معالم المدرستين - ج ١

السيد مرتضى العسكري

معالم المدرستين - ج ١

المؤلف:

السيد مرتضى العسكري


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة البعثة
الطبعة: ٤
الصفحات: ٦١٦

ينظرون في حال الراوي فإن كان ممّن قاتل الإمام عليّا أو الأئمة من أهل البيت (ع) وعاداهم فإنّهم لا يلتزمون بأخذ ما يروي أمثال هؤلاء ، صحابيا كان أو غير صحابيّ.

* * *

كان هذا رأي المدرستين في تعريف الصّحابي وعدالته. وفي ما يأتي بحوثهما في الإمامة والخلافة.

١٤١
١٤٢

البحث الثاني

بحوث المدرستين في الامامة

الواقع التاريخي لقيام الخلافة في صدر الاسلام.

بحوث مدرسة الخلفاء في الإمامة.

بحوث مدرسة أهل البيت (ع) في الإمامة.

خلاصة بحث الإمامة لدى المدرستين.

١٤٣
١٤٤

الفصل الأول

الواقع التاريخي لقيام الخلافة في صدر الإسلام

أمر كتابة وصيّة رسول الله (ص).

موقف الخليفة عمر في وفاة الرسول.

السقيفة وبيعة أبي بكر.

دفن رسول الله (ص) ومن حضر دفنه.

التحصن بدار فاطمة عليها‌السلام.

من تخلّف عن بيعة الخليفة أبي بكر.

استحلاف عمر وبيعته.

الشورى وبيعة عثمان.

الإمام عليّ (ع) يعلم بأنّ الخلافة زويت عنه.

بيعة الإمام (ع).

١٤٥
١٤٦

ينبغي لنا قبل الشّروع في دراسة رأي المدرستين في الإمامة والخلافة ، أن ندرس الواقع التاريخيّ لإقامة الخلافة في صدر الإسلام ، فنقول :

بدئ الخلاف في أمر الحكم في الإسلام يوم وفاة رسول الله (ص). فقد كان رسول الله (ص) عقد لواء بيده لمولاه وابن مولاه أسامة بن زيد لحرب الرّوم ، وأمّره على جيش لم يبق أحد من وجوه المهاجرين الأولين والأنصار إلا انتدب فيه ، فيهم أبو بكر ، وعمر بن الخطاب ، وأبو عبيدة ، وسعد بن أبي وقّاص ، وسعيد بن زيد .... فعسكر بالجرف ـ موضع على ثلاثة أميال من المدينة ـ فتكلّم قوم وقالوا : يستعمل هذا الغلام على المهاجرين الأوّلين! فغضب رسول الله (ص) غضبا شديدا ، وخرج معصبا ، عليه قطيفة ، فصعد المنبر وقال :

«ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري أسامة؟ ولقد طعنتم في إمارة أبيه قبله. وأيم الله إن كان للإمارة خليقا ، وإنّ ابنه من بعده لخليق للإمارة». ثمّ نزل. وجاءه الّذين يخرجون مع أسامة يودّعونه ويمضون إلى المعسكر. وثقل رسول الله (ص) ، وجعل يقول :

«أنفذوا بعث أسامة».

١٤٧

فلمّا كان يوم الأحد اشتدّ برسول الله (ص) وجعه.

وفي يوم الاثنين أمر أسامة الجيش بالرحيل ، فجاءهم الخبر أنّ رسول الله (ص) يموت. فأقبل أسامة وعمر وأبو عبيدة إلى المدينة (١).

أمر كتابة وصية رسول الله (ص)

روى ابن عبّاس وقال :

لمّا حضر النبيّ (ص) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال :

«هلمّ أكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده».

قال عمر : إنّ النبيّ غلبه الوجع وعندكم كتاب الله ، فحسبنا كتاب الله. واختلف أهل البيت ، فمنهم من يقول ما قال عمر. فلمّا أكثروا اللّغط والاختلاف قال :

«قوموا عنّي ، لا ينبغي عندي التّنازع» (٢).

وفي رواية :

بكى ابن عباس حتى خضب دمعه الحصباء فقال : اشتدّ برسول الله (ص) وجعه ، فقال :

«آتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده أبدا». فتنازعوا ولا ينبغي عند نبيّ التنازع فقالوا : هجر رسول الله (ص) ... (٣).

__________________

(١) أوردتها ملخّصة من طبقات ابن سعد ط. بيروت ، ٢ / ١٩٠ ـ ١٩٢. وراجع بقية مصادره في باب بعث أسامة من عبد الله بن سبأ ، الجزء الأوّل.

