معجزات النبي

أبي الفداء اسماعيل بن عمر ابن كثير الدمشقي

معجزات النبي

المؤلف:

أبي الفداء اسماعيل بن عمر ابن كثير الدمشقي


المحقق: إبراهيم أمين محمّد
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المكتبة التوفيقيّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨

باب

حنين الجذع شوقا إلى رسول الله وشغفا من فراق (١)

وقد ورد من حديث جماعة من الصحابة بطرق متعددة تفيد القطع عند أئمة هذا الشأن وفرسان هذا الميدان.

الحديث الأول عن أبي ابن كعب

قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعى رحمه‌الله : حدثنا إبراهيم بن محمد ، قال: أخبرنى عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبى بن كعب عن أبيه قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلى إلى جذع نخلة إذ كان المسجد عريشا ، وكان يخطب إلى ذلك الجذع ، فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله هل لك أن تجعل لك منبرا تقوم عليه يوم الجمعة فتسمع الناس خطبتك؟ قال : نعم ، فصنع له ثلاث درجات هن اللاتى على المنبر ، فلما صنع المنبر ووضع موضعه الّذي وضعه فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بدا للنبى ص أن يقوم على ذلك المنبر فيخطب عليه ، فمر إليه ، فلما جاوز ذلك الجذع الّذي كان يخطب إليه خار حتى تصدع وانشق ، فنزل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما سمع صوت الجذع فمسحه بيده ثم رجع إلى المنبر ، فلما هدم المسجد أخذ ذلك الجذع أبى ابن كعب رضى الله تعالى عنه ، فكان عنده حتى بلى وأكلته الأرضة وعاد رفاتا (٢).

وهكذا رواه الإمام أحمد بن حنبل عن زكريا بن عدى عن عبيد الله ابن عمرو الرقى عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل عن أبى بن كعب

__________________

(١) المختصر في أخبار البشر (١ / ١٥٢).

(٢) أحمد في مسنده (٥ / ١٣٨).

١٢١

فذكره. وعنده فمسحه بيده حتى سكن ثم رجع إلى المنبر ، وكان إذا صلى صلى إليه ، والباقى مثله ، وقد رواه ابن ماجه عن إسماعيل بن عبد الله الرقى عن عبيد الله بن عمرو الرقي به.

الحديث الثاني عن أنس بن مالك

قال الحافظ أبو يعلى الموصلى : حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا عمر بن يونس الحنفى : حدثنا عكرمة ابن عمار ، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، حدثنا أنس بن مالك: أن رسول الله كان يوم الجمعة يسند ظهره إلى جذع منصوب فى المسجد يخطب الناس ، فجاءه رومى فقال : ألا أصنع لك شيئا تقعد عليه كأنك قائم؟ فصنع له منبرا درجتان ويقعد على الثالثة ، فلما قعد نبى الله على المنبر خار كخوار الثور ارتج لخواره حزنا على رسول الله ، فنزل إليه رسول الله من المنبر فالتزمه وهو يخور فلما التزمه سكت ثم قال : والّذي نفسى محمد بيده لو لم ألتزمه لما زال هكذا حتى يوم القيامة حزنا على رسول الله ، فأمر به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فدفن.

وقد رواه الترمذي عن محمود بن غيلان عن عمر بن يونس به وقال : صحيح غريب من هذا الوجه.

طريق أخرى عن أنس

قال الحافظ أبو بكر البزار فى مسنده : حدثنا هدبة ، حدثنا حماد عن ثابت عن أنس عن النبي ص أنه كان يخطب إلى جذع نخلة ، فلما اتخذ المنبر تحول إليه ، فحن فجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى احتضنه فسكن ، وقال : لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة ، وهكذا رواه ابن ماجة عن أبى بكر بن خلاد عن بهز بن أسد عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس وعن حماد عن عمار ابن أبى عمار عن ابن عباس به ، وهذا إسناد على شرط مسلم.

