اللوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة

جمال الدين مقداد بن عبد الله السيوري الحلّي

اللوامع الإلهيّة في المباحث الكلاميّة

المؤلف:

جمال الدين مقداد بن عبد الله السيوري الحلّي


المحقق: السيد محمد علي القاضي الطباطبائي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ٢
ISBN: 964-424-883-X
الصفحات: ٦٨٧

أذكركم وأدعو لكم ...».

محمد باقر الصدر

لم يحصل لنا من كتابنا اللوامع إلّا نسختان : نسخة المكتبة الرضوية فرمزنا لها في تصحيح الكتاب كما قلناه بعنوان (خ : (آ) ونسخة «دانشگاه» فرمزنا لها (خ : (د)) وأشرنا إلى اختلاف النسختين ولو بكلمة واحدة في ذيل الصفحات مع الإشارة إلى النسخة بالرمز الذي اخترناه لها وراجعنا مصادر كثيرة من كتب الشيعة والسنة وذكرنا اسم المصدر في ذيل الصفحات ، ولذا لا نرى لذكر فهرس للمراجع والمصادر كثير فائدة.

وشرحنا في تعاليقنا بعض الموضوعات التي ذكرها الفاضل المصنّف (ره) بالإيجاز والاختصار ، وآثرنا على نفسنا عدم شرح وتوضيح الملل والفرق التي أشار إليها الفاضل المصنّف (ره) ، فإنّ ذلك يزيد في ضخامة الكتاب مع أنّ كتب الملل والنحل موجودة في متناول الأيدي وسهلة التناول لكلّ أحد ، ولا يليق بهوامش الكتب العلمية أن تكون مشحونة بالمطالب التاريخية إلّا ما هو لازم ضروري الذكر.

وأضف إلى ذلك : أنّ كتب الملل والنحل ، وما احتوت عليه من الآراء ونقل الاهواء والعقائد من غير ذكر المصادر ، أكثرها من الأباطيل والمختلفات والمفتعلات التي لا يمكن الركون والاعتماد عليها كما ذكرنا ذلك في عدّة مواضع من كتيباتنا المتواضعة وتعاليقنا على الكتب قديما وحديثا ، ولذا لا يليق الإكثار من نقل محتوياتها في الهوامش وفي التعاليق المضافة إلى آخر الكتاب.

سندنا في رواية الكتاب عن الفاضل المقداد (قدس‌سره)

لنا في رواية هذا الكتاب اللوامع الإلهيّة في المباحث الكلامية عن مصنّفه البارع ومرّ صفه الفاضل طرق كثيرة تتصل بها أسانيدنا إليه ، فإنّ السيرة المستمرة بين علماء الإسلام جارية برواية الآثار والأحاديث وكتب الأخبار والروايات وكذا مؤلّفات العلماء الأعلام وتصانيفهم ، بالطرق المتصلة إلى صاحب الرسالة المقدّسة وعترته الطاهرة وإلى العلماء وعظماء الأمة في نقل تصانيفهم الشريفة وروايتها عنهم.

٦١

وجرت هذه السيرة بينهم إلى اليوم ، فإنّ العلماء يروون الأخبار والأحاديث والكتب والتصانيف قراءة أو سماعا أو إجازة خاصّة وعامّة ، عن مشايخهم وأساتيذهم بطرقهم المتّصلة إلى أرباب الكتب والمصنّفات. وهذا ديدنهم وسيرتهم في رواية جميع العلوم ولا سيما في رواية الكتب الأربعة والكتب المتأخّرة : الوافي والوسائل والبحار ، وسائر كتب الحديث والفقه والتفسير والكلام وبقية العلوم الإسلامية مطلقا ، فإن وجد كتاب لم يكن لنا طريق إلى روايته عن مؤلّفه كرجال الضعفاء المنسوب لابن الغضائري (١) (ره) ، وكتاب فقه الرضاعليه‌السلام المنسوب إلى الإمام عليه‌السلام يعدّ ضعيفا والنقل عنه وجادة لا رواية مسندة كما هو مشروح في كتب دراية الحديث ، ولذلك ـ واقتداء بالسلف الصالح واقتفاء بآثارهم ـ نذكر الطرق إلى رواية هذا الكتاب عن مؤلّفه العلّامة المفضال الفاضل المقداد قدّس الله روحه.

