المصابيح

الإمام أبو العباس الحسني

المصابيح

المؤلف:

الإمام أبو العباس الحسني


المحقق: عبدالله بن عبدالله بن أحمد الحوثي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية
الطبعة: ٢
الصفحات: ٦٧٢

خرج فينا كذاب يزعم أنه رسول الله (١) ، فتابعه من بلدنا سفهاء «لا خير فيهم» (٢) وقد نهيناهم ، فبغوا علينا وهربوا وصاروا إليك ليفسدوا ملكك ورعيتك.

وتكلمت البطارقة ، وقالوا : أيها الملك الرأي أن تردهم إلى قومهم فهم أعلى بهم عينا.

فغضب النجاشي ، وقال : لاها ، أيم الله ما هم أولى بهم منا.

وفي نسخة أخرى : لاها الله أبدا ، لا أسلم قوما يختاروني على من سواي ، ولكني باعث إليهم وأسائلهم.

ثم دعاهم ، فلما جاءهم رسوله قالوا : ما ذا نقول إذا ساءلنا؟

فقال جعفر عليه‌السلام : نقول والله ما علمنا من الحق ، وما أمر به نبينا من الصدق كائنا ذلك ما كان.

فلما جاءوه لم يسجدوا له. فقال عمرو : أيها الملك إنهم قد استكبروا أن يسجدوا لك.

فقال النجاشي : ما منعكم من ذلك وأن تحيوني تحية من قصد (٣)؟

فقال جعفر عليه‌السلام : أيها الملك إنا لا نسجد إلّا للذي خلقنا وخلقك.

قال النجاشي : ما هذا الدين الذي فارقتم به قومكم ولم تتبعونا ، فإن قومكم يستردونكم؟

فقال جعفر : سل هذين اللذين قدما ، أعبيد نحن أم أحرار ، فإن كنا عبيدا فردونا إلى موالينا.

فقال : يا عمرو أعبيد هم؟

قال : بل أكفاء أحرار.

وقال جعفر : فسلهما هل سفكنا دما بغير حق نسلم إلى أوليائه؟

فقال عمرو : لا ، ولا قطرة.

فقال جعفر : فهل أخذنا مالا بغير حق.

فقال النجاشي : لو كان عليكم دينا لأدّيته عنكم.

__________________

(١) نهاية الصفحة [٨٠ ـ أ].

(٢) ساقط في (أ).

(٣) في (ب ، ج) : تحية من قصدني.

٢٠١

ثم أقبل على عمرو فقال : يا عمرو ما حجتكما؟

قالا : كنا وهم على دين آبائنا وآبائهم فتركوه إلى غيره.

فقال النجاشي : إنما اختاروا لأنفسهم دينا (١) كما اخترتم أنتم عبادة الأصنام.

فقال جعفر عليه‌السلام : أتسمع أيها الملك ، كنا وهؤلاء أهل جاهلية جهلاء ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف ، وكنا لا نعرف معروفا ، ولا ننكر منكرا ، فبعث الله إلينا رسولا ما نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعانا إلى الله لنوحده ، ونعبده ، ونخلع ما دونه من الأحجار والأوثان ، وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، والكف عن المحارم والدماء والفواحش وقول الزور ، وأكل مال اليتيم ، وقذف المحصنة ، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام ، فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به من الله ، فعدا علينا قومنا ، فخرجنا إليك واخترناك على غيرك ورجونا أن لا نظلم عندك.

فقال النجاشي : هل معك مما نزل من عند الله شيء تقرؤه؟

فقرأ عليه صدرا من كهيعص (٢).

فبكى والله النجاشي (٣) وأساقفته حتى اخضلت لحاهم ومصاحفهم.

فقال النجاشي : هذا والذي جاء به موسى من مشكاة واحدة (٤) انطلقا ، فو الله لا أسلمهم إليكما أبدا ، فلما خرجا من عنده قال عمرو : والله لأستأصلن خضراءهم غدا.

__________________

(١) نهاية الصفحة [٨١ ـ أ].

(٢) أي صدرا من سورة «مريم» وقد أخرج الخبر ابن هشام (١ / ٣٣٤) مطولا وأبو نعيم في الحلية (١ / ١١٥) وسنده صحيح ، وأحمد في المستدرك (١ / ٢٠١) ، (٢٩٠ ـ ٢٩٢) ، مجمع الزوائد (٦ / ٢٤ ـ ٢٧) ، والذهبي في ترجمة جعفر من سير أعلام النبلاء (١ / ٢١٥ ـ ٢١٦) السيرة الحلبية (١ / ٣٣٨ ـ ٣٤١) ، وابن إسحاق في سيرته مصدر سابق ، البداية والنهاية (٣ / ٦٦) وما بعدها.

(٣) في (ب ، ج ، د) : فبكى النجاشي.

(٤) وفي رواية جاء به عيسى من مشكاة واحدة ، انظر السيرة الحلبية (١ / ٣٤١).

٢٠٢

فلما كان من الغد غدا عليه فقال : أيها الملك إنهم يقولون في عيسى بن مريم قولا عظيما.

فأرسل إليهم واسألهم ، فقال جعفر عليه‌السلام : نقول فيه ما قال فيه نبينا (١) : إنه عبد الله ورسوله ، وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء.

فضرب النجاشي بيده إلى الأرض وأخذ (٢) عودا ، وقال : ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العود ، ورد عمرا (٣) وأصحابه ، وقال : ردوا عليهما هديتهما ، فخرجا من عنده مقبوحين.

[(٤) علي بن أبي طالب عليه‌السلام]

وأما علي عليه‌السلام فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ضمّه إليه في صغره ، فلم يزل معه يغذوه ويعلمه ، ويودعه حكمة ، ثم أقامه وزيرا وخليفة ، وإماما بعده على جميع المسلمين ، وأمرهم بطاعته.

[٧١] كما أخبرنا (٤) إسحاق بن إبراهيم الجديدي بإسناده عن أنس بن مالك.

قال : قال رسول الله : «إن أخي ووزيري وخليفتي في أهلي ، وخيرة من أترك بعدي ليقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب» (٥).

[٧٢] أخبرنا الحسن بن علي بن أبي الربيع القطان بإسناده عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إن التاركين لولاية علي بن أبي طالب هم الخارجون من ديني فلا أعرفنّ خلافكم على الأخيار من بعدي» (٦).

__________________

(١) في (ب) : نقول فيه ما جاء به نبينا.

(٢) نهاية الصفحة [٨٢ ـ أ].

(٣) في (ب) : وزبر بعمرو وأصحابه.

(٤) السند هو : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الجديدي ، حدثنا محمد بن إدريس الحنظلي ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن مطر بن ميمون الوراق ، عن أنس.

(٥) أخرجه الكوفي في المناقب بلفظه عن أنس بن مالك عن سلمان (١ / ٣٨٦ ـ ٣٨٧) ح رقم (٣٠٦) وقريبا منه أحمد بن حنبل في الفضائل حديث رقم (١٧٤) طبعة قم ، والكوفي في المناقب (١ / ٤٤٥ ح ٣٤٥).

(٦) أخرجه الكوفي في المناقب من حديث طويل (ح / ٨٩٢ ، ٩٠٤) والحديث (٩٠٤).

٢٠٣

[٧٣] أخبرنا (١) الحسن بن علي بن أبي الربيع القطان بإسناده عن حذيفة قال : قال رسول الله : «إن لكل نبي وصيا ، وإن عليا وصيي ووارثي» (٢).

[٧٤] أخبرنا أحمد بن سعيد بن عثمان الثقفي بإسناده عن عمّار بن ياسر قال : قال رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب ، من تولاه فقد تولاني ، ومن تولاني فقد تولى الله ، ومن أحبه فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، ومن (٣) أبغضني فقد أبغض الله» (٤).

[٧٥] أخبرنا (٥) محمد بن بلال بإسناده عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله : «من أحب عليا ووالاه أحبه الله وهداه ، ومن أبغض عليا وعاداه أصمه الله وأعماه ، وجبت رحمة ربي لمن أحب عليا وتولّاه ، ووجبت لعنة ربي لمن أبغض عليا وعاداه».

__________________

(١) يروي المؤلف الحديث بطريقين هما :

الأول : طريق ابن مظفر بن إبراهيم الصيرفي بإسناده عن أبي برزة عن أبيه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

والثاني : طريق الحسن بن علي بن أبي الربيع القطان بإسناده عن حذيفة ، وهناك سند ثالث عن ابن عباس.

(٢) أخرجه ابن المغازلي في المناقب عن عبد الله بن بريدة قال : قال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لكل نبي وصي ووارث وإن وصيي ووارثي علي بن أبي طالب» المناقب (ص ١٤١) حديث رقم (٢٣٨) كما أخرجه الخطيب الخوارزمي في المناقب ، والمحب الطبري في الذخائر (٧١) الرياض النضرة (٢ / ١٧٨) ، وقال : أخرجه الحافظ أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة. كما ذكره في الاعتصام بحبل الله في الجزء (٥) نقلا عن المصابيح ، وانظر المناقب للكوفي فقد أورد مثله بروايات عدة. (ينظر الجزء الخاص بفهارسه) وأخرجه الخوارزمي في المناقب (٤٢) ، والحلي في كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين ص (٢٦٢) الأميني في كتاب الغدير (٢ / ٢٧٨ ـ ٢٨٩) ، والسيد الحسين شرف الدين (خ) كتاب المراجعات (١٨٧) ، والحلي كشف الغمة (١ / ٦٢).

(٣) نهاية الصفحة [٨٣ ـ أ].

