مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي ( 169 ـ 246 هـ ) - ج ٢

القاسم بن ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام

مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي ( 169 ـ 246 هـ ) - ج ٢

المؤلف:

القاسم بن ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام


المحقق: عبدالكريم أحمد جدبان
الموضوع : الفرق والمذاهب
الناشر: دار الحكمة اليمانية للتجارة والتوكيلات العامة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٧٥
الجزء ١ الجزء ٢

__________________

ـ والسيوطي في الدر المنثور ٢ / ٢٩٣ عن أبي الشيخ وابن مردويه ، والمتقي الهندي في الكنز ٦ / ٤٠٥.

ـ الحسن السبط. ابن الجوزي في تذكرة الخواص / ٢٠٧ ٢٠٨.

ـ أنس بن مالك. الكنجي في كفاية الطالب / ٢٢٨ ٢٢٩ ، ونحوه في شواهد التنزيل رقم (٢٢٢) و (٢٢٣) ، ونقله في الغدير (٢ / ١٥٩) عن فضائل الصحابة لأبي سعد السمعاني الشافعي.

ـ أبو ذر الغفاري. الثعلبي في تفسيره ، وعنه في مجمع البيان للطبرسي ٢ / ٢١٠ ، والحسكاني في الشواهد رقم (٢٣٥) ، وعنه الغدير ٢ / ٥٢ ، والعمدة (الفصل ١٥ / ٥٩).

ـ أبو رافع. المرشد بالله في أماليه ١ / ١٣٨ ، والطوسي في أماليه ١ / ٥٨ ، والطبراني ، وابن مردويه ، وأبو نعيم كما في الدر المنثور ٢ / ٢٩٤ ، والهندي في الكنز ٧ / ٣٠٥.

ـ جابر بن عبد الله. الحسكاني في الشواهد رقم (٢٣٢) ، والأميني في الغدير (٣ / ١٥٩) عن الإبانة لأبي الفتح النطنزي.

ـ عبد الله بن عباس. المرشد بالله في أماليه ١ / ١٣٨ ، والكوفي في المناقب ١ / ١٥٠ (٥٨) ، ١ / ١٦٩ (١٠٠) ، والبلاذري في أنساب الأشراف ٢ / ١٥٠ ، وابن المغازلي في المناقب / ٣١٣ رقم (٣٥٧) ، والطبري في الذخائر / ٨٨ ، والواحدي في أسباب النزول / ١٤٨ ١٤٩ ، والخوارزمي في المناقب / ١٨٦ ، والحسكاني في الشواهد برقم (٢٣٦ ٢٣٧) ، والطبرسي في مجمع البيان ٢ / ٢١٠ ٢١١ ، والكنجي في الكفاية / ٢٤٩ ٢٥٠ ، وابن كثير في تفسيره ٢ / ٧١ ، والخطيب ، وعبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، كما في الدر المنثور ٢ / ٢٩٣ ، وفتح القدير ٢ / ٥٠ ، والطبري في تفسيره ٦ / ١٨٦ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ١٧ عن الطبراني.

ـ عبد الله بن سلام. الطبري في الذخائر / ١٠٢ عن الواقدي وابن الجوزي ، وفي الرياض ٢ / ٣٠٢ عن الفضائلي. وهو في الجمع بين الصحيحين للعبدري نقلا عن صحيح النسائي ذكر ذلك في جامع الأصول لابن الأثير ٩ / ٤٧٨. والرازي في مفاتيح الغيب ٣ / ٦١٨ ، والنيسابوري في تفسيره ٦ / ١٦٧ ، والطبرسي في المجمع ٢ / ٢١٠.

ـ عمار بن ياسر. الطبراني ، وابن مردويه ، كما في الدر المنثور ٣ / ١٠٥. والحسكاني في الشواهد برقم (٣٣١) ، وابن كثير في التفسير ٢ / ٧١ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ١٧ عن الطبراني في الأوسط.

ـ المقداد بن الأسود الكندي. الحسكاني في الشواهد رقم (٢٣٤).

ـ محمد بن علي الباقر. ابن المغازلي في المناقب / ٣١٣ ، وفرات في تفسيره / ٣٦ ٣٧ ، وأبو نعيم في الحلية ، كما في الدر المنثور ٣ / ١٠٦ ، والكوفي في المناقب ٢ / ٤١٤ (٨٩٦).

ـ محمد بن الحنفية. الكوفي في المناقب ١ / ١٨٩ (١١٠) ، والحسكاني في الشواهد برقم (٢٢٤) و (٢٢٥) ، وفرات الكوفي في تفسيره / ٢٧ ، ٣٩ ، ٤١.

ـ مجاهد بن جبر. الطبري في تفسيره كما في الدر المنثور ٣ / ١٠٥ ، وابن كثير في تفسيره ٢ / ٧١. ـ

١٨١

المشهور الذي لا يختلف فيه : أن عليا هو الذي آتى الزكاة وهو راكع. ثم أخبر تبارك وتعالى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن أولى الناس برسوله والمؤمنين أول من اتبعه ، فقال : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ...) [آل عمران : ٦٨] الآية ، (١) فكان إسماعيل أول من اتبع إبراهيم صلّى الله عليهما ، وكان علي رحمة الله عليه أول من اتبع محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وبيّن الله تبارك وتعالى أن عليا أولى الناس برسول الله صلّى الله وآله ، لأن لا يشك فيه أحد ، فقال : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ) [الأحزاب : ٦]. (٢) فليس يعلم أحد ممن قد أومئ إليه الناس أنه يستحق مقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، تجتمع فيه هذه الثلاث الخصال إلا علي رحمة الله عليه ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد جمع له السبق إلى الإيمان والرحم والهجرة ، وهو أولى الناس برسول الله

__________________

ـ السدي. الطبري في تفسيره كما في الدر المنثور ٣ / ١٠٥.

ـ زيد بن علي. المرشد بالله في أماليه ١ / ١٣٧.

ـ عبد الملك بن جريح. الحسكاني في الشواهد برقم (٢٢٧).

ـ عتبة بن أبي حكيم. الطبري في تفسيره ٦ / ١٨٦.

ـ عطاء بن السائب. الحسكاني في الشواهد برقم (٢٢٦).

ـ سلمة بن كهيل. ابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٥٧ ، والتفسير ٢ / ٧١ ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن عساكر ، كما في الدر المنثور ٣ / ١٠٥.

