نظريّة المعرفة

الشيخ حسن محمد مكي العاملي

نظريّة المعرفة

المؤلف:

الشيخ حسن محمد مكي العاملي


الموضوع : الفلسفة والمنطق
الناشر: المركز العالمي للدّراسات الإسلامية
المطبعة: مطبعة القدس
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٠٠

الإيضاح ، نأتي بمثالين ، تتنوّع نتائجهما بين صادقة وباطلة.

أ. هجوم العدو ، بلاء.

وكل بلاء ، يجب الصبر عنده.

فهجوم العدو ، يجب الصبر عنده.

ترى أَنّ النتيجة صادقة ، أوّلاً. وأنَّها موقوفة على كلتا المقدمتين ، ثانياً. وأنّ دورَ الصغرى ـ الّتي هي حكمة نظرية ـ دورُ تعيين الموضوع ، ثالثاً. وأنّ الكبرى ـ الّتي هي حكمة عملية ـ إمّا واضحة بالذات أو منتهية إلى ما هو كذلك ، رابعاً.

ب. الإنسان ، مختلف الأعراق.

وكلُّ مختلف الأعراق ، يجب أن يكون متفاوت الحقوق.

فالإنسان ، يجب أن يكون متفاوت الحقوق.

وهنا ترى أنّ النتيجة كاذبة ـ عندنا ـ ، وما ذلك إلّا لأنّ الكبرى غير واضحة بالذات ولا منتهية إلى ما هو كذلك. وإن شئت قلت : ما دلّ على صحتها عقل ولا شرع.

فتلخص من ذلك أنّ دورَ المعرفة النظرية ، الّتي نعبّر عنها بالنظرة العامة إلى الكون ، إنّما هو تعيين موضوعات قضايا المعرفة العملية.

وما ذكرناه من أنّ الانتقال من الحكمة النظرية إلى حكم عملي جزئي يحتاج إلى واسطة ، أشار إليه الشيخ الرئيس في الإشارات بقوله : «فمن قواها ما لها بحسب حاجتها إلى تدبير البدن ، وهي القوة الّتي تختص باسم العقل العملي ، وهي الّتي تستنبط الواجب فيما يجب أن يفعل من الأُمور الإنسانية ، جزئيّةً ، ليتوصل به إلى أغراض اختيارية ، من مقدّمات أوليّة ، وذائعة ، وتجربيّة ، باستعانة بالعقل النظري في الرأي الكلّي إلى أن ينتقل به إلى الجزئي» (١).

فقوله : «باستعانة بالعقل النظري في الرأي الكلي ، إلى أن ينتقل به إلى

__________________

(١) شرح الإشارات : ٢ / ٣٥٢.

٣٤١

الجزئي» لعلّه إشارة إلى ما حققناه وهو أنّ المقدمات الأولية أو الذائعة أو التجربية ، الّتي هي من شعب العقل النظري ، لا تكفي في الانتقال إلى حكم جزئي عملي فيما يجب أن يُفعل من الأُمور الإنسانية ، بل هي بمنزلة المقتضي ، ولا بُدّ أن ينضم إليها حكم عملي كلي واضح بالذات أو منتهٍ إليه.

منشأ الرابطة بين الحكمتين

أول من طرح السؤال حول ارتباط الحكمتين النظرية والعملية بصورة الشبهة والإشكال، الفيلسوف الإنكليزي دافيد هيوم (١) (١٧١١ ـ ١٧٧٦ م) ، فقد ذكر أمرين هما :

١. إنّ طريقة البحث في الحكمة النظرية تغاير طريقته في الحكمة العملية ، وهذا واضح. فالباحثون في الحكمة النظرية يبحثون عن الوجود واللاوجود ، مثلاً يقولون : «الخالق موجود». وإذا وردوا الأبحاث الأخلاقية ، يتغيّر عنوان البحث ، فبدلاً من أن يقولوا موجود او غير موجود ، يحكمون بلزوم الفعل أو الترك ، فيقولون مثلاً : «اعبُدوا الخالق».

فالنسبة في الحكمتين متغايرة ، فهي في الحكمة النظرية تدور بين الوجود والعدم ، وفي الحكمة العملية تدور بين الوجوب والحرمة.

