الملل والنحل

عبدالقاهر بن طاهر البغدادي

الملل والنحل

المؤلف:

عبدالقاهر بن طاهر البغدادي


المحقق: الدكتور ألبير نصري نادر
الموضوع : الفرق والمذاهب
الناشر: دار المشرق
الطبعة: ٣
ISBN: 2-7214-8039-1
الصفحات: ١٨٤

فوجه إليه علي معقل بن قيس (١) ، فقتله واصحابه بماسبذان ، ثم خرج عليه الابرش بن بشر العرني ، فوجه إليه بحارثة بن قدامة السعدي التميمي (٢) ، فقتله واصحابه بجرجرايا. ثم خرج عليه سعيد بن قفل ، فاخرج إليه سعد بن مسعود فقتله واصحابه (٣). ثم خرج إليه ابو مريم السعدي ، فوجه إليه علي بسريح بن هاني وبحارثة بن قدامة التميمي (٤) ، فقتلاه واصحابه. وخرج عليه الحارث بن راشد (٥) ، فاخرج إليه علي معقل بن قيس الرياحي (٦) ، فقتله بناحية الاهواز.

ثم خرج على معاوية ابن الجوشا (٧) بالنخيلة ، فقاتله معاوية باهل الكوفة فقتله. ثم خرج عليه جريرية بن وداع الأسدي (٨) بالنخيلة ، فوجه إليه معاوية بعبد الله بن عوف بن احمر (٩) ، فقتله. ثم خرج (قرة) فروة (١٠) بن نوفل الاشجعي ، والمستورد بن علقمة التميمي على المغيرة بن شعبة ، وهو / امير الكوفة ، فوجه

__________________

(١) معقل بن قيس ، قائد جيش علي ؛ لم يرد ذكره في كتاب «الفرق».

(٢) الابرش بن بشر العزفي ؛ جاء في «كتاب الفرق» : الأشهب بن بشر العرني ـ «الفرق» ط. بدر ص ٦١ ، الكوثري ص ٤٩ ، عبد الحميد ص ٨١. اما اسم حارثة بن قدامة السعدي التميمي قائد جيش علي ضد الابرش فلم يرد في كتاب «الفرق».

(٣) سعيد بن قفل : ورد في كتاب «الفرق» : سعد بن قفل (الفرق ط. بدر ص ٦١ الكوثري ص ٤٩ ، عبد الحميد ص ٨١). اما سعد بن مسعود ، قائد جيش علي ، فلم يرد ذكره في كتاب «الفرق».

(٤) سريح بن هاني وحارثة بن قدامة التميمي : قائدان من قواد علي لم يرد ذكرهما في كتاب «الفرق».

(٥) الحارث بن راشد ـ خارجي ـ لم يرد ذكره في كتاب «الفرق».

(٦) معقل بن قيس الرياحي ـ من قواد علي ـ لم يرد ذكره في كتاب «الفرق».

(٧) هو عبد الله بن جوشا الطائي (انظر الفرق ـ طبعة الكوثري ص ٤٩ ، ط. بدر ص ٦٢ ، ط. عبد الحميد ص ٨١).

(٨) جريرية بن وداع الاسدي ـ اما في طبعة الكوثري ص ٤٩ ، ط. بدر ص ٦٢ ، ط. عبد الحميد ص ٨٢ ، فجاء «حوثرة» بن وداع الاسدي.

(٩) عبد الله بن عوف بن احمر ؛ لم يذكر اسمه في كتاب «الفرق».

(١٠) فروة بن نوفل (هكذا في المخطوط) ؛ اما في «الفرق» فجاء : قرة بن نوفل (ط. الكوثري ص ٤٩ ، ط. بدر ص ٦٢ ، ط. عبد الحميد ص ٨٢).

٦١

إليهما جبلا (١) فقتله. ثم خرج عليه معاذ بن جرير ، فارسل إليه المغيرة قائدا من بني تميم ، فقتله (٢). ثم خرج زياد بن خراش العجلي على زياد ابنه ، فقتله جيش زياد. ثم خرج على عبيد الله بن زياد بالكوفة خوارج ، فوجه إليهم بمالك ابن حبيب الحنظلي ، فقتلهم (٣). ثم خرج بالبصرة (٤) قريب بن مرة الازدي وزخارف (٥) بن زخر الطائي ، فقتلهما عباد بن حصين. ثم خرج سهم بن غالب على عبد الله بن عامر بالبصرة ، فقتله زياد بن ابيه (٦). ثم خرج ابو بلال مرداس ابن اكنيه الذي رثاه عمر بن حصان بقوله :

«انكرت بعدك ما كنت أعرفه

ما الناس بعدك يا مرداس بالناس»

(٧) فهؤلاء هم الذين خرجوا من الخوارج المحكمة. ولم يحدثوا مذهبا غير ما حكيناه عنهم من اكفار علي (و) عثمان واصحاب الذنوب كلهم. واسماؤهم يومئذ ثلاثة : حرورية ، ومحكمة ، ومارقة (٨) ، / للخبر الذي روي فيهم انهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.

فما زالوا على هذه الجملة حتى ظهرت الازارقة من اتباع نافع بن الازرق ،

__________________

(١) جبلا ـ لم يذكر في كتاب «الفرق».

(٢) جاء في «الفرق» : «ثم خرج عليه (على المغيرة) معاذ بن جرير ، فأرسل إليه المغيرة قائدا من بني تميم ، فقتله (ط. بدر ص ٦٢ ، الكوثري ص ٤٩ ، ط. عبد الحميد ص ٨٢).

(٣) «ثم خرج على عبيد الله بن زياد ... فقتلهم». هذه الموقعة غير واردة في «الفرق»

(٤) ثم خرج بالبصرة : لم يأت ذكر البصرة في «الفرق».

(٥) زخارف (هكذا هنا في المخطوط) ؛ وجاء «زحاف» في ط. الكوثرى ص ٤٩ ، ط. بدر ص ٦٢ ط. عبد الحميد ص ٨٢.

(٦) «ثم خرج سهم بن غالب ... فقتله زياد بن ابيه» هذه الموقعة غير واردة في «الفرق».

(٧) «ثم خرج ابو بلال مرداس ... مرداس بالناس» جاء ذكر هذه الموقعة في ذكر الصفرية من الخوارج ، في «الفرق» (انظر ط. الكوثري ص ٥٥ ، ط. بدر ص ٧١ ، ط. عبد الحميد ٩٢) ـ اما اسم الشاعر في هذه الطبعات فهو عمران بن حطان ـ وجاء في المخطوطة هنا : عمر بن حصان.

(٨) لم ترد هذه التسمية الثلاثية : «حرورية ، ومحكمة ، ومارقة» في «الفرق».

٦٢

فانه اظهر البراءة من القعدة عنهم ، وان كانوا على رأيه ، وامتحن من قصد عسكره منهم ، واكفر من لم يهاجر إليه منهم.

وقيل اوّل من اظهر هذا الخلاف منهم عبد الله بن الوضيني (١) ، وخالفه نافع في أول امره. فلما مات الوضيني صار نافع الى قوله بخلافة اياه حين خالفه ، واكفر من يخالفه بعد موته.

فهذا بيان المحكمة الأولى ، ولله المنة على هذه العصمة.