ومشايخي قراءة وسماعا وإجازة كثيرون ، ولكنّي أكتفي هنا بذكر عدّة من شيوخ إجازتي من الأساتذة الأعلام وكبراء الدين وعظماء الملة قدّس الله أسرار الماضين منهم وأدام الله ظلال الباقين.

ونذكر أسماءهم الشريفة على حسب تاريخ صدور الإجازات منهم في حقّي ، وليس في التقديم بالذكر والتأخير فيه إشارة إلى شيء من المراتب والمقامات العلمية في حقّهم أصلا.

والله على ما أقول وكيل ، وهو حسبي ونعم المولى ونعم النصير.

فأقول : إنّي أروي هذا الكتاب عن مؤلّفه الفاضل المقداد السيوري قدس‌سره بحقّ إجازتي عن جمع من مشايخي العظام وروايتي عن أساتيذي الكرام :

١) منهم : شيخنا البحّاث الأكبر الشيخ «آقا بزرك» الطهراني صاحب الذريعة وطبقات أعلام الشيعة وغيرهما من المؤلّفات النفيسة عن مشايخه الأعلام ، بطرقهم المذكورة في المشيخة الإسناد المصفّى المطبوعة سنة ١٣٥٦ في النجف ، وشيخنا هذا هو أول من أجازني في الرواية عنه ، وذلك في سنة ١٣٥٧ قبل مهاجرتي لتحصيل العلوم الدينية إلى قم والنجف الأشرف.

__________________

(١) بل هو موضوع مختلق لا اعتبار له أصلا ، انظر إلى ما حقّقه شيخنا في الذريعة ، ج ٤ ، ص ٢٨٨ وج ١٠ ، ص ٨٨.

٦٢

٢) منهم : الشيخ العالم الكامل الفاضل الفقيه الورع الشيخ مرتضى التبريزي الشهير ب «الچهره قاني» المتولّد سنة ١٢٩٣ والمتوفّى ١٢ رجب ١٣٨١.

عن مشايخه العظام : كالسيّد الفقيه الطباطبائي اليزدي والمحقّق الخراساني صاحب الكفاية وشيخ الشريعة الشيرازي الشهير بالأصفهاني ، والشيخ الشهيد الشيخ محمد باقر الاصطهباناتي وغيرهم رضوان الله عليهم.

٣) منهم : سيدي وأستاذي الأعظم ووالدي الأجلّ الأكرم الفقيه الأكبر سيد الفقهاء والمجتهدين الحاج السيّد ميرزا محمد باقر القاضي الطباطبائي قدّس الله روحه ، عن مشايخه العظام وأساتيذه الكرام ، منهم السيّد الفقيه الأعظم السيّد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي وشيخ الشريعة الأصفهاني والفاضل الشربياني وصاحب الكرامات الباهرة المولى إسماعيل القره باغي وغيرهم من الأعلام ، وله اجازة كبيرة عن السيّد اليزدي قدس‌سره ، ويروى أيضا عن معاصره المرجع الأعلى السيّد أبي الحسن الأصفهاني رحمه‌الله تعالى.

٤) منهم : السيّدة الجليلة الفاضلة الفقيهة العلوية الهاشمية صاحبة كتاب الأربعين الهاشمية دامت بركاتها عن مشايخها العظام ، منهم الشيخ العلّامة الشيخ محمد رضا الأصفهاني (ره) صاحب كتاب نقد فلسفة داروين وغيره من المؤلّفات.

٥) منهم : السيّد الإمام المجتهد المرجع الأعلى الجامع بين التتبّع والتحقيق في العلوم الإسلامية السيّد محمد الحجّة الحسيني التبريزي الكوهكمري قدّس الله روحه ، عن مشايخه العظام وأساتيذه الكرام بطرقهم العديدة ، أشير إلى طريقين منها (١) :

الأول : وهو أعلاها وأغلاها ، عن السيّد السند السيّد أبي تراب الخونساري طاب ثراه ووالده المعظّم السيّد الفقيه السيّد علي الحجّة التبريزي الكوه كمري قدّس الله روحه ، وجمع آخر بالواسطة أو بدونها عن سيد المتبحّرين وإمام المحقّقين عمّه المرجع الأعلى السيّد حسين الكوه كمري عن شريف العلماء المازندراني ، عن السيّد الأجلّ الطباطبائي صاحب الرياض

__________________

(١) ذكرت ذلك كما ذكره قدس‌سره في الإجازة التي تفضّل بها في حقي ، وهي بخطّ السيد الجليل الفقيه الحاج السيد أحمد الزنجاني نزيل قم رحمه‌الله تعالى حيث أمر له بكتابة تقريره ثم أمضاها وزينها بخاتمه المبارك ، وذلك في سنة ١٣٦٩.