وهو في تفسير الزمخشري الكشاف ، وتفسير أبي البركات ١ / ٤٩٦ ، وتفسير النيسابوري ٣ / ٤٦١ ، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي / ١٢٣ ، ومطالب السئول لابن طلحة الشافعي / ٣١ ، وتذكرة الخواص لابن الجوزي / ٩ ، وفرائد السمطين للجويني في الباب الرابع عشر ، والمواقف للقاضي عضد الدين الإيجي ٣ / ٢٧٦ ، ونور الأبصار للشبلنجي / ٧٧ ، وروح المعاني للآلوسي ٢ / ٣٢٩ ، وغيرهم كثير كثير.

(١) الآية : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ).

(٢) عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال : أما أرحامه فنحن هم. تفسير فرات الكوفي ١ / ٣٣١ (٤٥٠). وروى فرات الكوفي أيضا عن زيد بن علي عليهما‌السلام في الآية قال : أرحام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أولى بالملك والإمرة. تفسير فرات ١ / ١٥٥ (١٩٤).

١٨٢

عليه وآله السلام ، وأولى الناس بمقامه من الكتاب والسنة. وروي عن علي عليه‌السلام أنه قال على المنبر : (والله لقد قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولأنا أولى الناس به مني بقميصي هذا) ، (١) وروي في الحديث المشهور : أن بريدة وقع في علي عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فتغير لون النبي وأظهر الغضب ، وقال يا بريدة أكفرت بعدي بالإيمان؟! قال أعوذ بالله من غضب رسول الله قال : (فإن عليا مني وأنا منه ، وهو وليكم بعدي) (٢). وقال علي أيضا وهو على المنبر : (عهد النبي الأمي إلي أن الأمة ستغدر بي من بعده) (٣) ثم سماه الله من نفس رسوله ، فقال في كتابه : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ (٦١)) [آل عمران : ٦١] ، فكان (٤) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خير الصادقين ، وأمر الله العباد أن يكونوا مع الصادقين ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ

__________________

(١) لم أقف على هذا الأثر عن علي عليه‌السلام.

(٢) أخرجه النسائي في الخصائص / ٦٨ ، وابن المغازلي في المناقب / ٢٢٥ (٢٧١) ، وأحمد ٥ / ٣٥٦ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٢٨ ، وقال : رواه أحمد ، والبزار ، والطبراني في الأوسط. ورواه الذهبي في تاريخ الإسلام ٢ / ١٩٥ ، والحاكم في المستدرك ٢ / ١٢٩ ، والمتقي الهندي في كنز العمال ١٥ / ١١٨ (٣٣٩) ، وقال : رواه أبو نعيم ، وابن جرير.

والبيهقي في السنن الكبرى ٦ / ٣٤٢ ، وأبو نعيم في حلية الأولياء ٤ / ٢٣ ، وابن عساكر في تاريخه ١ / ٣٣٩ (٤٦٥) ، (٤٦٦) ، (٤٦٧) ، (٤٦٨) ، (٤٦٩) ، (٤٧٠) ، (٤٧١) ، (٤٧٢) ، (٤٧٣) ، (٤٧٤) ، (٤٧٥) ، (٤٧٦) ، (٤٧٧) ، (٤٧٨) ، (٤٧٩) ، (٤٨٠) ، (٤٨١) ، (٤٨٢) ترجمة الإمام علي.

وأخرجه الكوفي في المناقب ١ / ٤٢٤ (٣٣١) ، ١ / ٤٤٩ (٣٤٨) ، والترمذي في السنن ٥ / ٢٩٦ (٣٧٩).

(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٤٠ ، ١٤٢ ، والخطيب في تاريخه ١١ / ٢١٦ ، والمتقي الهندي في كنز العمال ٦ / ٧٣ ، وقال : أخرجه ابن أبي شيبة ، والحارث ، والبزار ، والحاكم ، والعقيلي ، والبيهقي في الدلائل. وفي الكنز أيضا ٦ / ٩٧٥ ، وقال : أخرجه الدارقطني في الأفراد ، والحاكم ، والخطيب. ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٣٧ ، وقال : رواه البزار. والمناوي في كنوز الحقائق / ١٨٨ ، قال : أخرجه أبو يعلى. وأبو نعيم في الحلية ١ / ٦٦ نحوه. وكذلك ابن عساكر في تاريخه ترجمة الإمام علي ٢ / ٢٣٩ (٧٤٢) ، وكذلك في مناقب محمد بن سليمان الكوفي ١ / ٤١٠ (٣٢٦).

(٤) في المخطوط : فكان خبر رسول الله صلّى الله عليه خير ... لعلها زيادة سهو من النساخ.

١٨٣

وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (١١٩)) [التوبة : ١١٩] ، (١) وفرض الله اتباع العلماء فقال : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (٤٣)) [النحل : ٤٣ ، الأنبياء : ٧] ، (٢) وسمى الله رسوله ذكرا فقال : (فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللهُ

__________________

(١) أخرج فرات الكوفي في تفسيره ١٥ / ١٧٣ (٢٢٠) عن أبي جعفر الباقر في الآية قال : مع علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وكذلك برقم (٢٢١) ، كذلك برقم (٢٢٢) عن ابن عباس وكذلك عن ابن عباس برقم (٢٢٣) ، وعن مقاتل مثله برقم (٢٢٤).

وأخرجه ابن عساكر في تاريخه ترجمة الإمام علي ٢ / ٤٢١ (٩٣٠) عن أبي جعفر ، والكنجي في كفاية الطالب / ٢٣٦ الباب (٦٢) ، والحموئي في فرائد السمطين في الباب (٦٢) الحديث (٢٩٩).

وأخرجه الحاكم في شواهد التنزيل ١ / ٢٥٩ (٣٥٠) عن جعفر بن محمد ، وعن ابن عباس برقم (٣٥١٠) ، وعن ابن عباس أيضا برقم (٣٥٢) و (٣٥٤) ، وعن أبي جعفر برقم (٣٥٣) و (٣٥٥) ، وعن عبد الله بن عمر برقم (٣٥٧) بلفظ : يعني محمدا وأهل بيته. ورواه الحبري في تفسيره / ٢٦٥ (٣٥).

وأخرجه ابن مردويه عن ابن عباس ، وابن عساكر عن أبي جعفر الباقر ، روى ذلك عنهما السيوطي في الدر المنثور ٤ / ٣١٦. ورواه الشوكاني في فتح القدير ٢ / ٣٩٥. والخوارزمي في المناقب / ٥٣ ، والقندوزي في ينابيع المودة / ١٤٠ الباب (٣٩).

