المسلك في أصول الدّين

الشيخ نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الهذلي [ المحقق الحلّي ]

المسلك في أصول الدّين

المؤلف:

الشيخ نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الهذلي [ المحقق الحلّي ]


المحقق: رضا الاستادي
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مجمع البحوث الاسلامية
المطبعة: مؤسسة الطبع والنشر في الآستانة الرضويّة المقدّسة
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٥٠

١
٢

٣
٤

حياة المحقّق الحلّي ره (١)

ولادته :

ولد في سنة ٦٠٢. قال جعفر بن الفضل بن الحسين بن مهدوية ـ وكان من تلامذته ـ : اجتمعت في سنة إحدى وخمسين وستمائة في الحلّة السيفيّة بشيخ أكابر أصحابنا الإماميّة وفضلائها ، وهو نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد ، ذكر لي أنّ مولده سنة اثنى وستمائة ... (٢).

اسمه وكنيته ولقبه ونسبه :

جعفر بن الحسن بن يحيى بن حسن بن سعيد الهذلي الحلّي ، أبو القاسم ، نجم الدين ، المشهور بالمحقّق الحلّي والمحقّق الأوّل.

وما أخذ هذا اللقب إلّا بجدارة واستحقاق كما قال السيّد الأمين في أعيان الشيعة.

أبوه وجدّه :

كان والده الشيخ حسن ، فاضلا عظيم الشأن ، يروي عنه ولده. قاله

__________________

(١) هذه ترجمة موجزة إجماليّة له ، فمن أراد التفصيل فليراجع رسالتنا الكبيرة الموسومة ب (شرح أحوال وآثار محقّق حلّي) التي ستطبع إن شاء الله. وله المنّة.

(٢) راجع مقدّمة الأرجوزة للشيخ جعفر المذكور ، ونسخته موجودة في المكتبة الرضوية بمشهد الرضا ـ عليه‌السلام ـ ، تاريخها يرجع إلى القرن الثامن.

٥

الشيخ الحرّ العاملي في أمل الآمل.

وكذلك جدّه الشيخ يحيى كان عالما محقّقا ، من فقهاء عصره ولذا عدّه الشهيد الأوّل ـ ره ـ في كتابه «غاية المراد في شرح نكت الإرشاد» ـ عند ذكره القائلين بالتوسعة في قضاء الصلوات الفائتة ـ في عداد الفقهاء وقال : ومن المتأخّرين القائلين بالتوسعة قطب الدين الراوندي ، وابن حمزة الطوسي ، وسديد الدين محمود الحمصي والشيخ يحيى بن سعيد جدّ الشيخ نجم الدين (٣).

الثناء عليه :

١ ـ قال تلميذه الفاضل الآبي في مقدّمة كتابه «كشف الرموز» :

فاتّفق توجّهي إلى الحلّة السيفيّة حماها الله من النوائب وجنّبها من الشوائب فقرأت عند الوصول ـ أي الوصول إلى الحلّة ـ : بلدة طيّبة وربّ غفور ، فكم بها من أعيان العلماء بهم التقيت ، والمعارف الفقهاء بأيّهم اقتديت اهتديت ، وكان صدر جريدتها وبيت قصيدتها ، جمال كمالها وكمال جمالها ، الشيخ الفاضل الكامل ، عين أعيان العلماء. ورأس رؤساء الفضلاء ، نجم الدين حجّة الإسلام والمسلمين أبا القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد عظّم الله قدره وطوّل عمره.

٢ ـ وقال تقيّ الدين الحسن بن عليّ بن داود الحلّي في رجاله الذي فرغ من تأليفه سنة ٧٠٧ (٤) :

جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحلّي شيخنا نجم الدين أبو

__________________

(٣) رياض العلماء ٥ / ٣٤٢ ـ ٣٤٣.

(٤) أعلام الشيعة (القرن الثامن) ص ٤٣.

