شرح أسماء الله الحسنى

زين الدين أبي القاسم عبدالكريم ابن هوازن بن عبدالملك ابن طلحة بن محمد النيسابوري القشيري

شرح أسماء الله الحسنى

المؤلف:

زين الدين أبي القاسم عبدالكريم ابن هوازن بن عبدالملك ابن طلحة بن محمد النيسابوري القشيري


المحقق: طه عبدالرؤوف سعد و سعد حسن محمد علي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار الحرم للتراث
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٢

جواز التوسل إلى الله تعالى بصالح العمل ، حسبما ثبت فى الصحيح فى قضية الثلاثة الذين آووا إلى غار فانحدرت عليهم الصخرة ، فتوسل كل منهم إلى الله بصالح عمل قدمه بين يديه(١) ، وكما علمنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن نقول عند الخروج من المسجد : «اللهم إنى أسألك بحق السائلين عليك ، وبحق ممشائى ، فإنى لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ...» الحديث ، فإذا جاز التوسل بعمل المتوسل مع أنه معرض لشوائب الخلل وللرد فلأن يتوسل بالصالحين توسلا لا تشوبه فيه هوى من باب أولى ...

__________________

(١) فأزاح الله عنهم الصخرة.

٤١

الاسم الأعظم

للإمام السيوطى

الحمد لله الّذي له الأسماء الحسنى والصفات العليا ...

والصلاة والسلام على سيدنا محمد المخصوص بالشفاعة العظمى ، وعلى آله وصحبه ذوى المقام الأسنى ، وبعد :

فقد سئلت عن (الاسم الأعظم) وما ورد فيه فأردت أن أتتبع ما ورد فيه من الأحاديث والآثار والأقوال ، فقلت :

الأول : أنه لا وجود له بمعنى أن أسماء الله تعالى كلها عظيمة لا يجوز تفضيل بعضها على بعض ـ ذهب إلى ذلك قوم ـ منهم أبو جعفر الطبرى وأبو الحسن الأشعرى وأبو حاتم بن حبان والقاضى أبو بكر الباقلانى ، ونحوه قول مالك وغيره ، ولا يجوز تفضيل بعض الأسماء على بعض.

وحمل هؤلاء ما ورد من ذكر الاسم الأعظم على أن المراد به العظيم ، وعبارة الطبرى : واختلفت الآثار فى تعيين الاسم الأعظم.

والّذي عندى أن الأقوال كلها صحيحة إذ لم يرد فى الخبر منها أنه الاسم الأعظم ، ولا شيء أعظم منه.

وقال ابن حبان : إلا عظمته الواردة فى الأخبار المراد بها مزيد ثواب الداعى بذلك كما أطلق ذلك فى القرآن ، والمراد به مزيد من ثواب الداعى والقارئ.

القول الثانى : أنه مما استأثر الله بعلمه ولم يطلع عليه أحدا من خلقه كما قيل بذلك فى ليلة القدر ، وفى ساعة الإجابة ، وفى الصلاة الوسطى.

٤٢

القول الثالث : أنه (هو) نقله الإمام فخر الدين (١) عن بعض أهل الكشف واحتج له بأن من أراد أن يعبر عن كلام عظيم بحضرته لم يقل أنت قلت كذا ، وإنما يقول : هو ، تأدبا معه.

القول الرابع : (الله) لأنه اسم لم يطلق على غيره ولأنه الأصل فى الأسماء الحسنى ، ومن ثمّ أضيفت إليه.

قال ابن أبى حاتم فى تفسيره : حدثنا الحسن بن محمد الصباح حدثنا إسماعيل ابن عليّة عن أبى رجاء ، حدثنى رجل عن جابر بن عبد الله بن زيد ، أنه قال : اسم الله الأعظم هو : (الله) ألم تسمع أنه يقول : (هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ).

وقال ابن أبى الدنيا فى كتاب الدعاء : حدثنا إسحاق بن إسماعيل عن سفيان بن عيينة عن مسعر قال : قال الشعبى : اسم الله الأعظم (يا الله).

