فرق الشّيعة

الحسن بن موسى النوبختي

فرق الشّيعة

المؤلف:

الحسن بن موسى النوبختي


الموضوع : الفرق والمذاهب
الناشر: دار الأضواء
الطبعة: ٢
الصفحات: ١٣٥

المتوفى في حياة ابيه وزعمت أن الحسن وجعفرا ادعيا ما لم يكن لهما وأن اباهما لم يشر إليهما بشيء من الوصية والامامة ولا روي عنه في ذلك شيء اصلا ولا نص عليهما بشيء يوجب إمامتهما ولا هما في موضع ذلك وخاصة جعفر فان فيه خصالا مذمومة وهو بها مشهور ولا يجوز أن يكون مثلها في إمام عدل وأما الحسن فقد توفي ولا عقب له فعلمنا أن محمدا كان الامام قد صحت الاشارة من ابيه إليه والحسن قد توفي ولا عقب له ولا يجوز أن يموت إمام بلا خلف ثم رأينا جعفرا في حياة الحسن وبعد مضيه ظاهر الفسق غير صائن لنفسه معلنا بالمعاصي وليس هذا صفة من يصلح للشهادة على درهم فكيف يصلح لمقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لأن الله عزوجل لم يحكم بقول شهادة من يظهر الفسق

__________________

ـ فقد أحدث فيك أمرا : يريد (ع) الامامة وما سبق من مثله في اسماعيل بن الامام الصادق عليه‌السلام من البداء المفسر باظهار ما كان اخفاه على الناس لمصلحة في الحالتين لحسبانهم إمامته لما تقرر عندهم من أن الامامة في الأكبر ما لم يكن به عاهة وكان اسماعيل ومحمد كل منهما اكبر من اخيه فلما توفاهما الله سبحانه أعلمهم بمحل الامامة : وقبره بمقربة من (بلد) على مرحلة من سامراء مشهور مشيد تظهر منه الكرامات وتقصده الوفود للزيارة وطلب الحوائج وتساق إليه النذور وفضائله كثيرة تقف عليها في كتب الامامية : وفي بحر الأنساب الفارسي أنه كان لمحمد هذا تسعة من البنين هاجر أربعة منهم من سامراء إلى خوي وسلماس (بلدتان في آذربيجان) فقتلوا هنا لك وهم اسحاق ومحمود وجعفر واسكندر وخمسة منهم يمموا بلدة لار فقتلوا بها ؛ وقال ضامن بن شدقم الحسيني المدني النسابة في تحفة الأزهار (مخطوط) أن محمدا هذا خلف عليا وخلف علي محمدا وخلف محمد حسينا وخلف حسين محمدا وخلف محمد عليا وخلف علي شمس الدين محمد الشهير بميرسلطان البخاري ويقال لولده البخاريون ..

١٠١

والفجور فكيف يحكم له باثبات الامامة مع عظم فضلها وخطرها وحاجة الخلق إليها وإذ هي السبب الذي يعرف به دينه ويدرك رضوانه فكيف تجوز في مظهر الفسق وإظهار الفسق لا يجوز تقية هذا ما لا يليق بالحكيم عزوجل ولا يجوز أن ينسب إليه تبارك وتعالى فلما بطل عندنا أن تكون الامامة تصلح لمثل جعفر وبطلت عمن لا خلف له لم يبق إلا التعلل بامامة «ابي جعفر محمد بن علي» اخيهما إذ لم يظهر منه إلا الصلاح والعفاف وإن له عقبا قائما معروفا مع ما كان من ابيه من الاشارة بالقول مما لا يجوز بطلان مثله فلا بد من القول بامامته وأنه القائم المهدي او الرجوع إلى القول ببطلان الامامة اصلا وهذا مما لا يجوز

وقالت الفرقة السادسة : أن للحسن بن علي ابنا سماه محمدا ودل عليه وليس الأمر كما زعم من ادعى أنه توفي ولا خلف له وكيف يكون إمام قد ثبتت إمامته ووصيته وجرت اموره على ذلك وهو مشهور عند الخاص والعام ثم توفي ولا خلف له ولكن خلفه قائم وولد قبل وفاته بسنين (١) وقطعوا على إمامته وموت الحسن وأن اسمه «محمد»

