مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي ( 169 ـ 246 هـ ) - ج ١

القاسم بن ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام

مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي ( 169 ـ 246 هـ ) - ج ١

المؤلف:

القاسم بن ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام


المحقق: عبدالكريم أحمد جدبان
الموضوع : الفرق والمذاهب
الناشر: دار الحكمة اليمانية للتجارة والتوكيلات العامة
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٩٧
الجزء ١ الجزء ٢

أكثر من مرة زيارته والوصول إلى قبره فلم نتمكن من ذلك.

قال ولده الإمام محمد بن القاسم : فأقرب من به في ذلك تقتدون ، وبفعله في الهجرة عن القرى والمدن تأنسون ، جدكم الأقرب أبي وأبوكم القاسم بن إبراهيم رضي الله عنه ورحمه ، وقبل عزلته وهجرته منه ، وقد كان رحمه‌الله زمانا طويلا من عمره بالمدن مدن الحجاز ومدينة مصر ساكنا داعيا إلى طاعة الله ، فلما لم ير في أهل القرى والمدن إلى طاعة الله ربه وحقه ومرضاته مستجيبا ، ولم ير فيها إلا غرقا في الجهل والمعاصي لا تائبا إلى ربه ولا منيبا ، ورأى القرى والمدن أصل كل منكر وضلال ، وتجمع الفجار والفساق والأرذال الدناة والأفسال ، تبرأ إلى الله منهم ، وهاجر إلى البادية والجبال عنهم ، فوفقه الله للصواب في ذلك وأرشده ، وأراه له الخيرة في دنياه وأسعده ، فخلا بنفسه وأهله وولده ، وجرى حكمه عليهم وعلى من تحت يده ، فصار ـ نظرا واختيارا ، بعد أن أحاط بالمدن والقرى وأهلها اختبارا ـ إلى بادية المدينة وجبالها ، وتنحى عن المدينة وأهلها ، وحل في جبل من باديتها يسمى قدسا (١) ، فكان به حينا وكنا به معه أطفالا صغارا ، لا يعاين فسقا ولا فجورا ولا منكرا ، ثم انتقل إلى (وادي الرس) وجباله ، فكان خاليا فيه بولده وعياله ، ما أمرنا فيه من أمر أطعناه ، وما عرفنا في الدين من حق أو قول في الهدى والصواب قبلناه.

ثم انتقل إلى فرع آخر من جبل يسمى (الأشعر) من جبال جهينة ، بعد أن أقام عمرا طويلا وسنين كثيرة في (وادي مزينة) فكان منه بجبل وفرع يدعا (فرع السور) حتى توفي فيه رحمة الله عليه وقبض ، وكان قد عاهد الله وأعطاه من نفسه أن لا يسكن هو ولا أحد يطيعه من ولده ما بقي حيا مجامع الناس بين المدن والقرى (٢).

* * *

__________________

(١) في وفاء الوفاء للسمهودي في أخبار دار المصطفى (قدس) بالضم وسكون الدال المهملة.

قال الهجري جبال قدس غربي ضاف من البقيع ، (وقدس) جبال متصلة عظيمة كثير الخير تنبت العرعر والخزم وبهاتين وفواكه وفراع ، وفيها بستان ومنازل كثيرة من مزينة. ٤ / ١٢٨٧.

(٢) الهجرة والوصية / ٦٢ ـ ٦٣. (مخطوط).

١٤١

قالوا في الإمام القاسم :

قال الإمام أحمد بن عيسى بن زيد : وقد عرض عليه الإمام القاسم البيعة لا والله ، وأنت يا أبا محمد حاضر ، إذا حضرت فلا يجب لأحد أن يتقدمك ويختار عليك ، وأنت أولى بالبيعة مني (١).

وقال عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب للإمام القاسم عند ما عرض عليه البيعة أيضا : يا أبا محمد نحن لا نختار عليك أحدا ، وقد أصاب أبو عبد الله فيما قال ، وأنت الرضى لجميعنا (٢).

وقال الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي ، وقد عرض عليه الإمام القاسم البيعة أيضا : يا أبا محمد والله لا يتقدم بين يديك أحد إلا وهو مخطئ ، أنت الإمام وأنت الرضى ، وقد رضيناك جميعا (٣).

حدثنا أبو العباس الحسني باسناده عن عبد العزيز بن الوليد ، قال : سألت الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي عليهم‌السلام عن أبي محمد القاسم بن إبراهيم عليه‌السلام؟

فقال : سيدنا وكبيرنا والمنظور إليه من أهلنا ، وما في زماننا هذا أعلم منه ، ولقد سمعته يقول : قرأت القرآن والتوراة والإنجيل والزبور ، ما علمي بتأويلها بدون علمي بتنزيلها. ثم قال : لو سألت أهل الأرض من علماء أهل البيت؟ لقالوا فيه مثل قولي. قيل له : فأحمد بن عيسى؟! فقال : أحمد بن عيسى من أفضلنا ، والقاسم إمام (٤).

وقال محمد بن منصور المرادي وقد سئل لم لم يكثر الرواية عنه؟! فقال : كأنكم تظنون أنا كلما أردنا كلمناه ، من كان يجسر على ذلك منا؟! ولقد كان له في نفسه

__________________

(١) تتمة المصابيح / ٣٢٣. (مخطوط).

(٢) تتمة المصابيح / ٣٢٤. (مخطوط).

(٣) تتمة المصابيح / ٣٢٤. (مخطوط).

(٤) تتمة المصابيح / ٣٢٧. (مخطوط).