القول الخامس : (الله الرحمن الرحيم) قال الحافظ ابن حجر فى شرح البخارى (٢) : ولعل مستنده ما أخرجه ابن ماجه عن عائشة رضى الله عنها أنها سألت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يعلمها الاسم الأعظم فلم يفعل فصلت ودعت : (اللهم) إنى أدعوك الله ، وأدعوك الرحمن ، وأدعوك الرحيم ، وأدعوك بأسمائك الحسنى كلها ، ما علمتها وما لم أعلم ... الحديث ، وفيه أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لها : «إنه لفى الأسماء التى دعوت بها» قال : وسنده ضعيف وفى الاستدلال به نظر. انتهى.

قلت : أقوى منه فى الاستدلال ما أخرجه الحاكم فى المستدرك وصححه عن ابن عباس رضى الله عنهما أن عثمان بن عفان رضى الله عنه سأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن (بسم الله الرّحمن الرّحيم) فقال : هو اسم من أسماء الله تعالى ، وما بينه وبين اسم

__________________

(١) أراد فخر الدين الرازى صاحب التفسير الكبير (مفاتيح الغيب).

(٢) فتح البارى ، وانظر أهم طبعاته بتحقيق طه عبد الرءوف سعد.

٤٣

الله الأكبر إلا كما بين سواد العين وبياضها من القرب ، وفى مسند الفردوس للديلمى من حديث ابن عباس رضى الله عنهما ـ مرفوعا ـ اسم الله الأعظم فى ست آيات من آخر سورة الحشر.

القول السادس : (الرحمن الرحيم الحى القيوم) لحديث الترمذي وغيره عن أسماء بنت يزيد أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : اسم الله الأعظم فى هاتين الآيتين : (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ) وفاتحة سورة آل عمران : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ).

القول السابع : (الْحَيُّ الْقَيُّومُ) لحديث ابن ماجه والحاكم عن أبى أمامة رضى الله عنه فيه : الاسم الأعظم فى ثلاث : سورة البقرة وآل عمران وطه ، قال القاسم الراوى عن أبى أمامة : التمسته فيها فعرفت أنه : (الحى القيوم) وقواه الفخر الرازى ، واحتج بأنهما يدلان على صفات العظمة بالربوبية ما لا يدل على ذلك غيرهما كدلالتهما.

القول الثامن : (الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام) لحديث أحمد وأبى داود وابن حبان والحاكم عن أنس رضى الله عنه أنه كان مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورجل يصلى ثم دعا : اللهم إنى أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان ، بديع السماوات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لقد دعا الله باسمه العظيم الّذي إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى».

القول التاسع : (بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام) أخرج أبو يعلى من طريق السّرى بن يحيى عن رجل من طيئ وأثنى عليه خيرا قال : كنت أسأل الله تعالى أن يرينى الاسم الأعظم فرأيت مكتوبا فى الكواكب فى السماء (بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام).

٤٤

القول العاشر : (ذو الجلال والإكرام) لحديث الترمذي عن معاذ رضى الله عنه سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلا يقول : يا ذا الجلال والإكرام ، فقال : «قد استجيب لك فسل».

وأخرج ابن جرير فى تفسير سورة النمل عن مجاهد قال : الاسم الّذي إذا دعى به أجاب (يا ذا الجلال والإكرام) واحتج له الفخر بأنه يشمل جميع الصفات المعتبرة فى الإلهية لأن فى الجلال إشارة إلى جميع السلوب وفى الإكرام إلى جميع الإضافات.

القول الحادى عشر : (الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الّذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) لحديث أبى داود والترمذي وابن ماجه والحاكم عن بريدة أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم سمع رجلا يقول : اللهم إنى أسألك بأنى أشهد أنك أنت الله الّذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الّذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، فقال : «لقد سألت الله بالاسم الأعظم الّذي إذا سئل به أعطى وإذا دعى به أجاب» وفى لفظ عند أبى داود «لقد سألت الله باسمه الأعظم» وقال الحافظ ابن حجر : وهو أرجح من حديث السند عن جميع ما ورد فى ذلك.

