الشيعة شبهات وردود

آية الله ناصر مكارم الشيرازي

الشيعة شبهات وردود

المؤلف:

آية الله ناصر مكارم الشيرازي


المترجم: احمد محمّد الحرز
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مدرسة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
المطبعة: سليمان‌زاده
الطبعة: ١
ISBN: 964-6632-028-9
الصفحات: ٢٠٧

التوسل على ضوء الآيات القرآنيّة والدليل العقلي :

إنّ التوسل بأولياء الله لأجل حل المشاكل المادية والمعنوية من أهم المباحث وأكثرها نقاشاً بين الوهابيين وسائر المسلمين في العالم.

يصرح الوهابيون بأنّ التوسل إلى الله سبحانه وتعالى بالأعمال الصالحة لا إشكال فيه ، ولكن لا يجوز التوسل بأولياء الله ، ويعتبرونه نوعاً من الشرك ، في الوقت الذي يرى سائر مسلمي العالم جواز التوسل بأولياء الله ، بناء على ما سنذكره من توضيح لمعناه.

تصور الوهابيون أنّ بعض الآيات القرآنيّة تمنع من التوسل ، وتعتبره شركاً ، ومن جملتها هذه الآية حيث قوله سبحانه : (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى) (١) التي تحكي لسان حال مشركي الجاهلية حول ما يعبدون ، مثل الملائكة وغيرها ، والقرآن يعتبر هذا الكلام شركاً ، وفي آية أخرى يقول عزوجل : (فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً) (٢).

ويقول سبحانه في آية أخرى : (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا

__________________

(١). سورة الزمر ، الآية ٣.

(٢). سورة الجن ، الآية ١٨.

١٨١

يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ) (١).

توهم الوهابيون وتصوروا أنّ هذه الآيات تنفي التوسل بأولياء الله ، وإضافة إلى هذا لديهم بحث آخر ، وهو أنه على فرض أنّ التوسل بالرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله حال حياته جائز ؛ وفقاً لبعض الروايات ، لكن لا دليل لدينا على جوازه بعد مماته. هذا خلاصة ما يدّعونه.

ولكن للأسف وبسبب هذا الكلام الفاقد للدليل ، قام الوهابيون باتهام الكثير من المسلمين بالشرك والكفر ، وأباحوا دماءهم وأموالهم ، فبهذه الذريعة قاموا بسفك دماء كثيرة ونهبوا الكثير من الأموال.

والآن وبعد أن عرفنا اعتقادهم بشكل جيد نعود إلى أصل البحث ، ونعالج موضوع التوسل من جذوره.

في البداية نستعرض مفهوم «التوسل» في اللغة والآيات القرآنيّة والروايات.

التوسل لغة : «التوسل» في اللغة هو بمعنى اختيار الوسيلة ، والوسيلة : تعني ما يتقرب به إلى الغير.

يقول ابن منظور في كتابه المعروف «لسان العرب» : «وَسَلَ فلانٌ إلى الله وسيلةً إذا عَمِل عملاً تقرّب به إليه ... والوسيلة ، ما يتقرّب به إلى الغير» (٢).

وجاء في «مصباح اللغة» أيضاً : «الوسيلة : ما يتقرب به إلى الشيء والجمع الوسائل».

ونقرأ في «مقاييس اللغة» : «الوسيلة : الرغبة والطلب».

__________________

(١). سورة الرعد ، الآية ١٤.

(٢). لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٧٢٤.

١٨٢

وعلى هذا فالوسيلة هي بمعنى التقرب وما يتقرب به إلى الغير أيضاً ، فالوسيلة لها مفهوم واسع جدّاً.

وأمّا بالنسبة للقرآن فقد استعمل مصطلح الوسيلة في آيتين :

الأولى : في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (١) ، فهذه الآية تخاطب جميع المؤمنين ، وفيها ثلاثة أوامر :

الأوّل : الأمر بالتقوى.

الثاني : الأمر باختيار الوسيلة ، التي تقربنا إلى الله سبحانه.

الثالث : الأمر بالجهاد في سبيل الله.

ونتيجة اجتماع هذه الصفات الثلاثة (التقوى ، التوسل ، الجهاد) يتحقق ما ذكر في ذيل الآية : (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.)

الثانية : في الآية السابعة والخمسين من سورة الإسراء ، ولفهم هذه الآية نستعرض الآية التي سبقتها وهي : (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً) (٢) وبالالتفات إلى جملة (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ) يتضح أنّ المقصود في الآية ليست هي الأصنام وغيرها ـ لأنّ (الذين) هم أصحاب العقول ـ بل إنّ المقصود بها هم الملائكة التي كانت تُعبد من دون الله ، أو النبي عيسى عليه‌السلام الذي كان يُعبد من قبل بعض المجموعات من دون الله ، فالآية تصرّح بأنّ ما تدعون من الملائكة أو المسيح لا يستطيعون دفع الضرّ عنكم ولا يحلّون مشاكلكم.