٦٣

عن الوحيد البهبهاني قدس‌سره إلى آخر سلسلته المعروفة.

الثاني : عن السيّد الجليل المعظم السيّد حسن الصدر العاملي بطرقه المشتركة مع العلّامة النوري (ره) وكذا عن المولى الفريد الميرزا محمد الطهراني ، وجمع آخر عن المحدث النوري طاب ثراه بالطرق المبسوطة المذكورة في المستدرك.

٦) منهم : أستاذنا السيّد السند الإمام الفقيه الجليل المرجع الكبير السيّد صدر الدين الصدر الموسوي نزيل قم قدس الله روحه صاحب كتاب المهدي وتلخيص الفصول وغيرهما من المؤلّفات الممتعة.

عن مشايخه العظام منهم السيّد الأجل خاله الأعظم أبو محمد السيّد حسن الصدر ، عن السيّد الأعظم الحاج ميرزا محمد هاشم الخونساري الأصفهاني الچهارسوقي ، عن السيّد العلّامة المتبحر الجدّ للأستاذ السيّد صدر الدين محمد العاملي النجفي الأصفهاني رحمه‌الله تعالى بطرقه المذكورة في خاتمة المستدرك.

ومنهم شيخ الفقهاء الميرزا محمد الطهراني العسكري نزيل دار الغيبة ، عن السيّد المجدد المرجع الأعلى السيّد ميرزا محمد حسن الشيرازي ، عن شيخه الأعظم الأنصاري ، بطرقه المذكورة في خاتمة المستدرك.

ومنهم المحدّث الشيخ عباس القمّي عن إمام المحدّثين الحاج ميرزا حسين النوري بطرقه المذكورة في خاتمة كتابه المستدرك.

٧) منهم : شيخ الفقهاء والمجتهدين شيخنا الشيخ ميرزا محمّد الطهراني العسكري نزيل دار الغيبة ، عن مشايخه العظام أساطين الإسلام كما تأتي أساميهم الشريفة.

وقد تشرّفت لحضور هذا الشيخ الكبير في سامراء في أواخر سني عمره الشريف وحياته الغالية في هذه الدنيا الفانية ، ورأيته رجلا جليلا عظيما فقيها متتبعا كبيرا محبّا للعلم والعلماء ، ومكرما لأهل التتبّع والاطّلاع ، وكارها لأهل الخمود والجمود ، فلمّا عرفني أكرمني غاية الإكرام ، حبّا للذرية الطيبة وإكراما لخلف العترة الطاهرة ، وبما أنّه كان شيخ الإجازة لأكثر الأساتذة فاستجزته في الرواية عنه بلا واسطة أيضا ، اغتناما لهذه الفرصة القيمة وشكرا لهذه النعمة العظيمة ـ أعني دركي لحضور هذا الشيخ الكبير ـ وهو من بقايا العلماء

٦٤

السالفين والفقهاء الماضين قدّس الله أرواحهم ، ولما اظهرت له ما نويته فرحّب بي وأقبل إليّ بكلّ طلاقة لسان وانبساط وجه ، وكتب بخطّه الشريف إجازة مفصّلة كما يلي :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين.

وبعد ، فإنّ العالم العلّامة الحبر المتبحّر الفهّامة افتخار العلماء العاملين وعماد الفقهاء الراشدين ، ميرزا محمد علي القاضي نجل المرحوم المبرور حجة الاسلام والمسلمين الحاج الأمير محمد باقر التبريزي الطباطبائي أيّده الله تعالى ، أحبّ أن ينسلك في سلسلة الرواة عن الأئمّة الهداة : رواة أخبار السماوات ، ولحسن ظنّه بهذا العبد استجازني رواية ما ساغت لي روايته وجازت لي إجازته ، ولما رأيته أهلا لذلك وفوق ما هنالك استخرت الله تعالى وأجزته أن يروي عنّي ، عن مشايخي العظام أساطين الاسلام :

منهم : وهو أفضلهم وأعلمهم وأتقاهم وأزهدهم علّامة البشر ومروّج المذهب والملّة والدين على رأس المائة الرابعة عشرة أستاذنا الأعظم الحاج الآميرزا محمد حسن الحسيني الغروي العسكري الشيرازي.

