تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - ج ٢٢

شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبي

قلت : فهل تجدين البرد؟

قالت : نعم.

قلت : فهل يدركك اللّغوب والإعياء إذا مشيت؟

قالت : نعم ، ألست من البشر؟

قلت : فتتوضّين للصّلوات؟

قالت : نعم.

قلت : ولم؟

قالت : تأمرني بذلك الفقهاء ، معتق للنّوم.

وذكر أنّ بطنها لاصق بظهرها ، فأمرت امرأة من نسائنا ، فنظرت ، فإذا بطنها كما وصفت ، وإذا قد اتّخذت كيسا وشدّته على بطنها كي لا ينقصف ظهرها إذا مشت.

قال : ثمّ لم أزل اختلف إلى هزارسف ، يعني تلميذتها ، فأعيد مسألتها ، وهي تتكلّم بلغة أهل خوارزم ، فلا تزيد في الحديث ، ولا تنقص منه.

فعرضت كلامها كلّه على عبد الله بن عبد الرحمن الفقيه ، قال : أنا أسمع هذا الحديث منذ نشأت ، فلا أرى من يدفعه.

وأجريت ذكرها لأبي العبّاس أحمد بن محمد بن طلحة بن طاهر والي خوارزم في سنة ستّ وستّين ، فقال : هذا غير كائن.

قلت : فالأمر سهل ، والمسافة قريبة. فأمر بها ، فتحمل إليك ، وتمتحنها بنفسك.

فأمرني ، فكتبت عنه إلى العامل ، فأشخصها على رفق. فأخبرني أبو العبّاس أحمد أنّه وكّل أمّه دون النّاس بمراعاتها ، وسألها أن تستقصي عليها ، وتتفقّدها في ساعات الغفلات. وأنّها بقيت عند أمّه نحوا من شهرين ، في بيت لا تخرج منه ، فلم يروها تأكل ولا تشرب. وكثر من ذلك تعجّبه ، وقال : لا ينكر الله قدره.

وبرّها وصرفها ، فلم يأت عليها إلّا القليل حتّى ماتت ، رحمها الله.

٢٢١

قلت : حدّثني غير واحد أثق به ، أنّ امرأة كانت بالأندلس مثل هذه كانت في حدود السّبعمائة ، بقيت نحوا من عشرين سنة لا تأكل شيئا ، وأمرها مشهور.

وذكر علاء الدّين الكنديّ في تذكرته عن الفاروثيّ مثل ذلك ، عند رجل كان بالعراق بعد السّتّمائة (١).

٣٢٨ ـ عيسى بن محمد (٢).

ويقال عيسى بن موسى ، الأمير أبو موسى النّوشريّ.

من كبار القوّاد المشهورين. ولي إمرة أصبهان ، وولي شرطة بغداد ، وانتدب لقتال أمير أصبهان أبي ليلى ، وغيره. فظهرت شهامته وشجاعته.

وولي إمرة مصر للمكتفي بالله بعد السّبعين ومائتين ، عند زوال الدّولة الطّولونيّة ، وطال عمره ، وعظمت حرمته.

توفّي سنة تسع وتسعين في شعبان.

٣٢٩ ـ عيسى بن مسكين بن منصور بن جريج بن محمد (٣).

الفقيه أبو محمد الإفريقيّ المغربيّ ، عالم إفريقية وشيخها.

أخذ عن : سحنون بن سعيد الفقيه ، وغيره.

وعنه : تميم بن محمد القرويّ ، وحمدون بن مجاهد الكلبيّ الفقيه ، ولقمان بن يوسف ، وعبد الله بن مسرور بن الحجّام ، وطائفة كثيرة. كان إماما

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٧٢.

(٢) انظر عن (عيسى بن محمد النوشري) في :

تاريخ الطبري ٣ / ٤٧ ، ١١٩ ، والولاة والقضاة للكندي ٢٥٨ ، ٢٦٢ ، ٢٦٧ ، وولاة مصر ، له ٢٧٨ ، ٢٧٩ ، ٢٨١ ، ٢٨٥ ، ٢٨٦ ، ومروج الذهب ٣٣٢١ ، والكامل في التاريخ ٨ / ٥٨ ، ونهاية الأرب للنويري ٢٣ / ٣٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٤ / ٤٦ رقم ١٩ ، والمواعظ والاعتبار للمقريزي ١ / ٣٢٨ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ١٧١ ، ١٩٥ ، ومآثر الإنافة للقلقشندي ١ / ٢٨٠ ، وحسن المحاضرة ٢ / ١٣ ، وبدائع الزهور لابن إياس ج ١ ق ١ / ١٧٥.

(٣) انظر عن (عيسى بن مسكين) في :

سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٧٣ رقم ٢٩٦ ، والعبر ٢ / ١٠٢ ، ١٠٣ ، ودول الإسلام ١ / ١٧٩ ، ومرآة الجنان ٢ / ٢٢٤ ، والديباج المذهب لابن فرحون ٢ / ٦٦ ـ ٧٠ ، وشذرات الذهب ٢ / ٢٢٠.

٢٢٢

ورعا ثقة ، متمكّنا من الفقه والآثار ، صاحب خشوع وعبادة ، وكان يشبّه بسحنون في سمعته وهيبته.

وقيل : كان مستجاب الدّعوة ، رحمه‌الله.

بلغنا أنّ بعض ملوك بني الأغلب قال له : لئن لم تل القضاء لأقتلنّك.

وأغلظ له. فتولّى القضاء. ولم يأخذ رزقا.

وكان يستقي بالجرّة ، ويركب الحمار ، ويترك التّكلّف.

توفّي سنة خمس وتسعين.

٣٣٠ ـ عيسى بن هارون الزّاهد.

أبو أحمد الهمدانيّ.