١٢٢

طريق أخرى عن أنس

قال الإمام أحمد : حدثنا هاشم ، حدثنا المبارك عن الحسن عن أنس بن مالك قال : كن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا خطب يوم الجمعة يسند ظهره إلى خشبة ، فلما كثر الناس قال : ابنوا لى منبرا ـ أراد أن يسمعهم ـ فبنوا له عتبتين ، فتحول من الخشبة إلى المنبر ، قال : فأخبر أنس بن مالك أنه سمع الخشبة تحن حنين الواله ، قال : فما زالت تحن حتى نزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن المنبر ، فمشى إليها فاحتضنها فسكنت (١) ، تفرد به أحمد.

وقد رواه أبو القاسم البغوى عن شيبان ابن فروخ عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن أنس فذكره وزاد : فكان الحسن إذا حدث بهذا الحديث بكى ثم قال : يا عباد الله الخشبة تحن إلى رسول الله شوقا إليه لمكانه من الله ، فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه ، وقد رواه الحافظ أبو نعيم من حديث الوليد بن مسلم عن سالم بن عبد الله الخياط عن أنس ابن مالك فذكره.

طريق أخرى عن أنس

قال أبو نعيم : حدثنا أبو بكر بن خلاد ، حدثنا الحارث بن محمد بن أبى أسامة ، حدثنا يعلى بن عباد ، حدثنا الحكم عن أنس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخطب إلى جذع فحن الجذع فاحتضنه وقال : لو لمن أحتضنه لحن إلى يوم القيامة.

الحديث الثالث عن جابر بن عبد الله

قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا عبد الواحد بن أيمن عن أبيه عن جابر قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخطب إلى جذع نخلة قال : فقالت امرأة من

__________________

(١) أحمد في مسنده (٣ / ٢٢٦).

١٢٣

الأنصار ـ وكان لها غلام نجار ـ : يا رسول الله إن لى غلاما نجارا أفآمره أن يتخذ لك منبرا تخطب عليه؟ قال : بلى ، قال : فاتخذ له منبرا ، قال : فلما كان يوم الجمعة خطب على المنبر ، قال : فأن الجذع الّذي كان يقوم عليه كما يئن الصبى ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن هذا بكى لما فقد من الذكر (١).

هكذا رواه أحمد ، وقد قال البخارى : حدثنا عبد الواحد بن أيمن ، قال : سمعت أبى عن جابر بن عبد الله : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة ، فقالت امرأة من الأنصار أو رجل : يا رسول الله ألا نجعل لك منبرا؟ قال : إن شئتم ، فجعلوا له منبرا ، فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر ، فصاحت النخلة صياح الصبى ، ثم نزل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فضمه إليه يئن أنين الصبى ، الّذي يسكن : قال : كانت تبكى على ما كانت تسمع من الذكر عندها (٢).

وقد ذكره البخارى فى غير ما موضع من صحيحه من حديث عبد الواحد بن أيمن عن أبيه وهو أيمن الحبشى المكى مولى ابن أبى عمرة المخزومى عن جابر به.

طريق أخرى عن جابر

قال البخارى : حدثنا إسماعيل ، حدثنى أخى عن سليمان بن بلال عن يحيى ابن سعيد ، حدثنى حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك أنه سمع جابر بن عبد الله الأنصارى يقول : كان المسجد مسقوفا على جذوع من نخل ، فكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها ، فلما صنع له المنبر وكان عليه فسمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار ، حتى جاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فوضع يده عليها فسكنت (٣) ، تفرد به البخارى.

__________________

(١) أحمد في مسنده (٣ / ٣٠٠).

(٢) أخرجه البخاري في كتاب المناقب (٣٥٨٤) (١٠ / ٤٥٨).

(٣) أخرجه البخاري في كتاب الجمعة (٩١٨) (٣ / ٣٧٢).

