مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي ( 169 ـ 246 هـ ) - ج ٢

القاسم بن ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام

مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي ( 169 ـ 246 هـ ) - ج ٢

المؤلف:

القاسم بن ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام


المحقق: عبدالكريم أحمد جدبان
الموضوع : الفرق والمذاهب
الناشر: دار الحكمة اليمانية للتجارة والتوكيلات العامة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٧٥
الجزء ١ الجزء ٢

ومن أجلها ، كانت القرابة والحكمة على الإمام دليلا ، وإلى وجوده عند الحاجة والطلب سبيلا.

إن مطلبه في القرابة أسهل على الطالبين ، وأيسر في تكليف فرضه على المكلفين ، وأقطع لعذر المعتلين ، وأبلغ في الحجة على المتجاهلين ، وأقرب إلى (١) متناول البغية ، إذ لا يمكن تقريبها بالتسمية ، والدولة دولة الجبارين (٢) ، مخوف فيها قتل الأبرّين.

[طريق الإمامة]

ولو كان ـ الأمر في الإمامة كما قال المبطلون فيها ، وعلى ما زعموا من أنهم الحاكمون بآرائهم واختيارهم عليها ، وأن الخيرة فيها ما اختاروا ، والرأي منها وبها ما رأوا ـ لكان في ذلك من طول مدة الالتماس ، وما قد أعطبوا بقبحه وفساده من إهمال الناس ، ما لا يخفى على نظرة عين ، ولا تسلم معه عصمة دين ، ولصاروا إلى ما كرهوا من فساد الاهمال ، (٣) ولتعطل في مدة الطلب أكثر الأحكام ، من الجمع والأعياد ، والدفع والجهاد ، وقذف المحصنات ، ومكابرة المؤمنات ، ولسقط حد الزاني والزانية ، وكل حكم خصه الله بالتسمية.

ثم لما كان لما هم فيه من الطلب غاية تعرف ، ولا للغرض فيه نهاية ينتهي إليها المكلف ، ومن شأن الله تيسير كلفه ، وتقريب تعريف معرّفه ، كنحو من تكليفه ، وما كان من تعريفه ، جل ثناؤه لنفسه ، بما بين السماء والأرض من خلقه ، وما عرف من رسله ، بتواتر أعلام دلائله ، وكقوله : (ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) [الحج : ٧٨]. وكقوله : (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ

__________________

(١) في (ب) : في تناول.

(٢) في (ب) و (د) : جبارين.

(٣) في هاتين السجعتين اختلاف. ولربما أن هنا خطأ ما.

١٦١

الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ) [البقرة : ١٨٥]. فقالوا : نختار لإمامتنا وديننا ، أوثقنا لذلك في أنفسنا. فقلنا : لستم تختارون ذلك لأنفسكم، دون اختياركم فيه على ربكم ، فلله الخيرة لا لكم. يقول الله جل ثناؤه (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) [القصص : ٦٠]. وقال تعالى : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (٣٦) [الأحزاب : ٣٦]. يقول جل ثناؤه : إن يختاروا هم فتكون الخيرة لهم ، والله ما جعل إليهم (١) الخيرة فيما خوّلهم ، ولا فيما جعل من أموالهم لهم ، فكيف تكون إليهم الخيرة (٢) في أعظم الدين عظما ، وأكبره (٣) عند علماء المؤمنين حكما.

ثم قلنا لهم : من المختارون منكم للإمام؟ الخواص منكم أم (٤) العوام؟

فإن قالوا لخواصنا.

قلنا : من خواصكم؟

وإن قالوا : لعوامنا.

قلنا : ومن (٥) عوامكم؟ أخواصّكم إنسان أم إنسانان؟ أم بلد خاص من البلدان؟

وعوامكم أكلّكم؟ أم الأكثر منكم؟!

فإن قلتم : ذلك إلى كلنا وكلنا يختار ، فذلك ما لا يمكن (٦) لما فرقت منكم الأقطار ، مثل الصين وفرغانة ، ومن (٧) بالأندلس وغانة ، ومن يحدث فيكم ، وينقص كل يوم منكم ، فالإمامة لا يمكن عقدها ، ولا يصاب بالعقل رشدها ، إذا كانت إنما تكون ،

__________________

(١) في (ب) : جعل الخيرة إليهم.

(٢) في (أ) : لهم. وسقط من (ب) و (د) : الخيرة.

(٣) في (أ) و (ج) : وأكثره.

(٤) في (ب) : أو.

(٥) في (أ) و (ج) : قلنا من.

(٦) في (ب) : ما يمكن.

(٧) في (أ) : من. بغير واو.

١٦٢

ويتم لها بزعمكم الكون ، باختيار جميعكم ، وإجماع كلكم ، وذلك غير ممكن أصلا ، فالإمامة غير ممكنة اضطرارا.

وقد زعمتم أن الله كلفها خلقه ، وأوجب على الناس فيها حقه ، فقد كلف الله الخلق عندكم غير ممكن ، ومكلّف ما لا يمكن جاهل غير محسن ، ومن الله سبحانه كل حسنى! وله المثل الأجلّ (١) الأعلى! سبحانه أن يكلف أحدا من خلقه غير ممكن ، وتبارك أن يكون في صغير من الأمور أو كبير (٢) غير محسن!!!

وإن قلتم : اختيار الإمام ، للخاصة منا دون العوام (٣).

قلنا : ومن تلك (٤) الخاصة منكم؟ وما الذي يبينها (٥) للاختيار دونكم؟!

فإن قالوا : علمها وفضلها.

قلنا : ومن الذي يعرف ذلك لها؟! وما حد ذلك فيها؟ وما شاهد دليله عليها؟!

فإن قالوا : يعرف ذلك منها عوامها.

قيل : ولم لا تعرف العوام من يؤمها؟ وفضله أكثر من فضل فضلائها ، وعلمه فوق علم علمائها ، وإذا عرفت العوام من ذلك الأقل فهي بمعرفة الأكثر أولى ، وإذا بان لها فضل العلماء وعلمها فبيان فضل الإمام وعلمه أبين وأعلى!!

وإن قالوا : تعرف ذلك العلماء لأنفسها.

قيل : وكيف يصح ذلك (٦) عند غيرها بصحته لها؟! أو يتبين عندهم تبيانه عندها؟ وإذا كانوا هم الحجة على الأمة ، فيما يجب عليها من طاعة الأئمة ، فهل يجوز أن تكون بهم الأمة جاهلة؟! إلا كانت وهي عن هدى ما كلفته ضآلة.