رحل وكتب العلم عن : أبي مصعب الزّهريّ ، وهنّاد بن السّريّ ، وطائفة.

وعنه : الفضل بن الفضل الكنديّ ، وأبو بكر بن خارجة النّهاونديّ ، وأبو بكر الإسماعيليّ ، وغيرهم.

٣٣١ ـ عيسى بن يزيد بن خالد بن ... (١) المصريّ المعافريّ.

أبو عقب.

روى عن : أبيه.

وعنه : هارون بن سعيد كان بالإسكندريّة.

__________________

(١) بياض في الأصل.

٢٢٣

ـ حرف الفاء ـ

٣٣٢ ـ فاتك بن عبد الله (١).

مولى المعتضد.

كان من كبار الأمراء. وترقّت سعادته في أيّام المكتفي. ذكرنا أنّه قتل مع العبّاس الوزير.

٣٣٣ ـ الفضل بن أحمد الأصبهانيّ (٢).

عن : إسماعيل بن عمرو البجليّ.

وعنه : الطّبرانيّ.

قال أبو نعيم الحافظ : خلّط ، فترك حديثه (٣).

٣٣٤ ـ الفضل بن صالح الهاشميّ المنصوريّ (٤).

عن : هدبة بن خالد ، وعبد الأعلى بن حمّاد النّرسيّ.

وعنه : الطّبرانيّ ، وأبو بكر القطيعيّ.

__________________

(١) انظر عن (فاتك بن عبد الله) في :

تاريخ الطبري ١٠ / ٦٨ ، ١٢٠ ، ١٢٩ ، ومروج الذهب ٣٣٥٨ ، ٣٣٦٣ ، ٣٣٩٧ ، والتنبيه والإشراف ٣٢٧ ، وتجارب الأمم ١ / ٥ ، والعيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ٢٠٩ ، والمنتظم ٦ / ٨٠ ، ٨١ ، والكامل في التاريخ ٨ / ١٤ ، وتاريخ الخميس ٢ / ٣٨٦ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء ١٥٤ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ١٧٢ ، والوزراء للصابي ١٠٠ ، ٢٥٨.

(٢) انظر عن (الفضل بن أحمد) في :

المعجم الصغير للطبراني ١ / ٢٦٣ ، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم ٢ / ١٥٥!.

(٣) قوله هذا ليس في : ذكر أخبار أصبهان.

(٤) انظر عن (الفضل بن صالح) في :

المعجم الصغير للطبراني ١ / ٢٦٣ ، وتاريخ بغداد ١٢ / ٣٧٤ ، ٣٧٥ رقم ٦٨٢١.

٢٢٤

وكان ثقة (١).

توفّي سنة ثلاثمائة.

٣٣٥ ـ الفضل بن عبد الله بن مخلد (٢).

أبو نعيم التّميميّ الجرجانيّ القاضي.

رحّال جوّال.

سمع : قتيبة بن سعيد ، وهشام بن خالد الدّمشقيّ ، ومحمد بن مصفّى ، وعيسى بن زغبة ، وأبا الطّاهر بن السّرح ، وخلقا.

وعنه : أبو جعفر العقيليّ ، والزّبير بن عبد الواحد الأستراباذيّ ، وأبو أحمد بن عديّ ، وأبو بكر الإسماعيليّ ، وآخرون.

قال الإسماعيليّ : صدوق ، جليل (٣).

وقال حمزة السّهميّ (٤) : توفّي في ربيع الأوّل سنة ثلاث وتسعين.

٣٣٦ ـ الفضل بن العبّاس بن مهران (٥).

أبو العبّاس.

عن : ابن بكير ، وبشّار بن موسى ، وداود بن عمرو الضّبّيّ ، وجماعة.

وعنه : أبو أحمد العسّال ، وأبو الشّيخ ، وآخرون.

وتوفّي سنة ثلاث أيضا.

قال أبو نعيم : ثقة مأمون (٦).

__________________

(١) وثّقه الخطيب.

(٢) انظر عن (الفضل بن عبد الله) في :

تاريخ جرجان للسهمي ١٨٦ ، ٢٣٤ ، ٣٠٤ ، ٣٢٤ (٣٢٩ رقم ٦٠٠) ، ٤١٧ ، ٤٤٩ ، ٥٠١ ، ٥٤٠.

(٣) تاريخ جرجان ٣٢٩.

(٤) في تاريخ جرجان.

(٥) انظر عن (الفضل بن العباس بن مهران) في :

ذكر أخبار أصبهان ٢ / ١٥٢ ، ١٥٣ ،

(٦) وزاد : صاحب أصول.

٢٢٥

٣٣٧ ـ الفضل بن العبّاس بن الوليد البغداديّ البزوريّ (١).

ويقال : السّقطيّ.

ويقال : [حدّث عن يحيى بن عثمان] (٢) الحربيّ ، وسويد بن سعيد ، وداود بن رشيد.

وعنه : عبد الباقي بن قانع ، والطّبرانيّ.

وتوفّي سنة إحدى وتسعين (٣).

٣٣٨ ـ الفضل بن محمد (٤).

أبو برزة الحاسب. كان حيسوب بغداد.

روى عن : ابن يونس اليربوعيّ ، ويحيى الحمّانيّ ، ومحمد بن سماعة.

وعنه : ابن قانع ، وأحمد بن محمد السّقطيّ ، وأبو محمد [بن ماسي] (٥).

توفّي في صفر سنة ثمان وتسعين (٦).

وثّقه الخطيب (٧).

٣٣٩ ـ الفضل بن هارون الفقيه (٨).

__________________

(١) انظر عن (الفضل بن العباس البزوري) في :

المعجم الصغير للطبراني ١ / ٢٦٢ وفيه «الفضل بن العباس القرطبي البغدادي» ، وتاريخ بغداد ١٢ / ٣٧٢ رقم ٦٨١٥.