ذكر الأزارقة منهم

هؤلاء اتباع ابي راشد بن نافع بن الأزرق (٢) ، الذي غلب على الاهواز وما وراءها من ارض فارس وكرمان ، وقاتله المهلب بن ابي صفرة.

والذي أظهره من / خلافه على المحكمة برأيه من القعدة عنه منهم ، والمحبة لمن قصد عسكره ، وتكفير من لم يهاجر إليه. فلما اظهر نافع هذا القول فارقه عند ذلك نجدة بن عامر الحنفي ، وعطية بن الاسود ، وابو فديك ، وقصدوا اليمامة ، وبايعوا بها نجدة بن عامر. فما زالوا معه الى ان نقموا عليه امورا ، كما نذكرها بعدها.

وزعمت الأزارقة ان كل كبيرة كفر وشرك ، وان دار مخالفيهم دار كفر. وزعموا ان كل من اقام في دار الكفر فهو كافر ، وان كان على رأيهم.

__________________

(١) «الوضيني» هكذا هنا في المخطوطة ، ولكن جاء «الوضين» في ط. الكوثري ص ٥٠ ، ط. بدر ص ٦٣ ، ط. عبد الحميد ص ٨٤.

(٢) جاء في «الفرق» : «نافع بن الازرق الحنفي المكنى بابي راشد».

وجاء هنا في المخطوطة اشارة مقتضبة عن نافع : «الذي غلب على الاهواز ... ابي صفرة» اما في «الفرق» فالاشارة إليه اوسع ، اذ جاء : «ثم الأزارقة بعد اجتماعها على البدع التي حكيناها عنهم بايعوا نافع بن الازرق وسموه امير المؤمنين ، وانضم إليهم خوارج عمان واليمامة ، فصاروا اكثر من عشرين الفا ، واستولوا على الأهواز وما وراءها من ارض فارس وكرمان ، وجبوا خراجها ...» (ط. بدر ٦٤ ، ط. الكوثري ص ٥١ ، ط عبد الحميد ص ٨٥).

٦٣

وزعموا قتل الأطفال ، وزعموا ان اطفال مخالفيهم مخلدون في النار. وانكروا الرجم. واستحلوا (حفر) (١) كفر الامانة التي امر الله تعالى بأدائها. وقالوا ان مخالفينا مشركون ، فلا يلزمنا اداء امانتهم إليهم. ولم يقيموا الحد على قاذف المحصن ، واقاموه على قاذف المحصنات من النساء. وقطعوا (يد) (٢) / السارق في القليل والكثير. ولم يعتبروا في السرقة نصابا. واكفرتهم الأمة في هذه البدع كلها بعد كفرهم بتكفيرهم الاخيار من الصحابة. فباءوا بكفر على كفر كمن باء بغضب على غضب.

ومات نافع بن الازرق على كفره بناحية الاهواز ، وصار امر الازارقة الى قطرا (٣) بن الفجاءة التميمي المازني. ثم اختلفوا على قطريّ بفارس ، ففارقه جماعة من زعمائهم ، مثل عبد الله الكبير ، وعبد ربه الصغير مع اتباعهما. ثم فارقه بعد ذلك عبيدة بن الهلال اليشكري. وانهزم قطريّ الى طبرستان ، وعبيدة الى ناحية بسطام ، فبعث الحجاج إليهم سفيان بن الابرد الكلبي في جيش كثيف ، فقتلوهما.

__________________

(١) حفر : هكذا في المخطوط هنا. وجاء في «الفرق» «كفر» (ط. بدر ص ٦٤ ، الكوثري ص ٥٠ ، عبد الحميد ص ٨٤).

(٢) كلمة «يد» ساقطة هنا في المخطوط ، ومذكورة في «الفرق» (الفرق ، ط. بدر ص ٦٤ ، الكوثري ص ٥١ ، عبد الحميد ص ٨٤).

(٣) هو قطريّ (ذكره الدينوري ٢٨٥ ، والطبري ٢ : ١٠٠٣ ، ١٠١٧ ـ ١٠٢٠ وفي الطبري ٢ : ١٠٠٣ ضبط اسمه هكذا قطريّ بن الفجاءة ـ راجع خطبته في «العقد الفريد» (طبعة مصر ١٣٠٥) ٢ : ١٥٥ ـ اسم أمه ، على ما ذكره المسعودي ، الفجاءة ، ويقول المجد انها اسم والده ، وهو البطل المعروف ، عثر به فرسه فمات سنة ٧٩ ه‍ واتي برأسه الى الحجاج (انظر طبعة الكوثري ص ٥١ في الهامش).

ملاحظة : ذكر الازارقة هنا جاء مختصرا عما جاء في «الفرق» وحتى في مختصر الفرق بين الفرق ـ ط. حتّى ص ٧٢ ـ ٧٦.

٦٤

ذكر النجدات (١) منهم

هؤلاء اتباع نجدة بن عامر الحنفي (٢). وكانوا في الأصل / مع الازارقة ، ثم فارقوه لما اكفر القعدة (٣) / منهم عنه ، وامتحن من قصد عسكره ، وتابعوا نجدة بن عامر ، فما زال زعيما لهم الى ان نقموا منه امورا فارقه لاجلها ابو فديك (٤) وعطية بن الاسود الحنفي (٥). وانحاز عطية الى سجستان. فخوارج سجستان وفهستان (٦) يقال لهم «عطوية» لانهم اتباع عطية.

واختلف الباقون من النجدات على نجدة (٧) ، بعد ان فارقه عطية ، وخلعوه ، وجعلوا الاختيار إليه في اختيار من يبايعونه ، فاختار أبا فديك. فانفذ ابو فديك الى نجدة جيشا ، فقتلوه. وانفذ عبد الملك بن مروان الى ابي فديك جيشا مع عبيد الله بن معمر التميمي ، فقتلوه. ـ الذي (٨) نقموا على نجدة امور ، منها

__________________

(١) ويقال لهم أيضا «النجدية» ، تاج العروس : «ولم يقل فيهم النجديّة ليفرّق بينهم وبين من انتسب الى بلاد نجد» ـ المقريزي ٢ : ٣٥٤ ، ومن «اسمائهم» «العاذرية» ، الشهرستاني ١ : ١٦٥.

(٢) سماه المقريزي ٢ : ٣٥٤ «نجد بن عويمر وهو عامر الحنفي». وابن حزم ٤ : ٩٠ «نجدة بن عويم» ، وكلاهما خطأ نسخي. الطبري ٢ : ٤٠١ و ٤٠٢ وهو «نجدة الحروري» المذكور في الدينوري ص ٣١٣ «ونجدة بن عامر الحنفي الشارئ» المذكور في الاغاني ١٢ : ٢٥ و ٢٧ ـ (انظر «مختصر الفرق بين الفرق» للرسعني ص ٧٧ (الهامش) ـ هو رأس النجدات من الخوارج ، قتله اصحابه سنة ٦٩ ه‍ ، وانما قيل لاتباعه النجدات لتفرق بالنسبة الى نجد (الفرق بين الفرق ـ طبعة الكوثري ص ٥٢ ـ الهامش).

(٣) القعدة : القاعدين عن القتال ـ جمع قاعد.