__________________

(١) سقط من (ب) : الأجل.

(٢) سقط من (ب) : أو كبير.

(٣) في (أ) و (ج) : العامة.

(٤) سقط من (أ) : تلك.

(٥) في (ب) : يثبتها.

(٦) سقط من (أ) و (ج) : ذلك.

١٦٣

فإن زعموا أن الأمة عارفة بهم.

سئلوا : ما (١) معرفة الأمة لهم؟

فإن قالوا : علمهم وفضلهم. فقد فرغنا من هذا فيما قدمناه لهم ، وإن قالوا ذلك بمعرفة أعيانهم ، فأي عجب في ذلك أعجب من شأنهم ، إن زعموا أن من (٢) دون الإمام من رعيته ، مدلول عليه في حكم الدين بتسميته ، وأن الإمام غير معروف بتسمية عين ، ولا محكوم على أحد بمعرفته في دين!!

ويقال لهم : من المحكوم بمعرفة اسمه؟ وتنفيذ ما حكم به من حكمه؟ الأئمة أم العلماء؟

فإن قالوا : العلماء ، فكلهم عندهم بالإمامة أولى ، إذ كان مقامهم في الفضيلة أعلى.

وإن قالوا : الأئمة ، أولى بالمعرفة.

قيل لهم : فما بالكم لم تكتفوا بتلك منهم؟ وتسألوا دلائل الله عليهم عنهم؟!

فإن هم ردوا علينا المسألة. قلنا : قولوا ما شئتم أن تقولوا ، واسألوا فيمن الإمامة (٣) ومن تجب له عما أردتم أن تسألوا ، تجابوا ـ والحول والقوة لله معا ـ جوابا فيما تسألون عنه قصدا مجتمعا.

فإن قالوا : من أين زعمتم أن الإمامة واجبة العقد؟ ولم يبيّن الله في كتاب ولا سنة فيها ما أبان في غيرها من عهد؟! ولو كان ذلك عند الله كما قلتم ، وكان وجوبه في دين الله بحيث أنزلتم ، لكان فرضه مبانا! ولنزّل به (٤) قرآنا! كما نزل بالصلاة (٥) ، وفرض مؤكّد الزكاة؟!

__________________

(١) في (ب) : عن معرفة.

(٢) في (أ) : ما دون.

(٣) في (ب) و (د) : فيما قلنا من الإمامة.

(٤) في (أ) : فيه.

(٥) في (أ) : في الصلاة.

١٦٤

قلنا : فمنهما بعينهما ، ومن بيان فرض الله فيهما ، صح فرض الإمامة ، وأنها هي أولى منهما بالتقدمة ، فأقبلوا قبل الاستماع ، وتفهموا فإن الفهم سبب الانتفاع ، قال تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ) [الجمعة : ٩]. وإنما تكون الجمع جمعا ، إذا كانت هي والإمام معا ، بل ربما تقدمها فكان أمامها ، كتقدم الرسول عليه‌السلام لفرضها ولحكمها ، (١) ومن كانت تعقد له فمتقدّم (٢) قبل تقدمها ، مع أنه إذا صح أنها إنما تكون بالأئمة ، لهم عليها معقول التقدمة ، فهذا دليل فرض الإمامة من الصلاة.

فأما دليل فرضها من الزكاة ، فمن قول الله جل ثناؤه : (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (١٠٣) [التوبة : ١٠٣]. والأئمة مكان الرسول عليه‌السلام في أخذها ، ووضعها بعد الأخذ في مواضعها ، وإذا قيل : خذ فالأخذ غير شك ولا امتراء ، قبل ما يكون من إعطاء أو إيتاء (٣).

فهذا دليل على فرض الإمامة من الزكاة ، إلى ما قدمنا بيانه من فرضها بالصلاة.

وفي القرآن على من أبى الإمامة وإثباتها ، حجة من الله في فرضه لها أثبتها ، من ذلك قوله جل ثناؤه في بني إسرائيل : (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ) (٢٤) [السجدة : ٢٤]. وقوله سبحانه في إبراهيم صلى الله عليه : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) [البقرة : ١٢٤]. وما سأل إبراهيم منها لولده ، وما رغب إليه (٤) سبحانه فيها من إبقائها فيهم من بعده ، إذ يقول صلى الله عليه : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (١٢٤) [البقرة : ١٢٤]. فأبى (٥) سبحانه أن يجعلها من ولده إلا للمتقين ، فهذه خاصة الله لرسله في أبنائهم ، وعطية الله لأبناء

__________________

(١) في (ب) : وبحكمها.

(٢) في (أ) و (ج) : فمقدم.

(٣) في (ب) و (د) : إبآء.

(٤) في (ب) و (د) : إلى الله.

(٥) في (ب) : فأبى الله سبحانه.

١٦٥

الرسل بآبائهم ، وإذا لزم تنفيذ الأقسام والأحكام ، وكان ذلك لا يكون ولا يقوم إلا بالإمام ، لزم جميع الأمة ، اتخاذ الأئمة ، لزوما ليس منه بد ، ولا عنه لأحد مصدّ ، بحجج قوية مؤكدة لا تندفع ، ولا يمتنع منها من المهتدين ممتنع ، ولا يأبى قبولها إلا ضال ، ولا يجهل فيها حجة الله إلا الجهال ، والحمد لله ذي الحجج البوالغ ، والنعم الكثيرة السوابغ.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد النبي وآله الطيبين الطاهرين.

* * *

١٦٦

الإمامة

١٦٧
١٦٨

بسم الله الرحمن الرحيم

وسألت : من الإمام المفترض الطاعة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟

فالإمام المفترض الطاعة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علي ابن أبي طالب رحمة الله عليه ورضوانه ، وقد ألفنا في ذلك كلاما من كتاب الله وسنة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، به يعمل وبالحجة فيه يهتدى.

وهو : بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (١١) [الشورى : ١١] وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما ، والحمد لله الذي أكمل لنبيه عليه‌السلام الدين ، الذي افترضه على عباده وبينه له ، وافترض عليه إبلاغه ، فكان مما افترض على العباد طاعة الله ، وطاعة رسوله ، وطاعة أولي الأمر ، الذي يستحق مقام رسوله والإبلاغ عنه ، وليس من الفرائض فريضة أكبر قدرا ، ولا أعظم خطرا ، من الإمام الذي يقوم مقام نبيه عليه وآله السلام ، وقد بين ذلك في محكم كتابه وسنة نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فجعل الله تبارك وتعالى الإمامة في بيت الصفوة والطهارة والهدى والتقوى ، من ذرية إبراهيم ولا يصلح في غيرهم ، لقول الله تبارك وتعالى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (٣٣) ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٣٤) [آل عمران : ٣٣ ـ ٣٤]. ثم قال لإبراهيم صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (١٢٤) [البقرة : ١٢٤]. فأخبر أن الإمامة عهده الذي لا ينال ظالما ، على معنى لا من أشرك بالله طرفة عين ، ولا من أقام على ظلم ، لأن الله لم يجعل لظالم عهدا.