١٤٢

شغل ، كنت إذا لقيته كأنما ألبس حزنا (١).

وقال عبد الله بن أحمد بن سلام : لست أجسر على النظر في (كتاب الهجرة) للقاسم عليه‌السلام ، وأومئ إلى أن ذلك لما فيه من التخشين والتشديد والزهد وترك الدنيا والتباعد من الظالمين (٢).

وقال جعفر بن حرب المعتزلي : أين كنا عن هذا الرجل ، فو الله ما رأيت مثله (٣).

وقال أبو القاسم البلخي في طبقات المعتزلة : وأئمتهم أي : الزيدية المشهورون كزيد بن علي ، ويحيى بن زيد ، وأولاد عبد الله بن الحسن ، إبراهيم ، ويحيى ، ومحمد ، (كالقاسم) ، والناصر ، والهادي ، وغيرهم ، مذكورون في كتب التاريخ بالفضل الشهير ، علما وعملا وحسن السيرة في الأمة (٤).

حدثنا أبو العباس الحسني رضي الله عنه باسناده ، عن يحيى بن الحسن العلوي ، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد بن إبراهيم ، قال : استوفى عمي غلته خمسين دينارا ، فلقيه رجل يمدحه وأنشده قصيدة يقول فيها :

ولو أنه نادى المنادي بمكة

ببطن منى فيمن تضم المواسم

من السيد السباق في كل غاية

لقال جميع الناس لا شك قاسم

إمام من ابناء الأئمة قدمت

له الشرف المعروف والمجد هاشم

أبوه على ذو الفضائل والنهى

وآباؤه والأمهات الفواطم

بنات رسول الله أكرم نسوة

على الأرض والآباء شم خضارم

قال : فأمر له بالخمسين دينارا (٥).

وقال الإمام الناصر الأطروش :

محمد وعلي والبتول ومن

قد كان يأتيهم بالوحي جبريل

__________________

(١) تتمة المصابيح / ٣٢٥ ـ ٣٢٦ ، والإفادة / ١٢٥.

(٢) الإفادة / ١٢٦.

(٣) الإفادة / ١١٥.

(٤) المنية والأمل للمرتضى / ٩٩.

(٥) تتمة المصابيح / ٣٢٥ ، ومآثر الأبرار / ١١٨.

١٤٣

وعترة المصطفى بالرس عنصرنا

الطاهرين المقاديس البهاليل

هم السفينة لا إفك أقول به

فمن تأخر عنها فهو معزول (١)

وقال الإمام الناصر الأطروش أيضا : زاهد خشن (٢).

وقال الإمام الهادي ـ حفيده ـ : القاسم بن إبراهيم الفاضل العالم الكريم ، المجرد سيفه ، المصمم الباذل نفسه ، المباين للظالمين ، الداعي إلى الحق المبين ... (٣).

وقال الإمام أبو طالب الهاروني : كان نجم آل الرسول صلى الله عليه وعلى آله ، المبرز في أصناف العلوم وبثها ونشرها وإذاعتها ، تصنيفا وإجابة عن المسائل الواردة عليه ، والمتقدم في الزهد والخشونة ولزوم العبادة (٤).

وقال أبو نصر البخاري من أعلام القرن الرابع : الإمام القاسم بن إبراهيم صاحب المصنفات والورع والدعاء إلى الله سبحانه ومنابذة الظالمين (٥).

وقال ابن أبي الحديد في معرض الرد على فخر بني أمية على بني هاشم : ومن رجالنا القاسم بن إبراهيم طباطبا ، صاحب المصنفات والورع والدعاء إلى الله وإلى التوحيد والعدل ، ومنابذة الظالمين ، ومن أولاده أمراء اليمن (٦).

وقال الحاكم الجشمي أيضا : نجم آل الرسول وفقيههم وعالم المبرز في أصناف العلم ، ومن يضرب به المثل في الزهد والعلم (٧).

وقال الحاكم المحسن بن كرامة الجشمي في كتابه تنزيه الأنبياء والأئمة : فأما القاسم عليه السلام فلا شبهة في فضله وعلمه ، وله الكتب المعروفة والأصحاب ، فأما

__________________

(١) مقدمة البساط / ١٧ (بتحقيقنا).

(٢) الإفادة / ١١٧.

(٣) الأحكام ١ / ٤٣.

(٤) الإفادة / ١١٤.

(٥) سر السلسلة العلوية / ٢٨.

(٦) شرح نهج البلاغة ١٥ / ٢٨٩.

(٧) البحر الزخار ١ / ٢٢٨.

١٤٤

الزهد فأشهر من الشمس (١).

وقال الإمام عبد الله بن حمزة : يلقب ترجمان الدين ، ويقال له : القاسم العالم.

وكان يقال له : نجم آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو المبرز في أصناف العلوم وبثها ونشرها وإذاعتها ، تصنيفا وإجابة عن المسائل الواردة عليه ، والمتقدم في الزهد والخشونة ، إلى غاية لم يبلغها أحد من أهل عصره ، ولزوم وظائف العبادة (٢).

وقال الشهيد حميد : كان من أقمار العترة الرضية ، ويواقيتها المشرقة المضية ، انتهت إليه الرئاسة في عصره ، وتميز بالفضل على أبناء دهره.

وله عليه‌السلام العلم العجيب ، والتصانيف الرائقة في علم الكلام وغيره من الفنون (٣).

وقال أيضا : وله في الفقه التصانيف العجيبة ، التي تشهد بتدقيقه ، وحسن تحقيقه ، ومعرفته بالاختلاف بين الفقهاء ، وجودة غوصه على استنباط الغرائب.