(٤) أبو نديك : هكذا في الشهرستاني ١ : ١٦٥ ، جاء «أبو قديل» في طبعة بدر ص ٦٦ ـ راجع الطبري ٢ : ٥١٧ اما في الفرق ط الكوثري ص ٥٢ وط. عبد الحميد ص ٨٧ فجاء : ابو فديك.

(٥) عطية بن الأسود الحنفي ، راجع الشهرستاني ١ : ١٦٥ والطبري ٢ : ٥١٧ «عطية بن الأسود اليشكري». ذكره الدينوري ص ٢٧٩.

(٦) فهستان : لم يرد ذكرها في كتاب «الفرق».

(٧) نجدة بن عامر.

(٨) الذي ، بمعنى «ما» نقموه على نجدة امور.

٦٥

انه انفذ جيشا في غزو البحر فانفذ (١) ، ففضل من انفذه في غزو البر (٢). وانه اشترى ابنة عثمان بغيهم ، / وردها على عبد الملك بن مروان (٣). ـ وانه غدر بالجهالات (٤). وقالوا له : اخرج الى المسجد وتب من هذه الاحداث ، ففعل ذلك (٥). ـ ثم ان قوما منهم ندموا على استتابته ، فقالوا له : قد اخطأنا في استتابتك لانك امام ، وقد تبنا من استتابتك ، فتب من توبتك ، واستتب الذين استتابوك والا قاتلناك. فخرج الى قومه وتاب من توبته. فاكفرته طائفة منهم ،

__________________

(١) جاء في «الفرق» : «انه بعث جيشا في غزو البر ، وجيشا في غزو البحر» ـ اما الكلام هنا فناقص ، تتمته تكون : انه انفذ جيشا في غزو البحر وأنفذ جيشا في غزو البر.

(٢) تتمة الكلام في «الفرق» : «ففضّل من انفذه في غزو البر (على الذين بعثهم في البحر في الرزق والعطاء). انظر مثلا طبعة الكوثري ص ٥٢ ـ ٥٣ وطبعة حتّى ص ٧٨ ، ط. بدر ص ٦٧ ، ط. عبد الحميد ص ٨٨.

(٣) توضيح الكلام حسب ما جاء في «الفرق» هكذا : «انه بعث جيشا فأغاروا على مدينة الرسول (ص) واصابوا منها جارية من بنات عثمان بن عفان ؛ فكتب إليه عبد الملك في شأنها ، فاشتراها من الذي كانت في يديه وردها الى عبد الملك بن مروان. فقالوا له : انك رددت جارية لنا على عدونا» (انظر طبعة الكوثري ص ٥٢ وطبعة حتّى ص ٧٨ ، ط. بدر ، ص ٦٧ ، ط عبد الحميد ص ٨٨).

(٤) غدر ـ الأصح عذر. الكلام هنا موجز. ورد تفصيله في (الفرق ط. الكوثري ص ٥٢ ، ط. بدر ص ٦٧ ، ط. عبد الحميد ص ٨٨) هكذا : «انه عذر أهل الخطأ في الاجتهاد بالجهالات. وكان السبب في ذلك انه بعث ابنه المضرج مع جند من عسكره الى القطيف ، فاغاروا عليها وسبوا منها النساء والذرية ، وقوّموا النساء على أنفسهم ، ونكحوهنّ قبل اخراج الخمس من الغنيمة وقالوا : ان دخلت النساء في قسمنا فهو مرادنا ، وان زادت قيمهن على نصيبنا من الغنيمة غرمنا الزيادة من اموالنا. فلما رجعوا الى نجدة سألوه عما فعلوا من وطء النساء ومن اكل طعام الغنيمة قبل اخراج الخمس منها وقبل قسمة أربعة اخماسها بين القائمين. فقال لهم : لم يكن لكم ذلك. فقالوا : لم نعلم ان ذلك لا يحل لنا. فعذرهم بالجهالة».

(٥) الكلام موجز جدا هنا ومبهم إذ انه لم يأت ذكر لهذه الاحداث التي طلبوا منه ان يتوب عنها. اما تفصيل هذه الأحداث فورد في الفرق. فجاء : «ومن ضلالاته أيضا انه اسقط حد الخمر ، ومنها أيضا انه قال : من نظر نظرة صغيرة ، او كذب كذبة صغيرة واصر عليها فهو مشرك. ومن زنى وسرق ، وشرب الخمر غير مصر عليه فهو مسلم ، اذا كان من موافقيه على دينه. فلما أحدث هذه الأحداث وعذر اتباعه بالجهالات استتابه اكثر اتباعه من احداثه ، وقالوا له : اخرج الى المسجد ...» (ط. بدر ص ٦٨ ، ط. الكوثري ص ٥٣ ، ط. عبد الرحمن ٨٩).

٦٦

وبقي قوم على رأيه ؛ وقالوا ان الدّين أمران : أحدهما معرفة الله تعالى ، ومعرفة رسله عليهم‌السلام ، وتحريم دماء المسلمين واموالهم ، وتحريم الغصب ، والاقرار بما جاء من عند الله جملة. فهذا واجب عامة ، وما سوى هذا فالناس معذورون في جهالته حتى تقوم عليهم الحجة في جميع الحلال والحرام. ومن استحل باجتهاده شيئا محرما فهو معذور ، ومن خاف العذاب على المجتهد المخطئ / قبل ان يقوم عليه الحجة ، فهو كافر (١).

ثم انهم استحلوا بعد ذلك دماء اهل العهد واموالهم في دار البعثة ، وتبرءوا جميعا ممن حرمها. وتولوا اصحاب الحدود عن موافقيهم ، وقالوا : لعل الله يعذبهم بذنوبهم في غير النار ، ثم يدخلهم الجنة (٢).

وزعموا ان من نظر نظرة صغيرة ، او كذب كذبة صغيرة ، فهو مشرك. ومن زنا وسرق وشرب الخمر غير مصرّ فهو مسلم (٣). ومن اجل هذا فارقهم عطية وذهب الى سجستان ، وقيل لاصحابه «عطوية».

ومنهم العجاردة. والعجاردة فرق ، نذكرها بعد هذا.

ذكر الصفرية الزيادية منهم

هؤلاء اتباع زياد بن الاصفر ، وهم الذين وافقوا الازارقة في جميع بدعها الا في عذاب الاطفال (٤) ، فانهم لم يجيزوه ، واكفروا الازارقة واكفرتهم الازارقة في ذلك.

__________________

(١) الكلام من : «وقالوا ان الدين امران ... الى فهو كافر» وارد في «الفرق» حرفيا تقريبا (انظر ط. الكوثري ص ٥٣ ، ط. بدر ص ٦٨ ، ط. عبد الحميد ص ٨٩) ولكنه ورد فيها قبل ان يطلب منه اصحابه ان يتوب على أحداثه ، بينما في هذا المخطوط الكلام وارد بعد ان طلبوا منه ان يتوب.

(٢) الكلام الوارد في هذه الفقرة غير مذكور في «الفرق».

(٣) في «الفرق» (ط. الكوثري ص ٥٣ ، ط. بدر ص ٦٨ ، ط. عبد الحميد ص ٨٩) ذكر الكلام الوارد في هذه الفقرة «وزعموا ان من نظر ... مع الاحداث التي طلبوا من نجدة ابن عامر».