وأخرج أيضا عن أبي سعيد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه حين نزلت الآية قال : أتدرون فيمن نزلت هذه الآية؟ قالوا : لا والله ، يا رسول الله ما ندري ، فقال أبو دجانة : يا رسول الله كلنا من الصادقين ، قد آمنا بك وصدقناك ، قال : لا يا أبا دجانة هذه نزلت في ابن عمي علي بن أبي طالب خاصة دون الناس ، وهو من الصادقين. تفسير فرات ١ / ١٧٤ (٢٢٥).

(٢) أخرج فرات الكوفي في تفسيره ١ / ٢٣٥ (٣١٥) عن أبي جعفر قال : نحن أهل الذكر ، وعنه أيضا برقم (٣١٦) : هم آل محمد.

وعن زيد بن علي عليهما‌السلام عن قول الله (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) قال : إن الله سما رسوله في كتابه ذكرا فقال : (أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً) [الطلاق / ١٠] ، وقال : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) تفسير فرات ١ / ٢٣٥ (٣١٧).

وأخرج ابن جرير الطبري في تفسيره ١٤ / ١٠٨ عن علي عليه‌السلام قال : نحن أهل الذكر.

وأخرجه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب ١ / ١٣٠ (٧١) عن أبي جعفر.

وأخرجه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ١ / ٣٣٤ (٤٥٩) عن علي عليه‌السلام ، وبرقم (٤٦٠ ٤٦٦) عن أبي جعفر.

١٨٤

إِلَيْكُمْ ذِكْراً (١٠) رَسُولاً) [الطلاق : ١٠ ـ ١١] ، فأهل بيته المصطفون الطاهرون العلماء هم الذين أوجب الله سبحانه أن يسألوا ، وأن يكونوا متبوعين غير تابعين ، لأن الله يقول في كتابه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ) [الحجرات : ١] ، وقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (٢)) [الحجرات : ٢]. وقال تبارك وتعالى : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ) [النساء : ٦٥] (١) وقال : (اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) [الأعراف : ٣] ، وقال : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (٧)) [الحشر : ٧]. وقال رسول الله صلّى الله عليه : (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ألا وإنهما الخليفتان من بعدي) (٢).

__________________

(١) الآية : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً).

(٢) هذا الحديث ورد بألفاظ متفاوتة فممن أخرجه وفيه لفظ (وعترتي) الإمام زيد بن علي في المسند / ١٠٤ ، والإمام الرضى في الصحيفة / ٤٦٤ ، والحافظ محمد بن سليمان الكوفي في مناقبه المطبوعة / ١٦٧ رقم (٦٤٦) ، والإمام أبو طالب في الأمالي ١٧٩ ، والمرشد بالله في الأمالي / ١٥٢ ، والدولابي في الذرية الطاهرة / ١٦٦ رقم (٢٢٨) والبزار ٣ / ٨٩ رقم (٨٦٤) عن علي.

وأخرجه مسلم ١٥ / (بشرح النووي) ١٩٩ ، والترمذي ٥ / ٦٢٢ رقم (٣٧٨٨) ، وابن خزيمة ٤ / ٦٢ رقم (٢٣٥٧) ، والطحاوي في مشكل الآثار ٤ / ٣٦٨ ـ ٣٦٩ ، وابن أبي شيبة في المصنف ٧ / ٤١٨ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٥ / ٣٦٩ (تهذيبه) ، والطبري في ذخائر العقبى ١٦ ، البيهقي في السنن الكبرى ٧ / ٣٠ ، والطبراني في الكبير ٥ / ١٦٦ رقم (٤١٦٩) ، والنسائي في الخصائص ١٥٠ رقم (٢٧٦) ، والدارمي ٢ / ٤٣١ ، وابن المغازلي في المناقب ٢٣٤ ، ٢٣٦ ، وأحمد في المسند ٤ / ٣٦٧ ، وابن الأثير في أسد الغابة ٢ / ١٢ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٤٨ ، وصححه وأقره الذهبي عن زيد بن أرقم. وأخرجه عبد بن حميد ١٠٧ ـ ١٠٨ (المنتخب) ، وأحمد ٥ / ١٨٢ و ١٨٩ ، والطبراني في الكبير ٥ / ١٦٦ ، وأورده السيوطي في الجامع الصغير ١٥٧ رقم (٢٦٣١) ، ورمز له بالتحسين ، وهو في كنز العمال ١ / ١٨٦ رقم (٩٤٥) ، وعزاه إلى ابن حميد وابن الأنباري عن زيد بن ثابت وأخرجه أبو يعلى في المسند ٢ / ١٩٧ و ٣٧٦ ، وابن أبي شيبة في المصنف ٧ / ١٧٧ ، والطبراني في الصغير ١ / ١٣١ و ١٣٥ ـ

١٨٥

ثم دل على الحسن والحسين صلوات الله عليهما وعلى أبيهما وأمهما ، فقال : ([الحسن والحسين] سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما) ، (١) وقال : (اللهم حب

__________________

ـ و ٢٢٦ ، وأحمد في المسند ٢ / ١٧ ، ٦ / ٢٦ ، وهو في كنز العمال ١ / ١٨٥ رقم (٩٤٣) ، وعزاه إلى البارودي ورقم (٩٤٤) ، وعزاه إلى ابنه أبي شيبة ، وابن سعد ، وأبي يعلى. عن أبي سعيد الخدري.

وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه ٨ / ٤٤٢ ، وهو في الكنز ١ / ١٦٨ ، وعزاه إلى الطبراني في الكبير عن حذيفة بن أسيد.

