الفرقة الناجية

الشيخ ابراهيم القطيفي

الفرقة الناجية

المؤلف:

الشيخ ابراهيم القطيفي


المحقق: حبيب آل جميع
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الملاك
الطبعة: ١
الصفحات: ١٩٣

وآله ، فمن الحجة والإمام بعدك؟ قال : ابني محمد هو الإمام والحجة بعدي ، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية ، أما أن له غيبة طويلة ، يحار فيها الجاهلون ، ويهلك المبطلون ، ويكذب فيها الوقاتون ، ثم يخرج ، وكأني أنظر الى الأعلام البيض تخفق (١) رأسه بنجف الكوفة (٢).

أقول ، فهذا ما اخترناه من أخبار أهل البيت عليهم‌السلام وفيه كفاية ، وأقول أيضا من العجب أن جميع أهل الإسلام يقرون بفضل أهل البيت المذكورين وعلمهم وفضلهم وزكاة وحسن ظريفهم ، ولم يصفوا أحدا فيهم بمنقصة ، ولا نسب إليهم عيبا ومع ذلك يجحد بعضهم ما قالوه ورووه واتفقوا عليه من إمامة الاثني عشر بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإن كان ذلك لاعتقادهم أنهم كذبوا على جدهم ، ورووا أحاديث عنه لم يروها سلفهم لخلفهم فهذا خلاف ما ظهر عنهم وما يجب اعتقاده فيهم ، كيف وهم المعصومون بالمدح المتفق عليها من جميع المذاهب ، وإن كان لظنهم أن شيعتهم كذبوا عليهم ورووا عنهم أحاديث اختلقوها لا أصل لها ، فهو مما لا يقبله أحد لأن شيعتهم غير محصورين ولا مخصوصين ببلد ، ومنهم من اتفق أهل السنة على تعديله وصحة خبره ، فلا يمكن أن يتفق مثل هؤلاء على الكذب والتزوير ، مع أنهم يعتقدون أن أئمتهم معصومون واجبو الطاعة ، فلا يليق أن يكذبوا عليهم مع أن فرض ذلك كالمحال بل هو محال ، لعدم إمكان تواطؤ مثلهم على الكذب مع أن رجلا من الشافعية أو الحنفية لو نقل على إمام مذهبه قولا جاز عندهم الاعتماد عليه لعلمه بمذهبه ونقله عنه ، فكيف لا يقبل ما نقله من لا يمكن تواطؤهم عن أئمتهم من مذهبهم.

وقد أنصف القاضي العضد في شرحه لمختصر الأصول لما ذكر القياس واحتجاج الشيعة على منعه بإجماع العترة على عدم حجته وعلى المنع من الاستدلال به ، وأورد اعتراضا بمخالفتهم بمنع الإجماع من العترة ، حيث قال ما هذا معناه : ان مثل هذا

__________________

(١) قال : في المجمع : خفق قلب الرجل إذا اضطرب ومنه خفقت الراية.

(٢) كفاية الأثر ، ص ٢٩٢.

١٦١

المنع غير مسموع لأنهم أعلم بمذهب أئمتهم ونقلهم عنهم مقبول بل إن وجب فيمنع حجيته إجماع العترة .. الخ (١).

قلت : على أن منع الأخبار وتكذيبها لو احتمل ، فكيف يحتمل منع ما رووه مما سند الى المشاهدة ؛ كرؤية الحجة عليه‌السلام وإقامته وكيلا عنه يقبض حق الخمس ويجيب عما يسأل عنه ، بعد عرضه عليه ، أقام الأمر على ذلك نحوا من ثلاثمائة سنة حتى انقطعت الأخبار وتحققت الغيبة الحقيقية ، والأثر والحديث والأخبار بذلك لا يحصى كثرته. وكذا ما صنّف وألّف فيها. وفي هذا القدر كفاية لمن أراد الآخرة والنجاة من النار ، بالدخول في حزب آل محمد عليهم‌السلام ، أعني الفرقة الناجية. والله الموفق للهداية.

* * *

__________________

(١) شرح المختصر للقاضي العضد المتوفى سنة ٧٥٦ ه‍ ، ج ٢ / ص ٣٦ ، مراجعة وتصحيح د. شعبان محمد إسماعيل ، مكتبة الكليات الأزهرية ـ مصر / ١٤٠٦ ه‍ ١٩٨٦ م.

١٦٢

الخاتمة

وأما الخاتمة ففيها تذنيبان :

الأول : في الأخبار التي وردت بنجاة الشيعة على الخصوص ، وهي كثيرة من طريق الشيعة وأهل السنة ، فأما من طريق الشيعة ؛ فمنها ما تقدم في المقدمة ، وقد كان فيه كفاية لكن لا بدّ من إيراد زيادة ، فمنها ما رواه الحسن بن علي عليه‌السلام ، بحذف الإسناد ، عن أم سلمة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله «يا علي إن الله تبارك وتعالى وهب لك حب المساكين والمستضعفين في الأرض ، فرضيت بهم إخوانا ورضوا بك إماما فطوبى لك ومن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب عليك ، يا علي أنا مدينة العلم (١) وأنت بابها وما تؤتى (٢) المدينة إلا من الباب (٣) ، يا علي أهل مودتك كل أوّاب حفيظ ، وأهل ولايتك كل أشعث ذي طمرين لو أقسم على الله عزوجل لأبر قسمه ، يا علي إخوانك يفرحون بك في ثلاث مواطن ، عند خروج أنفسهم وأنا وأنت شاهدهم وعند المسائلة في قبورهم ، وعند العرض ، وعند الصراط ، يا علي حربك حربي ، وحربي حرب الله ، من سالمك فقد سالمني ، ومن سالمني فقد سالم الله ، يا علي بشّر شيعتك أن الله قد رضي عنهم ورضيك لهم قائدا ورضوا بك وليا ، يا علي أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ، وأنت أبو سبطيّ وأبو الأئمة التسعة من صلب الحسين ، منا مهدي هذه الأمة ، يا علي

__________________

(١) في نسخة الأصل : أنا المدينة.