(٢) في الأصل بياض ، استدركته من المصدرين المذكورين.

(٣) جاء في : تاريخ بغداد ١٢ / ٣٧١ رقم ٦٨١٤ : «الفضل بن العباس القرطمي. حدّث عن يحيى بن عثمان الحربي ، روى عنه أبو القاسم الطبراني».

ثم ذكر الخطيب : الفضل بن العباس بن الوليد أبو القاسم البزوري ، ويقال : السقطي ، وذكر شيوخه وتلاميذه ، ولم يذكر بينهم : الطبراني. ثم قال : «وأخاف أن يكون القرطبي الّذي ذكرناه آنفا ، والله أعلم». (تاريخ بغداد ١٢ / ٣٧٢).

ويقول خادم العلم محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : الأرجح أنهما واحد.

(٤) انظر عن (الفضل بن محمد الحاسب) في :

تاريخ بغداد ١٢ / ٣٧٣ رقم ٦٨١٧ ، والمنتظم لابن الجوزي ٦ / ٥٦ رقم ٧٨ ، والكامل في التاريخ ٨ / ٦٢.

(٥) في الأصل بياض ، وما بين القوسين استدركته من «تاريخ بغداد».

(٦) فيها أرّخه الخطيب ، وابن الأثير. أما ابن الجوزي فذكر وفاته في سنة ٢٩٢ ه‍. (المنتظم).

(٧) في تاريخه. وقال ابن الجوزي : كان ثقة جليل القدر.

(٨) انظر عن (الفضل بن هارون) في :=

٢٢٦

تلميذ أبي ثور.

حدّث عن : داود بن رشيد ، ومحمد بن أبي معشر ، وجماعة.

وعنه : أبو نعيم بن عديّ ، والطّبرانيّ.

وتوفّي سنة نيّف وتسعين.

ذكره الخطيب.

٣٤٠ ـ الفيض بن الخضر (١).

أبو الحارث الأولاسيّ (٢) الزّاهد. نزيل طرسوس.

حكى عن : عبد الله بن خبيق الأنطاكيّ.

وعنه : أبو عوانة الأسفرائينيّ ، ومحمد بن سهل الفرغانيّ (٣) ، ومحمد بن المنذر شكر ، وغيرهم.

وتوفّي بطرسوس سنة تسع وتسعين ومائتين (٤).

__________________

= المعجم الصغير للطبراني ١ / ٢٦١ ، وتاريخ بغداد ١٢ / ٣٧٢ ، ٤٧٣ رقم ٦٨١٦.

(١) انظر عن (الفيض بن الخضر) في :

المنتظم ٦ / ٩٣ رقم ١٢٧ ، والكامل في التاريخ ٨ / ٥٩ ، والرسالة القشيرية ٢ / ٦٨٢ ، والأنساب لابن السمعاني ١ / ٣٨٨ ، واللباب ١ / ٩٤ ، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) : ٣٥ / ٤٥ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ٤ / ١٩ ، ٢٠ رقم ١٢١١.

(٢) الأولاسي : بفتح الألف ، وسكون الواو : نسبة إلى : أولاس ، بلدة على ساحل بحر الشام : قال ياقوت : بالقرب من طرسوس ، وفيها حصن يسمّى حصن الزهّاد.

(٣) وفي نسخة أخرى من «تاريخ الإسلام» : «محمد بن إسماعيل الفرغاني».

(٤) قال ابن السمعاني : كان من المشايخ الكبار وله آيات وكرامات وعجائب.

٢٢٧

ـ حرف القاف ـ

٣٤١ ـ القاسم بن أحمد بن يوسف (١).

أبو محمد التّميميّ الكوفيّ المعروف بالخيّاط. شيخ القرّاء في وقته.

قرأ على : أبي جعفر محمد بن حبيب الشّمونيّ ختما.

أخذ عنه : سعد بن أحمد الإسكافيّ ، والحسين بن داود النّقّار ، وابن شنبوذ ، ومحمد بن أحمد بن الضّحّاك ، وأبو بكر محمد بن الحسن النّقّاش ، وآخرون.

قال النّقّار : قرأت عليه أربعين ختمة (٢).

وقال النّقّاش : قرأت عليه بمسجده في الكوفة سنة تسع وثمانين.

قال النّقّار : سمعت إجماع النّاس على تفضيل قاسم في قراءة عاصم (٣).

قال الدّانيّ : توفّي بعد التّسعين (٤).

٣٤٢ ـ القاسم بن أبي حرب البصريّ.

__________________

(١) انظر عن (القاسم بن أحمد) في :

تاريخ بغداد ١٢ / ٤٣٨ رقم ٦٩٠٢ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٢٥١ ، ٢٥٢ رقم ١٥٧ ، وغاية النهاية ٢ / ١٦ ، ١٧ رقم ٢٥٨٥.

(٢) غاية النهاية ٢ / ١٧.

(٣) غاية النهاية ٢ / ١٧.

(٤) وقال الخطيب : كان صاحب قرآن ، ورواية حروف. (تاريخ بغداد ١٢ / ٤٣٨). وقال محمد بن عبد الله الكسائي : كنت أقرأ برواية عاصم رواية عبد الجبار بن محمد العطار ، فلما سمعت إجماع الناس على تفضيل قاسم ورأيت ذوي الأسنان وأهل المعارف يقرءون عليه لازمته حتى قرأت عليه وأتقنت قراءته. (غاية النهاية ٢ / ١٦ ، ١٧).

وقال أحمد بن محمد بن سعيد : توفي ودفن غداة الجمعة لعشر بقين من شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين ومائتين ببغداد. (تاريخ بغداد).

٢٢٨

أبو سعيد.

حدّث في سنة ثلاث وتسعين عن : هدبة بن خالد ، وعبد الله بن معاذ ، وجماعة.

