فرق الشّيعة

الحسن بن موسى النوبختي

فرق الشّيعة

المؤلف:

الحسن بن موسى النوبختي


الموضوع : الفرق والمذاهب
الناشر: دار الأضواء
الطبعة: ٢
الصفحات: ١٣٥

«الفات نظر»

ليعلم القارئ الكريم أن التعليقات الموقعة بتوقيع (ر) على هذه المقدمة هي من رشحات قلم البحاثة الشهير المستشرق عضو جمعية المستشرقين الألمانية ه. ريتر نقلناها والمقدمة المذكورة حرفيا عن نسخة الكتاب التي تصدى هو لتصحيحها وطبعها في مطبعة الدولة باستانبول سنة ١٩٣١ تتميما للفائدة وإنا لنشكر لهذا البحاثة شكرا جزيلا نشرياته الاسلامية ونقدر له عمله البار ونرجو له التوفيق والسداد فعليه إذا تكون نسختنا هذه هي الطبعة الثانية لطبعة المستشرق المذكور تصدينا لها لما لها من الأهمية في العالم الاسلامي بحيث لا يستغني عنها اى احد والله الموفق والمعين

[الناشر]

١

بسم الله الرّحمن الرّحيم

(اما بعد) فان فرق الامة كلها المتشيعة وغيرها اختلفت في الامامة في كل عصر ووقت كل إمام بعد وفاته وفي عصر حياته منذ قبض الله محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد ذكرنا في كتابنا هذا ما يتناهى إلينا من فرقها وآرائها واختلافها وما حفظنا مما رؤي لنا من العلل التي من أجلها تفرقوا واختلفوا وما عرفنا في ذلك من تأريخ الأوقات وبالله التوفيق ومنه العون

قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في شهر ربيع الأول سنة عشر من الهجرة وهو ابن ثلاث وستين سنة وكانت نبوته عليه‌السلام ثلاثا وعشرين سنة وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب ، فافترقت الأمة ثلاث فرق (فرقة منها) سميت الشيعة وهم شيعة علي بن ابي طالب عليه‌السلام (١) ومنهم افترقت صنوف الشيعة كلها ، (وفرقة منهم) ادعت الإمرة والسلطان

__________________

(١) واتبعوه ولم يرجعوا إلى غيره ومنها افترقت الخ ـ نسخة ـ

٢

وهم الأنصار ودعوا إلى عقد الأمر لسعد بن عبادة الخزرجي ، (وفرقة) مالت إلى بيعة أبي بكر بن أبي قحافة وتأولت فيه أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لم ينص على خليفة بعينه وأنه جعل الأمر إلى الأمة تختار لانفسها من رضيته ، واعتل قوم منهم برواية ذكروها أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمره في ليلته التي توفي فيها بالصلاة باصحابه فجعلوا ذلك الدليل على استحقاقه إياه وقالوا رضيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لامر ديننا ورضيناه لأمر دنيانا وأوجبوا له الخلافة بذلك فاختصمت هذه الفرقة وفرقة الأنصار وصاروا إلى سقيفة بني ساعدة ومعهم أبو بكر وعمر وابو عبيدة بن الجراح والمغيرة بن شعبة الثقفي وقد دعت الأنصار إلى العقد لسعد بن عبادة الخزرجي والاستحقاق للأمر والسلطان فتنازعوا هم والأنصار في ذلك حتى قالوا منا أمير ومنكم أمير فاحتجت هذه الفرقة عليهم بأن النبي عليه‌السلام قال : الأئمة من قريش وقال بعضهم أنه قال : الامامة لا تصلح إلا في قريش فرجعت فرقة الانصار ومن تابعهم إلى امر أبي بكر غير نفر يسير مع سعد بن عبادة ومن اتبعه من اهل بيته فانه لم يدخل في بيعته حتى خرج إلى الشام (١) مراغما لأبي بكر وعمر فقتل هناك يحوران قتله الروم وقال