ثم أخبر بمن يستحق الإمامة من ذرية إبراهيم فقال : (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ) (٧٣) [الأنبياء : ٧٣] ، وقال : (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ) (٢٤) [السجدة : ٢٤] ، ثم أخبر بذرية إبراهيم فقال : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا

١٦٩

إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٢٧) ..) إلى قوله : (التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (١٢٨) [البقرة : ١٢٧ ـ ١٢٨]. (١) ثم أخبر أن الأمة المسلمة التي استجاب الله فيها دعوة إبراهيم صلى الله عليه ، وجعلهم شهداء على الناس ، والشهداء على الناس الأنبياء ومن يخلف الأنبياء من الذرية التي جنبها الله عبادة الأصنام ، وافترض مودتها. فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (CS) (٧٧) ... إلى قوله: (شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) [الحج : ٧٧ ـ ٧٨] (٢). ثم ذكر الله تبارك وتعالى الذرية المصطفاة الطاهرة من ذرية إبراهيم ، التي استجاب فيها دعوته ، فقال : (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً ...) إلى قوله : (لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) (٣٧) [إبراهيم : ٣٥ ـ ٣٧]. (٣) فاستجاب الله تبارك وتعالى دعوة إبراهيم على لسان محمد صلّى الله عليهما أجمعين (٤) فقال : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) (٢٣) [الشورى : ٢٣] ، (٥) وقال لإبراهيم صلى

__________________

(١) بقية الآية : (رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا وَتُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).

(٢) بقية الآية : (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ).

(٣) بقية الآيات : (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ ، رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ، رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ.) إبراهيم / ٣٥ ٣٧.

(٤) عليهما أجمعين. كذا في المخطوط.

(٥) نزلت في أهل البيت. أخرجه ابن جرير في تفسره ٢٥ / ١٦ عن سعيد بن جبير ، وعن عمرو بن شعيب أيضا ٢٥ / ١٧.

وأخرجه أبو نعيم في الحلية عن جابر ٣ / ٢٠١.

وأخرجه عبد بن حميد ، وابن المنذر عن مجاهد ، وابن مردويه ، عن ابن عباس ، وأبو نعيم ، والديلمي عن مجاهد عن ابن عباس ، وسعيد بن منصور ، عن سعيد بن جبير. وابن جرير ، عن علي بن الحسين زين العابدين. الدر المنثور ٧ / ٣٤٧ ـ ٣٤٨.

١٧٠

عليه : (رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ...) [هود : ٧٣] الآية ، وقال لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ [أَهْلَ الْبَيْتِ] ...) [الأحزاب : ٣١] الآية ، (١) فلا تصلح الإمامة لمن عبد صنما ، لدعوة إبراهيم صلى الله عليه

__________________

وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٧٢ ، والقندوزي في ينابيع المودة (الباب ٥٨ / ٣٢٣ ٣٢٤) وقال: أخرجه الطبراني في الكبير ، والأوسط ، وأخرجه البزار.

وأخرجه الطبراني في الكبير ١ / ١٢٦ ، ٣ / ١٥٥ ١٥٦ ، ورواه الكنجي في كفاية الطالب عنه ، الباب (١١ / ٩١).

وأخرجه ابن المغازلي الشافعي في المناقب / ٣٠٧ ـ ٣٥٢.

والطبري في ذخائر العقبى / ٢٥ ، ١٣٨ ، وقال : أخرجه الدولابي.

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٤٦ عن أبي الطفيل. وقال أخرجه الطبراني ، وأبو يعلى ، والبزار ، وأحمد.

ورواه ابن حجر في الصواعق المحرقة / ١٠١ ، وقال أخرجه البزار والطبراني.

وأخرجه السيد أبو طالب في الأمالي / ١٢٠ ، والمرشد بالله في الأمالي ١ / ١٤٨.

ورواه في أسد الغابة ٥ / ٣٦٧ ، والزمخشري في الكشاف عند تفسير الآية.

والشبلنجي في نور الأبصار / ١٠١ ، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ٢ / ١٣٠ ١٤٦ برقم (٨٢٢ ٨٤٤) ، وأخرجه ابن عساكر ترجمة الإمام علي ٣ / ٤٣ (١٨١).

ورواه الطبرسي في مجمع البيان ٩ / ٢٩ ، ورواه في تاريخ اصبهان ٢ / ١٦٥ ، ورواه الطوسي في أماليه رقم (٤٠) من المجلس (١٠) ، ورواه البلاذري في أنساب الأشراف ٢ / ٧٥٤.

(١) نزلت الآية في أهل البيت محمد ـ وعلي ـ وفاطمة ـ والحسن ـ والحسين عليهم‌السلام. وقد رواه أغلب المحدثين فممن رواه :

مسلم في صحيحه ، في كتاب فضائل الصحابة في باب فضل أهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، رقم (٤٤٥٠) بسنده عن صفية بنت شيبة ، قالت : قالت عائشة : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).

وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٤٧ ، والبيهقي في السنن ٢ / ١٤٩ ، وابن جرير في تفسيره ٢٢ / ٥ عن عائشة. وذكره السيوطي في الدر المنثور عند تفسير الآية. وقال أخرجه ابن أبي شيبة ، وأحمد ، وابن أبي حاتم ، وذكره الزمخشري في الكشاف في تفسير آية المباهلة ، وكذلك الفخر الرازي ، وقال : واعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث.

وأخرجه الترمذي في السنن ٢ / ٢٠٩ ، بسنده عن عمر بن أبي سلمة ، والطحاوي في مشكل الآثار ١ / ـ

١٧١

__________________

ـ ٣٣٥ ، وابن الأثير الجزري في أسد الغابة ٢ / ١٢. وابن جرير في تفسيره ٢٢ / ٣١٩ عن أم سلمة.

وأخرجه أحمد في المسند ١ / ٣٠٦. وذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب ٢ / ٢٩٧ ، والمحب الطبري في الذخائر / ٢١.