وقال أيضا : وكذلك كلامه ـ عليه‌السلام ـ في علوم القرآن ، فإنه إذا أخذ يتكلم فيه فكأنه فنه الذي نشأ عليه.

وقال أيضا : وله عليه‌السلام كتاب (سياسة النفس) الذي من شاهده علم أنه خرج من قلب خاشع.

وقال أيضا : فأما زهده ـ عليه‌السلام ـ وورعه فمما لا يتمارى فيه اثنان ، ولا يترادد فيه رجلان (٤).

وقال الهادي بن إبراهيم الوزير : وأما الإمام الطاهر الأورع العالم الزاهد ، القاسم بن إبراهيم عليه‌السلام ، فإنه جامع الفضائل ، وصاحب الدلائل ، والإمام الكامل ، إن

__________________

(١) هداية الراغبين / ٤٣٣.

(٢) الشافي ١ / ٢٦٢.

(٣) الحدائق الوردية ٢ / ٢.

(٤) الحدائق الوردية ٢ / ٣.

١٤٥

قيل من الإمام الكامل؟ فاض علما وزهدا وفضلا ومجدا وشرفا وجودا ، وبرز في العلم على علماء الطوائف ، واعترف بفضله وعلمه المؤالف منهم والمخالف ، ورسخت في العلوم أطنابه ، وأشرقت في ذروة الحلوم قبابه ، وظهرت على ما كان عليه من الخوف والتستر مصنفاته ، وبهرت على ما كان عليه من التزهد والتقشف صفاته ، وشخصت أبصار العلماء في زمانه إلى لقاء غرته ، وامتدت أعناق الفضلاء في أوانه إلى ورود حضرته ، واشتاقت نفوس الأولياء والزهاد إلى مراجعته ، وتطلعت قلوب الأصفياء والعباد إلى أنوار طلعته ، وكان عيانه أبلغ من سماعه ، واختباره أفضل من أخباره ، وما يشاهد فيه من الفضل أعظم مما يحكى عنه ، وما يعاين فيه من الزهد أجل مما يخبر به منه ، وما يعلم منه من العلم أوسع مما يوصف فيه ، وما يتحقق منه من الورع أكمل مما يضاف إليه ، ولو ادعيت العصمة لأحد بعد الأنبياء عليهم‌السلام لادّعيت للقاسم بن إبراهيم ، وقد ورد هذا في الحديث فيما رواه أئمتنا وأهلنا وعلماؤناعليهم‌السلام : مسلوب الربا عينين من أهل بيتي لو كان بعدي نبي لكان هو.

ولو كان الاتباع في الدنيا على قدر العلم والفضل والزهد ، لكان من في الدنيا كلها من فرق الإسلام على مذهب القاسم بن إبراهيم.

بل لو وقف التقليد في الفروع على الاتقان في الرواية ، ومجرد الصدق والعدالة ، وصحة التقى والطهارة ، لكان القاسم عليه‌السلام أحق الأئمة كافة بتقليده ، وأولاهم بالرجوع إلى قوله واجتهاده.

ومن أنصف وبحث وطالع السّير والأخبار ، ونقّب عن الأحوال والآثار ، تعرّف صحة ما قلناه ، وتحقّق صدق ما ذكرناه. ومن جعل القاسم بن إبراهيم بينه وبين الله تعالى فقد نجا (١).

وقال الهادي بن إبراهيم الوزير : ففضائله عليه‌السلام لا تحصى ، ومحامده النبوية لا تستقصى (٢).

__________________

(١) هداية الراغبين / ٤٢٨ ـ ٤٣٠. (مخطوط).

(٢) نهاية التنوية / ٢١٧.

١٤٦

وقال أيضا : وله عليه‌السلام العلم العزيز ، والتصانيف الفائقة في علم الكلام ، وغيره من الفنون (١).

وقال أيضا عن الإمام القاسم : إنه البحر الزخار ، والقمر النوار ، والغمام المدرار ، وتصانيفه ـ عليه‌السلام ـ في الفقه أكثر من أن تذكر (٢).

وقال أيضا :

وهم جهّلوا الرسي وهو مقدس

عن الجهل بحر الحكمة المتلاطم

وهم أنكروا إسناد يحيى وقاسم

وما لهما في العالمين مقاسم

إذا القاسم الرسي ضل بزعمكم

فمن يهتدي إن ضل في الناس

وقال أيضا : وإن كان ناسب الجهل إلى القاسم عليه‌السلام جاهلا بحاله ، ومحاسن خلاله ، غير عارف بفضائله الوسام ، ومكارمه العظام ، وعلومه المتلاطمة الأمواج ، وآياته المتسعة الفجاج ، ومحامده الوضية الديباج ، ومحاسنه الوهاجة السراج ... (٣).

وقال السيد محمد بن إبراهيم الوزير لما قال له قاضي القضاة محمد بن عبد الله بن ظهيرة الشافعي : ما أحسن يا مولانا لو انتسبت إلى الإمام الشافعي : فأجاب عليه السيد محمد الوزير فقال : سبحان الله أيها القاضي إنه لو كان يجوز لي التقليد ، لم أعدل عن تقليد الإمام القاسم بن إبراهيم أو حفيده الهادي (٤).

وقال الأمير الحسين بن بدر الدين : كان عليه‌السلام معروفا بالفضل ، أجمع على فضله المخالف والمؤالف ، ولم ينكره عالم عارف ، وبلغ في الزهد مبلغا عظيما ، وكان بجميع العلم عليما (٥).

__________________

(١) نهاية التنوية / ٢١٩.

(٢) نهاية التنوية / ٢٢٠.