٣٤٣ ـ القاسم بن خالد بن قطن (١).

أبو سهل المروزيّ الحافظ محدّث مرو.

سمع : حبّان بن موسى ، وإسحاق بن راهويه ، وعليّ بن حجر ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن المدينيّ ، ويحيى بن معين ، وأبا بكر بن أبي شيبة ، وابن نمير ، وأبا كامل الجحدريّ ، وأبا مصعب الزّهريّ ، وعبد الوهّاب بن نجدة الحوطيّ ، ومحمد بن عبد الله بن عمّار ، وخلقا بالشّام ، والعراق ، والجزيرة ، وخراسان.

وعنه : أبو العبّاس الدّغوليّ ، وعمر بن عليّ الجوهريّ ، وأبو بكر أحمد بن عليّ الرّازيّ ، وأبو عبد الله بن الأخرم ، ومحمد بن صالح بن هانئ ، وآخرون.

توفّي في شوّال سنة سبع وتسعين ومائتين.

٣٤٤ ـ القاسم بن عاصم المراديّ الأندلسيّ (٢).

التّاجر.

سمع ببغداد من : أحمد بن ملاعب ، وغيره.

وعنه : قاسم بن أصبغ.

توفّي سنة ثلاثمائة (٣).

٣٤٥ ـ القاسم بن عبد الواحد بن حمزة (٤).

__________________

(١) انظر عن (القاسم بن خالد بن قطن) في :

سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٤٤ رقم ٢٧٤.

(٢) انظر عن (القاسم بن عاصم) في :

تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ ١ / ٣٥٨ ، ٣٥٩ رقم ١٠٥٥.

(٣) وقال ابن الفرضيّ : من أهل بجانة يكنّى أبا محمد ، وكان أحد التجار ، ودخل بغداد.

(٤) انظر عن (القاسم بن عبد الواحد) في :

تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضيّ ١ / ٣٥٨ رقم ١٠٥٤.

٢٢٩

أبو بكر البكريّ العجليّ القرطبيّ.

عن : بقيّة بن مخلد ، وغيره.

وسمع بمكّة من : محمد بن إسماعيل الصّائغ ، وابن أبي ميسرة.

وببغداد من : أحمد بن خيثمة ، وجماعة.

وعنه : محمد بن عبد الله بن أبي دليم ، وغيره.

توفّي سنة بضع وتسعين (١).

٣٤٦ ـ القاسم بن عبد الوارث الورّاق (٢).

عن : أبي الرّبيع الزّهرانيّ ، وغيره.

وعنه : محمد بن مخلد ، والطّبرانيّ.

توفّي سنة أربع.

٣٤٧ ـ القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب بن سعيد الحارثيّ (٣).

__________________

(١) قال الرازيّ : قتل العجليّ فيما بين عقب سنة ثلاث وتسعين ومائتين ، وصدر أربع وتسعين.

وألفي بعد أيام وقد تغيّر ، فدفن في داره ولم يصلّ عليه ، ثم تكلّم الفقهاء في خبره ، فأفتى محمد بن عمر بن لبابة أن يصلّى على قبره.

(٢) انظر عن (القاسم بن عبد الوارث) في :

المعجم الصغير للطبراني ١ / ٢٦٧.

(٣) انظر عن (القاسم بن عبيد الله الوزير) في :

تاريخ الطبري ١٠ / ٤٩ ، ٥٢ ، ٨٦ ، ٨٨ ، ٨٩ ، ٩١ ، ٩٨ ، ٩٩ ، ١٠٣ ، ١٠٤ ، ١٠٧ ، ١٠٨ ، ١١٢ ، ١١٥ ، ومروج الذهب ٣٢٤٧ ، ٣٢٦٤ ـ ٣٢٦٦ ، ٣٣٠٧ ، ٣٣٤٠ ، ٣٣٥٥ ، ٣٣٥٧ ـ ٣٣٦١ ، ٣٣٧٢ ـ ٣٣٧٦ ، ٣٣٨٠ ، ٣٤١٣ ، ٣٤٢٠ ، والوزراء للصابي ٤ ، ٢٥ ، ١٢٤ ، ١٤٤ ، ١٤٥ ، ١٤٨ ، ١٤٩ ، ١٥١ ، ١٥٢ ، ١٦٢ ، ١٧٤ ، ٢٠٧ ، ٢٠٨ ، ٢١٠ ، ٢١١ ، ٢٤٩ ، ٢٥٠ ـ ٢٥٣ ، ٢٧٨ ، ٢٧٩ ، ٢٩٣ ، ٣١١ ، ٣٨٢ ـ ٣٨٥ ، ٣٨٧ ـ ٣٩١ ، وتحفة الوزراء للثعالبي ٤٤ ، ١٢٣ ، والعيون والحدائق ج ٤ ق ١ / ١٧١ ، ١٧٣ ، ١٧٥ ، ١٨٦ ، ١٨٨ ، ٢٠٦ ، والعقد الفريد ٤ / ١٦٦ ، والفرج بعد الشدّة للتنوخي ١ / ٢٢١ ، ٣٠٣ و ٢ / ٩ ، ٨٥ ، ٨٦ ، ٨٩ ، ٩١ ، ٩٦ ، ١٧٢ ، ١٧٤ ، ٣٠٧ ، ٣١١ ، ٣٩٥ ، والإنباء في تاريخ الخلفاء ١٤٩ ، ١٥٠ ، والفخري ٢٥٧ ، ٢٥٨ ، والكامل في التاريخ ٧ / ٥٣٣ ، ٥٣٤ ، ومختصر التاريخ لابن الكازروني ١٦٧ ، ١٧١ ، وخلاصة الذهب المسبوك ٢٢٧ ، ٢٣٩ ، ووفيات الأعيان ١ / ٥٠ ، ٢٠٥ و ٢ / ١٨١ و (٣ / ٣٦١ ، ٣٦٢) ، ٣٦٤ و ٤ / ٤٣. ٣٤٠ و ٦ / ٢٠٠ ، ٢٠١ ، ٤٣٠ ، وصلة تاريخ الطبري لعريب ١١ / ١٢ ، والمنتظم ٦ / ٣٢ ، ٣٤ ، ٣٨ ، ١٧٧ ، وإعتاب الكتّاب ١٨٢ ـ ١٨٥ ، والعبر ٢ / ٨٩ ، وسير أعلام النبلاء ١٤ / ١٨ ـ ٢٠ رقم ٩ ، ودول الإسلام ١ / ١٧٦ ، والبداية والنهاية ١١ / ٩٨ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ١٣٣.