القول الثانى عشر : (رب ، رب) أخرج الحاكم عن أبى الدرداء وابن عباس رضى الله عنهما قالا : اسم الله الأكبر (رب ، رب) وأخرج ابن أبى الدنيا عن عائشة رضى الله عنها ، مرفوعا وموقوفا : «إذا قال العبد : يا رب ، يا رب ، قال الله تعالى : لبيك عبدى سل تعط».

القول الثالث عشر : ولم أدر من ذكره : (مالك الملك) أخرج الطبرى فى الكبير بسند ضعيف عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اسم الله الأعظم الّذي إذا دعى به أجاب فى هذه الآية من آل عمران : (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ

٤٥

الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٦) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (٢٧)) (آل عمران : ٢٦ ، ٢٧).

القول الرابع عشر : دعوة ذى النون ، لحديث النسائى والحاكم عن أصالة بن عبيد رفعه : «دعوة ذى النون فى بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين ، لم يدع بها رجل مسلم قط إلا استجاب الله له» أخرج ابن جرير من حديث سعيد مرفوعا : «اسم الله الّذي إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى دعوة يونس بن متى» أخرج الحاكم عن سعد بن أبى وقاص مرفوعا : «ألا أدلكم على اسم الله الأعظم؟ دعاء يونس» فقال رجل هل كانت ليونس خاصة؟ فقال : ألا تسمع قوله تعالى : (وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) وأخرج ابن أبى حاتم عن كثير بن معبد قال : سألت الحسن عن اسم الله الأعظم قال : أما تقرأ القرآن فى قول ذى النون : (لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (الأنبياء : ٨٧).

القول الخامس عشر : كلمة التوحيد ، نقله عياض ...

القول السادس عشر : نقل الفخر الرازى عن زين العابدين أنه سأل الله تعالى أن يعلمه الاسم الأعظم فرأى فى النوم ، هو الله ، الله ، الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم.

القول السابع عشر : هو مخفى فى الأسماء الحسنى ، ويؤيده حديث عائشة رضى الله عنها المتقدم لما دعت ببعض الأسماء الحسنى ، قال : «إنه لفى الأسماء التى دعوت بها».

٤٦

القول الثامن عشر : إنه كل اسم من أسمائه تعالى دعا العبد ربه مستغرقا بحيث لا يكون فى فكره حالة. إذ غير الله ، فإن من دعا الله تعالى بهذه الحالة كان قريب الإجابة ، وأخرج أبو نعيم فى الحلية عن أبى يزيد البسطامى رضى الله عنه أنه سأله رجل عن الاسم الأعظم فقال : ليس له حد محدود ، إنما هو فراغ قلبك بوحدانيته ، فإذا كنت كذلك فافزع إلى أى اسم شئت ، فإنك تسير به إلى المشرق والمغرب ، وأخرج أبو نعيم أيضا عن أبى سليمان الدارانى قال : سألت بعض المشايخ عن اسم الله الأعظم قال : تعرف قلبك؟ قلت : نعم ، قال : فإذا رأيته قد أقبل ورق فسل الله حاجتك ، فذاك اسم الله الأعظم ، وأخرج أبو نعيم أيضا عن الربيع السائح أن رجلا قال له : علمنى الاسم الأعظم ، فقال : اكتب (بسم الله الرّحمن الرّحيم) أطع الله يطعك كل شيء.

القول التاسع عشر : (اللهم) (١) حكاه الزركشى فى شرح جمع الجوامع واستدل لذلك بأن الله دال على الذات والميم دالة على الصفات التسعة والتسعين ، ذكره ابن مظفر ، ولهذا قال الحسن البصرى اللهم مجمع الدعاء ، وقال النضر بن شميل : من قال : اللهم فقد دعاء الله بجميع أسمائه.

القول المتمم للعشرين : (الم) أخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال : (الم) هو اسم الله الأعظم ، وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : (الم) قسم أقسم الله به وهو من أسمائه تعالى.