(٣) نهاية التنوية / ٢٢٣.

(٤) مقدمة العواصم / ٣١ ، البدر الطالع ٢ / ٩٠.

(٥) ينابيع النصيحة / ٤١٧.

١٤٧

وقال الحسن بن بدر الدين :

أين لهم كالقاسم الرسي

الترجمان العالم التقي

أكرم شيخ من بني النبي

خيرة آل المرتضى علي

شيخ الرسوس وإمام الحق

ومعدن العلم ورب السبق

وعصمة الآل وشمس الخلق

مقال حق ومقال صدق

ثم قال : يلقب ترجمان الدين ، ويقال له : القاسم العالم ... وكان الغاية القصوى في العلم والفضل ، وكان يقال له : نجم آل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وقال : وله عليه‌السلام التصانيف الجمة في أنواع العلم ، والأنظار الحسنة ، والحجج الواضحة ، وله الهجرة إلى الله والزهد في الدنيا والانقطاع إلى الله ، وله من الفضل ما يطول شرحه (١).

وقال العلامة يحيى بن أبي بكر العامري الشافعي : الإمام القاسم بن إبراهيم ، وكان له فضل مشهور ، وعمّر كثيرا حتى تولى في زمنه كثير من خلفاء العباسيين ، وكان يستتر عنهم في مملكتهم فيظهر مرة بالحجاز وأخرى بغيره حتى مات ، ولم يقع في أيديهم (٢).

وقال أحمد بن علي الحسني (ابن عنبة النسابة) : كان عفيفا زاهدا له تصانيف ، ودعا إلى الرضا من آل محمد (٣).

وقال صارم الدين الوزير في البسامة :

وترجمان الهدى والدين قاسمنا

أجل معتصم بالحق مشتهر

خليفة بركات فيه ظاهرة

كأنها بركات الياس والخضر

لما دعاها إلى التقوى وما نظرت

من العيون إلى عبس لها نظر (٤)

__________________

(١) أنوار اليقين ٢ / ١٣٠ (مخطوط).

(٢) الرياض المستطابة / ٢٩٤.

(٣) عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب / ٢٠١.

(٤) مآثر الأبرار / ١١٨. (مخطوط).

١٤٨

وقال صارم الدين الوزير أيضا : القاسم بن إبراهيم عالم آل محمد (١).

وقال : القاسم والهادي وأمثالهما من أكابر سادات الأئمة ، وقادات الأمة (٢).

وقال : الإمام العالم نجم آل الرسول (٣).

وقال محمد بن الحسن الديلمي (صاحب قواعد عقائد آل محمد) في الإمام القاسم:

نور من الملكوت مثّل صورة

بشرية ضلت عليه دليلا

لو لم يكن ختم الرسالة جده

خلناه في هدي الرسول رسولا

هذا الذي بهر العقول جلاله

وتجاوز التشبيه والتمثيلا

إن كنت تجهل قدره فاسأل به

القرآن والتوراة والإنجيلا (٤)

وقال السيد محمد بن يحيى القاسمي :

كذلك القاسم الرسي قال كما

قالوا وفجر ينبوع الهدى الحالي

مناظرا لفلسفي حتى أقر له

وتاب من دنس تغليل وإيغال

وقال الشارح :

يريد عليه‌السلام : القاسم بن إبراهيم عليه‌السلام ، وهو أليم الزاخر ، وأبو الأئمة الأطهار ، فقد وردت فيه آثار عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله المختار ، منها : قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : منك هاديها ومهديها ومستلب الرباعيتين. يعني : القاسم عليه‌السلام. وفي رواية أنه قال : يا فاطمة منك هاديها ومهديها ومستلب الرباعيتين ، ولو كان بعدي نبي لكان هو (٥).

__________________

(١) الفلك الدوار / ٦٠.

(٢) الفلك الدوار / ٧٥.

(٣) طبقات الزيدية ٢ / ٢٠٨ (مخطوط).

(٤) نهاية الثنوية / ٢١٨.

(٥) اللآلئ الدرية / ٤٣.

١٤٩

وقال العلامة أحمد بن محمد الشرفي : كان أبيض اللون ، حسن الوجه ، تام الخلق ، قد غلب البياض على شعره ، لا يكاد يكلمه أحد لهيبته ... وعلمه وزهده وورعه وفضله ، أشهر من نار على علم ... ويسمى : نجم آل الرسول (١).

وقال المرزباني في معجم الشعراء : حجازي مدني يسكن جبال قدس من أعراض المدينة ، حسن الشعر جيده ، وذكر له بعض قصيدة :

ونى التهجير والدلج ...

وبعض قصيدة :

عسى مشرب يصفو ...

وقال : وله :

دعيني هديت أنال الغنى

بيأس الضمير وهجر المنى

كفاف امرئ ... (٢)

وقال ابن النديم بعد حديثه عن الزيدية : وأكثر المحدثين على هذا المذهب ، مثل : سفيان بن عيينة ، وسفيان الثوري ، وصالح بن حي وولده وغيرهم ، وقال : قال محمد بن إسحاق : أكثر علماء المحدثين زيدية ، وكذلك قوم من الفقهاء المحدثين ، مثل سفيان بن عيينة ، وسفيان الثوري ، وجلة المحدثين (٣).

وقال محمد بن علي الزحيف : القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل فرع دوحة بسقت في أرض الفخار ، ونور زيتونة تتوقد لذوي الأبصار ، ما في آبائه إلا من فاق وراق ، وانتشر فضله في الآفاق ، وله العلم الغزير ، والتصانيف المفيدة في كل فن من العلوم (٤).