(٤) عذاب الأطفال ، جاء في «الفرق» : «قتل اطفال مخالفيهم ونسائهم» (ط. كوثري ط ٥٤ ، ط. بدر ص ٧٠ ، ط. عبد الحميد ص ٩١).

٦٧

/ وكان عمران بن حطان من الصفرية ، وهو شاعرهم وناسكهم ومفتيهم (١) ، وهو الذي رثى عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي رضي الله عنه ، فقال في ضربته اياه :

«يا ضربة من تقي (٢) ما اراد بها

الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

اني لا ذكره يوما فأحسبه

اوفى البرية عند الله ميزانا

ونحن نقول لهذا الراثي : حشرك الله مع من رثيته (٣).

ذكر الميمونية (٤) منهم

هؤلاء فرقة من العجاردة ، وكانت العجاردة قد فارقت الازارقة والنجدات بقولها : يجب ان يدعى الطفل اذا بلغ ، ويجب البراءة منه قبل ذلك حتى يدعى الى الاسلام او يصفه هو. وفارقوا الازارقة في شيء آخر ، وهو ان الازارقة استحلت اموال مخالفيهم من غير قتل ، والعجاردة لا يرون المال حتى يقتل صاحبه.

__________________

(١) عمران بن حطّان : بكسر الحاء وتشديد الطاء المهملتين ـ السدوسي البصري ، احد بني عمرو بن شيبان ابن ذهل بن ثعلبة بن عكاية بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ، رأس من رءوس الخوارج ، وخطيبهم وشاعرهم البليغ مات في سنة ٨٤ (العبر : ١ / ٩٨).

جاء في «الفرق» : «اتخذت الصفرية عمران بن حطان إماما ... وكان عمران بن حطان هذا ناسكا شاعرا شديدا في مذهب الصفرية» (ط. كوثري ص ٥٥ ، ط. بدر ص ٨٢ ، ط. عبد الحميد ص ٩٣).

(٢) جاء في «الفرق» (ط. كوثري ص ٥٥ ، ط. بدر ٧٢ ، ط. عبد الحميد ص ٩٣).

يا ضربة من منيب ما اراد بها ...

(٣) هذه الخاتمة غير واردة في كتاب «الفرق بين الفرق».

(٤) في «الفرق» (ط. كوثري ص ١٦٨ ، ط. بدر ص ٢٦٤ ، ط. عبد الحميد ص ٢٨٠) جاء ذكر اليمونية في الباب الرابع الفصل السادس عشر من الكتاب تحت عنوان : في ذكر الميمونية من الخوارج وبيان خروجهم عن «فرق الاسلام» ، والباب الرابع خاص بالفرق التي انتسبت الى الاسلام وليست منه.

وتنسب هذه الفرقة الى «ميمون بن خالد» حسب ما جاء في «الملل والنحل» للشهرستاني ١ : ١٧٥ او «ميمون بن عمران» حسب ما جاء في «شرح المواقف» ٣ : ٢٩٢ ، وخطط المقريزي ٢ : ٣٥٤.

٦٨

ووافقوا الازارقة / في ان اطفال المشركين في النار ، فكانت العجاردة على هذه الجملة الى ان ظهر فيهم خلاف الميمونية في القدر والاستطاعة والمشيئة على نحو قول القدرية فيها ، فاكفرتهم العجاردة والازارقة في ذلك وفي قولهم ان الاطفال كلهم في الجنة.

ثم ان الميمونية ازدادوا كفرا على كفرهم بقولها انه يجوز نكاح بنات البنات ، وبنات البنين ، ونكاح بنات اولاد الاخوة وبنات اولاد الاخوات ، وقالوا ان الله تعالى انما حرم البنات والاخوات والعمات والخالات وبنات الاخ وبنات الاخت ، ولم يحرم بنات اولاد هؤلاء. ويلزمهم على هذا القياس نكاح الجدات ، لان الله تعالى حرم الامهات ولم يذكر امهات الامهات ، ولا امهات الاباء ، فان التزموا ذلك تمحضوا في المجوسية ، وان امتنعوا منه لزمهم قياس بنات / البنات ، كما سوى امهات الامهات على الامهات.

وحكى الكرابيسي عن الميمونية انهم انكروا ان تكون سورة يوسف من القرآن (١) ، فباءوا بكفر على كفر.

ذكر الشعيبية منهم

هؤلاء أيضا من العجاردة ، وخالفوا الميمونية في القدر والاستطاعة والمشيئة.

والسبب في ذلك انه كان لميمون على شعيب مال ، فتقاضاه. فقال له شعيب : اعطيكه ان شاء الله. فقال له ميمون : قد شاء الله ان تعطينيه الساعة. فقال له شعيب : لو شاء الله تعالى ذلك لم اقدر على ان لا اعطيكه. فقال له ميمون : قد شاء الله ذلك لأنه امر به ، وما لم يشأ لم يأمر به. فافترقت العجاردة عند ذلك ، وتبع كل واحد منهما قوم منهم. وكتبوا بذلك الى عبد الكريم (٢) ابن عجرد ، وهو في حبس السلطان. / فكتب في جوابهم : انا نقول ما شاء الله كان ، وما لم يشأ

__________________

(١) انكر بعض العجاردة كون سورة يوسف من القرآن بدعوى انها قصة عشق ، لا يجوز ان تكون من القرآن ـ الشهرستاني ، الملل ١ : ١٣٦ (طبعة عبد الرحمن خليفة ـ القاهرة ١٣٤٧ ه‍ على هامش الفصل لابن حزم).

(٢) في المخطوط : عبد النيم.

٦٩

لم يكن ، ولا يلحق بالله سوء. ـ فوصل الجواب إليهم بعد موت (اللئيم) (١) في الحبس. وادعى ميمون انه قد قال بقولي لانه قال : ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن.

ومالت القدرية الى ميمون ، وهؤلاء يرتعي بهم لتمجسه في نكاح بنات البنات. وقد تحقق فيه وفيهم قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : القدرية مجوس هذه الامة.

ذكر الحازمية والحمزية منهم

اما الحمزية ، فاتباع حمزة بن ادراك (٢) الخارجي في ايام الرشيد ، بخرسان. وجاء حمزة الى هراة وبوشنج (٣) ، وهزم إليها عمرو بن يزيد الازدي ، واستولى بعد ذلك على اسفرار وسجستان. فقاتله بعد ذلك عيسى بن علي بن عيسى بن ماهان (٤) ، وانهزم منه حمزة الى فهستان (٥) بعد ان قتل من اصحابه / ثلثون الفا. ثم قاتله بعد ذلك طاهر بن الحسن (٦) ، واتى علي به ، فعده من الخوارج ، وامر بشد كل رجل منهم على شجرتين بالحبال ، ثم ارسلت الشجرتان فرجعت كل واحدة منهما بنصف جسد المشدود عليها (٧).

__________________

(١) اللئيم : المقصود هنا ؛ ابن عجرد. ولم يرد في باقي الطبعات ذكر «اللئيم».

(٢) في «الفرق» : «حمزة بن أكرك» (ط. بدر ص ٧٦ ، ط. الكوثري ص ٥٨ ، ط. عبد الحميد ص ٩٨) ـ ولكن جاء في المقريزي ٢ : ٣٥٥ «حمزة بن أدرك» وفي الطبري : «حمزة بن أترك».