٦

القاسم المحقّق المدقّق الإمام العلّامة ، واحد عصره ، كان ألسن أهل زمانه وأقومهم بالحجّة ، وأسرعهم استحضارا. قرأت عليه وربّاني صغيرا ، وكان له عليّ إحسان عظيم والتفات ، وأجاز لي جميع ما صنّفه وقرأه ورواه وكلّ ما تصحّ روايته عنه ، توفّي سنة ستّة وسبعين وستّمائة. له تصانيف حسنة محقّقة محرّرة عذبة ، فمنها شرائع الاسلام مجلّدان ، كتاب النافع في مختصره مجلّد ، كتاب المعتبر في شرح المختصر لم يتمّ مجلّدان ، كتاب نكت النهاية مجلّد ، كتاب المسائل العزيّة ، كتاب المسائل المصريّة مجلّد ، كتاب المسلك في أصول الدين مجلّد ، كتاب النكهة (الكهنة) في المنطق مجلّد ، وله غير ذلك ليس هذا موضع استيفائها ، فأمرها ظاهر ، وله تلاميذ فقهاء فضلاء رحمه‌الله (٥).

٣ ـ قال العلّامة الحلّي في إجازته لبعض تلامذته في سنة ٧٠٨ :

قرأ عليّ أكثر كتاب شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام من مصنّفات شيخنا العالم الأعظم السعيد ، نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد قدّس الله روحه.

٤ ـ وقال في إجازته الكبيرة لبني زهرة :

ومن ذلك جميع ما صنّفه الشيخ السعيد نجم الدين أبو القاسم جعفر ابن الحسن بن سعيد وقرأه ورواه ، وأجيز له روايته عنّي عنه ، وهذا الشيخ كان أفضل أهل عصره في الفقه(٦).

٥ ـ قال الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني في إجازته الكبيرة للسيد نجم الدين :

__________________

(٥) رجال ابن داود طبع طهران ص ٨٣ ـ ٨٤.

(٦) البحار ج ١٠٤ ص ٦٢ ـ ٦٣.

٧

قلت : لو ترك (أي العلّامة الحلّي) التقييد بأهل زمانه لكان أصوب إذ لا أرى في فقهائنا مثله على الإطلاق رضي الدين عنه (٧).

٦ ـ وقال الشيخ أبو عليّ في رجاله المسمّى بمنتهى المقال :

قلت : ولو ترك التخصيص بالفقه كان أصوب (٨).

٧ ـ وقال عليّ بن يوسف بن مطهّر في إجازته لبعض تلاميذه في سنة ٧٠٣ :

قرأ عليّ ... جميع كتاب شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام ، تصنيف شيخنا الإمام المعظّم ، والفقيه الأعظم ، نجم الدنيا والدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد قدّس الله روحه ونوّر ضريحه (٩).

٨ ـ وقال فخر المحقّقين ابن العلّامة الحلّي في بعض إجازاته :

قرأ عليّ الشيخ المعظّم والفاضل المكرّم الفقيه المحقّق المتكلّم المدقّق ، الإمام العلّامة زين الدين عليّ بن الفقيه العالم السيد المرحوم عزّ الدين حسن بن أحمد بن مظاهر أدام الله أيّامه جميع كتاب قواعد الأحكام ...

وأجزت له جميع ما صنّفه الشيخ الإمام ، شيخ مشايخ الإسلام ، أبو القاسم جعفر بن سعيد قدّس الله سرّه ، فمن ذلك كتاب الشرائع ، فإنّي سمعته على والدي سماعا وقرئ عليه بحضوري وأجاز لي روايته ، وكذا النافع في مختصر الشرائع ، وباقي كتبه. أجاز لي والدي إليها عنه عن

__________________

(٧) البحار ج ١٠٦ ص ١١.

(٨) منتهى المقال ص ٧٦.

(٩) إجازات البحار.

٨

المصنّف (١٠).