وقال العلامة أحمد بن يحيى حابس : القاسم بن إبراهيم ، وهو نجم آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفقيههم وعالمهم المبرز في أصناف العلوم ، ومن يضرب به المثل

__________________

(١) اللآلئ المضية ١ / ٥٤٨ (مخطوط).

(٢) أحيان الشيعة ٨ / ٤٣٤.

(٣) الفهرست / ٢٢١ ـ ٢٢٢).

(٤) مآثر الأبرار / ١١٨. (مخطوط).

١٥٠

في الزهد والعلم (١).

وقال محمد بن الإمام عبد الله بن علي بن الحسين بن الإمام عز الدين بن الحسن ، صاحب كتاب التحفة العنبرية :

ونجم آل الرسول القاسم العلم

الرسي قدوتنا في القول والعمل (٢)

وقال محمد بن أحمد بن مظفر الحميري : له العلم الغزير ، والتصانيف المفيدة ، وهو أول من أكثر التصانيف في كل من أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وحاله فيما اتسم به من محاسن الخلال وجمع أوصاف الكمال ، أشهر من الإفصاح به إلا على جهة الإجمال (٣).

وقال إبراهيم بن القاسم صاحب طبقات الزيدية : الإمام العالم نجم آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وقال : كان ـ عليه‌السلام ـ مبرزا في أصناف العلوم.

وقال الجنداري : ترجمان الدين ، ونجم آل الرسول ، والمبرز على أقرانه في الفروع والأصول ، والمسموع والمعقول (٤).

وقال الجنداري أيضا : وكان عليه‌السلام بحرا لا تقطعه الألواح (٥).

وقال الجنداري أيضا : الإمام الحجة مجدد القرن الثاني ، نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم الرسي (٦).

وقال شيخ الأزهر الشيخ محمد أبو زهرة : القاسم بن إبراهيم الرسي : هو كبير طائفة تسمى القاسمية ، قد نشأت ببلاد الحجاز ... وله فقه ممتاز جيد ... وكان على

__________________

(١) المقصد الحسن / ٣٠٢ (مخطوط).

(٢) التحفة العنبرية / ٨٠ (مخطوط).

(٣) الترجمان المفتتح لثمرات كمائم البستان / ١٠٤ (مخطوط).

(٤) تراجم رجال شرح الأزهار / حرف القاف.

(٥) سمط الجمان / ٢٨٣ بتحقيقنا.

(٦) الجامع الوجيز / ٥٣ (مخطوط).

١٥١

علم دقيق بالمذهب الحنفي مع فقه الحجاز. وكان ذلك الإمام منقطع النظير في تلك الديار ، بل كان من علماء الإسلام ذوي الشأن ... ومهما يكن فآراء القاسم مدونة في كتب الفروع الزيدية ، وهي جزء من هذه الحديقة الغنّاء.

وإن مذهب القاسم وتخريجاته واختياراته كان لها شأن باليمن (١).

وقال خير الدين الزركلي : فقيه ، شاعر ، من أئمة الزيدية ، له (٢٣) رسالة ـ خ. في الإمامة والرد على ابن المقفع ـ ط. مع ترجمة إلى الإيطالية ... ذكره المرزباني في الشعراء(٢).

وقال الباحث فؤاد سزكين : هو أبو محمد القاسم بن إبراهيم ... تولى قيادة أتباعه. أسس اتجاها زيديا ينسب إليه هو (القاسمية) وما يزال هذا الاتجاه موجودا إلى اليوم ... ثم عدّد كتبه وآثاره (٣).

وقال كارل بروكلمان : ترجمان الدين الإمام القاسم بن إبراهيم الحسني طباطبا الرسي ، المتوفي سنة ٢٤٦ ه‍ / ٨٦٠ م ، كان معنيا بالرد على الجبرية والمجسمة ، كما أسس مذهب القاسمية في الفقه. ثم عدد كتبه وأماكن وجودها في المكتبات والمتاحف العالمية (٤).

وقال عمر رضا كحالة : ففيه شاعر مشارك في أصناف العلوم (٥).

وكتب الدكتور نصر حامد أبو زيد الباحث المصري عن الإمام القاسم قائلا :

... وبذلك نقلوا الخلافات العقلية الاستدلالية إلى القرآن على أساس وجود المحكم والمتشابه فيه ...

وأدل محاولة تكشف عن هذا الربط بين الأصول العقلية للمعتزلة وبين قضية

__________________

(١) الإمام زيد حياته وعصره / ٤٩٥ ـ ٤٩٦.

(٢) الأعلام ٥ / ١٧١.

(٣) تاريخ التراث العربي المجلد الأول الجزء الثالث ـ الفقه ، ترجمة د / محمود حجازي.

(٤) تاريخ الأدب العربي ٣ / ٣٢٥ ، ترجمة د / عبد الحليم النجار.

(٥) معجم المؤلفين ٨ / ٩١.

١٥٢

المحكم والمتشابه ، هي رسالة القاسم الرسي (ت ٢٤٦ ه‍) «كتاب أصول العدل والتوحيد» ... (١).

وقال السيد العلامة مجد الدين بن محمد المؤيدي :

وصفوة إبراهيم جلى محمد

ومن بعده الرسي نعم المبايع

الإمام أبو محمد القاسم ، نجم آل الرسول ، وإمام المعقول والمنقول (٢).

وقال سيف الدين الكاتب مجاز من جامعة الأزهر : القاسم بن إبراهيم فقيه شاعر ، مشارك في أصناف العلوم .. (٣).