٢. إنّهم يستدلّون بقضايا الحكمة النظرية على قضايا الحكمة العملية ، بمعنى أنّهم يستدلّون بالقضايا المخبرة عن وجود الشيء أو عدمه ، على لزوم ترك شيء أو عدمه. وإن شئت قلت : يستدلون بضرورة الوجود وعدمه ، على ضرورة الإتيان وعدمه ، فأي رابطة منطقية بين النسبتين والاستنتاجين؟ (٢).

يلاحَظ عليه : أمّا فيما ذكره أولاً : فإنّ اختلاف النسبتين ليس أمراً بديئاً في

__________________

(١)emuH divaD. كان ـ باعتراف المؤرخين في الفلسفة ـ شكّاكاً وخصماً لكافة الأديان المقررة ، وقد ذاعت شهرته باعتباره «زنديقاً» ، (لاحظ الموسوعة الفلسفية المختصرة : ٥٢٥).

(٢) نقل ذلك الأُستاذ مهدي الحائري في كتابه : تعمقات العقل العملي ، وقد أوضحناه وقررناه بعباراتنا.

٣٤٢

الفلسفة والأخلاق ، بل أمر طبيعي في حياة كل إنسان ، حتّى هيوم نفسه ، فإنه إذا أراد أن يخبر عن حاله يقول : مزاجي اليوم جيد أو معتكر. ثمّ يقرر بعدها : فيجب عليّ أن أذهب إلى عملي ، أو لا يجب. فالمطلوب في القضية الأُولى هو الإخبار عن وجود الشيء أو عدمه، وفي الثانية طَلَبُ إيجاده الشيء أو عدمه.

وأمّا فيما ذكره ثانياً ، فبأنَّ أيَّ أُستاذ أخلاقي أو قانوني لا يستدلّ مباشرة بضرورة الوجود الكوني أو عدمه ، على ضرورة الفعل والترك ، بل يوسِّط بين الضرورتين كبرى عقلية عملية ليستكمل بها الاستنتاج. وأمّا ضرورةُ الوجود ، فيقتصر دورها على تعيين الموضوع ، كما تقدم.

سؤال وإجابة

السؤال : إذا لم يكن للحكمة النظرية دور في استنتاج القضايا الأخلاقية والاجتماعية إلّا بنحو تعيين الموضوع ، وكان الإذعان بالنتيجة رهن صغرى نظرية ، وكبرى عملية ، فلما ذا نرى في الذكر الحكيم أنّه ربما يعطف على قضايا نظرية ، معارف عملية يفرضها على الإنسان؟ إن هذا يعرب عن أنّ المعرفة النظرية كافية في الاستنتاج ، ولا تتوقف على ضمّ كبرى إليها. وإليك بعض ما يتراءى ذلك منه :

١. قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ)(١).

لا يشك الناظر في هذه الآية بأنّ الله تعالى يستدلّ بمعرفة نظرية على معرفة عملية ، وهو أنّه إذا كان مَنْ في السموات والأرض ، بل كل ما في الكون من شمس وقمر ونجوم ... ساجد لله تعالى ، فلما ذا لا تسجد أنت أيها الإنسان ، بل يجب عليك السجود لله سبحانه.

ومعنى ذلك أنّ فيما يدركه الإنسان من الكون ، وهو سجود الموجودات

__________________

(١) الحج : ١٨.

٣٤٣

الإمكانية لله تعالى ، أُسوةٌ وقدوة للإنسان لكي يقوم بما تقوم به تلك. ومعنى ذلك أنّ المعرفة النظرية ، علةٌ تامّةٌ للاستنتاج ، لا أنّها المقتضي ، ولا أنّها تقتصر على تعيين الموضوع.

٢. قوله تعالى : (أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) (١).

إنّك ترى بوضوح في هذه الآية أنّ قوله : (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) تعليل لقوله : (أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ) ، فهو يستدلّ بمعرفة نظرية ، وهي مطاوعة ما في الكون واستسلامه لله سبحانه ، على معرفةٍ عملية ، وهي لزوم استسلام الإنسان لله سبحانه لا للأصنام والأوثان ، ولا للنفس الأمّارة. فكأنّه يقول : يجب على كل إنسان قبول دين الله تعالى وإطاعته والتسليم له ، لأنّ كلَّ ما في الكون مستسلم لله تعالى.