__________________

(١) الشام فى زمان عمر مراغما له ـ نسخة ـ

٣

آخرون قتله الجن فاحتجوا بالشعر المعروف وفي روايتهم أن الجن قالت

قد قتلنا سيد الخزرج سعد بن عباده

ورميناه بسهمين فلم نخطي فؤاده

وهذا قول فيه بعد النظر الخ لأنه ليس في التعارف أن الجن ترمي بني آدم بالسهام فتقتلهم ، فصار مع ابي بكر السواد الأعظم والجمهور الأكثر فلبثوا معه ومع عمر مجتمعين عليهما راضين بهما ، وقد (١) كانت فرقة اعتزلت عن أبي بكر فقالت لا نؤدي الزكاة إليه حتى يصح عندنا (٢) لمن الأمر ومن استخلفه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ونقسم الزكاة بين فقرائنا وأهل الحاجة منا ، وارتد قوم فرجعوا عن الاسلام ودعت بنو حنيفة إلى نبوة مسيلمة وقد كان ادعى النبوة في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فبعث ابو بكر إليهم الخيول عليها خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي فقاتلهم وقتل مسيلمة وقتل من قتل ورجع (٣) من رجع منهم إلى أبي بكر فسموا أهل الردة ولم يزل هؤلاء جميعا على أمر واحد حتى نقموا على عثمان بن عفان امورا أحدثها وصاروا (٤) بين خاذل وقاتل إلا خاصة أهل بيته وقليلا من غيرهم حتى قتل ، فلما قتل بايع الناس عليا عليه‌السلام فسموا الجماعة ثم افترقوا بعد ذلك (٥) فصاروا ثلاث

__________________

(١) وامتنعت فرقة من اعطاء الزكاة إليهما فقالت لا نؤدي الزكاة الخ ـ نسخة ـ

(٢) لنا أنه لمن الأمر الخ ـ نسخة ـ

(٣) ورجع من لم يقتل منهم الخ ـ نسخة ـ

(٤) فصار المسلمون الخ ـ نسخة ـ

(٥) بعد ذلك إلى أربعة : فرقة الخ ـ خ ل ـ

٤

فرق : (فرقة) أقامت على ولاية علي بن ابي طالب عليه‌السلام

(وفرقة) منهم اعتزلت مع سعد بن مالك وهو سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر بن الخطاب ومحمد بن مسلمة الأنصاري واسامة بن زيد ابن حارثة الكلبي مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فان هؤلاء اعتزلوا عن علي عليه‌السلام وامتنعوا من محاربته والمحاربة معه بعد دخولهم في بيعته والرضاء به فسموا المعتزلة وصاروا أسلاف المعتزلة إلى آخر الابد وقالوا : لا يحل قتال علي ولا القتال معه ، وذكر بعض أهل العلم أن الاحنف بن قيس التميمي اعتزل بعد ذلك في خاصة قومه من بني تميم لا على التدين بالاعتزال لكن على (١) طلب السلامة من القتل وذهاب المال وقال لقومه : اعتزلوا الفتنة أصلح لكم ، (وفرقة) خالفت عليا عليه‌السلام وهم طلحة بن عبد الله والزبير بن العوام وعائشة بنت أبي بكر فصاروا إلى البصرة فغلبوا عليها وقتلوا عمال علي عليه‌السلام بها وأخذوا المال فسار إليهم علي عليه‌السلام فقتل طلحة والزبير وهزموا وهم أصحاب الجمل وهرب قوم منهم فصاروا إلى معاوية بن أبي سفيان ومال (٢) معهم أهل الشام وخالفوا عليا ودعوا إلى الطلب بدم عثمان والزموا عليا وأصحابه دمه ثم دعوا إلى معاوية وحاربوا عليا عليه‌السلام وهم أهل صفين ،

__________________

(١) طلبا لسلامة الحياة وصون المال لا للدين وقال لقومه الخ ـ خ ل ـ

(٢) وأمالوه مع أهل الشام إلى حرب علي وطلب دم عثمان الخ ـ خ ل ـ

٥

ثم خرجت فرقة ممن كان مع علي عليه‌السلام وخالفته بعد تحكيم الحكمين بينه وبين معاوية وأهل الشام وقالوا : لا حكم إلا لله وكفروا عليا عليه‌السلام وتبرءوا منه وأمروا عليهم ذا الثدية وهم المارقون ، فخرج علي عليه‌السلام فحاربهم بالنهروان فقتلهم وقتل ذا الثدية فسموا «الحرورية» لوقعة حروراء وسموا جميعا «الخوارج» ومنهم افترقت فرق الخوارج كلها

فلما قتل (١) علي عليه‌السلام التقت الفرقة التي كانت معه والفرقة التي كانت مع طلحة والزبير وعائشة فصاروا فرقة واحدة مع معاوية بن ابي سفيان إلا القليل منهم من شيعته ومن قال بامامته بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهم السواد الأعظم وأهل الحشو وأتباع الملوك وأعوان كل من غلب أعني الذين التقوا مع معاوية فسموا جميعا «المرجئة» لأنهم توالوا المختلفين جميعا وزعموا أن أهل القبلة كلهم مؤمنون باقرارهم الظاهر بالايمان ورجوا لهم جميعا المغفرة