وشيخنا الأعظم وأستاذنا الأفخم مجلسي عصره وفريد دهره العلّامة شيخ المحدّثين في عصره الحاج الآميرزا حسين الطبرسي النوري.

وشيخنا خاتمة المحقّقين الآميرزا محمد تقي الحائري العسكري الشيرازي قدّس الله تعالى أرواحهم. وهؤلاء وغيرهم من العلماء الأعلام أروي عنهم من طرق الرواية الثمانية قراءة وسماعا واستماعا.

وأما الذين أروي منهم بالإجازة التامّة العامّة جميع المصنّفات في جميع العلوم من الخاصة والعامة جمع أكتفي بذكر طريق واحد منهم ، وهو العلّامة الأوحد الحاج الآميرزا حسين بن العبد الصالح الحاج الآميرزا خليل الطهراني رحمه‌الله تعالى ، فإنّه أجازني في النجف الأشرف في الحرم المطهّر ، أخذ بيدي وخطب خطبة وأجازني وكتبها لي ، وهذه صورتها : ... الخ.

٦٥

ثمّ نقل قدس‌سره الإجازة التي كتبها الشيخ الفقيه الحاج ميرزا حسين الآميرزا خليل الطهراني (ره) في حقّه ، وأدرجها بتمامها في هذه الإجازة التي كتبها في حقّي ، وتأريخ إجازة الفقيه الحاج ميرزا حسين الطهراني قدس‌سره يوم الجمعة ١٤ صفر سنة ١٣٢٠. وتأريخ الإجازة التي كتبها وتفضّل بها عليّ شيخنا الكبير الطهراني قدس‌سره : ليلة الخميس الثامن والعشرين من جمادى الأولى سنة ١٣٧٠ والحمد لله تعالى.

فمن نعم الله تعالى عليّ أنّي أروي عن هذا الشيخ الجليل بواسطة جمع من الأساتذة ، كما عرفت مما سبق ، وبلا واسطة أيضا كما اتّفق ذلك في حقّ سيدنا الإمام السيّد عبد الحسين شرف الدين العاملي قدس‌سره ـ نزيل صور ـ لبنان أيضا ، فإنّي أروي عنه بواسطة بعض الأساتذة الأعاظم كالسيّد الإمام المحقّق سيدنا الميلاني قدس‌سره كما يأتي نقل ذلك ، وأروي بلا واسطة أيضا كما ستعرف ذلك عن قريب.

٨) منهم : شيخنا وأستاذنا الإمام أشهر مشاهير مجتهدي الشيعة ، وهو من عظماء العالم ، الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء قدّس الله روحه صاحب التصانيف الثمينة والخدمات الجليلة في الدين والدنيا ، وقد طبعنا إجازته في حقّي في ملحقات «جنة المأوى» انظر ص ٣٢٠ ـ ٣٢٢ ـ طبعة تبريز.

وكتبنا ترجمته وتاريخ حياته إجمالا في مقدّمة جنة المأوى ، وسيطبع ذلك الكتاب مع تهذيب وتصحيح وإضافات عن قريب إن شاء الله تعالى.

وشيخنا الأستاذ الأكبر يروي عن مشايخه الأعلام وأساتيذه العظام كأكابر العلماء من أعمامه وأسرته كعمّيه العبّاسيّين ، عن المرجع الأعلى في عصره الشيخ مهدي حفيد الشيخ كاشف الغطاء صاحب المدرستين الشهيرتين في النجف وكربلاء ، عن عمّه الشيخ حسن صاحب أنوار الفقاهة ، عن أخيه جدّ شيخنا الأستاذ موسى بن جعفر صاحب كشف الغطاء.