(٢) البخاري ، كتاب العلم ، باب كتابة العلم ، ١ / ٢٢ ـ ٢٣.

(٣) البخاري ، باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد ، ٢ / ١٢٠. وكتاب الجزية ، باب إخراج اليهود من جزيرة العرب. وفي صحيح مسلم ، كتاب الوصية ، باب ترك الوصية. وراجع سائر مصادر الخبر ونصوصه في أوّل خبر السقيفة في حديث غير سيف من كتاب عبد الله بن سبأ ط. الخامسة ، بيروت ، سنة ١٤٠٣ ه‍ ، ١ / ٩٨ ـ ١٠٢.

١٤٨

وفي رواية :

فكان ابن عبّاس يقول : إن الرزيّة كلّ الرزيّة ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم (٤).

موقف الخليفة عمر في وفاة الرسول (ص)

توفّي رسول الله (ص) نصف النّهار يوم الاثنين وأبو بكر غائب بالسّنح ، وعمر حاضر ، فاستأذن عمر ودخل عليه مع المغيرة بن شعبة ، وكشف الثوب عن وجهه ، وقال عمر :

وا غشياه ، ما أشدّ غشي رسول الله (ص).

فقال المغيرة : مات والله رسول الله (ص).

فقال عمر : كذبت ، ما مات رسول الله (ص) ، ولكنّك رجل تحوسك فتنة ، ولن يموت رسول الله حتى يفني المنافقين (٥).

أخذ عمر يقول : إنّ رجالا من المنافقين يزعمون أنّ رسول الله توفّي ، إنّ رسول الله ما مات ، ولكنّه ذهب إلى ربّه ، كما ذهب موسى عن قومه ، وغاب أربعين ليلة. والله ليرجعنّ رسول الله فليقطعنّ أيدي رجال وأرجل من يزعمون أنّه مات (٦).

من قال إنّه مات ، علوت رأسه بسيفي ، وإنّما ارتفع إلى السماء (٧).

__________________

(٤) صحيح البخاري ، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ، باب كراهية الخلاف ، وباب قول المريض : قوموا عنّي ، من كتاب المرضى. وفي باب مرض النبي من كتاب المغازي ، وبآخر باب ترك الوصية من كتاب الوصية من صحيح مسلم. وسائر مصادره في كتاب عبد الله بن سبأ ١ / ١٠١.

(٥) مسند أحمد ٦ / ٢١٩. وسائر مصادره في عبد الله بن سبأ ١ / ١٠٢ ـ ١٠٣.

(٦) تاريخ الطبري ط. أوربا ، ١ / ١٨١٨.

(٧) تاريخ أبي الفداء ١ / ١٦٤.

١٤٩

فتلي عليه في المسجد :

(وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) (٨).

وقال العبّاس بن عبد المطلب : إنّ رسول الله قد مات وإنّي رأيت في وجهه ما لم أزل أعرفه في وجوه بني عبد المطّلب عند الموت ، وقال : هل عند أحدكم عهد من رسول الله (ص) في وفاته فليحدّثنا؟ قالوا : لا. فقال : اشهدوا أيّها الناس أنّ أحدا لا يشهد على رسول الله بعهد عهد إليه في وفاته ... (٩).

فما زال عمر يتكلّم حتّى ازبدّ شدقاه (١٠) ، حتّى جاء الخليفة أبو بكر من السنح وتلا : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) ـ الآية.

فقال عمر : هذا في كتاب الله؟ قال : نعم. فسكت عمر (١١).

السّقيفة وبيعة أبي بكر

اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة ، وتبعهم جماعة من المهاجرين ،

__________________

(٨) رواه ابن سعد في طبقاته ٢ / ق ٢ / ٥٧ ، وفي كنز العمّال ٤ / ٥٣ ح ١٠٩٢. وابن كثير في ٥ / ٢٤٣ من تاريخه. ورواه الأميني في غديره عن شرح المواهب للزرقاني ٨ / ٢٨١. وراجع ابن ماجة ح ٦٢٧. والآية : ١٤٤ من سورة آل عمران.

(٩) رواه ابن سعد في طبقاته ٢ / ق ٢ / ٥٧. وابن كثير في تاريخه ٥ / ٢٤٣. وفي السيرة الحلبية ٣ / ٣٩٠ ـ ٣٩١. وكنز العمال ٤ / ٥٣ ، ح ١٠٩٢. والتمهيد للباقلاني ص ١٩٢ ـ ١٩٣.