(٤) أخرجه الكوفي في المناقب بروايات عدة ، عن عمار وغيره انظر الأحاديث (١٤٠ ، ٨٥٨ ، ٨٦٨ ، ٨٨٥) ، وابن المغازلي في المناقب حديث رقم (٢٧٧ ، ٢٧٨ ، ٢٧٩) ، والهندي في كنز العمال (٦ / ١٥٤) بالإسناد إلى أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر وقال : رواه الطبراني في المعجم الكبير ، وهو في منتخب كنز العمال (٥ / ٣٢) ، وعزاه للطبراني وابن عساكر ، وأخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد (٩ / ١٠٨) من طريق الطبراني ، والمحب الطبري في الرياض النضرة (١ / ١٦٥) ذخائر العقبي (٦٥) والقندوزي في ينابيع المودة (٢٣٧).

(٥) السند هو هكذا : أخبرنا محمد بن بلال ، قال : حدثنا محمد بن عبد العزيز ، قال : حدثنا يحيى الحمائي ، قال : حدثنا أبو وكيع ، عن أبي إسحاق ، عن أبي جعفر ، قال : قال رسول الله.

٢٠٤

فقالت عائشة : يا رسول الله أدع لي ولأبي.

فقال رسول الله : «إن كنت أنت وأبوك ممن أحب عليا وتولاه وجبت لكما رحمة ربي ، وإن كنتما ممن أبغض عليا وعاداه فقد وجبت لكما لعنة ربي».

فقالت : أعاذني الله أن أكون أنا وأبي كذلك.

فقال رسول الله : «أبوك أول من يغصبه حقه ، وأنت أول من يقاتله» (١).

[٧٦] أخبرنا (٢) أبو يعقوب الجديدي بإسناده عن أسعد بن زرارة قال : قال رسول الله : «أوحى الله إليّ في عليّ ثلاثا : أنه سيد المسلمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين» (٣).

[(٥) أم هانئ ابنة أبي طالب]

وأما أم هانئ فاسمها فاختة (٤) ، وكانت إحدى المهاجرات المبايعات ، وكانت عند هبيرة بن أبي وهب المخزومي وولدت له جعدة بن هبيرة.

[٧٧] أخبرنا (٥) عبد الرزاق بن محمد بإسناده عن أم هانئ بنت أبي طالب ، قالت : خطبني

__________________

(١) للحديث مصادر وأسانيد عديدة ، وقد أفرد الفيروزآبادي في كتابه فضائل الخمسة من الصحاح الستة بابا تحت عنوان «باب إن من أحب عليا عليه‌السلام فقد أحب الله ، ومن أبغض عليا عليه‌السلام فقد أبغض الله» وذلك في (٢ / ٢٢٣ ـ ٢٢٩). وبلفظ مختلف عما هنا أخرجه الحلي في كشف الغمة (٢٧٤ ـ ٢٧٥) ولفظه (... ثم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «قاتل الله من قاتلك وعادى من عاداك ، فقالت عائشة : ومن يقاتله ومن يعاديه؟ قال : أنت ومن معك مرتين» ، وانظر اليقين لابن طاوس (١٤ ، ١٧ ـ ١٨) ، (٤١) نقلا عن مناقب ابن مردويه.

(٢) في (ب) : أخبرنا الرواة عن ابن عباس.

(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك (٣ / ١٣٧) ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ، كما ذكره المتقي الهندي في منتخب كنز العمال (٦ / ١٥٧) ، وذكره ابن حجر في الإصابة (٢ / ٢٧٤) وابن الأثير في أسد الغابة مرتين (١ / ٣٦٩ / ١٦٦) والمحب الطبري في الرياض النضرة (٢ / ١٧٧) ، والهيثمي في مجمع الزوائد (٩ / ١٢١) حلية الأولياء (١ / ٦٦ ، ٦٣).

(٤) فاخته (أم هاني) : السيدة الفاضلة أم هاني بنت عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية المكية أخت أمير المؤمنين علي وجعفر ، كانت تحت هبيرة بن عمرو بن عائذ المخزومي فهرب يوم الفتح إلى نجران. أولدها عمرو بن هبيرة وجعدة ، وهانئا ويوسف ، أسلمت يوم الفتح ، لم يذكر أحد أن هبيرة أسلم ، عاشت إلى بعد سنة (٥٠ ه‍) ، انظر : طبقات ابن سعد (٨ / ٤٧) ، المستدرك (٤ / ٥٢) ، الاستيعاب (٤ / ١٩٦٣) ، أسد الغابة (٧ / ٢١٣ ، ٤٠٤) ، تهذيب التهذيب (١٢ / ٤٨١) ، الإصابة (١٣ / ٣٠٠) ، سير أعلام النبلاء (٢ / ٣١١ ـ ٣١٤).

(٥) في (ب) : وروى عن ابن عباس.

٢٠٥

رسول الله فقلت : يا رسول الله ما بي عنك رغبة ، وما أحب أن أتزوج وبنيّ صغار ، فقال رسول الله : «خير نساء ركبن الإبل نساء قريش ؛ أحناه على طفل صغير وأرعاه (١) على بعل في ذات يده (٢)» (٣).

[(٦) جمانة ابنة أبي طالب]

وأما جمانة ، فكانت تحت أبي (٤) سفيان بن الحارث بن عبد المطلب (٥).

وأم هؤلاء البنين والبنات كلهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي.

[إخوة رسول الله من الرضاعة] (٦)

[٧٨] أخبرنا (٧) محمد بن جعفر القرداني بإسناده عن جعفر بن محمد عليه‌السلام أن رسول الله كان له أربعة إخوة بمكة : شريح بن هانئ (٨) ، وأبو سلمة بن عبد الأسد

__________________

(١) في (أ) : فأرعاه.

(٢) ساقط في (أ).

(٣) الحديث أخرجه البخاري ومسلم وأحمد في مسنده (٢ / ٢٦٩) حديث (٧٧٥٩٣) ، والهندي في المنتخب (٥ / ٢٧٧) ، كما أخرجه ابن كثير في البداية والنهاية (٣ / ١٣٣).

(٤) نهاية الصفحة [٨٤ ـ أ].

(٥) هو : أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي أخو نوفل وربيعة ، كان أخا الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الرضاعة ، أرضعتهما حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية ، توفي سنة (٢٠ ه‍) بالمدينة ، انظر : سير أعلام النبلاء (١ / ٢٠٢) ، طبقات ابن سعد (٤ / ١ / ٣٤) ، طبقات خليفة (٦) ، الاستيعاب (٤ / ٢٣٧ ت ٢٠٣) ، الإصابة (ت ١٠٠٢٨) ، أسد الغابة (٦ / ٤٤) ، العبر (١ / ٢٤) ، مجمع الزوائد (٩ / ٢٧٤) ، العقد الثمين (٧ / ٢٥٣) تجريد أسماء الصحابة (٢ / ١٧٣).

(٦) انظر : دلائل النبوة للبيهقي (١ / ١٤٨ ـ ١٥٠) ، ذخائر العقبى للمحب الطبري (ص ٢٥٩ ـ ٢٦٠) وفيه : كان له إخوة من الرضاع : حمزة ، وأبو سلمة بن عبد الأسد أرضعتهما مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثويبة جارية أبي لهب ، ومسروح بن ثويبة وأبو سفيان بن الحارث.

(٧) السند هو هكذا : أخبرنا محمد بن جعفر القرداني ، قال : حدثنا أحمد بن خالد ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا مسطرة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد عليه‌السلام.

(٨) هو : شريح بن هاني بن يزيد بن الحارث الحارثي بن كعب ، يكنى أبا المقدم ، وأبوه هاني بن يزيد ، له صحبة ، وهو من أجل أصحاب الإمام علي عليه‌السلام ، حدث عن أبيه ، وعلي ، وعمر ، وعائشة ، وابن أبي وقاص ، وأبي هريرة ، وعنه : ابناه محمد ، والمقدام ، والشعبي ، والقاسم بن مخيمرة ، وغيرهم. قتل في سنة (٩٨ ه‍) ، انظر : سير أعلام النبلاء (٤ / ١٠٧ ـ ١٠٩) ، الإصابة (ت ٣٩٩١) ، أسد الغابة (ت ٢٤٢٨) ، طبقات ابن سعد (٦ / ١٢٨) ، التاريخ لابن معين (٢ / ٢٥١) الاستيعاب (٢ / ٢٥٨ ت ١١٨٠) ، التاريخ الكبير (٤ / ٢٢٨) ، انظر : الاستيعاب ، وسير أعلام النبلاء.

٢٠٦

المخزومي (١) ، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ، وحمزة بن عبد المطلب أخوه من الرضاعة وعمه.

وكان أخوه في البادية ضمرة بن حليمة وأبو قرة (٢).

[أزواج النبي (ص)] (٣)

[أولا : زوجاته اللّائي بنى بهن (ص)]

[٧٩] أخبرنا (٤) أبو أحمد الأنماطي بإسناده عن يحيى بن كثير أن أول امرأة تزوجها رسول الله خديجة ، ثم سودة بنت زمعة (٥) ، ثم عائشة بنت أبي بكر نكحها (٦) وهي ابنة سبع سنين ، وبنى بها وهي ابنة تسع (٧).

__________________

(١) هو أبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقطة بن مرة بن كعب ، أخو الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الرضاعة ، وابن عمته برة بنت عبد المطلب وأحد السابقين الأولين ، هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة. توفي سنة (٣ ه‍) ، انظر : سير أعلام النبلاء (١ / ١٥٠) ، مسند أحمد (٤ / ٢٧) ، ابن سعد (٢ / ١ / ١٧٠ ـ ١٧٢) ، نسب قريش (٣٣٧) ، الجرح والتعديل (٥ / ١٠٧) ، حلية الأولياء (٢ / ٣) ، الاستيعاب (٤ / ٤٤ ت ٣٤٣) ، أسد الغابة (٣ / ٢٩٤ ـ ٢٩٦) ، تهذيب التهذيب (٥ / ٢٨٧) ، الإصابة (٦ / ١٤٠ ـ ١٤٢).

