في ظلال التّوحيد

الشيخ جعفر السبحاني

في ظلال التّوحيد

المؤلف:

الشيخ جعفر السبحاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: نشر مشعر
الطبعة: ١
ISBN الدورة:
964-6293-82-4

الصفحات: ٧١٢

خاتمة المطاف : آيتان على مائدة التفسير

قد تعرّفت على أدلّة جواز التوسّل بالأنبياء والصالحين ، بأقسامه المختلفة ، وربّما تثار شبهة حول التوسّل يُتمسك لها ببعض الآيات ، فإكمال البحث يقتضي توضيح بعض هذه الآيات التي وقعت ذريعة للشبهة لأجل التفسير بالرأي ، فحاشا أن يكون بين الآيات تهافت واختلاف بأن يدلّ بعضها على جواز التوسّل وبعضها الآخر على المنع ، وحاشا أن تكون السنّة المتواترة على جواز التوسّل مضادّة للقرآن الكريم وإنّما استغلّهما القائل إذ ولج في تفسير الآية من غير بابها وإليك بعض هذه الآيات :

الآية الأُولى

قوله سبحانه : (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً* أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً) (١).

وتوضيح الآيتين على وجه يقلع الشبهة من رأس :

تردّ الآيتان على الذين كانوا يعبدون الوسائط والوسائل بتخيّل أنّها تستطيع كشف الضرّ وتحويله عنهم ، وأنّها تملك ذلك ، فلأجل تلك الغاية كانوا يعبدون الجنّ والملائكة وغيرهم ، وكانوا يسمّونهم آلهة ، والآيتان تحتجّان على نفي ألوهيتهم بحجة أنّ الإله المستحقّ للعبادة يجب أن يكون قادراً على إيصال النفع ودفع الضرر ، إذ هو لازم ربوبية الربّ ، لكن الذين يدعون هؤلاء ويعبدونهم لا

__________________

(١) الإسراء : ٥٦ ـ ٥٧.

٦٤١

يستطيعون ذلك ، أي كشف ضُرٍّ مسّهم أو تحويله عنهم إلى غيرهم ، فعند ذلك تبطل ربوبيتهم فلا يستحقّون العبادة ، وإلى ذلك المعنى يشير سبحانه بقوله : (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً).

هذا هو الدليل الأوّل الذي أبطل به سبحانه ألوهيتهم وربوبيتهم واستحقاقهم للعبادة.

ثمّ إنّه سبحانه عاد إلى الاحتجاج عليهم بدليل آخر وحاصله : أنّ الذين تعبدونهم وتزعمون أنّهم يستطيعون كشف الضرّ وتحويله ـ نفس هؤلاء ـ يدعون الله تعالى ويطلبون القربة إليه بفعل الخيرات حتى أنّ الأقرب منهم يبتغي الوسيلة إلى الله فكيف بغير الأقرب ، والجميع يرجون رحمة الله ويخافون عذابه ، إنّ عذاب ربّك كان محذوراً ، فإذا كان الحال كذلك فاللازم عليكم ترك عبادة هؤلاء ورفضهم والإقبال على عبادة الله تبارك وتعالى وإلى ذلك يشير قوله سبحانه في الآية الثانية :

(أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً).

فأشار «بأُولئك» إلى آلهتهم ، وبقوله : «الذين يدعون» إلى عبادتهم لهم ، ثمّ وصف آلهتهم بالجمل التالية وهي ، هؤلاء الآلهة :

١ ـ يبتغون إلى ربّهم الوسيلة.

٢ ـ الذي هو أقربهم إلى الله يبغي الوسيلة فكيف بغير الأقرب.

٣ ـ والجميع الأقرب وغير الأقرب (يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخافُونَ عَذابَهُ إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً) فالآيتان بصدد إبطال ألوهية هؤلاء وعدم استحقاقهم للعبادة لعدم ثبوت ملاك العبادة فيهم.

فأيّ صلة للآيتين بنفي التوسّل ، أي التوسّل بعباد صالحين لا يعتقد المتوسّل

٦٤٢

فيهم شيئاً من الربوبية ولا استطاعة لكشف الضر وتحويله ، بل هم عباد صالحون تستجاب دعوتهم ، فلو كانت الآية عامة لصورة التوسّل بدعائهم يلزم التهافت بينها وبين قوله سبحانه: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً) (١).

فالإنسان المصر على عقيدته الذي لا يريد أن يعدل عنها أمام الآيات البيّنات ليس له إلّا إخراج الآية عن مفادها وتفسيرها لأجل رأي مسبق ، فشتّان بين مفاد الآية ، أي عبادة الوسائط بزعم أنّهم آلهة يستطيعون كشف الضر وتحويله وقضاء الحاجة ، وبين توسيط الشخصيات الصالحة بما هم عباد الله ، وبما لهم من منزلة وكرامة عند الله حتى يدعوا للمتوسّل أو يستجيب الله تعالى دعاءه لأجل قربهم وكرامتهم عنده ، فالآية ناظرة إلى المعنى الأوّل دون الثاني.