(١٠) أنساب الأشراف ١ / ٥٦٧ ، وابن سعد ٢ / ق ٢ / ٥٣. وكنز العمّال ٤ / ٥٣. وتاريخ الخميس ٢ / ١٨٥. والسيرة الحلبية ٣ / ٣٩٢.

(١١) الطبقات لابن سعد ٢ / ق ٢ / ٥٤. والطبري ١ / ١٨١٧ ـ ١٨١٨. وابن كثير ٥ / ٢٤٣. والسيرة الحلبية ٣ / ٣٩٢. وابن ماجة ، ح ١٦٢٧. وإنّ هذه الآية الّتي قرأها على عمر هي التي كان ابن أمّ مكتوم قد قرأها عليه قبل ذلك. وكان التشكيك في موت الرسول يوم وفاته من خصائص الخليفة عمر بن الخطاب ، فإنّ أصحاب السير والمؤرّخين لم يذكروا هذا التشكيك عن غيره.

١٥٠

ولم يبق حول رسول الله إلّا أقاربه ، وهم تولّوا غسله وتكفينه وهم : عليّ ، والعبّاس ، وابناه الفضل وقثم ، وأسامة بن زيد ، وصالح مولى رسول الله ، وأوس بن خولي الأنصاري (١٢).

السقيفة برواية الخليفة عمر

قال : إنّه كان من خبرنا حين توفّى الله نبيّه ، أنّ الأنصار اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة ، وخالف عنّا عليّ والزبير ومن معهما ، فقلت لأبي بكر : انطلق بنا إلى إخواننا الأنصار. فانطلقنا حتّى أتيناهم ، فإذا رجل مزمّل ، فقالوا : هذا سعد بن عبادة يوعك ، فلمّا جلسنا قليلا ، تشهّد خطيبهم فأثنى على الله ، ثمّ قال : أمّا بعد ، فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام ، وأنتم معشر المهاجرين رهط .... فأردت أن أتكلّم ، فقال أبو بكر : على رسلك. فتكلّم هو ، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلّا قال في بديهته مثلها أو أفضل ؛ قال : ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ، ولن يعرف هذا الأمر إلّا لهذا الحيّ من قريش ، هم أوسط العرب نسبا ودارا ، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيّهما شئتم. فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة ، فلم أكره ممّا قال غيرها ، فقال قائل من الأنصار : أنا جذيلها المحكّك وعذيقها المرجب ، منّا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش. فكثر اللّغط وارتفعت الأصوات ، حتّى فرقت من الاختلاف فقلت : أبسط يدك يا أبا بكر. فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ، ثمّ بايعته الأنصار ونزونا على سعد بن عبادة ـ إلى قوله ـ فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يبايع هو ولا الّذي بايعه ، تغرة أن يقتلا (١٣).

__________________

(١٢) راجع النصّ لابن سعد في الطبقات ٢ / ق ٢ / ٧٠. وفي البدء والتاريخ قريب منه. وكنز العمال ٤ / ٥٤ و ٦٠ ، وهذه عبارته : (ولي دفنه وإجنانه أربعة من الناس) ثم ذكر ما أوردناه. والعقد الفريد ٣ / ٦١. وقريب منه نصّ الذهبي في تاريخه ١ / ٣٢١ و ٣٢٤ و ٣٢٦.

(١٣) صحيح البخاري ، كتاب الحدود ، باب رجم الحبلى من الزّنا ، ٤ / ١٢٠.

١٥١

روى الطبري (١٤) في ذكر خبر السّقيفة وبيعة أبي بكر وقال :

اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة ، وتركوا جنازة الرّسول يغسله أهله ، فقالوا : نولّي هذا الأمر بعد محمّد ، سعد بن عبادة. وأخرجوا سعدا إليهم وهو مريض ...

فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر سابقة الأنصار في الدين وفضيلتهم في الإسلام ، وإعزازهم للنبي وأصحابه وجهادهم لأعدائه ، حتّى استقامت العرب ، وتوفّي الرسول وهو عنهم راض ، وقال : استبدّوا بهذا الأمر دون النّاس. فأجابوه بأجمعهم أن قد وفّقت في الرأي ، وأصبت في القول ، ولن نعدو ما رأيت ، نولّيك هذا الأمر. ثمّ إنهم ترادّوا الكلام بينهم ، فقالوا : فإن أبت مهاجرة قريش فقالوا : نحن المهاجرون وصحابة رسول الله الأوّلون ، ونحن عشيرته وأولياؤه ، فعلام تنازعوننا هذا الأمر بعده؟ فقالت طائفة منهم : فإنّا نقول إذا : منّا أمير ومنكم أمير. فقال سعد بن عبادة : هذا أوّل الوهن (١٥).

