المصابيح

الإمام أبو العباس الحسني

المصابيح

المؤلف:

الإمام أبو العباس الحسني


المحقق: عبدالله بن عبدالله بن أحمد الحوثي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية
الطبعة: ٢
الصفحات: ٦٧٢

حرب بغلام له أسود يدعى ريحان ، «وبعثه» (١) خلفه ليقتله ، فخرج ولحق سويدا بعقبة الطائف ، فدلى عليه حجرا فقتله رحمة الله عليه.

فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ما لريحان قطع الله يده عاجلا».

فاستقبله جمل بمكة لبني عوف فالتقم يده اليمنى حتى قطعها من المرفق ، ولم ير قادمه حتى مات.

[ثانيا : عرضه (ص) نفسه على القبائل وأول اجتماع له بالأنصار] (٢)

فلم يزل عليه‌السلام بمكة يعرض نفسه في المواسم وبمنى على القبائل ، حتى إذا أراد الله تعالى إعزاز دينه خرج صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعرض نفسه كما كان يصنع ، فبينما هو عند العقبة إذ بستة نفر من الخزرج من المدينة ، فدعاهم إلى الله وتلا عليهم القرآن.

قال بعضهم لبعض : أتعلمون!؟ والله إنه النبي الذي وعدكم أهل الكتاب. فأجابوه وآمنوا به ، وانصرفوا إلى يثرب (٣) وتحدثوا بأمره صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤).

__________________

(١) في الأصل : وبعثه ، والصحيح ما أثبتناه لاستقامة المعنى.

(٢) كان عرضه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نفسه على القبائل من العرب بقصد حمايته ومناصرته على ما جاء به من الحق المبين ، وكان صلوات الله عليه وعلى آله قد أخفى رسالته ثلاث سنوات ثم صدع بها في الرابعة ، ودعا إلى الإسلام عشر سنين يوافي الموسم كل عام يتبع الحجاج في منازلهم بمنى. انظر : السيرة الحلبية (٢ / ٢ ـ ٤١) ، دلائل النبوة للبيهقي (٢ / ٤٢٢) وما بعدها ، الثقات لابن حبان (١ / ٨٩ ـ ٩١) ، بهجة المحافل (١ / ١٢٨) ، سيرة ابن هشام (٢ / ٦٣ ـ ٦٩) ، حياة محمد هيكل (١٥٢) ، السيرة النبوية لدحلان (١ / ١٤٧) ، الروض الأنف (١ / ١٨٠) ، البداية والنهاية (٣ / ١٣٩ ، ١٤٠) ، دلائل النبوة لأبي نعيم (١٠٠) ، حياة الصحابة للكاندهلوي (١ / ٦٩ ـ ٨٦) ، (وينظر فهارسه) ، البداية والنهاية (٣ / ١٣٨) وما بعدها.

(٣) نهاية الصفحة [٩٢ ـ أ].

(٤) في سيرة ابن هشام : قال بعضهم لبعض : يا قوم ، تعلمون والله إنه للنبي الذي توعدكم به يهود فلا يسبقنكم إليه. سيرة ابن هشام (٢ / ٧٠). والستة النفر من الخزرج انظر : سيرة ابن هشام (٢ / ٧١ ـ ٧٣) ، السيرة الحلبية (٢ / ١٤) وما بعدها ، حياة الصحابة للكاندهلوي (١ / ٧٩ ـ ٨١) دلائل النبوة لأبي نعيم (١٠٥) ، دلائل النبوة للبيهقي (٢ / ٤٣٠) وما بعدها ، طبقات ابن سعد (١ / ٢١٩) ، تاريخ الطبري (٢ / ٨٦) ، تاريخ الإسلام للذهبي (٢ / ١٩٢) ، البداية والنهاية (٣ / ١٤٥).

٢٢١

[بيعة العقبة الأولى] (١)

حتى إذا كان العام المقبل وافى الموسم معهم ستة غيرهم ، فيهم أبو الهيثم بن التيهان (٢) فلقوه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند العقبة ، فبايعوه على أن لا يشركوا بالله شيئا ، ولا يسرقوا ، ولا يزنوا ، ولا يقتلوا النفس التى حرم الله إلّا بالحق ، ولا يأتوا بهتانا يفترونه بين أيديهم وأرجلهم ولا يعصوه في معروف.

وبعث النبي معهم مصعب بن عمير (٣) يقرئهم القرآن ، ويعلمهم ويعرفهم الإسلام.

[بيعة العقبة الثانية] (٤)

فلما كان العام المقبل ـ وفيه كانت البيعة الثانية عند العقبة ـ خرج سبعون رجلا للحج ، فأرسل إليهم أين الملتقى؟ فتواعدوا العقبة ليلا ، فاجتمعوا في أصلها ، وأتاهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في

__________________

(١) انظر : سيرة ابن هشام (٢ / ٧٣ ـ ٧٧).

(٢) أبو الهيثم هو : مالك بن التيهان بن مالك بن عبيد بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر ، أبو الهيثم البلوي ، شهد بيعة العقبة الأولى والثانية ، وكان أحد الستة الذين لقوا قبل ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالعقبة ، شهد بدرا واختلف في تاريخ وفاته ، فقيل : في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقيل : سنة (١٢ ه‍ ، أو ٢١ ه‍) ، وقيل : إنه أدرك صفين ، انظر : الاستيعاب (٤ / ٣٣٦ ت ٣٢٤٦) ، تجريد أسماء الصحابة (٢٠ / ٢١٠) ، تنقيح المقال (٣ / ٢٤) ، الإصابة (ت ١٠٦٨٩) ، أسد الغابة (ت ٦٣٣١) ، سير أعلام النبلاء (١ / ١٨٩) ، طبقات ابن سعد (٣ / ٢ / ٢١ ـ ٢٣) ، تهذيب الأسماء واللغات (٢ / ٧٩ ـ ٨٠) ، العبر (١ / ٢٤) ، شذرات الذهب (١ / ٣١) ، البداية والنهاية (٣ / ١٦١) وما بعدها.

(٣) هو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب السيد الشهيد السابق البدري القرشي العدوي ، أول من قدم من المهاجرين ، استشهد يوم أحد ، قتله ابن قمئة الليثي وهو يظنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولما قتل مصعب أعطى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اللواء علي بن أبي طالب ، انظر : سير أعلام النبلاء (١ / ١٤٥ ـ ١٤٨) ، طبقات ابن سعد (٣ / ١ / ٨١ ـ ٨٦) ، حلية الأولياء (١ / ١٠٦ ـ ١٠٨) ، الاستيعاب (١٠ / ٢٥١ ـ ٢٥٣) ، أسد الغابة (٥ / ١٨١ ـ ١٨٤) ، تهذيب الأسماء واللغات (٢ / ٩٦ ـ ٩٧) ، العبر (١ / ٥) ، طبقات القراء (٢ / ٢٩٩) ، العقد الثمين (٧ / ٢١٤ ـ ٢١٦) ، الإصابة (٩ / ٢٠٨ ـ ٢٠٩).

(٤) انظر : سيرة ابن هشام (٢ / ٨١ ـ ١١١) ، السيرة الحلبية (٢ / ١٦) ، وما قبلها وما بعدها ، طبقات ابن سعد (١ / ٣٢١) ، تاريخ الطبري (٢ / ٨٦) وما بعدها ، الدرر في اختصاص المغازي والسير لابن عبد البر (٦٨) ، تاريخ الإسلام للذهبي (٢ / ٢٠٠) ، البداية والنهاية (٣ / ١٥٠) ، ابن سيد الناس (١ / ١٩٢) ، النويري (١٦ / ٣١٢) ، دلائل النبوة للبيهقي (٢ / ٤٤٢ ـ ٤٥٧).

٢٢٢

جوف الليل ، فبايعوه على أن لا يعبدوا إلّا الله لا يشركوا به شيئا ، ويحلّوا حلاله ويحرموا حرامه ، ويمنعونه ما يمنعون به أنفسهم ، وذراريه مما يمنعون ذراريهم (١).

[موقف كفار قريش من بيعة الأوس والخزرج للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم]

(٢) قال : وبلغ قريشا أن الأوس والخزرج بايعوا على سفك دمائهم وهتك حريمهم ، فلما أصبحوا غدوا عليهم فابتدأهم عتبة بن ربيعة (٣) فقال : يا معشر الأوس والخزرج ، بلغنا أنكم بايعتم محمدا على أمر ، وو الله ما أحد أبغض إلينا وإليكم ممن أنشأ العداوة بيننا وبينكم.

وتكلم أبو سفيان بن حرب فقال : يا أهل يثرب ، ظننتم أنكم تخدعون أخانا وابن عمنا وتخرجونه عنا ، فقال حارثة بن النعمان (٤) : نخرجه والله معنا وإن رغم أنفك.

وازدحم الكلام بين الفريقين حتى ضرب عبد الله بن رواحة بيده إلى سيفه وهو يرتجز ويقول (٥) :

الآن لما أن تبعنا دينه

وبايعت أيماننا يمينه

عارضتمونا تبادرونه (٦)

وقبل هذا اليوم تشتمونه

__________________

(١) انظر : تيسير المطالب في أمالي أبي طالب ص (١٢٤) ، الأمالي الاثنينية (خ).

(٢) انظر : السيرة الحلبية (٢ / ١٨ ـ ١٩) ، تيسير المطالب ص (١٢٤).