__________________

(١). سورة المائدة ، الآية ٣٥.

(٢). سورة الإسراء ، الآية ٥٦.

١٨٣

والآية التي تليها وهي المقصودة بالبحث قوله تعالى : (أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً) (١) ، الاشتباه الكبير الذي وقع فيه الوهابيون هو تصورهم أنّ مفهوم التوسل بأولياء الله هو أنهم يكشفون الضر ويحلّون المشاكل ، وتصوروا أنّ قضاءهم للحاجات ودفعهم للكربات يتحقق منهم على نحو الاستقلال ، مع أنّ ما نقصده من التوسل ليس هذا معناه.

التوسل في الآيات الكريمة :

وأمّا الآيات التي تمسك بها الوهابيون فهي مرتبطة بالعبادة ، ولا يوجد أحد يقوم بعبادة أولياء الله.

فهل توسلنا بالنبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله تعني عبادته؟ وهل نعتقد بأنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يؤثر ويكشف الكرب على نحو الاستقلال؟

فالتوسل الذي يدعو إليه القرآن الكريم هو التوسل بالوسيلة التي تقربنا إلى الله ، بمعنى أنّ هؤلاء يقومون بالشفاعة عند الله ، كما ذكرنا ذلك في بحث الشفاعة.

وفي الواقع أنّ حقيقة التوسل والشفاعة واحدة ، فهناك آيات كثيرة تدلّ على الشفاعة ، وآيتان تدلّان على التوسل ، والملفت للنظر أنّ الآية السابعة والخمسين من سورة الإسراء تقول : (أَيُّهُمْ أَقْرَبُ) حيث تخيرهم لاختيار الوسيلة الأقرب من بين الملائكة والمسيح ، وضمير «هم» لجمع العاقل ، يعني أنّهم يتوسلون بالصالحين وبأولياء الله.

__________________

(١). سورة الإسراء ، الآية ٥٧.

١٨٤

وعلى كل حال يجب في البداية أن نوضح أنّه ما معنى التوسل بأولياء الله؟ فهل هو عبادتهم أو العبودية لهم؟

ليس كذلك قطعاً!

فهل يرون أنّ لهم استقلالاً في التأثير؟ كلّا!

أم هل لهم قضاء الحاجات وكشف الكربات؟ كلّا.

إنّهم يشفعون عند الله لمن توسل بهم ، كما إذا أردنا الذهاب إلى منزل شخصية مرموقة لا نعرفها ، فنلجأ إلى شخص تربطه بهذه الشخصية علاقة حميمة ، فنتوسل إليه للذهاب معنا إلى تلك الشخصية ، ليعرفنا عليها ويشفع لنا عندها.

فهذا العمل ليس عبودية ، وليس استقلالاً في التأثير؟

ومن المناسب هنا أن نقرأ الكلام الجميل «لابن علوي» في كتابه المعروف «مفاهيم يجب أن تصحح» حيث يقول : لقد التبس على كثير من الناس فهم حقيقة التوسل ، ولأجل هذا سنبين المفهوم الصحيح للتوسل حسب وجهة نظرنا ، وقبل ذلك لا بدّ من بيان بعض النقاط للتذكير :

١. التوسل نوع من الدعاء ، وفي الواقع باب من أبواب التوجه لله سبحانه وتعالى ، فإذاً المقصد والمقصود الأصلي والحقيقي هو الله سبحانه وتعالى ، والشخص الذي يتوسل به واسطة ووسيلة للتقرب إلى الله ، ومن يعتقد غير هذا فهو مشرك.

٢. من يتوسل إلى الله سبحانه وتعالى بشخص فلأجل كون هذا الشخص محبوباً لديه ويعتقد به ، ويعتقد بأنّ الله سبحانه وتعالى يحبّه ، فلو فرضنا أنّه ظهر خلاف ذلك ، فسيبتعد عنه كلياً وسيخالفه ؛ لأنّ المعيار محبة الله له.

١٨٥

٣. إذا توسل شخص واعتقد بأن المتوسل به يؤثر في المسائل على نحو الاستقلال وبنفسه ، كما هي الحال بالنسبة لله سبحانه وتعالى ، فهو شخص مشرك.

٤. التوسل ليس أمراً واجباً وضرورياً ، ولا تنحصر استجابة الدعاء بالتوسل ، فالمهم هو الدعاء واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى ، بأي شكل كان ، كما يقول الله تعالى : (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ) (١).

