معجزات النبي

أبي الفداء اسماعيل بن عمر ابن كثير الدمشقي

معجزات النبي

المؤلف:

أبي الفداء اسماعيل بن عمر ابن كثير الدمشقي


المحقق: إبراهيم أمين محمّد
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: المكتبة التوفيقيّة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٨

قصة

جابر ودين أبيه وتكثيره عليه‌السلام التمر

قال البخارى فى دلائل النبوة : حدثنا أبو نعيم ، حدثنا زكريا ، حدثنى عامر ، حدثنى جابر أن أباه توفى وعليه دين فأتيت النبي ص فقلت : إن أبى ترك عليه دينا وليس عندى إلا ما يخرج نخله ولا يبلغ ما يخرج سنين ما عليه فانطلق معى لكيلا يفحش على الغرماء ، فمشى حول بيدر من بيادر التمر فدعا ثم آخر ثم جلس عليه فقال : انزعوه فأوفاهم الّذي لهم وبقى مثل ما أعطاهم (١) ، هكذا رواه هنا مختصرا ، وقد أسنده من طرق عن عامر بن شراحيل الشعبى عن جابر به ، وهذا الحديث قد روى من طرق متعددة عن جابر بألفاظ كثيرة ، وحاصلها أنه ببركة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ودعائه له ومشيه فى حائطه وجلوسه على تمره وفى الله دين أبيه ، وكان قد قتل بأحد ، وجابر كان لا يرجو وفاءه فى ذلك العام ولا ما بعده ، ومع هذا فضل له من التمر أكثر فوق ما كان يؤمله ويرجوه ولله الحمد والمنة.

__________________

(١) أخرجه البخاري في كتاب المناقب (٣٥٨٠) (١٠ / ٤٤٠).

١٠١

قصة سلمان

(فى تكثيره صلى‌الله‌عليه‌وسلم تلك القطعة من الذهب لوفاء دينه فى مكاتبته.

قال الإمام أحمد : حدثنا يعقوب ، حدثنا أبى عن ابن إسحاق حدثنى يزيد بن أبى حبيب ـ رجل من عبد القيس ـ عن سلمان قال : لما قلت : وأين تقع هذه من الّذي على يا رسول الله؟ أخذها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلبها على لسانه ثم قال : خذها فأوفهم منها ، فأخذتها فأوفيتهم منها حقهم أربعين أوقية) (١).

ذكر مزود أبي هريرة وتمرة

قال الإمام أحمد : حدثنا يونس ، حدثنا حماد ـ يعنى ابن زيد ـ عن المهاجر عن أبى العالية عن أبى هريرة قال : أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما بتمرات فقال : ادع الله لى فيهن بالبركة قال : فصفهن بين يديه ثم دعا فقال لى : اجعلهن فى مزود وأدخل يدك ولا تنثره قال : فحملت منه كذا كذا وسقا فى سبيل الله ونأكل ونطعم وكان لا يفارق حقوى. فلما قتل عثمان رضى الله عنه انقطع عن حقوى فسقط (٢).

ورواه الترمذي عن عمران بن موسى القزاز البصرى عن حماد بن زيد عن المهاجر عن أبى مخلد عن رفيع أبى العالية عنه وقال الترمذي : حسن غريب من هذا الوجه.

__________________

(١) أحمد في مسنده (٥ / ٤٤٤).

(٢) أحمد في مسنده (٢ / ٣٥٢).