الآية الثانية

قال سبحانه : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (٢).

ربما يقال : إنّ التوسّل نوع من الاستعانة بغير الله سبحانه ، وهو ينافي الحصر الموجود في قوله : (إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).

والجواب : أنّ الاستعانة بالناس والاستغاثة بهم لا يتنافى مع حصر الاستعانة بالله في قوله : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) لأنّ الاستعانة بهم (باعتقاد أنّه سبحانه هو الذي جهزهم بالقوة ، فلو قاموا بعمل فإنّما يقومون به بحوله وقوّته سبحانه) يؤكد حصر الاستعانة فيه عزوجل.

وإنّما ينافي الحصر لو اعتقدنا بأنّ للأسباب والوسائط أصالة واستقلالاً في

__________________

(١) النساء : ٦٤.

(٢) الفاتحة : ٥.

٦٤٣

العمل والتصرف ، وهذا ما لا يليق أن ينسب إلى موحّد أبداً.

إنّ القرآن حافل بحصر أفعال بالله سبحانه ، فينسبها إليه في صورة الحصر ، ولكنّه يعود فينسبها في نفس الوقت إلى غيره وليس هناك تهافت وتضادّ بين الإسنادين والنسبتين ؛ لأنّ المحصور في الله سبحانه غير المنسوب إلى غيره.

يقول سبحانه : (إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) وفي الوقت نفسه يقول عزوجل : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) (١).

قال الدكتور عبد الملك السعدي : أمّا من يمنع ذلك ويستدلّ بقوله : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) وبقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله لابن عباس : «وإذا استعنت فاستعن بالله» وبقوله : «لا يستغاث بي وإنّما المغيث هو الله».

فالجواب عنه : أنّ الإعانة تكون حقيقية ومجازية ، فالمعين الحقيقي هو الله وطلب الإعانة من غيره مجاز ، ولو لا إمداد الله له بالعون والقوّة لما استطاع أن يعينك ، فالاستعانة بالإنسان هي استعانة بالقوة والملكة والسلطة التي منحه الله إيّاه إذ لا حول ولا قوّة إلّا بالله ، فالآية حصرت الاستعانة الحقيقية بالله تعالى ، وكذا وصية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لابن عباس من هذا القبيل ، والآية والحديث فيهما توجيه للعبد ، أن لا ينسب إلى المخلوق حولاً ولا قوة ، ولو طلب العون المجازي منه وإذا لم توجّه الآية والحديث هذا التوجيه فانّه ستتعارض مع قوله تعالى : (وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى) (٢) وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه».

أمّا الحديث الأخير فإنّه ضعيف ؛ لأنّ في سنده ابن لهيعة فلا يقاوم الأحاديث الصحاح ولا مدلول الآية (٣).

__________________

(١) البقرة : ٤٥.

(٢) المائدة : ٢.

(٣) البدعة في مفهومها الإسلامي الدقيق : ص ٥٣ ـ ٥٤.

٦٤٤

والأولى أن يعبّر عن الحقيقي والمجازي بالاستقلال وعدم الاستقلال ، بالأصالة والتبع ، فالله سبحانه يملك كلّ شيء استقلالاً وأصالة والعبد يملك العون والقدرة ، ولكن بإذنه ومشيئته في كل آن ، فهو الذي أراد أن يقدر العبد ويستطيع على إقامة الفرائض والسنن.

فالعون القائم بالذات غير المفاض هو عون الله سبحانه ، وأمّا العون المفاض المحدود فهو عون العبد ، فلو استعان بالعبد بما أنّه معين مستقل وبالأصالة فهو مشرك ، لأنّه جعلَ المخلوق مكان الخالق ، ولو طلب منه بما أنّه أقدر الله عليه وأجاز له أن يعين أخاه ، فقد طلب شيئاً مشروعاً وهو نفس التوحيد.

هذا من غير فرق بين من يستعين بالأحياء وبالأموات ، غاية الأمر إذا كان الميت غير مستطيع على الإعانة تكون الاستعانة لغواً ، وإن كان قادراً فتكون الاستعانة عقلائية ، فالحياة والموت ليسا ملاكاً للتوحيد والشرك ، بل ملاكان للجدوى وعدمها.

* * *

٦٤٥

(١٠)

التوسّل بالنبي متواتر إجمالاً

إنّ هناك لفيفاً من التوسّلات المبثوثة في كتب التاريخ والتفسير والسيرة وغيرها ؛ وهي بأجمعها تدلّ على جريان السيرة على التوسّل بالرسول ؛ وهي تدلّ على جواز التوسّل بدعاء الرسول أو بذاته أو بمنزلته حيّاً وميتاً ، والكل يعرب عن كونه أمراً رائجاً بين المسلمين غير منكر ، وانّما حدث الإنكار في الآونة الأخيرة أي بعد سبعة قرون متكاملة ، فلم ينبس فيها أحد ببنت شفة بالإنكار أبداً.