واستعرض ابن علوي المالكي بعد ذكر هذه المقدمة آراء العلماء والفقهاء والمتكلمين من أهل السنة ، فقال : لا يوجد خلاف بين المسلمين في مشروعية التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة ، مثلاً : أن يصوم شخص أو يصلي أو يقرأ القرآن ، أو يتصدّق في سبيل الله ، ويتوسل بهذه الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى ويتقرب بها ، فهذا الأمر من المسلّمات ولا بحث فيه.

وهذا النوع من التوسل مقبول حتى من قبل السلفيين ، ومن جملتهم ابن تيمية ، كما هو مذكور في مجموعة من كتبه المختلفة وبالخصوص في رسالته : «القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة».

ابن تيمية صرح بجواز هذا النوع من التوسل ، يعني التوسل بالأعمال الصالحة ، فإذاً أين هو محل الاختلاف؟

محل الاختلاف هو في التوسل بغير الأعمال الصالحة ، مثل التوسل بذوات أولياء الله ، كأن يقول أحد : «اللهم إنّي أتوسل إليك بنبيّك محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله» وبعدها يضيف قائلاً : والاختلاف في هذا المعنى وإنكار الوهابيين للتوسل بأولياء الله ، هو في الواقع نوع من الاختلاف الشكلي واللفظي ، وليس خلافاً

__________________

(١). سورة البقرة ، الآية ١٨٦.

١٨٦

جوهرياً ، وبتعبير آخر : هو نزاع لفظي ؛ لأن التوسل بأولياء الله يرجع في الواقع إلى توسل الإنسان بأعمال هؤلاء ، وهو مشروع ، فلو لاحظ المخالفون بعين الإنصاف والبصيرة لاتضح لهم الأمر بشكل واضح وجلي ، والإشكال حينها سينحل ، وستنطفىء نار الفتنة ، ولن تصل النوبة لاتهام المسلمين بالشرك والضلال.

ويضيف بعد ذلك لتوضيح هذا الكلام : إذا توسل شخص بواحد من أولياء الله فإنّ ذلك لأجل كونه محبوباً عنده.

ولكن لما ذا يكون محبوباً عنده؟

لأجل كونه رجلاً صالحاً ، أو أنّه محب لله سبحانه وتعالى ، أو أنّ الله سبحانه وتعالى يحبه ، أو الإنسان يحب هذه الوسيلة ، وعند ما نتعمق في كل هذه الأمور نجد أنّها ناشئة من العمل.

يعني في الواقع أنّ التوسل حاصل بالأعمال الصالحة عند الله سبحانه وتعالى ، وهذا هو المعنى المتفق عليه عند جميع المسلمين (١).

طبعاً نحن سنشير فيما بعد إلى أنّ التوسل بالأفراد مع جلالة شأنهم ليس لأجل أعمالهم ، بعنوان كونهم وجهاء وعزيزين وعظماء عند الله ، أو بأي دليل كان ، بل لكونهم غير مستقلين بالتأثير ، بل لأنّهم شفعاء عند الحضرة الإلهيّة ، وهذا التوسل ليس كفراً ولا ممنوعاً.

ولقد أشارت الآيات القرآنيّة عدّة مرّات إلى هذا النوع من التوسل.

فالشرك هو أن نعتقد بأنّ هناك شيئاً له تأثير مستقل في مقابل الله ، واشتباه الوهابيين هو أنّهم خلطوا بين «العبادة» و «الشفاعة» الموجودة في آية : (ما

__________________

(١). أنظر مفاهيم يجب أن تصحّح ، ص ١١٦ و ١١٧.

١٨٧

نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى) (١) وتصوّروا أنّ الشفاعة شرك أيضاً ، بينما عبادة الوسائط شرك ، وليس طلب الشفاعة منهم أو التوسل بهم كذلك. (تأملوا).

التوسل في الروايات الإسلاميّة :

إضافة إلى إطلاق آيات التوسل ، فأي توسل لا يخالف العقائد الإسلاميّة الصحيحة يكون جائزاً ، بل يعتبر مطلوباً.

وعندنا روايات كثيرة حول التوسل تصل إلى حدّ التواتر أو قريب منه.

والكثير من هذه الروايات يرتبط بالتوسل بشخص النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فبعضها قبل ولادة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبعضها بعد ولادته وبعضها في حياته وبعضها بعد مماته.

وهناك أيضاً قسم آخر يرتبط بالتوسل بغير النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله من علماء الدين.