وافترقت «المرجئة» بعد ذلك فصارت إلى (اربع فرق) : (فرقة) منهم غلوا فى القول وهم «الجهمية» أصحاب «جهم بن صفوان» وهم مرجئة أهل خراسان (وفرقة) منهم «الغيلانية» أصحاب «غيلان بن مروان»

__________________

(١) ولما قتل علي عليه‌السلام بسيف ابن ملجم المرادي من منهزمي الخوارج اتفقت بقية الناكثين والقاسطين وتبعة الدنيا على معاوية فسموا «المرجئة» وزعموا أن أهل القبلة كلهم مؤمنون ورجئوا إليهم جميعا المغفرة ولم يبق مع ابنه الحسن إلا القليل من الشيعة :

وافترقت المرجئة الخ ـ خ ل ـ

٦

وهم مرجئة أهل الشام ، (وفرقة) منهم «الماصرية» أصحاب «عمرو (١) ابن قيس الماصر» وهم مرجئة أهل العراق منهم «ابو حنيفة» ونظراؤه ، (وفرقة) منهم يسمون (الشكاك) و (البترية) أصحاب الحديث منهم (سفيان بن سعيد الثوري) و (شريك بن عبد الله) و (ابن ابي ليلى) و (محمد بن ادريس الشافعي) و (مالك بن أنس) ونظراؤهم من أهل الحشو والجمهور العظيم وقد سموا (الحشوية)

فقالت (٢) اوائلهم في الامامة : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الدنيا ولم يستخلف على دينه من يقوم مقامه في لم الشعث وجمع الكلمة والسعي في امور الملك والرعية وإقامة الهدنة وتأمير الأمراء وتجييش الجيوش والدفع عن بيضة الاسلام وردع المعاند وتعليم الجاهل وإنصاف المظلوم وجوز وافعل هذا الفعل لكل إمام أقيم بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله

ثم اختلف هؤلاء فقال بعضهم : على الناس أن يجتهدوا آراءهم في نصب الامام وجميع حوادث الدين والدنيا إلى اجتهاد الرأي ، وقال بعضهم : الرأي باطل ولكن الله عزوجل أمر الخلق أن يختاروا الامام

__________________

(١) كذا فى النسخ المخطوطة والمشهور عمر ـ

(٢) لأنهم قالوا بحشو الكلام مثل أن النبي «ص» مات ولم يستخلف من يجمع الكلمة ويحفظ الدين ويرشد الأمة ويدفع عن بيضة الاسلام ويعدل فى الأحكام ونحو ذلك من شطط الكلام وجوزوا ذلك لكل إمام قام بعد النبي فى الاسلام : ثم اختلف هؤلاء الخ ـ خ ل ـ

٧

بعقولهم (١) ، وشذت طائفة من المعتزلة عن قول أسلافها فزعمت أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نص على صفة الامام ونعته ولم ينص على اسمه ونسبه وهذا قول أحدثوه قريبا ، وكذلك قالت جماعة من أهل الحديث هربت حين عضها (٢) حجاج الامامية ولجأت إلى أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نص على أبي بكر بأمره إياه بالصلاة وتركت مذهب أسلافها في أن المسلمين بعد وفاة الرسول عليه‌السلام رضينا لدنيانا بامام رضيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لديننا

واختلف أهل الاهمال في إمامة الفاضل والمفضول فقال أكثرهم : هي جائزة فى الفاضل والمفضول إذا كانت فى الفاضل علة تمنع من إمامته ، ووافق سائرهم (٣) أصحاب النص على أن الامامة لا تكون إلا للفاضل المتقدم

واختلف الكل في الوصية فقال أكثر أهل الاهمال : توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يوص إلى أحد من الخلق ، فقال بعضهم قد أوصى على معنى أنه أوصى الخلق بتقوى الله عزوجل

ثم اختلفوا جميعا في القول بالامامة وأهلها فقالت (البترية) وهم

__________________

(١) من أنفسهم ـ نسخة ـ

(٢) عضها حجاج وهؤلاء المهملة قالوا باهمال النبي «ص» الامامة ويقابلهم المستعملة قالوا باستعمال النبي! ص! إماما لأمته ـ خ ل ـ

(٣) ووافق أكثرهم مع المستعملة في أن الامامة الخ ـ خ ل ـ

٨

أصحاب (الحسن بن صالح بن حي) ومن قال بقوله أن عليا عليه‌السلام هو أفضل الناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأولاهم بالامامة وأن بيعة أبي بكر ليست بخطإ ووقفوا في عثمان وثبتوا حزب علي عليه‌السلام وشهدوا على مخالفيه بالنار واعتلوا بان عليا عليه‌السلام سلم لهما ذلك فهو بمنزلة رجل كان له على رجل حق فتركه له