(٣) جاء «يوشنج» في «الفرق» (ط. بدر ص ٧٨ ، ط. الكوثري ص ٥٩ ، ط. عبد الحميد ص ٩٩).

(٤) لم يرد اسم عيسى بن ماهان هكذا في «الفرق» ؛ ولكن جاء «علي بن عيسى بن هاديان وهو يومئذ والي خراسان» في (ط. بدر ٧٨ وفي ط. الكوثري جاء في ص ٥٩) : «ثم انتصب علي ابن عيسى بن ماديان وهو يومئذ والي خراسان» وكذلك (ط. عبد الحميد ص ٩٩).

(٥) جاء في «الفرق» : «فانهزم منه الى ارض سجستان» (ط. بدر ص ٧٨. ط. الكوثري ص ٥٩ ، ط. عبد الحميد ص ٩٩).

(٦) في «الفرق» «طاهر بن الحسين» (ط. بدر ص ٧٩ ، الكوثري ص ٥٩ ، عبد الحميد ص ٥٩).

(٧) الكلام في المخطوطة هنا موجز جدا وناقص. اما تفصيله فهو كما جاء في «الفرق» : «فلما تمكن المأمون من الخلافة كتب الى حمزة كتابا استدعاه فيه الى طاعته ، فما ازداد الا عتوا

٧٠

ثم استولى بعد ذلك حمزة على نواحي سجستان وهراة وفهستان في ايام عسكر مرافع بن الليث ، حتى خرج إليه من نيسابور عبد الرحمن النيسابوري في عشرين الفا من الغزاة ، فهزموا حمزة ، ومات في هزيمته. وكانت هذه الواقعة من مفاخر اهل نيسابور.

وكان حمزة على دين القعدة من الخوارج. ثم انه قال بالقدر ، فاكفرته الازارقة والقعدة في ذلك.

وقال بان اطفال المشركين في النار ، فاكفرته القدرية في ذلك.

وانفرد أيضا مع اتباعه بان لم يستحل غنائم اعدائه ومخالفيه. وكان اذا ظفر باعدائه في حروبه يأمر اصحابه باحراق / غنائمهم وعقر دوابهم وقتل الاسرى منهم.

واما الحازمية (١) منهم ، فانهم فرقة من العجاردة قالوا بالقدر والمشيئة ، كقول اهل السنة. وخالفوا جمهور الخوارج في الولاية والعداوة ، وقالوا انهما صفتان لله تعالى في ذاته ـ فان الله تعالى لم يزل محبا لاوليائه ومبغضا لاعدائه. وهذا القول منهم صواب ، موافق لقول اهل السنة والجماعة في الموافاة ، غير ان اسلافهم من الخوارج اكفروهم بهذا القول ، واكفروا اسلافهم في خلافه. ـ وقد الزم اصحابنا الحازمية على قولها بالموالاة ان يكون علي وطلحة والزبير وعثمان من اهل الجنة لانهم من اهل بيعة الرضوان تحت الشجرة. وقد قال الله عزوجل فيهم : ( لَقَدْ

__________________

في أمره ، فبعث المأمون بطاهر بن الحسين لقتال حمزة. فدارت بين طاهر وحمزة حروب قتل فيها من الفريقين مقدار ثلاثين الفا ، اكثرهم من اتباع حمزة ؛ وانهزم فيها حمزة الى كرمان ، واتى طاهر على القعدة عن حمزة ممن كانوا على رأيه وظفر بثلاثمائة منهم. فأمر بشد كل رجل منهم بالحبال بين شجرتين قد جذبت رءوس بعضها الى بعض ، ثم قطع الرجل بين الشجرتين ، فرجعت كل واحدة من الشجرتين بالنصف من بدن المشدود عليها» (ط. الكوثري ص ٥٩ ، ط. بدر ص ٧٩ ، ط. عبد الحميد ص ١٠٠).

(١) جاء في ط. بدر ٧٣ وطبعة الكوثري ص ٥٦ وط. عبد الحميد ص ٩٤ «الخازمية» ولكن جاء في مختصر الرسعني ص ٨٠ «الحازمية» وهم اصحاب حازم بن علي (الشهرستاني ، الملل ١ : ١٧٦).

٧١

رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ) (١) ، اذا سلموا ان الرضى من الله عزوجل ، انما يكون عمن علم انه يموت مؤمنا. ـ / وهذا ما لا انفصال لهم عنه على هذا الاصل (٢).

ذكر المعلومية والمجهولية منهم

هاتان الفرقتان كانتا في الاصل من الحازمية ، وافترقتا من حين زعمت المعلومية ان من لم يعرف الله تعالى بجميع اسمائه فهو جاهل به ، والجاهل به كافر (٣). فاكفرهم اسلافهم في ذلك.

ثم مالوا مع ذلك الى قول القدرية في القدر ، فاكفرتهم الحازمية واهل السنة في ذلك.

ووافقوا اهل السنة في ان الاستطاعة مع العقل ، ولا يكون الا ما شاء الله. فاكفرتهم القدرية في مسألتي الاستطاعة والمشيئة. فاكفرهم سائر الأمة في قولهم ان الجاهل ببعض (٤) اسماء الله جاهل به.

واما المجهولية منهم ، فقالوا ان من عرف الله سبحانه وتعالى ببعض اسمائه فقد عرفه. لكنهم وافقوا (٥) القدرية في القدر ، فاكفرهم / الحازمية في ذلك.

ذكر الصلتية منهم

كان هؤلاء من العجاردة ، ونسبوا الى عثمان بن ابي الصلت (٦) ، وقيل صلت ابن ابي الصلت. وتفردوا عن اسلافهم بان قالوا : من استجاب لنا وأسلم ، توليناه

__________________

(١) سورة الفتح الآية ١٨

(٢) هذه الفقرة الخاصة «بالحازمية» تلخص أهم مواقفها دون ان تهمل موقفا من المواقف التي تميزت بها. وهكذا يكون هذا العرض وسطا بين ما جاء مطولا في كتاب «الفرق بين الفرق» وما جاء في مختصره للرسعني.

(٣) الكلام هنا مطابق لما جاء في «الفرق» (بدر ص ٧٦ ، الكوثري ص ٥٧ ، عبد الحميد ٩٧).

(٤) ـ جاء في المخطوط «يبغض» ـ وهذا لا يتفق والمعنى.

(٥) جاء في المخطوط «وافقهم».

(٦) جاء في بدر ص ٧٦ ، الكوثري ص ٥٨ ، عبد الحميد ص ٩٧ : «صلت بن عثمان وقيل صلت بن ابي الصلت». وجاء في الشهرستاني ١ : ١٧٣ والمقريزي ٢ : ٣٥٥ «عثمان بن

٧٢

وبرئنا من أطفاله ، لانه ليس لهم (١) اسلام حتى يدركوا ، فيدعوا الى الاسلام ويقبلوه (٢). وخالفهم في ذلك قوم من العجاردة ، فقالوا ليس لأطفال المؤمنين ولا لأطفال المشركين ولاية ، ولا براءة حتى يدركوا الى الاسلام (٣) ، فيقروا به او ينكروه.