١٢٤

طريق أخرى عنه

قال الحافظ أبو بكر البزار ، حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا أبو المساور ، حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبى صالح ـ وهو ذكوان ـ عن جابر بن عبد الله وعن إسحاق عن كريب عن جابر قال : كانت خشبة فى المسجد يخطب إليها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : لو اتخذنا لك مثل الكرسى تقوم عليه؟ ففعل فحنت الخشبة كما تحن الناقة الحلوج ، فأتاها فاحتصنها فوضع يده عليها فسكنت.

قال أبو بكر البزار : وأحسب أنا قد حدثناه عن أبى عوانة عن الأعمش عن أبى صالح عن جابر ، وعن أبى إسحاق عن كريب عن جابر بهذه القصة التى رواها أبو المساور عن أبى عوانة ، وحدثناه محمد ابن عثمان بن كرامة ، حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن آبى إسحاق عن سعيد بن أبى كريب عن جابر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بنحوه ، والصواب إنما هو سعيد بن أبى كريب ، وكريب خطأ ولا يعلم يروى عن سعيد بن أبى كريب إلا أبا إسحاق ، قلت : ولم يخرجوه من هذا الوجه وهو جيد.

طريق أخرى عن جابر

قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن آدم ، حدثنا إسرائيل عن أبى إسحاق عن سعيد بن أبى كريب عن جابر بن عبد الله يقال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخطب إلى خشبة فلما جعل له منبر حنت حنين الناقة فأتاها فوضع يده عليها فسكنت ، تفرد به أحمد.

طريق أخرى عن جابر

قال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا محمد بن معمر ، حدثنا محمد بن كثير ، حدثنا سليمان بن كثير عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن جابر بن عبد الله

١٢٥

قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقوم إلى جذع قبل أن يجعل له المنبر فلما جعل المنبر حن الجذع حتى سمعنا حنينه ، فمسح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يده عليه فسكن ، قال البزار : لا نعلم رواه عن الزهرى إلا سليمان بن كثير ، قلت : وهذا إسناد جيد رجاله على شرط الصحيح ، ولم يروه أحد من أصحاب الكتب الستة.

وقال الحافظ أبو نعيم فى الدلائل : ورواه عبد الرزاق عن معمر عن الزهرى عن رجل سماه عن جابر ثم أورده من طريق أبى عاصم بن على عن سليمان ابن كثير عن يحيى ابن سعيد عن سعيد بن المسيب عن جابر مثله ، ثم قال : حدثنا أبو بكر بن خلاد ، حدثنا أحمد بن على الخراز ، حدثنا عيسى بن المساور ، حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعى عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن جابر أن رسول الله كان يخطب إلى جذع فلما بنى المنبر حن الجذع فاحتضنه فسكن ، وقال : لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة ، ثم رواه من حديث أبى عوانة عن الأعمش عن أبى صالح عن جابر ، وعن أبى إسحاق عن كريب عن جابر مثله.

طريق أخرى عن جابر

قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أن ابن جريج وروح قال : حدثنا ابن جريج : أخبرنى أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا خطب يستند إلى جذع نخلة من سوارى المسجد. فلما صنع له منبره واستوى عليه فاضطربت تلك السارية كحنين الناقة حتى سمعها أهل المسجد حتى نزل إليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاعتنقها فسكنت ، وقال روح : فسكتت ، وهذا إسناد على شرط مسلم ولم يخرجوه.

طريق أخرى عن جابر

قال الإمام أحمد : حدثنا ابن أبى عدى عن سليمان عن أبى نضرة عن جابر قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقوم فى أصل شجرة ، أو قال : إلى جذع

١٢٦

ثم اتخذ منبرا قال : فحن الجذع ، قال جابر : حتى سمعه أهل المسجد حتى أتاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فمسحه فسكن ، فقال بعضهم : لو لم يأته لحن إلى يوم القيامة ، وهذا على شرط مسلم ولم يروه إلا ابن ماجة عن بكير بن خلف عن ابن أبى عدى عن سليمان التيمى عن أبى نضرة المنذر بن مالك بن قطفة العبرى النضرى عن جابر به.