وقال (سليمان بن جرير الرقي) ومن قال بقوله أن عليا عليه‌السلام كان الامام وأن بيعة أبي بكر وعمر كانت خطأ ولا يستحقان اسم الفسق عليها من قبل التأويل لأنهما تأولا فأخطئا وتبرءوا من عثمان فشهدوا عليه بالكفر ومحارب علي عليه‌السلام عندهم كافر

وقال* ابن التمار* ومن قال بقوله أن عليا عليه‌السلام كان مستحقا للامامة وأنه أفضل الناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأن الأمة ليست بمخطئة خطأ إثم في توليتها أبا بكر وعمر ولكنها مخطئة بترك (١) الأفضل وتبرءوا من عثمان ومن محارب علي عليه‌السلام وشهدوا عليه بالكفر

وقال (الفضل الرقاشي) و (ابو شمر (٢) و (غيلان بن مروان) و (جهم بن صفوان) ومن قال بقولهم من المرجئة أن الامامة يستحقها كل من قام بها إذا كان عالما بالكتاب والسنة وأنه لا تثبت الامامة إلا باجماع (٣) الأمة كلها

__________________

(١) وتركوا الأفضل ـ خ ل ـ

(٢) وابن شمر ـ خ ل ـ

(٣) باجتماع ـ خ ل ـ

٩

وقال «ابو حنيفة» وسائر المرجئة : لا تصلح الامامة إلا في قريش كل من دعا منهم إلى الكتاب والسنة والعمل بالعدل وجبت إمامته ووجب الخروج معه وذلك للخبر الذي جاء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : الأئمة من قريش

وقالت «الخوارج» كلها إلا «النجدية» منهم : الامامة تصلح في أفناء (١) الناس كلهم من كان منهم قائما بالكتاب والسنة عالما بهما وأن الامامة تثبت بعقد رجلين

وقالت «النجدية» من الخوارج : الأمة غير محتاجة إلى إمام ولا غيره وإنما علينا وعلى الناس أن نقيم كتاب الله عزوجل فيما بيننا

وقالت «المعتزلة» أن الامامة يستحقها كل من كان قائما بالكتاب والسنة فاذا اجتمع قرشي ونبطي وهما قائمان بالكتاب والسنة ولينا القرشي والامامة لا تكون إلا باجماع الامة واختيار ونظر

وقال «ضرار بن عمرو (٢)» إذا اجتمع قرشي ونبطي ولينا النبطي وتركنا القرشي لأنه أقل عشيرة وأقل عددا فاذا عصى الله وأردنا خلعه

__________________

(١) أمناء ـ خ ل ـ

(٢) ظهر ضرار فى أيام واصل بن عطاء وانفرد بأشياء منكرة : منها قوله بأن الله يرى فى القيامة بحاسة سادسة يرى بها المؤمنون ماهية الاله : وقال لله ماهية لا يعرفها غيره : ومنها أنه أنكر القراءة التي كان يقرأ بها الصحابي ابن مسعود آيات القرآن والتي يقرأ بها أبي بن كعب وقال ان الله لم ينزلهما فنسب هذين الصحابيين الجليلين إلى الضلال في مصحفهما : وتنسب إليه الفرقة «الضرارية» من المعتزلة

١٠

كانت شوكته أهون وإنما قلت ذلك نظرا للاسلام

وقال «ابراهيم النظام (١)» ومن قال بقوله : الامامة تصلح لكل من كان قائما بالكتاب والسنة لقول الله عزوجل (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) (٤٩ : ١٣) وزعموا أن الناس لا يجب عليهم فرض الامامة إذا هم أطاعوا الله وأصلحوا سرائرهم وعلانيتهم فانهم لن يكونوا كذا إلا وعلم الامام قائم باضطرار يعرفون عينه فعليهم اتباعه ولن يجوز أن يكلفهم الله عزوجل معرفته ولم يضع عندهم علمه فيكلفهم المحال ،

وقالوا في عقد المسلمين الامامة لأبي بكر أنهم قد أصابوا (٢) في ذلك وأنه كان أصلحهم في ذلك الوقت بالقياس والخبر ، أما القياس فانه لما وجد أن الانسان لا يعمد إلى الذل لرجل ولا يتابعه فى كل ما قال إلا من ثلاث طرق إما أن يكون رجلا له عشيرة تعينه على استعباد الناس او رجلا عنده مال فيذل الناس له لماله او دين (٣) برز (٤) فيه على الناس ، فلما وجدنا أبا بكر أقلهم عشيرة وأفقرهم علمنا أنه انما قدم للدين ،