والترمذي ٢ / ٢٠٩ بسنده عن أنس. والطبري في تفسيره ٢٢ / ٥ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٥٨ ، وأحمد في المسند ٣ / ٢٥٢ ، والجزري في أسد الغابة ٥ / ٥٢١ ، والمتقي الهندي في كنز العمال ٧ / ١٠٣ ، نقلا عن ابن أبي شيبة ، وذكره السيوطي في الدر المنثور وقال : أخرجه ابن المنذر ، والطبراني ، وابن مردويه. وابن جرير ٢٥ / ٧ بسنده عن حكيم بن سعد.

والحاكم في المستدرك ٢ / ٤١٦ ، عن أم سلمة ، وأيضا في ٣ / ١٤٧ ، والبيهقي في السنن ٢ / ١٥٠ ، والطحاوي في المشكل ١ / ٣٣٤ ، ٣٤ ، والخطيب في تاريخه ٩ / ١٢٦ ، وابن جرير ٢٢ / ٧.

وأخرجه الحاكم في المستدرك بسنده عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.

ورواه السيوطي أيضا في الدر المنثور ٥ / ١٩٨ ، ١٩٩ ، قال وأخرج ابن مردويه عن أم سلمة قالت ...... الحديث.

ورد بألفاظ مختلفة ، ومقامات متعددة ، والمعنى واحد. فيها أن رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، صلى تسعة أشهر ، وفي رواية ثمانية أشهر ، وفي رواية ستة أشهر ، يأتي كل يوم وقت صلاة الغداة ، وفي رواية وقت كل صلاة بيت علي وفاطمة ، فيقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أهل البيت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).

وأخرجه أيضا أحمد في المسند ١ / ٣٣٠ عن عمرو بن ميمون. و ٤ / ١٠٧ ، عن شداد بن أبي عمار. و ٦ / ٢٩٢ عن أم سلمة. و ٦ / ٢٩٢ ، عن شهر بن حوشب.

والنسائي في الخصائص / ٤. والبغدادي في تاريخه ١٠ / ٢٧٨ عن أبي سعيد.

والمحب الطبري في الرياض ٢ / ١٨٨. وابن عبد البر في الاستيعاب ٢ / ٥٩٨ عن أبي الحمراء.

وأبو داود الطيالسي في مسنده ٨ / ٢٧٤ ، وهو في كنز العمال ٧ / ٩٢.

وفي مشكل الآثار ١ / ٣٣٢ ، ٣٣٦ ، ٣٣٨.

وفي مجمع الزوائد ٦ / ١٦٩ ، ١٢١ ، ٢٠٦ ، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ٢ / ١٨. رقم (٦٣٧ ـ ٧٧٤).

ومحمد بن سليمان الكوفي في المناقب ١ / ١٣٢ (٧٣) ، ١ / ١٤٨ (٨٣) ، ١ / ١٥٧ (٩٢) ، ١ / ٤٠٦ (٣٢٤) ، ٢ / ١٩ (٥٠٨) ، ٢ / ١٢٤ (٦١٠) ، ٢ / ١٣٨ (٦٢١) ، ٢ / ١٧٤ (٦٥٢).

والحبري في تفسيره / ٢٩٧ (٥٠) عن أم سلمة ، / ٢٩٩ (٥١) عن شهر بن حوشب ، / ٣٠٠ (٥٢) عن أم سلمة ، / ٣٠٢ (٥٣) عن أم سلمة ، / ٣٠٤ (٥٤) عن أم سلمة ، / ٣٠٦ (٥٥) عن أبي سعيد الخدري ، / ٣٠٧ (٥٦) عن ابن عباس / ٣٠٩ (٥٧) عن أبي الحمراء ، / ٣١٠ (٥٨) عن أنس بن مالك ، / ٣١١ (٥٩) ـ

١٧٢

لبنيه الطاهرين المصطفين ، فليس أحد من أهل بيت الطهارة والصفوة يشهد له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه خرج من لدن آدم عليه‌السلام من ظهر إلا وهو لنسبه الطاهر ، حتى انتهت الطهارة في المولد إلى عبد الله وأبي طالب ، لأن أمهما كانت واحدة ، ثم شهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي بالطهارة ، والحسن والحسين وفاطمة ، حيث أردف عليهم الكساء. ثم قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٣٣) [الأحزاب : ٣٣] ، ثم أنزل الله على نبيه : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (٢١٤) [الشعراء : ٢١٤] ، فجمع بني عبد المطلب في الحديث المشهور وهم يومئذ أربعون رجلا. فقال : يا بني عبد المطلب كونوا في الإسلام رؤساء ، ولا تكونوا أذنابا ، فبدأهم بالنذارة قبل الناس كلهم ، فقال : أيكم يجيبني إلى ما دعوته إليه إلى الإسلام ، يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، على أن يكون أخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في أهل بيتي ، يقضي ديني وينجز موعودي؟ فأجابه علي من بينهم وكان أصغرهم سنا ، فضمه إليه ودعا له ، فتفل في فيه ، فقال أبو لهب : لبئس ما حبوت به ابن عمك حيث أجابك إلى ما دعوته ، فملأت فمه بزاقا ، فقال: بل ملأته فهما وعلما (١).

__________________

ـ عن أبي الحمراء.

وأخرجه فرات الكوفي في تفسيره ١ / ٣٣٢ (٤٥١) عن شهر بن حوشب ، (٤٥٢) عن أم سلمة ، ١ / ٣٣٣ (٤٥٣) عن أم سلمة ، ١ / ٣٣٤ (٤٥٤) عن أم سلمة ، ١ / ٣٣٤ (٤٥٥) عن أبي عبد الله الجولي ، ١ / ٣٣٥ (٤٥٦) عن شهر بن حوشب ، ١ / ٣٣٦ (٤٥٧) عن أم سلمة ، ١ / ٣٣٦ (٤٥٨) عن عمرة الهمدانية ، ١ / ٣٣٧ (٤٥٩) عن أم سلمة ، ١ / ٣٣٧ (٤٦٠) عن أبي جعفر الباقر ، ١ / ٣٣٨ (٤٦١) عن أبي سعيد الخدري ، ١ / ٣٣٩ (٤٦٢) عن أبي الحمراء ، ١ / ٣٣٩ (٤٦٣) عن جعفر الصادق ، ١ / ٣٤٠ (٤٦٥) عن ابن عباس ، ١ / ٣٤٠ (٤٦٦) عن عمرو بن ميمون.