وقال الدكتور محمد عمارة : متكلم ، وفقيه ، وشاعر ، ومن أئمة الزيدية الثوار (٤).

وقال الدكتور أحمد محمود صبحي : والقاسم الرسي ـ كسائر متكلمي الزيدية ـ تقترب آراؤه الكلامية من الفقه ، بأكثر مما تقترب من الفلاسفة ، وهذا ما يميز الزيدية بعامة عن المعتزلة ، ومن ثم لن تجد مصدرا يونانيا أو غير يوناني في آراء القاسم الرسي الكلامية ، وإنما هي إسلامية خالصة (٥).

وقال الأستاذ إمام حنفي عبد الله ـ أحد الباحثين المصريين ـ : القاسم ، بن إبراهيم ، بن إسماعيل ، بن إبراهيم ، بن الحسن ، بن الحسن ، بن علي بن أبي طالب ، العلوي ، الشهير بالرسي ، متكلم ، وفقيه ، وشاعر ، وإمام ثائر من أئمة الزيدية .. (٦).

وقال الأستاذ عبد الفتاح شائف نعمان : أبو محمد القاسم الرسي بن إبراهيم طباطبا ، ... ويعتبر زعيم الطائفة الزيدية ، وجامع شتات المذهب الزيدي ، وقد نقلت آراؤه إلى اليمن بواسطة حفيده الإمام الهادي ، وقد خلف لنا الكثير من الآثار العلمية ،

__________________

(١) الاتجاه العقلي في التفسير / ١٦٤.

(٢) التحف شرح الزلف / ٤٨ ـ ٤٩.

(٣) مقدمة رسائل العدل والتوحيد (مطبوع سنة / ١٤٠٠ ه‍ ـ ١٩٨٠ م).

(٤) مقدمة رسائل العدل والتوحيد / ٢١.

(٥) الزيدية للدكتور صبحي / ١٣٨.

(٦) مقدمة الرد على ابن المقفع / ٨٣. ومقدمة المسترشد / ٢٣.

١٥٣

في التفسير والفقه وعلم العقائد ، التي كانت وما تزل من أهم المراجع لدى الطائفة الزيدية(١).

مشايخ الإمام القاسم

الإمام إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ، وموسى بن جعفر ، وغيرهم (٢).

* * *

__________________

(١) الإمام الهادي واليا وفقيها ومجاهدا / ٧٠.

(٢) الطبقات ٢ / ٢٠٨.

١٥٤

الكتاب

إثبات نسبة الكتب إلى الإمام القاسم

أولا : الأسانيد

كتب ورسائل الإمام القاسم بن إبراهيم من أشهر الكتب في أوساط الزيدية ، سواء زيدية العراق أو زيدية الجيل والديلم ، أو زيدية اليمن ، فهي ليست بحاجة إلى توثيق ، ومع هذا فأنا أرويها بعشر طرق عن مشايخي بطريق الإجازة.

الأولى : عن السيد العلامة مفتي الجمهورية أحمد بن محمد زبارة ، عن العلامة علي بن أحمد السدمي (١٢٧١ ـ ١٣٦٤ ه‍) ، عن العلامة عبد الكريم عبد الله أبو طالب (١٢٢٤ ـ ١٣٠٩ ه‍) ، عن العلامة إسماعيل بن أحمد الكبسي (١١٥٠ ـ ١٢٣٣ ه‍) ، عن القاضي محمد بن أحمد مشحم المتوفي سنة (١١٨١ ه‍) ، عن السيد صارم الدين إبراهيم بن القاسم بن محمد بن القاسم المتوفي سنة (١١٥١ ه‍) ، عن القاضي أحمد بن سعد الدين المسوري (١٠٠٧ ـ ١٠٧٩ ه‍) ، عن الإمام القاسم بن محمد.

ويروي الإمام القاسم بن محمد ، عن أمير الدين بن عبد الله بن نهشل ، عن أحمد بن عبد الله الوزير ، عن الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين ، عن الإمام محمد بن علي السراجي ، عن الإمام عز الدين بن الحسن ، عن الإمام المطهر بن محمد الحمزي ، عن الإمام أحمد بن يحيى المرتضى ، عن أخيه السيد الهادي بن يحيى ، عن القاسم بن أحمد بن حميد الشهيد ، عن أبيه ، عن جده الشهيد حميد بن أحمد المحلي ، عن الإمام عبد الله بن حمزة ، عن العلامة الحسن بن محمد الرصاص ، عن القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام ، عن أحمد بن الحسن الكني.

ويروي الإمام المتوكل على الله شرف الدين عن السيد العلامة صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير ، عن العلامة عبد الله بن يحيى أبي العطايا ، عن أبيه يحيى بن

١٥٥

المهدي ، عن العلامة المطهر بن محمد بن المطهر بن يحيى ، عن أبيه ، عن جده ، عن محمد بن أحمد بن أبي الرجال ، عن الإمام أحمد بن الحسين ، عن الشيخ العالم أحمد بن محمد الأكوع المعروف بشعلة ، عن الشيخ محي الدين بن محمد بن أحمد القرشي ، عن القاضي جعفر بن أحمد ، عن الشريف علي بن الحارث ، وأبي الهيثم يوسف بن أبي العشيرة ، عن الحسن بن أحمد الضهري إمام مسجد الهادي ، عن محمد بن أبي الفتوح ، عن الإمام المرتضى محمد بن يحيى ، عن أبيه الإمام الهادي يحيى بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن القاسم ، عن الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي.