سمع أبو بكر وعمر بذلك ، فأسرعا إلى السّقيفة مع أبي عبيدة بن الجرّاح وانحاز معهم أسيد بن حضير (١٦) وعويم بن ساعدة (١٧) وعاصم بن

__________________

(١٤) نقلنا هذا الخبر ملخصا من تاريخ الطبري في ذكره حوادث بعد وفاة الرسول ، وما كان من غير الطبري أشرنا إليه في الهامش. وقد أوردنا تفصيل الخبر في كتاب عبد الله بن سبأ الجزء ١.

(١٥) الطبري في ذكره لحوادث سنة ١١ ه‍ ، ٢ / ٤٥٦ ، وط. أوربا ١ / ١٨٣٨ ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي عمرة الأنصاري. وابن الاثير ٢ / ١٢٥. وتاريخ الخلفاء لابن قتيبة ١ / ٥ ، قريب منه. وأبو بكر الجوهري في كتابه السقيفة في الجزء الثاني من شرح ابن أبي الحديد في خطبة (ومن كلام له في معنى الأنصار).

(١٦) ورد اسمه في سيرة ابن هشام ٤ / ٣٣٥ ، وأسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن الحرث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأشهلي ، شهد العقبة الثانية وكان ممّن ثبت في أحد ، وشهد جميع مشاهد النبيّ ، وكان أبو بكر لا يقدم أحدا من الأنصار عليه. توفي سنة ٢٠ أو ٢١ ه‍ فحمل عمر نعشه بنفسه. روى عنه أصحاب الصحاح ١٨ حديثا. ترجمته في الاستيعاب ١ / ٣١ ـ ٣٣. والإصابة ١ / ٦٤. وجوامع السيرة ص ٢٨٣.

(١٧) عويم بن ساعدة بن عائش بن قيس بن النعمان بن زيد بن أمية بن مالك بن عوف بن ـ

١٥٢

عديّ (١٨) من بني العجلان (١٩).

تكلّم أبو بكر ـ بعد أن منع عمر عن الكلام ـ فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ ذكر سابقة المهاجرين في التصديق بالرّسول دون جميع العرب ، وقال : (فهم أول من عبد الله في الأرض وآمن بالرسول ، وهم أولياؤه وعشيرته وأحقّ الناس بهذا الأمر من بعده ، ولا ينازعهم ذلك إلا ظالم). ثمّ ذكر فضيلة الأنصار ، وقال : (فليس بعد المهاجرين الأوّلين عندنا بمنزلتكم ، فنحن الأمراء ، وأنتم الوزراء).

فقام الحباب بن المنذر (٢٠) وقال : يا معشر الأنصار املكوا عليكم أمركم فإن الناس في فيئكم وفي ظلّكم ، ولن يجترئ مجترئ على خلافكم ، ولا تختلفوا فيفسد عليكم رأيكم ، وينتقض عليكم أمركم. فإن أبى هؤلاء إلّا ما سمعتم ، فمنّا أمير ومنهم أمير.

فقال عمر : هيهات! لا يجتمع اثنان في قرن ... والله لا ترضى العرب أن يؤمّروكم ونبيّها من غيركم ، ولكنّ العرب لا تمتنع أن تولّي أمرها من كانت النبوة فيهم ، وولي أمورهم منهم. ولنا بذلك على من أبى الحجّة

__________________

ـ عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي : شهد العقبة وبدرا وما بعدها ، وتوفي في خلافة عمر وبترجمته في النبلاء : أنّه كان أخا الخليفة عمر. وقال عمر على قبره : «لا يستطيع أحد من أهل الأرض أن يقول: أنا خير من صاحب هذا القبر». الاستيعاب ٣ / ١٧٠ والإصابة ٣ / ٤٥ وأسد الغابة ٤ / ١٥٨.

(١٨) عاصم بن عدي بن الجدّ بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام البلويّ العجلاني ، حليف الأنصار وكان سيد بني عجلان. شهد أحدا وما بعدها. توفي سنة ٤٥ هجرية. الاستيعاب ٣ / ١٣٣. والإصابة ٢ / ٢٣٧. وأسد الغابة ٣ / ٧٥.

(١٩) سيرة ابن هشام ٤ / ٣٣٩.