ونضيف : إنّ بعضها جاء بلسان الرجاء والدعاء ، وبعضها بلسان طلب الشفاعة من الله ، وبعضها يبين الله سبحانه وتعالى فيها مقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

والخلاصة : إننا نلاحظ جميع أقسام التوسل موجودة في هذه الروايات بشكل يسد الباب أمام جميع الذرائع التي يتمسك بها الوهابيون.

والآن نستعرض بعض الأمثلة من هذه الروايات :

١. توسل آدم بالنبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل ولاته ، فقد نقل الحاكم في المستدرك وجماعة آخرون من المحدثين هذا الحديث عن النبي

__________________

(١). سورة الزمر ، الآية ٣.

١٨٨

الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «لمَّا اقترف آدم الخطيئة قال : يَا رَبِّ اسْألُكَ بِحَقِّ مُحَمَّد لَمَا غَفَرْتَ لِي.

فقال الله : يا آدم كيف عرفت محمّداً ولم أخلقه ، قال : يا ربّ لأنّك لمّا خلقتني بيدك ونفخت في من روحك ، رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله ، فعلمت أنّك لم تضف إلى اسمك إلّا أحبّ الخلق إليك ، فقال الله : صدقت يا آدم ، إنّه لأحبّ الخلق إليَّ ، ادعني بحقّه فقد غفرت لك ، ولو لا محمّد ما خلقتك» (١).

٢. الحديث الآخر مرتبط بتوسل أبي طالب بالنبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله عند ما كان طفلاً ، وخلاصة الحديث كما نقله ابن حجر في كتابه «فتح الباري» : عند ما نزل القحط في مكة ذهبت قريش إلى أبي طالب وقالت له : أقحط الوادي وأجدب العيال ، فهلم فاستسق لنا ، فخرج أبو طالب ومعه غلام كأنّه شمس دجنة ، فأخذه أبو طالب فألصق ظهره بالكعبة ولاذ به ، أي : توسل بهذا الطفل ، ولا توجد في السماء قطعة من سحاب ، فأقبل السحاب من هنا ومن هاهنا واغدودق وانفجر له الوادي من شدة المطر وأخصب النادي والبادي. وقال أبو طالب حينها شعراً في مدح النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله من أكثر من ثمانين بيتاً منها هذا البيت :

وأبيض يستسقي الغمام بوجهه

ثمال اليتامى عصمة للأرامل (٢)

__________________

(١). الحاكم في المستدرك ، ج ٢ ، ص ٦١٥. ونقله الحافظ السيوطي في الخصائص النبوية واعتبره صحيحاً ، ونقله البيهقي في دلائل النبوة وهو لا يروي ضعاف الأحاديث. ونقله القسطلاني والزرقاني في المواهب اللدنية واعتبره صحيحاً ، وجماعة آخرون أيضاً ، ولمزيد من التوضيح يراجع كتاب : مفاهيم يجب أن تصحح ، ص ١٢١.

(٢). فتح الباري ، ج ٢ ، ص ٤٩٤ ؛ وكذلك السيرة الحلبية ، ج ١ ، ص ١١٦.

١٨٩

٣. توسل الرجل الضرير بالنبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله : ذهب رجل ضرير إلى النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله في زمن حياته ، متوسلاً به فشافاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأعاد البصر إليه (١).

وخلاصة الحديث : أنّ رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ادع الله أن يعافيني ، قال : إن شئت دعوت ، وإن شئت صبرت فهو خير لك ، قال فادعه ، قال فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ، ويدعو بهذا الدعاء : «اللهم إنّي أسألك وأتوجه إليك بنبيّك محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله نبي الرحمة ، يا محمّد إنّي أتوجه بك إلى ربّي في حاجتي هذه لتقضى لي ، اللهم شفِّعه في» فقام الرجل وفعل ما قاله الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله.

يقول عثمان بن عمير راوي هذا الحديث : كنّا جالسين في نفس المجلس نتحدث وبعد مضي فترة إذ قدم الرجل الضرير إلى المجلس ، وكان يبصر كحالته السابقة بحيث لا يوجد أي أثر للعمى.

والملفت للنظر أن الكثير من كبار أهل السنّة قد صرّح بأنّ هذا الحديث صحيح ، فالترمذي يصحح الحديث ، وابن ماجة قال : إنّه صحيح (٢) ، والرفاعي قال : إنّه لا شك في أنّ هذا الحديث صحيح ومشهور (٣).

٤. التوسل بالنبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد مماته ، «الدارمي» هو أحد علماء أهل السنّة المعروفين يقول في كتابه المعروف «سنن الدارمي» تحت عنوان باب

__________________

(١). صحيح الترمذى ، ص ١١٩ ، ح ٣٥٧٨ ؛ وفي سنن ابن ماجة ، ج ١ ، ص ٤٤١ ، ح ١٣٨٥ ؛ ومسند أحمد ، ج ٤ ، ص ١٣٨.