الحديث الرابع عن سهل بن سعد

قال أبو بكر بن أبى شيبة : حدثنا سفيان بن عيينة عن أبى حازم قال : أتوا سهل بن سعد فقالوا من أى شيء منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يستند إلى جذع فى المسجد يصلى إليه إذا خطب ، فلما اتخذ المنبر فصعد حن الجذع حتى أتاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فوطنه حتى سكن (١).

وأصل هذا الحديث فى الصحيحين وإسناده على شرطهما وقد رواه إسحاق ابن راهويه وابن أبى فديك عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه عن جده ، ورواه عبد الله بن نافع وابن وهب عن عبد الله بن عمر عن ابن عباس بن سهل عن أبيه فذكره. ورواه ابن لهيعة عن عمارة بن عرفة عن ابن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه بنحوه.

الحديث الخامس عن عبد الله بن عباس

قال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا حماد عن عمار بن أبى عمار عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يخطب إلى جذع قبل أن يتخذ المنبر ، فلما اتخذ المنبر وتحول إليه حن عليه فأتاه فاحتضنه فسكن ، قال : ولو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة (٢) ، وهذا الإسناد على شرط مسلم ولم يروه إلا ابن ماجه من حديث حماد بن سلمة

__________________

(١) أخرجه البخاري في كتاب الصلاة (٣٧٧) (٢ / ٢١٣).

(٢) أحمد في مسنده (١ / ٢٤٩ ، ٢٦٧ ، ٣٦٣).

١٢٧

الحديث السادس عن عبد الله بن عمر

قال البخارى : حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان ، حدثنا أبو حفص واسمه عمر بن العلاء ـ أخوا أبى عمرو بن العلاء ـ قال : سمعت نافعا عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر تحول إليه فحن الجذع فأتاه فمسح يده عليه (١) ، وقال عبد الحميد : أنا عثمان بن عمر ، أنا معاذ بن العلاء عن نافع بهذا ، ورواه أبو عاصم عن ابن أبى رواد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

هكذا ذكره البخارى.

وقد رواه الترمذي عن عمرو بن على الفلاس عن عثمان بن عمرو ويحيى بن كثير عن أبى غسان العنبرى كلاهما عن معاذ بن العلاء به وقال : حسن صحيح غريب.

قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزى فى أطرافه : ورواه على بن نصر ابن على الجهضمى وأحمد ابن خالد الخلال وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمى فى آخرين عن عثمان بن عمر عن معاذ بن العلاء قال : وعبد الحميد هذا ـ يعنى الّذي ذكره البخارى ـ يقال : إنه عبد ابن حميد والله أعلم.

قال شيخنا : وقد قيل إن قول البخارى : عن أبى حفص واسمه عمرو ابن العلاء ، وهم ، والصواب معاذ بن العلاء كما وقع فى رواية الترمذي ، قلت : وليس هذا ثابتا فى جميع النسخ ، ولم أر فى النسخ التى كتبت منها تسميته بالكلية والله أعلم.

وقد روى هذا الحديث الحافظ أبو نعيم من حديث عبد الله بن رجاء ،

__________________

(١) البخاري في كتاب المناقب (٣٥٨٣) (١٠ / ٤٥٦).

١٢٨

عن عبيد الله بن عمر ، ومن حديث أبى عاصم عن ابن أبى رواد كلاهما عن نافع عن ابن عمر قال : قال تميم الدارى ألا نتخذ لك منبرا ، فذكر الحديث.

طريق أخرى عن ابن عمر

قال الإمام أحمد : حدثنا حسين ، حدثنا خلف عن أبى خباب ـ وهو يحيى ابن أبى حية ـ عن أبيه عن عبد الله بن عمر قال : كان جذع نخلة فى المسجد يسند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ظهره إليه إذا كان يوم جمعة أو حدث أمر يريد أن يكلم الناس ، فقالوا : ألا نجعل لك يا رسول الله شيئا كقدر قيامك؟ قال : لا عليكم أن تفعلوا ، فصنعوا له منبرا ثلاث مراقى ، قال : فجلس عليه ، قال : فخار الجذع كما تخور البقرة جزعا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فالتزمه ومسحه حتى سكن ، تفرد به أحمد.