١٠٢

طريق أخرى عنه

قال الحافظ أبو بكر البيهقى : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ، أنا الحسين بن يحيى ابن عباس القطان ، حدثنا حفص بن عمر ، حدثنا سهل بن زياد أبو زياد ، حدثنا أيوب السختيانى عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى غزاة فأصابهم عوز من الطعام فقال : يا أبا هريرة عندك شيء؟ قال : قلت شيء من تمر فى مزود لى ، قال : جيء به ، قال : فجئت بالمزود ، قال : هات نطعا ، فجئت بالنطع فبسطته ، فأدخل يده فقبض على التمر فإذا هو واحد وعشرون ، فجعل يضع كل تمرة ويسمى حتى أتى على التمر فقال به هكذا فجمعه ، فقال : ادع فلانا وأصحابه ، فأكلوا حتى شبعوا وخرجوا ، ثم قال (ادع فلانا وأصحابه ، فأكلوا حتى شبعوا وخرجوا ، ثم قال ادع فلانا وأصحابه فأكلوا وشبعوا وخرجوا ، ثم قال : ادع فلانا وأصحابه فأكلوا وشبعوا وخرجوا ، وفضل ، ثم قال لى : اقعد ، فقعدت فأكل وأكلت ، قال : وفضل تمر فأدخلته فى المزود وقال لى : يا أبا هريرة إذا أردت شيئا فأدخل يدك وخذه ولا تكفى فيكفى عليك ، قال : فما كنت أريد تمرا إلا أدخلت يدى فأخذت منه خمسين وسقا فى سبيل الله ، قال : وكان معلقا خلف رحلى فوقع فى زمن عثمان فذهب.

طريق أخرى عن أبي هريرة في ذلك

روى البيهقى من طريقين عن سهل بن أسلم العدوى عن يزيد بن أبى منصور عن أبيه عن أبى هريرة قال : أصبت بثلاث مصيبات فى الإسلام لم أصب بمثلهن : موت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكنت صويحبه ، وقتل عثمان ، والمزود ، قالوا : وما المزود يا أبا هريرة؟ قال : كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى سفر فقال : يا أبا هريرة أمعك شيء؟ قال : قلت تمر فى مزود ،. قال : جيء به ،

١٠٣

فأخرجت تمرا فأتيته به ، قال : فمسه ودعا فيه ثم قال : ادع عشرة ، فدعوت عشرة فأكلوا حتى شبعوا ثم كذلك حتى أكل الجيش كله وبقى من تمر معى فى المزود ، فقال : يا أبا هريرة إذا أردت أن تأخذ منه شيئا فأدخل يدك فيه ولا تكفه قال : فأكلت منه حياة النبي ص ، وأكلت منه حياة أبى بكر كلها ، وأكلت منه حياة عمر كلها ، وأكلت منه حياة عثمان كلها ، فلما قتل عثمان انتهب ما فى يدى وانتهب المزود ، ألا أخبركم كم أكلت منه؟ أكلت منه أكثر من مائتى وسق.

طريق أخرى

قال الإمام أحمد : حدثنا أبو عامر ، حدثنا إسماعيل ـ يعنى ابن مسلم ـ عن أبى المتوكل عن أبى هريرة قال : أعطانى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شيئا من تمر فجعلته فى مكتل فعلقناه فى سقف البيت فلم نزل نأكل منه حتى كان آخره إصابة أهل الشام حيث أغاروا بالمدينة ، تفرد به أحمد.

حديث عن العرباض بن سارية في ذلك رواه

الحافظ بن عساكر في ترجمته من

طريق محمد بن عمر الوافدى

حدثنى ابن أبى سبرة عن موسى بن سعد عن العرباض قال : كنت ألزم باب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى الحضر والسفر ، فرأينا ليلة ونحن بتبوك أو ذهبنا لحاجة فرجعنا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد تعشى ومن عنده ، فقال : أين كنت منذ الليلة؟ فأخبرته ، وطلع جعال بن سراقة وعبد الله بن معقل المزنى ، فكنا ثلاثة كلنا جائع ، فدخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيت أم سلمة فطلب شيئا نأكله فلم يجده ، فنادى بلالا : هل من شيء؟ فأخذ الجرب ينقفها فاجتمع سبع تمرات فوضعها فى صحفة ووضع عليهن يده وسمى الله وقال : كلوا باسم الله ، فأكلنا ، فأحصيت أربعا وخمسين تمرة ، كلها أعدها ونواها فى يدى الأخرى

١٠٤

وصاحباى يصنعان ما أصنع ، فأكل كل منهما خمسين تمرة ، ورفعنا أيدينا فإذا التمرات السبع كما هن ، فقال : يا بلالا ارفعهن فى جرابك ، فلما كان الغد وضعهن فى الصحفة وقال : كلوا بسم الله ، فأكلنا حتى شبعنا وإنا لعشرة ثم رفعنا أيدينا وإنهن كما هن سبع ، فقال : لو لا أنى أستحي من ربى عزوجل لأكلت من هذه التمرات حتى نرد إلى المدينة عن آخرنا ، فلما رجع إلى المدينة طلع غليم من أهل المدينة فدفعهن إلى ذلك الغلام فانطلق يلوكهن).