٩ ـ قال الشهيد الأوّل في إجازته لابن نجدة :

وكان من جملة ما قرأه على العبد الضعيف عدّة كتب ، فمنها : ... وكتاب شرائع الإسلام ومختصرها للإمام السعيد ، فخر المذهب ، محقّق الحقائق نجم الدين أبي القاسم جعفر بن سعيد شرّف الله في الملأ الأعلى قدره ، وأطاب في الدارين ذكره (١١).

١٠ ـ قال ابن فهد الحلّي في المهذّب البارع :

المولى الأكرم ، والفقيه الأعظم ، عين الأعيان ، ونادرة الزمان ، قدوة المحقّقين ، وأعظم الفقهاء المتبحّرين ، نجم الملّة والحقّ والدين ، أبو القاسم جعفر بن سعيد الحلّي ، قدّس الله نفسه الزكيّة ، وأفاض على تربته المراحم الربّانيّة (١٢).

١١ ـ قال الفاضل المقداد في مقدّمة التنقيح : كتاب النافع مختصر الشرائع ، لشيخنا الأعظم ، ورئيسنا الأكرم ، العلّامة المحقّق ، والأفضل المدقّق ، نجم الملّة والدين أبي القاسم جعفر بن سعيد قدّس الله روحه ونوّر ضريحه ، لم يسبقه أحد إلى مثله في تهذيبه ، ولم يلحق لاحق في وضعه وترتيبه.

١٢ ـ وقال الشيخ إبراهيم القطيفي في إجازته للشيخ شمس الدين بن ترك في سنة ٩١٥ :

__________________

(١٠) البحار ج ١٠٤ ص ٢٢٢.

(١١) البحار ج ١٠٤ ص ١٩٤.

(١٢) المهذّب البارع ج ١ ص ٦٣.

٩

وأجزت له أن يروي بالطريق ... جميع مصنّفات الإمام العالم العامل الفاضل الكامل المحقّق المدقّق الكامل ، الشيخ أبي القاسم نجم الدين بن سعيد في العلوم العقليّة والنقليّة ، الفروعيّة والأصوليّة ، عنه قدّس الله سرّه (١٣).

١٣ ـ وقال الشيخ عليّ الكركي المتوفّى (٩٤٠) في إجازته للشيخ عليّ بن عبد العالي الميسي :

ومن ذلك مصنّفات ومرويّات الشيخ الإمام ، شيخ الإسلام ، فقيه أهل البيت في زمانه ، ناهج سبل التحقيق والتدقيق في العلوم الشرعيّة ، نجم الملّة والحقّ والدين ، أبي القاسم جعفر بن سعيد الحلّي ، سقى الله ضريحه صوب الغوادي (١٤).

١٤ ـ وقال في إجازته للمولى حسين الأسترآبادي :

وأجزت له أيضا جميع مصنّفات الشيخ السعيد العلّامة المحقّق عضد الطائفة ، رئيس الجماعة ، نجم الدين أبي القاسم جعفر بن سعيد الحلّي نوّر الله وجهه ، وشرّف قدره (١٥).

١٥ ـ وقال في إجازته للشيخ حسين العاملي :

وبهذا الإسناد جميع مصنّفات الشيخ الإمام ، أوحد الفضلاء المحقّقين ، نجم الملّة والدين ، أبي القاسم جعفر بن سعيد الحلّي جعله الله تعالى في الرفيق الأعلى (١٦).

__________________

(١٣) البحار ج ١٠٥ ص ٩٥.

(١٤) البحار ج ١٠٥ ص ٤٤.

(١٥) البحار ج ١٠٥ ص ٥١.

(١٦) البحار ج ١٠٥ ص ٥٥.

١٠

١٦ ـ وقال في موضع آخر :

وانتشار أشياخ هذا الشيخ (أي العلّامة الحلّي) وتعدّد الذين روى عنهم وبلوغهم حدّا ينبو عن الحصر أمر واضح كالشمس في رائعة النهار ، إلّا أنّ أوحدهم وأعلمهم بفقه أهل البيت ، الشيخ الأجلّ ، الإمام ، شيخ الإسلام ، فقيه أهل عصره ، ووحيد أوانه ، نجم الملّة والدين أبي القاسم جعفر ابن سعيد قدّس الله روحه الطاهرة (١٧).