٣. قوله تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) (٢) ، وبما أنّ العلم لا ينفك عن الفريضة والتكليف ، فرض سبحانه على آدم الاجتناب عن الشجرة ، وقال : (قُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) (٣). فصارت معرفة آدم للأسماء ـ خصوصاً ما يرتبط منها بسعادة الإنسان أو شقائه ـ علّة لهذا الواجب ، وهو لزوم اجتناب الشجرة.

٤. قوله تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ) (٤).

فما في هذه الآية ، معرفةٌ نظرية صارت دليلاً على حكم عملي مذكور في الآية التالية ، وهي قوله :

(«الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ

__________________

(١) آل عمران : ٨٣.

(٢) البقرة : ٣١.

(٣) البقرة : ٣٥.

(٤) آل عمران : ١٩٠.

٣٤٤

السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ) (١).

وما جاء في هذه الآية ، وإنْ كان جملةً خبريةً ، ولكنَّ الهدف من الإخبار هو دعوة أولي الأَلباب «ليذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ...».

٥. يخاطب سبحانه موسى عليه‌السلام بقوله : (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا) (٢). فهذه معرفة نظرية رتب عليها حكمةً عمليةً ، فقال : (فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) (٣).

٦. إنّ قوم قارون قالوا له : (وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (٤).

فقوله : (كَما أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ) ، معرفة نظرية لا تمتّ إلى العمل بصلة ، استُدِل بها على تكليفٍ عملي وهو قوله : (أَحْسِنْ).

٧. وقال سبحانه : (وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ) (٥).

فما في هذه الآية معرفةٌ نظريةٌ ، استُدِل بها على معرفة عمليةٍ ، وهي قوله في الآية الّتي تليها : (أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ) (٦).

ولا يمكننا القول بانقطاع الآية الثانية عن الآية الأُولى في المضمون ، وإنّما العرف يتلقّى مضمون الآية الأُولى علةً لمضمون الآية الثانية.

هذا هو السؤال ، ويرجع لبُّه إلى أنّ القرآن يستدلّ ـ في الآيات المذكورات وغيرها ـ بالمعرفة الكونية والقوانين السائدة على العالم والطبيعة ، على أحكام خُلُقيّة وعبادية ، وهذا يؤيّد النظرية الأُولى.

__________________

(١) آل عمران : ١٩١.

(٢) طه : ١٤.

(٣) طه : ١٤.

(٤) القصص : ٧٧.

(٥) الرحمن : ٧.

(٦) الرحمن : ٨.

٣٤٥

الجواب

الجواب عن السؤال المذكور بوجهين : إجمالي وتفصيلي.

أمّا الإجمالي فهو أنّ الترتب في هذه الآيات ، وإن كان أمراً لا يمكن إنكاره ، ولكن ليس معناه أنّ المعرفة النظرية ـ بمفردها ـ علّة لما رتّب عليها من الفرائض والأحكام ، بل الأمر في هذه الآيات على وجه آخر ، وهو وجود معرفة عملية كلية ـ إمّا واضحة بالذات أو منتهية إليه ـ دخيلة في هذا الاستنتاج ، لكنها لم تُذكر ، لأنّها مفهومة من سياق الآيات. ومَنْ تدبّر الذكر الحكيم ، يجده كثيراً ما يتّكل على فهم الإنسان الفطري ، لإدراك المراد ، من دون حاجة إلى ذكره ، ويكتفي بالإتيان بما هو لازم في مقام المخاطبة ، أخذاً بمجامع البلاغة.

وعلى ذلك ، فليس ما تذكره الآيات من معارف نظرية ، مبدأً مستقلاً لتلك الفرائض العملية ، وإن كان له أيضاً دورٌ ، كدورِ كلِّ صغرى في الاستنتاج ، بل التأثير إنّما هو بضميمة كبرىً عقليةٍ عمليةٍ مقدَّرةٍ ، كما ذكرنا.