حديث آخر

روى البخارى ومسلم من حديث أبى أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت له : لقد توفى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وما فى بيتى شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير فى رف لى فأكلت منه حتى طال على فكلته ففنى.

حديث آخر

روى مسلم فى صحيحه ، عن سلمة بن شبيب عن الحسن بن أعين عن معقل عن أبى الزبير عن جابر : أن رجلا أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يستطعمه فأطعمه شطر وسق شعير فما زال الرجل يأكل منه وامرأته وضيفهما حتى كاله فأتى النبي ص فقال : لو لم تكله لأكلتم منه ولقام لكم ، وبهذا الإسناد على جابر أن أم مالك كانت تهدى إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى عكتها سمنا فيأتيها بنوها فيسألون الأدم وليس عندها شيء فتعمد إلى التى كانت تهدى فيه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فتجد فيه سمنا فما زال يقيم لها أدم بيتها حتى عصرتها ، فأتت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : أعصرتيها؟ قالت : نعم ، فقال لو تركتيها ما زالت قائمة (١) وقد رواهما الإمام أحمد عن موسى عن ابن لهيعة عن أبى الزبير عن جابر.

__________________

(١) أحمد في مسنده (٣ / ٣٣٧ ، ٣٤٧).

١٠٥

حديث آخر

قال البيهقى : أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو جعفر البغدادى ، حدثنا يحيى ابن عثمان بن صالح ، حدثنا حسان بن عبد الله ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا يونس بن يزيد ، حدثنا ابن إسحاق عن سعيد بن الحرث بن عكرمة عن جده نوفل ابن الحرث بن عبد المطلب أنه استعان رسول الله فى التزويج فأنكحه امرأة فالتمس شيئا فلم يجده فبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبا رافع وأبا أيوب بدرعه فرهناها عند رجل من اليهود بثلاثين صاعا من شعير ، فدفعه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إليه ، قال : فطعمنا منه نصف سنة ثم كلناه فوجدناه كما أدخلناه ، قال نوفل : فذكرت ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : لو لم تكله لأكلت منه ما عشت.

حديث آخر

قال الحافظ البيهقى فى الدلائل : أنا عبد الله بن يوسف الأصفهانى ، أنا أبو سعيد بن الأعرابى ، حدثنا عباس بن محمد الدورى ، أنا أحمد بن عبد الله ابن يونس ، أنا أبو بكر بن عياش عن هشام ـ يعنى ابن حسان ـ عن ابن سيرين عن أبى هريرة قال : أتى رجل أهله فرأى ما بهم من الحاجة ، فخرج إلى البرية فقالت امرأته : اللهم ارزقنا ما نعتجن ونختبز ، قال : فإذا الجفنة ملأى خميرا والرحا تطحن والتنور ملأى خبزا وشواء ، قال : فجاء وزوجها فقال : عندكم شيء؟ قالت : نعم رزق الله ، فرفع الرحا فكنس ما حوله ، فذكر ذلك للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : لو تركها لدارت إلى يوم القيامة ، وأخبرنا على ابن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد ابن عبيد الصفار ، حدثنا أبو إسماعيل الترمذي ، حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح. حدثنى الليث بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد المقبرى عن أبى هريرة أن رجلا من الأنصار كان ذا حاجة فخرج وليس عند أهله شيء ، فقالت امرأته : لو حركت رحاى وجعلت فى تنورى سعفات فسمع جيرانى صوت الرحا ورأوا الدخان فظنوا أن عندنا طعام وليس

١٠٦

بنا خصاصة فقامت إلى تنورها فأوقدته وقعدت تحرك الرحا ، قال : فأقبل زوجها وسمع الرحا فقامت إليه لتفتح له الباب ، فقال : ما ذا كنت تطحنين؟ فأخبرته ، فدخلا وإن رحاهما لتدور وتصب دقيقا ، فلم يبق فى البيت وعاء إلا ملئ ، ثم خرجت إلى تنورها فوجدته مملوءا خبزا ، فأقبل زوجها فذكر ذلك للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : فما فعلت الرحا؟ قال : رفعتها ونفضتها ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لو تركتموها ما زالت لكم حياتى ، أو قال حياتكم ، وهذا الحديث غريب سندا ومتنا.