(٢) يمكن توضيح إخوة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الرضاعة على النحو التالي : عبد الله بن الحارث ، وأنيسة بنت الحارث ، وحذافة بنت الحارث وهي الشيماء ، أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي. انظر دلائل النبوة للبيهقي (١ / ١٣٠ ـ ١٥٠) ، ذخائر العقبى (٢٥ ـ ٢٦).

(٣) انظر : السيرة الحلبية (٣ / ٣١٣ ـ ٣٢٥) ، الاستيعاب (١ / ١٤٥ ـ ١٤٧) ، سير أعلام النبلاء (٢ / ٢٥٣) ، (وينظر فهارسه) ، الأمالي الاثنينية (خ) ، السيرة لابن سيد الناس (خ) نسخة خاصة.

(٤) السند لعله هكذا : أخبرنا أبو أحمد الأنماطي ، قال : حدثنا محمد بن سليمان بن الحارث الواسطي ، قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا يحيى بن كثير ، عن عثمان بن ساج ، عن سعيد بن جبير ، عن علي قال.

(٥) هي سودة بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية ، أول امرأة تزوج بها الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد خديجة ، وانفردت به نحوا من (٣ سنوات) أو أكثر حتى دخل بعائشة توفت بالمدينة في شوال سنة (٥٤ ه‍) ، انظر : سير أعلام النبلاء (٢ / ٢٦٥) ، طبقات ابن سعد (٨ / ٥٢ ـ ٥٨) ، الاستيعاب (٤ / ١٨٦٧) ، أسد الغابة (٧ / ١٥٧) ، تهذيب التهذيب (١٢ / ٤٢٧ ت ٨٩٦٨) ، الإصابة (٤ / ٣٣٨ ت ٦٠٦) ، خلاصة تهذيب الكمال (٤٩٢) ، شذرات الذهب (١ / ٣٤ ، ٦٠).

(٦) في (ب ، ج) : نكحها بمكة.

(٧) في (ب ، ج) : تسع سنين ، وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (٢ / ١٣٥) : تزوجها نبي الله قبل مهاجره بعد وفاة الصديقة خديجة بنت خويلد عليها‌السلام وذلك قبل الهجرة ببضعة عشر شهرا ، وقيل : بعامين ، ودخل بها في شوال سنة (٢ ه‍) ، من منصرفه من غزوة بدر وهي ابنة تسع.

٢٠٧

[٨٠] [أخبرنا علي بن الحسين العباسي بإسناده عن محمد بن حبيب قال] (١) : ثم عزبة بنت وردان (٢) ، وهي أم شريك التي وهبت نفسها للنبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ فهؤلاء اللواتي تزوجهن بمكة.

ثم حفصة بنت عمر (٣) ، ثم زينب بنت جديمة (٤) ، ويقال : خديمة بنت الحارث ، ثم أم سلمة وهي هند بنت أبي أمية ، ثم زينب بنت جحش (٥) ، وكانت قبل عند زيد بن حارثة (٦) ،

__________________

(١) في أصولي : قال محمد بن حبيب ، وقد سبق التعليق إلى مثل ذلك ، وعدم ذكر السند هنا مقصودا من المؤلف ليجعل في طرحه وكلامه النسق التسلسلي للأحداث التاريخية ، وزيادة للفائدة أثبتنا سند المؤلف إلى ابن حبيب.

(٢) اختلف في اسمها. أم شريك امرأة أنصارية نجارية ، قيل : إنه لم يدخل بها ، وقد وهبت نفسها للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والموضوع موضع خلاف ، انظر : الإصابة (٤ / ٤٦٦ ـ ٤٦٧) ، مسند أحمد (٦ / ٤٤١ ، ٤٦٢) ، التاريخ لابن معين (٧٤٢) ، طبقات ابن سعد (٨ / ١٥٤ ـ ١٥٧) ، طبقات خليفة (٣٢٥) ، الجرح والتعديل (٩ / ٤٦٤) ، المستدرك (٤ / ٣٤) ، الاستيعاب (٤ / ٤٩٦ ت ٣٦٠٣) ، أسد الغابة (ت ٧٤٩٧) ، تهذيب الكمال (١٧٠٣) ، تاريخ الإسلام (٢ / ٣٣٠) ، تهذيب التهذيب (١٢ / ٤٧٢ ت ٩٠٩١) ، خلاصة تهذيب الكمال (٤٩٨).

(٣) هي : حفصة بنت عمر بن الخطاب ، تزوجها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد انقضاء عدتها من خنيس بن حذافة السهمي ، أحد المهاجرين ، في سنة ثلاث من الهجرة ، قالت عائشة : هي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، توفيت حفصة سنة (٤١ ه‍) عام الجماعة وقيل : سنة (٤٥) بالمدينة ، انظر : مسند أحمد (٦ / ٢٨٣) ، طبقات ابن سعد (٨ / ٨١ ـ ٨٦) ، طبقات خليفة (٣٣٤) ، تاريخ خليفة (٦٦) ، الاستيعاب (٤ / ١٨١١) ، أسد الغابة (٧ / ٦٥) ، تهذيب التهذيب (١٢ / ٤١١ ـ ٤١٢) ، الإصابة (١٢ / ١٩٧) ، سير أعلام النبلاء (٢ / ٢٢٧ ـ ٢٣١).

(٤) هي : زينب بنت خزيمة بن عبد الله بن عمر بن عبد مناف بن هلال بن عامر أم المؤمنين ، أم المساكين ، تزوجها صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد مقتل زوجها عبد الله بن جحش يوم أحد ، ومكثت عنده شهرين أو أكثر وتوفت. وهي أخت ميمونة لأمها ، انظر : الإصابة (٤ / ٣١٥ ـ ٣١٦) ، سير أعلام النبلاء (٢ / ٢١٨) طبقات ابن سعد (٨ / ١١٥ ـ ١١٦) ، المستدرك (٤ / ٣٣ ـ ٣٤) ، الاستيعاب (٤ / ٤٠٩ ت ٣٣٩٣) ، أسد الغابة (ت ٦٩٦١) ، العبر (١ / ٥) ، مجمع الزوائد (٩ / ٢٤٨) أعلام النساء (٢ / ٦٥ ، ٥ / ٥٢).

(٥) هي : زينب بنت جحش بن رباب ، وابنة عمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كانت عند زيد مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم زوجها الله تعالى نبيه بنص كتابه بلا ولي ولا شاهد ، انظر : سير أعلام النبلاء (٢ / ٢١١ ـ ٢١٨) ، مسند أحمد (٦ / ٣٢٤) ، طبقات ابن سعد (٨ / ١٠١ ، ١١٥) ، طبقات خليفة (٣٣٢) ، تاريخ خليفة (١٤٩) ، المستدرك (٤ / ٢٣ ـ ٢٥) ، الاستيعاب (٤ / ١٨٤٩) ، أسد الغابة (٧ / ١٢٥) ، تهذيب التهذيب (١٢ / ٤٢٠ ـ ٤٢١) ، الإصابة (١٢ / ٢٧٥) ، كنز العمال (١٣ / ٧٠٠).

(٦) هو : زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى ، الأمير الشهيد النبوي المسمى في سورة الأحزاب ، أبو أسامة الكلبي ، انظر : سير أعلام النبلاء (١ / ٢٢٠ ـ ٢٣٠) ، مسند أحمد (٤ / ١٦١) ، طبقات ابن سعد (٣ / ١ / ٢٧) ، طبقات خليفة (٦) ، تاريخ خليفة (٨٦ ، ٨٧) ، الجرح والتعديل (٣ / ٥٥٩) ، الاستيعاب (٤ / ٤٧) ، أسد الغابة (٢ / ٢٨١) ، الإصابة (٤ / ٤٧) ، تهذيب التهذيب (٣ / ٤٠١).

٢٠٨

ثم أم حبيبة ، وهي رملة بنت أبي سفيان (١) ويقال هند ، ثم جويرية (٢) واسمها برة بنت الحارث بن أبي ضرار (٣) من خزاعة ، ثم صفية (٤) بنت حيي بن أخطب (٥) ، ثم ميمونة بنت الحارث خالة عبد الله بن العباس (٦).

فهؤلاء اللّواتي دخل بهن (٧).

وطلّق منهن عزبة ، وأراد طلاق سودة ، وصفية ، وجويرية ، وأم حبيبة ، وميمونة (٨).

[ثانيا : اللاتي لم يدخل بهن صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم]

واللّاتي لم يدخل بهن من أزواجه : خولة بنت الهذيل بن هبيرة (٩) ، وسراف أخت دحية بن خليفة الكلبي (١٠) ماتت قبل ذلك ، ووسناء بنت صلت (١١) ، ماتت كذلك ، وريحانة (١٢) بنت

__________________

(١) هي : رملة بنت أبي سفيان بن صخر بن حرب ، مسندها خمسة وستون حديثا ، وهي من بنات عم الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عقد له صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليها بالحبشة وأصدقها عنه صاحب الحبشة (٤٠ دينارا) سنة ست ، توفيت سنة (٤٤ ه‍) وقيل : (٤٢ ه‍). انظر : سير أعلام النبلاء (٢ / ٢١٨ ـ ٢٢٣).

(٢) هي : جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية ، سبيت يوم غزوة المريسيع في السنة الخامسة ، وكان اسمها : برة فغير ، وكانت من أجمل النساء ، توفيت سنة (٥٠ ه‍) وقيل : (٥٦ ه‍) جاء لها (٧) أحاديث. انظر : سير أعلام النبلاء (٢ / ٢٦١ ـ ٢٦٥).

(٣) ورد الاسم في (د) : برة بنت الحارث بن ضرار.

(٤) نهاية الصفحة [٨٥ ـ أ].

(٥) هي صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية ، من سبط اللّاوي بن نبي الله إسرائيل بن إسحاق بن إبراهيم ، ومن ذرية رسول الله هارون عليه‌السلام ، تزوجها قبل إسلامها سلام بن أبي الحقيق ، ما بلغت سبع عشرة سنة يوم دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. انظر : سير أعلام النبلاء (٢ / ٢٣١ ـ ٢٣٨).