وفي تفسير ابن كثير ٣ / ٤٨٤ ٤٨٦ عند تفسير الآية أورد تسع روايات ، عن أنس ، وأبي الحمراء ، وواثلة بن الأسقع ، وأم سلمة بثمان طرق ، وعائشة بطريقين ، وأبي سعيد الخدري ، وسعد ، وزيد بن أرقم.

وقد تركت ذكر الكثير ممن رواه خشية التطويل.

(١) أخرج القصة محمد بن سليمان الكوفي في المناقب ١ / ٣٧٠ (٢٩٤) ، تاريخ الطبري ٢ / ٢١٦ ، ٢١٧.

والقصة موجودة في سيرة ابن هشام ، وتاريخ ابن كثير ، إلا أنهما حذفا قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في علي عليه‌السلام. ـ

١٧٣

ثم أورث الله تبارك وتعالى الكتاب أهل بيت الصفوة والطهارة ، فقال : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ ...) إلى قوله : (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها) [فاطر : ٣٢ ـ ٣٣] ، (١) ...

__________________

ـ وأخرجه الطبراني في الكبير كما قال ابن حجر في المجمع ٦ / ٢٢١ ، ورواه سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص / ٤٣ نقلا عن كتاب الفضائل لأحمد بن حنبل ، والطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢٣٤. وفي رواية أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لابنته فاطمة : (أما علمت أن الله عزوجل اطلع على أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبيا ، ثم اطلع الثانية فاختار بعلك فأوحى إلي فأنكحته واتخذته وصيا). مجمع الزوائد ٨ / ٢٥٣ ، ٩ / ١٦٥ ، وكنز العمال ١٢ / ٢٠٤ (١١٦٣) ، ومنتخبه بهامش مسند أحمد ٥ / ٣١ ، وموسوعة أطراف الحديث من المعجم الكبير للطبراني ٤ / ٢٠٥ ، وجمع الجوامع للسيوطي رقم الحديث (٤٢٦).

وعن أبي سعيد أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : (إن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عداتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب) كنز العمال ٢ / ٢٠٩ (١١٩٢). والطبراني ٦ / ٢٧١.

وعن أنس أن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله قال له : أول من يدخل عليك من هذا الباب إمام المتقين ، وسيد المسلمين ، ويعسوب الدين ، وخاتم الوصيين. حلية الأولياء ١ / ٦٣ ، تاريخ ابن عساكر ٢ / ٤٨٦ ، شرح نهج البلاغة ١ / ٤٥٠ ، موسوعة أطراف الحديث عن إتحاف السادة المتقين للزبيدي ٧ / ٤٦١.

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : (لكل نبي وصيّ ووارث ، وإن عليا وصيي ووارثي) تاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي ٣ / ٥ ، الرياض النضرة ٢ / ٢٣٤.

وفي رواية موجزها : أن جبريل جاء بهدية من الله ليهديها الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى ابن عمه ووصيه علي بن أبي طالب ... الحديث. المحاسن والمساوئ للبيهقي / ٦٤ ، ٦٥.

(١) الآية (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ ، وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ، وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ، ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ، جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها ...) [فاطر / ٣٢ ـ ٣٣].

نزلت هذه الآية في أهل البيت عليهم‌السلام.

عن أبي حمزة الثمالي ، عن علي بن الحسين ، قال : إني لجالس عنده إذ جاءه رجلان من أهل العراق ، فقالا : يا ابن رسول الله جئناك كي تخبرنا عن آيات من القرآن. فقال : وما هي؟ قالا : قول الله تعالى (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا). فقال : يا أهل العراق وأيش يقولون؟ قالا : يقولون : إنها نزلت في أمة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. فقال علي بن الحسين : أمة محمد كلهم إذا في الجنة. قال : فقلت من بين القوم : يا ابن رسول الله فيمن نزلت؟ فقال : نزلت والله فينا أهل البيت ـ ثلاث مرات ـ قلت : أخبرنا من ـ

١٧٤

فلم (١) يفرق الله بين الكتاب والحكم والنبوة فيما قص من خبر بني إسرائيل ، فقال لمحمد عليه‌السلام : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) [النساء : ٥٤] ، (٢) فكان علي عليه‌السلام أول من سبق إلى الإسلام من أهل بيت الطهارة والصفوة ، لا ينازعه في ذلك أحد من بني عبد المطلب ، ولا يستحقه دونه أحد ، ثم دعا رسول الله عليه‌السلام عند حضور وفاته ـ وبنو عبد المطلب والمهاجرون والأنصار يومئذ عنده ـ فدعا بسيفه ودرعه وسلاحه ودابته وجميع ما كان له ، حتى تفقد عصابة كان يعصب بها على بيضة الدرع ، ثم دفع ذلك إليه صلوات الله عليهما ، وبنو عبد المطلب شهود والمهاجرون والأنصار. ثم استخلفه بمكة حيث عزمت قريش على أن تبيّت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليقتلوه أو يخرجوه ، فاضطجع على فراشه (٣) فوقاه بادرة الحتوف

__________________

ـ فيكم الظالم لنفسه؟ قال : الذي استوت حسناته وسيئاته وهو في الجنة.

فقلت : والمقتصد؟ قال : العابد لله في بيته حتى يأتيه اليقين. فقلت : السابق بالخيرات؟ قال : من شهر سيفه ، ودعا إلى سبيل ربه. الحسكاني في شواهد التنزيل ٢ / ١٠٤ (٧٨٢).

وروى عن زيد بن علي قال : (الظالم لنفسه) المختلط منا بالناس ، (والمقتصد) : العابد ، (والسابق): الشاهر سيفه يدعو إلى سبيل ربه. الحسكاني ٢ / ١٠٤ (٧٨٣).

وعن علي عليه‌السلام قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن تفسير هذه الآية؟ فقال : هم ذريتك وولدك. الحسكاني ٢ / ١٠٤ (٧٨٣).

ورواه فرات الكوفي في تفسيره ٢ / ٣٤٧ (٤٧٣) عن زيد بن علي ، وعن محمد بن علي الباقر ٢ / ٣٤٨ (٤٧٤).

وأخرجه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب ٢ / ١٦٤ (٦٤٣) عن زيد بن علي عليهما‌السلام.

(١) في المخطوط : فلن. ولعل الصواب ما أثبت.

(٢) روى الحسكاني عن جعفر بن محمد : نحن المحسودون. شواهد التنزيل ١ / ١٤٣ (١٩٥). وعن ابن عباس برقم (١٩٦) ، وعن جعفر بن محمد أيضا برقم (١٩٧).

ورواه الحبري في تفسيره ٥ / ٢٥٥ (١٩).