نعم هناك بعض يمنعون التوسّل ، ولكنّهم لمّا وقعوا أمام هذه الروايات الهائلة الدالّة على جواز التوسّل بدعائه أو بذاته وشخصه حيّاً وميتاً ، حاولوا أن يناقشوا في أسناد هذه الروايات ، غافلين عن أنّ هذه الروايات مستفيضة ، بل متواترة في مفادها الإجمالي ؛ أي جواز التوسّل بنفسه ، ولا وجه للمناقشة في اسنادها وقال ابن تيميّة : «والمراسيل إذا تعدّدت طرقها وخلت عن المواطأة قصداً أو الاتفاق بغير قصد كانت صحيحة قطعاً» (١).

__________________

(١) مقدمة في أُصول التفسير : ص ٢٤.

٦٤٦

وأنت إذا لاحظت ما سبق من الصحاح والحسان وما نذكره الآن تذعن لتواترها الإجمالي :

١ ـ توسّل الأعرابي بالنبي نفسه

روى جمع من المحدّثين أنّ أعرابياً دخل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : لقد أتيناك وما لنا بعير يئط ، ولا صغير يغط ، ثمّ أنشأ يقول :

أتيناك والعذراء تَدمى لبانها

وقد شغلت أُمّ الصبي عن الطفل

ولا شيء ممّا يأكل الناس عندنا

سوى الحنظل العامي والعلهز الفسل

وليس لنا إلّا إليك فرارنا

وأين فرار الناس إلّا إلى الرسل؟

فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يجر رداءه حتى صعد المنبر ، فرفع يديه وقال : اللهمّ اسقنا غيثاً مغيثاً ... فما ردّ النبي يديه حتى ألفت السماء ... ثمّ قال : لله درّ أبي طالب ، لو كان حيّاً لقرّت عيناه. من ينشدنا قوله؟

فقام علي بن أبي طالب عليهما‌السلام وقال : كأنّك تريد يا رسول الله قوله :

وأبيض يستسقي الغمام بوجهه

ثمال اليتامى عصمة للأرامل

يطوف به الهلّاك من آل هاشم

فهم عنده في نعمة وفواضل

فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أجل.

فأنشد علي عليه‌السلام أبياتاً من القصيدة ، والرسول يستغفر لأبي طالب على المنبر ، ثمّ قام رجل من كنانة وأنشد يقول :

لك الحمد والحمد ممّن شكر

سُقينا بوجه النبي المطر (١)

__________________

(١) السيرة الحلبية ١ : ١١٦. لاحظ فتح الباري ٢ : ٤٩٤ ، والقصيدة مذكورة في السيرة النبوية لابن هشام ١ : ٢٧٢ ـ ٢٨٠

٦٤٧

دلالة الحديث :

إنّ الإمعان في مجموع الرواية يعرب عن أنّ الأعرابي توسّل بشخص النبي وطلب منه قضاء حاجته ، والدليل على ذلك الأُمور الآتية :

أ ـ أتيناك وما لنا بعير يئط.

ب ـ أتيناك والعذراء تدمى لبانها.

ج ـ وليس لنا إلّا إليك فرارنا.

د ـ وأين فرار الناس إلّا إلى الرسل؟

ه ـ إنشاء علي بن أبي طالب شعر والده ، وهو يتضمّن قوله : وأبيض يستسقي الغمام بوجهه.

٢ ـ شعر صفيّة في رثاء النبي

أنشدت صفية بنت عبد المطلب عمّة النبي قصيدة بعد وفاة النبي في رثائهصلى‌الله‌عليه‌وآله وجاء فيها قولها :

ألا يا رسول الله أنت رجاؤنا

وكنت بنا برّاً ولم تك جافيا

وكنت بنا برّاً رءوفاً نبيّنا

ليبك عليك اليوم من كان باكيا (١)

إنّنا نستنتج من هذه المقطوعة الشعرية ـ التي أُنشدت على مسمع من الصحابة وسجّلها المؤرّخون وأصحاب السير ـ أمرين :

الأوّل : إنّ مخاطبة الأرواح ـ وبالخصوص مخاطبة رسول الله بعد وفاته ـ كان

__________________

(١) ذخائر العقبى : ص ٢٥٢ ؛ مجمع الزوائد ٩ : ٣٦ ؛ ونشير إلى أنّ جملة : «أنت رجاؤنا» في الشطر الأوّل جاءت في هذا المصدر هكذا (كنت رجاؤنا)

٦٤٨

أمراً جائزاً وجارياً وقولها : «يا رسول الله» لم يكن لغواً ولا شركاً.