واما الخبر فاجتماع الناس عليه ورضاهم بامامته وقد قال النبي صلى الله

__________________

(١) هو ابو اسحاق ابراهيم بن سيار بن هاني البصري من أئمة المعتزلة انفرد بآراء خاصة تابعه فيها فرقة من المعتزلة سميت النظامية نسبة إليه ولد سنة ١٨٥ وتوفى سنة ٢٢١

(٢) قد أصابوا لأنه كان الخ ـ خ ل ـ

(٣) او عنده دين الخ ـ خ ل ـ

(٤) يرد ـ خ ل ـ

١١

عليه وآله : لم يكن الله تبارك وتعالى ليجمع امتي على ضلال ولو كان اجتماع الناس عليه خطأ لكان فى ذلك فساد الصلاة وجميع الفرائض وابطال القرآن وهو الحجة علينا بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهذه علة المعتزلة والمرجئة باجمعهم

وزعم «عمرو بن عبيد» و «ضرار بن عمرو» و «واصل بن عطاء (١)» وهم اصول المعتزلة فقال «عمرو بن عبيد (٢)» ومن قال بقوله أن عليا عليه‌السلام كان اولى بالحق من غيره ، وقال (ضرار بن عمرو) لست أدري أيهم أهدى أعلي أم طلحة والزبير ، وقال (واصل بن عطاء) مثل علي ومن خالفه مثل المتلاعنين لا يدرى من الصادق منهما ومن الكاذب واجمعوا جميعا على أن يتولوا القوم فى الجملة وأن إحدى الفرقتين ضالة لا شك من أهل النار وأن عليا وطلحة والزبير إن شهدوا بعد اقتتالهم على درهم لم يجيزوا شهادتهم وان انفرد علي مع رجل من عرض الناس أجازوا شهادته وكذلك طلحة والزبير وزعموا

__________________

(١) هو ابو حذيفة رأس المعتزلة سمي أصحابه بالمعتزلة لاعتزاله حلقة درس الحسن البصري وهو الذي نشر المذهب فى الآفاق ولد بالمدينة سنة ٨٠ ونشأ بالبصرة وكان يلثغ بالراء فيجعلها غينا فهجر الراء طول حياته توفي سنة ١٨١ ـ انظر ترجمته في وفيات الاعيان والمقريزي ـ

(٢)! هو ابو عثمان البصري شيخ المعتزلة في عصره كان جده من سبي فارس وابوه نساجا ثم شرطيا للحجاج فى البصرة وفيه قال المنصور الدوانيقي : كلكم يطلب صيد* غير عمرو بن عبيد* ولد سنة ٨٠ وتوفى بمران! بقرب مكة! سنة ١٤٤ ورثاه المنصور ولم نسمع بخليفة رثى من دونه سواه ـ انظر وفيات الأعيان وميزان الاعتدال

١٢

انهم يسمونهم باسم الايمان على الأمر الأول ما اجتمعوا فاذا انفردوا لم يسموا واحدا منهم على الانفراد مؤمنا ولم يجيزوا شهادته

وأما (البترية) من أصحاب الحديث أصحاب (الحسن بن صالح بن حي (١)) و (كثير النواء (٢)) و (سالم بن أبي حفصة (٣)) و (الحكم بن عتيبة (٤)) و (سلمة بن كهيل (٥)) و (وابي المقدام ثابت الحداد (٦)) ومن قال بقولهم فانهم دعوا إلى ولاية علي عليه‌السلام ثم خلطوها بولاية أبي بكر وعمر ، وأجمعوا جميعا أن عليا خير القوم جميعا وأفضلهم وهم مع ذلك يأخذون بأحكام أبي بكر وعمر ويرون المسح على الخفين وشرب النبيذ المسكر وأكل الجري

واختلفوا في حرب علي عليه‌السلام ومحاربة من حاربه :

فقالت الشيعة والزيدية ومن المعتزلة «ابراهيم بن سيار النظام»

__________________

(١) الحسن بن صالح بن حي الهمداني الثوري الكوفي من زعماء الفرقة البترية من الزيدية ولد سنة ١٠٠ وتوفي مختفيا بالكوفة سنة ١٦٨ او سنة ١٦٩

(٢) النواء بفتح النون والواو المشددة والألف والهمزة نسبة إلى بيع النواة روى الكشي فيه رواية تدل على ضعفه

(٣) سالم بن ابي حفصة كنيته ابو يونس واسم ابيه عبيد وهو مولى بني عجل من الكوفة توفي سنة ١٣٧ روى الكشي فيه روايات تدل على ضعفه

(٤) عتيبة بضم العين المهملة والتاء المثناة من فوق المفتوحة والياء المثناة من تحت الساكنة والباء الموحدة المفتوحة والهاء والحكم هذا كوفي كندي وكنيته ابو محمد توفي سنة ١١٤ وقيل سنة ١١٥