__________________

(١) ولد عليه‌السلام يوم الجمعة منتصف شعبان على أشهر الأقوال وقيل لثمان خلون منه سنة مأتين وخمس وخمسين فيكون عمره عند وفاة ابيه خمس سنين لأن وفاة ابيه الحسن عليه‌السلام سنة مأتين وستين كما تقدم واسم أمه نرجس او ريحانة او صقيل او سوسن او خمط على اختلاف الأقوال وكنيته ابو القاسم والقابه كثيرة منها صاحب الزمان وصاحب الدار والغريم والقائم والمهدي والهادي والصاحب

١٠٢

وزعموا أنه مستور لا يرى خائف من جعفر وغيره من اعدائه وأنها احدى (١) غيباته وأنه هو الامام القائم وقد عرف في حياة ابيه ونص عليه ولا عقب لابيه غيره فهو الامام لا شك فيه

وقالت الفرقة السابعة : بل ولد للحسن ولد بعده بثمانية أشهر وأن الذين ادعوا له ولدا في حياته كاذبون مبطلون في دعواهم لأن ذلك لو كان لم يخف كما لم يخف غيره ولكنه مضى ولم يعرف له ولد ولا يجوز أن يكابر في مثل ذلك ويدفع العيان والمعقول والمتعارف وقد كان الحبل فيما مضى قائما ظاهرا ثابتا عند السلطان وعند سائر الناس وامتنع من قسمة ميراثه من اجل ذلك حتى بطل بعد ذلك عند السلطان وخفي امره فقد ولد له ابن بعد وفاته بثمانية اشهر وقد كان أمر أن يسمى محمدا واوصى بذلك وهو مستور لا يرى ، واعتلوا في تجويز ذلك وتصحيحه بخبر يروى عن ابي الحسن الرضا عليه‌السلام أنه قال ستبلون بالجنين في بطن أمه والرضيع (٢)

وقالت الفرقة الثامنة : أنه لا ولد للحسن اصلا لأنا قد امتحنا ذلك

__________________

(١) له عليه‌السلام غيبتان احداهما من يوم وفاة ابيه عليه‌السلام وهي الصغرى ومدتها ثمان او تسع وستون سنة إلا اشهر وثانيتهما الكبرى وابتداؤها من وفاة ابي الحسين علي بن محمد السمري آخر السفراء الأربعة التي هي منتصف شعبان سنة ثلاثمائة وثمان او تسع وعشرين ولم يعلم انتهاءها إلا الله عزوجل : هذا هو اعتقاد الامامية الاثني عشرية وهى الفرقة الناجية كما دلت عليه الأخبار الصريحة الصحيحة

(٢) وفي بعض النسخ الخطية زيادة ـ فهذا هو ـ

١٠٣

وطلبناه بكل وجه فلم نجده ولو جاز لنا أن نقول في مثل الحسن وقد توفي ولا ولد له أن له ولدا خفيا لجاز مثل هذه الدعوى في كل ميت عن غير خلف ولجاز مثل ذلك في النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يقال خلف ابنا نبيا رسولا وكذلك في عبد الله بن جعفر بن محمد أنه خلف ابنا وأن أبا الحسن الرضا عليه‌السلام خلف ثلاثة بنين غير ابي جعفر احدهم الامام لأن مجيء الخبر بوفاة الحسن بلا عقب كمجيء الخبر بأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يخلف ذكرا من صلبه ولا خلف عبد الله بن جعفر ابنا ولا كان للرضا أربعة بنين فالولد قد بطل لا محالة ولكن هناك حبل قائم قد صح في سرية له وستلد ذكرا إماما متى ما ولدت فانه لا يجوز أن يمضي الامام ولا خلف له فتبطل الامامة وتخلو الأرض من الحجة

واحتج اصحاب الولد على هؤلاء فقالوا : انكرتم علينا امرا قلتم بمثله ثم لم تقنعوا بذلك حتى اضفتم إليه ما تنكره العقول ، قلتم أن هناك حبلا قائما فان كنتم اجتهدتم في طلب الولد فلم تجدوه فانكرتموه لذلك فقد طلبنا معرفة الحبل وتصحيحه أشد من طلبكم واجتهدنا فيه أشد من اجتهادكم فاستقصينا في ذلك غاية الاستقصاء فلم نجده فنحن فى الولد أصدق منكم لأنه قد يجوز في العقل والعادة والتعارف أن يكون للرجل ولد مستور لا يعرف في الظاهر ويظهر (١) بعد ذلك ويصح نسبه والأمر الذي