وأخرجه الترمذي في السنن ٥ / ٦٢١ رقم (٣٧٨٦) ، وذكره في كنز العمال ١ / ١١٧ ، رقم (٩٥١) ، وعزاه إلى ابنه أبي شيبة ، والخطيب في المتفق والمفترق عن جابر بن عبد الله. والكنجي في كفاية الطالب ١١ ، وابن سعد في الطبقات ٤ / ٨ ، ورواه في العقد الفريد ٢ / ٩٥٨ ، و ٣٤٦. وفي تذكرة الخواص / ٣٣٢ ن ورواه نور الدين الحلبي في إنسان العيون ٣ / ٣٠٨ ، والعزيزي في السراج المنير شرح الجامع الصغير ١ / ٣٢١ ، وابن الصباغ في الفصول المهمة / ٢٤ ن وشهاب الدين الخفاجي في نسيج الرياض ٣ / ٤١٠ ، والثعلبي في الكشف والبيان عن تفسير آية الاعتصام ، وآية (أيها الثقلان). والرازي في تفسير آية الاعتصام ٣ / ١٨ وهو في تفسير النظام النيسابوري ١ / ٢٥٧ ، ٤ / ٩٤ ، وفي تفسير ابن كثير الدمشقي ٣ / ٤٨٥ ، و ٤ / ١١٣ ، ورواه في البداية والنهاية في ضمن حديث الغدير وابن الأثير في النهاية الجزء الأول ، والسيوطي في الدر المنثور / ١٥٥ ، وذكره في لسان العرب في مادة عترة ومادة ثقل وحبل ، والشيرازي في القاموس في مادة ثقل ، والزبيدي في تاج العروس في مادة ثقل أيضا. وشرح نهج البلاغة ٦ / ١٣٠ في معنى العترة ، ومدارج النبوة لعبد الحق الدهلوي / ٢٥٠ ، والمناقب المرتضوية لمحمد صالح الترمذي الكشفي / ٩٦ ، ٩٧ ، ١٠٠ ، ٤٧٢ ، ومفتاح كنوز السنة ٢ / ٤٤٨ ، ومصابيح السنة للبغوي ٢ / ٢٠٥ ، ٢٠٦. والصواعق المحرقة / ٧٥ ، ٨٧ ، ٩٠ ، ٩٦ ، ١٣٦ ، وإسعاف الراغبين في هامش نور الأبصار / ١١٠. وينابيع المودة / ١٨ ، ٢٥.

(١) أخرجه الترمذي ٢ / ٣٠٦ عن أبي سعيد الخدري ، وأخرجه أحمد (٣ / ٣ ، ٦٢ ، ٨٢) ، وأبو نعيم في الحلية ٥ / ٧١ ، والبغدادي في تاريخه (٩ / ٢٣١ ، ٢٣٢) وفي ١٠ / ٩٠ ، وابن حجر في تهذيب التهذيب ٣ / ٣٠٢ في ترجمة زياد بن جبير ، وسويد بن سعيد ٤ / ٢٣٩ ، والنسائي في الخصائص / ٢٥٥ (١٤٠) و (١٤١).

وأخرجه الترمذي ٢ / ٣٠٧ أيضا عن حذيفة ، وأحمد بن حنبل ٥ / ٣٩١ ، وأبو نعيم في الحلية ٤ / ١٩٠ ، وابن الأثير في أسد الغابة ٥ / ٥٧٤ ، والمتقي في كنز العمال ٦ / ٢١٧ ، وقال : أخرجه الروياني ، وابن حبان في صحيحه عن حذيفة ، وفي ٦ / ١١٨ وقال : أخرجه ابن عساكر عن حذيفة ، وفي ٧ / ١٠٢ وقال : أخرجه ابن جرير عن حذيفة. وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٣٨١ ، وأخرجه عن حذيفة أيضا الخطيب في تاريخه ٦ / ٣٧٢١٠ / ٢٣٠ ، والمتقي في كنز العمال ٧ / ١٠٨ وقال : أخرجه الطبراني ـ

١٨٦

__________________

وابن عساكر.

وأخرجه ابن ماجة عن ابن عمر ١ / ٤٤ (١١٨) ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٦٧.

وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٦٧ عن عبد الله بن مسعود ، وأبو نعيم في الحلية ٥ / ٥٨.

وأخرجه أبو نعيم في الحلية ٤ / ١٣٩ عن إبراهيم بن يزيد التميمي عن أبيه في حديث طويل ، وفي ٤ / ١٤٠.

والخطيب البغدادي في تاريخه ١ / ١٤٠ عن علي عليه‌السلام ، وفي ٢ / ١٨٥ ، وفي ١٢ / ٤.

ورواه ابن حجر في الإصابة ١ / ٢٦٦ عن جهم ، والمتقي الهندي في الكنز ٧ / ١٠٨ ، وقال : أخرجه ابن مندة ، وأبو نعيم ، وابن عساكر.

وأخرجه ابن حجر في الإصابة ٦ / ١٨٦ في ترجمة مالك بن الحويرث الليثي ، ورواه المتقي في الكنز ٦ / ٢٢٠ ، وقال : أخرجه الطبراني عن قرة ، وعن مالك بن الحويرث.

ورواه في الكنز ٦ / ٢٢٠ ، وقال : أخرجه الطبراني عن عمر ، وعن علي عليه‌السلام ، وعن جابر ، وعن أبي هرير ، قال : وأخرجه الطبراني في الأوسط عن أسامة بن زيد ، وعن البراء بن عازب ، وابن عدي ، عن ابن مسعود.

وقال في صفحة / ٢٢٠ أيضا ما هذا لفظه : من سره أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة ، فلينظر إلى الحسن بن علي ، قال : أخرجه أبو يعلى عن جابر.

ورواه في الكنز ٦ / ٢٢١ ، وقال : أخرجه الطبراني ، وابن النجار ، عن أبي هريرة.

ورواه في الكنز ٦ / ٢٢١ أيضا ، وقال : أخرجه ابن عساكر عن ابن عباس.

وفي الكنز ٦ / ٢٢١ ، وقال : أخرجه الطبراني عن أسامة بن زيد.

وفي الكنز ٦ / ٢٢١ ، وقال : أخرجه ابن عساكر عن أبي رمثة.

وفي الكنز ٧ / ١٠٧ عن أنس ، وقال : أخرجه أبو نعيم.

وفي الكنز ٧ / ١١١ عن علي عليه‌السلام : وقال : أخرجه البزار.

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٨٢ عن عمر بن الخطاب ، وقال : رواه الطبراني.

وفي المجمع ٩ / ١٨٣ أيضا عن قرة بن أياس ، وقال : رواه الطبراني.

وفيه أيضا ٩ / ١٨٤ عن الحسين بن علي عليهما‌السلام ، وقال : رواه الطبراني.

والطبري في ذخائر العقبى / ١٢٩ عن أبي بكر ، وقال : أخرجه ابن السمان في الموافقة.

وفيها أيضا / ١٣٠ عن جابر ، وفيها أيضا / ١٢٩ ، وقال : أخرجه أبو حاتم.

ورواه أيضا الهيثمي في المجمع ٩ / ١٨٧ ، وقال : رواه أبو يعلى.

والطبري في الذخائر / ١٣٥ عن علي بن الهلالي عن أبيه.

وهو في كنوز الحقائق للمناوي / ٨١.