الثاني : إنّ قولها : «أنت رجاؤنا» يدلّ على أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله هو أمل المجتمع الإسلامي في كل العصور والأحوال ، ولم تنقطع الروابط والعلاقات معه صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى بعد وفاته.

٣ ـ خبر العتيق

روى الإمام القسطلاني في المواهب اللدنية : وقف أعرابي على قبره الشريفصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : اللهمّ إنّك أمرت بعتق العبيد وهذا حبيبك وأنا عبدك فأعتقني من النار على قبر حبيبك ، فهتف به هاتف : يا هذا سألت العتق لك وحدك؟ هلّا سألت العتق لجميع المؤمنين اذهب فقد أعتقتك.

ثمّ أنشد القسطلاني البيتين المشهورين وهما :

إنّ الملوك إذا شابت عبيدهم

في رقّهم أعتقوهم عتق أحرار

وأنت يا سيدي أولى بذا كرماً

قد شِبتُ في الرقّ فاعتقني من النار (١)

٤ ـ خبر حاتم الأصمّ

نقل في المواهب عن الحسن البصري ، قال : وقف حاتم الأصم على قبره صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا ربّ إنّا زرنا قبر نبيّك صلى‌الله‌عليه‌وآله فلا تردّنا خائبين ، فنودي : يا هذا ما أذنّا لك في زيارة قبر حبيبنا إلّا وقد قبلناك فارجع أنت ومن معك من الزوّار مغفوراً لكم.

ثمّ ذكر في المواهب كثيراً من البركات التي حصلت له ببركة توسّله بالنبي (٢).

__________________

(١) المواهب اللدنية بالمنح المحمدية ٤ : ٥٨٤ ط. دار الكتب الإسلامي

(٢) المصدر نفسه.

٦٤٩

٥ ـ اللهمّ ربّ جبرئيل وميكائيل

روى النووي أنّ النبي أمر أن يقول العبد بعد ركعتي الفجر : «اللهمّ ربّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ومحمد أجرني من النار» (أو) «أعوذ بك من النار». وخصّ هؤلاء بالذكر للتوسّل بهم في قبول الدعاء وإلّا فهو سبحانه ربّ جميع المخلوقات.

والحديث صحّحه الحاكم ، وقال ابن حجر : إنّه حسن (١).

٦ ـ حديث السؤال بالأنبياء

يروى عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جدّه أنّ أبا بكر الصدّيق أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إنّي أتعلّم القرآن وينفلت منّي. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «قل : اللهمّ إنّي أسألك بمحمد نبيّك ، وإبراهيم خليلك ، وبموسى نجيّك ، وعيسى روحك وكلمتك ، وبتوراة موسى ، وإنجيل عيسى ، وفرقان محمد وبكل وحي أوحيته وقضاءً قضيته ...».

قال ابن تيمية : هذا الحديث ذكره زرين بن معاوية العبدري في جامعه. ونقله ابن الأثير في جامع الأُصول ، ولم يعزه لا هذا ، ولا هذا إلى كتاب من كتب المسلمين ، لكنّه رواه من صنَّف في عمل يوم وليلة كابن السنّي ، وأبي نعيم. وقد رواه أبو الشيخ الاصبهاني في كتاب «فضائل الأعمال» (٢).

__________________

(١) الدرر السنيّة : ص ٣٠ ؛ التوصل إلى حقيقة التوسّل : ٣٠٦ عن كتاب الأذكار للنووي.

(٢) التوصّل إلى حقيقة التوسّل : ص ٣١٠.

٦٥٠

٧ ـ حديث دعاء حفظ القرآن

ذكر موسى بن عبد الرحمن الصنعاني صاحب التفسير باسناده عن ابن عباس مرفوعاً ، أنّه قال : من سرّه أن يوعيه الله القرآن فليكتب هذا الدعاء : «... اللهمّ إنّي أسألك بأنّك مسئول لم يُسأل مثلك ولا يسأل وأسألك بمحمد نبيّك ، وإبراهيم خليلك ، وبموسى نجيّك ، وعيسى روحك وكلمتك ووجيهك ...» (١).

٨ ـ حديث استفتاح اليهود على المشركين بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله

يروى عن عبد الملك بن هارون بن عنترة ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كانت يهود خيبر تقاتل غطفان ... فكلّما التقوا هزمت يهود ، فعاذت بهذا الدعاء : «اللهمّ إنّا نسألك بحقّ محمد النبي الأُمّي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا آخر الزمان إلّا نصرتنا عليهم ، فكانوا إذا دعوا بهذا الدعاء هزموا غطفان ... فلما بُعث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كفروا به فأنزل الله تعالى : (وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا ...)(٢).

٩ ـ توسّل الشافعي بآل البيت

ذكر ابن حجر المكي في كتابه المسمّى ب «الصواعق المحرقة» من أشعار الإمام الشافعي هذين البيتين :

__________________

(١) التوصّل إلى حقيقة التوسّل : ص ٣١٠.