حديث آخر

وقال : مالك عن سهيل بن أبى صالح عن أبيه عن أبى هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ضافه ضيف كافر فأمر له بشاة فحلبت فشرب حلابها ، ثم أخرى فشرب حلابها ، ثم أخرى فشرب حلابها حتى شرب حلاب سبع شياه ، ثم إنه أصبح فأسلم فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأمر له بشاة فحلبت فشرب حلابها ، ثم أمر له بأخرى فلم يستتبعها ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إن المسلم يشرب فى معا واحد ، والكافر يشرب فى سبعة أمعاء ، ورواه مسلم من حديث مالك.

حديث آخر

قال الحافظ البيهقى : أخبرنا على بن أحمد بن عبدان ، حدثنا أحمد بن عبيد الصفار ، حدثنى محمد بن الفضل بن حاتم ، حدثنا الحسين بن عبد الأول ، حدثنا حفص بن غياث ، حدثنا الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة قال : ضاف النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعرابى ، قال : فطلب له شيئا فلم يجد إلا كسرة فى كوة قال : فجزأها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أجزاء ودعا عليها وقال : كل! قال فأكل فأفضل. قال فقال : يا محمد إنك لرجل صالح ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أسلم ، فقال : إنك لرجل صالح ، ثم رواه البيهقى من حديث سهل بن عثمان عن حفص ابن غياث بإسناده نحوه.

١٠٧

حديث آخر

قال الحافظ البيهقى : أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو على الحسين بن على الحافظ ، قال وفيما ذكر عبدان الأهوازى ، حدثنا محمد بن زياد البرجمى ، حدثنا عبيد الله بن موسى عن مسعر عن زبيد عن مرة عن عبد الله بن مسعود قال : أضاف النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ضيف ، فأرسل إلى أزواجه يبتغى عندهن طعاما فلم يجد عند واحدة منهن شيئا ، فقال : اللهم إنى أسألك من فضلك ورحمتك فإنه لا يملكها إلا أنت ، قال : فأهديت له شاة مصلية فقال : هذا من فضل الله ونحن ننتظر الرحمة ، قال أبو على : حدثنيه محمد بن عبدان الأهوازى عنه ، قال : والصحيح عن زبيد مرسلا ، حدثناه محمد بن عبدان حدثنا أبى ، حدثنا الحسن بن الحرث الأهوازى ، أنا عبيد الله بن موسى عن مسعر عن زبيد فذكره مرسلا.

حديث آخر

قال البيهقى : أنا أبو عبد الرحمن السلمى ، حدثنا أبو عمر بن حمدان ، أنا الحسن بن سفيان ، حدثنا إسحاق بن منصور ، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن ، حدثنا عمرو بن بشر بن السرح ، حدثنا الوليد بن سليمان ابن أبى السائب ، حدثنا واثلة بن الخطاب عن أبيه عن جده واثلة بن الأسقع قال : حضر رمضان ونحن فى أهل الصفة فصمنا فكنا إذا أفطرنا أتى كل رجل منا رجل من أهل البيعة فانطلق به فعشاه فأتت علينا ليلة لم يأتنا أحد وأصبحنا صباحا ، وأتت علينا القابلة فلم يأتنا أحد ، فانطلقنا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرناه بالذى كان من أمرنا ، فأرسل إلى كل امرأة من نسائه يسألها هل عندها شيء فما بقيت منهن امرأة إلا أرسلت تقسم ما أمسى فى بيتها ما يأكل ذو كبد ، فقال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاجتمعوا فدعا وقال : اللهم إنى أسألك من فضلك ورحمتك فإنها بيدك لا يملكها أحد غيرك ، فلم يكن إلا ومستأذن فإذا بشاة مصلية

١٠٨

ورغف فأمر بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فوضعت بين أيدينا فأكلنا حتى شبعنا ، فقال لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنا سألنا الله من فضله ورحمته فهذا فضله وقد ادخر لنا عنده رحمته.