ورواه فرات الكوفي في تفسيره عن جعفر بن محمد ، وعن محمد بن علي الباقر ١ / ١٠٦ (٩٩) و (١٠٠) ، ١١٠٧ (١٠).

(٣) عن أبي سعيد الخدري قال : لما أسري بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يريد الغار ، بات علي بن أبي طالب على فراش رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل : إني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر ، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فكلاهما اختاراها وأحبا الحياة ، ـ

١٧٥

بنفسه ، وكان يأتيه بالطعام ليلا ، (١) وأمره [أن] يؤدي الأمانات (٢) التي كانت على يده ، وأن يخرج إليه أهله ، فنفد أمره ومشى مع أهله ، حتى تفطرت قدماه دما (٣). وخرج إلى

__________________

ـ فأوحى الله إليهما : أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب ، آخيت بينه وبين نبيي محمد فبات على فراشه يقيه بنفسه ، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه. فكان جبرئيل عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل ينادي بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب؟! الله عزوجل يباهي بك الملائكة ، فأنزل الله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ). الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ١ / ٩٦ (١٣٣) ، وأسد الغابة ٤ / ٢٠ ، وتاريخ اليعقوبي ٢٣٩ ، وتاريخ الخميس ١ / ٣٢٥ ٣٢٦ ، وتاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي ١ / ١٥٣ (١٨٧) و (١٨٨) و (١٨٩) ، وتاريخ بغداد ١٣ / ١٩١ (٧١٦٨).

وكل من فسر آية (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ ...) يذكر قصة الهجرة ومبيت عليعليه‌السلام في فراش النبي ، وجميع المؤرخين وكتّاب السير مجمعون على مبيت علي عليه‌السلام في فراش النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ليقيه بنفسه.

(١) قال مغلطاي : (ولم يعلم بخروجه عليه الصلاة والسلام إلا علي وأبو بكر ، فدخلا غارا بثور ....) سيرة مغلطاي / ٣٢. وأعلام الورى / ١٩١ للطبرسي.

(٢) قال ابن هشام : أما علي ، فإن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ـ فيما بلغني ـ أخبره بخروجه ، وأمره أن يتخلف بعده بمكة ، حتى يؤدي عن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم الودائع ، التي كانت عنده للناس ، وكان رسول الله صلى الله عليه [وآله] ليس بمكة أحد عنده شيء يخشى عليه إلا وضعه عنده ، لما يعلم من صدقه وأمانته صلى الله عليه [وآله] وسلم. سيرة ابن هشام ٢ / ١٢٩.

(٣) عن أبي رافع : أن عليا كان يجهز النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين كان بالغار ، ويأتيه بالطعام ، واستأجر له ثلاث رواحل ، للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولأبي بكر ، ودليلهم ابن أريقط ، وخلفه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيخرج إليه أهله فأخرجهم ، وأمره أن يؤدي عنه أمانته ووصايا من كان يوصي إليه ، وما كان يؤتمن عليه من مال ، فأدى علي أمانته كلها ، وأمره أن يضطجع على فراشه ليلة خرج ، وقال : إن قريشا لن يفقدوني ما رأوك. فاضطجع علي على فراشه ، وكانت قريش تنظر إلى فراش النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيرون عليه رجلا يظنونه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، حتى إذا أصبحوا رأوا عليه عليا ، فقالوا : لو خرج محمد لخرج بعلي معه. فحبسهم الله عزوجل بذلك عن طلب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين رأوا عليا ، ولم يفقدوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليا أن يلحقه بالمدينة ، فخرج علي في طلبه بعد ما خرج إليه فكان يمشي من الليل ، ويكمن بالنهار ، حتى قدم المدينة ، فلما بلغ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قدومه ، قال : ادعوا لي عليا. فقالوا : إنه لا يقدر أن يمشي ، فأتاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلما رآه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اعتنقه وبكى رحمة له مما رأى بقدميه من الورم ، وكانتا تقطران دما ، فتفل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في يديه ثم مسح بهما رجليه ، ودعا له ـ

١٧٦

تبوك واستخلفه وأعلمه أنه لا يصلح لخلافته إلا هو ، وقال له : (يا على أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي). (١) (وبعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبا بكر بعشر آيات من براءة إلى مكة فنزل عليه جبريل عليه‌السلام فقال : إنه لا يصلح أن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك) (٢). ثم لم يزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوليه ولا

__________________

ـ بالعافية ، فلم يشتكهما علي حتى استشهد. أخرجه ابن عساكر في تاريخه ترجمة الإمام علي ١ / ١٥٤ ١٥٥ ، وأبو نعيم في معرفة الصحابة ١ / ٢١ ، وابن الأثير في أسد الغابة ٤ / ١٩ ، وأخرج نحوه ابن سعد في الطبقات ٣ / ٢٢ ، وأخرجه محمد بن سليمان الكوفي عن أبي رافع ١ / ٣٦٤ (٢٩٢) ، وأخرجه الطوسي في أماليه ١ / ٤٧٦ عن أبي رافع أيضا.

(١) أخرجه الإمام الأعظم زيد بن علي (ع) في المجموع ٤٠٧ ـ ٤٠٨ ، والإمام الهادي (ع) في الأحكام ١ / ٣٨ ، والإمام أبو طالب في أماليه ٣٢ ، ٣٥ ، ومحمد بن سليمان الكوفي في المناقب رقم (٤١٩) ، والمؤيد بالله في الأمالي الصغرى ١٠٤ (٢٠) ، والبخاري ٥ / ٩٩ و ٦ / ١٨ ، ومسلم ٤ / ١٨٧٠ (٢٤٠٤) ، والترمذي ٥ رقم (٣٧٣١) ، وابن ماجة ١ / ٤٢ رقم (١٧٥) و ١ / ٤٥ رقم (١٢١) ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٠٩ ، والبزار ٣ / ٢٧٦ رقم (١٠٦٥) ، والحميدي في مسنده ١ / ٣٨ رقم (٧١) ، وأحمد بن حنبل ١ / ١٧٧ و ١ / ١٧٩ ، وأبو يعلى في مسنده ٢ / ٨٦ رقم (٧٣٩) ، و ٦٦ رقم (٧٠٩) و (٦٩٨) ، أبو نعيم في حلية الأولياء ٧ / ١٩٦ ، والخطيب البغدادي ١ / ٣٢٥ ، والطبراني في الكبير ١ / ١٤٨ رقم (٣٣٧) ، وفي الصغير ٢ / ٢٢ ، وابن الأثير ٤ / ٢٦ ٢٧ ، وابن عساكر في تاريخ دمشق ١ / ٢١٦ رقم (٣٤٩) (ترجمة الإمام علي عليه‌السلام) ، عن سعد بن أبي وقاص. وأخرجه الإمام المرشد بالله في الخميسية ١ / ١٣٤ ، والطبراني ٢ / ٢٤٧ (٢٠٣٥) عن جابر بن عبد الله.