(٢) في نسخة الأصل : ولا تؤتى.

(٣) في نسخة الأصل : بابها.

١٦٣

شيعتك المنتجبون ، ولو لا أنت وشيعتك ما قام لله دين» (١).

ومنه ما رواه المعافى بن زكريا ، بحذف الإسناد ، عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت الوصي ، إلى أن قال : وإن محبيك وشيعتك ومحبي أولادك الأئمة بعدي يحشرون معك وأنت معي في الدرجات العلى (٢).

ومنها ما رواه أبو عبيد الله ، بحذف الإسناد ، عن محمد بن علي الباقر عليه‌السلام ، قال : سألت أم سلمة زوجة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إن عليا وشيعته هم الفائزون (٣).

ومنها ما رواه أبو عبيد الله بحذف الإسناد عن علي عليه‌السلام ، قال : شكوت الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حسد الناس إياي ، فقال : يا علي إن أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين ، وذريتنا خلف ظهورنا وأحباؤنا خلف ذريتنا وأشياعنا عن أيماننا وشمائلنا (٤).

ومنها ما رواه الحسن بن علي بحذف الإسناد عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : الناس رجلان ؛ عالم ومتعلّم وسائر الناس غثاء فنحن العلماء وشيعتنا المتعلمون ، وسائر الناس غثاء (٥).

والأحاديث في ذلك كثيرة ، وأما من طريق أهل السنة فكثير أيضا ، وقد مرّ منها في تضاعيف الفصول ما فيه كفاية ، لكن لا بد من إيراد زيادة ، فمنها ما ذكره الثعلبي في تفسيره قوله تعالى (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) (٦) ، قالوا :

__________________

(١) كفاية الأثر ، ص ١٨٤.

(٢) المصدر نفسه ، ص ١٥١.

(٣) المصدر نفسه ، ص ١٨٥.

(٤) المصدر نفسه ، ص ٢٢٠.

(٥) المصدر نفسه ، ص ٢٥٤.

(٦) سورة الشورى ، آية ٢٣.

١٦٤

يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال : علي وفاطمة وأبناؤهما (١) ، قال : ودليل هذا التأويل ما حدثنا أبو منصور بحذف الإسناد عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : شكوت الى رسول الله حسد الناس فيّ ، فقال : أما ترضى أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا وذريتنا خلف أزواجنا وشيعتنا خلف ذريتنا (٢).

ومنها ما رواه الفقيه الشافعي ابن المغازلي في مناقبه ، بحذف الإسناد ، عن أنس بن مالك قال : قال صلى‌الله‌عليه‌وآله يدخل من أمتي الجنة سبعون ألفا لا حساب عليهم ، ثم التفت إلى علي عليه‌السلام ، فقال : هم شيعتك وأنت إمامهم (٣).

ومنه أيضا قال : أخبرنا القاضي أبو تمام ، بحذف الإسناد ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : حدثني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : أتاني جبرئيل عليه‌السلام آنفا ، فقال : تختموا بالعقيق فإنه أول حجر شهد له بالوحدانية ولي بالنبوة ولعلي بالوصية ولولده بالإمامة ، ولشيعته بالجنة ، قال : فاستدار الناس بوجوههم نحوه ، فقيل له : تذكر (٤) قوما فنعلم من لا يعلم ، فقال : الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب والباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام والسجاد علي بن الحسين والشهيد الحسين بن علي والوصي وهو النقي علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٥).

وفي هذا القدر كفاية لمن أراد الهداية والله الهادي من الضلالة والعماية.

__________________

(١) تفسير الثعلبي (مخطوط) في تفسير سورة الشورى ، وتفسير النسفي ح ٤ / ص ٩٤ ، مناقب الخوارزمي ص ٣٩ ، ومقتل الخوارزمي ١ / ٢٧ ، تفسير الكلبي ٤ / ٣٥ ، التفسير الحديث ٢ / ١٢٧ ، شواهد التنزيل ٢ / ١٣٠ ح ٨٢٢ ، تفسير الكشاف ٣ / ٤٠٢ ، تفسير الفخر الرازي ٢٧ / ١٦٦ ، تفسير ابن كثير ٤ / ١١٢ ، تفسير البيضاوي ٤ / ١٢٣.

(٢) كفاية الأثر ، ص ٢٢٠.

(٣) المناقب لابن المغازلي ص ٢٩٣ ـ ح ٣٣٥.

(٤) في نسخة الأصل : تذكره ، ولعله تصحيف.

(٥) المناقب لابن المغازلي ، ص ٢٨١ ـ ٢٨٢ ، ح ٣٢٦.