الحديث السابع عن أبي سعيد الخدري

قال عبد بن حميد الليثى : حدثنا على بن عاصم عن الجريرى عن أبى نضرة العبدى ، حدثنى أبو سعيد الخدرى قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخطب يوم الجمعة إلى جذع نخلة ، فقال له الناس : يا رسول الله إنه قد كثر الناس ـ يعنى المسلمين ـ وإنهم ليحبون أن يروك ، فلو اتخذت منبرا تقوم عليه ليراك الناس؟ قال : نعم ، من يجعل لنا هذا المنبر؟ فقام إليه رجل فقال : أنا ، قال تجعله؟ قال : نعم ، ولم يقل : إن شاء الله ، قال : ما اسمك؟ قال : فلان ، قال : اقعد ، فقعد ثم عاد فقال : من يجعل لنا هذا المنبر؟ فقام إليه رجل فقال : أنا ، قال : تجعله ، قال : نعم ، ولم يقل : إن شاء الله ، قال ما اسمك؟ قال : فلان ، قال : اقعد ، فقعد ، ثم عاد فقال : من يجعل لنا هذا المنبر؟ فقام إليه رجل فقال : أنا ، قال : تجعله ، قال : نعم ، ولم يقل : إن شاء الله ، قال : ما اسمك؟ قال : فلان ، قال اقعد فقعد ، ثم عاد

١٢٩

فقال : من يجعل لنا هذا المنبر ، فقام إليه رجل فقال : أنا ، قال تجعله ، قال : نعم إن شاء الله ، قال : ما اسمك؟ قال : إبراهيم ، قال : اجعله ، فلما كان يوم الجمعة اجتمع الناس للنبى ص فى آخر المسجد فلما صعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المنبر فاستوى عليه فاستقبل الناس وحنت النخلة حتى أسمعتنى وأنا فى آخر المسجد ، قال : فنزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن المنبر فاعتنقها ، فلم يزل حتى سكنت ثم عاد الى المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن هذه النخلة إنما حنت شوقا إلى رسول الله ، لما فارقها فو الله لو لم أنزل إليها فأعتنقها لما سكنت إلى يوم القيامة.

وهذا إسناد على شرط مسلم ، ولكن فى السياق غرابة والله تعالى أعلم.

طريق أخرى عن أبي سعيد

قال الحافظ أبو يعلى : حدثنا مسروق بن المرزبان ، حدثنا زكريا عن مجالد عن أبى الوداك وهو جبر ابن نوف عن أبى سعيد قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقوم إلى خشبة يتوكأ عليها يخطب كل جمعة حتى أتاه رجل من الروم فقال : إن شئت جعلت لك شيئا إذا قعدت عليه كنت كأنك قائم ، قال : نعم ، قال : فجعل له المنبر ، فلما جلس عليه حنت الخشبة حنين الناقة على ولدها ، حتى نزل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فوضع يده عليها ، فلما كان الغد رأيتها قد حولت ، فقلنا : ما هذا؟ قالوا : جاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبو بكر وعمر البارحة فحولوها ، وهذا غريب أيضا.

الحديث الثامن عن عائشة رضي الله عنها

رواه الحافظ من حديث على بن أحمد الحوار عن قبيصة عن حبان بن على عن صالح بن حبان عن عبد الله بن بريدة عن عائشة فذكر الحديث بطوله وفيه أنه خيره بين الدنيا والآخرة فاختار الجذع الآخرة وغار حتى ذهب فلم

١٣٠

يعرف ، هذا حديث غريب إسنادا ومتنا.