(ح) وعن أستاذه المحدّث النوري صاحب المستدرك (ح) وعن الفقيه الحاج ميرزا حسين الميرزا خليل (ح) وعن الشيخ علي الخاقاني ، عن الشيخ الأعظم الشيخ مرتضى الأنصاري ، عن الفاضل النراقي ، عن السيّد الأعلى السيّد مهدي بحر العلوم ، عن الوحيد البهبهاني ، عن أبيه محمد أكمل ، عن جمال الدين الخونساري ، عن المجلسي صاحب البحار ، عن أبيه

٦٦

الملّا محمد تقي ، عن الشيخ البهائي ، عن أبيه حسين عبد الصمد ، عن الشهيد الثاني ، عن الميسي ، عن محمد بن داود ، عن ضياء الدين علي ، عن أبيه الشهيد الأول ، عن فخر المحقّقين ، عن أبيه العلّامة ، عن المحقّق ، عن نجيب الدين بن نما ، عن محمد بن إدريس ، عن الشيخ عربي بن مسافر ، عن الشيخ إلياس بن هشام الحائري ، عن الشيخ أبي علي ، عن أبيه الشيخ الطوسي ، عن المفيد ، عن الصدوق ، عن ثقة الإسلام الكليني ، عن عدّة من أصحابنا ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : «لمّا خلق الله العقل قال له: أقبل فأقبل ثمّ قال له : أدبر فأدبر. ثمّ قال : وعزّتي وجلالي ما خلقت خلقا أحبّ إليّ منك ولا أكملتك إلّا فيمن أحبّ ، أما إنّي إياك آمر وإياك أنهى وإياك أعاقب وإيّاك أثيب» إلى آخر ما رواه في الكافي من الأحاديث الشريفة.

٩) منهم : الإمام سيد مشايخنا العظام المجتهد المتكلّم الأكبر السيّد عبد الحسين شرف الدين العاملي ، نزيل صور ـ لبنان قدّس الله روحه ، بطرقه الكثيرة المذكورة في رسالة ثبت الاثبات كما كتب بخطّه الشريف إجازة في حقّي في آخرها ، مضافا إلى ما كتبه في ورقة على حدة أيضا بخطّه الشريف رضوان الله تعالى عليه. وإنّي أروي عن هذا السيّد الإمام رئيس المتكلّمين بلا واسطة وبوساطة جمع من الأساتذة أيضا.

١٠) منهم : سيدنا الإمام المرجع الأعلى فقيه العصر المجتهد الأشهر أستاذنا السيّد محسن الطباطبائي الحكيم قدس الله روحه صاحب مستمسك العروة الوثقى ، ومرجع الشيعة في الأقطار الاسلامية ، وصاحب الخدمات الجليلة في العالم الاسلامي ، فإنّي أروي عن هذا السيّد الأعظم ، عن مشايخه وأساتيذه بطرقهم المعلومة المذكورة في خاتمة المستدرك وغيرها ، وقد صدرت عن سيدنا الأعظم قدّس الله سرّه إجازتان في حقّي ، وذلك من لطف ربّي.

١١) منهم : السيّد العلامة الفقيه المجتهد الحجّة الكبير السيّد محمد الجواد الطباطبائي التبريزي قدس‌سره من أعاظم أسرتنا «السادات العبد الوهابية» وأكابرها صاحب كتاب بغية الهداة في شرح وسيلة النجاة المطبوع ، يروي سيّدنا هذا عن مشايخه العظام ، وذكر في الإجازة التي تفضّل بكتابتها في حقّي بخطّه الجيد النفيس واحدا منهم تيمّنا بذكره ، وهو

٦٧

العلّامة الكبير السيّد حسن الصدر ، عن شيخه الأجلّ المولى الحاج ملّا علي ابن المرحوم الميرزا خليل الرازي ، عن شيخه الشيخ عبد العلي الرشتي ، عن السيّد مهدي بحر العلوم والشيخ جعفر الكبير والسيّد علي الطباطبائي صاحب الرياض جميعا ، عن الآغا باقر البهبهاني ، عن والده المولى محمد اكمل ، عن العلّامة المجلسي ، عن مشايخه المذكورين في أول كتابه الأربعين وآخر بحاره ...».