١٦٥

التذنيب الثاني :

في معتقد الفرقة الناجية ، أقول وبالله التوفيق لاعتقادهم أن الله تعالى موجود واجب الوجود ، ونعني بالموجود الواجب الوجود الكائن لا عن سبق عدم ولا احتياج الى غيره في وجوده ، لا أول لوجوده ولا مبدأ ، لكونه سبق الأوقات ، كونه العدم وجوده والابتداء أزله. كامل بذاته ليس على شيء ولا في شيء ، ولا يشبهه شيء ، ولا يماثله شيء ، مع كل شيء لا يقارنه ، وغير كل شيء ، لا بمزايلة ليس في الأشياء بوالج ، ولا عنها بخارج لا يشمل بحد ولا يحسب بعدّ ، لا تجري عليه حركة ولا سكون ، ولا يدرك بنظر العيون ، لا يلحقه شيء بعد أن لم يكن عليه ، ولا يتطرق احتمال النقص إليه ، لا يحول ، ولا يزول ، ولا يحين عليه الأفول ، لا تناله الأوهام فتقدره ، ولا تتوهمه الفطن فتصوره ، ولا تدركه الحواس فتحسه ، ولا تلمسه الأيدي فتمسه ، لا يتغير بحال ، ولا يتبدل بحال ، ولا يتبدل في الأحوال ، لا تليه الليالي والأيام ، ولا يغيره الضياء والظلام ، ولا يوصف بشيء من الأجزاء ، ولا بالجوارح والأعضاء ، ولا بعرض من الأعراض ، ولا بالغيرية ولا يعاض ، ولا يقال : له حد ، ولا انقطاع ، ولا غاية ، هو كما وصف نفسه «هو الله الواحد الأحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد» ، وفوق وصف كل واصف سواه ، وفهم كل فاهم ، من وصفه ما عناه ، لا يعلم حقيقته إلا هو ، ولا يعرفه بنفسه غيره.

وإنه أبدع الكائنات واخترعها على غير مثال ولا تردد فكرة وروية واحتمال ، بل أنشأها بعد أن لم تكن من غير أصول أزلية ولا أشباح أولية ، بل بعد تخلل العدم بينها وبين كونها ، أنشأها بقدرته ، وبرأها بفطرته ، فلا قديم سواه ، ولا أزلي غيره ، وانه تعالى موصوف بصفات الكمال من القدرة التي لا يشوبها عجز ، وأنها شاملة لجميع الممكنات ، والعلم الذي لا يشوبه جهل ، وإنه شامل لجميع المعقولات ، وإن قدرته وعلمه وسائر صفاته عين ذاته ، على معنى أن ذاته قامت مقام موصوف وصفه بالنسبة إلى صفاته ، فهو قدرة وعلم وقادر وعالم ، وإن علمه بجميع الأشياء علم واحد ،

١٦٦

لا يختلف ولا يتغير ولا يحدث له علم لم يكن عالما به ، ولا يتغير بحدوث معلومة ما كان عالما به ، لا يختلف في ذلك ما سبق على وجود الموجودات ، ولا يتفاوت بعد تجدد الحادثات ، وكذا كل صفاته من الإرادة والكرامة والحياة والقيومية والمشيئة والسمع والبصر والإدراك ، وإن الإرادة وما بعدها راجع الى العلم وشعبه منه ، وإنه متكلم بكلام حادث ، قدرته عليه قديمة في عين ذاته وهو من أفعاله.

قال باب مدينة العلم عليه‌السلام : وأما كلامه سبحانه فعل منه أنشأه ومثله لم يكن قبل ذلك كائنا ولو كان قديما كان إلها ثانيا ، وإنه تعالى واحد لا شريك له في إلهيته ولا صفاته ولا أفعاله ولا تدبيره ، فلا ملك لأحد غيره مثقال ذرة فما دونها ، ولا شريك له في ملكه ، ولا ظهير له من خلقه ، ولا شفاعة عنده إلا بإذنه ، وإن الحسن والقبح بمعنى اقتضاء المدح والذم مما يستقل العقل به وإنه جعل لكل مكلف قدرة وإرادة من شأنهما التأثير منضمتين بحسب دواعيه وقصده يفعل بهما الطاعات باختياره والمعاصي كذلك ويتركهما كذلك ، وإنه تعالى كلف تخيرا ونهى تحذيرا فيثيب على فعل الطاعة وترك المعصية ، ويعاقب على تركها وفعل المعصية إن شاء بعدله وحكمته وحجته البالغة ، وإنه تعالى قسم الأرزاق حلالا ولم يقسمها حراما وإنه تعالى عادل حكيم لا يفعل قبيحا ولا يخل بواجب وإنه لطيف بعباده فمن لطفه وجب في حكمته التكليف والأمر والنهي والترغيب والترهيب والزجر والموعظة ، وإنه يجب عليه في الحكمة نصب الفائدة لتوقف اختيار المكلفين عليها ولأنها من اللطف الواجب في الحكمة ولأن العقول بمجردها لا تكفي في الهداية الى الصراط المستقيم من دون تسديد أوليائه من الأنبياء والمرسلين والأوصياء المطهرين ، وأن الرسل والأنبياء والأوصياء يجب أن يكونوا معصومين مستودعين لجميع ما يحتاج إليه من العلوم العقلية والشرعية وإنه تعالى لم يخل الأرض من حجة أبدا إما قائم مشهور أو غائب مستور ، وأن نبينا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف سيد المرسلين لا نبي بعده وأن جميع الأنبياء والرسل قبله على الحق ، وأن شريعته باقية ببقاء التكليف ، وأن الخليفة بعده بلا فصل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه

١٦٧

السلام ، ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم الحجة الخلف الصالح من آل محمد بن الحسن.