ذكر الأخنسية والمعبدية (٤) منهم

كان هؤلاء من جملة الثعالبة ، والثعالبة من جملة العجاردة. وكان ثعلبة زعيم الثعالبة مع عبد الكريم بن عجرد يدا واحدة الى ان اختلفا (في) امر الاطفال. والسبب في ذلك ان رجلا خطب بنت ثعلبة بن مشكان (٥) هذا. / فقال له : بيّن مهرها. فارسل الخاطب امرأة الى أمها يسألها هل بلغت. فان بلغت واقرت بالاسلام ، لم يبالي كم كان مهرها. فقالت أمها : هي مسلمة في الولاية ، بلغت او لم تبلغ ، ـ فأخبر عبد الكريم ثعلبة بذلك. فاختار عبد الكريم البراءة من الاطفال قبل البلوغ. ـ وقال ثعلبة : بل نحن على ولايتهم صغارا وكبارا (٦).

__________________

ابي الصلت» وكذلك ورد اسمه في «لب اللباب» ص ١٦٢ ، وجاء في «شرح المواقف» ٣ : ٢٩٢ «عثمان بن ابي الصلت وقيل الصلت بن الصامت».

(١) في المخطوط «له» وهذا خطأ واضح ، وجاء «لهم» في الفرق.

(٢) جاء في الفرق (بدر ص ٧٦ ، الكوثري ص ٥٨ ، عبد الحميد ص ٩٧) : «فيدعون حينئذ الى الاسلام فيقبلونه» وهو الأصح.

(٣) الكلام هنا ناقص ، وقد جاء في الفرق (بدر ٧٦ ، الكوثري ٥٨ ، عبد الحميد ٩٨) : «حتى يدركوا فيدعوا الى الاسلام».

(٤) في الفرق جاء ذكر المعيدية منفصلا عن ذكر الاخنسية ومتقدما عليهم.

اما في المخطوط هنا فقد جاء ذكر الثعالبة مع الاخنسية والمعيدية.

(٥) الشهرستاني ١ : ١٧٧ يسميه «ثعلبة بن عامر» ؛ والمقريزي ٢ : ٣٥٥ يتبعه في ذلك. اما صاحب التبصير في الدين (ص ٣٣) فذكر مثل الذي جاء هنا في المخطوط. واما الاشعري في مقالات الاسلاميين ١ : ١٦٧ فلم يزد عن «ثعلبة».

(٦) هنا الكلام مضطرب. أولا يضاف بعد «وكبارا» : «الى ان يبين لنا منهم انكار للحق» (كما جاء في الفرق : بدر ص ٨١. عبد الحميد ص ١٠١ ، الكوثري ص ٦٠) ثم يضاف بعد ذلك : «ثم اختلفوا في ذلك حتى يكون منهم ...»

٧٣

حتى يكون منهم رجل اسمه الاخنس ، فقال : يتوقف عن جميع من في دار التقية (١) ، الا من عرفنا منه ايمانا ، فتولينا عنه ، او كفرا فتبرينا منه. وحرموا الاغتيال منه والقتل في السر ، وان يبدأ أحد من اهل القبلة بقتال حتى يدعى ، الا من عرفوه بعينه. فبرئت منهم الثعالبة.

وخرجت بعد ذلك من الثعالبة فرقة يقال لها المعبدية زعيمها امام اسمه معبد (٢) ، خالف الثعالبة / في اخذ الزكاة من العبيد ، واعطائهم منها.

واكفرت كل واحدة من الفرقتين اختها ، وليس هذا الخلاف موجبا للتكفير عند الفقهاء. ومن ائمة الفقه من قال بان العبد يملك ، واوجب عليه الزكاة في ملكه (٣).

ذكر الشيبانية والشبيبية منهم

اما الشيبانية فاصحاب شيبان بن سلمة الخارجي في ايام ابي مسلم صاحب دولة بني العباس ، وهو الذي اعان أبا مسلم على نصر بن يسار (٤) ، فبرئت منه الثعالبة لمعاونته أبا مسلم. واظهر البراءة منه زياد بن عبد الرحمن ، فلذلك قيل للمنكرين على شيبان من الخوارج زيادية.

وذكر الموالون له انه تاب من احداثه ، وثبتوا على ولائه ، وهؤلاء خوارج نساوايبورد (٥) وتورخان. وهذا قول عطية الجوزجاني (٦). فقالت الثعالبة له ان ذنوب شيبان / لا تسقط بالتوبة ، لأنها مظالم العباد. وكان مما احدث شيبان هذا قوله بتشبيه الله تعالى ببعض خلقه ، واتباعه مشبهة الخوارج.

__________________

(١) ورد في المخطوط : «دار البقبه» ثم ورد في المخطوطة ورقة  دار التفية» ربما المقصود : دار النقية بمعنى الدار الطاهرة وهي دار الاسلام او الدار التي فيها الخوارج اذ يعتبرون انفسهم انقياء. وسبق وذكر في ص ٦٧ سطر ٧ «دار البعثة» بمعنى دار الاسلام.

(٢) ذكره الأشعري في المقالات ١ : ١٦٧ ، والأسفرايني في «التبصير في الدين» ص ٣٣ والشهرستاني في «الملل والنحل» ١ : ١٣٢ ، وسمي صاحب هذه الفرقة : معبد بن عبد الرحمن.

(٣) لم يأت هذا التوضيح عن امتلاك العبد في «الفرق».

(٤) لم يذكر هذا التوضيح في «الفرق»

(٥) نساوايبورد : لا شك انها نيسابور.

(٦) كل هذا التوضيح غير وارد في «الفرق».

٧٤

واما الشبيبية فاتباع شبيب بن يزيد بن نعيم بن شيبان ، وكان يكنى أبا الصحارى الخارجي ، وكان مع صالح بن مسرح (١) ، رأس الصفرية. فمات صالح بالموصل ، واوصى الى شبيب. وقبر صالح هناك ، لا يخرج احد منهم الا حلق رأسه عند قبره (٢).

وخرج شبيب على الحجاج مع اتباعه ، فكانوا على رأي المحكمة الاولى ، وانفردوا عن سائر الخوارج بان اجازوا إمامة المرأة اذا قامت بامورهم ، وخرجت على مخالفيهم. وقالوا ان غزالة أم شبيب كانت إماما بعد موت شبيب ، لان شبيبا لما دخل الكوفة ، اقامها على منبرها في المسجد الجامع حتى خطبت.

ووجه الحجاج الى / شبيب بعبيد ابن ابي المحارق القيسي ، في الف فارس ، فهزمه شبيب. ثم وجه إليه بعبد الرحمن بن محمد بن الأشعث ، فهزمه شبيب. فوجه إليه بعثمان بن ورقا التميمي ، فقتله شبيب. وبقت فتنته اربع سنين. ثم انه كبس الكوفة ليلا ومعه أمه غزالة وامرأته حميرة في مائة (٣) من نساء الخوارج قد تقلدن السيوف واعتقلن الرماح ، وألف من رجال قومه من بني شيبان ، فقتلوا حراس المسجد ، وخطبت أمه على المنبر ، حتى قال فيها ايمن بن حزيم الأسدي (٤) :

أقامت غزالة سوق الضراب (٥)

لأهل العراقين حولا قميطا

سمت للعراقين في جيشها

فلاقى العراقان منها أطيطا

__________________

(١) في طبعة بدر ص ٨٩ جاء : «صالح بن مشرح» وفي مختصر الفرق (ط حتّى ص ٩٠) جاء : صالح بن مشروح ، ولكن الطبري ورد «مسرّح» (الطبري ٢ : ٨٨٠ ـ ٨٨١).