١٨٧

من أحبهما) ، (١) وقال : (تعلموا منهما ولا تعلموهما فهما أعلم منكم) (٢). وقال لهما ولأبيهما : (أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم) ، (٣) وقال : (النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي) (٤) ، وسماهما الله ابنيه في كتابه ، (١) وفرض مودتهما ، ولهما

__________________

(١) أخرجه الترمذي ٢ / ٢٤٠.

ورواه المتقي الهندي في كنز العمال ٦ / ٢٢٠ ، وقال : أخرجه ابن حبان عن أسامة بن زيد.

والمتقي الهندي في الكنز ٦ / ٢٢١ ، وقال : أخرجه ابن أبي شيبة ، والطبراني عن أبي هريرة.

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٨٠ ، وقال : رواه البزار.

ورواه المتقي في الكنز ٧ / ١٠٨ ، وقال : أخرجه الطبراني عن أبي هريرة.

(٢) أخرج المرشد بالله في أماليه ١ / ١٥٦ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تعلموا أهل بيتي فهم أعلم منكم ، ولا تشتموهم فتضلوا.

وروي عن علي عليه‌السلام أنه قال في خطبة له : ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم. نهج السعاد ٣ / ٢٠ للمحمودي مستدرك نهج البلاغة.

(٣) أخرجه الترمذي ٢ / ٣١٩ عن زيد بن أرقم ، وابن ماجة ١ / ٥٢ (١٤٥) ، والحاكم ٣ / ١٤٩ ، وابن الأثير في أسد الغابة ٥ / ٥٢٣ ، ورواه المتقي الهندي في كنز العمال ٦ / ٢١٦ ، نقلا عن ابن حبان في صحيحه ، وفيه أيضا ٧ / ١٠٢ ، وقال : أخرجه ابن أبي شيبة ، والترمذي ، وابن ماجة ، وابن حبان ، والطبراني ، والحاكم ، والضياء المقدسي. ورواه الطبري في ذخائر العقبى / ٢٥ ، وقال : أخرجه أبو حاتم.

وأخرجه أحمد ٢ / ٤٤٢ عن أبي هريرة ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٦١ (٤٧١٤) ، والبغدادي في تاريخه ٧ / ١٣٦ ، والمتقي في الكنز ٦ / ٢١٦ ، وقال : رواه الطبراني. والسيد أبو طالب في الأمالي / ٨٥.

وأخرج ابن الأثير في أسد الغابة ٣ / ١١ عن صبيح مولى أم سلمة ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٦٩ ، وقال : رواه الطبراني.

وأخرجه الطبري في الرياض النضرة ٢ / ١٩٩ عن أبي بكر.

وأخرجه الطبري أيضا في الرياض النضرة عن أم سلمة ، وقال : أخرجه القباني في معجمه.

وأخرجه ابن مردويه عن أبي سعيد ، رواه عنه السيوطي في الدر المنثور في تفسير آية التطهير في سورة الأحزاب.

(٤) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٤٩ ، عن ابن عباس ، ورواه ابن حجر في الصواعق المحرقة / ١٤٠ ، وأخرجه الحاكم أيضا ٣ / ٤٥٨ عن محمد بن المنكدر ، عن أبيه.

ورواه في كنز العمال ٦ / ١١٦ ، وابن حجر في الصواعق المحرقة / ١١١ ، وقالا : أخرجه أبو يعلى عن سلمة بن الأكوع ، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٧٤ ، وقال : أخرجه الطبراني.

ورواه المناوي في فيض القدير ٦ / ٢٩٧ في المتن ، وقال في الشرح : ورواه عنه أيضا سلمة بن الأكوع ، ـ

١٨٨

__________________

والطبراني ، ومسدد ، وابن أبي شيبة. وأخرجه السيد المرشد بالله في أماليه ١ / ١٥٥ عن سلمة أيضا.

ورواه المتقي الهندي في كنز العمال ٧ / ٢١٧ ، وقال : أخرجه ابن أبي شيبة ، ومسدد ، والحكيم ، وأبو يعلى ، والطبراني ، وابن عساكر عن سلمة بن الأكوع.

ورواه الطبري في ذخائر العقبى / ١٧ عن أياس بن سلمة عن أبيه ، وقال : أخرجه أبو عمرو الغفاري.

ورواه الطبري أيضا في الذخائر / ١٧ عن علي عليه‌السلام ، وقال : أخرجه أحمد في المناقب.

(١) قال تعالى : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) [آل عمران / ٦١] عن عمرو بن سعيد بن معاذ ، قال : قدم وفد نجران العاقب والسيد ، فقالا : يا محمد إنك تذكر صاحبنا؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : هو عبد الله ونبيه ورسوله. قالا : فأرنا فيمن خلق الله مثله ، وفيما رأيت وسمعت. فأعرض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنهما يومئذ ، ونزل عليه جبريل بقوله تعالى : (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ) [آل عمران / ٥٩] فعادا وقالا : يا محمد هل سمعت بمثل صاحبنا قط؟! قال : نعم. قالا : من هو؟ قال : آدم ، ثم قرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ ...) الآية. قالا : فإنه ليس كما تقول. فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ ...) الآية. فأخذ رسول الله بيد علي ومعه فاطمة وحسن وحسين ، وقال : هؤلاء أبناؤنا وأنفسنا ونساؤنا. فهمّا أن يفعلا ، ثم إن السيد قال للعاقب : ما تصنع بملاعنته؟! لئن كان كاذبا ما تصنع بملاعنته ، ولئن كان صادقا لنهلكن!! فصالحوه على الجزية ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يومئذ : والذي نفسي بيده لو لاعنوني ما حال الحول وبحضرتهم منهم أحد.

روى نزول الآية في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام جمع كبير من المحدثين والمفسرين عن كثير من الصحابة والتابعين ، ومنهم :

ـ جابر بن عبد الله ، ابن كثير في تفسيره ١ / ٣٧١ نقلا عن المستدرك للحاكم وحكم بصحته ، وفي دلائل النبوة لأبي نعيم / ١٢٤ ، وأسباب النزول للواحدي / ٧٥ ، ومناقب ابن المغازلي / ٢٦٣ (٣١٠) ، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ١ / ١٢٠ (١٦٨) عن عمرو بن سعيد بن معاذ ، والدر المنثور ٢ / ٣٨ ٣٩ ، وفتح القدير ١ / ٣١٦.

ـ أبي رافع ، تفسير فرات الكوفي ١ / ٨٦ (٦٣).