وأنه حي موجود يظهر في آخر الزمان حيث يؤذن له ، وأن غيبته بالحق لا حجة فيها للرعية ، كلهم أئمة هدى مرضيون منصوص عليهم بأعيانهم معصومون ، وأن المعاد الجسماني بعد الموت والنشور حق وأن الجنة والنار المحسوسين حق ، وإن ما أتى به الصادق الأمين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من سؤال القبر وأحوال القيامة من الصراط والميزان وإنطاق الجوارح وتطاير الكتب وغير ذلك حق لا ريب فيه ، وأن الساعة آتيه لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، وأن شفاعة نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله حق في إسقاط العقاب وزيادة الثواب ، وأن التوبة باب مفتوح ما دامت الحياة ، وما لم تظهر أشراط الساعة ، وأن قبولها على الله تعالى واجب في الحكمة وأن الله رءوف رحيم غفار الذنوب ستار العيوب كشاف الكروب مجيب الدعاء ، وأن الثقلين الكتاب العزيز والعترة الطاهرة يجب التمسك بهما ، وأن المتمسك بهما غير ضال ولا مضل وأن النجاة بالتمسك بهما لا نجاة في غيرهما ، وأن الفرقة المتمسكة بهما هي الفرقة الناجية. والحمد لله رب العالمين.

ولنختم رسالتنا هذه بفوائد :

الأولى : روي أن الحجاج لما ولي بعث الى أربعة من أكابر العلماء متفرقين في البلاد يسأل كل واحد منهم سؤالا واحدا وهو القضاء والقدر ، يقول : أخبرني عما صح عندك في القضاء والقدر ، فكتب إليه أحدهم ؛ أحسن ما صح عندي في القضاء والقدر ما رواه فلان عن فلان إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه سئل عن القضاء والقدر ، فقال : أيدلّك على الطريق ويسد عليك المضيق إن هذا بالفعل لا يليق ، وكتب الآخر أحسن ما صح عندي في القضاء والقدر ما رويته عن فلان بن فلان إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه سئل عن القضاء والقدر ، فقال : أتظن أن الذي نهاك دهاك

١٦٨

إنما دهاك أسفلك وأعلاك والله بريء من ذاك ، وكتب الثالث : أحسن ما صح عندي في القضاء والقدر ما رويته عن فلان بن فلان متصلا إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام ، أنه سئل عن القضاء والقدر فقال : كلما أحمدت الله عليه فهو منه ، وما استغفرت الله منه فهو منك ، وكتب الرابع : أحسن ما صح عندي في القضاء والقدر ما رويته عن فلان بن فلان متصلا إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه سئل عن القضاء والقدر ، قال : لو كان القدر محتوما لكان الموتور مظلوما ، فلما نظر إليها ، قال : لقد أخذوها من عين صافية (١) ، نعني أنها لم تختلف معنى وان اختلفت لفظا ، قلت : وهذا معتقد الفرقة الناجية أخذوه عن باب المدينة. وخبره المشهور عند سؤال السائل له أكان مسيرنا الى الشام بقضاء وقدر .. الخ (٢). يؤيد ذلك وهو صريح لا يقبل التأويل.

الثانية : بحذف الإسناد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجة الوداع ، قال : يا أيها الناس ما أعلم عملا يقربكم الى الجنة ويباعدكم من النار إلا وقد نبأتكم به وحثثتكم على العمل به ، وما من عمل يقربكم الى النار ويباعدكم من الجنة إلا وقد حذرتكموه ونهيتكم عنه ، ألا وإن الروح الأمين نفث (٣) في روعي أنه لن تموت (٤) نفس حتى تستكمل رزقها فأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوه بمعصية الله إن الله قسم الأرزاق بين خلقه حلالا ولم يقسمها حراما فمن اتقى الله عزوجل وصبر أتاه رزق الله ، من هتك حجاب الستر وعجل فأخذه من غير حله (قصّ به) (٥) من رزقه الحلال وحوسب عليه يوم القيامة (٦) ، قلت : وهذا معتقد

__________________

(١) الكامل في التاريخ ٥ / ٣٣٦.

(٢) أمير محمد القزويني : أصول المعارف ، ص ٥٣ ، وأيضا الكليني : الكافي ١ / ٢١٦ ـ ٢١٧ ، وأيضا السيد أمير علي : روح الإسلام ٢ / ص ٢٩٧ ـ ٢٩٨ ، وأيضا المجلسي : بحار الأنوار ٥ / ٩٥ ـ ٩٦.

(٣) النفث : الإلقاء والإلهام. والروع بالفتح : الفزع ، وبالفم موضع الفزع أي القلب.

(٤) في نسخة الأصل : لا تموت.

(٥) غير واضحة واثبتناها لاستقامة المقصد.

(٦) تحف العقول ص ٣٤ ، والتمحيص ص ٥٢ ـ ٥٣ ، ح ١٠٠.

١٦٩

الفرقة الناجية بعينه أخذوه عن نبيهم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وروى الفقيه الشافعي بن المغازلي ، بحذف الإسناد ، أتى عمر رجلان فسألاه (١) عن طلاق العبد فانتهى الى حلقة فيها رجل أصلع فقال : يا أصلع كم طلاق العبد؟ فقال : باصبعيه هكذا وحرك السبابة والتي يليها فالتفت إليه (٢) فقال : اثنين ، فقال : أحدهما سبحان الله جئناك وأنت أمير المؤمنين فسألناك فجئت الى رجل والله ما كلمك ، قال : (٣) ويلك ، تدري من هذا؟ هذا علي بن أبي طالب عليه‌السلام سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لو أن السموات والارض وضعتا في كفة ووضع إيمان علي في كفة لرجح ايمان علي (٤).