(٢٠) الحباب بن المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري ، شهد بدرا وما بعدها ، وتوفّي في خلافة عمر. الاستيعاب بهامش الإصابة ١ / ٣٥٣. والإصابة ١ / ٣٠٢. وأسد الغابة ١ / ٣٦٤. ونسبه في جمهرة ابن حزم ص ٣٥٩.

١٥٣

الظاهرة والسلطان المبين ، من ذا ينازعنا سلطان محمّد وإمارته ، ونحن أولياؤه وعشيرته (٢١) إلّا مدل بباطل أو متجانف لإثم أو متورّط في هلكة.

فقام الحباب بن المنذر وقال : يا معشر الأنصار ، املكوا على ايديكم ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر ، فإن أبوا عليكم ما سألتموهم ، فأجلوهم عن هذه البلاد ، وتولّوا عليهم هذه الأمور ، فأنتم والله أحقّ بهذا الأمر منهم ، فإنّه بأسيافكم دان لهذا الدين من لم يكن يدين به. أنا جذيلها المحكك (٢٢) وعذيقها المرجّب (٢٣). أما والله لو شئتم لنعيدنها جذعة (٢٤).

قال عمر : إذا يقتلك الله.

قال : بل إيّاك يقتل.

فقال أبو عبيدة : يا معشر الأنصار ، إنّكم كنتم أوّل من نصر وآزر ، فلا تكونوا أوّل من بدّل وغيّر.

فقام بشير بن سعد الخزرجيّ أبو النعمان بن بشير فقال : يا معشر الأنصار ، إنّا والله لئن كنّا أولي فضيلة في جهاد المشركين ، وسابقة في هذا الدين ، ما أردنا به إلا رضا ربّنا وطاعة نبيّنا والكدح لأنفسنا ؛ فما ينبغي لنا أن نستطيل على النّاس بذلك ، ولا نبتغي به من الدنيا عرضا ، فإنّ الله وليّ النعمة

__________________

(٢١) لمّا سمع عليّ بن أبي طالب هذا الاحتجاج من المهاجرين قال : احتجّوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة. النهج وشرحه لابن أبي الحديد ، ط. الأولى ، ٢ / ٢.

(٢٢) جذيلها ، تصغير الجذل : أصل الشجرة. والمحك : عود ينصب في مبارك الإبل لتتمرس به الإبل الجربى ، أي قد جربتني الأمور ولي رأي وعلم يشتفى بهما كما تشتفي هذه الإبل الجربى بالجذل وصغره على جهة المدح.

(٢٣) عذيق : تصغير العذق ، وهي : النخلة. والمرجب. ما جعل له رجبة ، وهي : دعامة تبتنى من الحجارة حول النخلة الكريمة إذا طالت وتخوفوا عليها أن تنقعر في الرياح العواصف.

(٢٤) أعدت الأمر جذعا ، أي جديدا كما بدأ ، وإذا أطفئت حرب بين قوم فقال بعضهم : إن شئتم أعدناها جذعة ، أي : أول ما يبتدأ فيها.

١٥٤

علينا بذلك ، ألا إنّ محمّدا (ص) من قريش ، وقومه أحقّ به وأولى ، وأيم الله لا يراني الله أنازعهم هذا الأمر أبدا. فاتّقوا الله ، ولا تخالفوهم ، ولا تنازعوهم.

فقال أبو بكر : هذا عمر ، وهذا أبو عبيدة ، فأيّهما شئتم فبايعوا. فقالا : والله لا نتولّى هذا الأمر عليك ـ الخ (٢٥).

«وقام عبد الرّحمن بن عوف ، وتكلّم فقال : يا معشر الأنصار إنّكم وإن كنتم على فضل ، فليس فيكم مثل أبي بكر وعمر وعليّ. وقام المنذر ابن الأرقم فقال : ما ندفع فضل من ذكرت ، وإنّ فيهم لرجلا لو طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد ـ يعني عليّ بن أبي طالب ـ (٢٦).

(فقالت الأنصار أو بعض الأنصار : لا نبايع إلّا عليّا) (٢٧).

(قال عمر : فكثر اللّغط وارتفعت الأصوات حتّى تخوّفت الاختلاف فقلت : ابسط يدك لأبايعك (٢٨). فلمّا ذهبا ليبايعاه ، سبقهما إليه بشير بن سعد فبايعه ، فناداه الحباب بن المنذر : يا بشير بن سعد عققت عقاق (٢٩)! أنفست على ابن عمّك الإمارة؟ فقال : لا والله ، ولكنّي كرهت أن أنازع قوما حقّا جعله الله لهم. ولمّا رأت الأوس ما صنع بشير بن سعد وما تدعو إليه قريش وما تطلب الخزرج من تأمير سعد بن عبادة ، قال بعضهم لبعض ـ وفيهم أسيد

__________________

(٢٥) لم نسجّل هنا بقيّة الحوار وتعليقنا عليه طلبا للاختصار.