(٢) المصدر نفسه ، نقلاً عن الحاكم في المستدرك على الصحيحين. ولم نعثر عليه فيه بعد الفحص الأكيد. والآية في سورة البقرة : ٨٩.

٦٥١

آل النبي ذريعتي

وهم إليه وسيلتي

أرجو بهم أُعطى غداً

بيدي اليمين صحيفتي (١)

١٠ ـ استسقاء بلال بن حرث

روى البيهقي وابن أبي شيبة أنّ الناس أصابهم قحط في خلافة عمر رضى الله عنه ، فجاء بلال بن الحرث رضى الله عنه وكان من أصحاب النبي إلى قبر النبي ، وقالوا : يا رسول الله استسق لأُمّتك فإنّهم قد هلكوا ، فأتاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام وأخبره بأنّهم سيسقون (٢) ففيه النداء بعد وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله والخطاب بالطلب منه أن يستسقي لأُمّته.

ومراده من الاستسقاء بقرينة الحال دعاؤه سبحانه أن ينزل رحمته ، إليهم ، لا أن يصلّي صلاة الاستسقاء ، وليس العبرة بنوم بلال ، وإنّما العبرة بعمل ذلك الصحابي الذي كان في بعض غزواته (٣).

قال زيني دحلان : ومن تتبع أذكار السلف والخلف وأدعيتهم وأورادهم وجد فيها شيئاً كثيراً في التوسّل ولم ينكر عليهم أحد في ذلك حتى جاء هؤلاء المنكرون ، ولو تتبّعنا أكابر الأُمّة في التوسّل لامتلأت بذلك الصحف ، وفيما ذكر كفاية ومقنع لمن كان بمرأى من التوفيق ومسمع (٤).

تلك عشرة كاملة

ونلفت نظر القارئ بأنّ الاحتجاج بهذه الأحاديث العشرة الكاملة وما قبلها مبني على أمرين أُشير إليهما فيما سبق :

__________________

(١) الصواعق المحرقة : ص ١٨٠ ، ط. مكتبة القاهرة ، تحقيق عبد الوهاب

(٢) الدرر السنية : ص ١٨.

(٣) تهذيب الكمال ٤ : ٢٨٢ ؛ تهذيب تاريخ دمشق الكبير ٣ : ٣٠١ ـ ٣٠٣.

(٤) الدرر السنية : ص ٣١.

٦٥٢

١ ـ إنّ أصل التوسّل إذا كان شركاً أو محرّماً لم يتجرأ الوضّاع على أن يجعله أساساً لما يريده من الوضع والدس ، فهذا يعرب عن أنّ أساس (جواز التوسّل) كان أمراً مسلّماً فبنى عليه ما بنى من القصص والروايات لو افترضنا عدم صحتها ، لكن أنّى لنا هذه الفرية.

٢ ـ إنّ مجموع الروايات العشرة وما تقدّم عليها من الصحاح والحسان يثبت كون التوسّل بالنبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله بعامة صوره أمر استُفيض جوازه من النبي والصحابة ، بل تواتر إجمالاً وإن كانت الخصوصيات غير متواترة.

وليس المورد ممّا يقبل الجرح والدقّة في إسناد الروايات ؛ إذ ليس المقصود الإذعان بصحة كل ما جاء فيها من الخصوصيات ، وإنّما المقصود ثبوت جواز التوسّل بصورة عامة ببركة هذه الحكايات والقصص وإن كان بعضها ضعيف السند عند البعض وصحيحاً عند آخر.

ومن أراد ردّ هذه الروايات بضعف السند ، فقد ولج البيت من غير باب.

* * *

ما أُلّف حول التوسّل بقلم علماء الإسلام

لقد أُلّف حول التوسّل بخير الأنام وأولياء الله الكرام كتبٌ ورسائل قام بتأليفها لفيف من علماء الإسلام وأكابرهم الذين يعتمد على أقوالهم وآرائهم ، فأحببت أن أُنوّه ببعض أسمائها حتى يقف القارئ عليها ، وإذا أراد التوسّع فعليه الرجوع إليها :

١ ـ كتاب الوفا في فضائل المصطفى : لابن الجوزي (المتوفّى سنة ٥٩٧ ه‍) وقد أفرد باباً حول التوسّل بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وباباً حول الاستشفاء بقبره الشريف.

٢ ـ مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام : تأليف محمد بن نعمان

٦٥٣

المالكي (المتوفّى سنة ٦٧٣ ه‍) وقد نقل السمهودي في كتاب وفاء الوفا ، باب التوسّل بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن هذا الكتاب نقلاً كثيراً.

٣ ـ البيان والاختصار : لابن داود المالكي الشاذلي ، وقد ذكر فيه توسّل العلماء والصلحاء بالرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله في المحن والأزمات.