(٢). سنن ابن ماجة ، ج ١ ، ص ٤٤١.

(٣). ولأجل زيادة التوضيح يمكنكم مراجعة كتاب الرسائل والمسائل ، ج ١٨ ، ص ١ ، طبعة بيروت ، حيث يقول : إنّ عين عبارة ابن تيمية هى : «أنّ النسائي والترمذي رويا حديثاً صحيحاً أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله علّم رجلا أن يدعو فيسأل الله ثمّ يخاطب النبي فيتوسل به ، ثمّ يسأل الله قبول شفاعته».

١٩٠

«ما أكرم الله تعالى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد موته» وهذا الباب معقود لبيان الكرامات التي أعطاها الله سبحانه وتعالى للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد موته : «قَحُطَ أهل المدينة قحطاً شديداً ، فشكوا إلى عائشة ، فقالت : انظروا قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فاجعلوا منه كوي إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف ، قال : ففعلوا فمطرنا مطراً حتى نبت العشب ، وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم ، فسمي عام الفتق» (١).

٥. التوسل بالعباس عم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ينقل البخاري في صحيحه : أنّ عمر بن الخطاب إذا قحط استسقى بالعباس بن عبد المطلب ، وكان يدعو بهذا الدعاء : «اللهم إنّا كنا نتوسل إليك بنبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله فتسقينا ، وإنّا نتوسل إليك بعم نبيِّنا فاسقنا» قال الراوي : «فيسقون مطراً كثيراً» (٢).

٦. ينقل ابن حجر المكي في الصواعق عن الإمام الشافعي من علماء أهل السنّة المعروفين : أنّه كان يتوسل بأهل بيت النبي عليهم‌السلام وينقل عنه الشعر المعروف :

آل النبي ذريعتي

وهم إليه وسيلتي

أرجو بهم أعطى غداً

بيدي اليمين صحيفتي

أورد هذا الحديث الرفاعي في كتابه «التوصل إلى حقيقة التوسل» (٣).

ملاحظات مهمّة للتذكير :

لقد تذرع الوهابيون المتعصبون لإثبات مقاصدهم وأهدافهم بأمور كثيرة في تكفير المسلمين وتفسيقهم ؛ وذلك لتوسلهم بالصالحين ، مقابل الآيات

__________________

(١). سنن الدارمي ، ج ١ ، ص ٤٣.

(٢). صحيح البخاري ، ج ٢ ، ص ١٦.

(٣). التوصل إلى حقيقة التوسل ، ص ٣٢٩.

١٩١

والروايات المذكورة سابقاً التي تثبت جواز التوسل بأشكاله المختلفة ، هذه الذرائع التي تشبه ذرائع الأطفال عند اختلافهم!

فتارة يقولون : إنّ الممنوع هو التوسل بذوات العظماء والصالحين ، وأمّا التوسل بمعنى الدعاء وشفاعة هؤلاء فهو جائز.

وتارة يقولون : إنّ التوسل الجائز هو الذي يتحقق في حياتهم ، وأمّا بعد وفاتهم فغير جائز ؛ لأنّ العلاقة بهم تنقطع بمجرّد انتقالهم من الدنيا ، لأنّ القرآن المجيد يقول : (إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى) (١) ، ولكن هذه الإشكالات المتقطعة تبعث على الخجل في الواقع ، وذلك :

أولاً : إنّ الآيات القرآنيّة المرتبطة بجميع أنواع التوسل عامة ، وبحكم العموم أو الإطلاق فيها فالتوسل جائز ، ولا يوجد أي تعارض مع «التوحيد في العبادة» و «التوحيد الأفعالي» ، فالقرآن المجيد يقول : (وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) (٢) ، وقلنا : إنّ الوسيلة هي ما يتقرب به إلى الله ، نعم أي أمر يمكن أن يقربكم إلى الله مثل : دعاء النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، مقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، شخص النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ وذلك بسبب طاعته وعبوديته وعبادته لله سبحانه وتعالى ، وصفاته المقربة لله سبحانه وتعالى. فيطلب التقرب إلى الله بهذه الأمور ، ولا يوجد دليل على حصر الوسيلة بعمل الإنسان الصالح فقط ، كما هو الحال في كلمات الوهابيين.

وما ذكرناه لا يتعارض مع التوحيد في العبادة ؛ لأنّ المعبود هو الله سبحانه وتعالى وليس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا يتعارض مع التوحيد الأفعالي ؛ لأنّ

__________________

(١). سورة النمل ، الآية ٨٠.