وأمّا التفصيلي :

ففي الآيتين الأُولى والثانية اللتين استُدِل فيهما بسجود الموجودات وتسليمها أمام الله سبحانه على وجوب أن يكون الإنسان مثلها ، قياسٌ واضح معلوم عند التخاطب ، وهو أنّ خضوع الموجودات وتسليمها لله سبحانه ناشئ من أنّه سبحانه مَبْدَأُ الوجود ومفيض النعم ، وأنّ كلَّ شيءٍ فقيرٌ إليه تعالى.

وواجبُ كلِّ ممكنٍ فقيرٍ بالذات ، الخضوعُ لموجده ومفيض نعمه ، وليس الإنسان مستثنىً من هذه القاعدة ، فيجب عليه السجود كسجودها ، والتسليم كتسليمها.

فالقضية النظرية الّتي تعطيها هاتين الآيتين ، هي نتيجة قياس كالتالي :

ـ السموات ومن فيها ، فقير إلى الله تعالى.

ـ وكلُّ فقير إلى الله تعالى ، ساجد وخاضع له.

فالسماوات ومن فيها ، ساجد وخاضع لله تعالى.

ومن هذا القياس الّذي لفتتنا إليه تلك القضية النظرية ننتقل إلى قياس آخر

٣٤٦

يوصلنا إلى النتيجة الجزئية العملية ، وهي وجوب خضوع الإنسان لله تعالى ، وهو كالتالي :

ـ الإنسان (بما أنّه جزء من السموات والأرض) ، فقير إلى الله تعالى.

ـ وكل فقير إلى الله تعالى ، يجب أن يخضع له.

فالإنسان ، يجب أن يخضع لله تعالى.

وأمّا الآية الثالثة ، فإنّه سبحانه لما علّم آدم الأسماء كلَّها ، وعرّفه حقائق الأشياء ، وقف من جملة ما وقف عليه ، على أنّ الأكل من الشجرة المعلومة ، موجب للشقاء ، وكل ما يوجب الشقاء يجب الاجتناب عنه (كبرى عملية) ، فيستنتج من ذلك أنّ الأكل من هذه الشجرة المعلومة يجب الاجتناب عنه.

وأمّا الآية الرابعة ، فتُعلم ممّا ذكر من الآيتين الأُولَيين ، فإنَّ ذكرَ الله سبحانه قياماً وقعوداً ليس إلّا خضوعاً واستسلاماً لله عزوجل. وما في السموات والأرض من الآيات ، يدلّ على خضوع جميع الموجودات لله تعالى ، لفقرها إليه ، والإنسان فقير مثلها ، فيجب أن يخضع لله ويذكره قياماً وقعوداً.

وهكذا سائر الآيات ، تستتر فيها أقيسة عقلية تظهر بالتدبر ، وتدفع الإنسان إلى لزوم تبني النتيجة العملية ، فلا حاجة إلى ذكرها جميعها وإنّما نكتفي بالآية الأخيرة وهي قوله: (وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ) ، حيث رتّب عليها قوله : (أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ). فإنّ الآية الأُولى ترشد إلى سنّة طبيعيّة ، وهي أنّ كل ظاهرة يسودها النظام إنّما تستمر في بقائها ، إذا سادها التعادل (الميزان) (١). والإنسان بما أنّه من صغريات هذا الموضوع ، فلا يستمر له البقاء إلّا إذا ساد على حياته الفردية والاجتماعية ، العلمية والعملية ، التعادل والتوازن ، فلا يصدر عنه من عمل ولا فكر ، إلّا بميزان يعدّله ويقوّمه ، فلا يظلم ولا يُجْحف ولا يُخْسِر.

* * *

__________________

(١) جاء في «الإلهيات» في مباحث المعاد أنّ «الميزان» أعمُّ من ميزان الأثقال ، ويراد منه عموم ما تُقَدَّر به الأشياء ، حتّى لو كانت أفعالاً وأقوالاً وعقائد ، كما يؤيّده قوله سبحانه ؛ (لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) الحديد : ٢٥.