(٣) هو عتبة بن ربيعة بن عبد شمس (... ـ ٢ ه‍ / ... ـ ٦٢٤ م) أبو الوليد كبير قريش وأحد ساداتها في الجاهلية ، نشأ يتيما في حجر حرب بن أمية ، وأول ما عرف عنه توسطه للصلح في حرب الفجار بين هوازن وكنانة ، أدرك الإسلام ، وطغى فشهد بدرا مع المشركين ، أحاط به الإمام علي عليه‌السلام والحمزة وعبيدة بن الحارث في غزوة بدر فقتلوه ، انظر : الأعلام (٤ / ٢٠٠) ، الروض الأنف (١ / ١٢١) ، نسب قريش (١٥٢ ، ١٥٣) ، المحبر (انظر فهرسته) ، بلوغ الأرب (١ / ٢٤١) ، رغبة الآمل (٢ / ٢٠٥) ، (٣ / ٢٣٧) ، جمهرة أنساب العرب (٧٦ ، ٧٧ ، ٨٠).

(٤) هو حارثة بن النعمان بن نفع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الخزرجي النجاري ، ويقال : ابن رافع بدل : ابن نفع ، شهد بدرا والمشاهد ، كان دينا خيرا بأهله برّا بأمه ، بقي إلى ولاية معاوية ، انظر : سير أعلام النبلاء (٢ / ٣٧٨ ـ ٣٨٠) ، مسند أحمد (٥ / ٤٣٣) ، ابن سعد (٣ / ٤٨٧) ، طبقات خليفة (٩٠) ، التاريخ الكبير (٣ / ٩٣) ، معجم الطبراني (٣ / ٢٥٦) ، المستدرك (٣ / ٢٠٨) ، الاستبصار (٥٩ ـ ٦٠) ، الاستيعاب (١ / ٣٠٦) ، أسد الغابة (١ / ٤٢٩) ، تاريخ الإسلام (٢ / ٢١٥) ، مجمع الزوائد (٩ / ٣١٣) ، الإصابة (٢ / ١٩٠).

(٥) نهاية الصفحة [٩٣ ـ أ].

(٦) في (ب) : فتبادرونه.

٢٢٣

وقال عتبة بن ربيعة : يا معشر الأوس والخزرج ، لسنا نحب أن ينالكم على أيدينا أمر تكرهونه ، وهذه أيام شريفة ، وقد رأينا أن نعرض عليكم أمرا.

فقالوا : ما هو يا أبا الوليد؟

قال : تتركون هذا الرجل عندنا وتنصرفون ، على أن نعطيكم عليه عهدا لا نؤذيه ولا أحدا ممن آمن به ، ولا نمنعه أن يصير إليكم ، ولكن نجعل بيننا وبينكم ثلاثة أشهر ، فإن رأى محمد بعدها اللحوق بكم لم نمنعه.

[خطبة رسول الله (ص) بعيد بيعة العقبة الثانية] (١)

فتكلم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فحمد الله وأثنى عليه وقرأ آيات من الأنعام ، ثم أقبل على الأوس والخزرج ، وقال : «إنكم تكلمتم بكلام أرضيتم الله به ، وقد سمعت مقالة القوم ، فإن أرادوا خيرا فالحمد لله على ذلك ، وإلا فالله لهم بالمرصاد (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ ...) الآية [النحل : ٢٦] ، وإني أراهم طلبوا منكم أجلا وما صبرت عليه من أمرهم إلى الآن أكثر من هذا الأجل ، وقد أذنت لكم بالانصراف إلى بلدكم ، فانصرفوا راشدين جزاكم الله عن نبيكم خيرا».

فعند ذلك ارتحلوا إلى المدينة (٢) ، ورجعت قريش إلى منازلها.

وجعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يأمر أصحابه بالهجرة إلى المدينة ، فجعلوا يخرجون واحدا بعد واحد والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مقيم بمكة (٣).

__________________

(١) انظر السيرة الحلبية (٢ / ١٦).

(٢) في (ب ، ج) : فعندها ارتحلوا إلى المدينة.

(٣) روي أنه مكث صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد الحج «العقبة الثانية» بقية ذي الحجة والمحرم وصفر ، ثم إن مشركي قريش أجمعوا أمرهم ... إلخ. انظر دلائل النبوة للبيهقي (٢ / ٤٦٥) وما بعدها ، والبداية والنهاية (٣ / ١٦٨) وما بعدها.

٢٢٤

[اجتماع كفار قريش بدار الندوة وأمر الله تعالى لرسوله بالهجرة] (١)

فلما رأت قريش أن المهاجرين قد نزلوا دارا ، وأصابوا بها منعة ، حذروا خروج رسول الله إليهم ، فاجتمعوا (٢) إلى دار النّدوة دار قصيّ بن كلاب التي كانت قريش لا تقضي أمرا إلّا فيها.

قال ابن إسحاق (٣) : حدثني ابن أبي نجيح عن مجاهد ، عن ابن عباس أنهم غدوا إليها في اليوم الذي اتعدوا له ، فاعترضهم إبليس ، فقال قائل منهم : احبسوه في الحديد يعنون النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأغلقوا عليه بابا.

فقال إبليس : لا والله ما هذا برأي لئن حبستموه ليرقينّ أمره إلى أصحابه ، وفي نسخة : ليرجعن ، فلأوشك أن يثبوا عليكم فينتزعونه من أيديكم.

فقال قائل (٤) : ننفيه من بلدنا فلا نبالي أين ذهب.

قال إبليس : ما هذا لكم برأي ، ولو فعلتم ما أمت أن يحل على حي فيبايعونه فيسير إليكم بهم (٥).

فقال أبو جهل : أرى أن تأخذوا من كل قبيلة شابا نسيبا ، ثم يعطى كل فتى منهم سيفا صارما ، ثم يضربوه ضربة رجل واحد فيقتلونه ، فيتفرق دمه في القبائل (٦).

فقال إبليس : القول ما قال هذا الرجل ، فتفرقوا على ذلك.

فأتى جبريل رسول الله فقال له : لا تبت هذه الليلة على فراشك.

__________________

(١) انظر : الرحيق المختوم (١٥٣ ـ ١٥٥) ، سيرة ابن هشام (٢ / ١٢٤ ـ ١٢٩) ، رحمة العالمين : محمد سليمان بن المنصور فوري (١ / ٩٥ ، ٩٧ ، ١٠٢) ، (٢ / ٤٧١) ، السيرة الحلبية (٢ / ٤١) ، والخبر كاملا ساقه ابن هشام في السيرة النبوية (٢ / ١٢٤ ـ ١٢٩) ، انظر : طبقات ابن سعد (١ / ٢٢٧ ـ ٢٣٨) ، وصحيح البخاري (٥ / ٥٦) ، الطبري (٢ / انظر الفهرس) ، أنساب الأشراف (١ / ١٢٠) ، الدرر لابن عبد البر (٨٠ ـ ٨٧) ، عيون الأثر (١ / ٢٢١ ـ ٢٣١) ، البداية والنهاية (٣ / ١٧٤ ـ ٢٠٤) ، تاريخ الإسلام للذهبي (٢ / ٢١٨ ـ ٢٣٥) ، النويري (١٦ / ٣٣٠) ، دلائل النبوة للبيهقي (٢ / ٤٦٥) وما بعدها ، والسيرة الحلبية (٢ / ١٦) وما بعدها ، البداية والنهاية (٣ / ١٦٨) وما بعدها.

(٢) نهاية الصفحة [٩٤ ـ أ].

(٣) السند هو : حدثنا أبو أحمد الأنماطي ، قال : أخبرنا هارون بن المبارك ، قال : حدثنا علي بن مهران عن سلمة عن محمد بن إسحاق ، قال : حدثني ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس.

(٤) القائل هو أبو الأسود : زمعة بن الأسود.

(٥) في (ب) ويسير بهم إليكم.

(٦) في (ب ، ج ، د) : فيتفرق دمه في القبائل كلها.

٢٢٥

[أمره صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليا أن ينام على فراشه]

فلما كان العتمة اجتمعوا على بابه وترصدوا له متى ينام.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي عليه‌السلام : «نم على فراشي ، واتشح ببردي هذا الحضرمي فنم فيه» ، وكان رسول الله ينام في بردته تلك إذا نام.

قال الله تعالى : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) [الأنفال : ٣٠] يعني ما دبروه من المكر ، (لِيُثْبِتُوكَ) أي يحبسوك (١) (أَوْ يَقْتُلُوكَ) كما قال لهم أبو جهل ، (أَوْ يُخْرِجُوكَ) من مكة ويقصوك عنها.

ونام علي عليه‌السلام على فراشه كما أمره (٢) ، وخرج رسول الله بالهاجرة ، وأوصى عليا عليه‌السلام باتباعه إلى المدينة.

فخرج رسول الله إلى غار يقال له : ثور ، جبل بأسفل مكة وأبو بكر معه وافقه في الطريق مع عامر بن فهيرة (٣) ، ودليلهم عبد الله بن الأريقط (٤) الليثي ، ويقال : عبد الله بن أرقد ، حتى مضت ثلاثة أيام ، وسكن عن طلبه الناس ، أتاه الذي استأجره له ولأبي بكر ولدليلهم علي عليه‌السلام فركبا ورديف أبي بكر عامر بن فهيرة.

[٩٢] أخبرنا (٥) محمد بن بلال بإسناده عن أبي رافع قال : كان علي عليه‌السلام يجهز

__________________

(١) في (ب) : أي في الحبس.

