إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أيسر التفاسير لكلام العليّ الكبير [ ج ١ ]

أيسر التفاسير لكلام العليّ الكبير

أيسر التفاسير لكلام العليّ الكبير [ ج ١ ]

تحمیل

أيسر التفاسير لكلام العليّ الكبير [ ج ١ ]

251/664
*

تهديهم إلى الإيمان بنا وتوحيدنا في عبادتنا وقدرتنا على البعث الآخر الذي لا ريب فيه لتجزى كل نفس بما كسبت.

وأخيرا لما لاحت أنوار ولاية الله في قلب هذا العبد المؤمن الذي أثار تعجبه خراب القرية فاستبعد حياتها قال : أعلم (١) أن الله على كل شيء قدير ، فهذا مصداق قوله تعالى : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ (٢) إِلَى النُّورِ).

هداية الآية

من هداية الآية :

١ ـ جواز طروء استبعاد ما يؤمن به العبد أنه حق وكائن ، كما استبعد هذا المؤمن المار بالقرية حياة القرية مرة أخرى بعد ما شاهد من خرابها وخوائها.

٢ ـ عظيم قدرة الله تعالى بحيث لا يعجزه تعالى شيء وهو على كل شيء قدير.

٣ ـ ثبوت البعث الآخر وتقريره.

٤ ـ ولاية الله تعالى للعبد المؤمن التقي تجلت في إذهاب الظلمة التي ظهرت على قلب المؤمن باستبعاده قدرة الله على إحياء القرية ، فأراه الله تعالى من مظاهر قدرته ما صرح به في قوله : (أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).

(وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٦٠))

__________________

(١) وقرىء اعلم ، والقائل له حينئذ الله تبارك وتعالى أو ملك من ملائكته ، أو هو خاطب نفسه قائلا لها إعلمى يا نفسي هذا العلم اليقيني الذي ما كنت تعلمينه.

(٢) لمّا قرّر تعالى ولايته للذين آمنوا وأنّه يخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم ذكر لذلك ثلاثة أحداث تجلى في كل واحد منها مصداق ما أخبر به ، فالأول محاجة النمرود لإبراهيم واعطاؤه تعالى نور العلم الذي أسكت به المجادل الكافر النمرود. والثاني استبعاد عزير إحياء الله مدينة القدس بعد تدميرها وتخريبها فأراه الله من آياته ما أذهب عنه ما وجده في نفسه من استبعاد حياة تلك المدينة ، والثالث طلب إبراهيم ربّه أن يريه كيف يحيى الموتى وقد أراه ذلك فأذهب به ما وجده إبراهيم من التطلع إلى معرفة ذلك.