٣٤٧
٣٤٨

خاتمة المطاف

ثبات المعرفة وتطورها

لا شك أنّ معرفة الإنسان بالكون وشئونه وسننه ، لم تزل في تزايد وتكامل مطّرد ، مذ عرف البسيطة ، وفتح عينيه على آفاق هذا الوجود الوسيع. كما أنّه لمّا يَزَل يقف على أخطائه وعثراته في بعض ما توصل إليه ، أو يكتشفه من معارف ، في ظل تطور العلوم وترقّيها. وهذا يعرب عن اتّصال وثيق بين المعارف البشرية ، بحيث تؤثّر المعرفة الثانية في المعرفة الأُولى ، إكمالاً أو تأسيساً.

ولكنّ المرءَ يتساءل : هل تطور المعرفة وتكاملها في حقل من حقول العلم ، يؤثّر في جميع المعارف البشرية ، أو أنّ تأثيره يقتصر على بعضها فقط ، ممّا كان بينه وبين ذلك العلم المتكامل مسانخة؟

تراءى للبعض ، الأوّل ، ولكن الحقّ هو الثاني ، فإنّ الأوّلَ باطل من جهتين :

الجهة الأُولى : لو قلنا بأنّ التطور في معرفةٍ ما ، والوقوف على آفاق جديدة في علم ، يؤثّر في جميع المعارف الأُخرى ، للزم عدم الجزم والإذعان بقضية من القضايا ، وذلك لأنّا على يقين بأنّه سيحصل تطور في جانب من المعارف ، والمفروض أنّه مؤثّر في جميعها ، فيلزم أن تكون جميع المعارف دائماً في رحاب الشك ، وعلى ساق الترديد ، وهو عين السفسطة الّتي لا يقبلها عاقل ولا حكيم.

الجهة الثانية : إنّ شأن الترابط بين العلوم والمعارف والتأثير فيما بينها ، شأن

٣٤٩

الترابط بين القضايا والنتائج في الأقيسة ، فكما أنّ السنخية معتبرة في الأخيرة ، حيث لا يمكن استنتاج كل نتيجة من كل قضية وقياس ، فهكذا الأمر في مسألة التأثير والتحول ، فليس كل تحول في علمٍ ما موجباً للتحول في كل العلوم ، ما لم يكن بين العلمين سنخية.

فإذن ، كما أنّ السنخية شرط أساسي في الاستنتاج ، فهكذا هي شرط أساسي للتأثير والتحول.

ولأجل ذلك يمكننا أن نُقِرّ بصحة التأثير والتحول في المواضع التالية :

١. إنّ تحول مسألة رئيسية في علم ، تؤثّر في جميع مسائل ذلك العلم أو أكثر ، لوجود السنخية ، ويمكن أن نلاحظ أمثلة متعددة لذلك.

ففي علم الفلك ، كان للتحول عن نظرية بطليموس القائلة بمركزية الأرض للعالم ، إلى مركزية الشمس للكواكب السيارة ، الّتي تشكل الأرض فرداً منها ، أثرٌ كبيرٌ في تغيير مجرى العلوم الفلكية.

وفي الفلسفة ، كان للتحول من أصالة الماهية إلى أصالة الوجود ، وكذلك التحول من تباين الوجودات بالذات ، إلى تباينها بالتشكيك في مراتب الحقيقة الواحدة ، وكذلك التحول من القول بالكون والفساد إلى الحركة الجوهرية ، كان لكل ذلك آثاره العميقة في المسائل الفلسفية.

٢. التحول في مسألة من مسائل علم آلي بالنسبة إلى علم آخر ، كعلم الأُصول بالنسبة إلى الفقه ، يؤثّر على مسائل العلم الآخر. ولذلك كان لتأسيس أصل ورود الأمارات على الأصول العملية ، عقليها وشرعيها ، أثر كبير في كثير من المسائل الفقهية ، بحيث لم يعد صحيحاً الاستدلال بالأصل العملي ـ كأصالة البراءة ـ مع وجود الدليل الاجتهادي.

٣. موضوعات القرآن الكريم ، فإنّ القرآن بما أنّه كتاب سماوي خالد عبر الأجيال والأزمنة ، قد بحث عن موضوعات كثيرة ترتبط بالفلسفة ، والعرفان ، والأخلاق ، وعلم الاجتماع ، والهيئة ، والبيئة ، والنفس ، والطبيعة (١) ، ومن

__________________

(١) نعم ليس القرآن الكريم كتاب فلسفة أو طبيعيات ... الخ ، وإنّما تطرق إلى هذه الموضوعات ، ـ

٣٥٠

المعلوم أنّ التحول في هذه العلوم ، يعطي الإنسان أُفقاً أوسع لفهم ما خفي على الأولين من المعارف ، فيكون ذلك التحول سبباً لتكامل معرفة الإنسان بالله تعالى وما وراء الطبيعة.