٢٣٠

البغداديّ الوزير. ولي الوزارة للمعتضد بعد موت والده الوزير عبيد الله سنة ثمان وثمانين.

ونهض القاسم بأعباء الأمور عند موت المعتضد ، فأخذ البيعة للمكتفي.

ومات القاسم في تاسع ذي القعدة سنة إحدى وتسعين. فكانت وزارته ثلاث سنين ونصفا وأيّاما. وولي بعده العبّاس بن الحسين بن أيّوب الوزير الّذي قتل مع ابن المعتزّ.

وكان القاسم من ظلمة الوزراء ومتموّليهم. بلغنا أنّه كان يدخله في السّنة من أملاكه سبعمائة ألف دينار. ولعزّة أبيه على المعتضد استوزر ولده هذا بعده ، وكان شابّا غرّا بالأمور ، قليل التّقوى ، وإنّما أنفق على المكتفي لأنّه خدمه ، وثبّت له الأمور ، وكان مع قلّة خبرته سفّاكا للدّماء ، حمل المكتفي على قتل بدر (١) ، وعلى قتل عبد الواحد بن الموفّق ابن عمّ المكتفي. ولمّا مات أظهر النّاس الشّماتة بموته.

وقال الصّوليّ : قال أبو الحارث النّوفليّ : كنت أبغض القاسم بن عبيد الله لكفره ، ولمكروه نالني منه.

قال ابن النّجّار : وأخذ البيعة للمكتفي ، وكان غائبا بالرّقّة ، وضبط له الخزائن ، فعظم عنده ، ولقّبه والي الدّولة ، فسأل المكتفي أن يزوّج ولده محمد بابنة القاسم ، فأجابه ، وأمهرها مائة ألف دينار.

قال ابن النّجّار : كان جوادا ممدّحا إلّا أنّه كان زنديقا ، فاسد الاعتقاد.

وكان أبو إسحاق الزّجّاج مؤدّبه ، فنال في وزارته منه مالا جزيلا. كان يقضي أشغالا كبارا عنه ، فيأخذ عليها ، حتّى حصّل نحوا من أربعين ألف دينار.

وقد أعطاه في دفعة واحدة ثلاثة آلاف دينار.

لم يكمل القاسم ثلاثا وثلاثين سنة ، لا رحمه‌الله ، فقد كان لعينا ، قال الصّوليّ : ثنا شاذي المغنّي قال : كنت يوما عند القاسم بن عبيد الله وهو يشرب ،

__________________

(١) أي بدر الحمامي.

٢٣١

فدخل ابن فراس ، فقرأ عليه شيئا من عهد أزدشير ، فأعجب القاسم ، فقال له ابن فراس : هذا والله ، وأومأ إليّ ، أحسن من بقرة هؤلاء وآل عمرانهم. وجعلا يتضاحكان.

وقال الصّوليّ : نا ابن عبدون : حدّثني الوزير عبّاس بن الحسن قال : كنت عند القاسم بن عبيد الله ، فقرأ قارئ : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) (١) فقال ابن فراس : بنقصان «يا». فوثبت فزعا ، فرآني الوزير وغمزه ، فسكت.

الصّوليّ : نا عليّ بن العبّاس النّوبختيّ قال : انصرف ابن الرّوميّ الشّاعر من عند القاسم بن عبيد الله ، فقال لي : ما رأيت مثل حجّة أوردها اليوم الوزير في قدم العالم. وذكر أبياتا.

قلت : فهذه الأمور دالّة على خلال هذا المغترّ.

٣٤٨ ـ القاسم بن محمد بن حمّاد الكوفيّ الدّلّال (٢).

عن : أبي بلال الأشعريّ.

وعنه : الطّبرانيّ ، والخالديّ ، وابن عقدة.

وهو ضعيف.

توفّي سنة خمس وتسعين ، وقيل : سنة تسع.

ومن شيوخه قطبة بن العلاء ، ومخوّل.

٣٤٩ ـ قنبل (٣).

مقريء أهل مكّة.

هو أبو عمر محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد بن جرحة

__________________

(١) سورة آل عمران الآية ١١٠.

(٢) انظر عن (القاسم بن محمد) في :

المعجم الصغير للطبراني ١ / ٢٦٦ ، ٢٦٧.

(٣) انظر عن (قنبل المقرئ) في :

معجم الأدباء ٦ / ٢٠٦ ، ٢٠٧ ، ودول الإسلام ١ / ١٧٦ ، ومعرفة القراء الكبار ١ / ٢٣٠ رقم ١٢٩ ، وتذكرة الحفّاظ ٢ / ٦٥٩ ، والمشتبه في أسماء الرجال ٢ / ٥٣٦ ، ومرآة الجنان ٢ / ٢٢٠ ، والبداية والنهاية ١١ / ٩٩ ، والوافي بالوفيات ٣ / ٢٢٦ ، ٢٢٧ ، والعقد الثمين ٢ / ١٠٩ ، ١١٠ ، والوفيات لابن قنفذ ١٩٠ ، وغاية النهاية ٢ / ١٦٥ ، ١٦٦ رقم ٣١١٥.