١٠٩
١١٠

حديث الذراع

قال الإمام أحمد : حدثنا إسماعيل ، حدثنا يحيى (١) بن إسحاق ، حدثنى رجل من بنى غفار فى مجلس سالم بن عبد الله. قال : حدثنى فلان أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتى بطعام من خبز ولحم فقال : ناولنى الذراع فنوول ذراعا قال يحيى : لا أعلمه إلا هكذا ، ثم قال : ناولنى الذراع ، فنوول ذراعا فأكلها ثم قال : ناولنى الذراع ، فقال : يا رسول الله إنما هما ذراعان ، فقال وأبيك لو سكت ما زلت أناول منها ذراعا ما دعوت به ، فقال سالم : أما هذه فلا ، سمعت عبد الله بن عمر يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ، هكذا وقع إسناد هذا الحديث وهو عن مبهم عن مثله ، وقد روى من طرق أخرى ، قال الإمام أحمد : حدثنا خلف ابن الوليد ، حدثنا أبو جعفر ـ يعنى الرازى ـ عن شرحبيل عن أبى رافع مولى النبي ص ، قال : أهديت له شاة فجعلها فى القدر فدخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : ما هذا يا أبا رافع؟ قال : شاة أهديت لنا يا رسول الله فطبختها فى القدر ، فقال : ناولنى الذراع يا أبا رافع ، فناولته الذراع ، ثم قال : ناولنى الذراع الآخر فناولته الذراع الآخر ، ثم قال : ناولنى الذراع الآخر ، فقال : يا رسول الله إنما للشاة ذراعان ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أما إنك لو سكت لناولتنى ذراعا فذراعا ما سكت ، ثم دعا بماء فمضمض فاه وغسل أطراف أصابعه ثم قام فصلى ثم عاد إليهم فوجد عندهم لحما باردا فأكل ثم دخل المسجد فصلى ولم يمس ماء (٢).

__________________

(١) في مسند أحمد : يحيى بن أبي كثير عن أبي إسحاق (٢ / ٤٨).

(٢) أحمد في مسنده (٦ / ٣٩٢).

١١١

طريق أخرى عن أبي رافع

قال الإمام أحمد : حدثنا مؤمل ، حدثنا حماد ، حدثنى عبد الرحمن بن أبى رافع عن عمته عن أبى رافع قال : صنع لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شاة مصلية فأتى بها فقال لى : يا أبا رافع ناولنى الذراع ، فناولته ، ثم قال : يا أبا رافع ناولنى الذراع فناولته ، ثم قال : يا أبا رافع ناولنى الذراع ، فقلت : يا رسول الله وهل للشاة إلا ذراعان :! فقال : لو سكت لناولتنى منها ما دعوت به ، قال : وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعجبه الذراع ، قلت : ولهذا لما علمت اليهود عليهم لعائن الله بخيبر سموه فى الذراع فى تلك الشاة التى أحضرتها زينب اليهودية فأخبره الذراع بما فيه من السم ، لما نهس منه نهسة ، كما قدمنا ذلك فى غزوة خيبر مبسوطا (١).

طريق أخرى

قال الحافظ أبو يعلى : حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة ، حدثنا زيد بن الحباب ، حدثنى قائد مولى عبيد الله بن أبى رافع ، قال : أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الخندق بشاة فى مكتل فقال : يا أبا رافع ناولنى الذراع فناولته ، ثم قال : يا أبا رافع ناولنى الذراع فناولته ، ثم قال : يا أبا رافع ناولنى الذراع ، فقلت : يا رسول الله أللشاة إلا ذراعان؟ فقال : لو سكت ساعة ناولتنيه ما سألتك ، فيه انقطاع من هذا الوجه ، وقال أبو يعلى أيضا : حدثنا محمد بن أبى بكر المقدمى ، حدثنا فضيل بن سليمان ، حدثنا قايد مولى عبيد الله ، حدثنى عبيد الله أن جدته سلمى أخبرته أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث إلى أبى رافع بشاة ، وذلك يوم الخندق فيما أعلم ، فصلاها أبو رافع ليس معها خبز ثم انطلق بها ، فلقيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم راجعا من الخندق فقال : يا أبا رافع ضع الّذي معك ، فوضعه ثم

__________________

(١) أحمد في مسنده (٦ / ٨).