(٢). سورة المائدة ، الآية ٣٥.

١٩٢

منشأ الخير والشر لا يمكن أن يكون إلّا من الله ، وكل ما يملكه الإنسان فهو من الله ومن خلاله سبحانه وتعالى.

فما ذا ننتظر بعد هذا العموم الموجود في الآيات؟ وإلّا سيكون حالنا حال من يبحث عن ذريعة عند ما يقول القرآن المجيد : (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) (١) ، فنقول : هل تجوز قراءة القرآن وقوفاً أم لا؟ اضطجاعاً أم لا؟

فعموم الآية يقول : إنّ جميع أنواع التلاوة جائزة ، في الحضر والسفر ، مع الوضوء أو بدونه ، إلّا إذا قام دليل آخر على خلاف ذلك.

إنّ العمومات والإطلاقات الموجودة في القرآن فعلية ما لم تُعارض ، وآيات التوسل عامة أيضاً ، وعموم الآيات القرآنيّة فعلية ، فإذا لم نجد معارضاً لها ، يمكن العمل على وفقها ، وليس صحيحاً أن نبحث عن الذرائع للجدال.

ثانياً : الروايات الواردة في بحث التوسل ـ والتي ذكرنا قسماً منها سابقاً ـ متنوعة ، وكل هذه الأنواع جائزة وهي :

ـ التوسل بشخص النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثل ما جاء في قصة الرجل الضرير.

ـ التوسل بقبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كما جاء في بعض الروايات.

ـ التوسل بدعاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ـ التوسل بشفاعة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وغيرها مما جاء في روايات أخرى ، ومع هذا التنوع في الروايات والأشكال المختلفة للتوسل لا يبقى مجال للمجادلين وأصحاب الذرائع.

ثالثاً : ما ذا يعني التوسل بشخص النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ لما ذا يصبح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١). سورة المزمل ، الآية ٢٠.

١٩٣

محترماً عندنا؟ ولما ذا نجعله شفيعاً لنا عند الله؟ لأنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يتميز بالطاعة والعبودية العميقة والخالصة.

إذن توسلنا بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله توسل بطاعاته وعباداته وأفعاله.

وهذا هو نفس التوسل الذي يجيزه الوهابيون المتعصبون وهو التوسل بالطاعات ، فالنزاع إذن لفظي.

والعجيب أنّ بعضهم ينكر الحياة البرزخية للنبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويعتقدون أنّ وفاته هي في حدّ موت الكفّار ، مع أنّ القرآن ذكر أنّ للشهداء حياة خالدة : (بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) (١) ، فهل مقام نبي الإسلام صلى‌الله‌عليه‌وآله أقل من مقام الشهداء؟ مع كل هذا السلام الذي نرسله له في الصلاة ، فإذا لم ندرك أنّ التوسل بعد وفاته هو توسل بالخالدين فكل هذا السلام لا معنى له والملتجى إلى الله من هذا التعصب الأعمى والأصم الذي يؤدي بالإنسان إلى المجهول. ومن حسن الحظ أنّ بعضهم يعتقد بوجود حياة برزخية ، وعليه فلا بدّ من سحب إشكالاتهم.

١. المغالون والمفرطون

المجموعة الاولى : التفريطيون : وهم منكرو التوسل بأولياء الله ونحن نقف بين مجموعتين من الإفراط والتفريط ، من قصّر في فهم مسألة التوسل ونفى التوسل من أساسه ، والتوسل الذي أجازته الآيات القرآنيّة والروايات اعتبروه غير جائز ، وتصوروا أنّه يؤدي بهم إلى نفي كمال التوحيد ، فهم واقعون في الخطأ والاشتباه ، فالتوسل بأولياء الله لأجل طاعتهم وعبادتهم

__________________

(١). سورة آل عمران ، الآية ١٦٩.

١٩٤

وأعمالهم وقربهم من الله سبحانه وتعالى ، هو تأكيد لمسألة التوحيد ، حيث يطلبون جميع ما يريدون من الله العلي القدير.

المجموعة الثانية : الإفراطيون : وهم الذين يتخذون من التوسل وسيلة للغلو ، وخطر هؤلاء ليس أقل من خطر المجموعة الأولى ، وعباراتهم لا تتوافق مع التوحيد الأفعالي ، أو لديهم عبارات لا تتناسب مع التوحيد في العبادة ، في الوقت الذي «لا مؤثر في الوجود إلّا الله» ، وبناءً على هذا فكما كنا نواجه منكري التوسل الصحيح ونقوم بإرشادهم وكشف خطئهم ، فلا بدّ من إرشاد الغلاة أصحاب الاتجاه الإفراطي ، وإعادتهم إلى الطريق الصحيح.