__________________

(١) ويعرف ـ خ ل ـ

١٠٤

ادعيتموه منكر شنيع ينكره عقل كل عاقل ويدفعه التعارف والعادة مع ما فيه من كثرة الروايات الصحيحة عن الأئمة الصادقين أن الحبل لا يكون أكثر من تسعة اشهر وقد مضى للحبل الذي ادعيتموه سنون وإنكم (١) على قولكم بلا صحة ولا بينة

وقالت الفرقة التاسعة : أن الحسن بن علي قد صحت وفاة ابيه وجده وسائر آبائه عليهم‌السلام فكما صحت وفاته بالخبر الذي لا يكذب مثله فكذلك صح أنه لا إمام بعد الحسن وذلك جائز في العقول والتعارف كما جاز أن تنقطع النبوة فلا يكون بعد محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله نبي فكذلك جاز أن تنقطع الامامة وقد روي عن الصادقين أن الأرض لا تخلو من حجة إلا أن يغضب الله على أهل الأرض بمعاصيهم فيرفع عنهم الحجة إلى وقت والله عزوجل يفعل ما يشاء وليس في قولنا هذا بطلان الامامة وهذا جائز أيضا من وجه آخر كما جاز أن لا يكون قبل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيما بينه وبين عيسى عليه‌السلام نبي ولا وصي ولما روينا من الأخبار أنه كانت بين الأنبياء فترات ورووا ثلاثمائة سنة وروي مأتي سنة ليس فيها نبي ولا وصي وقد قال الصادق عليه‌السلام أن الفترة هي الزمان الذي لا يكون فيه رسول ولا إمام ، والأرض اليوم بلا حجة إلا أن يشاء الله فيبعث القائم من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فيحي

__________________

(١) فانكم على قوله بلا حجة ـ خ ل ـ

١٠٥

الأرض بعد موتها كما بعث محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله على حين فترة من الرسل فجدد ما درس من دين عيسى ودين الأنبياء قبله صلى الله عليهم فكذلك يبعث القائم إذا شاء جل وعز ، والحجة (١) علينا أن يبعث القائم وظهور الأمر والنهي المتقدمين والعلم الذي في ايدينا مما خرج عنهم إلينا والتمسك بالماضي مع الاقرار بموته كما كانت الحجة على الناس قبل ظهور نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر عيسى عليه‌السلام ونهيه وما خرج من علمه وعلم اوصيائه والتمسك بالاقرار بنبوته وبموته والاقرار بمن ظهر من اوصيائه

وقالت الفرقة العاشرة : أن أبا جعفر محمد بن علي الميت في حياة ابيه كان الامام بوصية من ابيه إليه واشارته ودلالته ونصه على اسمه وعينه ولا يجوز أن يشير إمام قد ثبتت إمامته وصحت على غير إمام فلما حضرت وفاة محمد لم يجز (٢) أن لا يوصي ولا يقيم إماما ولا يجوز له أن يوصي إلى ابيه إذ إمامة ابيه ثابتة عن جده ولا يجوز أيضا أن يأمر مع ابيه وينهى ويقيم من يأمر معه ويشاركه وإنما ثبتت له الامامة بعد مضي ابيه فلما لم يجز إلا أن يوصي اوصى إلى غلام لأبيه صغير كان في خدمته

__________________

(١) في العبارة تشويش واضطراب ولعل الصحيح ـ والحجة علينا إلى بعث القائم وظهوره الأمر والنهي من المتقدمين الخ ـ