ـ أبي رياح مولى أم سلمة ، ينابيع المودة للقندوزي / ٢١٩ الباب (٥٦).

ـ أبي البختري ، شواهد التنزيل ١ / ١٢٨ (١٧٦).

ـ أبي هارون ، تفسيرات فرات الكوفي ١ / ٨٩ (٦٨).

ـ أبي سعيد الخدري ، تفسير الحبري / ٢٤٨ (١٣).

ـ حذيفة بن اليمان ، شواهد التنزيل ١ / ١٢٦ (١٧٤).

١٨٩

__________________

ـ الحسن البصري ، أسباب النزول للواحدي / ٧٤ ٧٥.

ـ زيد بن علي ، تفسير الطبري ٣ / ٢١٢.

ـ السدي ، تفسير الطبري ٣ / ٢١٢.

ـ سعد بن ابي وقاص ، مسلم في صحيحه ٧ / ١٢٠ ١٢١ ، وعنه في الصواعق المحرقة / ٧٢ ، وكفاية الطالب / ١٤٢ الباب (٣٢) ، والعمدة لابن البطريق / ٩٥ ٩٦ الباب (٢٢) ، وجامع الأصول ٩ / ٤٦٩.

وأحمد بن حنبل في المسند ١ / ١٨٥. والترمذي في سننه ٤ / ٢٩٣ ٢٩٤ ، وقال : هذا حديث حسن غريب صحيح. ورواه أيضا ٥ / ٣٠١ ٣٠٢ ، وعنه في جامع الأصول ٩ / ٤٦٩ ، ١٠ / ١٠٠ ، وعنه في المناقب للخوارزمي / ٥٩ ٦٠.

ـ محمد بن إسحاق ، شواهد التنزيل ١ / ١٢٤ (١٧٢) ، وأمالي الطوسي ١ / ٣١٣.

ـ موسى بن هارون ، مستدرك الحاكم ٣ / ١٥٠ وصححه ووافقه الذهبي.

ـ محمد بن عباد ، عن حاتم بن إسماعيل ، صحيح مسلم ٧ / ١٢٠ ١٢١. وفي الدر المنثور ٢ / ٣٩ قال السيوطي : وأخرج مسلم ، والترمذي ، وابن المنذر ، والبيهقي في سننه عن سعد ، وفي مصابيح السنة للبغوي ٢ / ٢٧٧ عن الصحاح ، وأورده في تيسير الوصول ٣ / ٢٧٢ عن مسلم ، والترمذي. وفي الإصابة ٢ / ٥١٩ عن سعد ، وفي ذخائر العقبى / ٢٥ عن مسلم ، والترمذي وفيه (عن أبي سعيد) وهو خطأ ، ومثله في الرياض النضرة / ٢٤٨.

ـ عامر الشعبي ، رواه عنه أبو داود الطيالسي ، نقله ابن كثير في تفسيره ١٥ / ٣٧١ ، عن مستدرك الحاكم ، وقال ابن كثير بعد نقل الرواية عن الشعبي : وهذا أصح.

ـ ابن حميد ، تفسير الطبري ٣ / ٢١١ ، ومنتخب كنز العمال ١ / ٤٢٩ ، عن عبد بن حميد ، وابن جرير ، وتفسير فرات ١ / ٨٦ (٦٤) و (٦٥).

ـ شهر بن حوشب ، تفسير فرات الكوفي ١ / ٨٨ (٦٧).

ـ سلمة بن يشوع ، عن أبيه ، عن جده ، البداية والنهاية ٥ / ٥٣ ٥٤ ، والدر المنثور ٢ / ٢٢٩ (١٧١) عن البيهقي في الدلائل.

ـ ابن عباس ، تفسير الحبري / ٢٤٩ (١٤) ، وتفسير فرات الكوفي ١ / ٨٩ (٦٩) ، وشواهد التنزيل ١ / ١٢٧ (١٧٥) ، ١ / ٢٢ (١٦٩).

ـ محمد بن مروان ، دلائل النبوة / ١٢٤ ١٢٥.

ـ محمد بن علي الباقر ، فرات الكوفي ١ / ٨٦ (٦١) و (٦٢).

ـ علباء بن أحمر اليشكري ، تفسير الطبري ٣ / ٢١٣. وانظر تفسير الزمخشري ، والفخر الرازي وغيرهما.

١٩٠

آية الخمس ، (١) ولهما الفيء ، (٢) ولهما آية التطهير ، قال الله : (فَآتِ ذَا الْقُرْبى

__________________

(١) أخرج الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ١ / ٢١٨ (٢٩٢) عن علي عليه‌السلام في قوله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) [الأنفال / ٤١] ، قال: لنا خاصة ، وأخرجه أحمد ١ / ٨٤ (٦٤٦) ، والحاكم في المستدرك ٢ / ١٢٨ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٦ / ٣٤٤.

وأخرج الحاكم أيضا في الشواهد ١ / ٢١٩ (٢٩٣) عن فاطمة عليها‌السلام حديثا مفاده أن رسول الله أعطى الخمس لعلي. ونحوه أيضا في الشواهد ١ / ٢١٩ (٢٩٣) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى .... والكوفي في المناقب ١ / ٤٤٦ (٣٤٦).

وأخرج عن مجاهد في الشواهد ١ / ٢٢٠ (٢٩٥) في قوله تعالى (وَلِذِي الْقُرْبى) قال : هم أقارب النبي ، الذين لم يحل لهم الصدقة ، ونحوه أيضا عن مجاهد ١ / ٢٢١ (٢٩٦) ، وأخرج نحوه أيضا عن قتادة ١ / ٢٢١ (٢٩٧).

وأخرج نحوه أيضا عن ابن عباس ١ / ٢٢١ (٢٩٨).

وأخرج ابن جرير في تفسيره ١٠ / ٨ عن المنهال بن عمرو قال : سألت عبد الله بن محمد بن علي ، وعلي بن الحسين عن الخمس؟ فقالا : هو لنا؟ فقلت : لعلي إن الله يقول (وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ) قال : يتامانا ومساكيننا. ورواه الثعلبي عن المنهال رواه عنه الطبرسي في مجمع البيان ٣ / ١٥٠

(٢) إشارة إلى قوله تعالى : (وَما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ...) [الحشر / ٦ ـ ٧]. وقوله تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ) [الإسراء / ٢٦] ، وقوله تعالى : (فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ) [الروم / ٣٨].