وقد أحببت أن أتبع ما اسلفته بأحاديث لا يكاد يظفر بها مجتمع إلا قليل من العلماء وهي مؤكدة لما تقدم من الحق ، هو كون الفرقة الناجية شيعة علي عليه‌السلام مع اتصافهم باعتقاد الأصول الخمسة غير مبدعين ولا منكرين ما علم ثبوته ضرورة من الدين ، ولا مثبتين ما علم نفيه منه أيضا ، وأنهم الفائزون بثواب رب العالمين ومجاورة سيد المرسلين ، وأن أحدا منهم لا تمسه الجحيم ولا العذاب يوم الدين ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ، وفي تضاعيف الأحاديث ما يدل على أنهم أولياء الله وأنهم يسمون شيعة له عليه‌السلام ولأمير المؤمنين عليه‌السلام ولآل النبي عليهم‌السلام وإن كانوا من أهل الكبائر ، وفيها أيضا أن من قدّم على عليّ غيره في الإمامة يكون ناصبيا ، وغير ذلك من الأوصاف المحمودة للشيعة عليهم الرضوان ..

الحديث الأول :

ما رواه الشيخ العالم الفاضل العامل الفقيه النبيه أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني (قدس الله روحه الزكية) في كتابه المسمى (بالتمحيص)

__________________

(١) في نسخة الأصل : يسألاه.

(٢) في نسخة الأصل : إليهما.

(٣) في نسخة الأصل : فقال :.

(٤) المناقب لابن المغازلي ، ص ٢٨٩ ح ٣٣٠.

١٧٠

عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : ما من شيعتنا أحد يفارق أمر نهيناه عنه فيموت حتى يبتليه الله يمحص بها ذنوبه ، إما في مال أو ولد ، وإما في نفسه حتى يلقى الله مخبتا وما له من ذنب وأنه ليبقى عليه شيء من ذنوبه فيشدد عليه عند موته فيمحص ذنوبه (١).

الحديث الثاني :

ما رواه عن عمر السابري قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام إني لأرى من أصحابنا من يرتكب الذنوب الموبقة ، فقال : يا عمر لا تشنع على أولياء الله إن ولينا ليرتكب ذنوبا يستحق بها من الله العذاب فيبتليه الله في بدنه بالسقم حتى يمحص عنه الذنوب فإن عافاه في بدنه ابتلاه «في ماله ، فإن عافاه في ماله ابتلاه في ولده ، فإن عافاه في ولده ابتلاه» (٢) في أهله فإن عافاه في أهله ابتلاه بجار سوء يؤذيه فإن عافاه من بوائق الدهور (٣) شدد عليه خروج نفسه حتى «يلقى الله حين» (٤) يلقاه عنه راض قد أوجب له الجنة (٥).

الحديث الثالث :

ما رواه عن فرات بن أحنف ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام إذ دخل عليه رجل من هؤلاء [....] فقال : والله لأسوءنّه من شيعته (٦) ، فقال : يا أبا عبد الله أقبل إلي فلم يقبل إليه فأعاد فلم يقبل ثم أعاد الثلاثة فقال : ها أنا ذا مقبل فقل ولن تقول خيرا ، فقال : إن شيعتك يشربون النبيذ ، فقال : وما بأس بالنبيذ أخبرني أبي عن جابر بن عبد الله أن اصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كانوا يشربون النبيذ ،

__________________

(١) التمحيص ، ص ٣٨ ، ح ٣٤.

(٢) ما بين القوسين زيادة على نسخة الأصل.

(٣) في نسخة الأصل : الدهر.

(٤) ما بين القوسين زيادة على نسخة الأصل.

(٥) التمحيص : ص ٣٩ ، ح ٣٨.

(٦) في نسخة الأصل : في.

١٧١

قال : ليس أعنيك النبيذ إنما (١) أعنيك المسكر ، فقال : شيعتنا أزكى وأطهر أن يجري للشيطان في أمعائهم رسيس (٢) ، وإن فعل ذلك المخذول منهم فيجد ربا رءوفا ونبيا بالاستغفار عطوفا ووليا له عند الحوض ولوفا وتكون أنت وأصحابك ببرهوت (٣) ملهوفا (٤) ، فأفحم الرجل وسكت ، ثم قال : ليس أعنيك المسكر إنما أعنيك الخمر ، فقال أبو عبد الله : سلبك الله لسانك ما لك تؤذينا في شيعتنا منذ اليوم ، أخبرني أبي عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن جبرئيل عن الله أنه قال : يا محمد إنني حظرت الفردوس على جميع النبيين حتى تدخلها أنت وعلي وشيعتكما إلا من اقترف منهم كبيرة فإني أبلوه في ماله أو بخوف من سلطان حتى تلقاه الملائكة بالروح والريحان وأنا عليه غير غضبان فيكون ذلك حلا لما كان منه فهل عند اصحابك هؤلاء شيء من هذا فلم أو دع (٥).

الحديث الرابع :

ما رواه عن أبي الصباح الكناني قال : كنت أنا وزرارة عند أبي عبد الله عليه‌السلام ، فقال : لا تطعم النار أحدا وصف هذا الأمر فقال : زرارة إن ممن يصف هذا الأمر يعمل بالكبائر؟! فقال : أو ما تدري ما كان أبي يقول في ذلك؟! إنه كان يقول إذا ما اصاب المؤمن من تلك الموجبات (٦) شيئا ابتلاه الله ببلية في جسده أو بخوف يدخله الله عليه حتى يخرج من الدنيا وقد خرج من ذنوبه (٧) ..

__________________

(١) في نسخة الأصل : وإنما.

(٢) الرسيس : من الرس أول مس الحمى (مجمل اللغة ٢ / ٣٥٨).

(٣) اسم واد باليمن ، قيل : هو بقرب حضرموت ، جاء أن فيه أرواح الكفار ، وقيل بئر بحضرموت ، وقيل هو اسم البلد الذي فيه البئر ، رائحتها منتنة جدا ، المراصد ١ / ١٩٠.

(٤) في نسخة الأصل : عكوفا.

(٥) التمحيص ، ص ٣٩ ـ ٤٠ ، ح ٤٠.