ويروي أيضا القاضي جعفر بن أحمد ، عن القاضي أحمد بن أبي الحسن الكني ، عن أبي الفوارس توران شاه ، عن أبي علي بن آموج ، عن القاضي زيد محمد ، عن علي خليل ، عن القاضي يوسف الخطيب ، عن الإمام المؤيد بالله ، والإمام أبي طالب ، عن السيد أبي العباس الحسني ، عن السيد الإمام علي بن العباس الحسين ، عن الإمام الهادي ، عن أبيه ، عن جده.

ويروي الإمام المؤيد بالله ، وأبو طالب ، وأبو العباس الحسين ، عن السيد الإمام يحيى الهادي بن المرتضى محمد بن يحيى ، عن عمه الإمام الناصر أحمد بن يحيى ، عن الإمام الهادي ، عن أبيه ، عن جده.

الثانية : عن السيد العلامة مفتي اليمن أحمد بن محمد بن زبارة ، عن حسين بن علي العمري ، عن محمد بن محمد الضفري ، عن محمد بن علي الشوكاني ، عن عبد القادر بن أحمد بن عبد القادر ، عن أحمد بن عبد الرحمن الشامي ، عن حسين بن أحمد زبارة ، عن أحمد بن صالح بن أبي الرجال ، عن المؤيد بالله محمد بن القاسم ، عن الإمام القاسم بن محمد به.

الثالثة : عن السيد العلامة مجد الدين بن محمد المؤيدي علم الزيدية الأكبر ، عن أبيه محمد بن منصور المؤيدي ، عن الإمام محمد بن القاسم الحوثي ، عن الإمام محمد بن عبد الله الوزير ، عن أحمد بن يوسف زبارة ، عن الحسين بن يوسف زبارة ، عن يوسف بن الحسين زبارة ، عن الحسين بن أحمد بن صالح بن أبي الرجال ، عن المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم ، عن الإمام القاسم بن محمد به.

١٥٦

الرابعة : عن السيد العلامة حمود بن عباس المؤيد ، عن الشيخ عبد الواسع الواسعي ، عن القاضي محمد بن عبد الله الغالبي ، عن أبيه عبد الله بن علي الغالبي ، عن محمد بن عبد الرب بن محمد ، عن عمه إسماعيل بن محمد بن زيد ، عن أبيه محمد بن زيد المتوكل ، عن أبيه زيد المتوكل ، عن أبيه المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم ، عن الإمام القاسم بن محمد به.

الخامسة : عن السيد حمود بن عباس المؤيد ، عن محمد بن علي الشرفي ، عن الإمام محمد ابن القاسم الحوثي ، عن الإمام محمد بن عبد الله الوزير ، عن أحمد بن يوسف زبارة ، عن الحسين بن يوسف زبارة ، عن يوسف بن الحسين زبارة ، عن الحسين بن أحمد زبارة ، عن أحمد بن صالح بن أبي الرجال ، عن المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم ، عن الإمام القاسم بن محمد.

السادسة : عن السيد العلامة محمد بن الحسن العجري ، عن السيد العلامة علي بن محمد العجري ، عن السيد العلامة عبد الله بن يحيى العجري ، عن الإمام المهدي محمد بن القاسم الحوثي ، به.

السابعة : عن السيد العلامة محمد بن الحسن العجري ، عن الوالد العلامة علي بن محمد العجري ، والوالد العلامة الحسن بن عبد الله القاسمي ، عن العلامة يحيى بن صلاح ستين ، والعلامة عبد الله بن الحسن القاسمي ، عن القاضي محمد بن علي الغالبي ، عن أبيه ، به.

الثامنة : عن السيد العلامة بدر الدين بن أمير الدين الحوثي ، عن العلامة أحمد بن محمد القاسمي ، عن الإمام الحسن بن يحيى القاسمي ، عن العلامة عبد الله بن أحمد المؤيدي ، عن القاضي عبد الله بن علي الغالبي ، بإسناده المتقدم إلى الإمام القاسم بن محمد ، به.

التاسعة : عن السيد العلامة محمد بن محمد المنصور ، عن القاضي عبد الله بن عبد الكريم الجرافي ، عن حسين العمري ، عن أحمد بن محمد الكبسي ، عن القاضي عبد الله بن علي الغالبي به.

العاشرة : عن السيد العلامة محمد بن يحيى بن المطهر ، عن الشيخ عبد الواسع

١٥٧

الواسعي ، عن القاضي العلامة حسين بن محمس المغربي ، عن السيد العلامة عبد الكريم بن عبد الله أبي طالب ، عن العلامة أحمد بن عبد الله بن الإمام المعروف بصاحب دار سنان ، عن شيخه العلامة أحمد بن يوسف زبارة ، عن أخيه العلامة الحسين بن يوسف زبارة ، عن أبيه يوسف بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن أحمد زبارة ، عن شيخه العلامة أحمد بن صالح بن أبي الرجال ، عن شيخه الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم بن محمد ، وأخيه الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم بن محمد ، به.

تداول الأفكار والمصطلحات في عصره

إن الأفكار والمصطلحات التي كان يطرحها الإمام القاسم ويستخدمها كانت متداولة في عصره ، ولقد كان المعتزلة يغشون مجالسه ، فهذا جعفر بن حرب يفد عليه ، ويسأله ويحاوره ، فيرجع مبهورا ، قائلا : أين كنا عن هذا الرجل؟! فو الله ما رأيت مثله (١).

وقال الإمام القاسم : ... وقد سأل عن هذا بعينه ، وما قلت به من تبيينه ، نصراني ، كان يغشاني ، من قبط أهل مصر يقال له : سلمون ، وكان ربما اجتمع عندي هو والمتكلمون ... فسأل يوما ـ وهو عندي ـ جماعة من الموحدين ، وفيهم (حفص الفرد البصري) وكان من المتكلمين ...