(٢) نهاية الصفحة [٩٥ ـ أ].

(٣) هو عامر بن فهيرة التميمي مولى أبي بكر ، أبو عمرو كان مولدا من مولدي الأزد ، أسود اللون ، مملوكا للطفيل بن عبد الله بن شخرة فأسلم فاشتراه أبو بكر وأعتقه ، قبل أن يدخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دار الأرقم / وقتل يوم بئر معونة ، وهو ابن أربعين سنة ، قتله عامر بن الطفيل ، انظر : الاستيعاب (٢ / ٣٤٤ ت ١٣٤٦) ، الإصابة (٢ / ٢٥٦ ت ٤٤١٥) ، أسد الغابة (ت ٢٧٢٤) ، تلقيح المقال (٢ / ٦٠٥٩) ، تهذيب التهذيب (ت ٣٢١٤ ، ٥ / ٨٠) ، سيرة ابن هشام (٢ / ١٣٠ ، ١٣١ ، ١٣٣ ، ٢٣٨ ، ٢٣٩).

(٤) هو : رجل من بني عبد بن عدي ، قال الزرقاني على المواهب (١ / ٣٣٩) : وهو من الدليل ، وقيل : الدائل كما في فتح الباري ، وكان الأريقط على دين كفار قريش ، ولم يعرف له إسلام فيما بعد كما جزم ابن عبد الغني المقدسي وتبعه النووي ، وقال ابن حجر في الإصابة : لم أر من ذكره في الصحابة إلا الذهبي في التجريد ، قال السهيل (١ / ٨) : عبد الله بن الأريقط لم يكن آن ذاك مسلما ولا وجدنا من طريق صحيح أنه أسلم بعد ذلك ، السيرة النبوية لابن هشام (٢ / ١٢٩ ، ١٣٣ ، ١٣٦) ، المواهب (١ / ٣٣٩) ، السهيل (١ / ٨) ، الإصابة (٢ / ٢٧٤ ت ٤٥٢٦).

(٥) السند هو هكذا : أخبرنا محمد بن بلال قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سلام قال : حدثنا عباد بن يعقوب قال : حدثنا علي بن هاشم عن محمد بن عبد الله عن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع قال : وأورد الخبر.

٢٢٦

لرسول الله حين كان في الغار الطعام والشراب (١) ، واستأجر له ثلاث رواحل ؛ للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولأبي بكر ولدليلهم (٢).

[استخلافه (ص) عليا لإخراج أهله وأداء وصاياه وأماناته]

وخلّفه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخرج أهله إليه ، فأخرجهم إليه ، وأمره أن يؤدي عنه أماناته ووصاياه من كان يوصي إليه ، وما كان يؤتمن عليه ، فإذا قضى عنه أماناته كلها لحق به ، وأمره أن يضطجع على فراشه ليلة خرج ، وقال : «إن قريشا لن (٣) يفقدوني ما داموا يرونك».

فاضطجع علي على فراش النبي ، وجعلت قريش تطلع ، فإذا رأوه قالوا : هو ذا نائم.

فلما أصبحوا رأوا عليا عليه‌السلام قالوا : لو خرج محمد خرج بعلي معه ، ولم يفقدوه.

[قدوم أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى المدينة]

وأمره النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يخرج فيلحقه بالمدينة ، فلما بلغ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قدومه (٤) قال : «ادعوا لي عليا» ، فقالوا : يا رسول الله لا يقدر أن يمشي على قدميه.

فأتاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلما رآه اعتنقه (٥) وبكى رحمة له ، ولما رأى ما بقدميه من الورم ، وأنهما يقطران دما ، تفل رسول الله في يده ومسحهما ودعا له بالعافية ، فما اشتكاهما حتى استشهد عليه‌السلام (٦).

[٩٣] أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الحديدي بإسناده عن حكيم بن جبير ، عن علي بن

__________________

(١) في (ب ، ج ، د) : حين كان في الغار يأتيه بالطعام والشراب.

(٢) الخبر أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة في معرفة الصحابة في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام (٤ / ١٩) عن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع ، وكذلك أورده الإمام أبو طالب في أماليه ص (٧٥) بنفس سنده عن أبي العباس الحسني.

(٣) في (أ) : لم.

(٤) نهاية الصفحة [٩٦ ـ أ].

(٥) في (أ، ب ، د) : فلما رآه النبي اعتنقه وبكى.

(٦) الخبر أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة في ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام (٤ / ١٩) عن أبي رافع عن أبيه عن جده عن أبي رافع.

٢٢٧

الحسين «قال» (١) : أول من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله علي بن أبي طالب ثم قرأ : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) [البقرة : ٢٠٧] (٢).

وقال علي في ذلك :

وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى

ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر

محمد إذ هموا بأن يمكروا به

فنجاه ذو الطول العظيم من المكر

وبات رسول الله في الغار آمنا

وأصبح في حفظ الإله وفي ستر

وبت أراعيهم متى يثبتونني

وقد صبرت نفسي على القتل والأسر (٣)

__________________

(١) ساقط في (د).

(٢) أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة (٤ / ١٠٣) ، وأحمد في مسنده (١ / ٥٧٢) ، حديث (٣٢١٤) ، البغدادي في تاريخ بغداد (١٣ / ١٩١) ، الدر المنثور (٤ / ٥٠) ، الفصول المهمة (٤٧) ، تذكرة الخواص (٣٥) ، السيرة الحلبية (٢ / ٢٧) ، نور الأبصار للشبلنجي (٨٦) ، إحياء علوم الدين للغزالي (٣ / ٢٤٤) ، والحاكم في المستدرك (٣ / ٥) حديث (٤٢٦٤) ، والمناقب للخوارزمي (١٢٧) ، خصائص النسائي (٨) ، طبقات ابن سعد (٨ / ٣٥ ، ١٦٢) ، كنز العمال (٣ / ١٥٥) ، التفسير الكبير للفخر الرازي (٥ / ٢٤) ، ابن عساكر في تاريخ دمشق (١ / ١٥٣) حديث (١٨٧) من ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، كفاية الطالب للكنجي (٢٣٩) ، ينابيع المودة للقندوزي (١ / ٩٠ ـ ٩١) ، والحسكاني في شواهد التنزيل (١ / ٩٦ ـ ١٠٢).

(٣) الأبيات لأمير المؤمنين عليه‌السلام ، وقد أخرجها الحاكم في المستدرك (٣ / ٥) حديث (٤٢٦٤) ، وهي في تذكرة الخواص (٣٥) ، الفصول المهمة (٤٧) ، المناقب للخوارزمي (١٢٧) ، نور الأبصار (٨٦) ، والأبيات في تلك المراجع هكذا :

وقيت بنفسى خير من وطئ الحصى

ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر

رسول الله خاف أن يمكروا به

فنجاه ذو الطول الإله من المكر

وبان رسول الله في الغار آمنا

موقى وفي حفظ الإله وفي ستر

وبت أراعيهم ولم يتهمونني

وقد وطّنت نفسى على القتل والأسر

وانظر : شواهد التنزيل للحسكاني (١ / ١٠١ ـ ١٠٢) ، والكوفي في المناقب (١ / ١٢٤ ح ٦٩) ، وديوان أمير المؤمنين ، والأبيات في ديوانه عليه‌السلام (ط) (١) ١٩٩٤ م من إصدار دار النجم ـ بيروت : لبنان ص (٤٨) هكذا.

وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى

ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر

محمدا لما خاف أن يمكروا به

فوقاه ربي ذو الجلال من المكر

وبت أراعيهم متى ينشرونني

وقد وطنت نفسي على القتل والأسر

وبات رسول الله في الغار آمنا

هناك وفي حفظ الإله وفي ستر

أقام ثلاثا ثم زمت قلائص

قلائص يفرين الخصى أينما يفري

أردت به نصر الإله تبتلا

وأضمرته حتى أوسد في قبري

٢٢٨

[وصول رسول الله المدينة]

(١) قال ابن إسحاق : وخرج رسول الله من مكة في ربيع الأول ، وقدم المدينة لاثنتي عشرة خلت من شهر ربيع الأول مع زوال الشمس ، فنزل بقباء على بني عمرو (٢) بن عوف من الأنصار.

وأقام علي بمكة ثلاثة أيام (٣) حتى أدّى عن رسول الله الودائع ، فنزل معه على كلثوم بن هدم (٤) من بني عمرو بن عوف ، فأقام رسول الله بقباء يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس ، وأسس مسجدهم ، ثم أخرجه الله يوم الجمعة ، فأتاه عتبان بن مالك وعياش بن عبادة (٥) ، فقالوا : يا رسول الله أقم عندنا في العدد والعدة والمنعة ، قال : «خلوا سبيلها فإنها مأمورة» يعني الناقة ، حتى إذا أتت دار مالك بن النجار بركت على باب المسجد ، مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يومئذ مربد (٦) فلم ينزل عنها ، فسارت غير بعيد ثم رجعت إلى مبركها أول مرة ، ووضعت جرانها وبركت ، فنزل عنها رسول الله واحتمل أبو أيوب ـ خالد بن زيد ـ

__________________

(١) انظر : السيرة الحلبية (٢ / ٥٣ ـ ٦٧) ، سيرة ابن هشام (٢ / ١٣٩ ـ ١٤٠) ، دلائل النبوة للبيهقي (٢ / ٤٩٨) وما بعدها ، بالإضافة إلى المصادر السابقة المشار إليها في هجرته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(٢) هم بطن من الأوس من الأزد من القحطانية ، وهم بنو عمرو بن عوف بن الخزرج. انظر معجم قبائل العرب (٢ / ٨٣٤) ومصادره.