(٥) كهيل بالكاف والهاء والياء المثناة من تحت واللام وكنية سلمة ابو يحيى وهو حضرمي كوفي سمع سويد بن غفلة والشعبي وروى عنه الثوري توفي سنة ١٢١ او سنة ١٢٢

(٦) ثابت بن هرمز الفارسي ابو المقدام العجلي مولاهم الكوفي الحداد روى الكشي فيه رواية تدل على ذمه

١٣

و «بشر بن المعتمر (١)» ومن قال بقولهما من المرجئة (ابو حنيفة) و «ابو يوسف» و «بشر المريسي (٢)» ومن قال بقولهم أن عليا عليه‌السلام كان مصيبا في حربه طلحة والزبير وغيرهما وأن جميع من قاتل عليا عليه‌السلام وحاربه كان على خطأ وجب (٣) على الناس محاربتهم مع علي عليه‌السلام

والدليل على ذلك قول الله عزوجل في كتابه (فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ) «٤٩ : ٩» فقد وجب قتالهم لبغيهم عليه لأنهم ادعوا ما ليس لهم وما لم يكونوا أولياءه من الطلب بدم عثمان فبغوا (٤) عليه ، واعتلوا بالخبر عن علي عليه‌السلام في قوله «أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين» فقد (٥) قاتلهم ووجب قتالهم

وقال «بكر ابن اخت عبد الواحد (٦)» ومن قال بقوله أن عليا وطلحة والزبير مشركون منافقون وهم مع ذلك جميعا فى الجنة لقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اطلع (٧) الله عزوجل على أهل بدر

__________________

(١) هو ابو سهل الهلالي من أهل بغداد شيخ المعتزلة ذكره الذهبي في تاريخه من الطبقة الثالثة والعشرين وقال أنه توفي سنة ٢١٠ وذكره السمعاني أيضا في الأنساب

(٢) هو بشر بن غياث بن ابي كريمة عبد الرحمن المريسي العدوي مولى زيد بن الخطاب وإليه تنسب الطائفة المريسية من المرجئة نسبة إلى درب المريس ببغداد توفي فيها سنة ٢١٨

(٣) ويجب ـ خ ل ـ

(٤) وبغوا ـ خ ل ـ

(٥) وقد ـ خ ل ـ

(٦) بكر بن اخت عبد الواحد بن زيد وكان يوافق النظام في دعواه أن الانسان هو الروح دون الجسد الذي فيه الروح وإليه تنسب البكرية ذكره المقريزي في ج ٢ ص ٣٤٩

(٧) ربما اطلع ـ نسخة ـ

١٤

فقال (١) : اصنعوا ما شئتم قد (٢) غفرت لكم

وقالت بقية المعتزلة «ضرار بن عمرو» و «معمر (٣)» و «ابو الهذيل العلاف (٤)» وبقية المرجئة أنا نعلم أن احدهما مصيب والآخر مخطئ (٥) فنحن نتولى كل واحد منهم على الانفراد ولا نتولاهم على الاجتماع ، وعلتهم في ذلك أن كل واحد منهم قد ثبتت ولايته وعدالته بالاجماع فلا تزول عنه العدالة إلا بالاجماع

وقالت (الحشوية) و (أبو بكر الأصم (٦)) ومن قال بقولهم أن عليا وطلحة والزبير لم يكونوا مصيبين في حربهم وأن المصيبين هم الذين قعدوا عنهم وأنهم يتولونهم جميعا ويتبرءون من حربهم ويردون أمرهم إلى الله عزوجل

واختلفوا في تحكيم الحكمين :

فقالت (الخوارج) الحكمان كافران وكفر علي عليه‌السلام حين حكمهما ، واعتلوا بقول الله عزوجل (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ

__________________

(١) فقال لهم ـ نسخة ـ

(٢) فقد ـ خ ل ـ

(٣) هو ابو عمرو معمر بن عباد السلمي وكانت له فضائح كثيرة منها قوله أن الله لم يخلق شيئا من الأعراض وإنما خلق الأجسام توفي سنة ٢٢٠

(٤) هو محمد بن الهذيل بن عبد الله المعروف بالعلاف كان مولى لعبد القيس وهو اوّل زعيم للمعتزلة ولد في البصرة سنة ١٣١ وتوفي في سامرّاء سنة ٢٣٥

(٥) مخطئ بلا تعيين ـ نسخة ـ

(٦) هو ابن عبد الرحمن بن كيسان المعتزلي ذكره البغدادي في الفرق بين الفرق والمسعودي في التنبيه والاشراف ص ٣٥٦ واحمد بن يحيى بن المرتضى فى المنية والأمل ص ٣٢ توفي في المائة الثالثة.