(٢٦) رواه اليعقوبي بعد ذكر ما تقدم في تاريخه ٢ / ١٠٣. والموفقيات للزبير بن بكار ص ٥٧٩.

(٢٧) في رواية الطبري ٣ / ٢٠٨ (وط. أوربا ١ / ١٨١٨) عن إبراهيم ، وابن الأثير ٢ / ١٢٣ : «أن الأنصار قالت ذلك بعد أن بايع عمر أبا بكر».

(٢٨) عن سيرة ابن هشام ٤ / ٣٣٦. وجميع من روى حديث الفلتة. راجع بعده حديث الفلتة في ذكر رأي عمر في بيعة أبي بكر.

(٢٩) الطبري ط. أوربا ١ / ١٨٤٢. وفي رواية ابن أبي الحديد : عقّك عقاق.

١٥٥

ابن حضير وكان أحد النقباء ـ : والله لئن ولّيتها الخزرج عليكم مرّة ، لا زالت لهم عليكم بذلك الفضيلة ، ولا جعلوا لكم معهم فيها نصيبا أبدا ، فقوموا فبايعوا أبا بكر (٣٠).

فقاموا إليه فبايعوه ، فانكسر على سعد بن عبادة وعلى الخزرج ما كانوا أجمعوا له من أمرهم ... فأقبل النّاس من كلّ جانب يبايعون أبا بكر ، وكادوا يطئون سعد بن عبادة.

فقال أناس من أصحاب سعد : اتّقوا سعدا لا تطئوه.

فقال عمر : اقتلوه ، قتله الله.

ثمّ قام على رأسه فقال : لقد هممت أن أطأك حتّى تندر عضوك. فأخذ قيس بن سعد بلحية عمر فقال : والله لو حصصت منه شعرة ما رجعت وفي فيك واضحة.

فقال أبو بكر : مهلا يا عمر! الرفق هاهنا أبلغ.

فأعرض عنه عمر (٣١).

وقال سعد : أما والله لو أنّ بي قوّة ما ، أقوى على النهوض لسمعت منّي في أقطارها وسككها زئيرا يجحرك وأصحابك. أما والله إذا لألحقنّك بقوم كنت فيهم تابعا غير متبوع. احملوني من هذا المكان. فحملوه فأدخلوه في داره (٣٢).

وروى أبو بكر الجوهري : أنّ عمر كان يومئذ ـ يعني يوم بويع أبو بكر ـ

__________________

(٣٠) وفي رواية أبي بكر في سقيفته : لمّا رأت الأوس أنّ رئيسا من رؤساء الخزرج قد بايع ، قام أسيد بن حضير ـ وهو رئيس الأوس ـ فبايع حسدا لسعد ومنافسة له أن يلي الأمر. راجع شرح النهج ٢ / ٢ في شرحه (ومن كلام له في معنى الأنصار).

(٣١) إن هذا الموقف يوضح بجلاء جماع سياسة الخليفتين من شدّة ولين.

(٣٢) الطبري ٣ / ٤٥٥ ـ ٤٥٩ ، وط. أوربا ١ / ١٨٤٣. (وتندر عضوك) كذا ورد ويعني تسقط أعضاؤك.

١٥٦

محتجزا يهرول بين يدي أبي بكر ويقول : ألا إنّ الناس قد بايعوا أبا بكر ـ الخ (٣٣).

بايع الناس أبا بكر وأتوا به المسجد يبايعونه فسمع العبّاس وعليّ التكبير في المسجد ولم يفرغوا من غسل رسول الله (ص).

فقال عليّ : ما هذا؟

قال العباس : ما رئي مثل هذا قطّ!! أما قلت لك (٣٤)؟!

النذير

وجاء البراء بن عازب فضرب الباب على بني هاشم وقال :

يا معشر بني هاشم! بويع أبو بكر.

فقال بعضهم لبعض : ما كان المسلمون يحدثون حدثا نغيب عنه ونحن أولى بمحمّد.

فقال العباس : فعلوها وربّ الكعبة!

وكان عامّة المهاجرين وجلّ الأنصار لا يشكّون أنّ عليّا هو صاحب الأمر بعد رسول الله (ص) (٣٥).

وكان المهاجرون والأنصار لا يشكّون في عليّ.