(٢) لم يجز إلا أن يوصي وإلا أن يقيم إماما ـ خ ل ـ

١٠٦

يقال له «نفيس» وكان ثقة أمينا عنده ودفع إليه الكتب والعلوم والسلاح وما تحتاج إليه الأمة واوصاه إذا حدث بأبيه حدث الموت يؤدي ذلك كله إلى اخيه جعفر ولم يطلع على ذلك احدا غير ابيه وإنما فعل ذلك لتقل التهمة ولا يعلم به وقبض ابو جعفر فلما علم اهل داره والمائلون إلى ابي محمد الحسن بن علي (ع) قصته وأحسوا بامره حسدوه ونصبوا له وبغوه الغوائل فلما احس بذلك منهم وخاف على نفسه وخشي أن تبطل الامامة وتذهب الوصية دعا جعفرا واوصى إليه ودفع إليه جميع ما استودعه ابو جعفر محمد بن علي اخوه الميت في حياة ابيه ودفع إليه الوصية على نحو ما أمره وكذلك فعل الحسين بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام لما خرج إلى الكوفة دفع كتبه والوصية وما كان عنده من السلاح وغيره إلى أم سلمة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله واستودعها ذلك كله وأمرها أن تدفعه إلى علي بن الحسين الأصغر إذا رجع إلى المدينة فلما انصرف علي بن الحسين من الشام إليها دفعت إليه جميع ذلك وسلمته له فهذا بتلك المنزلة في الامامة لجعفر بوصية «نفيس» إليه عن محمد اخيه ، وانكروا إمامة الحسن عليه‌السلام فقالوا : لم يوص ابوه إليه ولا غير (١) وصيته إلى محمد ابنه وهذا عندهم صحيح فقالوا بامامة جعفر من هذا الوجه وناظروا عليها ، وهذه الفرقة تتقول على ابي محمد الحسن بن

__________________

(١) غير : بتشديد الياء

١٠٧

علي عليه‌السلام تقولا شديدا تكفره وتكفر من قال بامامته وتغلو في القول في جعفر وتدعي أنه القائم وتفضله على علي بن ابي طالب عليه‌السلام وتعتقد في ذلك بأن القائم افضل الخلق بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأخذ «نفيس» ليلا وألقي في حوض كان في الدار كبير فيه ماء كثير فغرق فيه فمات ، فسميت هذه الفرقة «النفيسية»

وقالت الفرقة الحادية عشرة منهم : لما سئلوا عن ذلك وقيل لهم ما تقولون في الامام أهو جعفر أم غيره قالوا : لا ندري ما نقول في ذلك أهو من ولد الحسن أم من اخوته فقد اشتبه علينا الأمر إنا نقول أن الحسن بن علي كان إماما وقد توفي وأن الأرض لا تخلو من حجة ونتوقف ولا نقدم على شيء حتى يصح لنا الأمر ويتبين

وقالت الفرقة الثانية عشرة وهم «الامامية» ليس القول كما قال هؤلاء كلهم بل لله عزوجل في الأرض حجة من ولد الحسن بن علي وأمر الله بالغ وهو وصي لأبيه على المنهاج الأول والسنن الماضية ولا تكون الامامة في اخوين بعد الحسن والحسين عليهما‌السلام ولا يجوز ذلك ولا تكون إلا في غيبة (١) الحسن بن علي إلى أن ينقضي الخلق متصلا ذلك ما اتصلت امور الله تعالى ولو كان في الأرض رجلان لكان احدهما الحجة ولو مات احدهما لكان

__________________

(١) كذا في النسخ المخطوطة ولعل الصحيح في عقب الخ

١٠٨

الآخر (١) الحجة ما دام أمر الله ونهيه قائمين في خلقه ولا يجوز أن تكون الامامة في عقب من لم تثبت له إمامة ولم تلزم العباد به حجة ممن مات في حياة ابيه ولا في ولده ، ولو جاز ذلك لصح قول اصحاب إسماعيل بن جعفر ومذهبهم ولثبتت إمامة محمد بن جعفر وكان من قال بها محقا بعد مضي جعفر بن محمد ، وهذا الذي ذكرناه هو المأثور عن الصادقين الذي لا تدافع له بين هذه العصابة ولا شك فيه لصحة مخرجه وقوة اسبابه وجودة أسناده ولا يجوز أن تخلو الأرض من حجة ولو خلت ساعة لساخت الأرض ومن عليها ولا يجوز شيء من مقالات هذه الفرق كلها فنحن مستسلمون بالماضي وإمامته مقرون بوفاته معترفون بان له خلفا قائما من صلبه وأن خلفه هو الامام من بعده حتى يظهر ويعلن أمره كما ظهر وعلن أمر من مضى قبله من آبائه ، ويأذن الله في ذلك إذا لأمر لله يفعل ما يشاء ويأمر بما يريد من ظهوره وخفائه كما قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : اللهم انك لا تخلي الأرض من حجة لك على خلقك ظاهرا معروفا او خائفا مغمودا (٢) كيلا تبطل حجتك وبيناتك وبذلك أمرنا وبه جاءت الأخبار الصحيحة عن الأئمة الماضين لأنه ليس للعباد أن يبحثوا عن امور الله