٢٣٢

المخزوميّ المكّيّ.

ولد سنة خمس وتسعين ومائة.

وقرأ على : أبي الحسن أحمد بن محمد النّبّال القوّاس صاحب أبي الإخريط ، وخلفه في الإقراء بعد موته.

وله رواية عن : أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي برّة أيضا.

وانتهت إليه رئاسة الإقراء بالحجاز.

قرأ عليه خلق منهم : أبو بكر بن مجاهد ، وأبو ربيعة محمد بن إسحاق ، وإبراهيم بن عبد الرّزّاق الأنطاكيّ عرض الحروف فقط ، وأبو الحسن بن شنبوذ ، وأبو بكر محمد بن عيسى الجصّاص ، وأبو بكر بن موسى الهاشميّ النّرسيّ ، ونظيف بن عبد الله.

وإنّما لقّب قنبلا لاستعماله دواء يقال له قنبيل يسقى للبقر. فلمّا أكثر من استعماله عرف به ، ثم خفّف ، وقيل قنبل.

وقيل : بل هو من قوم مكّة يقال لهم : القنابلة.

وكان قنبل قد ولي الشرطة وإقامة الحدود بمكّة ، وطال عمره وضعف ، وقطع الإقراء قبل موته بسبعة أعوام (١).

توفّي سنة إحدى وتسعين.

٣٥٠ ـ قيس بن مسلم البخاريّ الأزرق (٢).

عن : عليّ بن حجر ، وعليّ بن خشرم.

وعنه : ابن مخلد ، والطّبرانيّ (٣) ، وغيرهما.

__________________

(١) وقيل : بعشر سنين. (غاية النهاية ٢ / ١٦٦).

(٢) انظر عن (قيس بن مسلم) في :

المعجم الصغير للطبراني ١ / ٢٧٠.

(٣) سمع منه ببغداد في سنة ٢٨٧ ه‍.

٢٣٣

ـ حرف اللام ـ

٣٥١ ـ اللّيث بن غشوم.

أبو الحارث المصريّ.

روى عن : يحيى بن بكير ، وغيره.

وتوفّي سنة خمس وتسعين ومائتين.

٢٣٤

ـ حرف الميم ـ

٣٥٢ ـ محمد بن أبان (١).

أبو مسلم المدينيّ الأصبهانيّ.

ثقة مكثر.

سمع : إسماعيل بن عمرو البجليّ ، وسليمان الشّاذكونيّ.

وعنه : أبو القاسم الطّبرانيّ ، وأبو الشّيخ ، وجماعة.

وكان أحد الفقهاء (٢).

توفّي سنة ثلاث وتسعين.

٣٥٣ ـ محمد بن إبراهيم بن سعيد (٣).

الإمام الكبير أبو عبد الله العبديّ ، الفقيه المالكيّ البوشنجيّ (٤).

__________________

(١) انظر عن (محمد بن أبان) في :

المعجم الصغير للطبراني ٢ / ٤٩ ، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم ٢ / ٢٣٤.

(٢) وقال أبو نعيم : «كتب بالعراق بفائدة إبراهيم بن أورمة».

(٣) انظر عن (محمد بن إبراهيم البوشنجي) في :

الجرح والتعديل ٧ / ١٨٧ رقم ١٠٦٥ ، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلي ١ / ٢٦٤ ، ٢٦٥ رقم ٣٧٥ ، والمنتظم لابن الجوزي ٦ / ٤٨ رقم ٧١ ، والكامل في التاريخ ٧ / ٥٣٤ ، وتهذيب الكمال للمزّي (المصوّر) ٣ / ١١٥٦ ، وطبقات الفقهاء الشافعية للعبّادي ٤٧ ، ودول الإسلام ١ / ١٧٦ ، والعبر ١١ / ٩٩ ، وطبقات الشافعية للسبكي ٢ / ١٨٩ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ١٨٨ ـ ١٩٠ رقم ١٦٤ ، وتذكرة الحفاظ ٢ / ٢٠٧ ، ودول الإسلام ١ / ١٧٦ ، والمشتبه في أسماء الرجال ١ / ١٠٠ ، والوافي بالوفيات ١ / ٣٤٢ ، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين ١ / ٦٤٨ ، وتهذيب التهذيب ٩ / ١٠٠٨ رقم ١٢ ، وتقريب التهذيب ٢ / ١٤٠ رقم ٦ ، والنجوم الزاهرة ٣ / ١٣٣ ، وطبقات الحفّاظ للسيوطي ٢٨٦ ، ٢٨٧ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٣٢٤ ، وشذرات الذهب ٢ / ٢٠٥ ، وطبقات الشافعية لابن هداية الله ٨.

(٤) هكذا بالشين المعجمة في كل المصادر ، إلّا في «الإكمال لابن ماكولا» فقيّده : «البوسنجي» ، =

٢٣٥

شيخ أهل الحديث في زمانه بنيسابور.

رحل وطوّف وصنّف ، وسمع : يحيى بن بكير ، ويوسف بن عديّ ، وروح بن صلاح ، وجماعة بمصر ، ومحمد بن سنان العوفيّ ، وأميّة بن بسطام ، ومسدّدا ، وعبد الله بن محمد بن أسماء ، ومحمد بن المنهال الضّرير ، وعبيد الله بن عائشة ، وهدبة بن خالد بالبصرة ، وإسماعيل بن أبي أويس ، وإبراهيم بن حمزة ، وجماعة بالمدينة ، وسعيد بن منصور بمكّة ، وأحمد بن يونس اليربوعيّ ، وجماعة بالكوفة ، وسليمان ابن بنت شرحبيل ، وجماعة بدمشق ، وأبا نصر التّمّار ، وطبقته ببغداد.