(٦) في نسخة البحار : الموبقات.

(٧) التمحيص ص ٤٠ ، ح ٤١ ، البحار ٦٨ / ص ١٤٦ ، ح ٩٣.

١٧٢

الحديث الخامس :

ما رواه عن زكريا بن آدم قال : دخلت على أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : يا زكريا بن آدم شيعة علي عليه‌السلام رفع عنهم القلم ، قلت : جعلت فداك فما العلة في ذلك؟ قال : لأنهم أخروا في دولة الباطل يخافون على أنفسهم ويحذرون على إمامهم ، يا زكريا بن آدم ما أحد من شيعة علي أصبح صحبة أتى سيئة أو ارتكب ذنبا ، إلا أمسى وقد ناله غمّ حط عنه سيئة فكيف يجري عليه القلم (١).

الحديث السادس :

ما رواه الشيخ الجليل الحر النبيل الفقيه النبيه العالم الفاضل العامل الكامل أبو عبد الله محمد بن الحسن الصفار (قدس الله روحه الزكية) في كتابه المسمى بصائر الدرجات ، عن الحسن بن علي عن العباس بن عامر عن سيف بن عميرة عن عثمان بن شمر عن جابر عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : الناس رجلان عالم ومتعلّم وسائر الناس غثاء فنحن العلماء وشيعتنا المتعلّمون وسائر الناس غثاء (٢).

الحديث السابع :

ما رواه عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب ، قال : حدثني شيخ من أهل المدائن يسمى بشر بن أبي عقبة (٣) عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام ، قال : إن الله خلق محمدا من طينة من جوهرة تحت (٤) العرش وأنه كان لطينته نضح فجبل طينة أمير المؤمنين عليه‌السلام من نضح طينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان (٥) لطينة أمير المؤمنين عليه‌السلام وكانت لطينتنا نضح فجبل طينة شيعتنا من

__________________

(١) التمحيص ص ٤١ ، ح ٤٢.

(٢) بصائر الدرجات ، ص ٢٨ ، ح ٢.

(٣) في نسخة الأصل : بشر بن عقبة.

(٤) في نسخة الأصل : من تحت.

(٥) في نسخة الأصل : وكانت.

١٧٣

نضح طينتنا فقلوبهم نحن إلينا ، وقلوبنا تعطف عليهم كعطف (١) الوالد على الولد ونحن (خير لهم وهم خير لنا) (٢) ، ورسول الله لنا خير ونحن له (٣) الخير.

الحديث الثامن :

ما رواه محمد بن عيسى [...] (٤) عن أبي الحجاج قال : قال لي أبو جعفر عليه‌السلام : يا أبا الحجاج إن الله خلق محمدا وآل محمد من طينة (٥) عليين وخلق قلوبهم من «طينة» (٦) فوق ذلك وخلق شيعتنا من طينة (٧) دون عليين ، وخلق قلوبهم من طينة (٨) عليين فقلوب شيعتنا من أبدان آل محمد وأن الله تعالى خلق عدو آل محمد من طين سجين وخلق قلوبهم «من طين» (٩) أخبث من ذلك وخلق شيعتهم من طين دون (١٠) طين سجين ، وخلق قلوبهم من أبدان أولئك وكل قلب يجر الى بدنه (١١).

الحديث التاسع :

ما رواه (أحمد بن محمد) (١٢) عن محمد بن خالد عن أبي نهشل قال : حدثني محمد بن اسماعيل عن أبي حمزة الثمالي ، قال : سمعت أبا عبد الله (١٣) عليه

__________________

(١) في نسخة الأصل : تعطف.

(٢) في نسخة الأصل : «لهم خير منهم».

(٣) في نسخة الأصل : لهم. وقد ورد الحديث في بصائر الدرجات ص ٣٤ ، ح ١.

(٤) «عن عثمان بن عيسى» وردت في الأصل حذفناها.

(٥) في نسخة الأصل : طين.

(٦) ما بين القوسين زيادة على نسخة الأصل.

(٧) في نسخة الأصل : طين.

(٨) في نسخة الأصل : طين.

(٩) ما بين القوس زيادة على نسخة الأصل.

(١٠) في نسخة الأصل : من دون.

(١١) بصائر الدرجات ، ص ٣٤ ح ٢.

(١٢) ما بين القوس زيادة على نسخة الأصل.

(١٣) في نسخة الأصل : أبا جعفر.

١٧٤

السلام يقول إن الله خلقنا من أعلى عليين وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه ، وخلق أبدانهم من دون ذلك فقلوبهم تهوى إلينا لأنها خلقت مما خلقنا منه ثم تلا هذه الآية (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ) (١) ، وخلق عدونا من سجين وخلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه وأبدانهم من دون ذلك ، فقلوبهم تهوى إليهم لأنها خلقت مما خلقوا منه ثم تلا هذه الآية (وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ كِتابٌ مَرْقُومٌ) (٢) (٣).

الحديث العاشر :

ما رواه عن أحمد بن الحسين عن أحمد بن علي بن الهيثم الرازي عن إدريس عن محمد بن سنان العبدي (٤) عن جابر الجعفي ، قال : كنت مع محمد بن علي عليه‌السلام ، فقال : يا جابر خلقنا نحن ومحبينا من طينة واحدة بيضاء نقية من أعلى عليين فخلقنا نحن من علاها وخلق محبونا من دونها فإذا كان يوم القيامة التقت العليا بالسفلى فضربنا بأيدينا الى حجزة نبينا وضرب شيعتنا بأيديهم الى حجزتنا فأين ترى يصير الله نبيه وذريته واين ترى يصير ذرية محبها فضرب جابر بن يزيد على يده وقال : دخلناها ورب الكعبة (ثلاثا) (٥).