(٦) هي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم ، زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأخت أم الفضل زوجة العباس ، وخالة خالد بن الوليد ، وخالة ابن عباس ، توفت سنة (٦١ ه‍) ولها (٨٠ سنة) وقيل : سنة (٥١ ه‍). انظر : سير أعلام النبلاء ومصادره (٢ / ٢٣٨ ـ ٢٤٥).

(٧) انظر الاستيعاب (١ / ١٤٦ ـ ١٤٧). الأمالي الاثنينية (خ) الباب السابع في ذكر أزواجه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على التعيين والتفصيل.

(٨) انظر كتب السير والتراجم ، الأمالي الاثنينية (خ).

(٩) هي خولة بنت الهذيل بن هبيرة بن قبيصة بن الحارث بن حبيب ، تزوجها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيما ذكره الجرجاني النسابة فهلكت في الطريق قبل وصولها إليه. انظر : الاستيعاب (٤ / ت ٣٣٦٣) ، الإصابة (ت ١١١٣٦) ، أسد الغابة (ت / ٦٨٩٧).

(١٠) انظر الأمالي الاثنينية (خ) ، فقد أورد كل ذلك تفصيلا خلال الباب السابع منه.

(١١) هي سناء بنت أسماء بن الصلت السلمية تزوجها صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فماتت قبل أن يدخل بها فيما ذكره معمر بن المثنى. انظر : الاستيعاب (٤ / ت ٣٤٢٢) ، الإصابة (ت / ١١٣٤٤) ، أسد الغابة (ت / ٧٠٢٢) ، الأمالي الاثنينية (خ).

(١٢) هي : ريحانة سرية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بنت شمعون بن زيد بن خنافة من بني قريظة. ماتت قبل وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. انظر : الاستيعاب (٤ / ت ٣٣٨٤) ، الإصابة (ت / ١١٢٠) ، أسد الغابة (ت / ٦٩٤٢) ، الأمالي الاثنينية (خ).

٢٠٩

شمعون بن زيد القرظية ، عرض عليها الاسلام فأبت إلّا اليهودية فعزلها ثم أسلمت ، فعرض عيها التزويج وضرب الحجاب ، فقالت : بل تتركني في ملكك. فلم تزل في ملكه.

وأسماء بنت النعمان بن الأسود بن الحارث الكندي (١) ، وكانت من أجمل نسائه ، وأشبهن.

[٨١] أخبرنا أحمد بن على ـ وكان أبوه قاضيا ليحيى بن الحسين ـ عن محمد بن يحيى بن الحسين عن أبيه أن أسماء بنت النعمان كانت عائشة بنت أبي بكر قالت لها : إن أردت أن تحظي عند رسول الله فإذا مد يده إليك فقولي : أعوذ بالله منك.

ففعلت ما أمرتها ، فصرف وجهه عنها ، وقال : «أمن عائذ الله الحقي بأهلك» (٢).

وكذلك فعل في زوجته جرينة بنت أبي أسيد (٣) ، ولي عائشة وحفصة مشطها والقيام عليها.

فقالت إحداهما : إن رسول الله يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول : أعوذ بالله منك ، فلما دخل عليها صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قالت : أعوذ بالله منك ، قالت : فوضع كمه على وجهه واستتر وقال : «عذت معاذا» (٤) ثلاث مرات. ثم خرج ، فأمر أبا أسيد (٥) أن يلحقها بقومها ويمتعها بثوبي كتان ، فذكر أنها ماتت كمدا رحمها الله (٦).

__________________

(١) هي : أسماء بنت النعمان بن الجون بن شرحبيل ، وقيل : أسماء بنت النعمان بن الأسود بن الحارث بن شرحبيل بن النعمان بن كندة ، أجمعوا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تزوجها ، واختلفوا في قصة فراقه لها. انظر : الاستيعاب (٤ / ت ٣٢٦٦) ، الإصابة (ت / ١٠٨١٥) ، أسد الغابة (ت / ٦١٨٦) ، سير أعلام النبلاء (٢ / ٢٥٧) ، الأمالي الاثنينية (خ) الباب السابع.

(٢) أخرجه ابن سعد (٨ / ١٠١ ، ١٠٤) ، والدارقطني في السنن (٤ / ٢٩) ، والبيهقي في السنن الكبرى (٧ / ٣٩ ، ٣٤٢) ، والحاكم في المستدرك (٤ / ٣٤ ، ٣٥) ، وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (٥ / ٣٠٠) ، والاستيعاب (٤ / ٣٤٩) في ترجمتها.

(٣) جرينة بنت أبي أسيد : انظر الأمالي الاثنينية (خ) الباب السابع ، فقد أورد ذلك تفصيلا.

(٤) نهاية الصفحة [٨٦ ـ أ].

(٥) هو : أبو أسيد ثابت الأنصاري ، وقيل : عبد الله بن ثابت ، كان يخدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، انظر : الاستيعاب (٤ / ت ٢٨٧٣) ، الإصابة (ت ٩٥٣٤) ، تجريد أسماء الصحابة (٢ / ١٥٠) ، تقريب التهذيب (٢ / ٣٩١) ، الكنى والأسماء (١٦).

(٦) انظر : الاستيعاب (٤ / ت ٣٤٧٦ ، ت ٣٤٦٢) ، ابن ماجة (ح ٢٠٣٧) ، مسند أحمد (٣ / ٤٩٨) ، ابن سعد (٨ / ١٠٤) ، الطبراني في الكبير (١٩ / ١٦٢) ، الهيثمي (٤ / ٣٤٢) ، وقد اختلف هل هي ما ذهب إليه المؤلف ، أم أنها عمرة بنت يزيد الكلابية. انظر : الإصابة (٤ / ٣٦٨ ت ٧٦٣).

٢١٠

قال (١) محمد بن حبيب : وقتيلة بنت قيس بن معدي كرب بن جبلة الكندي (٢) أخت الأشعث بن قيس (٣) ، قبض رسول الله قبل خروجها إليه من اليمن.

وعمرة بنت يزيد بن عبيد (٤) بلغه أن بها بياضا (٥) فطلقها ولم يدخل بها.

وعالية بنت ظبيان (٦) ، وليلى بنت الخطيم الأوسى (٧) ، وصفية بنت بسامة العنبرية (٨) ، وضباعة بنت عامر القشيرية (٩).

[أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وبعض أخبارها]

فأما خديجة عليها‌السلام فكانت من أكرمهن عليه ، وتزوجها وهي ابنة أربعين سنة ، وهو يومئذ ابن خمس وعشرين سنة ، ولم يتزوج عليها حتى ماتت.

__________________

(١) مقولة ابن حبيب هي استئناف من المؤلف للرواية السابقة بعد أن خللها برواية أحمد بن علي وبنفس السند السابق.

(٢) هي قتيلة بنت قيس بن معدي كرب الكندية ، أخت الأشعث بن قيس الكندي ، تزوجها صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سنة عشر ، ثم اشتكى في النصف من صفر ثم قبض يوم الاثنين ليومين مضيا من ربيع الأول سنة (١١ ه‍) ، ولم تكن قدمت عليه ولا رآها ولا دخل بها ، انظر : الاستيعاب (٤ / ت ٣٥٠٣) ، أسد الغابة (ت ٧٢١٩) ، سير أعلام النبلاء (٢ / ٢٦٠).

(٣) هو الأشعث بن قيس بن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية. حدث عنه الشعبي ، وقيس بن أبي حازم ، وأبو وائل ، وأرسل عنه إبراهيم النخعي ، أصيبت عينه يوم اليرموك ، وكان أكبر أمراء الإمام علي يوم صفين ، انظر : سير أعلام النبلاء (٢ / ٣٧ ـ ٤٣) ، تهذيب التهذيب (١ / ٣٥٩) ، الإصابة (١ / ٧٩) ، تاريخ خليفة (١١٦ ، ١٩٣ ، ١٩٩) ، المعارف (١٦٨ ، ١٨٩ ، ٣٣٣) ، الاستيعاب (١ / ١٢٣).

(٤) هي : عمرة بنت يزيد الكلابية ، تزوجها صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فبلغه أن بها برصا فطلقها ولم يدخل بها. انظر : الإصابة (٤ / ٣٦٨ ت ٧٦٣) ، أسد الغابة (ت ٧١٤٠) ، الأمالي الاثنينية (خ) الباب السابع.

(٥) أي برصا. انظر الاستيعاب (٤ / ت ٣٤٧٦).

(٦) هي العالية بنت ظبيان بن عمرو بن عوف ، تزوجها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فبلغه أن بها برصا فطلقها ، ولم يدخل بها ، وقيل خلاف ذلك. انظر : الاستيعاب (٤ / ت ٣٤٦٢) ، الإصابة (ت ١١٤٦٠) ، أسد الغابة (ت ٧٠٩٢) ، الأمالي الاثنينية (خ).

(٧) هي ليلى بنت حكيم الأنصارية الأوسية ، التي وهبت نفسها للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذكرها أحمد بن صالح المصري في أزواج الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. ينظر : الاستيعاب (٤ / ت ٣٥١٧) ، الإصابة (ت ١١٧١٣).

(٨) الذي وقفنا عليه من خلال المصادر المتوفرة أنها صفية بنت حيي بن أخطب ، تزوجها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سنة سبع من الهجرة ، ولم أقف على امرأة تزوجها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بهذا الاسم ، والله أعلم. انظر : الاستيعاب (٤ / ت ٣٤٣٩) ، طبقات ابن سعد (٨ / ١٢٠) ، تاريخ خليفة (٨٢) ، المعارف (١٣٨) ، تهذيب الكمال (١٦٨٦) ، تاريخ الإسلام (٢ / ٢٢٨) ، العبر (١ / ٨) ، تهذيب التهذيب (١٢ / ٤٢٩) ، الإصابة (ت ١١٤٠٧) ، أسد الغابة (ت ٧٠٦٣) ، سير أعلام النبلاء (٢ / ٢٣١) وما بعدها ، مسند أحمد (٦ / ٣٣٦) ، كنز العمال (١٣ / ٦٣٧ ، ٧٠٤) ، شذرات الذهب (١ / ١٢ ، ٥٦).