ذكره السّليمانيّ فقال : أحد أئمّة أصحاب مالك ، ثمّ سمّى شيوخه.

وعنه : محمد بن إسحاق الصّغانيّ ، ومحمد بن إسماعيل البخاريّ وهما أكبر منه ، وابن خزيمة ، وأبو العبّاس الدّغوليّ ، وأبو حامد بن الشّرقيّ ، وأبو بكر أحمد بن إسحاق الصّبغيّ ، ودعلج ، ويحيى بن محمد العنبريّ ، وإسماعيل بن نجيد ، وخلق كثير آخرهم موتا أبو الفوارس أحمد بن محمد بن جمعة المتوفّى سنة ستّ وستّين وثلاثمائة.

قال دعلج : حدّثني فقيه من أصحاب داود بن عليّ أنّ أبا عبد الله دخل عليهم يوما ، وجلس آخر النّاس. ثمّ إنّه تكلّم مع داود ، فأعجب به وقال : لعلّك أبو عبد الله البوشنجيّ؟

قال : نعم.

فقام إليه وأجلسه إلى جنبه ، وقال لأصحابه : قد حضركم من يفيد ولا يستفيد.

__________________

= بالسين المهملة (١ / ٤٢٤).

٢٣٦

وقال يحيى العنبريّ : شهدت جنازة الحسين القبّانيّ ، فصلّى عليه أبو عبد الله البوشنجيّ ، فلمّا أراد الانصراف قدّمت دابّته ، وأخذ أبو عمرو الخفّاف بلجامه ، وأخذ ابن خزيمة بركابه ، وأبو بكر الجاروديّ ، وإبراهيم بن أبي طالب يسوّيان عليه ثيابه ، فمضى ولم يكلّم واحدا منهم.

وقال ابن حمدان : سمعت ابن خزيمة يقول : لو لم يكن في أبي عبد الله من البخل بالعلم ما كان ، ما خرجت إلى مصر.

وقال منصور بن الهرويّ : صحّ عندي أنّ اليوم الّذي توفّي فيه البوشنجيّ سئل ابن خزيمة عن مسألة ، فقال : لا افتى حتى يوارى ابو (١) عبد الله لحده.

وقال ابو النضر محمد بن محمد الفقيه : سمعت ابا عبد الله البوشنجي يقول : من أراد الفقه والعلم بغير أدب ، فقد اقتحم أن يكذب على الله ورسوله.

قلت : وكان أبو عبد الله إماما في اللّغة وكلام العرب.

قال أبو عبد الله الحاكم : سمعت أبا بكر بن جعفر : سمعت أبا عبد الله البوشنجيّ يقول للمستملي : الزم لفظي.

وقال : سمعت أبا بكر محمد بن جعفر : سمعت أبا عبد الله البوشنجيّ يقول : عبد العزيز بن محمد الأندراورديّ.

وقال عبد الله بن الأخرم : سمعت أبا عبد الله البوشنجيّ غير مرّة يقول : ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ، وذكر بملء الفم.

وقال أبو عبد الله : ثنا أبو جعفر النّفيليّ ، ثنا عكرمة بن إبراهيم قاضي الرّيّ ، عن عبد الملك بن عمير ، عن موسى بن طلحة قال : ما رأيت أحدا أخطب ولا أعرب من عائشة.

وقال الحاكم : ثنا محمد بن أحمد بن موسى الأديب : ثنا أبو عبد الله البوشنجيّ : ثنا عبد الله بن يزيد الدّمشقيّ ، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال : رأيت في المقسلاط صنما من نحاس ، إذا عطش نزل فشرب. فسمعت

__________________

(١) في الأصل : «أبا».

٢٣٧

البوشنجيّ يقول : ربّما تكلّمت العلماء بالكلمة على المعارضة ، وعلى سبيل تفقّدهم علوم حاضريهم ، ومقدار أفهامهم ، تأديبا لهم ، وامتحانا لأوهامهم. هذا عبد الرحمن وهو أحد علماء الشام ، وله كتب في العلم قال : رأيت على المقسلاط ، وهو موضع بدمشق ، وهو سوق الرّقيق ، قال : رأيت عليه صنما ، وهو عامود طويل ، إذا عطش نزل فشرب ، يريد أنّه لا يعطش. ولو عطش نزل ، يريد أنّه لا ينزل. فهو ينفي عنه النّزول والعطش.

وقال أبو زكريّا العنبريّ : سمعت أبا عبد الله البوشنجيّ يقول : محمد بن إسحاق بن سيّار عندنا ثقة.

قال الحاكم : كان والد أبي زكريّا قد تكفّل بأسباب أبي عبد الله البوشنجيّ ، فسمع منه أبو زكريّا الكثير وقال : قال لي مرّة : أحسنت. ثمّ التفت إلى أبي فقال : قد قلت لابنك أحسنت ، ولو قلت هذا لأبي عبيد لفرح.

وقال الحسن بن يعقوب : كان مقام أبي عبد الله بنيسابور على اللّيثيّة ، فلمّا انقضت أيّامهم خرج إلى بخارى ، إلى حضرة إسماعيل الأمير ، فالتمس منه بعد أن أقام عنده برهة أن يكتب أرزاقه بنيسابور.

وقال الحاكم : سمعت الحسين بن الحسن الطّوسيّ : سمعت أبا عبد الله البوشنجيّ يقول : أخذت من اللّيثيّة سبعمائة ألف درهم.

وقال دعلج : سمعت أبا عبد الله يقول ، وأشار إلى أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة فقال : محمد بن إسحاق كيّس ، ولا أقول هذا لأبي ثور.

وقال محمد بن يعقوب بن الأخرم الحافظ : روى البخاريّ ، عن أبي عبد الله البوشنجيّ حديثا في «الصّحيح».