كان هذا السيّد المجتهد الأعظم والفقيه الأكبر جامعا للمعقول والمنقول ، وقاطنا في النجف الأشرف خمسين سنة منذ هاجر من تبريز إليها ، وفي أواخر أيّام حياته انحرف مزاجه الشريف ولا سيما بعد العملية الجراحية التي احتاج إليها في بغداد ، فسافر في أيام الصيف إلى إيران وطهران ، ثمّ إلى مسقط رأسه ومركز أسرته «تبريز» فوردها محفوفا بغاية الاحترام والتجليل كما هو الأليق بمقامه الديني الشامخ ، فنزل في دارنا فرحّبنا بنزوله ، وتوقّف سبعة عشر يوما في «تبريز» وقد تولّى إقامة صلاة الجماعة ظهرا وليلا في المسجدين اللذين كنت أقيم فيهما الجماعة مسجد «شعبان» ومسجد مقبرة جدّنا العالم الربّاني القاضي الكبير الطباطبائي قدس‌سره في حشد عظيم من الناس ، ولكن من المؤسّف إنّه اشتدّ مرضه ولم تنفع المعالجات من الدكاترة ، وانتقل إلى جوار رحمة ربّه في «بيمارستان نيكوكارى» تبريز ، ولحق روحه المقدس بالرفيق الأعلى في اليوم الثامن عشر من جمادى الأولى سنة ١٣٨٧.

ونقل جثمانه إلى النجف الأشرف سريعا من غير تأخير ، وشيّعه كافة أهل النجف ، ودفن في الأرض المقدّسة في الصحن العلوي في الحجرة التي دفن فيها المرحوم الشيخ هادي الطهراني ، مقابل الميزاب الذهبي قدّس الله روحه ، ونوّر ضريحه.

١٢) منهم : سيدنا الإمام المجتهد المحقّق المدقّق المرجع الأكبر سيد الفقهاء والمجتهدين السيّد محمد هادي الحسيني الميلاني قدّس الله روحه بطرقه الكثيرة ، ومن جملتها ما يرويه بواسطة العلّامتين النحريرين : السيّد حسن الصدر والسيّد عبد الحسين شرف الدينقدس‌سرهما ، عن العلّامة المحدث النوري قدس‌سره بجميع طرقه الخمسة التي سطّرها مفصّلا في خاتمة كتابه المستدرك ، وشجّرها في مواقع النجوم ، ويروي سيدنا قدس‌سره صحاح العامّة ومسانيدهم وكتب حديثهم بواسطة ثاني العلّامتين المتقدّم اسمهما الشريف ، أعني

٦٨

السيّد شرف الدين بجميع طرقه التي أثبتها في ثبته (١). كما ذكر ذلك كلّه في الإجازة التي كتبها في حقّي سنة ١٣٨٤.

١٣) منهم : سيدنا وأستاذنا الإمام المجاهد الأكبر في سبيل الله تعالى ، المرجع الأشهر في العالم الإسلامي سيّدنا الموسوي الخميني نزيل النجف الأشرف أدام الله ظلاله على مفارق الأنام ، بطرقه الكثيرة ، عن أساتيذه كبراء الدين والملة كما أشار إليها في الإجازة التي كتبها لي بخطّه الشريف دام ظلّه الوارف.

١٤) منهم : أستاذنا السيّد المجتهد الجامع للمعقول والمنقول السيّد ميرزا حسن البجنوردي قدّس الله روحه صاحب كتاب القواعد الفقهية من أنفس ما ألّف في هذا الموضوع ، بطرقه الكثيرة عن مشايخه وأساتيذه العظام قدّس الله أسرارهم كما كتبه بخطّه الشريف.

١٥) منهم : سيدنا الإمام المرجع الأعلى اليوم للشيعة في الأقطار الاسلامية السيّد أبو القاسم الموسوي الخوئي أدام الله ظلّه الوارف على رءوس المسلمين ، عن مشايخه العظام أساطين الإسلام بطرقهم الكثيرة المنتهية إلى أهل بيت العصمة والطهارة عليهم‌السلام.

وإنّي أروي عن سيدنا المرجع الأعلى بأسانيده الوفيرة جميع الكتب الأربعة وكتب الحديث للمحمدين الثلاثة المتأخّرة وجميع مصنّفات علمائنا الإمامية رضوان الله تعالى عليهم.

١٦) منهم : سيدنا وأستاذنا الأعظم الفقيه والمرجع الأشهر في العالم الإسلامي السيّد محمد رضا الكلبايكاني أدام الله ظلّه الوارف على رءوس المسلمين عن مشايخه الأجلّاء رؤساء الدين والملّة قدّس الله أرواحهم.