(٩) هي ضباعة بنت عامر بن قرط بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، خطبها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى ابنها سلمة بن هشام. انظر : الاستيعاب (٤ / ت ٣٤٥٢) ، الإصابة (ت ١١٤٣٠) ، أسد الغابة (ت ٧٠٧٧).

٢١١

وكانت أولا تحت عتيق بن عائذ بن عمران بن مخزوم ، فخلف عليها بعده أبو هالة هند بن النباش بن زرارة التميمي (١) فولدت له هندا ، وإخوتها (٢) : نوفل والعوام ـ والد الزبير والسائب ـ بنو خويلد (٣) ، وكان خويلد سيد بني عبد العزى ، وكان هاشم سيد ولد عبد مناف.

__________________

(١) هو عتيق ، أبو هالة : اختلف فيمن تزوجها أولا ، فالزبير بن بكار ذهب إلى أنها كانت أولا تحت أبي هالة بن زرارة التميمي ، ثم خلف عليها بعده عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وذهب الجرجاني النسابة إلى أنها كانت عند أبي هالة هند بن النباش بن زرارة بن وقدان فولدت له هند ، ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق بن عائذ ، ثم خلف عليها بعد عتيق المخزومي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقال قتادة : كانت خديجة عند عتيق بن عائذ ثم خلف عليها بعده أبو هالة هند بن زرارة النباش. انظر : سير أعلام النبلاء (٢ / ١١١) ، الإصابة (٤ / ٢٨١ ت ٣٣٤) ، نسب قريش (٢١ ، ١٠٧ ، ٢٣٠ ، ٢٣١ ، ٣٣٤) ، الاستيعاب (٤ / ٣٧٩ ت ٣٣٤٧) ، أسد الغابة (ت ٦٨٧٤) ، ابن سعد (١ / ١٢٦) وما بعدها. وبعد هذا التوضيح البسيط أقول : نقل أصحاب السير والتراجم أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يتزوج بكرا غير عائشة ، أما خديجة فقد تزوجت قبله برجلين كما مر ، ولها منهما بعضا من الأولاد : عتيق بن عائذ بن عبد الله المخزومي ، وأبو هالة التميمي ، واختلف بعد ذلك اختلافا كبيرا حول اسم أبي هالة هل هو النباش بن زرارة ، أو عكرمة ، أو عكاشة ، أو هند ، أو مالك ، وهل هو صحابي أم لا ، وهل تزوجته قبل عتيق ، أو أنها تزوجت عتيقا قبله ، ونقل عن ابن شهرآشوب : (وروى أحمد البلاذري ، وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما ، والمرتضى في الشافي ، وأبو جعفر في التلخيص أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تزوج بها وكانت عذراء) ، ويؤكد ذلك ما في كتاب الأنوار والبدع أن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة أخت خديجة راجع مناقب آل أبي طالب (١ / ١٥٩) ، كما اختلف في كون هند هي التي ولدته خديجة هل هو ابن ذاك الزوج أو ذلك ، فإن كان ابن عتيق فهو بالتالي أنثى ، راجع الأوائل (١ / ١٥٩) ، وقال : إن هندا هذه قد تزوجت من صيفي بن عائذ فولدت له محمد بن صيفي ـ وإلا فهي ذكر ، وأنه هل قتل مع الإمام علي عليه‌السلام في حرب الجمل أو مات بها بطاعون بالبصرة؟ والأمر فيه نظر لكثرة الاختلافات حول الموضوع ، ومن يدري فلعل الأمر مما صنعته يد السياسة خصوصا في عصر بني أمية ، انظر على سبيل المثال لا الحصر المصادر التالية لتتعرف من خلالها ملابسات الموضوع : الأوائل (١ / هامش ص ١٥٩) ، الإصابة (١ / ٢٩٣ ، ٥٤٢ ، ٣٣٥ ـ ٣ / ٦١١ ، ٦١٢) ، نسب قريش لمصعب (٢٢) ، السيرة الحلبية (١ / ١٤٠) ، قاموس الرجال (١٠ / ٤٣١) ، أسد الغابة (٥ / ١٢ ، ١٣ ، ٧١) ، الاستغاثة (١ / ٧٠) ، الأوائل لأبي هلال العسكري (١ / ٣١١ ـ ٣١٢) ، طبقات ابن سعد (٨ / ١٩٣) ، الصحيح من سيرة المصطفى (٢ / ١٢١ ـ ١٢٦).

(٢) إخوة خديجة هم : عدي بن خويلد وبه كان يكنى ، وأمه وأم حزام والعوام ورقيقة : مينة بنت الحارث بن جابر بن وهب.

الثاني : نوفل وهذا الذي قتله ابن أخيه الزبير بن العوام يوم بدر ، وكان يقال له : أسد قريش ، وأسد المطلبين ، وروي عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قوله يوم بدر : «اللهم اكفنا ابن العدوية» يعني نوفلا ، وكانت أمه من عدي بن خزاعة ، وتقول عامة الرواية : إن أمير المؤمنين عليه‌السلام قتله ، وله من الولد الأسود.

الثالث : العوام بن خويلد ، وهو والد الزبير ، وله من الولد الزبير ، والسائب ، ومالك ، وعبيد الله ، والحارث ، وصفوان ، وبعكك ، ويملك ، وأصرم.

الرابع : حزام بن خويلد ، وله من الولد : حكيم وخالد ، ومن الإناث : خديجة بنت خويلد أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأم أولاده ، وهالة أم أبي العاص بن الربيع صهر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ورقيقة أم أميمة بنت بحار بن عمير من بني تميم بن مرة ، انظر : جمهرة أنساب العرب (١٢٠ ـ ١٢١) ، وينظر الفهارس العامة للكتاب المذكور ، ونسب قريش ص (٢٢٨ ـ ٢٣٠) ، راجع الفهارس أيضا.

(٣) هو خويلد بن أسد بن عبد العزى ، أمه زهرة بنت عمرو بن حيتر بن روبية بن هلال من بني كاهل بن أسد بن خزيمة ، له من الأولاد (٧) وهم : عدي وبه كان يكنى ، وحزام والعوام ورقيقية ونوفل وخديجة وهالة ، وكان خويلد على بني عبد العزى وبني عبد ابني قصي يوم الفجار ، وفي ولده البيت والعدد. انظر : جمهرة أنساب العرب (١٢٠ ـ ١٢٢) ، نسب قريش ص (٢٢٨ ، ٢٢٩ ، ٢٣٠).

٢١٢

وأعمام خديجة : حويرث والمطلب والحارث وعبد الله ، بنو أسد بن عبد العزى ، وأمهم برة بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عدي ، وخالد بن أسد أمه بنت خالد بن طفيل ، وخويلد بن أسد أمه الحميرية ، وعمرو بن أسد أمه بنت سعد بن سهم (١).

[٨٢] أخبرنا أحمد بن محمد بن بهرام بإسناده عن عبد الله بن عتبة بن أبي [٨٧ ـ أ] سفيان (٢) قال : سمعت أبي يقول : لما حفرت زمزم وأدرك منها عبد المطلب ما أدرك ، وجدت قريش في أنفسها مما أعطي ، فلقيه خويلد بن أسد فقال : يا ابن سلمى (٣) لقد سبقت استخرجت ماء رغدا ونثلت عادية فيدا ، فقال : يا ابن أسد ، أما إنك تشرك في فضلها ، والله لا يساعدني أحد عليها ببر ، ولا يقوم معي بأرز ، إلّا بذلت له خيرا.

فقال خويلد :

أقول وما قولي عليه بسبة

إليك ابن سلمى أنت حافر زمزم

حفيرة إبراهيم يوم ابن هاجر

وركضة جبريل على عهد آدم

فقال عبد المطلب : ما وجدت أحدا ورث العلم الأقدم غير خويلد بن أسد.

[حفصة بنت عمر]

وأما حفصة بنت عمر فطلّقها رسول الله ، فروي عن عمر أنه راجعها.

__________________

(١) أعمام خديجة : أولاد أسد بن عبد العزى : الحارث ، وبه كان يكنى ، والمطلب ، وعبد الله ، لم يعقبا ، وأم حبيب ، ونسوة ، أمهم بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب ، وأم حبيب بنت أسد جدة أم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ونوفل بن أسد ، وحبيب ، وصيفي ، لم يعقب ، ورقية جدة الحكم بن أبي العاص من قبل أمه ، وأمهم كلهم خالدة يقال لها : «قبة الديباج» بنت هاشم بن عبد مناف ، وطالب ، وطليب ، وخالد ، لم يعقبوا ، أمهم الصعبة بنت خالد بن صقل من بني جحجيا ، والحويرث بن أسد ، أمه من ثقيف ، وهاشم ، ومهشم ولا عقب له ولا لأخويه هاشم ومهشم وأمهم نهية ، وعمرو بن أسد وخويلد بن أسد ، وأمه زهرة بنت عمرو بن حبشي رويبة بن هلال ، انظر نسب قريش (٢٠٦ ـ ٢٠٧) ، جمهرة أنساب العرب.

(٢) ورد في الأصل هكذا : بإسناده عن عبد الله بن عثمان بن أبي سفيان ، ولم أقف غير ما هنا على أن لأبي سفيان ولدا اسمه عثمان ، وهو تصحيف ، والصحيح عتبة ، والصحيح ما أثبتناه ، انظر : جمهرة أنساب العرب ص (١١١ ـ ١١٢) ، نسب قريش ، انظر الفهارس العامة للكتاب.

(٣) إشارة إلى أم عبد المطلب ، وهي سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خراش بن عامر بن غنيم بن عدي بن النجار من الأنصار.