أخرج البزار ، وأبو يعلى ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت هذه الآية (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة سلام الله عليها فأعطاها فدكا ، قال : وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : لما نزلت (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) أقطع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة سلام الله عليها فدكا. الدر المنثور ٥ / ٢٧٣ ، ٢٧٤. ورواه الهيثمي عن أبي سعيد. مجمع الزوائد ٧ / ٤٩. وقال رواه الطبراني. وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ٢ / ٢٢٨ وصححه. والمتقي الهندي في كنز العمال ٢ / ١٥٨ وقال : أخرجه الحاكم في تاريخه ، وابن النجار.

وأخرجه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب ١ / ١٥٩ (٩٥). ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ١ / ٣٤١. ورواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٤ / ٨٤٢. وأخرجه أبو يعلى ٢ / ٣٣٤ ـ

١٩١

حَقَّهُ) [الروم : ٣٣] ، فدل عليهما بأعيانهما وأنساهما وأفعالها ، الا أن الحسن يتقدم الحسين بالسن ، وهما جميعا في وقتهما (إمامان قاما أو قعدا) (١).

ثم دل على أولادهما فقال : (إن تمسكتم بالكتاب وبهم لن تضلوا أبدا).

ودل على المهدي باسمه ونسبه وفعله (٢).

ودل على أبرار العترة الأتقياء المصطفين المطهرين بالنسب المصطفى الطاهر ، والأعمال الطاهرة الزكية التي توافق الكتاب والسنة. فأكثرهم بالكتاب تمسكا أوجبهم على المسلمين حقا ، والشريطة التي توجب لهم أن يستحقوا مقام الرسول ، وأن يكونوا متبوعين غير تابعين ، العلم ، والجهاد ، وأداء الأمانات إلى أهلها ، فمن كان فيه هذه

__________________

ـ (١٠٧٥).

وقصة مطالبة الزهراء أبا بكر في فدك ومجيء الزهراء بعلي وأم أيمن شاهدين لها. رواها البلاذري في فتوح البلدان / ٣٤ ٣٥.

(١) الحديث متلقى بالقبول عندنا.

(٢) أخرج الترمذي ٢ / ٣٦ عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتى يواطئ اسمه اسمي.

وأخرجه أبو نعيم في الحلية ٥ / ٧٥ ، وأحمد ١ / ٣٧٦ ، والبغدادي في تاريخه ٤ / ٣٨٨ ، وفي كنز العمال ٧ / ١٨٨ ، وقال : أخرجه الطبراني عن ابن مسعود ، وفي ذخائر العقبى / ١٣٦ عن حذيفة.

وأما فعله :

فقد أخرج أحمد في مسنده ٣ / ١٧ عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي أجلى أقنى ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله ظلما ، يكون سبع سنين.

وروى الهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ٣١٥ عن أبي هريرة قال : حدثني خليلي أبو القاسم قال : لا تقوم الساعة حتى يخرج إليهم رجل من أهل بيتي فيضربهم حتى يرجعوا إلى الحق ... قال : رواه أبو يعلى. وروى أيضا في مجمع الزوائد ٧ / ٣١٧ عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : يخرج رجل من أمتي يقول بسنتي ، ينزل الله عزوجل له القطر من السماء ، وينبت الله له الأرض من بركتها ، تملأ الأرض منه قسطا وعدلا ، كما ملئت جورا وظلما ... قال : رواه الترمذي ، وابن ماجة باختصار.

١٩٢

الخصال الأربع (١) وجب على أهل بيته وعلى المسلمين اتباعه ، ومعاونته على البر والتقوى. قال الله في كتابه : (وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) (٢) [المائدة : ٢]. فمتى كان منهم العلم ، والزهد ، والتقوى ، كان(٣) على الناس أن يقتبسوا من عامه ، وأن يهتدوا بهداه ، (٤) فأفعالهم الصالحة ، ونسبهم الطاهر الدال عليهم. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

* * *

__________________

(١) التي هي : الانتساب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والعلم ، والجهاد ، وأداء الأمانات إلى أهلها.

(٢) في المخطوط : وكان. الواو زيادة سهو. لأن الجملة جواب الشرط.

(٣) في المخطوط : بهدايه. ولعل الصواب ما أثبت.

١٩٣
١٩٤

الإمامة

١٩٥
١٩٦

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الإمام القاسم بن إبراهيم صلوات الله عليه :

يسأل الذين قدموا أبا بكر. فيقال لهم : خبرونا عن جميع ما جاء به محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله من الله ، وأمرنا به من طاعة الله ، ما هو وهل يخلو من ثلاثة أوجه؟!

إما فريضة أوجبها عليهم من الله.

وإما سنّة سنها لهم.

وإما تطوع أمرهم به على الترغيب فيه ، إن شاءوا فعلوه ، وإن شاءوا تركوه.

فمن قولهم : لا يخلو من أحد هذه الثلاثة الوجوه ، ولا سبيل لهم إلى أكثر من ذلك ؛ لأن ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه أحد هذه الثلاث الخصال.

يقال لهم : فأخبرونا عن هذه الفرائض التي أمرهم النبي بها عليه‌السلام ، عن الله ، معروفة معلومة ، أو مجهولة غير معروفة؟

فمن قولهم : لا. بل معروفة غير مجهولة.

فيقال لهم : فمثل أيّ شيء؟

فمن قولهم : مثل صلاة الظهر أربع ركعات ، وصلاة المغرب ثلاث ركعات ، والصبح ركعتان ، ومثل الزكاة من مأتي درهم خمسة دراهم ، ومن أربعين دينارا دينار ، ومثل فرائض المواريث للبنت النصف ، وللذكر مثل حظ الأنثيين.

فيقال لهم : هل يجوز لأحد أن يحوّل هذه الفرائض فيجعلها على خلاف ما فرض الله؟

فإن قالوا : نعم. أبطلوا جميع الفرائض. وإن قالوا : ما تعنون بقولكم يحوّلها؟

قيل لهم مثل المغرب يجعلها ركعتين ، ومثل الصبح يجعلها ثلاثا ، ومثل أن يفرض للبنت الواحدة الثلث ، ويعطي الذكر مثل حظ الأنثى ، وفي ست من الإبل شاة ، وفي مأتي درهم ثلاثة دراهم ، وفي ثلاثين من الغنم شاة ، وفي عشرين من البقر بقرة.

فمن قولهم : هذا لا يجوز.

قيل لهم : لم لا يجوز؟

١٩٧

فإن قالوا : لأن هذه الفرائض جاء بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معروفة معلومة محدودة ، فإن زادوا فيها أو نقصوا خالفوا الله ورسوله فيما أمرهم به ، وفرضه عليهم ، وفي خلاف هذا هدم الدين.