١٧) منهم : أستاذنا الأعظم المرجع الأشهر الفقيه مفخرة الذرية الطاهرة السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي أدام الله تعالى ظلّه الوارف ومتّع الله المسلمين بوجوده المقدس ، هو منبع الآثار العلمية والخدمات الدينية بنشر المصنّفات الثمينة والكتب القيّمة ، وله مراحم مشكورة عليّ في أيام المحنة لا تنسى ، وكتبت تفصيلها في محلّه.

__________________

(١) يعني رسالة ثبت الاثبات في سلسلة الرواة ، المطبوعة في مطبعة العرفان ، صيدا ـ سنة ١٣٦٨.

٦٩

وإنّى أروي عن هذا السيّد الأستاذ العلّامة الأكبر بطرقه الكثيرة المذكورة في محلها ، منها الطرق التي ذكرها دام ظلّه في مقدّمة مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام للفاضل الجواد الكاظمي قدس‌سره. انظر ، ج ١ ، ص ١٨ ، طبعة طهران.

ومن رام الوقوف على طرقه وأسانيده الكثيرة فعليه مراجعة كتابه الخالد المسلسلات في الأسانيد والإجازات ، فإنّ فيه شفاء العليل ودواء الغليل.

١٨) منهم : السيّد المرجع الأكبر الفقيه الأعظم السيّد محمود الشاهرودي قدّس الله روحه من أشهر مراجع الشيعة في عصره ، عن مشايخه الأجلّاء كالمحقّق النائيني قدس‌سره وغيره بطرقهم الكثيرة المنتهية إلى أرباب العصمة عليهم‌السلام.

وأروي عنه بأسانيده مصنّفات أصحابنا الإمامية على ما ذكره قدس‌سره في إجازته الشريفة.

١٩) منهم : الشيخ الجليل الفاضل الفقيه الشيخ عبد النبي العراقي صاحب المؤلفات ، منها كتاب إعلام العامّة في الحجّ مع العامّة ، مطبوع ، كان قاطنا في النجف الأشرف ثمّ رحل إلى قم ، وحضرت عنده مدّة وأجازني في الرواية عنه كما كتبه بخطّه الشريف قدس الله روحه.

٢٠) منهم : سيدنا وأستاذنا العلّامة الأكبر الحكيم الفقيه الأعظم السيّد محمّد حسين الطباطبائي التبريزي أدام الله تعالى ظلّه الوارف صاحب تفسير الميزان وغيره من المصنّفات الممتعة والمؤلّفات النافعة ، وهو اليوم يعد من رجال العلم وأبطاله ، ومن مفاخر العالم الإسلامي ، وذكرت ترجمته وشرح حاله في كتابنا خاندان عبد الوهاب بالفارسية ، عن مشايخه الأعاظم كالمحقّق النائيني والزاهد العابد الورع الشيخ علي القمي النجفي ، والمحدّث الحاج شيخ عباس القمّي ، وغيرهم قدّس الله أرواحهم. وهو آخر من أجازني في الرواية عنه أطال الله تعالى بقاءه.

هذه عشرون طريقا من طرق روايتي لنقل الأحاديث المودعة في الجوامع الحديثية من كتب الشيعة والسنة وسائر الكتب المصنّفة في أنواع العلوم.

وقد تفضّل هؤلاء الأكابر عليّ بكتاباتهم وإجازاتهم في الرواية عنهم قدّس الله

٧٠

أسرار الماضين منهم وأدام الله ظلال الباقين.