١٧ ـ وقال في إجازته للقاضي صفيّ الدين :

ومنها جميع مصنّفات ومرويّات الشيخ الإمام ، شيخ الإسلام فقيه أهل البيت ، رئيس الإماميّة في زمانه ، محقّق المطالب الفقهيّة ، منقّح الدلائل الشرعيّة ، نجم الملّة والدين ، أبي القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الحلّي ، صاحب كتاب الشرائع والمعتبر وغيرهما ، قدّس الله روحه الطاهرة ، ورفع قدره في درجات الآخرة (١٨).

١٨ ـ وقال في إجازته لمولى عبد العلي الأسترآبادي :

وسمع أيضا بقراءة غيره الجزء الأوّل من كتاب الشرائع في معرفة الحلال والحرام ، من مصنّفات الشيخ الإمام ، شيخ الإسلام ، محقّق المسائل ، مهذّب الدلائل ، فقيه أهل البيت في زمانه ، نجم الملّة والحقّ والدين ، أبي القاسم جعفر بن سعيد الحلّي قدّس الله سرّه ، ورفع في الدارين قدره وأعلى ذكره (١٩).

__________________

(١٧) البحار ج ١٠٥ ص ٦٢.

(١٨) البحار ج ١٠٥ ص ٧١.

(١٩) البحار ج ١٠٥ ص ٦٤.

١١

١٩ ـ وقال في إجازته للسيّد شمس الدين محمّد الرضوي المشهدي :

وقرأ عليّ أيضا من أوّل كتاب النافع مختصر الشرائع من مصنّفات مولانا وسيّدنا الشيخ الإمام السعيد المحقّق ، شيخ الإسلام ، فقيه أهل البيت ـ عليهم‌السلام ـ في زمانه إلى كتاب الحجّ ، قراءة شهدت بفضله وكمال استعداده (٢٠).

٢٠ ـ قال الشهيد الثاني في إجازته للسيّد عليّ بن الصائغ :

... عن جماعة ، أجلّهم الإمام الفاضل ، فخر الملّة والحقّ والدين ، محمّد ابن شيخ الإسلام ومفتي فرق الأنام ، الفاروق بالحق للحقّ ، جمال الإسلام والمسلمين ، ولسان الحكماء والفقهاء والمتكلّمين ، جمال الدين ، الحسن بن الشيخ السعيد السديد يوسف بن عليّ بن المطهر الحلّي قدّس الله روحه الطاهرة ، وجمع بينه وبين أئمّته الأطهار في الآخرة ، عن والده المذكور ، عن جمّ غفير من مشايخه ، أفضلهم وأكملهم الإمام المحقّق ، نجم الدين ، جعفر ابن الحسن بن سعيد الحلّي تغمّده الله تعالى بالرحمة والرضوان ، وأسكنه أعلى فراديس الجنان ... (٢١).

٢١ ـ وقال الشهيد الثاني في إجازته لوالد شيخنا البهائي الشيخ حسين ابن عبد الصمد :

وعنه (ابن داود) قدّس الله روحه ، جميع مصنّفات ومرويّات الشيخ المحقّق ، شيخ الطائفة في وقته إلى زماننا هذا ، نجم الدين أبي القاسم جعفر ابن سعيد ... (٢٢).

__________________

(٢٠) البحار ج ١٠٥ ص ٨٢.

(٢١) البحار ج ١٠٥ ص ١٤١.

(٢٢) البحار ج ١٠٥ ص ١٥٣ ـ ١٥٤.