__________________

(١) لكان الخلو منهما الحجة ـ خ ل ـ

(٢) مغمورا ـ خ ل ـ

١٠٩

ويقضوا (١) بلا علم لهم ويطلبوا آثار ما ستر عنهم ولا يجوز ذكر اسمه ولا السؤال عن مكانه حتى يؤمر بذلك إذ هو عليه‌السلام مغمود (٢) خائف مستور بستر الله تعالى وليس علينا البحث عن أمره بل البحث عن ذلك وطلبه محرم لا يحل ولا يجوز لأن في اظهار ما ستر عنا وكشفه إباحة دمه ودمائنا وفي ستر ذلك والسكوت عنه حقنهما وصيانتهما ولا يجوز لنا ولا لأحد من المؤمنين أن يختاروا إماما برأي واختيار وإنما يقيمه الله لنا ويختاره ويظهره إذا شاء لأنه أعلم بتدبيره في خلقه وأعرف بمصلحتهم والامام عليه‌السلام أعرف بنفسه وزمانه منا ، وقد قال ابو عبد الله الصادق عليه‌السلام وهو ظاهر الأمر معروف المكان لا ينكر نسبه ولا تخفى ولادته وذكره شايع مشهور في الخاص والعام :

من سماني باسم (٣) فعليه لعنة الله ، ولقد كان الرجل من شيعته يتلقاه فيحيد عنه وروي عنه أن رجلا من شيعته لقيه في الطريق فحاد عنه وترك السلام عليه فشكره على ذلك وحمده وقال له لكن فلانا لقيني فسلم علي ما أحسن وذمه على ذلك واقدم عليه بالمكروه ، وكذلك وردت الأخبار عن ابي ابراهيم موسى بن جعفر عليه‌السلام أنه قال في نفسه من منع تسميته مثل ذلك وابو الحسن الرضا عليه‌السلام يقول :

__________________

(١) ويقفوا ـ خ ل ـ

(٢) مغمور ـ خ ل ـ

(٣) باسمي ـ خ ل ـ

١١٠

لو علمت ما يريد القوم مني لأهلكت نفسي عندي بما (١) لا يوثق ديني بلعب الحمام والديكة واشباه ذلك ، فكيف يجوز في زماننا هذا مع شدة الطلب وجور السلطان وقلة رعايته لحقوق امثالهم مع ما لقي عليه‌السلام من صالح بن وصيف (٢) وحبسه وتسميته من لم يظهر خبره ولا اسمه وخفيت ولادته ، وقد رويت اخبار كثيرة أن القائم تخفى على الناس ولادته ويخمل ذكره ولا يعرف إلا أنه لا يقوم حتى يظهر ويعرف أنه إمام ابن إمام ووصي ابن وصي يوتم به قبل أن يقوم ومع ذلك فانه لا بد من أن يعلم أمره ثقاته وثقات ابيه وإن قلوا ولا ينقطع من عقب الحسن بن علي عليه‌السلام ما اتصلت امور الله عزوجل ولا ترجع إلى الأخوة ولا يجوز ذلك وأن الاشارة والوصية لا تصحان (٣) من الامام ولا من غيره إلا بشهود أقل ذلك شاهدان فما فوقهما ،

__________________

(١) مما ـ خ ل ـ

(٢) صالح بن وصيف من اكبر قواد الأتراك في زمن المستعين والمعتز والمهتدي العباسيين : روى الشيخ المفيد في ارشاده عن ابي القاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن موسى بن جعفر قال دخل العباسيون على صالح بن وصيف عند ما حبس ابو محمد عليه‌السلام فقالوا له ضيق عليه ولا توسع فقال لهم صالح ما اصنع به وقد وكلت به رجلين شر من قدرت عليه فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام إلى أمر عظيم ثم أمر باحضار الموكلين فقال لهما ويحكما ما شأنكما في امر هذا الرجل فقالا ما نقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كله لا يتكلم ولا يتشاغل بغير العبادة فاذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا وداخلنا ما لا تملكه من انفسنا فلما سمع ذلك العباسيون انصرفوا خائبين