__________________

(١) ومعناه يا الله إذ أن الميم المشددة فى آخره بدلا من ياء النداء ، ولذلك لا يجمع بينهما ، فلا تقول : يا اللهم ، إلا فى لغة شاذة ، أو لضرورة الشعر ، يقول الشاعر :

كنت إذا ما خطب ألمّا

أقول يا للهم يا للهم

٤٧
٤٨

فهرس الدراسة والمقدمات وأهم ما جاء بالهوامش

تصدير بقلم المستشار سماحة السيد على الهاشمى................................... ٥

مقدمة المحقق.................................................................. ٧

التعريف بالمؤلف الإمام القشيرى................................................. ٩

القشيرى وأولياء الله الصالحون................................................. ١٢

تعريف بأسمائه تعالى فى القرآن والسنة........................................... ١٧

أسماؤه تعالى الواردة فى سور القرآن الكريم........................................ ١٩

ما ورد منها فى السنة مما لم يرد فى القرآن الكريم.................................. ٢١

من أسماء الله الحسنى ما لا يطلق إلا مقترنا بمقابله................................. ٢٢

شرح أسماء الله الحسنى فى إيجاز................................................. ٢٣

أبيات من قصيدة للأمير أحمد شرف الدين أمير كوكبان فى أسماء الله الحسنى.......... ٢٨

جزء من القصيدة النونية المختص ببعض أسماء الله الحسنى.......................... ٢٩

قول الإمام البونى عن علم الأسماء الحسنى وأسراره وخواص تأثيراتها................... ٣٠

مبحث فى الاسم المفرد (الله) تعالى............................................. ٣١

توحيد الله أولا............................................................... ٣١

من خواص الاسم (الله) تعالى.................................................. ٣٣

معانى أحرف اسم (الله) تعالى.................................................. ٣٤

الاسم الأعظم للإمام الغزالى................................................... ٣٥

الاسم الأعظم للإمام السيوطى................................................ ٤٢

فهرس بأهم التعليقات التى وردت بالكتاب

ذكر الله تعالى............................................................... ٥١

الدعاء ومعناه................................................................ ٧٩

حقيقة الاسم والمسمى........................................................ ٩٥

٤٩
٥٠

بسم الله الرّحمن الرّحيم

قال الشيخ الأستاذ الإمام جمال الدين أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيرى رضى الله عنه :

ذكر الله تعالى (١)

__________________

(١) الذكر هو ما يجرى على اللسان والقلب من تسبيح الله تعالى وتنزيهه ، وحمده ، والثناء عليه ، والإكثار منه واجب مأمور به ، ويذكر الله من يذكره ، والذاكر متفرد بالسبق ، حي على الحقيقة ، وفق لرأس الأعمال الصالحة ، واتخذ سبيل النجاة ، ويصبح ذاكرا من واظب على الأذكار المأثورة صباحا ومساء ، وفى كل الأوقات ، وعلى جميع الحالات.

ويستحب الذكر سرا ، فى ثوب نظيف ، ببدن طاهر طيب الرائحة ، مع استقبال القبلة ، فى حلق للذكر.

والذاكر بكلمات التوحيد له عظيم المنزلة.

والذكر يثقل الميزان ، ويريح النفس ، وهو الكلام بأحب الكلام إلى الله ، ومن الذكر الاستغفار ، وهو حط للخطيئات ، وصفته : أستغفر الله ، أستغفر الله ، أستغفر الله.

ويستحب الذكر بالجوامع من الأدعية ، وأن يعد التسبيح بالأصابع فهو خير من السبحة.

ويندب ألا يخلو مجلس من ذكر الله ، والصلاة على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعند الانتهاء يدعو بدعاء ختام المجلس ليكون كفارة لما اقترف فيه.

وثمت أحاديث نبوية عديدة تدور حول ذكر الله تعالى وفضائل ذلك الذكر ، نذكر بعضا منها :

١ ـ عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألا أخبركم بخير أعمالكم ، وأرفعها فى درجاتكم ، وأزكاها عند مليككم ، وخير لكم من إعطاء الورق (الفضة) والذهب ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟» قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : «ذكر الله» (مالك ـ الترمذي).

٥١

__________________

٢ ـ عن أنس رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يقول الله عزوجل : أخرجوا من النار من ذكرنى يوما أو خافنى فى مقام» (الترمذي).

٣ ـ عن معاذ رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من مسلم يبيت على طهر ذكرا لله تعالى ، فيتعارّ (ينتبه) من الليل ، فيسأل الله تعالى خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه» (أبو داود).