١٢

٢٢ ـ قال الشيخ البهائي : في ٢٣ جمادي الآخرة توفّي الشيخ المدقّق ، سلطان العلماء في زمانه ، نجم الدين جعفر بن سعيد الحلّي ، قدّس الله روحه ، وذلك سنة ٦٧٦ ، وإليه انتهت رئاسة الشيعة الإماميّة ، ومن مصنّفاته كتاب المعتبر وكتاب الشرائع والمختصر ، وحضر مجلس درسه بالحلّة سلطان الحكماء والمتألّهين ، خواجه نصير الدين محمّد الطوسي أنار الله برهانه ، وسأله نقض بعض المتكلّمين (٢٣).

٢٣ ـ قال صاحب الرياض ره :

كان محقّق الفقهاء ، ومدقّق العلماء ، وحاله في الفضل والنبالة والعلم والثقة والفصاحة والجلالة والشعر والأدب والإنشاء والبلاغة ، أشهر من أن يذكر ، وأكثر من أن يسطر (٢٤).

٢٤ ـ قال الشيخ الحرّ العاملي ره :

كان عظيم الشأن ، جليل القدر ، رفيع المنزلة ، لا نظير له في زمانه ، وله شعر جيّد وإنشاء حسن بليغ ، وكان مرجع أهل زمانه في الفقه وغيره (٢٥).

٢٥ ـ قال مؤلّف صحيفة أهل الصفا (٢٦) :

كان فقيها ثقة ، له كتب منها كتاب المعتبر ...

٢٦ ـ وقال المحقّق التستري في المقابيس :

الشيخ الأعظم الرفيع الشأن ، اللامع البرهان ، كشّاف حقائق الشريعة

__________________

(٢٣) توضيح المقاصد ص ٨ الطبع الحجري.

(٢٤) رياض العلماء ج ١ ص ١٠٦.

(٢٥) أمل الآمل ج ٢ ص ٤٩ ـ ٥٠.

(٢٦) هو الميرزا محمّد الأخباري. والفضل ما شهدت به الأعداء. ونسخة مخطوطة من هذا الكتاب موجودة في المكتبة الرضويّة بمشهد الرضا ـ عليه‌السلام ـ.

١٣

بطرائف من البيان ، لم يطمثهنّ قبله إنس ولا جانّ. رئيس العلماء ، حكيم الفقهاء ، شمس الفضلاء ، بدر العرفاء ... الوارث لعلوم الأئمّة المعصومين ، وحجّتهم في العالمين ، الشيخ أبو القاسم نجم الدين جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد الهذلي الحلّي ، أفاض الله على روضته شآبيب لطفه الخفيّ والجليّ ، وأحلّه في الجنان المقام السنيّ والمكان العلي. وله تلاميذ كثيرة فضلاء. وكتب فائقة غرّاء ، منها الشرائع والنافع والمعتبر ونكت النهاية والمسائل العزيّة والمصريّة والبغداديّة وغيرها (٢٧).

٢٧ ـ قال صاحب الروضات :

اتّفقت كلمة من علمناه من العصابة على كونه الأفقه الأفضل إلى الآن من جملة من كان قد تأخّر الأئمّة والصحابة (٢٨).

٢٨ ـ قال السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة :

وكفاه جلالة قدر اشتهاره بالمحقّق ، فلم يشتهر من علماء الإماميّة على كثرتهم في كلّ عصر بهذا اللقب غيره وغير الشيخ عليّ بن عبد العالي الكركي ، وما أخذ هذا اللقب إلّا بجدارة واستحقاق ، وقد رزق في مؤلّفاته حظّا عظيما ... (٢٩).

٢٩ ـ قال العلّامة التستري في قاموس الرجال :

هو أوّل من جعل الكتب الفقهية بترتيب المتأخّرين ، فجمع في شرائعه لبّ ما في نهاية الشيخ الذي كان مضامين الأخبار ، وما في مبسوطه وخلافه

__________________

(٢٧) المقابيس ص ١٢.

(٢٨) الروضات ج ٢ ص ١٨٢ ـ ١٨٣.

(٢٩) أعيان الشيعة.