روى الطبري : أنّ (أسلم) أقبلت بجماعتها حتى تضايق بهم السّكك فبايعوا أبا بكر فكان عمر يقول :

__________________

(٣٣) في كتابه السقيفة ، راجع ابن أبي الحديد ١ / ١٣٣. وفي ص ٧٤ منه بلفظ آخر.

(٣٤) ابن عبد ربّه في العقد الفريد ٤ / ٢٥٨. وأبو بكر الجوهري في كتابه السقيفة برواية ابن أبي الحديد عنه في ١ / ١٣٢ ، ويروي تفصيله في ص ٧٤ منه. والزبير بن بكار في الموفقيات ص ٥٧٧ ـ ٥٨٠ و ٥٨٣ و ٥٩٢. كما يروي عنه ابن أبي الحديد في شرح النهج ٢ / ٢ ـ ١٦ ، في شرحه : (ومن كلام له في معنى الأنصار).

(٣٥) الموفّقيات للزبير بن بكار ، ص ٥٨٠.

١٥٧

(ما هو إلا أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر) (٣٦).

فلمّا بويع أبو بكر أقبلت الجماعة الّتي بايعته تزفّه زفّا إلى مسجد رسول الله (ص) فصعد على المنبر ـ منبر رسول الله (ص) ـ فبايعه الناس حتّى أمسى ، وشغلوا عن دفن رسول الله حتى كانت ليلة الثلاثاء (٣٧).

البيعة العامّة

ولما بويع أبو بكر في السّقيفة وكان في الغد ، جلس أبو بكر على المنبر ، فقام عمر فتكلّم قبل أبي بكر فحمد الله وأثنى عليه ... ، وذكر أنّ قوله بالأمس لم يكن من كتاب الله ولا عهدا من رسوله ولكنّه كان يرى أن الرسول سيدبّر أمرهم ويكون آخرهم. ثمّ قال :

وإنّ الله قد أبقى فيكم كتابه الّذي به هدى رسوله. فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه له. وإنّ الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله (ص) ثاني اثنين إذ هما في الغار ؛ فقوموا فبايعوه.

فبايع الناس أبا بكر بيعته العامّة بعد بيعة السّقيفة.

وفي البخاري : (وكان طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة ، وكانت بيعة أبي بكر العامّة على المنبر). قال أنس بن مالك : (سمعت عمر يقول لأبي بكر يومئذ : اصعد المنبر. فلم يزل به حتّى صعد المنبر فبايعه الناس عامّة).

ثم تكلّم أبو بكر ، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال :

(أمّا بعد ، أيّها النّاس ، فإنّي قد ولّت عليكم ، ولست بخيركم ، فإن

__________________

(٣٦) الطبري ٢ / ٤٥٨ ، وط. أوربا ، ١ / ١٨٤٣. وفي رواية ابن الأثير ٢ / ٢٢٤ : (وجاءت أسلم فبايعت). وقال الزبير بن بكار في الموفّقيات برواية النهج ٦ / ٢٨٧. «فقوي بهم أبو بكر» ولم يعيّنا متى جاءت أسلم ، ويقوى الظنّ أن يكون ذلك يوم الثلاثاء. وقال المفيد في كتابه «الجمل» : إنّ القبيلة كانت قد جاءت لتمتار من المدينة ، (الجمل ص ٤٣).

(٣٧) الموفّقيات ص ٥٧٨. والرياض النضرة ١ / ١٦٤. وتاريخ الخميس ١ / ١٨٨.

١٥٨

أحسنت فأعينوني ، وإن أسأت فقوّموني ـ إلى قوله : ـ أطيعوني ما أطعت الله ورسوله ، فإذا عصيت الله ورسوله ، فلا طاعة لي عليكم. قوموا إلى صلاتكم ، يرحمكم الله) (٣٨).

بعد بيعة أبي بكر العامّة

(توفّي رسول الله يوم الاثنين حين زاغت الشّمس فشغل الناس عن دفنه) (٣٩).

شغل الناس عن رسول الله بقيّة يوم الاثنين حتّى عصر الثلاثاء :

أولا : بخطب السّقيفة.

ثم : ببيعة أبي بكر الأولى ثم ببيعته العامّة وخطبته وخطبة عمر حتّى صلّى بهم.

قالوا : (فلمّا بويع أبو بكر أقبل الناس على جهاز رسول الله يوم الثلاثاء) (٤٠). (ثمّ دخل الناس يصلّون عليه) (٤١). (وصلّى على رسول الله بغير إمام. يدخل عليه المسلمون زمرا زمرا يصلّون عليه) (٤٢).