وأورده السيوطي في الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة عن عشرين من الصحابة ، وتتبع ابن عساكر طرقه فبلغ عدد الصحابة نيفا وعشرين ، وقد استوعب طرقه ابن عساكر في نحو عشرين ورقة ، وأورده في لقط اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة ٣١ ، والطبري في ذخائر العقبى / ٦٣ ، وفي صفة الصفوة ١ / ١٢٠ ، وفي الإصابة ٢ / ٣١٥ ، وابن عدي ٦ / ٦٠٨٨ ، و ٢٢٢٢.

(٢) أخرجه الترمذي ٢ / ١٨٣ ، والنسائي في الخصائص / ١٤٤ ، (٧٥) ، ١٤٦ (٧٦) ، ١٤٧ (٧٧) ، ١٤٨ (٧٨) ، وابن أبي شيبة في المصنف ٧ / ١٦١ ، وأحمد ١ / ٣ ، ١٥١ ، ٣٣٠ ، والحاكم ٣ / ٥١ (٢٤٦) ، وابن جرير الطبري في تفسيره ١٠ / ٤٦ ، ٤٧ ، والمتقي الهندي في كنز العمال ١ / ٢٤٦ ، وقال : أخرجه ابن خزيمة ، وأبو عوانة ، والدار قطني في الأفراد. والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ١ / ٢٣٢ ، وابن عساكر في تاريخه ترجمة الإمام علي ٢ / ٣٧٦ (٨٧٨) ، بطرق عدة وروايات مختلفة إلى رقم (٨٩٣) ، والمحب الطبري في الرياض النضرة ٢ / ٢٩٣ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١١٩ ، وقال : أخرجه ـ

١٧٧

يولّي عليه ، ولم تجر سنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في علي أنه جعله تبعا لأحد من الناس.

ثم وجه إلى اليمن خالد بن الوليد على الجيش ، فقال : (إن اجتمع الجيشان فعلي أمير الجيش) (١). ثم دعا له حين وجهه إلى اليمن (أن يهدي الله قلبه ويثبت لسانه) (٢).

ثم قال لهم : (إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فقال له أبو بكر : أنا يا رسول الله؟ قال : لا. قال له عمر : أنا يا رسول الله؟ قال : لا. ولكنه خاصف النعل) ، (٣) فأخبر علي بذلك ، فكأنه شيء قد سمعه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل

__________________

ـ الطبراني في الكبير والأوسط باختصار ، والسيوطي في الدر المنثور ٤ / ١٢٢ ، وقال : أخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، ..... والبلاذري في أنساب الأشراف ٢٠ / ١٥٥ ، وابن المغازلي في مناقبه / ٢٢٧ (٢٧٣) ، وغيرهم كثير.

(١) أخرج الحديث محمد بن سليمان الكوفي في المناقب ١ / ٤٢٤ (٣٣١) ، ٢ / ٣٨٨ (٨٦٣) ، وابن عساكر في تاريخه ترجمة الإمام علي ١ / ٤٠٠ (٤٦٦) و (٤٦٧) ، ١ / ٤٠٠ (٤٦٨) و (٤٦٩) ، والنسائي في الخصائص / ١٦٧ (٩٠) ، وأحمد ٥ / ٣٥٦ ، وبرقم (٢٨٤) و (٣٠٢ ٣٠٣) من باب فضائل علي ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢١٨ ، وقال : رواه أحمد ، والبزار ، ورواه ابن أبي شيبة في المصنف ٦ / ١٥٩ ، وابن المغازلي في المناقب / ٢٢٥ (٢٧١) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ٢ / ١٩٥.

(٢) أخرجه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب ٢ / ١٢ (٥٠١) ، ٢ / ١٣ (٥٠٢) ، وابن عساكر في تاريخه ترجمة الإمام علي ٢ / ٤٩٠ (١٠٢٠ ١٠٢٧) ، والبلاذري في أنساب الأشراف ١ / ٣١٥ (٣١) و (٣٢) ، وابن سعد في الطبقات ٢ / ٣٣٧ ، والنسائي في الخصائص / ٩١ ، وأحمد في المسند ١ / ٨٣ ، ٨٨ ، ١١١ ، ١٥٠ ، وابن وكيع في أخبار القضاة ١ / ٨٤ ٨٥ ، والبيهقي في السنن الكبرة ١٠ / ٨٦ ، وأبو نعيم في الحلية ٤ / ٣٨١ ، والجويني في فرائد السمطين في الباب (٣٥) برقم (١٣٠) ، والطيالسي في المسند ١ / ١٦ ، وابن كثير في البداية والنهاية ٥ / ١٠٧ ، والمتقي الهندي في كنز العمال ١٥ / ٩٩ ، وابن أبي شيبة في المصنف ٦ / ١٥٣ ، وعبد بن حميد في المسند / ١٥ ، والبزار في مسنده / ٨٠ ، وابن ماجة / ١٦٨ باب ذكر القضاء ، والحاكم ٣ / ١٣٥ ، ٤ / ٨٨ ، والخطيب في تاريخه ١٢ / ٤٤٣ ، وابن الأثير في أسد الغابة ٤ / ٢٢ ، والبيهقي في شعب الإيمان / ٣٩٢ ، والطبرسي في الرياض ٢ / ١٩٨ ، والسيوطي في ذيل تفسير قوله تعالى (بَراءَةٌ مِنَ اللهِ).

(٣) أخرجه ابن عساكر في تاريخه ترجمة الإمام علي ٣ / ١٦٣ (١١٧٨) ، ١٦٤ (١١٧٩) ، ١٦٤ (١١٨٠) ، ١٦٦ (١١٨١) ، ١٦٧ (١١٨٢) ، ١٦٨ (١١٨٣) و (١١٨٤) إلى رقم (١١٩١).

