الرؤية بعين البصر ، أما بعين البصيرة فلا ، وقالوا للأشاعرة :

إن ربّكم الذي تدعون رؤيته يوم القيامة ليس هو ربنا الذي نعبده ، لأن ربّنا الذي نعبده ليس كمثله شيء ، ومن لا مثل له لا يرى ، فالرب المعبود لا يرى ، وأن الرب المخصوص بالرؤية يوم القيامة هو الذي أنكرتم ولايته في الدنيا ، فكفرتم فيه لعداوته وإنكار ولايته ، لأنه هو

__________________

(١) راجع أمالي الشيخ الصدوق ٥٣٧ المجلس ٩٧.

٣٣٩

الولي والحاكم الذي له الحكم وإليه ترجعون ، وإليه الإشارة بقوله عليه‌السلام : أنا العابد أنا المعبود ، وأثبتوا أن عليا مولى الأنام ، وأنه أفضل الأمّة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حظا ونصيبا ، وأنه الأعلم والأزهد والأشجع (١) والأقرب (٢) ، وأنه معصوم واجب الطاعة خصا من العلي العظيم ، ونصّا

__________________

(١) أجمعت الفرق الإسلامية على صحة ما ذكره المصنف وإليك نموذجه :

* علي أفضل الصحابة

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «الصديقون ثلاثة : حبيب بن موسى النجار وهو مؤمن آل يس ، وحزقيل مؤمن آل فرعون ، وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم» (فضائل الصحابة لأحمد : ٢ / ٦٢٧ ـ ٦٥٦ ح ١٠٧٢ و ١١١٧ ، والجامع الصغير : ٢ / ٨١ ، وتاريخ الخميس : ٢ / ٢٧٥ ، وامالي الشجري : ١ / ١٣٩ ، والفيض القدير : ٤ / ٢٣٨ والفردوس : ٣ / ٤٢١ ح ٣٨٦٦ ومناقب ابن المغازلي : ١٦١ ط. بيروت و ٢٤٦ ح ٢٩٣ ط. طهران)

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : .. ولكن يا أبا عقال فضل علي على سائر الناس كفضل جبرئيل على سائر الملائكة» (كفاية الطالب : ٣١٦ الباب السابع والثمانون)

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله في ذكر الصحابة : «.. وأفضلهم علي» (الكامل لابن عدي : ٦ / ٧٧ ترجمة كوثر بن حكيم ١٦١٠).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «خيرها وأتقاها وأفضلها وأقربها إلى الجنة أقربها مني ولا أقرب ولا أتقى إلي من علي ابن أبي طالب» (ينابيع المودة : ١ / ٢٩٤ عن كتاب الهمداني (مودة القربى ـ المودة الثالثة).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أفضل رجال العالمين في زماني هذا علي وأفضل نساء الأولين والآخرين فاطمة» (ينابيع المودة : ١ / ٣٠٢ عن مودة القربى المودة السابعة).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن الله عزوجل يقول : يا عبادي .. ألا فاعلموا أن أكرم الخلق عليّ وأحبهم إليّ محمد ، وأفضلهم لديّ محمد وأخوه علي من بعده ، والأئمة الذين هم الوسائل» (إرشاد القلوب : ٢ / ٤٢٤).

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا علي لو أنّ أحدا عبد الله حق عبادته ثم يشك فيك وأهل بيتك أنكم أفضل الناس كان في النار» (ينابيع المودة : ١ / ٣٠٢ عن مودة القربى ـ المودة السابعة).

* علي اعلم الصحابة

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أعلم أمتي من بعدي علي بن ابي طالب» (جامع الأحاديث للسيوطي : ١ / ٤٩١ ح ٣٤١٤ ، وكنز العمال : ١١ / ٦١٤ ح ٣٢٩٧٧ ط. بيروت و ٦ / ١٥٦ ط. دكن ١٣١٢ ، وكنوز الحقائق : ٣٩٠ ط. مصر و ١٨ ط. إسلامبول ١٢٨٥).

وقال ابن عباس : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «علي بن ابي طالب أعلم أمتي وأقضاهم فيما اختلفوا فيه من بعدي» (قصص الأنبياء : ٤١٩ ، وكمال الدين : ١ / ٢٦٣).

وقال الحسن بن علي عليه‌السلام قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «علي أعلم الناس بالله والناس» (كنز العمال : ١١ / ٦١٤ ح ٣٢٩٨٠).

٣٤٠