(٣) لا تصلحان ـ خ ل ـ

١١١

فهذا سبيل الامامة والمنهاج الواضح اللاحب الذي لم تزل الشيعة الامامية الصحيحة التشيع عليه

وقالت الفرقة الثالثة عشرة مثل مقالة الفطحية الفقهاء منهم واهل الورع والعبادة مثل «عبد الله بن بكير بن اعين» ونظرائه فزعموا أن «الحسن بن علي» توفي وأنه كان الامام بعد ابيه وأن «جعفر بن علي» الامام بعده كما كان موسى بن جعفر إماما بعد عبد الله بن جعفر للخبر الذي روي أن الامامة في الأكبر من ولد الامام إذا مضى وأن الخبر الذي روي عن الصادق عليه‌السلام أن الامامة لا تكون في اخوين بعد الحسن والحسين عليهما‌السلام صحيح لا يجوز غيره وإنما ذلك إذا كان للماضي خلف من صلبه فانها لا تخرج منه إلى أخيه بل تثبت في خلفه وإذا توفي ولا خلف له رجعت إلى اخيه ضرورة لأن هذا معنى الحديث عندهم ، وكذلك قالوا في الحديث الذي روي أن الامام لا يغسله إلا إمام وإن هذا عندهم صحيح لا يجوز غيره وأقروا أن جعفر بن محمد عليه‌السلام غسله موسى وادعوا أن «عبد الله» أمره بذلك لأنه كان الامام من بعده وإن جاز أن ما يغسله موسى لأنه إمام صامت في حضرة عبد الله ، فهؤلاء «الفطحية الخلص» الذين يجيزون الامامة في أخوين إذا لم يكن الأكبر منهما خلف ولدا والامام عندهم «جعفر بن علي» على هذا التأويل ضرورة وعلى هذه الأخبار والمعاني التي وصفناها ...

«تم الكتاب بعون الله»

١١٢

(فهرس الكتاب)

صفحة مقدمة الكتاب........................................................... ب

أول اختلاف وقع في الأمة والامامة................................................. ٢

إختلاف الناس بعد قتل عثمان ـ المعتزلة............................................. ٥

المارقون ـ الحرورية................................................................. ٦

إختلاف الناس بعد قتل علي أمير المؤمنين عليه‌السلام...................................... ٦

المرجئة ـ الجهمية ـ الغيلانية......................................................... ٦

الماصرية ـ الشكاك ـ قول أصحاب الرأي............................................. ٧

قول طائفة من المعتزلة وجماعة من أهل الحديث....................................... ٨

إختلاف الناس في الفاضل والمفضول والوصية والامامة واهلها ووجوبها.................... ٨

النجدية من الخوارج............................................................. ١٠

اختلاف الناس فى حرب علي عليه‌السلام ومحاربيه........................................ ١٣

الحشوية....................................................................... ١٥

إختلاف الناس في تحكيم الحكمين ـ الخوارج........................................ ١٥

قول جامع في فرق الأمة......................................................... ١٧

الشيعة العلوية.................................................................. ١٧

البترية......................................................................... ٢٠

١١٣

الجارودية ـ الزيدية............................................................... ٢١

إختلاف الشيعة العلوية بعد قتل أمير المؤمنين علي عليه‌السلام............................. ٢٢

السبأية........................................................................ ٢٢

الكيسانية..................................................................... ٢٣

القائلون بامامة الحسن بن علي عليه‌السلام ـ تواريخه....................................... ٢٤

القائلون بامامة أخيه الحسين عليه‌السلام ـ تواريخه......................................... ٢٥

افتراق الفرق بعد قتل الحسين (ع) بكربلاء......................................... ٢٦

القائلون بامامة محمد بن الحنفية................................................... ٢٦

المختارية ـ الكربية............................................................... ٢٧

القائلون بحياة محمد بن الحنفية ـ السيد الحميري..................................... ٢٩

الهاشمية........................................................................ ٣١

افتراق الهاشمية بعد موت أبي هاشم................................................ ٣٢

القائلون بامامة عبد الله بن معاوية ـ الحارثية......................................... ٣٢

القائلون بامامة محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ـ الروندية.......... ٣٣

البيانية........................................................................ ٣٤

افتراق الفرق بعد قتل عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن ابي طالب............ ٣٤