١٤

اللّذين كانا على حذو كتب العامّة في جمع الفروع ، وقبله كان بعضهم يكتب كالنهاية كسرائر الحلّي ، وبعضهم كالمبسوط والخلاف كمهذّب القاضي. وله تحقيقات أنيقة (٣٠).

٣٠ ـ قال الزركلي في أعلامه :

فقيه إماميّ مقدّم ، من أهل الحلّة في العراق ، كان مرجع الشيعة الإماميّة في عصره ، له علم بالأدب ، وشعر جيّد ... (٣١).

بعض مشايخه :

١ ـ والده الشيخ حسن بن يحيى رحمه‌الله (٣٢).

٢ ـ محمّد بن عبد الله بن زهرة الحسيني ، صاحب كتاب «الأربعين في حقوق الإخوان» (٣٣).

٣ ـ نجيب الدين محمّد بن جعفر بن أبي البقاء (ابن نما الحلّي) (٣٤) ، وهو كما قيل: أعلم مشايخه بفقه أهل البيت ـ عليهم‌السلام ـ. توفّي في سنة ٦٤٥.

٤ ـ شمس الدين فخّار بن معد الموسوي ، صاحب كتاب «الحجّة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب» توفّي سنة ٦٣٠ (٣٥).

__________________

(٣٠) قاموس الرجال ج ٢ ص ٣٧٨ و ٢ / ٦١٦ الطبع الحديث.

(٣١) الأعلام ج ٢ ص ٢٢٣.

(٣٢) أمل الآمل ج ٢ ص ٨٠ و ٢٨٠.

(٣٣) أمل الآمل ج ٢ ص ٨٠ و ٢٨٠.

(٣٤) الكنى والألقاب ج ١ ص ٤٣٤.

(٣٥) روضات الجنّات ج ٥ ص ٣٤٩.

١٥

٥ ـ سديد الدين سالم بن محفوظ (٣٦). قال في مستدرك الوسائل : وهو من مشايخ رضيّ الدين عليّ بن طاوس رحمه‌الله أيضا.

بعض تلامذته :

١ ـ الحسن بن يوسف المطهّر (العلّامة الحلّي) المتوفّى سنة ٧٢٦.

٢ ـ الحسن بن داود صاحب كتاب الرجال الذي فرغ من تأليفه سنة ٧٠٧.

٣ ـ السيد غياث الدين عبد الكريم أحمد بن طاوس ، صاحب كتاب «فرحة الغريّ».

٤ ـ الشيخ عزّ الدين الحسن بن أبي طالب اليوسفي الآبي ، صاحب كتاب «كشف الرموز في شرح المختصر النافع».

٥ ـ نجيب الدين يحيى بن أحمد بن سعيد الحلّي ، صاحب كتاب «الجامع للشرائع» وهو ابن عمّ المحقّق الحلّي.

٦ ـ جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي ، صاحب كتاب «الدرّ النظيم في مناقب الأئمّة».

٧ ـ رضيّ الدين عليّ بن يوسف الحلّي ، صاحب كتاب «العدد القويّة» وأخ العلّامة الحلّي ـ ره ـ.

__________________

(٣٦) رياض العلماء ج ٢ ص ٤١٢.

١٦

تأليفاته :

١ ـ شرائع الإسلام. وله شروح كثيرة من أشهرها : جواهر الكلام للشيخ محمد حسن النجفي ، ومسالك الافهام للشهيد الثاني ، والمدارك للسيّد محمّد العاملي.

٢ ـ المختصر النافع. وله شروح عديدة من أهمّها : المهذب البارع لابن فهد الحلّي ، والتنقيح الرائع للفاضل المقداد ، ورياض المسائل المشهور بالشرح الكبير للسيّد علي الطباطبائي ، والشرح الصغير له أيضا ، وجامع المدارك للسيّد أحمد الخوانساري ـ ره ـ.

٣ ـ المعتبر. وهو كشرح على المختصر النافع له طبع ثلاث مرّات كلّ لاحق أحسن من سابقه ، ومع ذلك يحتاج إلى تحقيق ونشر جديد.