الحديث التاسع عن أم سلمة رضي الله عنها

روى أبو نعيم من طريق شريك القاضى وعمرو بن أبى قيس ومعلى بن هلال ثلاثتهم عن عمار الذهبى عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة قالت : كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خشبة يستند إليها إذا خطب ، فصنع له كرسى أو منبر فلما فقدته خارت كما يخور الثور ، حتى سمع أهل المسجد ، فأتاها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسكنت ، هذا لفظ شريك ، وفى رواية معلى بن هلال : أنها كانت من دوم ، وهذا إسناد جيد ولم يخرجوه ، وقد روى الإمام أحمد والنسائي من حديث عمار الذهبى عن أبى سلمة عن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قوائم منبرى فى زاوية فى الجنة (١).

وروى النسائى أيضا بهذا الإسناد : ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة ، فهذه الطرق من هذه الوجوه تفيد القطع بوقوع ذلك عند أئمة هذا الفن ، وكذا من تأملها وأنعم فيها النظر والتأمل مع معرفته بأحوال الرجال وبالله المستعان ، وقد قال الحافظ أبو بكر البيهقى : أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنى أبو أحمد بن أبى الحسن ، حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الرازى قال : قال أبى ـ يعنى أبا حاتم الرازى ـ قال عمرو بن سواد ، قال لى الشافعى : ما أعطى الله نبيا ما أعطى محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت له : أعطى عيسى إحياء الموتى ، فقال : أعطى محمدا الجذع الّذي كان يخطب إلى جنبه حتى هيئ له المنبر ، فلما هيئ له المنبر حن الجذع حتى سمع صوته ، فهذا أكبر من ذلك.

__________________

(١) أحمد في مسنده (٦ / ٢٨٩ ، ٢٩٢ ، ٣١٨).

١٣١
١٣٢

باب

تسبيح الحصى في كفه عليه الصلاة والسلام

قال الحافظ أبو بكر البيهقى : أنا أبو الحسن على بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد الصفار ، حدثنا الكديمى (١) ، حدثنا قريش بن أنس ، حدثنا صالح بن أبى الأخضر عن الزهرى عن رجل يقال له سويد بن يزيد السلمى ، قال : سمعت أبا ذر يقول : لا أذكر عثمان إلا بخير بعد شيء رأيته ، كنت رجلا أتبع خلوات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فرأيت يوما جالسا وحده فاغتنمت خلوته فجئت حتى جلست إليه فجاء أبو بكر فسلم عليه ثم جلس عن يمين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم جاء عمر فسلم وجلس عن يمين أبى بكر ثم جاء عثمان فسلم ثم جلس عن يمين عمر ، وبين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سبع حصيات ، أو قال : تسع حصيات ، فأخذهن فى كفه فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النخل ، ثم وضعهن فخرسن ثم أخذهن فوضعهن فى كف أبى بكر فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النخل ، ثم وضعهن فخرسن ، ثم تناولهن فوضعهن فى يد عمر فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النخل ، ثم وضعهن فخرسن ، ثم تناولهن فوضعهن فى يد عثمان فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النخل ، ثم وضعهن فخرسن ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : هذه خلافة النبوة.

قال البيهقى : وكذلك رواه محمد بن يسار عن قريش بن أنس عن صالح بن أبى الأخضر ، وصالح لم يكن حافظا ، والمحفوظ عن أبى حمزة

__________________

(١) والكديمي هذا هو محمد بن يونس الكديمي اتهمه البعض بالوضع وذكروه في الوضاعين.

١٣٣

عن الزهرى ، قال : ذكر الوليد بن سويد هذا الحديث عن أبى ذر هكذا.