فأنت أيّها القارئ الكريم بعد المعرفة بطرقي إلى رواية الكتاب عن الأساتذة العظام ، أذكر لك طريقا معنعنا إلى الفاضل المقداد قدس‌سره برواية كتابه اللوامع وسائر تأليفاته فنقول : إنّي أروي هذا الكتاب عن مشايخي العظام الذين ذكرت أسماءهم الشريفة بطرقهم الكثيرة التي ذكرناها المنتهية إلى العلّامة الأكبر والمجدّد الأعظم رئيس الشيعة ومحيي الشريعة المولى الوحيد البهبهاني ، عن أبيه العالم العلّامة محمد أكمل ، عن جمال الملّة والدين جمال الدين الخونساري ، عن العلّامة شيخ الإسلام والمسلمين المجلسي صاحب البحار ، عن أبيه العلّامة الورع المولى محمد تقي المجلسي الأول ، عن الشيخ أعجوبة الدهر الشيخ البهائي ، عن أبيه شيخ الإسلام والمسلمين الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي ، عن الشيخ الأجلّ الشهيد الثاني ، عن الشيخ الفقيه الشيخ علي بن عبد العالي الميسي العاملي ، عن شيخ الإسلام والمسلمين المحقّق الثاني الشيخ علي الكركي ، عن شيخ الشيعة في عصره الشيخ علي بن هلال الجزائري ، عن العلّامة الفقيه صاحب المقامات العالية جمال الدين أحمد بن محمد بن فهد الأسدي الحلّي ، عن المتكلم الكبير والفاضل الفقيه الشهير الشيخ مقداد الأسدي الحلّي مصنّف كتاب اللوامع الإلهيّة وسائر تصانيفه الشريفة قدّس الله روحه ونوّر ضريحه.

والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على نبيه خاتم النبيين وأوصيائه المعصومين واللعن على أعدائهم أجمعين. شهر رجب سنة ١٣٩٧. سنة ١٣٥٦ ه‍ ش.

محمّد علي القاضي الطباطبائي

٧١
٧٢

٧٣

٧٤

٧٥

٧٦

٧٧
٧٨

[مقدّمة المؤلف]

بسم الله الرّحمن الرّحيم

التسبيحات لجلال مبدع أنطق بآيات وجوب وجوده هويات الأشياء ، وأغرق في تيار بحار ألوهيته عقول العقلاء ، وأحرق (١) في أنوار جمال كبريائه أجنحة أفكار العلماء ، فتحيّرت في بيداء نعوت جلاله أنظار الفضلاء ، وخرست في التعبير عن وصف كمال ذاته وصفاته ألسنة البلغاء. والصلاة على سيدنا نبي الرحمة وكاشف الغماء المخاطب بلولاك لما خلقت الأفلاك (٢) وآدم بين الطين والماء محمد أشرف الكائنات في الأرض وفي السماء وعلى آله المنتجبين (٣) للخلافة في مقام الاصطفاء صلاة جليلة لا توصف بالعدّ والإحصاء ولا تنعت بالانقضاء.

وبعد فلمّا تطابق العقل والنقل وتوافق (٤) الفرع والأصل على عظم العلم وجلالته قدرا وارتفاع أهله في الملإ الأعلى شرفا وذكرا كان بالاعتناء والتحصيل أحقّ وأحرى ، وكلّ ما كان موضوعه أعلى وأنفس كان بالاقتناء أولى وأقيس.

__________________

(١) أخرق ـ خ (آ)

(٢) هذا الحديث مشهور في كتب الشيعة والسنة ومتداول على الألسنة ، ولكن مرفوعا لا مسندا ولم نجد له سندا إلى الآن والله الموفّق.

(٣) المنتخبين ـ خ : (د).

(٤) تواتر ـ خ : (د).

٧٩

وعلم الكلام من بين هذه العلوم كاشف عن أستار الجبروت ومطّلع على مشاهدات الملك ومغيّبات الملكوت ، وفارق بين أهل الهداية والضلالة ومطّلع على صفات المختارين للرسالة والإمامة ومبيّن أحوال السعداء والأشقياء يوم القيامة.

وقد صنّف العلماء في ذلك الجمّ الغفير وبالغوا في تنقيح مسائله بالتقرير والتحرير ، فأحببت مزاحمتهم في التقرّب إلى ربّ الأرباب والفوز بوافر الأجر وجزيل الثواب ، بتحرير كتاب جامع لغرر فرائد العلم المشار إليه وتقرير نكت فوائد المعوّل فيه عليه ، وأرهف عزمي على ذلك التماس من عرفت الذكاء والتحصيل من شأنه ، واستنبت السعادة على صفحات وجهه وفلتات لسانه ، وتنزّل منّي منزلة ولدته الأرواح لا ولدته الأشباح مبالغا في الوقوف على أسرار هذا العلم الأسنى والتشوّق إلى الاطّلاع على دقائقه الحسنى ، فأجبت ملتمسه وصنّفت هذا الكتاب الموسوم باللوامع الإلهيّة في المباحث الكلامية معتمدا على الحقّ في سلوك طريق الصدق ، ورتّبته على لوامع.

٨٠