(٢) «لا يخرج احد منهم الا حلق رأسه عند قبره» هذا الكلام غير وارد في الفرق ؛ ولكن ورد في «المعارف ص ٤١٠» : «لا يخرج إليه احد من الصفرية إلا حلق رأسه عنده» ذكره عبد الحميد في طبعته لكتاب «الفرق» ص ١١٠ هامش ١.

(٣) جاء في الفرق (بدر ص ٩٠ ، الكوثري ص ٦٦ ، عبد الحميد ص ١١١ ، حتّى ص ٩٢) «في مائتين».

(٤) في الفرق (بدر ص ٩١ ، الكوثري ص ٦٦ ، عبد الحميد ص ١١٢ ، حتّى ص ٩٢) «خزيمة بن قاتل الاسدي» وفي الاغاني ١٠١٠ : ٨٥ خزيم بن فاتك وخزيم بن الاخزم (ابن فاتك) راجع فهرس الأغاني.

(٥) في طبعة بدر ص ٩١ جاء : «سيوف الضراب» وجاء في طبعة الكوثري ص ٦٦ وفي ط. عبد الحميد ص ١١٢ ، جاء : «سوق الضرار».

٧٥

ثم خرج إليه الحجاج في جيشه ، فهزم شبيبا وجيشه ، وبعث لسفين (١) بن الابرد الكلبي في اثره. فوافاه على شط الدجلة ، وسار شبيب بفرسه على جسرها ، فانقطع / الجسر وغرق شبيب مع فرسه ، وبقي اتباعه على القول بامامة أمه بعده الى ان قتلها سفيان بن الابرد.

وقلنا لهذه الفرقة (٢) : انكرتم على عائشة خروجها الى البصرة في حرب الجل ، واكفرتموها بذلك ، واستدللتم عليها بقول الله عزوجل : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى) (سورة الاحزاب الآية ٣٣). فهلا اكفرتم غزالة وحميرة بخروجهما الى الكوفة للقتال؟ فان زعمتم انهما معذورتان لانهما خرجتا مع محرميهما شبيب ، فان كل من كان في عسكر عائشة كان محرما لها لانها أم الجميع. وقلنا لهم : اذا كان المؤتمّ (٣) امثالكم فامامتكم لائقة بكم.

ذكر الرشيدية منهم

هؤلاء يعرفون بهذا اللقب ، وبالعشيرية (٤) ، وذلك انهم كانوا يؤدون مما سقى بالقنى والانهار الجارية نصف العشر. / فقال لهم زياد بن عبد الرحمن فيه العشر ، ولا يجب البراءة ممن غلط فيه بنصف العشر. فقال له رجل اسمه رشيد : ان لم يسعنا البراءة منهم عملنا بقولهم. فاكفر كل واحد منهما صاحبه ، وصار لكل واحد منهما تبع.

__________________

(١) سفين : سفيان.

(٢) وقلنا لهذه الفرقة : ـ عبد القاهر البغدادي هو الذي يتكلم هنا ـ انظر ط. بدر ص ٩٢ ، ط. الكوثري ص ٦٧ ، ط. عبد الحميد ص ١١٣ ، ط. حتّى ص ٩٤ حيث جاء : «قال عبد القاهر : يقال للشبيبية من الخوارج : انكرتم على أم جميع المؤمنين عائشة خروجها الى البصرة مع جندها الذي كل واحد منهم محرم لها لانها أم جميع المؤمنين في القرآن ، وزعمتم انها كفرت بذلك وتلوتم عليها قول الى تعالى (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) فهلا تلوتم هذه الآية على غزالة أم شبيب؟ وهلا قلتم بكفرها وكفر من خرجن معها من نساء الخوارج الى قتال جيوش الحجاج؟ ...

(٣) المؤتمّ ـ المؤتمّ (الذي يؤتمن على شيء؟).

(٤) لم يرد هذا الاسم في الفرق (بدر ص ٨٢ ، الكوثري ص ٦٠ ، عبد الحميد ص ١٠٢ ، حتّى ص ٨٦) ولكن في «مقالات الاسلاميين» ١ : ١٦٨ ذكر انها تسمى «العشرية» وفي الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٣٢ جاء «اصحاب رشيد الطوسي ، ويقال لهم العشرية».

٧٦

ذكر المكرمية منهم

هؤلاء اتباع ابي مكرم (١) الذي قال ان تارك الصلاة كافر ، وليس كفره لترك الصلاة ، ولكن لجهله بالله تعالى. ـ وكذلك قالوا في سائر الكبائر. فالله تعالى يتولى العبد او يبرأ منه على ما علم من عاقبة امره. فاكفره اكثرهم. ـ

وقالوا ليس فعل الكبيرة جهلا ولكن نفس الكبيرة كفر (٢). فكفرته الثعالبة بذلك وبالموافاة.

ذكر الحفصية منهم

هؤلاء اتباع حفص بن ابي المقدام ، وكان من الاباضية / من اصحاب عبد الله بن إباض (٣) وانفرد بان قال بين الشرك والايمان معرفة الله تعالى وحده ، فمن عرف الله وكفر بما سواه من رسول او جنة او نار او عمل بالكبائر من قتل وزنا ونحوهما فهو كافر ، وليس بمشرك. ومن جهل الله تعالى وانكره فهو مشرك. فبرئت منه الاباضية (٤). وقالوا ان الايمان بالكتب والرسل متصل بالتوحيد ، وكل من ألحد في واحد منهما فهو مشرك.

__________________

(١) في الملل والنحل للشهرستاني ١ : ١٣٣ ، جاء : «مكرم بن عبد الله العجلي» ، بينما جاء في «مقالات الاسلاميين» ١ : ١٦٨ وفي التبصير في الدين ص ٣٤ «ابو مكرم».

(٢) لم يرد ذلك في «الفرق».

(٣) لم يرد هذا التوضيح في «الفرق» (ط. بدر ص ٨٢ ، ط. الكوثري ص ٦٢ ، ط. عبد الحميد ص ١٠٤).

(٤) جاء هنا السبب الذي من اجله برئت الاباضية من حفص بن ابي المقدام ، وهو غير مذكور في كتاب «الفرق» (ط. بدر ص ٨٢ ، الكوثري ص ٦٢ ، عبد الحميد ص ١٠٤).

٧٧

ذكر اليزيدية (١) منهم

هؤلاء اتباع يزيد بن ابي انيسة (٢) ، وكان اباضيا. وانفرد عنهم بان قال يتولى المحكمة الاولى قبل نافع بن الازرق. وتبرأ من اهل الاحداث بعدهم ، ويتولى الاباضية كلها الا لمن بلغه قولنا فخالفه. ـ وزعم أيضا ان الله تعالى سيبعث رسولا من العجم ، وينزل عليه كتابا من / السماء جملة واحدة وينسخ به شريعة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وزعم ان تلك الملة الصابئة المذكورة في القرآن ، وليست هي الصابئة المعروفة اليوم.