قال البيهقى : وقد قال محمد بن يحيى الذهلى فى الزهريات التى جمع فيها أحاديث الزهرى : حدثنا أبو اليمان ، حدثنا شعيب قال : ذكر الوليد ابن سويد أن رجلا من بنى سليم كبير السن كان ممن أدرك أبا ذر بالربذة ذكر أنه بينما هو قاعد يوما فى ذلك المجلس وأبو ذر فى المجلس إذ ذكر عثمان بن عفان يقول السلمى : فأنا أظن أن فى نفس أبى ذر على عثمان معتبة لإنزاله إياه بالربذة ، فلما ذكر له عثمان عرض له أهل العلم بذلك ، وهو يظن أن فى نفسه عليه معتبة ، فلما ذكره قال : لا تقل فى عثمان إلا خيرا فإنى أشهد لقد رأيت منه منظرا وشهدت منه مشهدا لا أنساه حتى أوت ، كنت رجلا ألتمس خلوات النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأسمع منه أو لآخذ عنه ، فهجرت يوما من الأيام ، فإذا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد خرج من بيته فسألت عنه الخادم فأخبرنى أنه فى بيت ، فأتيته وهو جالس ليس عنده أحد من الناس ، وكأنى حينئذ أرى أنه فى وحى ، فسلمت عليه فرد السلام ، ثم قال : ما جاء بك؟ فقلت : جاء بى الله ورسوله فأمرنى أن أجلس ، فجلست إلى جنبه ، لا أسأله عن شيء ولا يذكره لى ، فمكثت غير كثير ، فجاء أبو بكر يمشى مسرعا فسلم عليه فرد السلام ثم قال : ما جاء بك؟ قال : جاء بى الله ورسوله ، فأشار بيده أن اجلس ، فجلس إلى ربوة مقابل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بينه وبينها الطريق ، حتى إذا استوى أبو بكر جالسا فأشار بيده فجلس إلى جنبى عن يمينى ثم جاء عمر ففعل مثل ذلك ، وقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثل ذلك ، وجلس إلى جنب أبى بكر على تلك الربوة ، ثم جاء عثمان فسلم فرد السلام وقال : ما جاء بك؟ قال : جاء بى الله ورسوله ، فأشار إليه بيده فقعد إلى الربوة ثم أشار بيده فقعد إلى جنب عمر ، فتكلم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بكلمة لم أفقه ألها غير أنه قال : قليل ما يبقين ، ثم قبض على حصيات سبع أو تسع أو قريب من ذلك ، فسبحن فى يده حتى سمع لهن حنين كحنين النخل فى كف النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم ناولهن أبا بكر

١٣٤

وجاوزنى فسبحن فى كف أبى بكر كما سبحن فى كف النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم أخذهن منه فوضعهن فى الأرض فخرسن فصرن حصا ، ثم ناولهن عمر فسبحن فى كفه كما سبحن فى كف أبى بكر ، ثم أخذهن فوضعهن فى الأرض فخرسن ، ثم ناولهن عثمان فسبحن فى كفه نحو ما سبحن فى كف أبى بكر وعمر ، ثم أخذهن فوضعهن فى الأرض فخرسن.

قال الحافظ ابن عساكر : رواه صالح بن أبى الأخضر عن الزهرى ، فقال : عن رجل يقال له سويد بن يزيد السلمى ، وقول شعيب أصح.

(وقال أبو نعيم فى كتاب دلائل النبوة : وقد روى داود بن أبى هند عن الوليد بن عبد الرحمن الحرشى عن جبير بن نفير عن أبى ذر مثله ، ورواه شهر بن حوشب وسعيد بن المسيب عن أبى سعيد ، قال : وفيه عن أبى هريرة).

وقد تقدم ما رواه البخارى عن ابن مسعود رضى الله عنه أنه قال : ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل.

١٣٥

حديث أخر في ذلك

روى الحافظ البيهقى من حديث عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد ابن أبى وقاص ، قال : حدثنى أبو أمي مالك بن حمزة بن أبى أسيد الساعدى عن أبيه عن جده أبى أسيد الساعدى ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم للعباس بن عبد المطلب : يا أبا الفضل لا ترم منزلك غدا أنت وبنوك حتى آتيكم فإن لى فيكم حاجة ، فانتظروه حتى جاء بعد ما أضحى ، فدخل عليهم فقال : السلام عليكم ، فقالوا : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، قال : كيف أصبحتم؟ قالوا : أصبحنا بخير نحمد الله ، فكيف أصبحت بأبينا وأمنا أنت يا رسول الله؟ قال : أصبحت بخير أحمد الله ، فقال لهم : تقاربوا تقاربوا يزحف بعضكم إلى بعض ، حتى إذا أمكنوه اشتمل عليهم بملاءته وقال : يا رب هذا عمى وصنو أبى ، وهؤلاء أهل بيتى فاسترهم من النار كسترتى إياهم بملاءتى هذه ، قال : فأمنت أسكفة الباب وحوائط البيت فقالت : آمين آمين آمين.