الحديث الحادي عشر :

ما رواه عن عمران بن موسى (عن موسى) (٦) بن جعفر عن علي بن معبد عن ابراهيم بن إسحاق عن الحسن بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه عليهم

__________________

(١) سورة المطففين من آية ١٨ ـ ٢١.

(٢) سورة المطففين من آية ٧ ـ ٩.

(٣) بصائر الدرجات ، ص ٣٥ ، ح ٣.

(٤) في نسخة الأصل : العندي ، ولعله تصحيف.

(٥) ما بين القوس زيادة على نسخة الأصل. وقد ورد الحديث في بصائر الدرجات ، ص ٣٥ ـ ٣٦ ، ح ٦.

(٦) ما بين القوس زيادة على نسخة الأصل.

١٧٥

السلام ، قال : قال علي بن الحسين عليه‌السلام : إن الله بعث جبرئيل الى الجنة فأتاه بطينة من طينتها (١) ، وبعث ملك الموت الى الأرض فجاء بطينة من طينتها فجمع الطينتين ثم قسمها نصفين فجعلنا من خير القسمين وجعل شيعتنا من طينتنا فما كان في شيعتنا مما يرغب بهم عنه (٢) من الأعمال القبيحة فذاك مما خالطهم الطينة الخبيثة ومصيرهم (٣) الى الجنة وما كان (في) (٤) عدونا من بر وصلاة وصوم (ومن) (٥) أعمال حسنة فذاك لما (٦) خالطهم من طينتنا الطيبة ومصيرهم (٧) الى النار (٨) ..

الحديث الثاني عشر :

ما رواه عن الحسن بن موسى الخشاب عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : سألته عن قول الله عزوجل تبارك وتعالى (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ) (٩) ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا أصلها وعلي فرعها والأئمة أغصانها علمنا ثمرها (١٠) وشيعتنا ورقها ، يا أبا حمزة فهل ترى فيها فضلا ، فقلت : لا والله لا أرى (١١) فيها فضلا ، فقال : يا أبا حمزة إن المولود (١٢) يولد من شيعتنا فتورق ورقة منها ويموت (١٣) فتسقط

__________________

(١) في نسخة الأصل : طينها.

(٢) نرجح أن يكون الأصل : «انه مما يرغب به عنهم».

(٣) في نسخة الأصل : مصيرها.

(٤) زيادة على نسخة الأصل.

(٥) في نسخة الأصل : والأعمال الحسنة ز

(٦) في نسخة الأصل : مما.

(٧) في نسخة الأصل : مصيرها.

(٨) بصائر الدرجات ، ص ٣٧ ، ح ١٠.

(٩) سورة ابراهيم ، آية ٢٤.

(١٠) في نسخة الأصل : وعلماؤنا ثمرتها.

(١١) في نسخة الأصل : ما ارى.

(١٢) في نسخة الأصل : ليولد.

(١٣) في نسخة الأصل : ليموت.

١٧٦

ورقته منها (١).

الحديث الثالث عشر :

ما رواه الفقيه ابن بابويه عن أبيه ومحمد بن أحمد بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن القاسم (٢) بن يحيى (عن جده) (٣) الحسين راشد عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه‌السلام (٤) قال : حدثني أبي عن جده عن آبائه عليهم‌السلام أن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : في المجلس الذي علم أصحابه فيه أربعمائة كلمة (٥) مما يصلح المسلم في دينه ودنياه فمن ذلك أنه قال : إن الله اطّلع الى الأرض فاختارنا واختار لنا شيعة ينصروننا (٦) ويفرحون لفرحنا (٧) ويحزنون لحزننا ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا أولئك منا وإلينا ، ما من الشيعة عبد (٨) يفارق أمرا نهيناه عنه فيموت (٩) حتى يبتلى ببلية يمحص بها ذنوبه إما في ماله وإما (١٠) في ولده وإما في (١١) نفسه حتى يلقى الله تعالى [...] (١٢) وما له ذنب إنه ليبقى عليه (الشيء) (١٣) من ذنوبه فيشدد به عليه عند موته.

__________________

(١) بصائر الدرجات ، ص ٧٨ ، ح ١.

(٢) في نسخة الأصل : القسم.

(٣) زيادة على نسخة الأصل.

(٤) في نسخة الأصل : عن أبي عبد الله وأبي جعفر عليهما‌السلام.

(٥) في نسخة الأصل : باب.

(٦) في نسخة الأصل : ينصرونا.

(٧) في نسخة الأصل : بفرحنا.

(٨) في نسخة الأصل : أحد.

(٩) في نسخة الأصل : لا يموت.

(١٠) في نسخة الأصل : أو.

(١١) في نسخة الأصل : أو نفسه.

(١٢) في نسخة الأصل : «محبنا» حذفناها.

(١٣) ما بين القوسين زيادة على نسخة الاصل.

١٧٧

الميت من شيعتنا صديق شهيد ، صدق بأمرنا وأحب فينا وأبغض فينا يريد بذلك (الله عزوجل) (١) مؤمنا بالله وبرسله قال الله تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ) (٢).

افترقت بنو اسرائيل على اثنين وسبعين فرقة وستفترق (٣) هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة (٤).

الحديث الرابع عشر :

ما رواه العلامة الطبرسي عن الصادق عليه‌السلام في تفسير قوله (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) (٥) ، قال الصادق عليه‌السلام : ألا تحمدون الله إذا كان يوم القيامة فدعي كل قوم الى من يتولونه وفرغنا الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفرغتم إلينا فإلى اين ترون نذهب بكم الى الجنة ورب الكعبة إلى الجنة ورب الكعبة الى الجنة ورب الكعبة (٦).