الخرمدينية ـ الغالية ـ القائلة بالتناسخ............................................... ٣٦

المنصورية...................................................................... ٣٨

القول بالتناسخ والرجعة.......................................................... ٣٩

الخطابية....................................................................... ٤٢

النريعية........................................................................ ٤٣

١١٤

أصحاب السري................................................................ ٤٣

المعمرية........................................................................ ٤٤

قول جامع في أهل الغلو......................................................... ٤٦

المزدكية ـ الزنديقية ـ الدهرية....................................................... ٤٦

فرق الروندية ـ الأبامسلمية....................................................... ٤٦

الخرمية ـ الرزامية ـ الهريرية ـ العباسية................................................. ٤٧

افتراق الشيعة بعد قتل الحسين عليه‌السلام.............................................. ٥٣

القول بامامة علي بن الحسين عليه‌السلام ـ تواريخه........................................ ٥٣

الواقفة على الحسين بن علي عليه‌السلام ـ السرحوبية...................................... ٥٤

إختلاف الواقفة فى علم الامام.................................................... ٥٥

الضعفاء من الزيدية ـ العجلية..................................................... ٥٧

الأقوياء من الزيدية ـ الحسينية..................................................... ٥٨

المغيرية ـ القائلون بامامة محمد بن علي بن الحسين الباقر (ع)......................... ٥٩

الشاكون في أمره............................................................... ٦٠

تواريخ محمد بن علي عليه‌السلام ـ إختلاف الشيعة بعد موته............................... ٦١

القائلون بامامة محمد بن عبد الله الخارج بالمدينة ـ المغيرية.............................. ٦٢

الرافضة....................................................................... ٦٣

القائلون بامامة ابي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام............................ ٦٣

الراجعون عن إمامته............................................................. ٦٤

القول في البداء والتقية........................................................... ٦٤

١١٥

تواريخ ابي عبد الله جعفر بن محمد عليه‌السلام........................................... ٦٦

إختلاف الشيعة بعد موته ـ الناووسية.............................................. ٦٧

الاسماعيلية..................................................................... ٦٨

القائلون بامامة محمد بن إسماعيل بن جعفر......................................... ٦٨

المباركية ـ الخطابية وقتالهم عيسى بن موسى......................................... ٦٩

الغالية في جعفر بن محمد........................................................ ٧١

القرامطة....................................................................... ٧٢

البيهسية والأزارقة من الخوارج..................................................... ٧٥

القائلون بامامة محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين.......................... ٧٦

السمطية ـ او الشمطية.......................................................... ٧٧

القائلون بامامة عبد الله بن جعفر الأفطح.......................................... ٧٧

الفطحية....................................................................... ٧٨

القائلون بامامة موسى بن جعفر الكاظم عليه‌السلام...................................... ٧٨

افتراق الشيعة بعد وفاة موسى بن جعفر (ع) ـ القطعية............................... ٧٩

المنكرون لموت موسى بن جعفر عليه‌السلام.............................................. ٨٠

القائلون باختفائه............................................................... ٨٠

القائلون برجعته................................................................. ٨٠

الواقفة ـ الممطورة................................................................ ٨١

البشرية........................................................................ ٨٣

المفوضة....................................................................... ٨٤

١١٦

تواريخ موسى بن جعفر عليه‌السلام..................................................... ٨٤

القائلون بامامة محمد بن علي بن موسى بن جعفر................................... ٨٥

القائلون بامامة احمد بن موسى بن جعفر........................................... ٨٥

المؤلفة ـ المحدثة.................................................................. ٨٦

فرق من الزيدية دخلوا في إمامة علي بن موسى الرضا عليه‌السلام........................... ٨٦

تواريخ علي بن موسى الرضا عليه‌السلام................................................. ٨٦

سبب افتراق الفرقتين اللتين أنكرتا إمامة محمد بن علي بن موسى الجواد (ع)........... ٨٧

الاختلاف الواقع في كيفية علم محمد بن علي (ع) على حداثة سنه................... ٨٨

تواريخ محمد بن علي بن موسى عليه‌السلام.............................................. ٩١

القائلون بامامة محمد بن علي بن موسى الهادي عليه‌السلام................................ ٩١

تواريخه........................................................................ ٩٢

النميرية........................................................................ ٩٤

القائلون بامامة محمد بن علي بن محمد بن علي بن موسى عليه‌السلام....................... ٩٤

القائلون بامامة الحسن العسكري عليه‌السلام............................................. ٩٥

تواريخ الحسن بن علي عليه‌السلام...................................................... ٩٥

افتراق أصحاب الحسن بعد وفاته على اربع عشرة فرقة (١)............................ ٩٦

الفرقة الأولى................................................................... ٩٦

الفرقة الثانية................................................................... ٩٧

الفرقة الثالثة................................................................... ٩٨

__________________

(١) انظر هامش ص ٩٦ س ١٧.