٤ ـ شفاء السقام : لتقي الدين السبكي (المتوفّى عام ٧٥٦ ه‍) وقد تحدّث عن التوسّل بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بشكل تحليلي رائع من ص ١٢٠ ـ ١٣٣.

٥ ـ وفاء الوفا لأخبار دار المصطفى : للسيد نور الدين السمهودي (المتوفّى سنة ٩١١ ه‍) وقد بحث عن التوسّل بحثاً واسعاً في الجزء الرابع من ص ٤١٣ ـ ٤١٩.

٦ ـ المواهب اللدنية : لأبي العباس القسطلاني (المتوفّى سنة ٩٣٢ ه‍) وسيوافيك كلامه في التوسّل.

٧ ـ شرح المواهب اللدنية : للزرقاني المالكي المصري (المتوفّى سنة ١١٢٢ ه‍) في الجزء الثامن ، ص ٣١٧.

٨ ـ صلح الإخوان : للخالدي البغدادي (المتوفّى سنة ١٢٩٩ ه‍) وله أيضاً رسالة خاصة في الردّ على الآلوسي حول موضوع التوسّل بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد طبعت الرسالة في سنة ١٣٠٦ ه‍.

٩ ـ كنز المطالب : للعدوي الحمزاوي (المتوفّى سنة ١٣٠٣ ه‍).

١٠ ـ فرقان القرآن : للعزامي الشافعي القضاعي ، وقد طبع هذا الكتاب مع كتاب الأسماء والصفات للبيهقي في ١٤٠ صفحة.

أيُّها القارئ الكريم : إنّ مطالعة هذه الكتب ـ وخاصة تلك التي تحدّثت بالتفصيل عن التوسّل ، ويأتي كتاب صلح الإخوان وفرقان القرآن في طليعتها ـ تثبت جريان سيرة المسلمين ـ في كلّ عصر ومصر ـ على التوسّل بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ولنقتصر على هذا المقدار ففيه كفاية لمن ألقى السمع وهو شهيد.

٦٥٤

كلام لابن حجر حول التوسّل

قال : وينبغي للزائر أن يكثر من الدعاء والتضرّع والاستغاثة والتشفّع والتوسّل بهصلى‌الله‌عليه‌وآله فجدير بمن استشفع به أن يشفعه الله تعالى فيه.

واعلم أنّ الاستغاثة هي طلب الغوث ، فالمستغيث يطلب من المستغاث به أن يحصل له الغوث منه ، فلا فرق بين أن يعبّر بلفظ : الاستغاثة أو التوسّل أو التشفّع أو التجوّه أو التوجّه ، لأنّهما من الجاه والوجاهة ، ومعناه : علو القدر والمنزلة.

وقد يتوسّل بصاحب الجاه إلى من هو أعلى منه ، ثمّ إنّ كلّاً من الاستغاثة والتوسّل والتشفّع والتوجّه بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كما ذكره في «تحقيق النصرة» و «مصباح الظلام» واقع في كل حال ، قبل خلقه وبعد خلقه ، في مدة حياته في الدنيا وبعد موته في مدّة البرزخ ، وبعد البعث في عرصات القيامة.

فأمّا الحالة الأُولى فحسبك ما قدّمته في المقصد الأوّل من استشفاع آدم عليه‌السلام به لما أُخرج من الجنّة ، وقول الله تعالى له : «يا آدم لو تشفّعت إلينا بمحمد في أهل السماوات والأرض لشفّعناك».

وفي حديث عمر بن الخطاب عند الحاكم والبيهقي وغيرهما : وإن سألتني بحقّه فقد غفرت لك. ويرحم الله ابن جابر حيث قال :

به قد أجاب الله آدم إذ دعا

ونجا في بطن السفينة نوح

وما ضرت النار الخليل لنوره

ومن أجله نال الفداء ذبيح

وصحّ أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «لما اقترف آدم الخطيئة قال : يا ربّ ، أسألك بحقّ محمد لما غفرت لي ، قال الله تعالى : يا آدم ، وكيف عرفتَ محمّداً ولم أخلقه؟ قال : يا ربّ إنّك لمّا خلقتني بيدك ونفخت في من روحك ، رفعت رأسي فرأيت قوائم العرش مكتوباً عليها لا إله إلّا الله ، محمّد رسول الله ، فعرفت أنّك

٦٥٥

لا تضيف إلى اسمك إلّا أحبّ الخلق إليك. فقال الله تعالى : صدقتَ يا آدم ، إنّه لأحبّ الخلق إليّ ، وإذ سألتني بحقّه ، فقد غفرت لك ولو لا محمّد ما خلقتك». ذكره الطبري ، وزاد فيه : «وهو آخر الأنبياء من ذريتك» (١).