٤ ـ عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يقول الله عزوجل : أنا عند ظن عبدى بى ، وأنا معه إذا ذكرنى ، فإن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى ، وإن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم ، وإن تقرّب إلى شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلى ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتانى يمشى أتيته هرولة». (الشيخان).

٥ ـ عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال : قلت : يا رسول الله ، ما غنيمة مجالس الذكر؟ قال :

«غنيمة مجالس الذكر الجنة» (أحمد).

٦ ـ عن أنس بن مالك رضى الله عنه : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا» قالوا : وما رياض الجنة؟ قال : «حلق الذكر» (الترمذي).

والذكر كما قال الحكيم الترمذي : الذكر غذاء المعرفة ، والمعرفة حلوة نزهة ، والقلب وعاؤها وخزانتها ، والصدر ساحته ، والمعرفة ذات شعب : شعبة منها للجلال ، وشعبة للعظمة ، وشعبة للرحمة ، وشعبة للجمال ، وشعبة للبهجة ، وشعبة للسلطان ، وشعبه للبهاء ، وأصل هذه الشعب القدرة ، ومن القدرة تتشعب هذه الشعب ، ثم من كل شعبة منها تتشعب الأشياء.

فجوهر الذكر البهجة ، فإذا بدا الذكر على القلب هاج الفرح ، فلو لم يمازجه فرح النفس بها لطاب الذكر ، ولكن النفس لما جاءت بمزاجها تكدر الفرح فانقطع المدد من المذكور فبقى الذكر مع كدورة الفرح ، فأهل الصفاء يلتذون بالذكر لأن نفوسهم فى سجون القلب ، وسلطان المعرفة قد أحاطت بالنفس ، فلا تقدر النفس أن تتحرك للمزاج والأخذ بنصيبها. وأصل الذكر فى القلب ، وعمله بالفؤاد فى الصدر ، فإذا خرجت المشيئة من باب الرحمة جرت الإرادة من باب الحكمة ، هاج الذكر من ملك البهجة فثار ضوؤها إلى الصدر ، فتراءى الضوء لعينى الفؤاد ، فارتحل بعقله شاخصا إلى الله فصار ذلك الضوء مركبه إلى الله ، والراكب عقله ، فهذا هو الذكر ، فالقلوب لها محلات :

٥٢

__________________

ـ فمحلة العامة قلوبها محبوسة فى الجو لا تصعد ، لأن الشهوات قد ثقلتها ، والهوى قد قيدها ، وقلوب المريدين فى سيرهم فى منازلهم أينما وقف فهو محله ، وإنما قيده هواه ، وثقله باقى شهواته ، وقلوب الواصلين فى محلاتهم عند العرش ، وقد قيدهم باقى أهوائهم لا يصلون إلى مجالسه فى ملكه ، وقلوب أهل الصفو من الواصلين ، واصلة إليه فى مجالسه ، فذلك خالص النجوى ، وصافى الذكر ، وهذا الصنف هم الذين قال موسى : «يا رب ، أقريب أناجيك أما بعيد فأناديك؟ قال : أنا جليس من ذكرنى» فالمجلس لهؤلاء. فالذاكرون تباينت طبقاتهم لاختلاف الأحوال فى الذكر ، فليس من أحد يذكر ربه إلا وبدوّ ذلك الذكر من ربه ، وذلك الذكر من الرب إذن للعبد فى الارتحال إليه.

فإذا ذكر الله مبتديا فإنما ذكره من ملك البهجة ، فذاك شوق الله إلى عبده ، ذكره ليهيج بذكره له من العبد ذكره ، فيهيج شوقه إلى الله كلّ على قدره.

فالعامة لا تقدر مطالعة هذا ولا تمييزه ولا تفطن لما يتردد فى صدورهم من ذلك لأنهم فى المرج والشجر الملتفة ، وهى أشغال النفوس فى الصدور ، ولذلك قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم ، فما أقبل عبد بقلبه على الله إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين تفد إليه بالود والرحمة ، وكان الله بكل خير إليه أسرع».

فذكر الله دنوه من العبد ، فدنوه على قدر مصير العبد إليه ، ولذلك قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيما روى عن ربه : «أنا مع عبدى ما تحركت بى شفتاه» (البيهقى ـ ابن حبان).