الحديث الخامس عشر :

ما رواه الأصبغ بن نباتة قال : إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس (٧) إن شيعتنا من طينة مخزونة قبل أن يخلق الله تعالى آدم بألف سنة لا يشذ منها شاذ ولا يدخل فيها داخل ، وإني لأعرفهم حينما أنظر إليهم (٨) ، لأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما تفل في عيني وأنا أرمد ،

__________________

(١) في نسخة الأصل : يريد الله بذلك.

(٢) سورة الحديد ، آية ١٩.

(٣) في نسخة الأصل : وتفترق.

(٤) بحار الأنوار ج ١٠ ، ص ١٤٤ ، الباب السابع.

(٥) سورة الإسراء ، آية ٧١.

(٦) بحار الأنوار ٨ / ص ٩ ، الباب التاسع عشر.

(٧) في نسخة الأصل : ايها.

(٨) في نسخة الأصل : حين أنظر.

١٧٨

قال : اللهم اذهب عنه الحر والقر (والبرد) (١) وبصّره صديقه من عدوه ، فلم يصبني رمد بعد ولا حر ولا برد ولأني (٢) لأعرف صديقي من عدوي فقام رجل من الملأ فسلم ثم قال : والله يا أمير المؤمنين إني أدين (٣) الله بولايتك وإني لأحبك في السر كما أظهر (٤) في العلانية ، فقال له علي عليه‌السلام كذبت فوالله ما أعرف (٥) اسمك في الأسماء ولا وجهك في الوجوه وإن طينتك من غير تلك الطينة (قال) : (٦) فجلس الرجل وقد فضحه الله وظهر (٧) عليه ثم قام آخر فقال : يا أمير المؤمنين إني لأدين الله بولايتك وإني لأحبك في السر كما أحبك في العلانية ، فقال له : صدقت طينتك من تلك الطينة وعلى ولايتنا أخذ ميثاقك وأن روحك من أرواح المؤمنين فاتخذ (٨) للفقر جلبابا فوالذي نفسي في يده لقد سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إن الفقر الى محبينا (٩) أسرع من السيل من أعلى الوادي الى أسفله (١٠).

الحديث السادس عشر :

ما رواه الشيخ الطوسي رحمه‌الله بحذف الإسناد عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول أعطاني الله خمسا وأعطى عليا خمسا ؛ أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليه جوامع (العلم) (١١) وجعلني نبيا وجعله وصيا ، وأعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل ، وأعطاني الوحي وأعطاه الإلهام ، وأسرى بي إليه

__________________

(١) ما بين القوس زيادة على نسخة الأصل.

(٢) في نسخة الأصل : واني.

(٣) في نسخة الأصل : دين.

(٤) في نسخة الأصل : أظهر لك.

(٥) في نسخة الأصل : لا أعرف.

(٦) ما بين القوس زيادة على نسخة الأصل.

(٧) في نسخة الأصل : فظهر.

(٨) في نسخة الأصل : فأعدّ.

(٩) في نسخة الأصل : شيعتنا.

(١٠) بصائر الدرجات ، ص ٢١٠ ، الباب الثامن ، ح ١.

(١١) ما بين القوس زيادة على الأصل.

١٧٩

وفتح له أبواب السماء والحجب حتى نظر إلي فنظرت (١) إليه قال : ثم بكى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت له : ما (٢) يبكيك فداك أبي وأمي ، فقال : يا بن عباس إن أول ما كلمني به ربي أن قال : يا محمد انظر ما تحتك فنظرت الى الحجب قد (٣) انحرفت وإلى أبواب السماء قد فتحت ونظرت (٤) الى علي وهو رافع رأسه إلي فكلمني وكلمته وكلمني ربي عزوجل.

فقلت : يا رسول الله بم (٥) كلمك ربك؟ فقال لي : يا محمد إني جعلت عليا وصيك ووزيرك وخليفتك من بعدك فأعلمه فها هو يسمع كلامك ، فأعلمت وأنا بين يدي ربي عزوجل فقال (لي) (٦) : قد قبلت وأطعت فأمر (الله) (٧) الملائكة أن تسلم عليه ففعلت فرد عليه‌السلام ، ورأيت الملائكة يتباشرون به وما مررت بملائكة من ملائكة السماء إلا هنئوني ، وقالوا : يا محمد والذي بعثك بالحق نبيا لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله عزوجل (لك) (٨) ابن عمك ، ورأيت حملة العرش قد نكسوا رءوسهم الى الأرض ، فقلت : يا جبرئيل لم نكس (٩) حملة العرش رءوسهم إلى الأرض؟ فقال : يا محمد ما مر ملك من الملائكة إلا وقد نظر الى وجه علي بن أبي طالب استبشارا به ما خلا حملة العرش فإنهم استأذنوا الله عزوجل في هذه الساعة فأذن لهم (أن) (١٠) ينظروا الى علي بن أبي طالب عليه‌السلام فنظروا

__________________

(١) في نسخة الأصل : ونظرت.

(٢) في نسخة الأصل : فقلت : وما.

(٣) في نسخة الأصل : وقد.

(٤) في نسخة الأصل : فنظرت.

(٥) في نسخة الأصل : بما.

(٦) ما بين القوس زيادة على نسخة الأصل.

(٧) ما بين القوس زيادة على نسخة الأصل.

(٨) ما بين القوس زيادة على نسخة الأصل.

(٩) في نسخة الأصل : نكسوا.

(١٠) ما بين القوس زيادة على نسخة الأصل.

١٨٠