٢١٣

[٨٣] أخبرنا (١) محمد بن علي بن الحسين الصوّاف بإسناده عن ابن عباس بن عمر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طلق حفصة ثم راجعها (٢).

[٨٤] [حدثنا محمد بن علي الصواف ، قال : حدثنا عمار ، قال : حدثنا الحمائي ، قال حدثنا ابن عيينة عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس] (٣) قال : قلت لعمر : من اللتان تظاهرتا على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من نسائه؟

قال : عائشة وحفصة (٤).

[أولاد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم] (٥)

[٨٥] وأخبرنا الحسن بن أحمد بن إدريس الأشعري بإسناده عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : ولد لرسول الله من خديجة (٦) : القاسم والطاهر ؛ وهو عبد الله ، وأم كلثوم (٧)

__________________

(١) السند لعله هكذا : أخبرنا محمد بن الحسين الصواف ، قال : أخبرنا عمار ، قال : حدثنا الحمائي ، قال : حدثنا ابن عيينة ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن بن عباب ، عن عمر.

(٢) أخرجه أبو داود في سننه (٢٢٨٣) ، وابن ماجة (٢٠١٦) ، النسائي في سننه (٦ / ٢١٣) ، والحاكم في المستدرك (٤ / ١٥) ، مجمع الزوائد (٩ / ٢٤٤) ، والذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة حفصة.

(٣) في أصولي : حدثنا محمد ، قال : حدثنا عمار بإسناده عن ابن عباس ، وقد أثبتنا السند.

(٤) أخرجه الترمذي في صحيحه عن ابن عباس مطولا (٥ / ٤٢٠ ـ ٤٢٣) حديث رقم (٣٣١٨) ، والذهبي في سير أعلام النبلاء (٢ / ٢٢٩) ، والبخاري في صحيحه في تفسير باب تبتغي مرضاة أزواجك (٨ / ٥٠٤) ومسلم في الطلاق (١٤٧٤) باب وجوب الكفارة على من حرم امرأته.

(٥) انظر : سير أعلام النبلاء (٢ / ٢٥٣) ، وينظر فهرس الكتاب ، الاستيعاب (١ / ١٥٠ ـ ١٥١) ، (١٥٣ ـ ١٥٨) ، طبقات ابن سعد (١ / ١٠٦ ـ ١١٥) ، دلائل النبوة للبيهقي (٢ / ٦٨ ـ ٧٣) ، السيرة الحلبية (٣ / ٢٠٨ ـ ٣١٣).

(٦) أولاده صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من خديجة : القاسم وبه كان يكنى ، والطاهر ، وزينب ، ورقية ، وأم كلثوم ، وفاطمة ، انظر : دلائل النبوة للبيهقي (٢ / ٦٨ ـ ٧٣) ، بالإضافة إلى المصادر السابقة في الحاشية السابقة.

(٧) بنت الرسول الأعظم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهي البضعة الرابعة النبوية ، يقال : إنه تزوجها عتبة بن أبي لهب ، ثم فارقها ، وهذا في رأينا خطأ ؛ لأنه تزوج برقية قبل الهجرة ، وأم كلثوم تزوجت بعثمان بعد أن توفيت أختها رقية ، وهي بكر وذلك في ربيع الأول سنة (٣ ه‍) ، ولم تلد له ، توفيت في شعبان سنة تسع ، انظر : طبقات ابن سعد (٨ / ٣٧ ـ ٣٩) ، تاريخ خليفة (٦٦) ، المعارف (١٢٦ ، ١٤١ ، ١٤٢ ، ١٥٨ ، ١٧٣ ، ١٩٢) ، تاريخ الفسوي (٣ / ١٥٩) ، المستدرك (٤ / ٤٨ ـ ٤٩) ، الاستبصار (٤ / ٥٠٦ ت ٣٦٣٥) ، أسد الغابة (ت ٧٥٨١) ، العبر (١ / ٥ ، ١٠) ، مجمع الزوائد (٩ / ٢١٦) ، الإصابة (ت ١٢٢٢٦) ، شذرات الذهب (١ / ١٠ ، ١٣ ، ١٦ ، ١٧) ، سير أعلام النبلاء (٢ / ٢٥٢ ـ ٢٥٣).

٢١٤

ورقية (١) وزينب وفاطمة (٢) ، فتزوج عثمان بن عفان أم كلثوم ، وتزوج أمير المؤمنين علي فاطمة عليها‌السلام وتزوج أبو العاص بن الربيع من بني أمية زينب (٣) ، «فلما صار إلى بدر ـ عثمان ـ توفيت رقية ، ولم يدخل بها ، فتزوج أم كلثوم» (٤).

وولد إبراهيم من أم ولد ، واسمها مارية (٥).

__________________

(١) نهاية الصفحة [٨٨ ـ أ].

(٢) هي رقية بنت الرسول الأعظم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال ابن سعد : تزوجها عتبة بن أبي لهب قبل النبوة ، وأسلمت مع أمها ثم تزوجها عثمان ، توفيت ورسول الله في بدر. انظر : سير أعلام النبلاء (٢/ ٢٥١ ـ ٢٥٢) ، ابن سعد (٨/ ٣٦ ، ٣٧) ، تاريخ خليفة (٦٥) ، تاريخ الفسوي (٣/ ١٥٩ ، ١٦٢ ، ١٦٣) ، المستدرك (٤ / ٤٦ ـ ٤٨) ، الاستيعاب (٤/ ١٨٣٩) ، أسد الغابة (٧/ ١١٣) ، مجمع الزوائد (٩/ ٢١٦) ، الإصابة (١٢/ ٢٥٧) ، شذرات الذهب (١/ ٩ ، ٥٧). أما زينب : فهي زينب بنت الرسول الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهي أكبر أخواتها من المهاجرات السيدات ، أسلمت وهاجرت قبل إسلام زوجها بست سنين ، وتزوجها في حياة أمها ابن خالتها أبو العاص ، فولدت له أمامة التي تزوجها علي بن أبي طالب بعد فاطمة عليها‌السلام ، توفيت في أول سنة ثمان. انظر : طبقات ابن سعد (٨/ ٣٠ ـ ٣٦) ، تاريخ خليفة (٩٢) ، التاريخ الصغير (١/ ٧) ، المعارف (٧٢ ، ١٢٧ ، ١٤٠ ، ١٤١ ، ١٤٢) ، تاريخ الفسوي (٣/ ٢٧٠) ، المستدرك (٤/ ٤٢ ـ ٤٦) ، الاستيعاب (٤/ ١٨٥٣) ، العبر (١/ ١٠) ، مجمع الزوائد (٩/ ٢١٢ ـ ٢١٦) ، الإصابة (١٢/ ٢٧٣) ، أسد الغابة (٧/ ١٣٠) ، سير أعلام النبلاء (٢ / ٢٤٦ ـ ٢٥٠). أما فاطمة الزهراء فستأتي ترجمتها لاحقا.

(٣) هو أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف ، ابن أخت أم المؤمنين خديجة كان يدعى جرو البطحاء ، أسلم قبل الحديبية بخمسة أشهر ، اسمه لقيط وقيل اسم أبيه ربيعة. انظر : نسب قريش (٢٣٠ ـ ٢٣١) ، سير أعلام النبلاء (١/ ٣٣٠) ، تاريخ خليفة (١١٩) ، أسد الغابة (٦ / ١٥٨) ، مجمع الزوائد (٩/ ٣٧٩) ، الإصابة (١١/ ٢٣١) ، الاستيعاب (١٢/ ٢٤) ، مشاهير علماء الأمصار (ت ١٥٦) ، العبر (١/ ١٥) ، تهذيب الأسماء واللغات (٢/ ٢٤٨ ـ ٢٤٩).

(٤) ورد في الأصل هكذا : «فلما صار إلى بدر عثمان توفيت أم كلثوم ولم يدخل بها فتزوج رقية» ، وهذا تصحيف إذ الذي وقفت عليه ـ رغم الاختلاف ـ أن عثمان تزوج رقية أولا ثم تزوج بعدها أم كلثوم ، انظر : الصحيح من سيرة النبي (٢/ ١٢٦) وما بعدها ، البدء والتاريخ (٤/ ١٣٩ ، ٥/ ١٧) ، المواهب اللدنية (١ / ١٩٦) ، الإصابة (٤/ ٣٠٤) ، الاستيعاب بهامش الإصابة (٤ / ٢٩٩ ، ٢٨٢ ، ٢٨١) ، نسب قريش (٢١) ، تهذيب تاريخ دمشق (١/ ٢٩٣ ، ٢٩٨) ، أسد الغابة (٥/ ٤٥٦) ، الدر المنثور (٦ / ٤٠٩) ، المصنف للحافظ عبد الرزاق (٥ / ٢٢٤) ، سيرة مغلطاي (١٢) ، النبوة للشيخ محمد حسن آل ياسين (٦٥) ، السيرة الحلبية (٢ / ٥٣) ، أنساب الأشراف (٥ / ٦٠) ، العقد الفريد (٣/ ٣٧٦) ، الجمل (١٠٠) ، الغدير (٩/ ٧٤) ، تاريخ الأمم والملوك (٥ / ٩٦) ، البداية والنهاية (٧/ ١٦٨) ، نهج البلاغة (٢/ ٨٥) التراتيب الإدارية (٢/ ٤٤٨ ، ٤٤٩) ، دلائل النبوة للبيهقي (٢ / ٢٨٦) ، نهاية الأرب (١٨ / ٢١١).