وفي الواقع يمكن القول إنّ أحد عوامل وجود المنكرين للتوسل هو إفراط وغلو بعض المؤيدين للتوسل ، فعند ما يطرح هؤلاء الصورة الإفراطية فمن الطبيعي أن تظهر في مقابلهم مجموعات التفريط ، وهذه قاعدة سارية في جميع المسائل الاعتقادية والاجتماعية والسياسية ، فهذه المجموعات المنحرفة يوجد بينها تلازم (لازم وملزوم) دائماً ، وكلا الفريقين مشتركان في الخطأ.

٢. التوسل لوحده لا يكفي

يجب أن نعلم الناس بأنّ لا يكتفوا بالتوسل بأولياء الله والصالحين ، لأنّ التوسل في الأصل هو درس لنا ، لما ذا نتوسل بهؤلاء؟ لأنّ أعمالهم صالحة ، إذن يجب علينا أن نقوم بالأعمال الصالحة ، فالتوسل يعطينا درساً بأنّ التقرب إلى الله يكون عن طريق الأعمال الصالحة ، والتوسل بأولياء الله لأجل أعمالهم الصالحة ، فهم مقربون من الله ، ونحن نطلب منهم أن يشفعوا لنا

١٩٥

عند الله ، إذن يجب علينا أن نسلك نفس الطريق الذي سلكوه ، فلا بدّ أن نحول التوسل إلى مدرسة لتربية الإنسان وتطويره ، وأن لا نتوقف عند التوسل وننسى الأهداف الراقية للتوسل. وهذا أمر مهم يجب أن نتوجه إليه.

٣. التوسل في الأمور التكوينية

الملاحظة الأخرى هي : أنّ التوسل بعالم الأسباب حاصل في الأمور التشريعية ، كما هو حاصل في الأمور التكوينية أيضاً ، وكلاهما لا يتنافى مع التوحيد ، فنحن عند ما نريد أن نحصل على نتائج ايجابية في حياتنا الطبيعية ، نلجأ إلى الأسباب ، فنحرث الأرض ، وننثر البذر ، ونسقي الزرع ، ونحارب الآفات ، ونحصد المحصول في آوانه ، لنستفيد منه في حياتنا.

فهل التوسل بهذه الأسباب يؤدي بنا إلى الغفلة عن الله؟ وهل الاعتقاد بأنّ الأرض تغذي بذور الأعشاب ، أو أنّ نور الشمس وقطرات المطر التي تبعث على الحياة هي التي تنمي البذور والأزهار والثمار؟ وبصورة عامة هل الاعتقاد بعالم الأسباب منافياً للتوحيد الأفعالي؟

ويقيناً أنّه ليس منافياً ، لأننا نلجأ إلى عالم الأسباب ، ومسبب الأسباب هو الله سبحانه وتعالى ، وكما في المثل «يختص كل هذا الثناء بالملك العظيم» (١) إذاً فكما أنّ التوسل بالأسباب الطبيعية لا يتنافى مع أصل التوحيد في الأفعال ، فكذلك الأمر في عالم التشريع ، لأنّ التوسل بالأنبياء والأولياء والمعصومين وطلب الشفاعة منهم عند الله سبحانه وتعالى لا يتنافى مع أصل التوحيد أبداً.

__________________

(١). مثل فارسي.

١٩٦

طبعاً ظهرت هنا مجموعة تفريطية تنكر عالم الأسباب أيضاً ، لأنّهم تصوروا أنّ الاعتقاد بعالم الأسباب يتنافى مع التوحيد في الأفعال ، فيقولون : إنّ النّار لا تحرق ، فالله هو الذي يحرق ذلك الشيء عند ما نقرب النار إليه ، الماء لا يُطفئ النّار ، الله هو الذي يُطفئها عند ما نصب الماء على النّار ، وهكذا فهم ينكرون جميع الروابط بين العلة والمعلول ، وهي من الروابط البديهية في عالم الخلقة.

في الوقت الذي يقر فيه القرآن المجيد عالم الأسباب ويعترف به بشكل واضح وصريح حيث يقول : (وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) (١) ، فكلمة (فَيُحْيِي بِهِ) يعني بقطرات المطر تُحيى الأرض. وهذه الآية لها دلالة واضحة وصريحة على الإقرار والاعتراف بعالم الأسباب. ولكن هذه الأسباب ليس لها تأثير مستقل ، فكل ما لديها هو من الله.

فهذه الآثار الظاهرة هي من الله ، فكما أنّ منكري الأسباب الطبيعية مخطئون وغافلون ، فكذلك منكرو الأسباب في عالم التشريع.