(٣) نهاية الصفحة [٩٧ ـ أ] وفي (ج) : وأقام علي بمكة ثلاث ليال.

(٤) هو كلثوم بن الهدم بن امرئ القيس بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري ، وهو من بني عمرو بن عوف ، كان شيخا كبيرا أسلم قبل مقدم الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المدينة ، ولما قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المدينة ، ونزل بقباء نزل في منزل كلثوم بن الهدم في الليل ، وكان يتحدث بالنهار مع أصحابه في منزل سعد بن الربيع إلى أن ارتحل إلى دار بني النجار ، قال ابن الأثير : وقد قيل : إنه أول من مات من المسلمين بعد مقدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم بعده أسعد بن زرارة ، البداية والنهاية (٣ / ٢٢٩ ـ ٢٣٠) ، (١٩٧) وما بعدها.

(٥) هو عتبان بن مالك الأنصاري أحد بني سالم ، وكان أعمى يؤم قومه على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، روى عنه محمود بن الربيع ، الجرح (٧ / ٣٦ ت ١٩٢) ، وينظر البداية والنهاية (٣ / ١٩٨) وما بعدها ، وعياش هو : عياش بن عبادة بن نقلة.

(٦) قال : الأصمعي : المربد كل شيء حبست فيه الإبل ، ولهذا قيل : مربد النعم بالمدينة ، انظر : معجم البلدان لياقوت (٥ / ٩٧ ـ ٩٨) مادة (مربد).

٢٢٩

رحله فوضعه في بيته ، ونزل عنده رسول الله وسأل عن المربد ، فقال معاذ بن عفراء : (١) يا رسول الله هو لسهل وسهيل ابني عمرو (٢) يتيمين وسأرضيهما منه ، فاتخذه مسجدا.

قال ابن إسحاق (٣) : إن رسول الله كان يعمل بنفسه ليرغب المسلمين في العمل ، وكان عثمان بن عفان من أبطأ أصحابه فيه عملا (٤) ، فقال علي عليه‌السلام :

لا يستوي من يعمر المساجدا

يدأب فيها قائما وقاعدا

ومن يرى من الغبار حائدا (٥)

فأخذها عمار بن ياسر يرتجز بها.

فقال عثمان : قد سمعت ما تقول منذ اليوم يا بن سمية ، والله إني لأرى عرض هذه العصا لأنفك ، فغضب رسول الله وقال : «ما لهم ولعمّار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ، إن عمارا جلدة ما بين عيني وأنفي» (٦).

__________________

(١) هو معاذ بن عفراء ، وعفراء أمه ، وأبوه هو الحارث بن رفاعة من بني مالك بن النجار له صحبة ، توفي أيام على بن أبي طالب عليه‌السلام ، روى شعبة عن سعد بن إبراهيم عن ابن ابنة نصر بن عبد الرحمن عنه. انظر : الجرح (٨ / ٢٤٥ ت ١١١٢) ، تهذيب التهذيب.

(٢) هما سهل وسهيل ابني عمرو الأنصاري النجاري صاحب المربد الذي بنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مسجده ، انظر : أسد الغابة لابن الأثير بتصحيح الشيخ عادل الرفاع ط (١) ١٤١٧ ه‍ دار إحياء التراث العربي (٢ / ٥٥١ ، ٥٥٦) ترجمة (٢٣٠٥ ، ٢٣٢٥).

(٣) في (أ، ب ، ج) : قال أبو العباس عن عثمان بن محمد الحرشي.

(٤) ما قاله ابن إسحاق أشار إليه السهيلي أبو القاسم عبد الرحمن السهيلي المتوفى سنة (٥٨١ ه‍) في كتابه «الروض الأنف» ، وقال : «وقد سمى ابن إسحاق الرجل وكره ابن همام أن يسميه كيلا يذكر أحد من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمكروه ، فلا ينبغي أبدا البحث عن اسمه» ، وقال أبو ذر : «وقد سمى ابن إسحاق الرجل فقال : إن هذا الرجل هو عثمان بن عفان رضي الله عنه» ، السيرة النبوية لابن هشام (٢ / ١٤٢).

(٥) في سيرة ابن هشام :

لا يستوي من يعمر المساجدا

يدأب فيه قائما وقاعدا

ومن يرى عن الغبار حائدا

والأبيات التي أشار إليها المؤلف هي الأبيات التي أشار إليها مؤلف السيرة الحلبية مع اختلاف في الشطر الأخير ؛ إذ أورده هكذا : يرى عن الغبار حائدا ، السيرة الحلبية (٢ / ٧١) ، السيرة النبوية لابن هشام (٢ / ١٤٢).

(٦) وفي رواية : «ما لهم ولعمار! يدعوهم إلى الجنة ، ويدعونه إلى النار ، إن عمارا جلدة ما بين عيني وأنفي» ، انظر سيرة ابن هشام (٢ / ١٤٣). والحديث أخرجه. الذهبي في سير أعلام النبلاء (١ / ٤١٥) بلفظ مقارب ، وفي عمار وردت أحاديث كثيرة ، راجع مصادر ترجمته.

٢٣٠

[مؤاخاته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين أصحابه] (١)

فلما بنى مسجده ومساكنه ، انتقل من بيت أبي أيوب ، حتى إذا كان شهر صفر من السنة الداخلة آخى بين أصحابه.

فكان رسول الله سيد المرسلين وإمام المتقين ، الذي ليس له خطر ولا نظير من العباد المسلمين وعلي بن أبي طالب أخوين ، وحمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة أخوين ، وأبو بكر بن أبي قحافة وخارجة بن زيد أبي زهير الخزرجي أخوين (٢) ، وعمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان أخوين ، وعمر بن الخطاب وعتبان بن مالك أخوين ، وأبو ذر الغفاري والمنذر بن عمرو أخوين (٣) ، وسلمان الفارسي وأبو الدرداء أخوين.

[٩٤] أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان البجلي بإسناده قال : سمعت القاسم بن إبراهيم يقول : أقام رسول الله لما وافى المدينة ، ونزلت عليه آية الجهاد في بيت أبي أيوب (٤) شهرين وخمسة عشر يوما ، ثم تحول إلى الدار التي بناها.

وأنفذ حمزة بن عبد المطلب ومعه زيد بن حارثة في ثلاثين راكبا في طلب مال لقريش وهي أول سرية كانت ، فأصابوا منه بعضه وفاتهم أكثره (٥).

__________________

(١) انظر : البداية والنهاية (٣ / ٢٢٤) وما بعدها.

(٢) هو خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك ، صهر أبي بكر ، بدري قتل بأحد. انظر : الجرح والتعديل (٣ / ٣٧٣ ت ١٧٠٢).

(٣) هو : المنذر بن عمرو بن خنيس بن حارثة الأنصاري الساعدي ؛ المعروف بالمعنق للموت ، شهد العقبة ، وبدرا ، وأحدا ، وكان أحد السبعين الذين بايعوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأحد النقباء الاثني عشر ، كان يكتب في الجاهلية بالعربية ، وآخى الرسول بينه وبين أبي ذر الغفاري. وقال الواقدي : بينه وبين طليب بن عمير ، وقتل في يوم بئر معونة شهيدا ، انظر :

الاستيعاب (٤ / ١٢ ـ ١٣) ت (٢٥٢٣) ، الثقات (٣ / ٣٨٦) ، الاستبصار (١٠٠) ، الأعلام (٧ / ٢٩٤) ، تجريد أسماء الصحابة (٢ / ٩٥) ، تقي بن مخلد (٥٠٠) ، الإصابة (٣ / ٤٦٠ ت ٨٢٢٤) ، أسد الغابة (ت ٥١١٤) ، المسعودي. ط باريس (٣ / ٢٠٠ ـ ٢٠١) ، النويري (١٥ / ٣٢١).

(٤) انظر سير أعلام النبلاء (٢ / ٤٠٢ ـ ٤١٣).

(٥) كانت سرية حمزة بن عبد المطلب في رمضان على رأس سبعة أشهر من الهجرة ، وسيأتي توضيح ذلك. انظر : المغازي للواقدي ، سيرة ابن هشام (٢ / ٢٤٥ ـ ٢٤٨) ، البداية والنهاية (٣ / ٢٣٤).

٢٣١

[تزويج فاطمة عليها‌السلام]

[٩٥] أخبرنا (١) أبو أحمد الأنماطي بإسناده عن محمد بن إسحاق قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي (٢) عليه‌السلام متى زوج رسول الله فاطمة من علي عليه‌السلام قال : بعد الهجرة بسنة بالمدينة.

وأما القاسم بن إبراهيم فإنه يقول فيما روي عنه : بعد الهجرة بخمسة عشر شهرا ، قبل خروجه إلى بدر ، وكان لها أربعة عشر سنة ، وعن غير القاسم : ثماني عشرة سنة (٣).

[٩٦] أخبرنا (٤) محمد بن أبي عمار المقري بإسناده عن أبي جعفر عن أبيه عن جده عن أبيه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله : «إنما أنا بشر مثلكم أتزوجكم وأزوجكم إلّا فاطمة عليها‌السلام ، فإنه نزل تزويجها من السماء».