وهذا الّذي ذكرناه ، نماذج لتمييز ما يؤثر من التحولات العلمية ، عمّا لا يؤثر.

* * *

هذا تمام مباحث نظرية المعرفة ، وقد فرغت من تبييضه بتوفيقه سبحانه في

الواحد والعشرين من شهر رمضان المبارك ـ يوم شهادة حامل لواء المعارف

الإلهية الّتي منها نهلت جميع الطوائف الإسلامية مبادئها ، قائد الأبرار

أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، ثبّتنا الله على

ولايته ـ من شهور عام ١٤١٠ للهجرة ، في مدينة قم

المشرفة ، وأنا العبد الفقير حسن بن محمد مكي

العاملي ، عامله الله بلطفه الخفي. اللهم

اجعله ذخراً في خزائنك والحمد لله

رب العالمين.

__________________

ـ باعتبار دلالتها على الخالق تعالى وأسمائه الحسنى وصفاته الكمالية ، وتقع في طريق هداية الإنسان إلى المبدأ تعالى.

٣٥١

ملحق (١)

تعليق للمؤلف (١)

رائد السفسطة

اقدم سوفسطائي معروف هو اليوناني «بروتاجوراس» (٢). ولد في «أبديرا» حوالي عام (٤٨٠ ق. م). واتّهم بالتحلل والإلحاد استناداً إلى كتاب ألّفه عن الآلهة ، وبدأه بهذه الكلمات : «أمّا بالنسبة للآلهة ، فإنّني عاجز عن القول ما إذا كانت موجودة أم لا». وقد حُرِق الكتاب علناً ، وهرب «بروتاجوراس» إلى صقلية ، لكنه غرق في البحر ، وكان ذلك حوالي (٤١٠ ق. م).

وبروتاجوراس هو صاحب القول الشهير ، الّذي يلخّص تعاليمه كلّها ، ويحتوي على شكل جنينيّ للفكر السوفسطائي ، ألا وهو : «الإنسان هو معيار كل الأشياء ، معيار ما هو موجود فيكون موجوداً ، ومعيار ما ليس بموجود فلا يكون موجوداً».

وهذه الكلمة تهدف إلى نفي الموضوعية عن كل الأشياء ، وأنّ كل ما يقال بأنّه موجود ، إنّما هو موجود لأنّ الإنسان يظنه موجوداً ، وإلّا فهو زائف.

ثمّ ترقت الفلسفة البروتاجورية إلى مستوى الإعلان بأنّ كل معرفة

__________________

(١) راجع إلى موضوع : منهج الإنكار.

(٢)sarogatorP ، حوالي ٤٨٠ ـ ٤١١ ق. م.

٣٥٢

مستحيلة ، فإنّه إذا لم تكن هناك أيّة حقيقة موضوعية ، فإنّه لا يمكن أن تتحقق أيّة معرفة بها.

وجاء بعده «جورجياس» (١) ، فكتب كتاباً بعنوان «حول الطبيعة أو اللاوجود» ، والسفسطة واضحة في عنوانه ، حيث ساوى بين الطبيعة واللاوجود. وقد حاول في هذا الكتاب أن يبرهن على ثلاث قضايا :

١. لا يوجد شيء.

٢. إذا وجد شيء فلا يمكن معرفته.

٣. إذا أمكنت معرفته ، فلا يمكن نقل معرفته إلى الآخرين.