١٥

هُمُ الْكافِرُونَ. والظَّالِمُونَ. والْفاسِقُونَ) (٥ : ٤٧) وبقوله تبارك وتعالى (فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللهِ) (٤٩ : ٩) فتركه القتال كفر ، وقالت «الشيعة» و «المرجئة» و «ابراهيم النظام» و «بشر بن المعتمر» أن عليا عليه‌السلام كان مصيبا في تحكيمه لما أبى أصحابه إلا التحكيم وامتنعوا من القتال فنظر للمسلمين ليتألفهم وإنما أمرهما أن يحكما بكتاب الله عزوجل فخالفا فهما اللذان ارتكبا الخطأ وهو الذي أصاب ، واعتلوا في ذلك بأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وادع أهل مكة ورد أبا جندل (١) سهيل بن عمرو إلى المشركين يحجل في قيوده وبتحكيمه (٢) سعد بن معاذ فيما بينه وبين بني قريظة والنضير من اليهود.

وقال «ابو بكر الأصم» نفس خروجه خطأ وتحكيمه خطأ وأن (٣) أبا موسى الأشعري أصاب حين خلعه حتى يجتمع الناس على امام

وقال سائر المعتزلة : كل مجتهد مصيب وقد اجتهد علي عليه‌السلام فأصاب ولسنا نتهمه في قوله فهو محق

وقالت «الحشوية» : نحن لا نتكلم في هذا بشيء ونرد أمرهم إلى الله

__________________

(١) هو سهيل بن عمرو بن عبد شمس القرشي العامري من لوي خطيب قريش وأحد سادتها في الجاهلية أسره المسلمون يوم بدر وأسلم وسكن مكة ثم المدينة وهو الذي تولى أمر الصلح بالحديبية مات بالطاعون في الشام سنة ١٨

(٢) وحكم ـ خ ل ـ

(٣) وابو موسى ـ خ ل ـ

١٦

عزوجل فان يكن حقا فالله اولى حقا كان او باطلا ونتولاهم جميعا على الأمر الأول

وكل هذه الصنوف والفرق التي ذكرناها من أهل الأرجاء والخوارج وغيرهم مختلفون فيما بينهم فرقا كثيرة يطول ذكرها يؤثمون بعضهم (١) على بعض فى الامامة والأحكام والفتوى والتوحيد وجميع فنون الدين ينكر بعضهم من بعض ويكفر بعضهم بعضا أكثر ما عندهم أن سموا أنفسهم على اختلاف مذاهبهم «الجماعة» يعنون بذلك أنهم مجتمعون على ولاية من وليهم من الولاة برا كان او فاجرا فتسموا بالجماعة على غير معنى الاجتماع على دين بل صحيح معناهم معنى الافتراق

فجميع اصول الفرق كلها الجامعة لها اربع فرق (الشيعة) و (المعتزلة) و «المرجئة» و (الخوارج)

فاول الفرق «الشيعة» وهم فرقة علي بن ابي طالب عليه‌السلام المسمون بشيعة (٢) علي عليه‌السلام في زمان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبعده معروفون بانقطاعهم إليه والقول بامامته

__________________

(١) بعضها ـ خ ل ـ

(٢) في القاموس شيعة الرجل بالكسر اتباعه وانصاره والفرقة على حدة ويقع على الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث وقد غلب هذا الاسم على من يتولى عليا واهل بيته حتى صار اسما لهم خاصا والجمع اشياع وشيع كعنب ا ه

١٧

منهم «المقداد بن الأسود (١)» و (سلمان الفارسي (٢)) و (ابو ذر (٣) جندب بن جنادة الغفاري) و (عمار بن ياسر (٤)) ومن وافق مودته مودة علي عليه‌السلام وهم أول من سمي باسم التشيع (٥) من هذه الأمة لأن اسم التشيع قديم شيعة ابراهيم وموسى وعيسى والأنبياء صلوات الله عليهم اجمعين فلما قبض الله عزوجل نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله افترقت فرقة الشيعة ثلاث فرق : (فرقة) منهم قالت أن عليا عليه‌السلام إمام مفترض الطاعة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله واجب على الناس القبول منه والأخذ (٦) ولا يجوز غيره الذي وضع عنده النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من العلم ما يحتاج إليه الناس من الدين

__________________

(١) هو أحد الأركان الأربعة وكان ممن شهد بدرا وما بعدها من المشاهد وابلى بلاء حسنا توفي بالجرف على ثلاثة اميال من المدينة سنة ٣٣ في خلافة عثمان وهو ابن سبعين سنة وحمل على الرقاب ودفن بالبقيع