١١٧

الفرقة الرابعة.................................................................. ١٠٠

الفرقة الخامسة................................................................ ١٠٠

الفرقة السادسة............................................................... ١٠٢

الفرقة السابعة................................................................ ١٠٣

الفرقة الثامنة................................................................. ١٠٣

الفرقة التاسعة................................................................ ١٠٥

الفرقة العاشرة................................................................. ١٠٦

النفيسية..................................................................... ١٠٨

الفرقة الحادية عشرة........................................................... ١٠٨

الفرقة الثانية عشرة ـ الامامية.................................................... ١٠٨

الفرقة الثالثة عشرة............................................................ ١١٢

تنبيه........................................................................ ١١٣

١١٨

(فهرس أسماء الرجال والنساء)

أ

صحيفة آدم ابو البشر........................................................... ٧٤

آمنة بنت وهب أم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله..................................................... ٢

أبان بن تغلب (توفي سنة ١٤١)................................................. ٧٩

إبراهيم النبي............................................................. ١٨ و ٧٣

إبراهيم بن سيار النظام المعتزلي....................................... ١١ و ١٣ و ١٦

إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب (ع).................. ٦٢

إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الملقب بالامام... ٤٨ و ٤٩

أحمد بن أبي الحسين محمد بن محمد بن بشر بن زيد................................. ٩٤

أحمد بن محمد بن نصير النميري.................................................. ٩٤

أحمد بن موسى بن جعفر.................................................. ٨٥ و ٨٧

أحمد بن موسى بن الحسن بن الفرات.............................................. ٩٤

الأحنف بن قيس بن معاوية التميمي (اسمه الضحاك وكنيته ابو بحر توفي سنة ٦٧)........ ٥

أخت الفارس بن حاتم بن ماهويه القزويني.......................................... ٩٩

أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي..................................................... ٥

إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)...... ٧٦ و ٨٥

إسماعيل بن جعفر بن محمد............................ ٦٤ و ٦٧ و ٧٣ و ٩٤ و ١٠٩

١١٩

ب

بزيع بن موسى الحائك.................................................... ٤٣ و ٤٤

بشر بن غياث المريسي.......................................................... ١٤

بشر بن المعتمر المعتزلي.................................................... ١٤ و ١٦

أبو بكر الخليفة...................... ٣ و ٤ و ٨ و ٩ و ١١ و ٢٠ و ٢٢ و ٤٨ و ٥٧

بكر بن أخت عبد الواحد بن زيد................................................. ١٤

أبو بكر (بن عبد الرحمن بن كيسان) الأصم المعتزلي................................. ١٥

بيان بن سمعان التميمي النهدي............................................ ٢٨ و ٣٤

ت

ابن التمار (علي بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم بن يحي التمار) انظر فهرست ابن النديم وفهرست الطوسي.  ٩

ج

جابر بن عبد الله الأنصاري...................................................... ٣٥

جابر بن يزيد الجعفي............................................................ ٣٥

أبو الجارود (زياد بن المنذر الأعمى سرحوب)................................. ٥٥ و ٥٨

الجراح بن سنان................................................................. ٢٤

جعفر بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر (ع) ٩٥ و ٩٨ و ١٠٧ و ١٠٨ و ١١٢

جعفر بن محمد الصادق (ابو عبد الله (ع) ٣٠ و ٤٢ و ٤٣ و ٤٤ و ٤٥ و ٥٦ و ٦٣ و ٧٣ و ٧٦ و ٧٧ و ٨٠ و ١٠٠ و ١٠٥ و ١٠٩ و ١١٠ و ١١٢

جميل بن دراج «مات في أيام الامام الرضا (ع)..................................... ٧٩

١٢٠