وتولى يزيد هذا من شهد لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالنبوة من اهل الكتاب ، وان لم يدخل في دينه. وهؤلاء اكفر فرقة من فرق الخوارج.

ذكر الحارثية منهم

هؤلاء اتباع الحرث الاباضي (٣). وانفرد عنهم في قوله بالقدر ، على مذاهب المعتزلة. وقال بان الاستطاعة قبل الفعل. فاكفرته الاباضية واهل السنة في ذلك.

__________________

(١) في «الفرق» جاء ذكرهم في الباب الرابع ، الفصل الخامس عشر ، وهو الباب الخاص بالفرق التي انتسبت الى الاسلام وليست منه (ط. بدر ص ٢٦٣ ، ط. الكوثري ص ١٦٧ ، ط. عبد الحميد ص ٢٧٩).

(٢) ورد هذا الاسم في الملل للشهرستاني ، وفي المقالات للأشعري ؛ وفي أصول الدين للبغدادي (ص ١٦٢) «يزيد بن انيسة». وفي المحدثين من اسمه زيد بن ابي أنيسة ، وله ترجمة في «ميزان الاعتدال» للذهبي برقم ٢٩٩٠ ، وقد يختلط بهذا على بعض الناس (انظر هامش ٢ من ص ٢٧٩ من ط. عبد الحميد) ؛ وهو غير زيد بن أبي أنيسة المحدث.

(٣) هو الحارث بن يزيد الاباضي ـ انظر مقالات الاسلاميين ١ : ١٧١ ، الملل والنحل ١ : ١٣٦ ، التبصير في الدين ٣٥.

٧٨

ذكر اصحاب طاعة لا يراد الله بها

انما قال هؤلاء بصحة طاعة لا يراد الله تعالى بها ، كما ذهب إليه ابو الهذيل واتباعه من القدرية. وقال / اصحابنا ان ذلك لا يصح الا في طاعة واحدة (وهؤلاء) (١) وهو الاستدلال على معرفة الله تعالى. فان الجاهل به مأمور بذلك ، واستدلاله عليه طاعة منه لله تعالى ، لانه امره به قبل معرفته بانه مأمور به ، فاذا عرف الله تعالى لم يصح منه بعد ذلك طاعة الله تعالى الا اذا قصد بها التقرب إليه.

فهذه اصناف الخوارج المكفر بعضهم لبعض ، ولأقوام مجهولين منهم بدع منها : قول قوم من الاباضية لا حجة لله تعالى على الخلق في التوحيد الا بالخبر ، وما يقوم مقام الخبر (٢) من اشارة.

ومنها قول قوم منهم ان من دخل في دين الاسلام وجبت عليه الشرائع والاحكام ، وقف عليها او لم يقف.

ومنها قول بعضهم : من ورد عليه الخبر بتحريم الخمر او بتحويل القبلة فعليه ان يعلم ان الذي اخبره مؤمن او كافر ، وعليه ان / يعلم ذلك بالخبر ، وليس عليه ان يعلم ان ذلك عليه بالخبر.

ومنها قول بعضهم : ليس على الناس المشي الى الصلاة ، ولا الركوب للحج ، ولا شيء من اسباب الطاعات وانما عليهم فعل الطاعات باعيانها.

ومنها قول جمهورهم ان العالم يفنى كله اذا افنى الله تعالى اهل التكليف ، لانه انما خلقه لهم ، فلا معنى لبقائه بعدهم.

ومنها قول الاباضية بجواز امر الله تعالى (عنده) بحكمين متضادين في شيء واحد ، وقالوا ان ذلك كمن دخل زرعا لغيره ، فهو مأمور بالخروج منه ، ومنهي عنه ، لان في خروجه افساد زرع غيره.

__________________

(١) في المخطوط : هؤلاء ـ هذا خطأ واضح ـ المقصود : هو.

(٢) في المخطوط : بالخير ـ الاصح : بالخبر ، اي عن طريق نبي يخبر بأن الله واحد.

٧٩

وفي الخوارج فرقة تعرف بالواقفة ، ان رجلا منهم اسمه ابراهيم دعا [فرقة (تعرف بالواقفة)] (١) الى داره ، وامر جارية له ، هي على رأيه ، بشيء. فابطأت عليه. فحلف ليبيعنها في الاعراب. فقال له رجل اسمه / ميمون (٢) ، وليس هو صاحب الميمونية من العجاردة : كيف تبيع جارية مؤمنة (الى) (٣) الكفرة؟ ـ قال ابراهيم : فان الله تعالى احل البيع وحرم الربا (٤). وقد مضى اصحابنا وهم يستحلون ذلك. فتبرأ منهم ميمون ، وتوقف آخرون منهم في امرها (٥) ، وكتبوا بذلك الى علمائهم. فاجابوهم بان بيعها حلال ، وبانه يستتاب ميمون ، ويستتاب من توقف في ابراهيم. ـ فصاروا ثلاث فرق : ابراهيمية ، وميمونية ، وواقفية (٦). وتبع ابراهيم على اجازة هذا البيع قوم منهم يقال لهم الضحاكية ، واجازوا أيضا نكاح المسلمة منهم (٧) من كفار قومهم في دار التفيّة (٨) ، كما يجوز للرجل منهم نكاح الكافرة من قومه في دار التفيّة (٩). فاما في دار حكمهم فلا يستحلون ذلك. وقوم منهم توقفوا في هذه المسألة ، وفي امر هذه الزوجة ، وقالوا ان ماتت لم / نصل (١٠) عليها ، ولم نأخذ ميراثها ، لانا لا ندري ما حالها. ـ وتبع بعد هؤلاء قوم يقال

__________________

(١) (فرقة تعرف بالواقفة). هذا الكلام زائد غير مذكور في «الفرق» ـ (انظر ط. بدر ص ٨٧ ، ط. الكوثري ص ٦٤ ، ط. عبد الحميد ص ١٠٧).

(٢) هو ابن عمران كما في شرح المواقف ، والمقريزي ؛ وفي الشهرستاني : ابن خالد.

(٣) في المخطوط : من.

(٤) «وحرم الربا» غير وارد في «الفرق» (ط. بدر ص ٨٧ ، الكوثري ص ٦٤ ، عبد الحميد ص ١٠٧).

(٥) في «الفرق» جاء «في ذلك» (ط. بدر ص ٨٧ ، ط. الكوثري ص ٦٤ ، ط. عبد الحميد ص ١٠٧) ـ اما ما جاء في المخطوط هنا «في امرها» فانه اوضح.

(٦) جاء «وواقفة» في «الفرق» : (بدر ص ٨٧ ، الكوثري ص ٦٤ ، عبد الحميد ص ١٠٨).

(٧) «المسلمة منهم» اوضح من «المسلمة» كما جاء في الفرق (بدر ص ٨٧ ، الكوثري ص ٦٤ ، عبد الحميد ص ١٠٨).

(٨) في المخطوط : النبية ـ ربما المقصود : النقية او البعثة.

(٩) «كما يجوز للرجل ... دار التفيّة» غير وارد في الفرق (ط. بدر ص ٨٧ ، الكوثري ٦٤ ، عبد الحميد ص ١٠٨).

(١٠) جاء «نصلي» وهذا خطأ.

٨٠