١١٢

قال : يا أبا رافع ناولنى الذراع فناولته ، ثم قال : يا أبا رافع ناولنى الذراع فناولته ، ثم قال : يا أبا رافع ناولنى الذراع ، فقلت : يا رسول الله هل للشاة غير ذراعين؟ فقال : لو سكت لناولتنى ما سألتك ، وقد روى من طريق أبى هريرة. قال الإمام أحمد : حدثنا الضحاك ، حدثنا ابن عجلان عن أبيه عن أبى هريرة أن شاة طبخت فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أعطينى الذراع ، فناولته إياه ، فقال «أعطنى الذراع فناولته إياه ، ثم قال : أعطنى الذراع ، فقال : يا رسول الله إنما للشاة ذراعان ، قال : أما إنك لو التمستها لوجدتها (١).

حديث آخر

قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع عن دكين بن سعيد الخثعمى ، قال : أتينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن أربعون وأربعمائة نسأله الطعام ، فقال النبي ص لعمر : قم فأعطهم ، فقال : يا رسول الله ما عندى إلا ما يقيظني والصبية ، قال وكيع : القيظ فى كلام العرب أربعة أشهر ، قال : قم فأعطهم ، قال : يا رسول الله سمعا وطاعة ، قال : فقام عمر وقمنا معه فصعد بنا إلى غرفة له فأخرج المفتاح من حجرته ففتح الباب ، قال دكين : فإذا فى الغرفة من التمر شبيه بالفصيل الرابض ، قال : شأنكم ، قال : فأخذ كل رجل منا حاجته ما شاء ثم التفت وإنى لمن آخرهم فكأنا لم نرزأ منه تمرة (٢) ، ثم رواه أحمد عن محمد ويعلى أبى عبيد عن إسماعيل. وهو ابن أبى خالد ـ عن قيس ـ وهو ابن أبى حازم ـ عن دكين به. ورواه أبو داود عن عبد الرحيم بن مطرف الرواسي عن عيسى بن يونس عن إسماعيل به.

حديث آخر

قال على بن عبد العزيز : حدثنا أبو نعيم ، حدثنا حشرج بن نباتة ، حدثنا أبو

__________________

(١) أحمد في مسنده (٢ / ٥١٧).

(٢) أحمد في مسنده (٤ / ١٧٤).

١١٣

نضرة ، حدثنى أبو رجاء قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى دخل حائطا لبعض الأنصار فإذا هو برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما تجعل لى إن أرويت حائطك هذا؟ قال : إنى أجهد أن أرويه فما أطيق ذلك ، فقال ، له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : تجعل لى مائة تمرة اختارها من تمرك؟ قال : نعم ، فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الغرب ، فما لبث أن أرواه حتى قال الرجل : غرقت حائطى ، فاختار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من تمرة مائة تمرة ، قال : فأكل هو وأصحابه حتى شبعوا ثم رد عليه مائة تمرة ، كما أخذها ، هذا حديث غريب أورده الحافظ ابن عساكر فى دلائل النبوة من أول تاريخه بسنده عن على بن عبد العزيز البغوى ، كما أوردناه ، وقد تقدم فى ذكر إسلام سلمان الفارسى ما كان من أمر النخيل التى غرسها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيده الكريمة لسلمان فلم يهلك منهن واحدة ، بل أنجب الجميع وكن ثلاثمائة ، وما كان من تكثيره الذهب حين قلبه على لسانه الشريف حتى قضى منه سلمان ما كان عليه من نجوم كتابته وعتق رضى الله عنه وأرضاه.