__________________

(١) السند هو : حدثنا أبو أحمد الأنماطي ، قال : أخبرنا هارون بن المبارك ، قال : حدثنا علي بن مهران ، عن سلمة عن محمد بن إسحاق ، قال : سألت أبا جعفر.

(٢) نهاية الصفحة [٩٩ ـ أ].

(٣) ذكر المحب الطبري في «ذخائر العقبى» أن عليا عليه‌السلام تزوج بفاطمة عليها‌السلام وهي ابنة خمسة عشر سنة وخمسة أشهر أو ستة ونصف ، وكان عمره آنذاك عليه‌السلام إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر ولم يتزوج عليها حتى ماتت ، وعن جعفر قال : تزوج علي فاطمة في صفر في السنة الثانية من الهجرة ، وبنى بها في ذي الحجة على رأس اثنين وعشرين شهرا من التاريخ ، قال أبو عمر : بعد وقعة أحد ، وقال غيره : بعد بناء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعائشة بأربعة أشهر ونصف ، وبنى بها بعد أن عقد بسبعة أشهر ونصف. انظر : ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى للمحب الطبري (ص ٢٦ ـ ٢٧).

(٤) السند هو : أخبرنا ـ حدثنا ـ محمد بن عمار المقري قال : حدثنا محمد بن خلف البغدادي قال : حدثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر ، عن أحمد بن نوح الخزاعي ، عن يحيى بن علي الربعي عن أبان بن تغلب ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، عن أبيه عن جده عن علي عليه‌السلام قال : قال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ... إلخ ، والحديث أخرجه الإمام يحيى بن الحسين بن هارون (أبو طالب) في كتابه تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب. ص (٨٧) ، والهندي في كنز العمال (٦ / ١٥٢) وابن حجر في صواعقه (٧٤) ، والمناوي في كنوز الحدائق ص (٢٩) ، وأخرج الطبراني عن ابن مسعود أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي» ، انظر : كنز العمال (١١ / ٦٠٠ ح ٣٢٨٩١) ، (١٣ / ٦٨٤ ح ٣٧٧٥٣) ، المعجم الكبير للطبراني (٢٢ / ٤٠٨ ح ١٠٢٠) ، الصواعق المحرقة (١٢٤) ، مجمع الزوائد (٩ / ٢٠٤) ، فيض الغدير (٢ / ٢١٥ ح ١٦٩٣) ، ترجمة أمير المؤمنين عليه‌السلام من تاريخ دمشق لابن عساكر (١ / ٢٥٦ ح ٣٠٠) ، ذخائر العقبى ص (٣٢).

٢٣٢

[٩٧] أخبرنا (١) عبد الله بن جعفر الحضرمي بإسناده عن زيد بن علي ، عن أبيه عليهم‌السلام قال : خطب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث زوج فاطمة من علي عليهما‌السلام فقال : «الحمد لله المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته المطاع بسلطانه ، المرهوب من عذابه ، المرغوب إليه فيما عنده ، النافذ أمره في سمائه وأرضه ، ثم إن الله عزوجل أمرني أن أزوج فاطمة من علي ، فقد زوجته على أربعمائة مثقال فضة إن رضي بذلك علي ، ثم دعا بطبق بسر فقال : انتهبوا ، فبينا نحن كذلك ننتهب إذ دخل علي عليه‌السلام فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا علي ، أما علمت أن الله أمرني أن أزوجك فاطمة ، فقد زوجتكها على أربعمائة مثقال فضة إن رضيت ، فقال علي ـ عليه‌السلام : قد رضيت عن الله وعن رسوله ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «جمع الله شملكما ، وأسعد جدّكما ، وأخرج منكما كثيرا طيبا» (٢).

غزواته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسراياه (٣)

جميع غزواته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على رواية أصحاب المغازي التي شهدها بنفسه سبع وعشرون غزوة (٤) ، وسبع وأربعون سرية ، واثنتا عشرة بعثة في الزكاة.

__________________

(١) السند هو : أخبرنا عبد الله بن جعفر الحضرمي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن غزوان ، قال : حدثنا محمد بن عبيد الله بن بكر البغوي ، عن شعيب بن واقد المديني ، عن الحسين بن زيد عن عبد الله بن الحسن بن زيد بن علي عن أبيه.

(٢) الحديث أخرجه المحب الطبري في ذخائر العقبى ص (٢٩ ـ ٣١) ، كما أخرجه أبو الخير القزويني الحاكي في الرياض النظرة (٣ / ١٢٨) ، الصواعق المحرقة (ص ١٤١) ، وابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة أمير المؤمنين (١ / ٢٤٨ ـ ٢٥٨) ، المرقاة في شرح المشكاة (١٠ / ٤٧٦) حديث رقم (٦١٠٤) ، والقندوزي في ينابيع المودة (٢ / ٢٠) عن أنس.

(٣) انظر : كتاب المغازي للواقدي (١ ـ ٣ مجلدات) ، السيرة الحلبية (٢ / ١٢١ ـ ٣٤٧) ، (٣ / ١ ـ ٢٣٩) ، طبقات ابن سعد (٢ / ٣ ـ ١٢٨) ، سيرة ابن هشام الجزء (٢) ، تاريخ الطبري (٢ / ١٢٠) وما بعدها ، (٤ / ٥) وما بعدها ، دلائل النبوة للبيهقي (٣ / ٥) وما بعدها ، البداية والنهاية (٣ ، ٤ ، ٥).

(٤) إلى هذا ذهب الواقدي في كتابه المغازي (١ / ٧) ، وصاحب السيرة الحلبية (٢ / ١٢١) ، طبقات ابن سعد (٢ / ٣) ، السيرة الشامية (٤ / ١٦) ، البداية والنهاية (٣ / ٢٣٤) ، (٢٤٤).

٢٣٣

[أولا : غزواته التي قاتل فيها بنفسه]

والذي قاتل فيها بنفسه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

أولها بدر العظمى في رمضان سنة اثنتين (١) ، ثم أحد في شوال سنة ثلاث (٢) ، ثم الخندق ، وهو يوم الأحزاب ، وبنو قريظة في شوال من سنة أربع (٣) ، ثم بنو المصطلق يوم المريسيع ، ثم بنو لحيان في شعبان من سنة خمس (٤) ، ثم خيبر من سنة ست (٥) ، ثم يوم الفتح في شهر

__________________

(١) خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من المدينة يوم السبت ١٢ رمضان على رأس تسعة عشر شهرا من الهجرة ونزل أدنى بدر عشاء ليلة الجمعة ١٧ رمضان. انظر : تاريخ الطبري (٢ / ١٣١) وما بعدها ، سيرة ابن هشام (٢ / ٦١) ، طبقات ابن سعد (٢ / ٨ ـ ٢٠) ، الأغاني (٤ / ١٧١) ، الواقدي في مغازيه (١ / ١٩ ـ ١٧٢) ، تفسير الطبري (١٣ / ٣٩٩) ، الكامل في التاريخ لابن الأثير انظر فهارس الكتاب ص (٦٤) (بدر) وبدر ماء على ثمانية وعشرين ميلا من المدينة في طريق مكة ، وكانت وقعة بدر يوم الخميس صبيحة سبع عشرة من رمضان. انظر : الروض المعطار (ص ٨٤ ، ٨٥) ، معجم ما استعجم (١ / ٢٣١) ، السيرة الحلبية (٢ / ١٤٣).

(٢) الذي وقفنا عليه أن غزوة أحد كانت في يوم السبت سبعة عشر من شهر شوال على رأس ٣٢ شهرا من مهاجره أي في السنة الثالثة ، وأحد جبل بظاهر المدينة في شمالها على مقدار ستة أميال منها وهو أقرب الجبال إليها ، انظر : الروض المعطار (١٣ ـ ١٤) ، مغازي الواقدي (١ / ١٩٩) ، وما بعدها ، سيرة ابن هشام (٣ / ٣) ، تاريخ الطبري (٢ / ١٨٧) وما بعدها ، السيرة الحلبية (٢ / ٢١٦) ، تاريخ ابن كثير (٤ / ٩) ، دلائل النبوة للبيهقي (٣ / ٢٠١) وما بعدها ، طبقات ابن سعد (٢ / ٢٨) وما بعدها ، الأغاني (١٥ / ١٧٩ ـ ٢٠٧).

(٣) ذهب البيهقي إلى ما ذهب إليه المؤلف ؛ إذ أخرج في كتابه دلائل النبوة : ثم قاتل يوم الخندق وهو يوم الأحزاب ، وبنو قريظة في شوال سنة أربع) ، وقال ابن كثير : كانت غزوة الخندق في شوال سنة خمس من الهجرة ونص على ذلك ابن إسحاق ، وعروة بن الزبير ، وقتادة ، وغير واحد من العلماء وروي عن الزهري أنه قال : ثم كانت وقعة الأحزاب في شوال سنة أربع ، بينما ذهب ابن سعد في طبقاته إلى أنها كانت في ذي القعدة سنة خمس من مهاجره ، وكذلك ذهب الواقدي إلى أنها كانت في ذي القعدة سنة خمس ، انظر : الواقدي (٢ / ٤٤٠) وما بعدها ، دلائل النبوة (٣ / ٣٩٢) وما بعدها ، طبقات ابن سعد (٢ / ٥٠) وما بعدها ، الطبري (٢ / ٢٣٣) ، سيرة ابن هشام (٢ / ١٨٧) ، وفاء الوفاء (٢ / ٣٢٤) ، السيرة الحلبية (٢ / ٣٠٩).