(٢) هو أحد الأركان الأربعة وكنيته ابو عبد الله ويلقب سلمان المحمدي كان اوّل مشاهده الخندق وشهد بقية المشاهد وفتوح العراق وولي المدائن توفي بها سنة ٣٦ او سنة ٣٧

(٣) هو احد الأركان الاربعة وهو الزاهد المشهور الصادق اللهجة بشهادة النبي [ص] وكان خامس من اسلم توفي بالربذة سنة ٣١ او سنة ٣٢ وصلى عليه ابن مسعود ثم مات بعده في ذلك العام

(٤) هو أحد الأركان الأربعة هاجر إلى المدينة وشهد المشاهد كلها وتواترت الأحاديث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن عمارا تقتله الفئة الباغية وأجمعوا على أنه قتل مع علي بصفين سنة ٨٧ في ربيع وله ثلاث وتسعون سنة الخ

(٥) الشيعة ـ خ ل ـ

(٦) كذا في جملة من النسخ المخطوطة : ولعله : والأخذ عنه ولا يجوز عن غيره الخ :

١٨

والحلال والحرام وجميع منافع دينهم ودنياهم ومضارها وجميع العلوم جليلها (١) ودقيقها واستودعه ذلك كله واستحفظه إياه ولذا استحق الامامة ومقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعصمته وطهارة مولده وسابقته (٢) وعلمه وسخائه وزهده وعدالته في رعيته وأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نص عليه وأشار إليه باسمه ونسبه وعينه وقلد الأمة إمامته ونصبه لهم علما وعقد له عليهم إمرة المؤمنين وجعله أولى الناس منهم بانفسهم في مواطن كثيرة مثل غدير خم وغيره وأعلمهم أن منزلته منزلة هارون من موسى صلى الله عليهما إلا أنه لا نبي بعده فهذا دليل إمامته ولا معنى إلا النبوة والامامة واذ جعله نظير نفسه في أنه أولى بهم منهم بأنفسهم في حياته ولقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله لبني وليعة : لتنتهن أو لأبعثن إليكم رجلا كنفسي فمقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يصلح من بعده إلا لمن هو كنفسه والامامة من اجل الأمور بعد النبوة ، وقالوا أنه لا بدمع ذلك من أن يقوم مقامه بعده رجل من ولده من ولد فاطمة بنت محمد عليهم‌السلام معصوم من الذنوب طاهر من العيوب تقي نقي مأمون رضي مبرأ من الآفات والعاهات في كل من الدين والنسب والمولد يؤمن منه العمد والخطأ والزلل منصوص عليه من الامام الذي قبله مشار إليه بعينه واسمه الموالي له ناج والمعادي له كافر هالك والمتخذ دونه وليجة ضال مشرك ، وأن

__________________

(١) جليها ـ خ ل ـ

(٢) وسبقه ـ خ ل ـ

١٩

الامامة جارية في عقبه ما اتصلت امور الله وأمره ونهيه ، فلم تزل هذه الفرقة ثابتة على إمامته على ما ذكرناه حتى قتل علي عليه‌السلام في شهر رمضان ضربه عبد الرحمن بن ملجم المرادي لعنه الله ليلة تسع عشرة وتوفي ليلة احدى وعشرين ليلة الأحد سنة اربعين من الهجرة وهو ابن ثلاث وستين سنة فكانت إمامته ثلاثين سنة وخلافته اربع سنين وتسعة اشهر وأمه فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف رضي الله عنهما وهو اوّل هاشمي ولد بين هاشميين

(وفرقة) قالت أن عليا كان أولى الناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالناس لفضله وسابقته وعلمه وهو أفضل الناس كلهم بعده وأشجعهم وأسخاهم وأورعهم وأزهدهم وأجازوا مع ذلك إمامة أبي بكر وعمر وعدوهما (١) اهلا لذلك المكان والمقام وذكروا أن عليا عليه‌السلام سلم لهما الأمر ورضي بذلك وبايعهما طائعا غير مكره وترك حقه لهما فنحن راضون كما رضى (٢) الله المسلمين له ولمن بايع لا يحل لنا غير ذلك ولا يسع منا (٣) احدا إلا ذلك وأن ولاية أبي بكر صارت رشدا وهدى لتسليم علي ورضاه ولو لا رضاه وتسليمه لكان أبو بكر مخطئا ضالا هالكا ، وهم اوائل «البترية»

__________________

(١) وقالوا كانا اهلا ـ خ ل ـ

(٢) كما رضي المسلمون له ـ خ ل ـ

(٣) هنا ـ خ ل ـ

٢٠