١١٤

باب

انقياد الشجر لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

قد تقدم الحديث الّذي رواه مسلم من حديث حاتم بن إسماعيل عن أبى حرزة يعقوب بن مجاهد عن عبادة بن الوليد بن عبادة عن جابر بن عبد الله قال : سرنا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى نزلنا واديا أفيح فذهب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقضى حاجته فأتبعته بإدارة من ماء فنظر فلم ير شيئا يستتر به ، وإذا شجرتان بشاطئ الوادى فانطلق إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها ، وقال : انقادى على بإذن الله ، فانقادت معه كالبعير المخشوش الّذي يصانع قائده ، حتى أتى الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها وقال : انفادى على بإذن الله ، فانقادت معه كالبعير المخشوش الّذي يصانع قائده ، حتى إذا كان بالمنتصف فيما بينهما لاءم بينهما ـ يعنى جمعهما ـ ، وقال : التئما على بإذن الله فالتأمتا ، قال جابر : فخرجت أحضر مخافة أن يحس بقربى فيبعد ، فجلست أحدث نفسى فحانت منى لفتة فإذا أنا برسول الله مقبل وإذا الشجرتان قد افترقتا وقامت كل واحدة منهما على ساق ، فرأيت رسول الله وقف وقفة وقال برأسه هكذا يمينا وشمالا ، وذكر تمام الحديث فى قصة الماء وقصة الحوت الّذي دسره البحر كما تقدم ولله الحمد والمنة.

حديث آخر

قال الإمام أحمد : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش عن أبى سفيان ـ وهو طلحة بن نافع ـ عن أنس قال : جاء جبريل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات يوم وهو جالس حزين قد خضب بالدماء من ضربة بعض أهل مكة ، قال : فقال له : ما لك؟ فقال : فعل بى هؤلاء وفعلوا ، قال : فقال له جبريل أتحب أن أريك آية؟ قال : فقال : نعم ، قال : فنظر إلى شجرة من وراء

١١٥

الوادى فقال : ادع تلك الشجرة ، فدعاها قال : فجاءت تمشى حتى قامت بين يديه ، فقال : مرها فلترجع فأمرها فرجعت إلى مكانها ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : حسبى (١) ، وهذا إسناد على شرط مسلم ولم يروه إلا ابن ماجه عن محمد بن طريف عن أبى معاوية.

حديث آخر

روى البيهقى من حديث حماد بن سلمة عن على بن زيد عن أبى رافع عن عمر بن الخطاب أن رسول الله كان على الحجون كئيبا لما أذاه المشركون ، فقال : اللهم أرنى اليوم أية لا أبالى من كذبنى بعدها ، قال : فأمر فنادى شجرة من قبل عقبة المدينة ، فأقبلت تخذ الأرض حتى انتهت إليه ، قال : ثم أمرها فرجعت إلى موضعه ، قال : فقال : ما أبالى من كذبنى بعدها من قومى ، ثم قال البيهقى : أنا الحاكم وأبو سعيد بن عمرو ، قالا : حدثنا الأصم ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار عن يونس ابن بكير عن مبارك بن فضالة عن الحسن قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى بعض شعاب مكة وقد دخله من الغم ما شاء الله من تكذيب قومه إياه ، فقال : يا رب أرنى ما أطمئن إليه ويذهب عنى هذا الغم ، فأوحى الله إليه : ادع إليك أى أغصان هذه الشجرة شئت ، قال : فدعا غصنا فانتزع من مكانه ثم خد فى الأرض حتى جاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال له رسول الله : ارجع إلى مكانك. فرجع فحمد الله رسول الله وطابت نفسه ، وكان قد قال المشركون : أفضلت أباك وأجدادك يا محمد ، فأنزل الله : (قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ (٦٤)) (٢) الآيات ، قال البيهقى: وهذا المرسل يشهد له ما قبله.

__________________

(١) أحمد في مسنده (٣ / ١١٣).

(٢) سورة الزمر ، الآية : ٦٤.

١١٦

حديث آخر

قال الإمام أحمد : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش عن أبى ظبيان ـ وهو حصين بن جندب ـ عن ابن عباس قال : أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجل من بنى عامر فقال : يا رسول الله أرنى الخاتم الّذي بين كتفيك فإنى من أطب الناس ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألا أريك آية؟ قال : بلى ، قال : فنظر إلى نخلة فقال : ادع ذلك العذق ، فدعاه فجاء ينقز بين يديه ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ارجع ، فرجع الى مكانه ، فقال العامرى : يا آل بنى عامر ، ما رأيت كاليوم رجلا أسحر من هذا (١).