قيل لهم : فجميع الفرائض على هذه الحال؟

فإن قالوا : لا. تركوا قولهم إنه لا يجوز أن يتركوا ما أمرهم الله به. فيكون في قولهم إنه يجوز في بعض ولا يجوز في بعض.

وإن قالوا : لا يجوز النقصان ولا الزيادة في جميع الفرائض.

قيل لهم : هذه الفرائض قد أجمعتم عليها أنه لا يجوز فيها زيادة ولا نقصان. فأخبرونا من السنن ما هي عندكم؟ فمن قولهم مثل مواقيت الصلاة ، الظهر إذا زالت الشمس ، والمغرب إذا غربت ، والصبح إذا طلع الفجر ، ومثل زكاة الفطر ، ومثل صلاة الوتر بالليل ثلاث ، وركعتان قبل الصبح ، ومثل هذا من المناسك والسنن.

قيل لهم : ما تقولون : هل يجوز لأحد أن يحوّل هذه السنن عن جهاتها ، فيجعل الوتر بالنهار ، ووقت الظهر لوقت العصر ، وصلاة النهار بالليل ، وزكاة الفطر في الأضحى ، وركعتي الفجر قبل الصبح ، وكل شيء من السنن يحوّلها على هذا النحو؟!

فمن قولهم وقولنا : لا يجوز تحويل هذه الأشياء على خلاف ما سنها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

قيل لهم : وكذلك جميع السنن!

فإن قالوا : نعم. قادوا قولهم إنه لا يجوز تغيير شيء من سنن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كما لا يجوز تغيير شيء من الفرائض التي ذكرنا.

قيل لهم : فما تقولون في التطوع؟

فإن قالوا : الناس كلهم في التطوع بالخيار ، إن شاءوا فعلوه وإن شاءوا تركوه ، وكذلك قول الله تعالى : (فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ) [البقرة : ١٨٤].

يقال لهم عند ذلك : ما تقولون في الإمامة هي من دين الله أم من غير دين الله؟

١٩٨

فإن قالوا : ليست من دين الله ، لزمهم في إجماع من أجمع على إمامة أبي بكر أنهم لم يكونوا على دين الله.

وإن قالوا : الإمامة من دين الله.

قيل لهم : من أي دين الله؟! من الفرائض ، أم من السنن ، أم من التطوع؟! فقد زعمتم أن الدين لا يخلو من أحد هذه الثلاثة الوجوه.

فإن قالوا من الفرائض.

قيل لهم : كيف فرض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الإمامة لأبي بكر ، سماه لكم رسول الله صلى الله عليه باسمه وعيّنه ، أو دلّ عليه بصفته ، أو تركها شورى ، أو سكت فلم يقل من ذلك شيئا؟! ولا بد من إحدى هذه الخصال ولا خامسة معهنّ.

فإن قالوا : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نص لنا أبا بكر بعينه واسمه ونسبه.

قيل لهم : فما بالهم وقفوا عنه ثلاثة أيام يشاورون فيه ، وقد سماه رسول الله باسمه ونصبه بعينه ، وما بال أبي بكر ، قال لهم : أنا أرضى لكم أحد هذين الرجلين ، فبايعوا أحدهما أبا عبيدة بن الجراح ، أو عمر بن الخطاب؟ فقال أبو عبيدة وعمر لسنا نفعل ولا نبايع أحدا إلا أنت ، ابسط يدك حتى نبايعك. فبسط يده فبايعاه (١). فسماه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله باسمه ونصبه بعينه؟! وهو يقول : بايعوا أبا عبيدة أو عمر! هذا خلاف ما فرض الله عليهم ، أن يكون رسول الله سماه وهم يتشاورون فيه! وهو أيضا يسمي لهم وينص على من لم يسمّه رسول الله ولم يرضه لهم!! ولا يجوز في فريضة الله خلاف ما فرض. مع أنهم إن كانوا تركوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لشك منهم في قوله كفروا ، وإن كان لخلاف منهم فقد عاندوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. ومن عاند رسول الله فقد كفر.

وإن قالوا : لم يكن وقوفهم تلك الثلاثة الأيام لشك منهم في قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم! ولكنهم وقفوا ليجتمع الناس من غاب وحضر.

__________________

(١) انظر القصة ، وهذا النص بعينه في تاريخ الخلفاء أو الإمامة والسياسة لابن قتيبة ١ / ٩ وفي كتب التاريخ عامة التي أرّخت لتلك الفترة الزمنية.

١٩٩

قيل لهم : أو كذلك فرض الإمامة الوقوف والتشاور بعد الاسم والنص؟!

فإن قالوا نعم.

قيل لهم : فهل يجوز لهم أن يحولوا هذه الفريضة عن جهتها؟

فإن قالوا : لا يجوز لهم.

فهل أدّى أبو بكر هذه الفريضة كما أمر الله؟!

فإن قالوا : نعم. وسمى لنا عمر ونصبه بعينه ، كما فعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

قيل لهم : فما بالكم لم تشاوروا في عمر كما تشاورتم في أبي بكر بعد النبي عليه‌السلام؟!

فإن قالوا : لأن ذلك جائز لنا.

قيل لهم : فقد نقضتم قولكم لا تغيّر الفريضة (١). وهذا نقض الفريضة التي فرض الله ورسوله لكم في أبي بكر ، إذ لم تشاوروا في عمر كما تشاورتم في أبي بكر. ولم تشاوروا في قول أبي بكر ، كما تشاورتم في قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

فإن قالوا : لأن المشورة إليهم.

قيل لهم : فأيهما أوثق في قوله ، النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أم أبو بكر؟!

فإن قالوا : أبو بكر كفروا! وإن قالوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أوثق.

قيل لهم : ما أبين نفاقكم ، إنكم تقولون النبي أوثق وأنتم تشاورون بعده. وأبو بكر عندكم ليس بأوثق من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنتم لا تحتاجون بعد قوله إلى المشورة. فقد لزمكم أن أبا بكر عندكم أوثق من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ لأن أوثق الأوثاق الذي لا تشاور في قوله. وهذا التناقض من الكلام غير معقول ، ممن قاله ولا مقبول.

ويسألون أيضا : هل كان لله على عمر أن يؤدي فريضة الإمامة ، كما أدى رسول الله

__________________

(١) في (ب) : فريضة

٢٠٠