(٤) المصطلق مفتعلن من الصلق وهو رفع الصوت ، وهو لقب واسمه جذيمه بن سعد بن عمرو بن ربيعة بن حارثة ، بطن من خزاعة ، المريسيع : قرية من قرى وادي القرى ، وقال البخاري : هو ماء بنجد في ديار بني المصطلق من خزاعة ، وقال ابن إسحاق : من ناحية قديد إلى الشام ، انظر : الواقدي (١ / ٤٠٤) ، السيرة الحلبية (٢ / ٧٨) ، وما بعدها ، طبقات ابن سعد (٢ / ٤٨) وما بعدها ، وفاء الوفاء (٢ / ٣٧٢) ، دلائل النبوة للبيهقي (٤ / ٤٤) وما بعدها ، أنساب الأشراف (١ / ٦٤) ، الطبري (٢ / ٢٥٤ ، ٢٦٠).

(٥) اسم موضع على ثمانية برد من المدينة وتشمل على حصون ومزارع ونخل كثير. انظر : الروض المعطار (٢٢٨) ، انظر : ابن سعد (٢ / ١٠٦) ، ابن هشام (٣ / ٢٨٣) ، الطبري (٢ / ٢٩٨) ، السيرة الحلبية (٣ / ٣١) ، دلائل النبوة للبيهقي (٤ / ١٩٤) وما بعدها ، أنساب الأشراف (١ / ١٦٩) ، البداية والنهاية (٤٨١) ، السيرة الشامية (٥ / ١٨٠) ، شرح المواهب (٢ / ٢١٧) ، الواقدي (٢ / ٦٣٣).

٢٣٤

رمضان من سنة ثمان (١) ، ثم حنين وحصار أهل الطائف في شوال من سنة ثمان (٢).

[ثانيا : غزواته التي لم يكن فيها قتال]

والتي لم يكن فيها قتال أولها غزوة الأبواء (٣) ، ثم ذو العشيرة (٤) ، ثم يوم بدر الموعد (٥) ، وغزوة غطفان (٦) ، وغزوة قرقرة الكدري (٧) ، وغزوة بواط (٨) ، وغزوة بحران (٩) ،

__________________

(١) يعني به فتح مكة ـ لا خلاف حول فتح مكة من أنه كان في شهر رمضان لسنة ثمان من الهجرة ، انظر : السيرة الحلبية (٣ / ٧) ، تاريخ الطبري (٢ / ٣٢٣) ، دلائل النبوة للبيهقي (٢ / ١٠٢) ، المغازي للواقدي (٢ / ٧٨٠) ، أنساب الأشراف (١ / ١٧٠) ، السيرة الشامية (٥ / ٣٠٤).

(٢) وادي قريب من الطائف بينه وبين مكة بضع عشرة ميلا ، قيل : سمي بحنين بن قاينة بن مهلائيل. وكانت الغزوة في شوال سنة ثمان. انظر : السيرة الحلبية (٣ / ١٠٥) ، طبقات ابن سعد (٢ / ١١٤) ، مغازي الواقدي (٣ / ٨٥٥) ، تاريخ الطبري (٢ / ٣٤٤) ، دلائل النبوة للبيهقي (٥ / ١١٩) ، السيرة الشامية (٥ / ٤٥٩).

(٣) قرية من أعمال الفرع بالمدينة ، قال الواقدي : كانت غزوة الأبواء في صفر على رأس أحد عشر شهرا من مهاجره ، وقيل : إنها في صفر على رأس أحد عشر شهرا أو اثنا عشر شهر من مهاجره ، وذهب ابن سعد في طبقاته إلى أنها كانت في صفر على رأس اثنا عشر شهرا من مهاجره ، وحمل لواء هذه الغزوة الحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ، انظر : الواقدي (١ / ١١) ابن سعد (١ / ٥) ، دلائل النبوة (٣ / ٨) وما بعدها.

(٤) العشيرة من ناحية ينبع بين مكة والمدينة. ذهب الواقدي إلى أنها كانت في جمادى الآخرة على رأس ستة عشر شهرا من مهاجره وهو ما ذهب إليه ابن سعد في طبقاته ، وحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه. انظر دلائل النبوة (٣ / ٨) وما بعدها ، وابن سعد (٢ / ٦) ، الواقدي (١ / ١٢).

(٥) وقيل : بدر الأخرى ... ، وكانت في شهر ربيع الأول على رأس ثلاثة عشر شهرا من مهاجره ، وحمل لواءها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، انظر : ابن سعد (٢ / ٦) ، المغازي (١ / ١٢) ، السيرة الحلبية (٢ / ٢٧٥) ، سيرة ابن هشام (٢ / ٥٨) ، دلائل النبوة (٣ / ٨) وما بعدها.

(٦) وتسمى أيضا : ذي أمر ، وذي أمر موضع من ديار غطفان وهو واد بطريق فيد إلى المدينة على نحو ثلاث مراحل من المدينة بقرية النخيل ، وكانت في ربيع الأول على رأس خمسة وعشرين شهرا من مهاجره ، انظر : السيرة الحلبية (٢ / ٢١٢) ، الواقدي (١ / ١٩٢) ، سيرة ابن هشام (٢ / ١٢٠) ، وفاء الوفاء (٢ / ٢٦٢).

(٧) قيل : غزوة قرقرة الكدر ، ويقال لها : قرقرة الكدرة ، وقيل : قرارة الكدر وهي بناحية معدن بني سليم قريب من الأرحضية وراء سد معونة ، وبين المعدن وبين المدينة ثمانية برد ، وكانت في النصف من المحرم على رأس ثلاثة وعشرين شهرا من مهاجره ، وكان حامل لوائها أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ، انظر : السيرة الحلبية (٢ / ٢١١) ، طبقات ابن سعد (٢ / ٢٣) ، ابن هشام (٢ / ١٢٠) ، الواقدي (١ / ١٨٢).

(٨) بواط : جبال من جبال جهينة من ناحية رضوى ، وهي قريب من ذي خشب ، بين بواط والمدينة ثلاثة برد ، وكانت في ربيع الأول على رأس ثلاثة عشر شهرا من مهاجره ، انظر : طبقات ابن سعد (٢ / ٥) ، مغازي الواقدي (١ / ١٢) ، السيرة الحلبية (٢ / ١٢٥).

(٩) ويقال أيضا : غزوة بني سليم ، وكانت في السادس من جمادى الأولى على رأس سبعة وعشرين شهرا من مهاجره ، وبحران بناحية الفرع وبين الفرع والمدينة ثمانية برد ، انظر : طبقات ابن سعد (٢ / ٢٧) ، الواقدي (١ / ١٩٦) ، السيرة الحلبية (٢ / ٢١٣) ، سيرة ابن هشام (٢ / ١٢١).

٢٣٥

والحديبية (١) ، وتبوك ، وحمراء الأسد (٢).

[ثالثا : سراياه]

وأما سراياه فأولها سرية حمزة بن عبد المطلب إلى ساحل البحر في ثلاثين راكبا بعد تسعة أشهر بعد مقدمه المدينة (٣).

[٩٨] [أخبرنا الحسن بن محمد الجوسقي ، قال : حدثني أبو محمد الأنصاري ، قال : حدثني عمارة بن زيد ، قال : حدثني إبراهيم بن سعد الزهري عن محمد بن إسحاق ، قال] (٤) :

١ ـ أولها سرية عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف (٥) إلى رابغ ، على عشرة أميال من الجحفة (٦).

__________________

(١) اسم بئر قريبة من مكة ، وطريق جدة وهي على تسعة أميال من مكة ، وكانت في السنة السادسة من الهجرة ، انظر : الواقدي (٢ / ٥٧١) ، ابن سعد (٢ / ٧٢) ، السيرة الحلبية (٣ / ٦١) ، ابن هشام (٢ / ٢٢٦ ـ ٢٣٣).

(٢) وهي على ثمانية أميال ، وقيل : عشرة من المدينة عن يسار الطريق إذا أردت ذا الحليفة ، وكانت يوم الأحد لثمانية من شوال على رأس اثنين وثلاثين شهرا من مهاجره ، انظر : طبقات ابن سعد (٢ / ٣٧) ، الواقدي (١ / ٣٣٤) ، ابن هشام (٢ / ١٤٤) ، السيرة الحلبية (٢ / ٢٥٧).

(٣) كانت سرية حمزة في رمضان على رأس سبعة أشهر من مهاجره ، وهو أول لواء عقده الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد أن قدم المدينة ؛ إذ بعثه في ثلاثين راكبا شطرين خمسة عشر من المهاجرين ، وخمسة عشر من الأنصار ، وكان الهدف من هذه السرية الاعتراض لعير قريش القادمة من الشام ، وكان في تلك العير أبو جهل في ثلاثمائة راكب من أهل مكة ، ولم يبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد هذه السرية أحدا حتى غزا بنفسه إلى بدر ، انظر : دلائل النبوة (٣ / ٨) وما بعدها ، طبقات ابن سعد (٢ / ٣ ـ ٤) ، سيرة ابن هشام (٢ / ٢٢٣ ـ ٢٢٤) ، الواقدي (١ / ٩) ، الطبري (٢ / ١٢١) ، الدرر (٩٦) ، البداية والنهاية (٣ / ٢٣٤) ، سبل الهدى (٤ / ٢٥) ، السيرة الحلبية (٣ / ١٥٢).