نأمل منهم أن يتوجهوا إلى ما ذكر ، وأن يبتعدوا عن التعصب ، ويعودوا إلى الصواب ، وينهوا مسيرة التكفير والتفسيق ، ويأتلفوا مع مسلمي العالم ، ويقفوا في وجه الأعداء الذين جعلوا الله والقرآن والإسلام هدفاً لهجماتهم ، وأن يبيِّنوا التعاليم الإسلاميّة للمجتمع العالمي خالية من الشرك والغلو والنقصان.

شعبان المعظّم ١٤٢٦

ناصر مكارم الشيرازي

__________________

(١). سورة الروم ، الآية ٢٤.

١٩٧
١٩٨

المصادر

١. القرآن الكريم.

٢. نهج البلاغة.

٣. آلاء الرّحمن ، محمّد جواد البلاغي.

٤. أحكام القرآن ، أحمد بن على الرازي الجصّاص.

٥. أخبار مكّة ، الازرقي.

٦. الأحكام ، على بن حزم الأندلسي.

٧. الاصابة في تمييز الصحابة ، ابن حجر العسقلاني.

٨. التوصّل إلى حقيقة التوسّل ، محمّد نسيب الرقاعي.

٩. الخصائص النبويّة ، الحافظ السيوطي.

١٠. السنن الكبرى ، احمد بن حسين البيهقي.

١١. العقد الفريد ، أحمد بن محمّد بن عبد ربّه الأندلسي.

١٢. الغدير ، العلّامة الأميني.

١٣. الفقه على المذاهب الأربعة ، عبد الرحمن الجزيري.

١٤. المبسوط ، شمس الدين أبو بكر السرخسي.

١٥. المعجم الكبير ، سليمان بن أحمد الطبراني.

١٦. النصائح الكافية.

١٧. أنساب الأشراف ، أحمد بن يحيى البلاذري.

١٨. بحار الأنوار ، العلّامة المجلسي.

١٩. تاريخ ابن عساكر ، ابن عساكر.

٢٠. تاريخ ابن كثير ، اسماعيل بن كثير القرشي.

٢١. تاريخ الطبري ، محمّد بن جرير الطبري.

٢٢. تفسير الدرّ المنثور ، جلال الدين السيوطي.

٢٣. تفسير القرآن العظيم ، ابن كثير

١٩٩

الدمشقي.

٢٤. تفسير المنار ، محمّد رشيد رضا.

٢٥. التفسير المنير ، وهبة الزحيلي.

٢٦. تفسير القرطبي ، أبو عبد الله محمّد بن أحمد القرطبي.

٢٧. التفسير الكبير ، الإمام الفخر الرازي.

٢٨. تفسير الكشّاف ، جار الله الزمخشري.

٢٩. تهنئة الصديق المحبوب ، السقاف.

٣٠. جريدة الجزيرة ، العدد ٦٨٢٦.

٣١. جواهر المطالب في مناقب الإمام على بن أبي طالب ، محمّد بن أحمد الدمشقي الشافعي.

٣٢. حتى لا ننخدع ، عبد الله الموصلي.

٣٣. دلائل النبوّة ، أحمد بن حسين البيهقي.

٣٤. رجال النجاشي ، أحمد بن علي النجاشي.

٣٥. روح المعاني ، محمود الآلوسي.

٣٦. سفينة البحار ، الشيخ عباس القمي.

٣٧. سنن الترمذي ، محمّد بن عيسى الترمذي.

٣٨. سنن الدارمى ، عبد الله بن بهرام الدارمي.

٣٩. شرح منية المصلي ، إبراهيم بن محمّد الحلبي.

٤٠. صحيح البخاري ، محمّد بن إسماعيل البخاري.

٤١. صحيح مسلم ، مسلم بن حجّاج النيسابوري.

٤٢. الطبقات الكبرى ، ابن سعد.

٤٣. علل الشرائع ، الشيخ الصدوق.

٤٤. عوالى اللئالي ، ابن أبي جمهور الاحسائي.

٤٥. فتح الباري في شرح صحيح البخاري ، ابن حجر العسقلاني.

٤٦. فضائل الصحابة ، أحمد بن حنبل.

٤٧. فهرست ، الشيخ الطوسي.

٤٨. الكافي ، محمّد بن يعقوب الكليني.

٤٩. كنز العمّال ، علي المتّقي الهندي.

٥٠. مجمع الزوائد ، علي بن أبي بكر الهيثمي.

٥١. مجموعة الرسائل والمسائل ، ابن تيمية.

٥٢. مستدرك الصحيحين ، الحاكم النيسابوري.

٥٣. مسند البزّاز ، أبي بكر أحمد بن عمرو

٢٠٠