هكذا رواه الإمام أحمد ، وقد أسنده البيهقى من طريق محمد بن أبى عبيدة عن أبيه عن الأعمش عن أبى ظبيان عن ابن عباس ، قال : جاء رجل من بنى عامر إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إن عندى طبا وعلما فما تشتكى؟ هل يريبك من نفسك شيء إلى ما تدعو؟ قال : أدعو إلى الله والإسلام ، قال : فإنك لتقول قولا فهل لك من آية؟ قال : نعم ، إن شئت أريتك آية ، وبين يديه شجرة ، فقال لغصن منها : تعالى يا غصن ، فانقطع الغصن من الشجرة ثم أقبل ينقز حتى قام بين يديه ، فقال : ارجع إلى مكانك فرجع ، فقال العامرى : يا آل عامر ابن صعصعة لا ألومك على شيء قلته أبدا (وهذا يقتضي أنه سالم الأمر ولم يجب من كل وجه) وقد قال البيهقى : أنا أبو الحسن على بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد الصفار ، حدثنا ابن أبى قماش ، حدثنا ابن عائشة عن عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن سالم بن أبى الجعد عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى رسول الله فقال: ما هذا الّذي يقول أصحابك؟ قال : وحول رسول الله أعذاق وشجر ، قال : فقال رسول

__________________

(١) أحمد في مسنده (١ / ٢٢٣).

١١٧

الله : هل لك أن أريك آية؟ قال : نعم ، قال : فدعا عذقا منها فأقبل يخد الأرض حتى وقف بين يديه يخد الأرض ويسجد ويرفع رأسه حتى وقف بين يديه ثم أمره فرجع ، قال : العامرى وهو يقول : يا آل عامر بن صعصعة والله لا أكذ به بشيء يقوله أبدا.

طريق أخرى فيها أن العامري أسلم

قال البيهقى : أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنا أبو على حامد بن محمد ابن الوفاء ، أنا على ابن عبد العزيز ، حدثنا محمد بن سعيد بن الأصبهانى ، أنا شريك عن سماك عن أبى ظبيان عن ابن عباس قال : جاء أعرابى إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : بم أعرف أنك رسول الله؟ قال : أرأيت إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتشهد أنى رسول الله؟ قال : نعم. قال فدعا العذق فجعل العذق ينزل من النخلة حتى سقط فى الأرض فجعل ينقز حتى أتى رسول الله ، ثم قال له : ارجع ، فرجع حتى عاد إلى مكانه ، فقال : أشهد أنك رسول الله ، وآمن.

قال البيهقى ، رواه البخارى فى التاريخ عن محمد بن سعيد الأصبهانى ، قلت : ولعله قال أولا إنه سحر ثم تبصر لنفسه فأسلم وآمن لما هداه الله عزوجل والله أعلم.

حديث آخر عن ابن عمر في ذلك

قال الحاكم أبو عبد الله النيسابورى : أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الوراق ، أنا الحسين ابن سفيان أنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن أبان الجعفى ، حدثنا محمد بن فضيل عن أبى حيان عن عطاء عن ابن عمر قال : كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى سفر فأقبل أعرابى فلما دنا منه قال له رسول الله : أين تريد؟ قال : إلى أهلى ، قال : هل لك إلى خير؟ قال : ما هو؟ قال تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، قال : هل من

١١٨

شاهد على ما تقول؟ قال : هذه الشجرة ، فدعاها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهى على شاطئ الوادى فأقبلت تخذ الأرض خدا ، فقامت بين يديه ، فاستشهدها ثلاثا فشهدت أنه كما قال ، ثم إنها رجعت إلى منبتها ورجع الأعرابى إلى قومه ، فقال : إن يتبعونى أتيتك بهم وإلا رجعت إليك وكنت معك ، وهذا إسناد جيد ولم يخرجوه ولا رواه الإمام أحمد والله أعلم.

١١٩
١٢٠