(٥) هو : إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ، ابن النبي محمد صلوات الله عليه وآله وسلم ، ولدته أمه مارية القبطية في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة ، توفي يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول سنة عشر من الهجرة ، ودفن بالبقيع ، وقيل : توفي وهو ابن ثمانية عشر شهرا ، وقيل : (١٦ شهرا) ، انظر : الاستيعاب (١/ ١٥٣) ، الطبقات الكبرى لابن سعد (١/ ١٣٤) ، أسد الغابة (ت ٦) ، تهذيب الأسماء واللغات (١/ ١٠٢) ، تجريد أسماء الصحابة (١/ ٨) ، الإصابة ت (٣٩٨) ، معرفة الصحابة (٢/ ١٤٣) ، إضافة إلى كتب السنة النبوية كصحيح البخاري ومسلم ، المصنف لابن أبي شيبة ومسند أحمد بن حنبل ، المستدرك للحاكم ، ... إلخ. مارية القبطية ، مولاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأم ولده إبراهيم ، وهي مارية بنت شمعون أهداها له المقوقس القبطي صاحب الإسكندرية ومصر ، وأهدى معها أختها سيرين وخصيا يقال له : مأبور ، فوهب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيرين لحسان بن ثابت وهي أم عبد الرحمن بن حسان ، وتوفيت في ولاية عمر وذلك في المحرم من سنة (١٦ ه‍) ودفنت بالبقيع ، انظر : الاستيعاب (٤ / ٤٦٥ ت ٣٥٢٥ ، ٤٢٢ ـ ٤٢٣ ت ٣٤٣٠) ، الإصابة (ت ١١٧٤١ ، ت ١١٣٦٦) ، أسد الغابة (ت ٧٢٧٦) ، الأعلام (/ ٢٥٥) ، السمط الثمين (٧٩) ، المحبر (٧٦) ، ذيل المذيل (٩ ، ٨٠) ، معجم البلدان مادة (حفن) كتاب النساء (ت ٩٨٤) ، مائة أوائل من النساء (١٢٧ ـ ١٣٠).

٢١٥

وفي حديث ابن عباس (١) : القاسم وبه كان يكنى ، وعبد الله وطاهر ، وهو الصحيح ، فكان القاسم أكبر ولده ثم زينب ثم عبد الله وهو الطيب ، ويقال : هو الطاهر ، ولد بعد النبوة ، ومات صغيرا (٢) ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية ، هم هكذا الأول فالأول ، وتوفي القاسم بمكة.

[ذكر مارية القبطية]

وأما مارية فهي ابنة شمعون القبطية التي أهداها إلى رسول الله مع أختها سيرين وخصي يقال له : مأثور المقوقس صاحب الإسكندرية (٣).

وأهل الأخبار على أن أم كلثوم كانت في البدء تحت عتبة بن أبي لهب (٤) ، ورقية تحت أخيه عتيبة فأمرتهما أم جميل بنت حرب بن أمية وأبو لهب (٥) بطلاقهما لما نزلت (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ...) [المسد : ١].

وقالا : هجانا محمد ، واشتدت عداوة أبي لهب لرسول الله بإغراء أم جميل حسدا أن تكون النبوة في بني هاشم دون بني أمية ، ثم خلف على رقية عثمان ، ثم على أم كلثوم بعد رقية (٦).

__________________

(١) أي في حديثه الذي رواه المؤلف في كتابه هذا قبل الحديث السابق عن الصواف.

(٢) انظر الاستيعاب (٤ / ٣٧٩) ترجمة خديجة (٣٣٤٧) إضافة إلى المصادر المشار إليها في ترجمة أم المؤمنين خديجة عليها‌السلام.

(٣) هو : عامل الإسكندرية ، وهو اسم أطلق على كورش وزيد حاكم مصر البيزنطي وبطريك الإسكندرية.

(٤) قول المؤلف : «وأهل الأخبار على أن ... إلخ» قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (٢ / ٢٥٢) : يقال تزوجها ـ أي أم كلثوم ـ عتبة بن أبي لهب ، ثم فارقها.

(٥) هي : أم جميل بنت حرب بن أمية ، أخت أبي سفيان بن حرب ، وعمة معاوية بن أبي سفيان ، أما أبو لهب : فهو عبد العزى بن عبد المطلب. انظر : نسب قريش (١٨) ، جمهرة أنساب العرب (٧٢) ، السيرة الحلبية (٣ / ٣١٣).

(٦) انظر : طبقات ابن سعد (٨ / ٣٦) ، سير أعلام النبلاء (٢ / ٢٥١) ، وهناك روايات أخرى غير هذه الرواية ، دلائل النبوة للبيهقي (٢ / ١٨١ ـ ١٨٣) ، نسب قريش (٢٢) ، تهذيب ابن عساكر (١ / ٢٩٣ ، ٢٩٨) ، أسد الغابة (٥ / ٤٥٦) ، الاستيعاب (٤ / ت ٣٣٧٧) ، الإصابة (٤ / ٣٠٤ ت ٤٣٠) ، (٤٨٩ ت ١٤٧٠) ، والدر المنثور (٦ / ٤٠٩) بالإضافة إلى المصادر الأخرى في ترجمتيهما.

٢١٦

[وفاة خديجة عليها‌السلام وأبي طالب] (١)

[٨٦] أخبرنا (٢) أبو أحمد الأنماطي بإسناده عن ابن إسحاق عن أصحابه أن خديجة وأبا طالب هلكا في عام واحد ، وذلك قبل هجرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) وسلّم إلى المدينة بثلاث سنين ، فتتابعت على رسول الله المصائب بهلاك خديجة ، وكانت في أمره وزيرة صدق على الإسلام يسكن إليها.

ولما هلك أبو طالب نالت قريش من رسول الله ما لم تكن تناله في حياة أبي طالب (٤).

قال ابن إسحاق : (٥) وحدثني هشام بن عروة عن أبيه أن سفيها من سفهاء قريش نثر على رسول الله ترابا فدخل بيته ، فقامت إحدى بناته تغسل عنه التراب وتبكي.

فقال رسول الله : «يا بنية لا تبكي فإن الله مانع أباك» ، ثم قال : «ما نالت قريش مني شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب» (٦).

__________________

(١) توفيت خديجة قبل الهجرة بثلاث سنوات ، وتوفي أبو طالب بعدها بخمس وثلاثين ليلة ، وقيل : بل توفيت بعده بثلاثة أيام ، وأن وفاته كانت بعد نقض الصحيفة بثمانية أشهر وواحد وعشرين يوما ، انظر : دلائل النبوة للبيهقي (٢ / ٣٤٠ ـ ٣٥٣) ، وسيرة ابن هشام (٢ / ٥٧ ـ ٦٠) ، سيرة ابن إسحاق (٢٢٠ ـ ٢٢٩) ، الرحيق المختوم (١١٢ ـ ١١٣) ، البداية والنهاية (٣ / ١٢٧) وما بعدها.

(٢) السند هو : حدثنا أبو أحمد الأنماطي ، قال : أخبرنا هارون بن المبارك ، قال : حدثنا علي بن مهران ، عن سلمة ، عن محمد بن إسحاق.

(٣) نهاية الصفحة [٨٩ ـ أ].

(٤) يسمى العام الذي توفي فيه أبو طالب وخديجة (ع) بعام الحزن ؛ إذ أنه في السنة العاشرة من البعثة توفي الأول : ـ أبو طالب ـ وبوفاته فقد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نصيرا قويا عزيزا وفيا ، كان نعم الحامي والمدافع ورائد قوافل التضحية والفداء في سبيل ابن أخيه وسبيل الحق والدين الجديد ، ثم بعد وفاته بمدة وجيزة ـ قيل : بثلاثة أيام ، وقيل : بعده بحوالي شهر توفيت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد صلوات الله وسلامه عليها ، والتي تعتبر أفضل أزواج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأحسنهن سيرة وأخلاقا وأفضلها إلى قلبه. انظر : السيرة الحلبية (١ / ٣٤٦) ، السيرة لابن كثير (٢ / ١٣٢) ، البداية والنهاية (٣ / ١٢٧) ، التنبيه والإشراف (٢٠٠) ، وصحيح البخاري (٢ / ٢٠٢) ، كتاب عائشة للعسكري (٤٦) وما بعدها ، سيرة مغلطاي (٢٦) ، تاريخ الخميس (١ / ٣٠١) ، المواهب اللدنية (١ / ٥٦) ، السيرة النبوية لدحلان (١ / ١٣٩) ط دار المعرفة ، أسنى المطالب (٢١) ، ينابيع المودة (١ / ١٦٧ ـ ١٦٨) ، وقد توفيت خديجة عليها‌السلام في شهر رمضان لعشر خلون منه قبل الهجرة بثلاث سنين ، وقيل : توفيت سنة عشر ـ كما سبق ـ بعد خروج بني هاشم من الشعب ، ودفنت بالحجون ، ولم تكن صلاة الجنازة قد شرعت.

(٥) أي : محمد بن إسحاق صاحب السيرة ، وهو راوي الرواية السابقة ، والسند هو : حدثنا أبو أحمد الأنماطي ، قال : أخبرنا هارون بن المبارك ، قال : حدثنا علي بن مهران ، عن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، قال : حدثني هشام بن عروة ، عن أبيه.

(٦) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (٢ / ٣٥١ ـ ٣٥٢) ، وابن إسحاق (ص ٢٢٣).

٢١٧

[من فضائل الصديقة خديجة عليها‌السلام]

[٨٧] أخبرنا ابن بهرام بإسناده عن أبي الدرداء قال : دخل رسول الله على خديجة بنت خويلد وهي في مرضها الذي توفيت فيه ، فقال لها : «بالكره مني ما أراه منك يا خديجة ، وقد يجعل الله في الكره خيرا كثيرا ، أما علمت أن الله قد زوجني معك في الجنة مريم ابنة عمران ، وكلثم أخت موسى ، وآسية امرأة فرعون».

قالت : بالرفاء والبنين (١).

[٨٨] أخبرنا (٢) أحمد بن سعيد بن عثمان الثقفي بإسناده عن أنس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا أهدي إليه هدية قال : «اذهبوا بها إلى بيت فلانة ، فإنها كانت صديقة لخديجة ، اذهبوا بها إلى فلانة فإنها كانت تحب خديجة».