وأمّا التوسّل بعد خلقه في مدّة حياته ، فمن ذلك الاستغاثة به صلى‌الله‌عليه‌وآله عند القحط وعدم الأمطار ، وكذلك الاستغاثة به من الجوع ونحو ذلك ممّا ذكرته في مقصد المعجزات ومقصد العبادات في الاستسقاء ، ومن ذلك استغاثة ذوي العاهات به ، وحسبك ما رواه النسائي والترمذي عن عثمان بن حنيف أنّ رجلاً ضريراً أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ادع الله أن يعافيني ، قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء : «اللهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك محمد نبيّ الرحمة ، يا محمد إنّي أتوجّه بك إلى ربّك في حاجتي لتقضى ، اللهمّ شفّعه في» وصحّحه البيهقي وزاد : «فقام وقد أبصر».

وأمّا التوسّل به صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد موته في البرزخ وهو أكثر من أن يحصى أو يدرك باستقصاء وفي كتاب «مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام» للشيخ أبي عبد الله ابن النعمان طُرَف من ذلك.

إنّ لابن حجر العسقلاني مقاماً شامخاً عند أهل الحديث ، لا يعدل عنه إلى غيره إلّا بدليل وهو خرّيت فنّ الحديث وأُستاذه ، فكلامه يعرب عن تسليمه صحة ما نقل من الأحاديث التي تقدّمت في الفصول السابقة.

* * *

أخي العزيز : لقد عالجت في هذا الفصل مسألة التوسّل التي قد أثارت في بعض الأجواء قلقاً واضطراباً ، ولو أنَّ إخواننا نظروا إلى كتاب الله وسنّة نبيّه نظرة

__________________

(١) المواهب اللدنية بالمنح المحمدية ٤ : ٥٩٣ ـ ٥٩٥.

٦٥٦

فاحصة متجردة عن كل رأي مسبق لوجدوا فيهما بياناً شافياً ، لا يدع شكّاً لشاك ولا ريباً لمرتاب ، وبما أنّ بعضهم ـ سامحه الله ـ ربّما يرمي المتوسّل بتأليه المتوسِّل به ، أو يعد عمله بدعة ؛ وضعنا أمامك بحثاً موجزاً حول التوسّل ليقف القارئ على أنّ المتوسِّل بالأسباب ـ مادية كانت أم معنوية ـ يؤمن بالتوحيد في العبادة وحرمة البدعة أتمّ الإيمان ، وأنّه مع إيمانه وتسليمه بهما يتوسل بما سُوِّغ في الشريعة الإسلامية التمسّك به.

نسأله سبحانه أن يرزقنا توحيد الكلمة ، كما تفضّل علينا بكلمة التوحيد إنّه على ذلك قدير وبالإجابة جدير.

تمّ الكتاب بيد مؤلّفه الفقير الى الله الغنيّ

جعفر السبحاني

عُفي عنه

٦٥٧
٦٥٨

فهرس الأَعلام والكُنى والأللقاب

(ا)

آدم : ٢٠ ، ٢١ ، ٢٢ ، ٢٣ ، ١٧٧ ، ٢٤٧ ، ٢٩٣ ، ٣٦٨ ، ٣٥٦ ، ٥٩٢ ، ٦٠٥ ، ٦٣١ ، ٦٣٤ ، ٦٣٧ ، ٦٤٤

آسیة : ٣٥٩

الآشتیانی : ٧٧

إبراهيم عليه السلام : ٣٥ ، ٩٢ ، ١٠٠ ، ١٢٦ ، ٣٢٦ ، ٣٣٦ ، ٣٣٧ ، ٣٦٤ ، ٣٦٧ ، ٣٨٣ ، ٤٣٤ ، ٥٣٣ ، ٥٦٣ ، ٥٨٣ ، ٥٨٤ ، ٦٣٨ ، ٦٥٠ ، ٦٥١ ، ٦٥٥