وقد رواه أبو عبد الله ابن ماجة فى سننه مختصرا عن أبى إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروى عن عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبى وقاص الوقاصى الزهرى روى عنه جماعة ، وقد قال ابن معين : لا أعرفه ، وقال أبو حاتم يروى أحاديث مشبهة.

١٣٦

حديث آخر

قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن أبى بكير ، حدثنا إبراهيم بن طهمان ، حدثنى سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنى لأعرف حجرا بمكة كان يسلم عليّ قبل أن أبعث ، إنى لأعرفه الآن (١).

رواه مسلم عن أبى بكر بن أبى شيبة عن يحيى بن أبى بكير به ، ورواه أبو داود الطيالسى عن سليمان بن معاذ عن سماك به.

حديث آخر

قال الترمذي : حدثنا عباد بن يعقوب الكوفى ، حدثنا الوليد بن أبي ثور عن السدى عن عباد بن أبى يزيد عن على بن أبى طالب قال : كنت مع النبي ص بمكة فخرجنا فى بعض نواحيها فما استقبله جبل ولا شجر إلا قال : السلام عليك يا رسول الله ، ثم قال : وهذا حديث حسن غريب ، وقد رواه غير واحد عن الوليد بن أبي ثور ، وقالوا : عن عباد بن أبى يزيد منهم فروة بن أبى الفراء.

ورواه الحافظ أبو نعيم من حديث زياد بن خيثمة عن السدى عن أبى عمارة الحيوانى عن على قال : خرجت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فجعل لا يمر على شجر ولا حجر إلا سلّم عليه ، وقدمنا فى المبعث أنه عليه‌السلام لما رجع وقد أوحى إليه جعل لا يمر بحجر ولا شجر ولا مدر ولا شيء إلا قال له : السلام عليك يا رسول الله ، وذكرنا فى وقعة بدر ووقعة حنين رميهعليه‌السلام بتلك القبضة من التراب وأمره أصحابه أن يتبعوها بالحملة الصادقة فيكون النصر والظفر والتأييد عقب ذلك سريعا ، أما فى وقعة بدر فقد قال الله تعالى فى

__________________

(١) أحمد في مسنده (٥ / ٨٩).

١٣٧

سياقها فى سورة الأنفال : (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) (١) الآية وأما فى غزرة حنين فقد ذكرناه فى الأحاديث بأسانيده وألفاظه بما أغنى عن إعادته هاهنا ولله الحمد والمنة.

__________________

(١) سورة الأنفال ، الآية : ١٧.

١٣٨

حديث آخر

ذكرنا فى غزوة الفتح أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لما دخل المسجد الحرام فوجد الأصنام حول الكعبة فجعل يطعنها بشيء فى يده ويقول : جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ، قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد ، وفى رواية أنه جعل لا يشير إلى صنم منها إلا خر لقفاه ، وفى رواية : إلا سقط.

وقال البيهقى : أنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضى قالا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا بحر بن نصر وأحمد بن عيسى اللخمى ، قالا : حدثنا بشر بن بكير ، أنا الأوزاعى عن ابن شهاب أنه قال : أخبرنى القاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق عن عائشة قالت : دخل عليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا مستترة بقرام (١) (فيه صورة) فهتكه ثم قال : إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال الأوزاعى : وقالت عائشة : أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بترس فيه تمثال عقاب فوضع عليه يده فأذهبه الله عزوجل.

__________________

(١) قرام : ثوب خفيف أو رقيق.

١٣٩
١٤٠