الآراء العملية للسوفسطائيين

بمرور الزمان ، أخذت السفسطة منحى خطيراً ، وذهب السوفسطائيون المتأخرون إلى أبعد ممّا ذهب إليه بروتاجوراس وجورجياس ، عند ما صرفوا هممهم. إلى تطبيق تعاليم معلمهم الأول بروتاجوراس ، على مجالَيْ السياسة والأخلاق ، فقالوا :

إذا لم تكن هناك أيّة حقيقة موضوعية ، وإذا كان ما يبدو صادقاً عند كل فرد ، هو صادق بالنسبة إليه فحسب ، فكذلك لن يكون هناك قانون أخلاقي موضوعي أبداً ، فإنّ ما يبدو لكل إنسان أنّه صواب ، فإنّما هو صواب بالنسبة له لا غير.

فكانت لهم هذه المقولة : إنّ مشاعري وأحاسيسي لا تُلزم أحداً سواي.

حتّى قال بعض أقطابهم ـ أعني «بولس» (٢) و «تراسيماخوس» (٣) ـ : إنّ قوانين الدولة هي من اختراع الضعفاء الذين بلغ بهم المكر مداه ، وقد لجئوا إلى هذه الحيلة للسيطرة على الأقوياء ، وسلبهم ثمار قوتهم الطبيعية.

__________________

(١) saigroG ، ٤٨٤ ـ ٣٩٦ ق. م.

(٢)soloB.

(٣)suhcamysarhT.

٣٥٣

وفسّر «كريتياس» (١) الاعتقاد الشعبي والإيمان بالآلهة ، بأنّه اختراع من جانب سياسيٍّ محترف للسيطرة على العوام عن طريق الخوف.

وهكذا ، فقد رأى السوفسطائيون أنّ من اللغو الحديث عن القوانين العادلة والخيّرة ، فما من قانون خيّر أو عادل في ذاته ، لأنّه لا يوجد شيء اسمه الخير أو العدالة. وكانوا ـ بالتالي ـ أول من روّج المذهب القائل : القوة هي الحق ، وإن لم يكونوا الأخيرين.

ولقد اتّضح لك ممّا ذكرناه ، أنَّ الاتجاه الكلي لهذه التعاليم السوفسطائية هو اتّجاه مدمّر ومعادٍ للجميع. إنّه مدمّر للدين ، والأخلاقيات ، وأُسس الدولة ، وكل المؤسسات القائمة.

كما بإمكانك أن تلاحظ الآن ، أنّ آراء السوفسطائيين متبلورة في الاتجاهات العملية لأبناء هذا العصر. فالناس في الممارسة ، والسوفسطائيون في النظرية ، يطئون تحت الأقدام قيود القانون ، والسلطة ، والعادة ، والدين ، ويتركون الساحة لتحديات الأفراد في إراداتهم الفجّة ، وأنانياتهم المتمادية (٢).

__________________

(١)saitirK.

(٢) بإمكانك أن تلاحظ ما نقلناه في «تاريخ الفلسفة اليونانية» ، وولترستيس : ٩٧ ـ ١١٢.

٣٥٤

ملحق (٢)

تعليق للمؤلف (١)

أشرنا إلى حصول حوادث كثيرة في العلوم الطبيعية ، استُدلّ فيها بالمحسوس المرئي على ظواهر غيبية غير مرئية.

فمن تلك الحوادث ، واقعتا اكتشاف الكوكبين السيارين من كواكب المجموعة الشمسية «نبتون» و «بلوتون». وإليك فيما يلي بيانهما.

لقد ظلت حركة سابع الكواكب السيارة «أورانوس» ـ وعلى مدى سنين عديدة من الأرصاد الدقيقة ـ محيّرة لعلماء الفلك ، وذلك لأنّ مسير دورانه حول الشمس ، لم يكن مطابقاً للمسير المعيّن طبقاً لمحاسبات قانون «نيوتون» للجذب الكوني بين الأجرام ، وكأنّ شيئاً ما يحرف «أورانُوس» عن مسيره الّذي ينبغي أن يكون عليه.

وانطلاقاً من ذلك ، توصل عالمان رياضيان هما «جون أدامز» (٢) ، و «أُربَن ليفرييه» (٣) ، إلى حتمية وجود كوكب سيار آخر مجهول ، يجذب «أُورانُس» إليه. ثمّ قاموا بمحاسبات رياضية دقيقة عينوا بها مكان ذلك الكوكب الغيبي اللامرئي.

__________________

(١) راجع إلى موضوع : دوافع إخراج العوالم الغيبية عن إطار المعرفة ، في برهان الصديقين.