ابراهيم الباجوري الشافعي : ٢٥٩

ابراهيم بن أبي الأسلمي : ٢٧٥

إبراهيم بن رسول الله : ٢٤٨ ، ٣٦٣ ، ٣٦٤

إبراهيم بن محمد الشيرازي الشافعي : ٢٤٨

ابن أبي حاتم : ٣٨٧ ، ٥٥٢

ابن أبي الاحديد : ١٠٦ ، ٣٨٠

ابن أبي الدنيا : ٢٧٢ ، ٤٤٢

أبن أبي شيبة : ١٤٩ ، ٤٦٣ ، ٦٥٢

أبن أبي العز الدمشقي : ٤٤٥

أبن أبي عمير : ٤٥٢

ابن أبي نجران : ٢٧٦

ابن الأثير : ٧٤ ، ١١٣ ، ٢٠٢ ، ٦٢١ ، ٦٥٠

ابن اخوة القرشي : ١٥٥

ابن اسحاق : ١٠٥ ، ٢٠٩ ، ٢٢١

ابن الأشعث : ٦٢٦

ابن بريدة : ٢٤٤

ابن بطة العكبري الحنبلي : ٢٨٠

ابن بلهيد : ٩٩ ، ٣٧٣ ، ٣٧٤ ، ٣٩٠

٦٥٩

ابن التين : ٢٠٤

ابن جابر : ٦٥٥

ابن جبير : ٣٥٦ ، ٣٥٧ ، ٣٥٨ ، ٣٦٠ ، ٣٦٢ ، ٣٦٣ ، ٣٦٤ ، ٣٦٥ ، ٣٦٦ ، ٣٧١

ابن جريج : ١٦٥ ، ٢٨٦

ابن الجوزي الحنبلي : ١٨ ، ٢٤٩ ، ٢٧٩ ، ٢٥٧ ، ٦٥٣ ، ٣٨٠ ، ٦٠٣

ابن الحاج : ١٢٨ ، ١٢٩ ، ١٣٠ ، ٢٥٠

ابن حبان : ١٨١ ، ٢٧٤ ، ٣٨٠ ، ٣٨٦ ، ٤٧٦ ، ٦١٨ ، ٦٢٥ ، ٦٢٨ ، ٦٢٩

ابن الحجاج البغدادي : ٣٧٢ ، ٤٥٢

ابن حجر العسقلاني : ٨٤ ، ٨٨ ، ٩٣ ، ٧٢ ، ١٤٥ ، ١٥٠ ، ١٥١ ، ١٧٠ ، ١٧١ ، ٢٢١ ، ٢١٣ ، ٦٥٦ ، ٣٧٨ ، ٣٧٩ ، ٣٨٠ ، ٣٨٣ ، ٦١٨ ، ٦٢٢ ، ٦٢٦ ، ٦٥٠ ، ٦٥١ ، ٦٥٥

ابن حجر الهيثمي : ٨٤ ، ٢٥٤ ، ٥٢٨

ابن حزم : ٧٤ ، ١١٣ ، ٤٤٦

ابن حليمة : ٣٦٠

ابن حميد : ٢٩٣ ، ٦٠٤

ابن خزيمة : ١٥٣ ، ٢٠٥ ، ٢٠٦ ، ٢٧٢ ، ٣٨٠

ابن داود للمالكي الشاذلي : ١٩١ ، ١٤٢ ، ٦٤٥

ابن جرب الحنبلي : ٨٤ ، ٨٨ ، ٣١٢

ابن رشد : ٢٠٨

ابن زهرة : ٢٩٦

ابن زياد : ٣٨١

ابن سعد : ٢٠١ ، ٦٢٦

ابن السكن : ٢٧٣

ابن السني : ٦٥٠

ابن سيابة : ٦١٨

ابن سيرين : ١٦٥ ، ٢٠٨

ابن شهاب : ١٠٥ ، ١٩٥ ، ١٩٦ ، ١٩٧

ابن صادق : ٦٠٤

ابن صدقة : ٢٧٤

ابن طاووس : ٢٢٣

ابن طريف : ٥٤١

ابن عباس : ١٨ ، ١٤٨ ، ١٨١ ، ١٨٣ ، ٢٠٨ ، ٢٠٩ ، ٢٢١ ، ٢٢٢ ، ٢٢٣ ، ٢٢٤ ، ٢٧١ ، ٢٧٢ ، ٢٧٣ ، ٣١٢ ، ٣١٤ ، ٣٣٣ ، ٣٣٥ ، ٤٤١ ، ٤٥٨ ، ٤٦٠ ، ٤٧٦ ، ٥٢٥ ، ٥٢٧ ، ٥٩٢ ، ٦٤٤ ، ٦٥١ ،

ابن عبد البر : ٢٠٠ ، ٢٠١ ، ٤٤١ ، ٦٢٨

ابن عدي : ١٨٠ : ١٨١ ، ٢٧٠ ، ٢٧٣ ، ٢٧٤ ، ٦١٧ ، ٦١٨ ، ٦٢٦

ابن عساكر : ٢٧٤ ، ٢٧٨ ، ٦٠٣ ، ٦١٩

ابن عمار : ٣٧٨

ابن عمر : ٣٧ ، ١٠٥ ، ١٨٢ ، ١٨٣ ، ٢٠٨ ، ٢٤٩ ، ٢٥٠ ، ٢٥١ ، ٢٦٩ ، ٢٧٠ ، ٢٧١ ، ٢٧٢ ، ٢٧٣ ، ٢٧٤ ، ٢٩٣ ، ٣٣٥ ، ٤٣٦ ، ٤٦٠ ، ٤٦٤ ، ٤٧٦

ابن عمران : ٥٨٤

ابن عون : ٣٧٩ ، ٣٨٠

ابن عيينة : ٦٠٣

ابن فارس : ١٧ : ٧٠ ، ٢٨٨

ابن قدامة : ١٨٩ ، ٢٠٩ ، ٢٥٠ ، ٢٥١ ، ٤٦٥

ابن قيم الجوزية : ١٧٧ ، ١٧٩ ، ١٨١ ، ٢٢٧.

٦٦٠