٤ ـ نكت النهاية. هي حاشية على نهاية الشيخ الطوسي رحمه‌الله وقد طبعت ثانية مع النهاية بصورة حسنة.

٥ ـ معارج الأصول. ـ أصول الفقه ـ طبع مرّتين.

٦ ـ المسائل العزيّة. تشتمل على تسع مسائل.

٧ ـ المسائل العزيّة الثانية. تشتمل على سبع مسائل.

٨ ـ المسائل المصرية. تشتمل على خمس مسائل.

٩ ـ المسائل البغداديّة. تشتمل على ٤٢ مسألة.

١٠ ـ المسائل الخمسة عشر.

١١ ـ المسائل الكمالية. تشتمل على عشرة مسائل.

١٧

١٢ ـ المسائل الطبريّة. تشتمل على ٢٢ مسألة.

١٣ ـ رسالة تياسر القبلة.

١٤ ـ المقصود من الجمل والعقود. وهو مختصر الجمل والعقود للشيخ الطوسي وهذه التسعة طبعت بتحقيقنا بعنوان الرسائل التسع.

١٥ ـ رسالة في عدم كفر من اعتقد بإثبات المعدوم. لم تطبع بعد ونسخة منها موجودة في مكتبة أحد أعلام أصبهان دامت أيّامه.

١٦ ـ مختصر المراسم لسلّار. لم نر نسخته إلى الآن.

١٧ ـ تلخيص فهرست الشيخ الطوسي. لم نزره إلى الآن.

١٨ ـ النكهة أو الكهنة أو اللهنة في المنطق. ولم نرها.

١٩ ـ الماتعية في أصول الدين.

٢٠ ـ المسلك في الكلام ، وهذان هما اللذان بين يديك.

ذكر المسلك في تأليفات المحقّق الحلّي في رجال أبي داود كما مرّ.

والماتعيّة هي مختصر المسلك كما يظهر للمتأمّل في مطالبهما ونظمهما وأسلوبهما.

وفاته :

قال ابن داود في رجاله : أجاز لي جميع ما صنّفه وقرأه ورواه وكلّ ما تصحّ روايته عنه. ثمّ قال : توفّي ـ رحمه‌الله ـ في ربيع الآخر سنة ٦٧٦.

رحمه‌الله وحشره مع محمّد وآله الطاهرين ـ عليهم‌السلام ـ.

١٨

نسخ هذين الكتابين :

توجد من المسلك نسخة وحيدة لا ثانية لها ظاهرا (١) ثمينة ، قديمة تاريخ كتابتها ٧٠٩.

وهي من مكتبة ملك بطهران ، أسأل الله الرحمة والمغفرة لواقفها الحاج حسين آغا ملك. وهذه من علاه إحدى المعالي.

وتوجد من الماتعيّة خمسة نسخ في هذه المكتبات :

آية الله المرعشي بقم. المجلس بطهران. الدكتور مهدي البياني بطهران. الملك بطهران وسيدنا الطباطبائي بقم ، وهذه الأخيرة مستنسخة من نسخة الملك. (٢) وهي المرادة من «الأصل» في التعليقات.

وعنوان الماتعية يوجد في إحدى هذه النسخ فقط ، ولذا سمّيت في بعض الفهارس برسالة في أصول الدين أو غيرها فلا تغفل.

__________________

(١) لا يخفى أنّ الرسالة التي عنونت في فهرست مكتبة المجلس باسم المسلك ليست به بل هي الرسالة الماتعيّة واشتبه أمرها على المفهرس.

(٢) راجع فهرست مكتبة آية الله المرعشي ج ١ / ٢٨٧ وفهرست مكتبة الملك رقم ٥٧١٢ و ١٦٣٢ وفهرست مكتبة المجلس ج ٧ / ١٥ والفهرست الذي يسمّى بنشرية ج ٦ / ٣٩٣.

١٩
٢٠