فكل ذاكر يرجع إليه من ذكره بما انتهى إليه ، فمن انتهى ذكره إلى محل حاد عنه إلى ذى الإحسان رجع إلى قلبه بحلاوة الرحمة وغليل الرأفة ، ومن انتهى ذكره إلى محل حاد عنه إلى ذكر المن رجع إلى قلبه بحلاوة المحبة البارزة المحتظاة منها ، ومن انتهى ذكره إلى محل حاد عنه إلى ذكر التدبير رجع إلى قلبه بحلاوة القربة ، ومن انتهى ذكره إلى محل خلص إلى القدرة رجع قلبه بحلاوة الفرح بالله وحلاوة محبّة الله الباطنة ، وهو الّذي قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله إذا أحب عبدا نادى : يا جبريل ، إنى أحب فلانا فأحبوه ، فينادى جبريل فى السماوات : إن الله قد أحب فلانا ورضى عنه فأحبوه» (مسلم).

فليس هذا الحب الموضوع فى هذا الحديث الحب العام لأن كل موحد يحبه ربه ، ولم يعطه التوحيد ولا منّ به عليه إلا من حبه له.

٥٣

__________________

ولكن هذا من الحب المخزون عنده لا المحتظى منه لجميع الموحدين.

والمخزون هذا الّذي قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيما روى عنه عن الله تبارك وتعالى أنه قال : «ما تقرب إلى عبدى بمثل ما افترضت عليه ، وإن عبدى ليتقرب إلى بعد ذلك بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه وبصره ويده ورجله وفؤاده ولسانه ، فبى يسمع ، وبى يبصر ، وبى يبطش ، وبى يعقل ، وبى ينطق ، وبى يمشى».

فهذا محبوب يستعمله ربه وفى قبضته ، وله الثبات من ربه وله الكلاءة والرعاية.

وروى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «إن الليل والنهار أربع وعشرون ساعة ، ولله فى كل ساعة صدقة على عبيده ، وما تصدق على امرئ بشيء أفضل من أن يلهمه الذكر».

(عبد الرزاق)

وفى ذكر الله تعالى خمس خصال : رضا الله تعالى ، ورقة القلب ، وزيادة الخير ، وحرز من الشيطان ، ومنع من ركوب المعاصى ، فما ذكره الذاكرون إلا بذكره لهم ، وما عرفه العارفون إلا بتعريفه إياهم ، وما وحده الموحدون إلا بعلمه لهم ، وما أطاعه المطيعون إلا بتوفيقه لهم ، وما أحبه المحبون إلا بتخصيص محبته لهم ، وما خالفه المخالفون إلا بخذلانه لهم ، فكل نعمة منه عطاء ، وكل محنة منه قضاء ، وما أخفته السابقة أظهرته اللاحقة.

وللذكر ثلاثة مقامات :

ذكر باللسان : وهو ذكر عامة الخلق ، وذكر بالقلب : وهو ذكر خواص المؤمنين ، وذكر الروح : وهو لخاصة الخاصة ، وهو ذكر العارفين بفنائهم عن ذكرهم وشهودهم إلى ذاكرهم ومنته عليهم.

والذكر تختلف أنواعه وتتعدد ، والمذكور واحد لا يتعدد ولا يتحدد ، وأهل الذكر أحباب الحق من حيث اللوازم.

وهو على ثلاثة أقسام : ذكر جلى ، وذكر خفى ، وذكر حقيقى.

فالذكر الجلى لأهل البداية وهو ذكر اللسان ، بصرف الشكر والثناء والحمد بتعظيم النعم والآلاء عن العهد ، وحسنته بعشرة إلى سبعين.

والذكر الباطن الخفى لأهل الولاية ، وهو ذكر سر القلب بالخلاص من الفترة ، والبقاء مع المشاهدة بلزوم مشاهدة الحضرة وحسنته بسبعين إلى سبعمائة.