وابن المغازلي في المناقب / ٢٩٨ (٣٤١) ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٥ / ١٨٦ ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٢ / ٢٧٧ ، والنسائي في الخصائص / ١٣١ (١٥٠) ، والهندي في كنز العمال ٦ / ١٥٥ ، وأبو ـ

١٧٨

ذلك. ثم أمره بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين. (١) وروي عن أبي أيوب ، وعن ابن مسعود ، وعن غير واحد من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه ، يقول أبو أيوب : قال لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تقاتلون الناكثين والقاسطين والمارقين ، قلنا : مع من يا رسول الله؟ قال : مع علي (٢).

قال ابن مسعود : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين. (٣)

وروي عن النبي عليه وآله السلام في الخبر المشهور أنه قال : (يأتي قوم بعدي يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية). (٤) فإنما

__________________

ـ نعيم في حلية الأولياء ١ / ٦٧. والهندي في الكنز ١ / ٩٤ ، وقال : أخرجه ابن أبي شيبة ، وأحمد في مسنده ، وأبو يعلى في مسنده ، وابن حبان في صحيحه ، والحاكم في مستدركه ، وأبو نعيم في حليته ، وسعيد بن منصور في سننه. ورواه الطبري في الرياض النضرة ٢ / ١١٩ ، وابن الأثير في أسد الغابة ٣ / ٢٨٢ ، وابن حجر في الإصابة ٢ / ٣٩٢ ، والخوارزمي في المناقب / ٥٢ الفصل (٧) ، ومحمد بن سليمان الكوفي في المناقب ٢ / ١٠ (٥٠٠) ، / ٥٥٣ (١٠٦٤) ، ٥٥٤ (١٠٦٥).

(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٣٩ عن أبي أيوب قال : أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علي بن أبي طالب بقتال الناكثين والقاسطين ، والمارقين. وأخرج الخطيب عن علي عليه‌السلام : أمرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقتال الناكثين ... تاريخ بغداد ٨ / ٣٤٠ ، وكنز العمال ٦ / ٣٩٢ ، وقال : أخرجه ابن عساكر ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٧ / ٢٣٨ ، وقال : رواه الطبراني.

(٢) أخرجه الحاكم ٣ / ١٣٩ ، والمتقي الهندي في كنز العمال ٦ / ٨٨.

(٣) رواه الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ٢٣٥ ، وقال : رواه الطبراني ، ورواه الهيثمي أيضا في المجمع ٧ / ١٣٨ ، وقال : رواه الطبراني في الأوسط. وأخرجه السيد أبو طالب في أماليه / ٥٢ عن ابن مسعود أيضا.

(٤) عن أبي سعيد الخدري يقول بعث علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من اليمن بذهيبة في أديم مقروظ لم تحصّل من ترابها ، قال : فقسمها بين أربعة نفر ، بين عيينة بن بدر ، وأقرع بن حابس ، وزيد الخيل ، والرابع إما علقمة ، وإما عامر بن الطفيل ، فقال رجل من أصحابه : كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء. قال : فبلغ ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. فقال : ألا تأمنونني وأنا أمين من في السماء ، يأتيني خبر السماء صباحا ومساء. قال : فقام رجل غائر العينين ، مشرف الوجنتين ، ناشز الجبهة ، كثّ اللحية ، محلوق الرأس ، مشمر الإزار ، فقال : يا رسول الله اتق الله. قال : ويلك ، أولست أحق أهل الأرض أن يتقي الله! قال : ثم ولى الرجل ، قال خالد بن الوليد : يا رسول الله ألا أضرب عنقه؟ قال : لا لعله أن يكون يصلي. فقال خالد : وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إني لم أومر أن أنقب قلوب الناس ، ولا أشق بطونهم. قال: ثم نظر إليه وهو ـ

١٧٩

مرقوا على علي بالإسلام ومن كان مع علي. ثم أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يبلغ ما أنزل إليه من ربه ، (١) فكان من أكبر الإبلاغ عن الله الإمام الذي يستحق مقامه ، ويؤدي عنه الدين الذي أكمله الله ، فأخذ بيد علي في يوم غدير خم في حجة الوداع في آخر عمره فقال : (يا أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه) ، فجعله علما لأولياء الله ولأعدائه ، فمن تولى عليا كان له وليا ، ومن عاداه كان له عدوا.

وافترض الله سبحانه تبارك وتعالى في محكم الكتاب الطاعة له وطاعة رسوله وطاعة أولى الأمر ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) [النساء : ٥٩] ، (٢) ثم قال سبحانه : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) [النساء : ٨٣] ، فأعلمهم أن ولي الأمر من يعلم ما يجهلون ، وقال : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) [المائدة : ٥٥] ، (٣) والخبر

__________________

ـ مقف ، فقال : إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، وأظنه قال : لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود.

أخرجه البخاري ٤ / ١٥٨١ (٤٠٩٤) ، ومسلم ٢ / ٧٤١ (١٠٦٤) ، والنسائي في المجتبى ٥ / ٨٧ (٢٥٧٨) ، وأحمد ٣ / ٤ (١١٠٢١) ، وابن حبان ١ / ٢٠٥ (٢٥) ، وابن خزيمة ٤ / ٧١ (٢٣٧٣) ، والنسائي في الكبرى ٢ / ٤٦ (٢٣٥٩) ، والبيهقي ٧ / ١٨ (١٢٩٦٢) ، والطيالسي / ٢٩٦ (٢٢٣٤) ، وأبو داود ٤ / ٢٤٣ (٤٧٦٤) ، وأبو يعلى ٢ / ٣٩٠ (١١٦٣) ، وغيرهم.

(١) إشارة إلى الآية : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ).

(٢) روى أن أولي الأمر هم أهل البيت ، الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ١ / ١٨٩ ، ٢٠٢ ، وفرات الكوفي في تفسيره ١ / ١٠٨ (١٠٤ ـ ١١٢) ، والمفيد في أماليه / ٣٤٩ ، والطوسي في أماليه : ١٢٢ ، ١٨٨ ، والكليني في الكافي ١ / ٢٨٦.

(٣) الآية : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ).

روى نزول الآية في علي عليه‌السلام جمع كثير من الصحابة والتابعين منهم :

ـ علي بن أبي طالب عليه‌السلام. في البداية والنهاية لابن كثير (٧ / ٣٥٧) ، ومناقب الخوارزمي / ١٨٧ ، وفي معرفة علوم الحديث للحاكم / ١٠٢ ، ومناقب ابن المغازلي (/ ٣١٢ رقم ٣٥٥) ، والعمدة لابن البطريق / ٦٠ ، والمرشد بالله في الأمالي ١ / ١٣٧ ، ١٣٨ ، وفرات الكوفي في تفسيره / ٣٩ ، ٤٠ ، ـ

١٨٠