وكذلك فإن تلك المصطلحات كانت سائدة ومتداولة قبل عصره ، فهذا غيلان الدمشقي المعتزلي توفي بعد سنة / ١٠٥ ه‍.

وكذلك واصل بن عطاء رأس المعتزلة ، توفي سنة / ١٣١ ه‍.

وكذلك عمرو بن عبيد من رءوس المعتزلة ، توفي سنة / ١٤٤ ه‍.

وكذلك عثمان بن خالد الطويل ، مبعوث واصل بن عطاء إلى أرمينية.

وكذلك محمد بن الهذيل أبو الهذيل العلاف من أئمة المعتزلة ، توفي سنة / ٢٣٥ ه‍.

وكذلك بشر بن المعتمر من مناظري المعتزلة ، توفي سنة / ٢١٠ ه‍.

__________________

(١) الإفادة / ١١٥.

١٥٨

وكذلك ثمامة بن الأشرس من كبار المعتزلة ، توفي سنة / ٢١٣ ه‍.

وكذلك عبد الرحمن بن كيسان الأصم ، من فقهاء المعتزلة ، توفي سنة / ٢٢٥ ه‍.

وكذلك جعفر بن مبشر ، من كبار المعتزلة ، توفي سنة / ٢٣٤ ه‍.

وكذلك عمرو بن بحر الجاحظ ، من رؤساء المعتزلة ومتكلميهم ، ولد سنة / ١٦٣ ه‍ ، وتوفي سنة / ٢٥٥ ه‍.

هؤلاء جماعة من أئمة المعتزلة ومتكلميها ، سبقوا عصر الإمام القاسم ، وكانوا بلا شك يتداولون تلك المصطلحات التي تداولها الإمام القاسم.

النقل من كتبه

معظم أئمة وعلماء الزيدية في عصره وما بعده إلى يومنا هذا يرجعون إلى كتبه ، وينقلون منها مقتطفات وفقرات ، انظر جميع كتب العقيدة لدى الزيدية.

كالإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم ، وانظر في ذلك جميع كتبه ، والإمام المرتضى محمد بن يحيى ، والناصر أحمد بن يحيى ، والإمام القاسم بن علي العياني ، والإمام أحمد بن سليمان ، والقاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام ، والإمام عبد الله بن حمزة ، والشهيد حميد المحلي ، والسيد حميدان ، والإمام يحيى بن حمزة ، والإمام القاسم بن محمد ، وغيرهم كثير كثير ، انظر كتبهم.

ذكر العلماء لكتب الإمام

قال الإمام أبو طالب : ومن أراد أن يعرف تقدمه في علم الكلام ، فلينظر في (كتاب الدليل) ، الذي ينصر فيه التوحيد ، ويحكي مذاهب الفلاسفة ، ويتكلم عليهم ، ويتكلم في التراكيب والهيئة.

وفي (كتاب الرد على ابن المقفع) ، ونقضه كلامه في الانتصار لما فيه من التثنية ، وفي الكتاب الذي حكى فيه (مناظرته للملحد بأرض مصر). وفي (كتاب الرد على المجبرة) ، وفي (كتاب تأويل العرش والكرسي) على المشبهة ، وفي (كتاب الناسخ والمنسوخ) ، وفي كلامه في (فصول الإمامة) والرد على مخالفي الزيدية ، وفي (كتاب

١٥٩

الرد على النصارى).

ومن أحب أن يعلم براعته في الفقه ، ودقة نظره في طرق الاجتهاد ، وحسن غوصه في انتزاع الفروع ، وترتيب الأخبار ، ومعرفته باختلاف العلماء ، فلينظر في أجوبته عن المسائل التي سئل عنها ، نحو : (مسائل جعفر بن محمد النيروسي ، وعبد الله بن الحسن الكلاري) التي رواها الناصر للحق الحسن بن علي رضي الله عنه ، وكان سمعها منهما ، وفي (كتاب الطهارة) ، وفي (كتاب صلاة اليوم والليلة) ، وفي (مسائل علي بن جهشيار) وهو جامع (الأجزاء المجموعة في تفسير قوارع القرآن) عنه عليه‌السلام.

وفي (كتاب الفرائض والسنن) الذي يرويه ابنه محمد عنه ، وليتأمل عقود المسائل التي عقدها فيه ، وفي (كتاب المناسك).

ومن أحب أن يعرف طريقته فيه ـ الزهد ـ فلينظر في (كتابه في سياسة النفس)(١).

وقال أيضا : وذكر القاسم عليه‌السلام في (الفرائض والسنن) (٢).

وقال أيضا : وقد ذكره القاسم في (كتاب الطهارة) (٣).

وقال أيضا : قال القاسم عليه‌السلام في (المسائل) (٤).

وقال أيضا : قال الإمام القاسم عليه‌السلام في (مسائل ابن جهشيار) (٥).

وقال أيضا : وقد قال عليه‌السلام في (مسائل النيروسي) (٦).

وقال أيضا : قال القاسم عليه‌السلام في (مسائل القومسي) (٧).

__________________

(١) الإفادة / ١١٤ ـ ١١٧.

(٢) التحرير ١ / ٨٦.

(٣) التحرير ١ / ٤٧.

(٤) التحرير ١ / ٧٠.

(٥) التحرير ١ / ١٠١.

(٦) التحرير ١ / ٥٧.

(٧) التحرير ١ / ١٢٠.

١٦٠