__________________

(٣٨) ابن هشام ، ٤ / ٣٤٠. والطبري ، ٣ / ٢٠٣ (وط. أوربا ١ / ١٨٢٩). وعيون الأخبار لابن قتيبة ٢ / ٢٣٤. والرياض النّضرة ١ / ١٦٧. وابن كثير ٥ / ٢٤٨. والسّيوطي في تاريخ الخلفاء ص ٤٧. وكنز العمال ٣ / ١٢٩ ، ح ٢٢٥٣. والحلبيّة ٣ / ٣٩٧. وذكر البخاري في صحيحه ص ١٦٥ من ج ٤ كتاب البيعة عن أنس ، خطبة عمر باختلاف يسير.

وممن ذكر خطبة أبي بكر فقط ، أبو بكر الجوهري في كتابه : السقيفة ، حسب رواية ابن أبي الحديد عنه ، ١ / ١٣٤. وصفوة الصفوة ١ / ٩٨.

(٣٩) طبقات ابن سعد ٢ / ق ٢ / ٧٨ ، ط. ليدن.

(٤٠) سيرة ابن هشام ٤ / ٣٤٣. والطبري : ٢ / ٤٥٠ (وط. أوربا ١ / ١٨٣٠). وابن الأثير ٢ / ١٢٦. وابن كثير ٥ / ٢٤٨. والحلبيّة ٣ / ٣٩٢ و ٣٩٤. وهذا الأخير لم يعين اليوم الّذي انتهوا فيه من بيعة أبي بكر وأقبلوا على جهاز رسول الله.

(٤١) ابن هشام ٤ / ٣٤٣.

(٤٢) طبقات ابن سعد ٢ / ق ٢ / ٧٠. والكامل لابن الأثير ج ٢ في ذكر حوادث سنة ١١ ه‍.

١٥٩

دفن رسول الله (ص) ومن حضر دفنه

(ولي وضع رسول الله في قبره هؤلاء الرهط الّذين غسلوه : العبّاس ، وعليّ والفضل وصالح مولاه. وخلّى أصحاب رسول الله بين رسول الله وأهله ، فولوا إجنانه) (٤٣).

(ودخل القبر عليّ ، والفضل وقثم ابنا العباس ، وشقران مولاه ـ ويقال : أسامة بن زيد ـ وهم تولّوا غسله وتكفينه وأمره كلّه) (٤٤). (وإنّ أبا بكر وعمر لم يشهدا دفن النبيّ)(٤٥).

وقالت عائشة : (ما علمنا بدفن الرسول حتّى سمعنا صوت المساحي من جوف اللّيل ، ليلة الأربعاء) (٤٦).

(ولم يله إلّا أقاربه ولقد سمعت بنو غنم صريف المساحي حين حضر وإنّهم لفي بيوتهم١) (٤٧).

وقال شيوخ الأنصار من بني غنم : (سمعنا صوت المساحي آخر الليل) (٤٨).

__________________

(٤٣) النصّ لابن سعد في الطبقات ٢ / ق ٢ / ٧٠. وفي البدء والتاريخ قريب منه ، وكنز العمال ٤ / ٥٤ و ٦٠ وهذه عبارته : (ولي دفنه وإجنانه أربعة من الناس) ثم ذكر ما أوردناه.

(٤٤) العقد الفريد ٣ / ٦١. وقريب منه نصّ الذهبي في تاريخه ١ / ٣٢١ و ٣٢٤ و ٣٢٦.

(٤٥) كنز العمال ٣ / ١٤٠.

(٤٦) ابن هشام ٤ / ٣٤٤. والطبري : ٢ / ٤٥٢ و ٤٥٥ (وط. أوربا ١ / ١٨٣٣ و ١٨٣٧). وابن كثير ٥ / ٢٧٠. وابن الأثير في أسد الغابة ١ / ٣٤ ، في ترجمة الرسول. وقد ورد في روايات أخرى أنّ سماعهم صريف المساحي كان ليلة الثلاثاء كما في طبقات ابن سعد ٢ / ق ٢ / ٧٨. وتاريخ الخميس ١ / ١٩١. والذهبي في تاريخه ١ / ٣٢٧ ، والأصحّ أن ذلك كان ليلة الأربعاء. وفي مسند أحمد ٦ / ٦٢ : في آخر ليلة الأربعاء ، وفي ص ٢٤٢ منه وص ٢٧٤ : (ما علمنا أين يدفن حتّى سمعنا ...).

(٤٧) و (٤٨) طبقات ابن سعد ٢ / ق ٢ / ٧٨.

١٦٠