(٢) جون كاوتش آدامز ، (١٨١٩ ـ ١٨٩٢ م) ، مدير مرصد كامبريدج عام ١٨٥٨ م.

(٣) أُربن جان جوزيف ليفرييه ، (١٨١١ ـ ١٨٧٧ م) ، مدير مرصد پاريس ١٨٥٤ م.

٣٥٥

وبعد مدة من الزمان ، اعتمد مرصد في برلين محاسبات «ليفرييه» أساساً له في سبر أغوار المجموعة الشمسية ، حتّى كان العام ١٨٤٦ ، عند ما وجد فلكيو ذلك المرصد نقطة نورانية جديدة في صورة الدلو الفلكية. وهكذا تمّ اكتشاف ثامن الكواكب السيّارة : «نبتون».

ثمّ عكف الفلكيون على مراقبة «نبتون» ، ولكنهم ـ بعد فترة ـ اندهشوا عند ما لاحظوا أنّه بدأ بالانحراف عن مسيره. فتساءلوا : هل يوجد كوكب سيّار آخر وراء «نبتون» يجذبه إليه؟. لم يكن بالإمكان إعطاء أي جواب شافٍ ، حتّى عام ١٩١٥ م عند ما عيّن «برسيوال لوُوِل» ، بالمحاسبات الرياضية ؛ مكان ذلك الكوكب اللامرئي ، وباءت بعده كل محاولات الفلكيين لكشفه ، بالفشل ، حتّى تمكّن «كلايد تومبا» (١) ، سنة ١٩٣٠ م ، بعد سبر طويل ، وبالصدفة المحضة ، من اكتشاف تاسع الكواكب السيارة «بلوتو» (٢).

افترى ، أي فرق بين انتقال الفلكيين من مشاهدة ومطالعة أمورٍ محسوسة ، إلى وجود أشياء غيبية ، ما شاهدوها ، ولا عرفوها من قبل ؛ وبين انتقال الإلهي من مشاهدة ومطالعة هذا الكون المحسوس ، إلى وجود أشياء وعوالم غيبية لم يرها ولم يعرفها؟

__________________

(١) ولد عام ١٩٠٦ م.

(٢) ترجمناه من كتاب ymonortsA gnirevocsiD ، تأليف : enilekcaJ وnottiM nomiS ص ١١١ ، بتصرف.

٣٥٦

الفهارس

فهرس الآيات

فهرس الأحاديث

فهرس الأشعار

فهرس الأعلام

فهرس المصادر

٣٥٧
٣٥٨

فهرس الآيات

الآية

السورة ورقم الآية

رقم الصفحة

 ـ (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)

الإسراء : ٧٠

٧

 ـ (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا)

البقرة : ٣٤ الإسراء : ٦١

الكهف : ٥ ، طه : ١١٦

٧

 ـ (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)

العلق : ٤ و ٥

 ـ (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا)

البقرة : ٣١

٧

 ـ (نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ)

الحشر : ٥٩

٨

 ـ (وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ)

الحج : ٣٧

١٠

 ـ (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)

النحل : ٧٨

٧ ، ٣ ، ٨٧ ، ١٣٥ ، ١٣٩

 ـ (قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...)

يونس : ١٠١

١٨١

٣٥٩

 ـ (وإِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)

ق : ٣٧

١٨٤

 ـ (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا)

الأنفال : ٢٩

 ـ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)

الحديد : ٢٨

١٨٦

 ـ (أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا)

الأنعام : ٢٢

١٨٦

 ـ (وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)

البقرة : ٢٨٢

١٨٦

 ـ (كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ)

التكاثر : ٣ و ٤

١٨٧

 ـ (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ)

محمد : ١٧

١٨٧

 ـ (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى * وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا)

الكهف : ١٣ و ١٤

١٨٧

 ـ (ومن آياته)

الروم : ٢٠ و ٢١ و ٢٢ و ٢٣ و ٢٤ و ٢٥ و ٤٦ ، فصلت : ٣٧ و ٣٩.

٢٠٨

الشورى : ٢٩ و ٣٢.

٢٠٨

 ـ (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ)

يونس : ٦٧. الرعد :

٣٦٠