(٤) في أصولي : قال ابن إسحاق ... ، والسند هو كما أثبتناه.

(٥) ورد في الأصل : عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ، وهو تصحيف ، والصواب أنه : عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف. هو عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي ، كان أحد السابقين الأولين ، أسن من الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعشر سنين ، وعقد له لواء ، فكان كما قيل : أول لواء عقد في الإسلام. توفي بالصفراء ـ فوق ينبع مما يلي المدينة ـ في العشر الأخير من رمضان سنة (٢ ه‍) ، انظر : سير أعلام النبلاء (١ / ٢٥٦) ومصادره.

(٦) كانت إلى بطن رابغ في شوال على رأس ثمانية أشهر من مهاجره ، ورابغ : على عشرة أميال من الجحفة وأنت تريد قديدا عن يسار الطريق ، انظر : الواقدي (١ / ١٠) ، ابن سعد (٢ / ٤) ، الطبري (٢ / ١٢١ ـ ١٢٢) ، سيرة ابن هشام (٢ / ٥٥) ، دلائل النبوة (٢ / ٨) وما بعدها ، السيرة الحلبية (٣ / ١٥٢). أما الجحفة : فقرية جامعة ، بينها وبين البحر ستة أميال ، وبينها وبين مكة نحو ست وسبعين ميلا ، وهي منزل عامر آهل فيه خلق ، وهي أيضا ميقات أهل الشام ومصر والمغرب.

٢٣٦

٢ ـ ثم سرية سعد بن أبي وقاص (١) إلى الخرّار ، وهو قريب من الجحفة ، في ذي القعدة لسبعة أشهر من مقدمه المدينة (٢).

٣ ـ ثم سرية عبد الله بن جحش بن رباب إلى نخلة وادي بستان ابن عبد الله بن عامر ، في رجب بعد سبعة عشر شهرا (٣).

٤ ـ ثم سرية سالم بن عمير (٤) ، في شوال بعد عشرين شهرا من مقدمه المدينة (٥).

٥ ـ ثم سرية زيد بن حارثة (٦) الكلبي إلى القردة من أرض نجد في جمادى الآخرة (٧) بعد ثمانية وعشرين شهرا (٨).

__________________

(١) هو سعد بن أبي وقاص ، واسم أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة ، أبو إسحاق القرشي الزهري المكي أحد السابقين الأولين ، شهد بدرا والحديبية ، وأحد الستة أهل الشورى ، روى جملة صالحة من الحديث ، حدث عنه ابن عمر ، وعائشة ، وابن عباس ، وغيرهم ، أسلم وهو ابن (١٧ سنة) توفي سنة (٥٥ ه‍) ، وقيل : (٥٦ ه‍) ، وقيل : خلاف ذلك ، انظر : سير أعلام النبلاء (١ / ٩٢ ـ ١٢٤) ، مسند أحمد (١ / ١٦٨ ـ ١٨٧) ، طبقات خليفة (١٥ ، ١٢٦) ، حلية الأولياء (١ / ٩٢ ـ ٩٥) ، الاستيعاب (٤ / ١٧٠ ـ ١٧٧) ، أسد الغابة (٢ / ٣٦٦ ـ ٣٧٠) ، طبقات القراء (١ / ٣٠٤) ، تهذيب التهذيب (٣ / ٤٨٣) ، الإصابة (٤ / ١٦٠ ـ ١٦٤) ، تاريخ خليفة (٢٢٣) ، تاريخ الإسلام (٢ / ٢٨١).

(٢) آبار عن يسار المحجة قريب من خم ، وكانت هذه السرية بذي القعدة على رأس تسعة أشهر من مهاجره ، انظر : ابن سعد (٢ / ٤) ، الواقدي (١ / ١١) ، السيرة الحلبية (٣ / ١٥٣) ، دلائل النبوة (٣ / ١٥) ، ابن هشام (٢ / ٥٤).

(٣) هو عبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر الأسدي ، أمه أميمة بنت عبد المطلب وهو حليف لبني عبد شمس ، أسلم قبل دخول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دار الأرقم ، قيل قتله يوم أحد أبو الحكم بن الأخنش بن شريف الثقفي ، قيل : إنه دعا الله عزوجل يوم أحد أن يرزقه الشهادة فاستشهد ، روى عنه سعد بن أبي وقاص ، وسعيد بن المسيب ، وكانت سريته إلى نخلة ، ونخلة وادي بستان بن عامر ، قال البكري : نخلة يمانية وهي بستان بن عامر عند العامة ، والصحيح أن نخلة اليمانية : هي بستان عبيد الله بن معمر ، انظر : الواقدي (١ / ١٣) ، السيرة الحلبية (٣٥٤) ، الاستيعاب (٣ / ١٤ ـ ١٦) ت (١٥٠٢) ، الثقات (٣ / ٢٣٧) ، صفوة الصفوة (١ / ٣٥٨).

(٤) ورد الاسم في الأصل : غالب بن عمير ، وهو تصحيف.

(٥) قيل سالم بن عميرة ، وقيل : سالم بن عمير ، وقال الزرقاني : سالم بن عمرو ، والصحيح أنه سالم بن عمير بن ثابت بن النعمان بن أمية ، شهد بدرا ، وأحدا ، والخندق ، والمشاهد كلها ، وتوفي في زمن معاوية وهو أحد البكائين ، انظر : الاستيعاب (/ ١٣٥ ت ٨٨٥). وكانت سرية سالم بن عمير إلى أبي عفك اليهودي في شوال على رأس عشرين شهرا من مهاجره ، وأبو عفك : من بني عمر بن عوف ، شيخ كبير كان قد بلغ مائة وعشرين سنة ، وكان يحرض على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويقول الشعر ، انظر : السيرة الحلبية (٣ / ١٥٨) ، ابن سعد (٢ / ٢١) ، المغازي (١ / ١٧٤ ـ ١٧٥).

(٦) نهاية الصفحة [١٠١ ـ أ].

(٧) وردت في الأصل : الأول ، والصحيح ما أثبتناه.

(٨) كانت لهلال جمادى الآخرة بعد ثمانية وعشرين شهرا من مهاجره ، وهي أول سرية خرج فيها زيد أميرا ، وكانت هذه السرية إلى القردة ، والقردة : موضع من أرض نجد بين الربذة والغمرة ناحية ذي عرق. انظر : طبقات ابن سعد (٢ / ٢٧) ، مغازي الواقدي (١ / ١٧٩) ، السيرة الحلبية (٣ / ١٣٦).

٢٣٧

٦ ـ ثم سرية عبد الله بن أنيس (١) إلى سفيان بن خالد الهذلي في المحرم بعد أربعة وثلاثين شهرا (٢).

٧ ـ ثم سرية المنذر بن عمرو إلى بئر معونة في صفر بعد سبعة وثلاثين شهرا.

٨ ـ ثم سرية أبي سلمة بن عبد الأسد إلى قطن جبل بناحية فيد من أرض بني أسد في المحرم بعد خمسة وثلاثين شهرا (٣).

٩ ـ ثم سرية محمد بن مسلمة (٤) إلى القرطاء في المحرم من سنة ست (٥).

١٠ ـ ثم سرية مرثد بن أبي مرثد الغنوي إلى الرجيع بعد ستة (٦) وثلاثين شهرا (٧).

__________________

(١) ورد الاسم في الأصل : عمرو بن أنيس ، وهو تصحيف.

(٢) هو عبد الله بن أنيس الجهني ثم الأنصاري ، حليف بني سلمة روى عنه أبو أمامة وجابر بن عبد الله وبشر بن سعيد ، وبنوه : عطية وعمرو وضمرة وعبد الله بنو عبد الله بن أنيس ، توفي سنة (٥٤ ه‍) ، انظر : الاستيعاب (٣ / ٧ ت ١٤٨٥) ، الإصابة (ت ٤٥٦٥) ، أسد الغابة (ت ٢٨٢٧) ، الثقات (٣ / ٢٣٤) ، حلية الأولياء (٢ / ٥) ، تهذيب التهذيب (٥ / ١٤٩). كانت سرية ابن أنيس إلى سفيان بن خالد بن نبيح الهذلي بعرنة ، وهو موضع بقرب عرفة موضع الحجيج ، خرج ابن أنيس من المدينة يوم الاثنين لخمس خلون من المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا من مهاجره صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، انظر : الواقدي (٢ / ٥٣١) ، طبقات ابن سعد (٢ / ٣٩).

(٣) كانت هذه السرية إلى قطن : وهو جبل بناحية فيد به ماء لبني أسد بن خزيمة في هلال المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا من مهاجره صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، انظر : ابن سعد (٢ / ٣٨) ، الواقدي (١ / ٣٤٠).

(٤) هو محمد بن مسلمة بن سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة أبو عبد الله ، وقيل : أبو عبد الرحمن ، وأبو سعيد الأنصاري الأوسي ، روى عنه المسور بن مخرمه ، وعروة بن الزبير ، وابناه : محمود ومحمد ، عاش سبعا وسبعين سنة ، انظر : سير أعلام النبلاء (٢ / ٣٦٩ ـ ٣٧٤) ، طبقات ابن سعد (٣ / ٤٤٣ ، ٤٤٥) ، التاريخ الكبير (١ / ٢٣٩) ، تاريخ الطوسي (١ / ٣٠٧) ، الجرح والتعديل (٨ / ٧١).