٥٤

الحمد لله القديم : الّذي لا يستفتح له وجود ، الحكيم الّذي لا يستفتح منه موجود ، العظيم الّذي لم يلده والد فيرثه مولود ، الكريم الّذي لا ينازعه معبود ، الواحد الّذي لا يقوم بذاته حادث ، الماجد الّذي لا يرثه وارث ، القاهر لا بأعوان وأنصار ، الفاطر لا بخواطر وأفكار ، العالم لا بكسب واضطرار ، الدائم لا بزمان ومقدار ، المريد لا بتوطين نفس ، المبدئ المعيد ، لا لدفع نقص أو جلب أنس ، السميع لا بإصغاء ، البديع لا بتأمل وارتياء ، البصير لا بحدقة وحاسة ، القريب لا بمكان ومماسة ، المتكلم لا بلسان ولهاة ، المقدس عن كل آلة وأداة ، الموصوف بنعوت أزلية ، المنعوت بصفات أبدية ، خالق الخلق بقدرته ، وباسط الرزق برحمته ، ومحكم الأفعال بعلمه وحكمته ، ومبرم الأشياء بقضائه ومشيئته ، الملك الّذي لا ينازعه شريك ، الجليل الّذي لا يضارعه عديل ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، يفعل ما يشاء وهو على كل شيء قدير.

__________________

والذكر الكامل الحقيقى لأهل النهاية ، وهو ذكر الروح بشهود الحق إلى العبد ، والتخلص من شهود ذكره ببقائه بالرسم والحكم ، وحسنته بسبعمائة إلى ما لا نهاية له بالتضعيف ، لأن المشاهدة فناء لا لذة فيها ، والروح له ذكر الذات ، والقلب له ذكر الصفات ، واللسان له ذكر العادة للتعرضات.

والذكر مفضل على سائر العبادات ، ومما استدل به على تفضيل الذكر على سائر العبادات أنه لم يرخص فى تركه فى حال من الأحوال ، أخرج ابن جرير الطبرى فى تفسيره عن قتادة قال : افترض الله ذكره عند أشغل ما تكونون ، عند الضراب بالسيوف فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (٤٥) (الأنفال).

ومن فضائل الذكر ولا إله إلا الله ، قال ابن عباس رضى الله عنهما : الليل والنهار أربعة وعشرون ساعة ، وحروف «لا إله إلا الله محمد رسول الله» أربعة وعشرون حرفا ، فمن قال : لا إله إلا الله محمد رسول الله كفّر كل حرف ذنوب ساعة فلا يبقى عليه ذنب إذا قالها فى كل يوم مرة ، فكيف بمن يكثر من قوله لا إله إلا الله ويجعله شغله؟. (والله أعلم).

٥٥

أحمده على ما عرفنا من توحيده ، وأشكره على ما خصنا به من تسديده ، وأستغفره لما سلف من عصيانه ، وأستوفقه بفضله وإحسانه.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة تصدر عن حقيقة يقين وعرفان ، لا عن تخمين وحسبان.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ونبيه وخليله ، بعثه بعد دروس السبل [الطرق] وطموس الملل ، وعبادة الأوثان وكثرة الطغيان واندراس البرهان ، فقام لدين الله ناصحا ، ولمعالم الشرك فاضحا ، ولعبادة الأصنام قامعا ، ولملة الإسلام شارعا ، وعن الآفة بريا ، وفى الدين قويا.

صلوات الله عليه وسلامه ، وعلى آله الذين اختارهم الله وطهرهم ، وأصحابه الذين اجتباهم وآثرهم.

أما بعد : فقد كثر سؤال الراغبين فى علم التذكير منا فى إملاء كتاب يشتمل على أبواب فى هذا الفن يكون تبصرة للمبتدئين ، وتذكره للمحققين ، وكنت أزهد فى الإجابة إلى ذلك لما ظهر من الخلل فى هذه الطريقة ، وإيثار كثير ممن ينتمى إلى هذه الصنعة العرض اليسير مما يجمعه من حطام الدنيا على ما أعد الله سبحانه لأهل العلم إذا نصحوا لله ولرسوله وللمؤمنين من الدرجات العلاء والمثوبة الحسنى.