[٨٩] [أخبرنا أحمد بن سعيد الثقفي ، قال : حدثنا أبو الأزهر ، قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، عن أبان عن قتادة (٣) عن أنس] (٤) قال : قال رسول الله : «حسبك من نساء العالمين بأربع : مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حسبك بهنّ من نساء العالمين» (٥).

[٩٠] وأخبرنا بإسناده عن عبد الله بن جعفر عن علي عليه‌السلام قال : سمعت رسول الله يقول : «خير نسائها مريم بنت عمران ، وخير نسائها خديجة بنت خويلد» (٦)

__________________

(١) أخرجه ابن الأثير في أسد الغابة (٥ / ٤٣٩) ، الطبراني في الكبير عن أبي الدرداء (٢٢ / ٤٥١ ح ١١٠٠) ، مجمع الزوائد (٩ / ٢١٨) ، الهندي في منتخب كنز العمال (٥ / ٧١).

(٢) السند هو : حدثنا أحمد بن سعيد الثقفي ، قال : حدثنا محمد بن يحيى الذهبي ، قال : حدثنا عبد الأعلى بن مسهر ، قال : حدثنا عيسى بن يونس ، عن صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن أنس.

(٣) نهاية الصفحة [٩٠ ـ أ].

(٤) في أصولي : أخبرنا ابن سعيد ، قال : حدثنا أبو الأزهر بإسناده عن قتادة ، عن أنس.

(٥) أخرجه ابن حبان في الموارد ، حديث (٢٢٢٢) ، وابن عدي (٤ / ١٥٣٣) ، والخطيب في التاريخ (٧ / ١٨٥) ، (٩ / ٤٠٤) ، وكنز العمال (٣٤٤٠٤) ، وأحمد في المسند (١ / ٣٢٢) ، والحاكم في المستدرك (٣ / ١٦٠ ، ١٨٥) ، الترمذي في السنن (٣٨٧٨) ، وعبد الرزاق في المصنف (٢٠١٩) ، أبو نعيم في الحلية (٢ / ٢٤٤) ، الطبراني في الكبير (١١ / ٤١٥) ، الهيثمي في مجمع الزوائد (٩ / ٢٠٤ ، ٢٢٦) ، والاستيعاب في ترجمة خديجة ، والذهبي في سير أعلام النبلاء ، وابن الأثير في أسد الغابة ، ومصادر عدة في ذكرها إطالة ، وانظر ينابيع المودة للقندوزي (١ / ١٦٧) وما بعده.

(٦) أخرجه البخاري في صحيحه (٤ / ٢٠٠ ، ٥ / ٤٧) ، ومسلم في الصحيح كتاب فضائل الصحابة ، وأحمد في المسند (١ / ٨٤ ، ١١٦ ، ١٣٢ ، ١٤٣) ، البيهقي في السنن (٦ / ٣٦٧) ، الحاكم (٢ / ٤٩٧ ، ٣ / ١٨٤) ، وذكره ابن حجر في المطالب ، حديث (٣٩٨٢) ، السيوطي في الدر المنثور (٢ / ٣٢) ، البداية والنهاية (٣ / ١٢٩).

٢١٨

[هجرة النبي (ص) إلى المدينة وما سبقها من أحداث] (١)

[أولا : (خروجه (ص) إلى الطائف]

[٩١] [أخبرنا الحسن بن علي الجوسقي ، قال : حدثني أبو محمد الأنصاري ، قال : حدثني عمارة بن زيد ، قال : حدثني إبراهيم بن سعد الزهري عن محمد بن إسحاق ويزيد بن رومان وصالح بن كيسان ويحيى بن عروة] (٢) قال : لما هلك أبو طالب وطمعت قريش في رسول الله خرج (٣) إلى الطائف يلتمس نصرا من ثقيف فأغروا به سفهاءهم وعبيدهم حتى ألجئوه إلى حائط ، فقال : «اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين وأنت ربي ، إلى من تكلني؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي ، ولكن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك ، أو يحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلّا بك» (٤).

__________________

(١) انظر : سيرة ابن هشام (٢ / ٦٠) وما بعدها ، تاريخ الطبري (٢ / ١١٠) وما بعدها ، الطبقات الكبرى لابن سعد (١ / ١٧٤) وما بعدها ، الكامل في التاريخ لابن الأثير (٢ / ٧١) وما بعدها ، السيرة الحلبية (٢ / ٤١) وما بعدها ، الاستيعاب (١ / ١٤٣) ، البداية والنهاية (٣ / ١٦٨) وما بعدها.

(٢) في أصولي : قال أبو العباس رضي الله عنه : أخبرنا الحسن بن علي الجوسقي بإسناده عن ابن إسحاق عن غيره.

(٣) قيل : كان خروجه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الطائف سنة إحدى وخمسين من عام الفيل وأقام بها عشرة أيام وقيل : شهر ، وقد لقي من أهل الطائف ما لقي من السخرية ، والاستهزاء حتى وصل بهم الأمر إلى أن يبعثوا أطفالهم وصبيانهم لكي يرجمونه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالحجارة حتى كسرت ثناياه وتصبب الدم من جبينه إلى آخر ما كان من حديث خروجه إلى الطائف.

(٤) رغم محاولات كفار قريش وغيرهم زعزعة الثقة في الدين الجديد وصاحبه ومن اتبعه من المؤمنين وبوسائل شتى ، إلّا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واجه كل تلك الأساليب القذرة بقوة نفسية لا توصف ، أضف إلى ذلك قوة السيطرة على الموقف وإيجاد وسائل أكثر دقة وتأثيرا على النفس للقضاء على محاولاتهم الرعناء ، ودعاء الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخرجه أغلب أئمة الحديث وأصحاب السير إن لم يكن جميعهم كالبخاري والنسائي وغيرهم ، انظر : سيرة ابن هشام (٢ / ٦٠ ـ ٦٢) ، السيرة الحلبية (١ / ٣٥٧) وما بعدها ، طبقات ابن سعد (١ / ١٦٤ ـ ١٦٥) ، منتخب كنز العمال (٢ / ٥٢) ، والطبري في الكبير (٢٥ / ٣٤٦) ، مجمع الزوائد (٦ / ٣٥) ، وأحمد في المسند (٤ / ٣٣٥) ، والبداية والنهاية (٣ / ١٣٦) ، إضافة إلى كتب السيرة النبوية ، وكتب الحديث ، اكتفينا بما سبق خشية التطويل.

٢١٩

[قصة جن نصيبين] (١)

وانصرف يريد مكة ، حتى إذا كان بنخلة قام من جوف الليل يصلي ، فمر به سبعة نفر من جن (٢) أهل نصيبين ، فاستمعوا له ، فلما فرغ ولّوا إلى قومهم منذرين قد آمنوا ، قال الله تعالى : (وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا) [الأحقاف : ٢٩] وقال : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ ...) الآيات [الجن : ١] ، ثم قدم مكة فأتاه سويد بن الحارث ، من أشراف أهل الطائف ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ألست سويد بن الحارت»؟

قال : بلى.

قال : «يا سويد انزع عن عبادة الأصنام ، يا سويد إن رجلا من قومك يقال له عوف تلسعه رتيلاء (٣) فيموت عند المساء».

ورجع سويد إلى قومه ، فلما كان وقت المساء لسعت ذلك الرجل رتيلاء فقتلته ، فأقبل سويد إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مسلما.

واشتد إسلامه على أهل مكة واعتابوا ، وانصرف سويد يريد الطائف ، فبعث أبو سفيان بن

__________________

(١) قاعدة ديار ربيعة. انظر : الخصائص الكبرى للسيوطي (١ / ١٣٦ ـ ١٤٢) ، الخصائص للبيهقي (٢ / ٢٢٥ ـ ٢٤٧) ، السيرة الحلبية (١ / ٣٥٣) وما بعدها ، معجم البلدان (٥ / ٢٨٨ ـ ٢٨٩) ، البداية والنهاية (٣ / ١٣٧) وما بعدها ، وينظر معجم القبائل العربية لكمالة (٢ / ٤١٩ ـ ٤٢٦) ، (ربيعة) والظاهر أن قضية إسلام نفر من الجن كانت من أوائل البعثة ؛ إذ تذكر بعض الروايات أنه لما بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فحيل بين الجن وبين استراق السمع من السماء ، وأرسلت عليهم الشهب ففهموا أن ذلك إنما هو لحدث جرى في الأرض فعادوا إليها ، وبحثوا عن الأمر فوجدوا أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد بعث ، فاستمعوا القرآن ، وآمنوا ، فنزلت الآية : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ ...) الآيات ، وإلى ذلك ذهب ابن كثير أيضا. انظر : الدر المنثور (٦ / ٢٧٠ ، ٢٧٥) عن البخاري ، مسلم ، وعبد بن حميد ، وأحمد ، والترمذي ، والنسائي ، والحاكم ، والطبري ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل ، تاريخ الخميس (١ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤) ، ويقال : إن آيات سورة الأحقاف قد نزلت حين رجوعه من الطائف ، ولكن يدفع ذلك ما في الدر المنثور (٦ / ٤٥) عن مسلم ، وأحمد ، والترمذي ، وعبد بن حميد ، وغيرهم ، الخصائص الكبرى للسيوطي (١ / ١٣٦ ـ ١٤٢) ، الخصائص للبيهقي (٢ / ٢٢٥ ـ ٢٤٧) ، السيرة الحلبية (١ / ٣٥٣) وما بعدها ، وتفسير الطبري ، وتفسير الفخر الرازي ، القرطبي ، ابن كثير (٤ / ٧٠٥) ، فتح القدير للشوكاني ، وتفسير الطبرسي ، زاد المسير ، المصابيح الساطعة الأنوار (١ / ٣٥٦ ـ ٣٦٧) ، تفسير جزء تبارك للعلامة بدر الدين الحوثي (٦٠ ـ ٦٧).

(٢) نهاية الصفحة [٩١ ـ أ].

(٣) تصغير رتلاء ، وهي من الهوام.

٢٢٠