قلت : في «الصّحيح» للبخاريّ : ثنا محمد ، نا النّفيليّ ، فإن لم يكن البوشنجيّ وإلّا فهو محمد بن يحيى ، والأغلب أنّه البوشنجيّ في تفسير سورة البقرة (١). فإنّ الحديث بعينه رواه الحاكم عن أبي بكر بن أبي نصر : نا

__________________

(١) ج ٨ / ١٥٣ ، ١٥٤ باب : وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه.

٢٣٨

البوشنجي ، نا النّفيليّ : ثنا مسكين بن بكير : ثنا شعبة ، عن خالد الخزاعيّ الأصغر ، عن رجل من أصحاب النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو ابن عمر : أنّها نسخت (إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ) (١) الآية.

وقال الحاكم : ثنا الأصمّ ، ثنا الصّغانيّ : أخبرني محمد بن إبراهيم ، ثنا النّفيليّ ، فذكر حديثا. ثمّ قال الحاكم : ثناه محمد بن جعفر ، ثنا البوشنجيّ وقال : ثنا عنه بسرخس : عبد الله بن المغيرة المهلّبيّ ، وبمرو : محمد بن أحمد بن حاتم ، وجماعة ، وبترمذ : أبو نصر محمد بن محمد ، وببخارى :

أحمد بن سهل الفقيه ، وبسمرقند : عبد الله بن محمد الثّقفيّ ، وبنسف :

أحمد بن جمعة.

قلت : وقد وقع لي حديثه عاليا :

أخبرني محمد بن عبد السّلام ، وأحمد بن هبة الله ، وزينب بنت كنديّ ، قراءة عن المؤيّد الطّوسيّ ، أنّ أبا عبد الله الفراويّ ، أخبره عن عبد المعزّ الهرويّ ، أنّ تميما المؤدّب أخبره عن زينب الشّعريّة ، أنّ إسماعيل بن أبي القاسم أخبرها قال : أنا عمر بن أحمد بن مسرور ، ثنا إسماعيل بن نجيد الزّاهد سنة أربع وستّين وثلاثمائة : ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجيّ ، ثنا روح بن صلاح المصريّ ، ثنا موسى بن عليّ بن رباح ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الحسد في اثنتين :

رجل آتاه الله القرآن فقام به ، وأحلّ حلاله ، وحرّم حرامه ، ورجل آتاه الله مالا ، فوصل رحمه ، وعمل بطاعة الله ، تمنّى أن يكون مثله.

ومن يكن فيه أربع فلا يضره ما زوى عنه من الدّنيا : حسن خليقة ، وعفاف ، وصدق حديث ، وحفظ أمانة» (٢).

توفّي أبو عبد الله في غرّة المحرّم سنة إحدى وتسعين ، ودفن من الغد ، ومولده سنة أربع ومائتين (٣).

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية ٢٨٤.

(٢) ذكره السبكي في طبقات الشافعية الكبرى ٢ / ١٩٢ ، والسيوطي في الجامع الصغير ، ونسبه إلى ابن عساكر.

(٣) ذكره ابن أبي حاتم في : الجرح والتعديل ٧ / ١٨٧ وقال : «كتب إليّ ببعض فوائده».

٢٣٩

٣٥٤ ـ محمد بن إبراهيم بن سعد بن قطبة.

أبو عبد الله القيسيّ النّيسابوريّ.

سمع : يحيى بن يحيى ، وإسحاق بن راهويه ، وجماعة.

وعنه : أحمد بن أبي عثمان الحيريّ ، وغيره.

توفّي سنة إحدى أيضا ، وقد تردّد أيضا إلى أحمد بن حرب الزّاهد.

٣٥٥ ـ محمد بن إبراهيم بن شبيب (١).

أبو عبد الله الأصبهانيّ العسّال.

سمع : إسماعيل بن عمرو البجليّ ، وحبّان بن بشر القاضي ، ومحمد بن المغيرة.

وعنه : أبو الشّيخ ، وأبو أحمد العسّال ، وأحمد بن بندار ، والطّبرانيّ ، وغيرهم.

وكان أحد الثّقات ببلده (٢).

توفّي سنة اثنتين وتسعين.

وقال أبو عبد الله بن مندة : حدّث عن إسماعيل بن عمرو [البجليّ ، ثنا إسماعيل بن عيّاش ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أما يخشى الّذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحوّل الله رأسه رأس حمار»] (٣).

__________________

(١) انظر عن (محمد بن إبراهيم بن شبيب) في :

المعجم الصغير للطبراني ٢ / ٥١ ، ٥٢ ، وفيه تحرّف «شبيب» إلى «حبيب» ، وذكر أخبار أصبهان لأبي نعيم ٢ / ٢١٧ ، ٢١٨.

(٢) وثّقه أبو نعيم.

(٣) في الأصل بياض ، وما بين الحاصرتين استدركته من (ذكر أخبار أصبهان ٢ / ٢١٨) والحديث رواه البخاري في صلاة الجماعة ٢ / ١٥٣ باب : إثم من رفع رأسه قبل الإمام ، ومسلم في الصلاة (رقم ٦٢٣) باب : التشديد في الّذي يرفع رأسه قبل الإمام ، والنسائي ٢ / ٩٦ في الإمامة ، باب :

مبادرة الإمام ، والطبراني في معجمه الصغير ١ / ١١٠.

وفي رواية لأبي هريرة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أما يخشى الّذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحوّل الله رأسه رأس شيطان».(معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي ـ بتحقيقنا ـ ١٤٧ رقم ١٠٢).

وفي رواية أخرى قال : «الّذي يرفع رأسه ويخفضه قبل الإمام فإنما ناصيته بيد شيطان».(أخرجه الإمام مالك في الموطّأ ١ / ٩٢ في الصلاة ، باب : ما يفعل من رفع رأسه قبل الإمام).

٢٤٠