(٥) اختلف أصحاب السير في تاريخ هذه السرية ، فذهب الواقدي إلى أنها كانت في المحرم على رأس خمس وخمسين شهرا ، بينما ذهب ابن سعد إلى أنها كانت على رأس تسعة وخمسين شهرا من مهاجره ، وكانت هذه السرية إلى القرطاء ، وهم بطن من بني بكر بن كلاب ، انظر : ابن سعد (٢ / ٦٠) ، الواقدي (٢ / ٥٣٤) ، السيرة الحلبية (١٧٤).

(٦) ورد التأريخ في الأصل : بعد تسعة وثلاثين شهرا.

(٧) هو : مرثد بن أبي مرثد الغنوي ، روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، روى يحيى بن يعلى الأسلمي عن عبد الله بن موسى عن القاسم الشامي عن مرثد الغنوي ، انظر : الجرح (٨ / ٢٩٩ ت ١٣٧٦) ، الاستيعاب (٣ / ٤٤٠ ت ٢٣٩٣) ، وكانت هذه السرية إلى الرجيع ، والرجيع : ماء لبني لحيان من هذيل بين مكة وعسفان ، الروض المعطار (٢٦٧) ، وتسمى غزوة الرجيع ، وكانت في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من مهاجره. انظر : الواقدي (١ / ٣٥٤) ، ابن سعد (٢ / ٤٢).

٢٣٨

١١ ـ ثم سرية عكّاشة بن محصن الأسدي في شهر ربيع الأول سنة ست إلى «الغمر» (١) (٢).

١٢ ـ ثم سرية محمد بن مسلمة إلى ذي القصة على أربعة وعشرين ميلا من المدينة في ربيع الآخر سنة ست (٣).

١٣ ـ ثم سرية أبي عبيدة بن عبد الله بن الجراح إلى ذي القصة أيضا في ربيع الآخر من سنة ست.

١٤ ـ ثم سرية زيد بن حارثة إلى الجموم في شهر ربيع الآخر سنة ست.

١٥ ـ ثم سرية زيد بن حارثة إلى العيص في جمادى الآخر سنة ست (٤).

١٦ ـ ثم سرية زيد بن حارثة إلى الطرف سنة ست (٥).

١٧ ـ ثم سرية زيد بن حارثة إلى ما وراء وادي القرى سنة ست (٦).

__________________

(١) في أصولي : قطن ، والصحيح ما أثبتناه ، والغمر هو غمر مرزوق ، ماء لبني أسد على ليلتين من فيد طريق الأول إلى المدينة ، وكانت في شهر ربيع الأول سنة ست ، انظر : ابن سعد (٢ / ٦٥) ، السيرة الحلبية (٣ / ١٧٦) ، الواقدي (٢ / ٥٥٠).

(٢) هو : عكاشة بن محصن ، أبو محصن الأسدي ، من السابقين الأولين استعمله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على سرية الغمر ، توفي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وله (٤٤ سنة) حدث عنه أبو هريرة ، وابن عباس ، وغيرهما ، انظر : سير أعلام النبلاء (١ / ٣٠٧ ـ ٣٠٨) ، ابن سعد (٣ / ١ / ٦٤) ، الجرح (٧ / ٣٩) ، حلية الأولياء (٢ / ١٢) ، الاستيعاب (٨ / ١١٢) ، أسد الغابة (٤ / ٦٧) ، الإصابة (٧ / ٣٢).

(٣) كانت هذه السرية إلى ذي القصة ، وذي القصة : على بريد من المدينة ، وقيل : (٢٤) ميل منها ، وكانت في شهر ربيع الأخرى من سنة ست من مهاجره ، انظر : ابن سعد (٢ / ٦٥) ، الواقدي (٢ / ٥٥٠).

(٤) والعيص : محل بينه وبين المدينة أربع ليال ، وكانت هذه السرية في جمادى الأولى سنة ست للهجرة ، انظر : ابن سعد (٢ / ٦٦) ، الواقدي (٢ / ٥٥٣) ، السيرة الحلبية (٣ / ١٧٧).

(٥) وردت في الأصل : صرف ، وهو تصحيف والصحيح ما أثبتناه ، وتسمى أيضا سرية بني ثعلبة ، والطرف : ماء قريب من المراض دون النخيل على ستة وثلاثين ميلا من المدينة طريق النقرة على المحجة ، وكانت في جمادى الآخرة سنة ست للهجرة ، انظر : ابن سعد (٢ / ٦٧) ، الواقدي (٢ / ٥٥٥) ..

(٦) وتسمى أيضا سرية زيد بن حارثة إلى حسمى ، وهو إلى جذام ، وهي خلف وادي القرى ، ووادي القرى من أعمال المدينة ، وهي مدينة عامرة كثيرة النخل ، والبساتين ، والعيون ، وكانت في جمادى الآخرة سنة ست ، انظر : السيرة الحلبية (٣ / ١٧٨ ـ ١٧٩) ، ابن سعد (٢ / ٦٧ ـ ٦٨) ، وهناك سرية أخرى لزيد بن حارثة ساقها ابن سعد إلى وادي القرى في طبقاته ، وذلك في رجب سنة ست.

٢٣٩

١٨ ـ ثم سرية عبد الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل في شعبان (١).

١٩ ـ ثم سرية علي بن أبي طالب عليه‌السلام إلى فدك في شعبان ، وهي من المدينة على ست ليال ، وحدود فدك : أحدها ينتهي إلى عريش مصر (٢) ، والحد الثاني إلى أحد ، والثالث إلى دومة الجندل ، والرابع إلى سيف البحر (٣).

٢٠ ـ ثم سرية زيد بن حارثة بناحية وادي القرى ، يقال لها : أم الحقيق ، «على سبع ليال من المدينة» (٤) ، في رمضان سنة ست (٥).

٢١ ـ ثم سرية أبي اليسر (٦) إلى رجل من بني هذيل ، هجا رسول الله فضرب أبو اليسر (٧) رأسه ، فلما انصرف إلى رسول الله دعا له ، وقال : «متعنا الله بك». فبقي حتى شهد مع علي عليه‌السلام المشاهد كلها (٨).

٢٢ ـ ثم سرية عبد الله بن رواحة إلى أسير بن زرام اليهودي (٩) ، في شوال سنة ست (١٠).

٢٣ ـ ثم سرية كرز بن (١١) جابر إلى ناحية قباء في شوال.

__________________

(١) كانت هذه السرية في شعبان سنة ست للهجرة ، وكانت إلى دومة الجندل ، ودومة الجندل : بضم الدال ما بين برك الغماد ومكة ، وقيل : هي ما بين الحجاز والشام والمعنى واحد ، وهي على عشر مراحل من المدينة وعشرين من الكوفة وثمان من دمشق ، واثني عشر من مصر ، انظر : طبقات ابن سعد (٢ / ٦٨) ، الواقدي (٢ / ٥٦٠) ، الروض المعطار (٢٤٥).

(٢) هي أول مسالح مصر وأعمالها ، وهي من سواحل البحر ، ومن العريش تفترق الطريق فتصير طريقين : طريق الجفار وهو الرمل ، وطريق الساحل على البحر ، الروض المعطار (٤١٠).

(٣) كانت هذه السرية إلى بني سعد بن بكر بفدك في شعبان سنة ست. انظر : ابن سعد (٢ / ٦٩) ، الواقدي (٢ / ٥٦٢).

(٤) ساقط في (أ).

(٥) هذه السرية كانت إلى أم قرفة ، ويقال لها : أم الحقيق بناحية وادي القرى على سبع ليال من المدينة ، وكانت في شهر رمضان سنة ست ، انظر : ابن سعد (٢ / ٦٩) ، الواقدي (٢ / ٥٦٤).

(٦) في (أ) : أبو ، وهو خطأ لغوي.

(٧) نهاية الصفحة [١٠٢ ـ أ].

(٨) هو : كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن غزية ، وقيل : كعب بن عمرو بن مالك الأنصاري السلمي ، شهد صفين مع أمير المؤمنين ، يعد من أهل المدينة ، وبها كانت وفاته سنة (٥٥ ه‍) ، انظر : الاستيعاب (٣ / ٣٨٠ ت ٢٢٢٦) ، طبقات ابن سعد (٣ / ٥٨١) ، سيرة ابن هشام (٢ / ١٠٥) ، تاريخ أبي زرعة (١ / ٤٧٦) ، المعرفة والتاريخ (١ / ٣١٩).

(٩) وردت في الأصل : أسد بن روام.

(١٠) انظر : ابن سعد (٢ / ٧٠) ، الواقدي (٢ / ٥٦٦).

(١١) هو كرز بن جابر بن حسيل ، ويقال : ابن حسل بن لاحب أسلم بعد الهجرة ـ قتل يوم الفتح سنة (٨ ه‍) ، انظر : الاستيعاب (٣ / ٣٧٠ ـ ٣٧١) ت (٢٢١١) ، الإصابة (ت ٧٤٠٩) ، أسد الغابة (ت ٤٤٤٩). وكانت هذه السرية إلى العرنين في شوال سنة ست ناحية قباء قريب من عير على ستة أميال من المدينة انظر : ابن سعد (٢ / ٧١) ، المغازي (٢ / ٥٦٨).

٢٤٠