ولما انضاف إلى خطأ مقاصدهم فى الأغراض ، خطأ مقالتهم ، وخطل كلماتهم حتى قلّ التحقيق وضاعت البدع على الأفواه وزال التمييز وكثر المتعاطون لهذه الحالة والمتصفون بهذه الصفة رأيت فى حكم النصيحة فى الدين ومقتضى ما أخذه الله على العلماء من ترك الكتمان للحق أن أملى كتابا جامعا يشتمل على حضور مجلس موسمى صالح من هذا العلم يتحقق به من

٥٦

تأمله ، وربما لا يتفق لبعض الراغبين فى الاتعاظ حضور مجمع الذكر فيعتاض بالنظر فيه عما فاته من التذكير.

وضمنت الكتاب معانى أسماء الله تعالى الحسنى ، وآثرت الترتيب فيها لما روى من قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن لله تسعة وتسعين اسما ، من أحصاها دخل الجنة» وقدمت أبوابا على هذه الأسماء ثم أفردت لشرح كل اسم بابا.

وبالله سبحانه أستعين فى إتمام ما ابتدأته وإياه أسأله العصمة من الخطأ والخطل وترك الصواب والزلل ، إنه على ذلك قدير وبالمن به جدير.

* * *

٥٧
٥٨

باب

فى معنى قوله تعالى :

(وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها)

اعلم أن سبب نزول هذه الآية أن رجلا من المشركين سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم والمسلمين يدعون الله تعالى مرة ، ويذكرون الرحمن الرحيم مرة ، فقال : ما باله ينهانا عن عبادة الأصنام وهو يدعو إلهين اثنين ، يقول مرة الله ، ومرة الرحمن ، فأنزل الله تعالى : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) وأراد به ولله التسميات ، ولذلك قال الحسنى : وهى تأنيث الأحسن ، ففى الآية دليل على أن الاسم هو المسمى فى قوله : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) لأنه لو كان الاسم غير المسمى لوجب أن تكون الأسماء لغير الله تعالى ، وفى الآية تعلق أيضا لمن قال : إن الاسم غير المسمى حيث قال : (الْأَسْماءُ الْحُسْنى) وهو سبحانه واحد والأسماء جمع ، فلا بد من صرف اللفظ عن الظاهر إلى المجاز.

فلهذا قلنا : إن المراد به ولله التسميات ، ووصف أسمائه بالحسنى يرجع إلى ما تتضمنه وتدل عليه من صفات العلو ونعوت العظمة والكبرياء ، أو إلى ما يستحقه الذاكر والداعى له بتلك الأسماء من جزيل الثواب وحسن المآب.

وقوله جل ذكره (وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ) أى أعرضوا عن أهل الإلحاد فى دينه ، يريد : لا تسلكوا سبيلهم ولا توافقوهم على طريقهم وخالفوهم فى مذاهبهم.

ومعنى الإلحاد : الزيغ والذهاب عن السنن المستقيم والميل عن الطريق القويم ، ومنه اللحد فى القبر ، والإلحاد فى أسماء الله تعالى على وجهين :

٥٩

بالزيادة على ما أذن فيه ، أو النقصان عما أمر به ، فالأول تشبيه ، والثانى تعطيل ، فإن المشبهة وصفوه بما لم يؤذن فيه ، والمعطلة سلبوه ما اتصف به ، ولهذا قال أهل الحق : ديننا طريق بين طريقين ، يعنى لا تشبيه ولا تعطيل.

وسئل الشيخ أبو الحسن البوشنجي عن التوحيد فقال : «إثبات ذات غير مشبهة بالذوات ، ولا معطلة من الصفات».

وقد اختلف الناس فى اشتقاق الاسم فمنهم من قال : إنه من السمو وهو العلو والرفعة ، ومنهم من قال : إنه من الوسم والسمة ، وهو الكى والعلامة ، فعلى مقتضى اختلافهم من عرف أسماء الله تعالى يجب أن يتصف بهذين الوصفين ، بالسمو والسمة ، فتعلو همته ، عن مساكنة الأغيار وملاحظة الرسوم والآثار والرضا بخسيس الأقذار ، ويتسم بعبادة الجبار ، ويتصف بنعت الافتقار ، ويقوم بين يدى ربه بشواهد الانكسار ، ويبرز فى ميدان الاضطرار ، وخمار الاحتقار.

٦٠